استثمار الفضاء... غاية باتت متاحة!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لعل التطور العلمي والمعرفي الذي تحقق على يد البشرية في القرون الماضية والتسارع الكبير في مجال التكنولوجيا والعلوم المختلفة قد ساهم بشكل كبير في تطلع الانسان الى التوسع في مجالات ربما كانت مستحيلة في الماضي، فمن كان يفكر حتى وقت قريب بالصعود الى الفضاء وقطع المسافات الكونية الشاسعة بحثاً عن اي اثر للحياة بين مجاهل المجرات الفضائية والكواكب البعيدة مستخدمتاً بذلك احدث الوسائل العلمية والتكنولوجية من خلال ارسال مسابير وسفن فضائية خاصة لكن الامر تحول الى اكثر من مجرد حلم او حقيقة تطبق اليوم على نطاق واسع اثر التعاون الدولي في بناء منظومة فضائية متكاملة بإمكانات اقتصادية ضخمة حيث اصبح الحديث ايضاً يتناول مجالات اخرى غير التقصي والاكتشاف العلمي وبات البحث عن مردودات مادية ذات طابع استثماري وربحي يستهوي عدداً من الشركات والمهتمين لخوض هذا المجال والذي سعى بالفعل البعض منهم الى تحقيق خطوات عملية ملموسة وادراجها ضمن خطة مبرمجة لتفعيل السياحة الفضائية والبحث عن الموارد الطبيعية وغيرها من المجالات الاخرى التي يمكن الاستفادة منها بصورة عملية.   

"دراغون" تلتحم بمحطة الفضاء الدولية

حيث نجح اللقاء بين المركبة غير المأهولة "دراغون" التابعة لشركة "سبايس اكس" ومحطة الفضاء الدولية لتصبح اول مركبة خاصة تلتحم بالمحطة المدارية الامر الذي من شأنه احداث ثورة في عمليات النقل الفضائي، ومركبة دراغون البالغ وزنها ستة اطنان مجهزة بهوائيين شمسيين وهي قابلة للاستخدام مجددا وتنقل 521 طنا من المؤن الغذائية والمعدات المخبرية الى المحطة، ويمكنها نقل حمولة من ثلاثة اطنان، وتمت عملية الالتحام عند الساعة 16،02 ت.غ، بمساعدة الذراع الالية لمحطة الفضاء الدولية، وقبل ذلك وبتأخر ساعتين التقطت الذراع الالية التي شغلها رائدان من رواد المحطة الستة المركبة دراغون فصفق عندها المتابعون للمهمة في مركز متابعة محطة الفضاء الدولية ومركز "سبايس اكس" في هوثورن في كاليفورني، وتمت عملية "الالتقاط" على بعد 400 كيلومتر عموديا من شمال غرب استراليا في حين كانت المركبتان تسيران بسرعة 27 الف كيلومتر في الساعة على ما ذكر معلق تلفزيون وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، وهذا التأخر عائد الى خلل في نظام الملاحة الاساسي في المركبة دراغون تسبب به الانعكاس الضوئي للوح خارجي للقمرة اليابانية كيبو في محطة الفضاء الدولية على ما اوضحت الناسا. بحسب فرانس برس.

وكانت المركبة اقتربت من المحطة من دون اي مشاكل بعدما اعطى مسؤولو المهمة الضوء الاخضر قرابة الساعة 06،30 بتوقيت غرينتش، وعند الساعة 09،30 ت.غ، وكانت المركبة على بعد 250 كيلومترا من المحطة وبدأت بعدها مناورات "مراوحة" و تراجع قبل ان تواصل مساره، وكررت المناورات ذاتها في كل مرحلة حتى وصولها الى مسافة 30 مترا ومن ثم عشرة امتار من الذراع الالية مما سمح لمسؤولي المهمة بتحليل البيانات للتأكد من حسن عمل الانظمة، ويتوقع ان يفتح الباب الفاصل بين المحطة ودراغون عند الساعة العاشرة ت.غ، وسيبدأ عندها رواد المحطة تفريغ حمولة دراغون ونقلها الى المحطة قبل ان يحملوا المركبة ب660 كيلوغراما من التجارب العلمية التي اجرتها المحطة، وفي ختام مهمتها ينبغي ان تنفصل المركبة عن المحطة في 31 ايار/مايو للعودة في اليوم ذاته الى الارض على ان تحط في المحيط الهادئ قبالة شواطئ كاليفورنيا بواسطة مظلة، وكانت شركة "سبايس اكس" الخاصة اطلقت دراغون بواسطة صاروخ "فالكون 9" من قاعدة كاب كانافيرال الجوية في فلوريدا (جنوب شرق)،

وقال جون كولوريس مدير المهمة لدى "سبايس اكس" الخميس خلال مؤتمر صحافي انه "متفائل بحذر" مشيرا الى انها "رحلة تجريبية"، الا ان وصول المركبة والتحامها بالمحطة يشكل محطة تاريخية في النقل الفضائي، وكان الملياردير ايلون ماسك (40 عاما) مؤسس "سبايس اكس" قال ان العالم "يقف عند مشارف حقبة جديدة في استكشاف الفضاء سيكون للشركات الخاصة دورا متعاظما فيها"، وقد ابرم عقدا بقيمة 1،6 مليار ولار مع الناسا لتأمين 12 رحلة شحن الى محطة الفضاء الدولية خلال اربع سنوات، وقال عبر تويتر ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل به لتهنئته، وتعول الناسا على نجاح سبايس اكس لانها تعتمد على القطاع الخاص للحلول مكان مكوكات الفضاء التي سحب اخرها من الخدمة في تموز/يوليو 2011، ونقل المؤن الى محطة الفضاء الدولية اعتبارا من العام 2012 بكلفة اقل ونقل الرواد اعتبارا من 2015.

أول رحلة تجارية

فيما انطلق من قاعدة كيب كنافيرال الجوية الامريكية مؤخراً صاروخ من طراز فالكون 9 حاملا كبسولة الفضاء دراجون غير المأهولة وكلاهما مملوك لشركة سبيس اكسبلوريشن تكنولوجيز لاستكشافات الفضاء في أول رحلة تجارية الي محطة الفضاء الدولية، وانطلق الصاروخ الذي يبلغ طوله 54 مترا من منصة اطلاق مجددة الى الجنوب من المكان الذي كانت ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) تطلق منه مركبات مكوك الفضاء، وبعد اقل من عشر دقائق أدخل الصاروخ الكبسولة -التي يوجد بها 544 كيلوجراما من الامدادات لطاقم المحطة الدولية- في مدار حول الارض، وكتب ايلون موسك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة في موقع (تويتر) بعدما بسطت الكبسولة ألواحها للطاقة الشمسية "اشعر كأن حملا عملاقا قد ألقي للتو من على ظهري"، وقال جون هولدرين كبير المستشارين العلميين للرئيس الامريكي باراك أوباما في بيان "أي عملية اطلاق الى الفضاء حدث مثير لكن هذا الاطلاق مثير على نحو خاص لانه يمثل القدرات الكامنة لعهد جديد في رحلات الفضاء الامريكية". بحسب رويترز.

وتعول ناسا على شركات مثل سبيس اسكبلوريشن -أو سبيكس اكس- للقيام بمهمة نقل الامدادات وفي نهاية المطاف رواد فضاء الى محطة الفضاء الدولية بعد احالة مركبات برنامج مكوك الفضاء الى التقاعد الصيف الماضي، وتوجد محطة الفضاء الدولية التي تكلفت 100 مليار دولار في مدار على ارتفاع حوالي 240 ميلا فوق الارض، وتعتمد ناسا حاليا على روسيا لاطلاق رواد الفضاء الى المحطة بتكلفة تزيد على 60 مليون دولار للفرد، وتنقل روسيا وأوروبا واليابان أيضا امدادات الى محطة الفضاء الدولية، وقال اتحاد صناعات الفضاء إن اطلاق الصاروخ فالكون يمثل حدثا مهما لرحلات الفضاء الامريكية ويظهر كيف ان تكاتف الاستثمارات من الحكومة وصناعة الفضاء يمكن ان يساعد الولايات المتحدة على مواصلة دورها كلاعب مهم في الفضاء، وقال ماريون بلاكي رئيس الاتحاد "تواصل التعاون الاستثماري في برنامج ناسا التجاري لاطلاق الطواقم سيكون حاسما في انهاء اعتمادنا على روسيا في اطلاق رواد الفضاء"، وهذه المهمة هي أول رحلة تقوم بها شركة خاصة الي محطة الفضاء الدولية وهي مشروع تشارك فيه 15 دولة، وكانت هذه المهام الامريكية قاصرة من قبل ناسا.

مصعد ياباني إلى الفضاء

من جهتها تخطط شركة يابانية إلى تصميم أول مصعد إلى الفضاء، قد يستغرق السفر فيه أسبوعا كاملا، إذ يصل ارتفاعه إلى 36 ألف كيلومتر، بينما تصل سرعته إلى 200 كيلومتر في الساعة، وأكدت شركة أوباياشي، أن المصعد سيكون جاهزا للاستعمال بحلول عام 2050، حيث سيحمل نحو 30 شخصا، وسينقلهم باستخدام أنابيب الكربون، في رحلة تستمر لمدة سبعة أيام، هدفها الوصول إلى "المحطة النهائية"، وبالنسبة للمسافرين، سيشكل هذا المصعد خيارا جديدا أمام وسائل سفر فضائية أخرى، كتلك التي توفرها شركة فيرجن غالاكتيك، وسبيس اكسبيديشن كيوراكاو، اللتان توفران رحلات فضائية على متن مركبات تصل سرعتها إلى 100 كيلو متر في الساعة، وستحتوي المحطة على مختبرات ومناطق يمكن العيش فيها والاسترخاء والاستمتاع بهدوء الفضاء، قبل العودة مجددا إلى المصعد لقضاء أسبوع آخر فيه قبل الوصول إلى الأرض، إلا أن الشركة قالت إن التكاليف لم يتم حسابها بعد وبالتالي، لم يتم الإعلان عن سعر التذاكر لهذه الرحلة، وقد اشتهرت أوباياشي بعدد من المشروعات المميزة، مثل شجرة طوكيو السماوية، التي يصل طولها إلى 634 كيلومتر، ومشروع مترو دبي، بدون سائق، وتأتي هذه الخطط كاستحضار لأفكار سابقة كانت لدى عالم الصواريخ الروسي قسطنطين سايلوكفوسكي، الذي تنبأ بإمكانية تصميم مثل هذا المصعد عام 1895، مستلهما بتجربة برج إيفل في فرنسا. بحسب سي ان ان.

الصين وغزو الفضاء

الى ذلك تطمح الصين اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن تصبح قوة عالمية في مجال الفضاء، بحسب خبراء يشيرون إلى أن بكين تسعى بالإضافة إلى غزو الفضاء برحلات مأهولة إلى تطوير برامج تطبيقية مفيدة مثل مراقبة كوكب الأرض وتحديد المواقع، وفي الكتاب الأبيض الثالث حول الفضاء منذ العام 2000، أعادت الحكومة تأكيد رغبتها في التطرق إلى كل الميادين أي المحركات الصاروخية والرحلات المأهولة واستكشاف الفضاء البعيد والملاحة بالأقمار الاصطناعية ورسم الخرائط، وتقول إيزابيل سوربيس-فيرجيه الخبيرة في البرنامج الفضائي الصيني في المركز الفرنسي الوطني للأبحاث العلمية انه تعليقا على النص الذي نشر الأسبوع الماضي، اوضحت وكالات متخصصة "برازيلية وروسية أن المهم في نظر الصين هو دور القوة الذي ستضطلع به"، وفي مجال الرحلات المأهولة، بات قرار إنشاء محطة فضائية دائمة مؤكدا بعد نجاح الرحلة الصينية الاولى إلى الفضاء الخريف الماضي، وبعدما أصبحت الصين سنة 2003 البلد الثالث في العالم الذي يرسل روادا إلى الفضاء بواسطة وسائلها الوطنية الخاصة بعد روسيا والولايات المتحدة، تعتزم اليوم إرسال رواد فضاء إلى القمر لكن الموعد لم يحدد بعد، فالسنوات الخمس المقبلة ستمهد الطريق إلى "نقاشات تحضيرية"، على ما جاء في الكتاب الأبيض. بحسب فرانس برس.

ويقول موريس جونز وهو خبير في مسائل الفضاء الصينية مقيم في أستراليا إن "شعار البرنامج الصيني الخاص باستكشاف القمر والذي يدير مهام الروبوتات هو عبارة عن أثر قدم بشرية في الوسط، وهذا مؤشر واضح عن خطط الصين على المدى البعيد"، أما سوربيس-فيرجيه فتقول "إذا استمروا في بناء محطة الفضاء فعليهم أن يقدموا تبريرا لذلك إلا إذا وضعوا برنامجا لغزو المريخ في موعد لاحق"، وتضيف أنه إذا لم يتم التوصل في السنوات المقبلة إلى اتفاق دولي لغزو الكوكب الأحمر في الفترة الممتدة بين العامين 2040-2035، قد يتعاون الصينيون مع الروس الذين يملكون خبرة في المحركات الصاروخية الكبيرة للقيام برحلة إلى القمر، ويستطيع صاروغ لونغ مارتش 5 الذي يجري تصنيعه حاليا والذي يستعمل وقودا نظيفا للعمل أن يحمل 25 طنا كحد أقصى في المدار المنخفض في مقابل 20 طنا تحملها النسخة الحالية من صاروخ أريان 5 الأوروبي، لكن سعته تبقى أدنى من صاروخ ساتورن 5 الذي نقل كبسولات أبولو إلى القمر، ويقول المهندس الصيني هو هايفانغ "نحن بحاجة إلى مركبات ذات سعة أكبر لإرسال مزيد من الحمولة في الفضاء".

ولا تكتفي الصين بالتعويض عن تأخرها في مجال الرحلات المأهولة فهي تسعى أيضا إلى الاستفادة من الفضاء لغايات اقتصادية وعلمية، وبحسب الكتاب الابيض، من المتوقع أن تقوم الصين بحلول العام 2016 "باستعمال الأقمار الاصطناعية بشكل أكبر بغية الإسهام في تنمية الصناعات الاستراتيجية بالنسبة إلى الدولة وتلبية حاجات الاقتصاد" أكان في مجال الاتصالات أو في مجالي مراقبة الأرض وتحديد المواقع، وسيتمكن الصينيون قريبا من التخلي عن نظام تحديد المواقع الأميركي "جي بي أس" بفضل نظام "بيدو" للملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية. وبدءا من هذه السنة، ستتيح إضافة أقمار اصطناعية جديدة، تغطية آسيا بالإضافة إلى كوكب الأرض برمته بحلول العام 2020، وتشير سوربيس-فيرجيه إلى الجهود المبذولة في مجال مراقبة الأرض المرتبط بغايات مدنية وعسكرية، وذلك في إطار "مشروع مراقبة الأرض بدقة عالية وفي كل الأوقات وعلى مدار الساعة"، وتضيف أن الصين لا ينقصها سوى "البث المباشر لترتقي إلى مصاف القدرات الأميركية"، علما أن أوروبا لم تعلن بوضوح عن أي هدف من هذا النوع "على الرغم من إطلاق نظام (بلياد)" السنة الماضية وهو مشروع رسم خرائط بالأبعاد الثلاثية، ويشار إلى أن الصور عالية الدقة ستكون مفيدة أيضا لتلبية حاجات الجيش في الصين.

التنقيب عن الموارد في الفضاء

من جهة اخرى اعلنت مجموعة من العلماء ورجال الأعمال عن خطة للتنقيب عن الموارد الطبيعية الموجودة على سطح الكويكبات القريبة من الأرض، وستستخدم في هذه الخطة، التي تكلف مليارات الدولارات، مركبات فضائية يمكنها إستخراج الوقود والبلاتنيوم والذهب والصخور، ويهدف الفريق إلى إنشاء مستودع للوقود في الفضاء بحلول عام 2020، لكن العديد من العلماء يشككون في ذلك ويصفون الخطة بالجريئة والصعبة وباهظة التكاليف، ويسعى القائمون على المشروع لمعرفة مدى فعالية الخطة من ناحية اقتصادية، على الرغم من العائد المجزي لبيع المعادن النفيسة، ويذكر أن رحلة واحدة من رحلات وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تكلف حوالي مليار دولار للعودة بنحو 60 غرام من المواد الخام إلى الأرض من أحد هذه الكويكبات، ويتوقع البدء في تنفيذ هذا المشروع خلال فترة تتراوح بين 18 إلى 24 شهر، وسيشتمل المشروع على سلسلة من الرحلات الاستكشافية تستخدم التليسكوبات للبحث عن الكويكبات الغنية بالموارد الطبيعية.

وتتوقع الشركة، التي أصبحت معروفة باسم "موارد الكواكب"، أن تنتقل من بيع منصات الاستكشاف الخاصة بها في مدارات حول كوكب الأرض إلى تقديم خدمات التنقيب للغير، وذلك خلال فترة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات، وتخطط الشركة لاستخراج المواد الخام من آلاف الكويكبات التي تمر بالقرب من الأرض، ويدعم "موارد الكواكب" رائد سياحة الفضاء إريك أندرسون ومؤسس جائزة "إكس" بيتر ديامانديز، وروس بيروت الإبن، وهو ابن المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأمريكية، ورائد الفضاء المخضرم توم جونز، ومن المتوقع أن يكشف أصحاب هذا المشروع المزيد من التفاصيل في مؤتمر صحفي، وقال إريك أندرسون، الذي شارك في تأسيس شركة "مغامرات الفضاء" للسياحة الفضائية إنه اعتاد على مواجهة التشكيك فيما يقوم به، وأضاف "قبل أن نبدأ في إرسال الأشخاص إلى الفضاء بشكل تجاري، كان يظن البعض أن هذه فكرة مستحيلة، ونحن نواجه هذا منذ عقود"، وأعرب اندرسون عن اعتقاده بأن المشروع الجديد "سيحقق مكاسب مالية من البداية".

"إنتربرايز" يحلق فوق نيويورك

بدوره حلق المكوك الفضائي "إنتربرايز" وهو نموذج أولي لم ينطلق نحو الفضاء أبدا، الجمعة فوق نيويورك بعدما انطلق من مطار دالز (فرجينيا، جنوب شرق) بالقرب من واشنطن وقد وضع على ظهر طائرة بوينغ 747 معدلة، وهو سيعرض في أحد متاحف نيويورك، و"إنتربرايز" هو المكوك الفضائي الأميركي الأول الذي أنجز في العام 1976، لكنه لم يستخدم إلا في اختبار قدرات المركبة المدارية في التحليق في الجو، بعده، تم بناء خمسة مكوكات فضائية أخرى، وقد حلقت جميعها حول مدار الأرض، وآخرها مكوك "أتلانتيس" في تموز/يوليو 2011.اثنان من تلك المكوكات دمرتا في حادثتين مأساويتين، "تشالنجر" في العام 1986 بعد قليل على إطلاقه و"كولومبيا" في العام 2003 خلال عودته من الجو. وقد سقط 13 رائد فضاء في الحادثتين، وكان "إنتربرايز" قد عرض لسنوات عدة في مركز ستيفن أف أودفار-هازي التابع للمتحف الوطني للجو والفضاء في واشنطن، بالقرب من مطار دالز على بعد ثلاثين كيلومترا من العاصمة الأميركية، وفي 19 نيسان/أبريل الماضي حل مكوك "ديسكافري" رسميا مكان "إنتربرايز" في مركز ستيفن أف أودفار-هازي، خلال احتفال، و"ديسكافري" وهو أحد المركبات المدارية الثلاث التي حلقت في الفضاء ولفترة طويلة، كان قد نقل إلى مركز كينيدي للطيران على مقربة من كاب كانافيرال في فلوريدا (جنوب شرق) على ظهر الطائرة نفسها. بحسب فرانس برس.

وقبل أن تحط طائرة البوينغ 747 الخاصة في مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك، ستحلق فوق نيويورك في ما يشبه تحية إلى "إنتربرايز"، تماما كما جرى مع "ديسكافري" فوق واشنطن، فتحلق الطائرة التي انطلقت من مطار دالز عند الساعة 13،00 بتوقيت غرينيتش، فوق مانهاتن وتمثال الحرية ومعالم مهمة أخرى في نيويورك، وبعد أسابيع على بلوغه مطار كينيدي، سوف يتم نزع "إنتربرايز" من على سطح طائرة البوينغ 747 ليوضع على عبارة تنقله على نهر هادسون باتجاه متحف "إنتريبيد سي، إير أند سبييس"، ومن المتوقع أن يصل المكوك إلى المتحف خلال شهر حزيران/يونيو، بحسب ما أفادت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في بيان، وهذا المتحف يقع على حاملة الطائرات "يو أس أس إنتريبيد"، أما المكوكان الآخران "إنديفور" و"أتلانتيس" فوجهة أولهما كاليفورنيا إلى مركز العلوم في لوس أنجليس، في حين يتوجه ثانيهما إلى مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/حزيران/2012 - 26/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م