رغم خلعه.. مبارك لايزال سؤالا دون جواب

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: لاتزال مخلفات المخلوع حسني، تشغل حيزا من الوسط الاعلامي والشعبي، نظرا للعقود الطويلة التي جثم خلالها على صدر الشعب المصري وكتم انفاسه، وقد تخللت تلك العقود المريرة، خفايا وأسرارا، كثيرة وبعضها خطيرة، وهي في دورها للظهور الى العلن لتبيّن لنا مدى القبح الذي ينطوي عليه النظام العسكري المصري المطاح به، وأي نظام دكتاتوري آخر، على صعيد متصل تضاربت الأنباء حول تدهور صحة المخلوع حسني، وقد كانت صحته ولا تزال موضع تكهنات على مدى سنوات، بينما استحوذت اليوم هذه التكهنات بشأن الحالة الصحية له على انتباه المصريين منذ أن بدأ تنفيذ عقوبته بالسجن المؤبد، في تذكرة بأن ميراثه لا يزال يخيم على البلاد قبل أيام من بداية الجولة الثانية للانتخابات التي سيتم فيها اختيار رئيس جديد، وعلى الرغم من أن الرئيس المخلوع لايزال يسبب مخاوف للسياسيين الجدد من معارضيه، حيث يخشى كثير من خصومه أن تكون مؤسسات الدولة التي أبقته في منصبه على مدى 30 عاما تعيد تنظيم صفوفها لاستعادة قبضتها بعد الانتفاضة الشعبية العام الماضي، فيما أعلن مصدر قضائي بأن محاكمة علاء وجمال ابني الرئيس السابق حسني بتهمة التلاعب بأحد أسهم البورصة ستبدأ الشهر المقبل، في حين اعلن وزير العدل القبرصي التحقق من امكان وجود اموال مهربة لمبارك لديهم، بينما يتساءل الكاتب المصري المخضرم  محمد حسنين هيكل في ساحة السياسة العربية، بأنه لا يوجد أحد يعرف مبارك وان التوريث لم يكن على رغبته.

مبارك المخلوع يثير انتخابات الرئاسة

فقد يواجه المصريون في جولة الانتخابات الرئاسية الحاسمة اختيارا صارخا بين محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة وأحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك الذي كان من كبار ضباط الجيش مثل الرئيس السابق، وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية وهو أيضا من المعارضين البارزين لمبارك "حقيقة أن شفيق مرشح للرئاسة وأن لديه فرصة حقيقية لأن يكون رئيسا يعني بالنسبة لي أن المرحلة الانتقالية أديرت على نحو يؤدي إلى تلك النتيجة، والتقارير عن وهن صحة مبارك (84 عاما) التي ينقلها العديد من المسؤولين وصحف ووسائل إعلام رسمية والتي تقدم تفاصيل شحيحة ومتضاربة أحيانا حول مرضه لم تؤد إلا إلى تأجيج الشكوك التي تساور معارضي الرئيس السابق، وينظر منتقدون إلى هذه التقارير باعتبارها محاولة لنقل مبارك إلى مركز طبي وإعفائه من مهانة البقاء في مستشفى السجن، ويقول محامي مبارك إن حالته حرجة ويجري حرمانه من الحقوق الأساسية للسجين في أن يعامل بطريقة لائقة، وقال مسؤول في السجن إن حالة مبارك كانت مستقرة، وقال نافعة "حاشية (مبارك) استخدمت بالفعل هذه الطريقة لكسب تعاطف الشعب المصري" ولكنه اشار الى انه ليست لديه معرفة مباشرة بحالة الرئيس السابق. وأضاف "نحن في لحظة شديدة الاضطراب، وأعاد الاهتمام بحالة مبارك الصحية إلى الأذهان أيامه الأخيرة في السلطة عندما كانت تخرج تكهنات من حين لآخر من وراء أسوار قصر الرئاسة حول ما إذا كانت حالته الصحية تسمح له بممارسة مهامه، وتحول الشعور بالنشوة الذي صاحب الإطاحة بمبارك في 11 فبراير شباط 2011 إلى عدم يقين وقلق عميقين بالنسبة لكثير من المصريين. وأشرف كبار ضباط الجيش الذين تولوا المسؤولية بعد الإطاحة بمبارك على عملية انتقال اتسمت بالفوضى وكانت دامية غالبا، والخطوة الأخيرة الحاسمة قبل أن يسلم الجيش السلطة رسميا لرئيس جديد هي انتخابات تعطي المصريين الفرصة لاختيار زعيمهم لأول مرة في تاريخ أمة يمتد لأيام الفراعنة، ولكن الانتخابات كشفت وجود انقسامات عديدة كما أن نتيجتها أبعد ما تكون عن الوضوح بدلا من أن تكون سببا في توحيد البلاد عبر أول تجربة مثيرة لانتخابات رئاسة حرة، ويشعر كثيرون ممن خرجوا إلى الشوارع ضد مبارك بالغضب لأن الجيش والشرطة الركيزتين اللتين اعتمد عليهما مبارك في حكمه صمدتا في مواجهة الانتفاضة ولم يجر المساس بهما أو إصلاحهما، وبينما حُكم على مبارك بالسجن مدى الحياة بُرئت ساحة ستة من كبار ضباط الشرطة لعدم توافر الأدلة. وأدى ذلك الحكم إلى احتجاجات في ميدان التحرير بوسط القاهرة لشعور الكثيرين بأن مبارك يستطيع الآن كسب البراءة لدى الطعن على الحكم، وقال أسامة أحمد (38 عاما) وهو واحد ممن شاركوا في الاحتجاجات في ميدان التحرير بعد النطق بالحكم "جئت إلى هنا بسبب الحكم العقيم الذي صدر ضد مبارك. الناس جاءوا إلى هنا من أجل ثورة من أجل البلد لكنهم ضحكوا علينا وسرقوها منا. بحسب رويترز.

وهذان الحكمان قد يدفعان مصر من جديد إلى اضطراب سياسي، وبالنسبة لبعض الناخبين فإن شفيق بخلفيته العسكرية سيكون قادرا على استعادة النظام بعد 16 شهرا من الاضطراب رغم أن فوز شفيق قد يؤدي إلى اضطرابات يثيرها من يرون فوزه عودة لنظام مبارك، وبالنسبة لمؤيدي الإخوان المسلمين فإن مرسي يقدم فرصة بعد عقود من القمع تمنح الإسلاميين فرصة للحكم بينما يؤيده آخرون لمجرد أن فوزه يضمن انتقالا للسلطة رغم أنهم لا يحبون حقيقة المرشح ولا حزبه، لكن الناخبين الذين اختاروا مرشحين من الوسط في الجولة الأولى يواجهون اختيارا صعبا فهم يخشون من وصول إسلامي محافظ إلى السلطة ومن تسليمها لعسكري مثل العسكريين الذين حكموا مصر منذ إقصاء الملك عن العرش في عام 1952، ويقول البعض إنهم لن يصوتوا في الانتخابات نظرا لعدم ارتياحهم لأي من البديلين، وقال حسن أبو طالب أستاذ العلوم السياسية "من الواضح أن سباق الرئاسة أحدث استقطابا بين عضو من جماعة الإخوان المسلمين المعارضة التي يصل عمرها إلى عشرات السنين ومسؤول من عهد مبارك." واستطرد قائلا "ولكن لا ينبغي أن ننسى أن معظم الناخبين اختاروا مرشحين من خارج هذه المعادلة، وقال سامح خليل (24 عاما) "جئنا إلى هنا لأننا لا نريد شفيق ولا نريد مرسي. فوصول شفيق للسلطة يعني وصول مبارك. وإذا وصل مرسي سنصبح مثل (الجمهورية الإسلامية في إيران).

قتله في السجن

فيما اتهم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد، السلطات بالرغبة في قتله في السجن، كما قال محاميه، واوضح فريد الديب كبير محامي مبارك ان موكله قال له "عايزين يقتلوني في السجن. انقذني يا استاذ فريد، لاقيلي حل". (يريدون قتلي في السجن، انقذني يا استاذ فريد، واعمل على ايجاد حل لي)"، وقد تدهورت صحة مبارك كثيرا منذ نقله الى السجن بعد الحكم عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير التي اطاحت به في شباط/فبراير 2011، وفي وقت سابق قال مصدر طبي في سجن مزرعة طرة، جنوب القاهرة، ان "قلب مبارك توقف مرتين. واضطر الاطباء الى استخدام جهاز التنشيط الكهربائي"، واوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "انه يغيب احيانا عن الوعي ويرفض تناول الطعام" ملمحا الى ان حالته الصحية تدهورت بشدة، واكد فريد الديب ان حالة مبارك "حرجة جدا" واضاف "اناشد من خلال كل رؤساء العالم والمنظمات المعنية بهذا الشأن : انقذوا مبارك". بحسب فرانس برس.

وفاة مبارك وزيارة سوزان

في حين نفى فريد الديب محامي هيئة الدفاع عن الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، ما تردد من معلومات حول وفاته في سجن طرة، مؤكداً أن الأخير "مازال حيا، ولكن حالته الصحية متدهورة للغاية، وبشكل ينذر بالوفاة،" بينما نقلت مصادر أمنية أن زوجته سوزان ثابت قامت بزيارته، ومعها عدد من أفراد أسرتهما، وأضاف الديب، أن مبارك يعاني من اضطرابات وتضخم في القلب ناتجة عن انسداد الشرايين السباتية، ما يؤدي إلى ضيق حاد في التنفس، ووصف الديب وضع مبارك، بأنه "خطير للغاية،"، وقال إنه "يطالب منظمات حقوق الإنسان في مصر والعالم بالتدخل في هذا الإطار، وتابع الديب قائلاً، إنه في زيارته الأخيرة لمبارك تعرض الرئيس السابق للإغماء ثلاث مرات، نافياً أن يكون قد تلقى رداً حتى الآن حول طلبه نقل مبارك لمستشفى متخصص، الطاقم الطبي المكلف بالإشراف على صحة الرئيس السابق، أشار في تقرير إلى احتمال تعرضه لجلطة بالمخ في أي وقت، وفقاً لما نقله موقع التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، وأوضحت مصادر أمنية أن حالة مبارك الصحية "مرشحة للتدهور في ظل عدم انتظام ضربات قلبه ومعاناته المستمرة من نوبات ذبذبة أذنية تسبب له ضيقا في التنفس، وهو ما دفع أطباء قطاع مصلحة السجون إلى وضعه على جهاز التنفس الصناعي لفترات طويلة، وبحسب تقرير موقع التلفزيون المصري، فقد "أشارت مصادر إلى تجهيز مقبرة مبارك، والمدفون فيها حفيده محمد علاء مبارك بعد إشاعات عن وفاته، وتداول نشطاء الشبكات الاجتماعية 'فيسبوك، تويتر'، نبأ وفاة الرئيس المخلوع مبارك، يشار إلى أن مبارك أصيب بأزمة صحية مفاجئة فور هبوط الطائرة التي أقلته إلى مقر سجن طرة عقب صدور حكم محكمة الجنايات بالحكم عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين أثناء أحداث ثورة "25 يناير" هو ووزير داخليته حبيب العادلي، وصدور قرار النائب العام بإيداعه سجن طرة لتنفيذ العقوبة. بحسب السي ان ان.

وفي سياق متصل، قامت سوزان ثابت وخديجة الجمال، زوجة جمال مبارك ووالدها رجل الأعمال محمود الجمال، وهايدي راسخ زوجة علاء مبارك، وللمرة الثانية، بزيارة مبارك، وقال مصدر أمني إن الزيارة تمت بناء على إذن من نيابة استئناف القاهرة، مشيرا إلى أن الزيارة "تمت بغرفة العناية الفائقة بمستشفى سجن المزرعة التي يقبع فيها مبارك، وذلك نظرا لاستمرار تدهور حالته الصحية وعدم إمكانية الجلوس بالمكان المخصص للزيارة، وقال العميد محمد عليوة، مدير إدارة الإعلام والعلاقات بقطاع مصلحة السجون، إنه تم تنفيذا لتوجيهات اللواء محمد نجيب حسن جميل، مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، التعامل مع المذكورين مثل أي زائرين ومنعوا من اصطحاب الهواتف النقال، وأشار مصدر أمني إلى أن زيارة أسرة مبارك لم تساعد على تحسين الوضع الصحي الرئيس السابق، مضيفاً أنه يستجيب للعلاج حسب حالته النفسية، كما نفى وجود معلومات أو تعليمات حول نقله لمستشفى عسكري.

محاكمة علاء وجمال مبارك

من جانب أخر قال مصدر قضائي إن رئيس محكمة استئناف القاهرة المستشار عبد المعز إبراهيم حدد جلسة التاسع من يوليو تموز المقبل لبدء محاكمة علاء وجمال ابني الرئيس المصري السابق حسني مبارك بتهمة التلاعب بأحد أسهم البورصة، وقال إن الدائرة السادسة بمحكمة جنايات القاهرة ستحاكم ابني الرئيس السابق، وكان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود أعلن إحالة ابني مبارك للمحاكمة بتهمة التلاعب في البورصة وكان ذلك قبل ثلاثة أيام من إسقاط تهم فساد مالي عنهما في القضية التي أدين فيها والدهما بعدم إصدار أوامر بوقف قتل المتظاهرين خلال الانتفاضة، وصدر الحكم على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي في القضية بالسجن المؤبد. بحسب رويترز.

وسيحاكم مع علاء وجمال سبعة آخرون، وكان النائب العام المساعد المستشار عادل السعيد قال إن أوراق قضية التلاعب بالبورصة تتضمن أن ما أقدم عليه المتهمون تسبب في "تحقيق أرباح ومبالغ مالية بغير حق تزيد على ملياري جنيه (320 مليون دولار)، وكانت النيابة العامة قررت استمرار حبس علاء وجمال على ذمة القضية الجديدة. ووافقت مصلحة السجون على نقلهما من محبسهما بسجن طرة إلى مستشفى نفس السجن ليكونا بجوار والدهما.

اموال مهربة

على صعيد أخر اعلن وزير العدل القبرصي لوكاس لوكا انه يحقق في امكان وجود اموال مهربة من الرئيس المصري السابق حسني مبارك او اقربائه على اراضيها ومخبأة في حسابات سرية، واوضح لوكا ان وحدة متخصصة في مكافحة تبييض الاموال تم تكليفها بالتحقيق، وقال للصحافيين "لم نقرر القيام بتحقيقات بالصدفة. وصل طلب محدد من احد البلدان. ثمة تحقيق جار للعثور على دلائل بوجود ارصدة في مصارف، لكن هذا الامر ليس بسيطا"، واعلن الوزير القبرصي انه سيتم اجراء مسح في سجل الشركات لمعرفة ما اذا كان هناك شركات في الجزيرة عائدة الى "هؤلاء الناس"، من دون مزيد من التوضيحات، وافادت وسائل اعلام قبرصية ان بعثة مصرية زارت قبرص بحثا عن اي اثر لاموال قد تكون محولة الى الجزيرة خلال الاعوام الثلاثين من حكم حسني مبارك، واشارت هذه المعلومات الى انه تم البدء باجراءات في الجزيرة المتوسطية بحق اربع شركات لمحاولة كشف اموال مهربة، وقامت كل من سويسرا وبريطانيا بتجميد حوالى 445 مليون يورو من الاصول المرتبطة برموز للنظام المصري السابق. بحسب فران برس.

مبارك وزمانه

فعلى الرغم من العلاقات الواسعة للكاتب المصري محمد حسنين هيكل في ساحة السياسة العربية وكتبه السياسية العديدة الا انه يعترف في احدث كتبه بحيرته في فهم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية العام الماضي بعد ثلاثة عقود في السلطة، ويقول هيكل (89 عاما) في كتاب "مبارك وزمانه" الصادر في جزءين من القطع الكبير "كان ظاهرا لي ان الحيرة ليست حيرتي فقط ولكنها حيرة كثيرين وربما حيرة التاريخ ذاته في شأن رجل يتصور بعض الناس انهم يعرفونه جيدا ثم يتبين انهم لا يعرفون شيئا، ويستشهد هيكل بجملة في مقال بصحيفة واشنطن بوست يوم السابع من اكتوبر تشرين الاول 1981 غداة اغتيال اسلاميين الرئيس انور السادات سلف مبارك تقول "حتى هؤلاء الذين يقال انهم يعرفون مبارك هم في الحقيقة لا يعرفون عنه شيئا، ويقول هيكل الذي عمل وزيرا للاعلام عام 1970 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر انه حين بدأت اجراءات ترشيح مبارك لمدة رئاسية ثالثة اوائل التسعينات بدا له ان الرئيس السابق "لا يزال - كما كان اول يوم- سؤالا بلا جواب، ويضيف أن مبارك "سواء للاحسن او للاسوأ - لم ينس اثرا حيث ذهب ولم يترك بصمة حيث تصرف ولم يوقع على ورقة الا اذا كانت مرسوما بقانون سوف يعلن للناس ولم يسمح بتسجيل محضر لاهم اجتماعاته بل اجراها جميعا على انفراد وفي الغالب الاعم فان تصرفاته الرئاسية كانت شفوية يصعب الحصول عليها وتجميعها ومضاهاتها ودراستها، ويرى هيكل ان قضية "التوريث" هي الدليل والاثبات الاظهر لمقولة ان الذين يعرفون كل شيء عن مبارك "هم في الواقع لا يعرفون شيئا عنه، ويقول عن جهود توريث السلطة لجمال مبارك نجل الرئيس السابق "كان احساسي -دون دليل يسنده- ان الرجل في حسه الداخلي الدفين لا يريد ذلك لا بتفكيره ولا بشعوره بل لعله ينفر من الحديث فيه لانه يذكره بما يتمنى لو ينساه، ويتابع هيكل "استخدم ما بدا له من معارضة المؤسسة العسكرية وكرره وضغط عليه لانه وجد فيه ما يوافق شعورا غامضا في اعماقه ينفر من حديث "التوريث". بحسب رويترز.

ويضيف هيكل في كتابه الصادر عن دار الشروق المصرية ان تحفظ المؤسسة العسكرية على التوريث ورد ضمنا اثناء الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي جرى في 2006 وابدى المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع رأيا مؤداه "انه وكل القادة يرجون الرئيس مراعاة قاعدة مستقرة في السياسة المصرية تنأى بالقوات المسلحة عن اي دور يفرض عليها احتكاكا بالداخل السياسي، ويقول "لكن الغريب ان الرئيس مبارك لم يظهر منه ضيق بهذا التحذير وكانت كثرة اشاراته له دليل على ان لاقى شيئا بالقبول عنده وتلك قضية تحتاج الى بحث نفسي يصل الى العمق البعيد عما هو كامن ومكبوت، ويدعو هيكل لمحاكمة مبارك سياسيا قبل محاكمته بالتهم الجنائية الموجهة له امام القضاء المصري حاليا، وعن محاكمة اي رئيس يقول هيكل "المنطق في محاكمة أي رئيس دولة ان تكون محاكمته عن التصرفات التي اخل فيها بالتزامه الوطني والسياسي والاخلاقي واساء بها الى شعبه فتلك هي التهم التي ادت للثورة عليه.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/حزيران/2012 - 25/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م