تقوية العضلات... تمارين تقي الأمراض

 

شبكة النبأ: تشهد مراكز اللياقة البدنية إقبالاً كبيراً خلال هذه الأيام، ويسود حالياً اتجاه نحو المزيد من الاهتمام بالتدريبات الرياضية، لما لها من نتائج إيجابية على الصحة والمظهر في الوقت نفسه، لأن المواظبة على ممارسة الرياضة تجعل الجسم أكثر لياقة وقوة، كما أن الشخص الرياضي يبدو بمظهر أجمل، إضافة إلى أنها تقي من الأمراض، لكن هناك كثيراً من الأشخاص الذين يضرون أجسامهم بشدة من جراء التدريب باستخدام أوزان ثقيلة للغاية، أو من خلال اتباع حركات رياضية خاطئة، أما المرء الذي يمارس التدريبات الرياضية بصورة صحيحة، فإنه يعمل على تعزيز حالته الصحية فيأ كثير من الجوانب وباستمرار. ويحذر هاينز كلاينودير، من الجامعة الرياضية بمدينة كولونيا الألمانية، من أن اللجوء المبكر إلى استعمال وزن ثقيل للغاية عند ممارسة تدريبات تقوية العضلات، يمكن أن ينطوي على مخاطر كبيرة. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ويقول: «العضو الأضعف من الجسم هو الذي يحدد درجة الشدة التي يمكن التدريب بها، لذلك قد يتعرض المرء في حالة التدريب بوزن ثقيل للغاية إلى الإصابة بتمزق في العضلات، أو خلع الكتف، أو حدوث أضرار بالهيكل العظمي»، وأضاف جان باولز، أخصائي الطب الرياضي، أن «درجة التحميل الصحيحة تعد أحد أهم ثلاثة عوامل لتدريب تقوية العضلات بشكل صحي». وينصح الخبير الألماني، الذي ألّف كتاباً في مجال الطب الرياضي، بأن الأوزان التي يمكن معها القيام بالتكرارات 10 إلى 20 مرة في كل مجموعة، تعادل 70٪ من القوة القصوى. وأوضح جان باولز «عندما يتحكم الرياضي في تنفيذ الحركة، فإن ذلك لا يؤدي أيضاً إلى التحميل بشكل مفرط، علاوة على أنه لا يجوز أداء تدريبات تقوية العضلات مع استخدام وزن منخفض للغاية مع معدل مرتفع للتكرارات أثناء التمرين»، ويؤكد باولز «يمكن تحقيق الكثير من التأثيرات الإيجابية، التي نعرفها من خلال الدراسات العلمية، عن طريق أداء تمارين تقوية العضلات بشكل مكثف». ولم توضح هذه الدراسات ما إذا كان تكرار التدريب 30 أو 40 مرة مع استخدام وزن منخفض، يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات إيجابية مماثلة. وعلى الرغم من ذلك فإن التدريبات بوزن منخفض تحسن من كفاءة عملية الأيض في العضلات، وهو الأمر الذي يساعد على تنشيط الألياف العضلية الحمراء، ولكن أداء التمرينات الرياضية بدرجة شدة مرتفعة يساعد على تقوية البنية العضلية، ويفيد الألياف العضلية البيضاء، وكلاهما في غاية الأهمية، لأن الشخص الرياضي يحتاج إلى الألياف العضلية البيضاء، على سبيل المثال، لأداء الحركات السريعة والوقاية من الإصابة.

وأشار الخبراء إلى أن أداء التدريبات الرياضية بشكل صحي لا يتوقف على ضرورة مواءمة درجة التحميل فحسب، بل ينبغي على الشخص اختيار التمرينات الرياضية بشكل صحيح أيضاً، وهو ما يعد ثاني العوامل الحاسمة في أداء تدريبات تقوية العضلات بشكل صحي، وأضاف البروفيسور أندرياس إمهوف، جراح تقويم العظام بجامعة ميونيخ التقنية: «يعد الظهر والجذع من أهم أجزاء الجسم التي ينبغي تقوية العضلات بهما، لأن ذلك يساعد على تعزيز اتزان وثبات الجسم بالكامل»، وبشكل أساسي يتعين على الرياضي تدريب جميع المجموعات العضلية الكبيرة في الجسم، وهناك مبدأ أساسي يتعين عليه مراعاته في تلك الأثناء، يتمثل في أنه يجب المعادلة ما بين تدريب مجموعة العضلات الناهضة والمتضادة، وكذلك العضلات القابضة والباسطة، ومنها على سبيل المثال، العضلة ذات الرأسين والعضلة ذات ثلاثة رؤوس. ففي هذه الحالة سيتم تدريب عضلات أحد المفاصل على الجانبين بشكل متوازن.

ويقول الخبير الألماني أندرياس إمهوف: «يؤدي التحميل على جانب واحد إلى تآكل العضلات».

وينصح الخبراء بأن التدريبات الفردية لإحدى العضلات لا تفيد الجسم والصحة، فعلى الرغم من أن تمرينات الضغط تؤدي إلى تقوية عضلات الصدر، وبالتالي يبدو الجسم في المرآة بمظهر جميل، إلا أن هذه العضلات بمفردها ليس لها وظيفة على الإطلاق. كما أن أداء تمرينات تقوية العضلات بشكل سليم يعني دائماً وجود تداخل وتفاعل بين العضلات، فعلى سبيل المثال، عضلات الظهر الضعيفة دائماً ما تؤدي إلى ضعف عضلات البطن.

وينصح الخبير الألماني هاينز كلاينودير الأشخاص المبتدئين في ممارسة تمرينات تقوية العضلات بضرورة استعمال الأجهزة الرياضية في البداية، حتى يقل بذلك معدل حدوث الأخطاء أثناء التمرين. أما بالنسبة للأشخاص الذين يمكنهم التحكم في مسارات الحركة بشكل متناسق، فيمكنهم أداء التمرينات المعقدة عن طريق وزن أجسامهم أو باستخدام الدمبل الطويل والقصير. وأوضح إمهوف أن ميزة هذه التمرينات تتمثل في أن التناسق الجيد يعزز بدوره من اتزان وثبات الجسم، ومَن يحرص على الالتزام بهذه القواعد عند أداء تمارين تقوية العضلات، فستعود عليه بالنفع الكثير لفترة طويلة، إذ يؤكد كلاينودير ذلك بقوله: «تؤثر تمارين تقوية العضلات بشكل إيجابي في كثير من الأمراض الشائعة، مثل آلام الظهر والسكري والسِمنة».

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/حزيران/2012 - 30/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م