هولاند وتحدي اثبات الجدارة

 

شبكة النبأ: لايزال الرئيس الفرنسي الجديد محط انظار الكثير من المراقبين والمتخصصين والذي تعهد بأجراء الكثير من الاصلات في فرنسا والتي تعتبر اهم التحديات لهذا الرجل الذي لايزال يحقق نتائج مهمة على المستوى السياسي في فرنسا بسبب ثقته العالية بسياسته وادارته بحسب بعض المتخصصين، فهو يتجه للفوز بأغلبية برلمانية كبيرة بعد الجولة الاولى التي عززت مكانته فيما يحاول اقناع المانيا بدعم أكبر للنمو سعيا لعلاج أزمة منطقة اليورو. وقالت مؤسسات لاستطلاع الرأي إن من المرجح بعد الاقتراع الذي جرى أن يشغل تكتل الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه اولوند 289 مقعدا لازمة لكي يحقق أغلبية مطلقة في الجمعية الوطنية (مجلس النواب) بمفرده وفي حكم المؤكد ان يحظى بذلك بانضمام حزب الخضر.

وتفيد التوقعات المبدئية استنادا لفرز جزئي لأصوات الجولة الأولى إلى فوز الاشتراكيين بما بين 283 و329 مقعدا منفردين. وتلمح التوقعات إلى ان اولوند ربما لا يحتاج للاعتماد على اليساريين المتشددين المشككين في جدوى اليورو لا قرار تشريعات مما يعفيه من صداع محتمل وسط ضغط من برلين على شركاء لبدء التحرك نحو وحدة مالية في اوروبا.

وجاء رد فعل الاشتراكيين رزينا حرصا على يتواصل الضغط على أنصارهم للاقتراع في الجولة الثانية ولكن السيطرة على المجلس الادنى لأول مرة منذ عقد سيكون نصرا لليسار بعد ان سيطر على مجلس الشيوخ في عام 2011 وفاز بالرئاسة في مايو ايار بعدما امضي 17 عاما بعيدا عن السلطة. ويريد هولوند أغلبية متجانسة تدعمه لادخال تعديلات على ميزانية 2012 لتعكس نموا ضعيفا وتبني اصلاحات ضريبية تشمل زيادة الضرائب على الأغنياء لتمويل برامج انفاق. بحسب رويترز.

والأهم اصدار تشريع محتمل في الاشهر المقبلة بشان منح مؤسسات الاتحاد الاوروبي سلطة أكبر على الميزانيات الوطنية وهو أمر من الصعب ان يقبله اعضاء البرلمان من خارج حزبه.

واذا اخفق الاشتراكيون في الحصول على الأغلبية يوم الاحد المقبل فان الحلفاء الطبيعيين هم الخضر ويبدو مؤكدا ان يساعدوهم في تخطي تلك العقبة. وتوقعت مؤسسة (سي.اس.ايه) لاستطلاعات الرأي ان يفوز الاشتراكيون والخضر بما بين 295 و347 مقعدا وان يشغل المحافظون بين 210 و263 مقعدا.

الحكومة الجديدة

في السياق ذاته عين هولاند الحكومة برئاسة جان مارك ايرولت. وجاءت الحكومة متوازنة وتراعي الحساسيات الدقيقة بين الاشتراكيين وتشمل عضوين من البيئيين، ووزعت بالمناصفة وتشمل 17 رجلا و17 امرأة اضافة الى رئيس الوزراء، ما يشكل سابقة في فرنسا.وستتخذ مرسوما رمزيا اول هو خفض رواتب الرئيس ووزرائه بنسبة 30%. وقال ايرولت "هذا مثال" للاقتداء به حيث تعتبر السلطة الجديدة ان الازمة تتطلب تضحيات من الفرنسيين وان على الوزراء بالتالي تقليص رواتبهم.

عام 2007 بعد اشهر على انتخاب نيكولا ساركوزي رفع راتب رئيس الدولة بنسبة 170% من 7000 الى 19 الف يورو ليتماشى وراتب رئيس الوزراء، ما اثار جدالا حادا في البلاد. ويأتي هذا الاجراء الاول الذي يتخذه هولاند على غرار الكثير من انشطته الاولى في الحكم معارضا لسلفه. ويسعى هولاند الذي يصف نفسه بانه "رئيس عادي" الى بدء خطواته الاولى في السلطة برزانة.

بالتالي يريد ان يواصل الاقامة في شقته الباريسية التي يستأجرها في غرب باريس الى جانب شريكته فاليري تريروايلر بالرغم من ان موقعها يطرح اشكاليات امنية. ويتوقع توجه هولاند بعد جلسة الحكومة الى الولايات المتحدة لعقد اول لقاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما، قبل المشاركة في قمتين الاولى لمجموعة الثماني في ضواحي واشنطن والاخرى لحلف الاطلسي في شيكاغو.

ومن الاسماء المعروفة في التشكيلة الوزاية نجد بالخصوص بيار موسكوفيسي (وزير المالية) ولوران فابيوس (وزير الخارجية) الذي يحتل ايضا منصب المسؤول الثاني في الحكومة. وفي اوج الازمة اليونانية وفي الوقت الذي تراجع فيه النمو الى ادنى مستوى له، عهد هولاند بوزارة الاقتصاد الى الاصلاحي الحازم مدير حملته الانتخابية بيار موسكوفيسي (54 عاما) وهو مقرب سابق من دومنيك ستروس-كان ووزير سابق للشؤون الاوروبية. وسيساعده في مهمته جيروم كاوزاك الذي كان يراس لجنة المالية في الجمعية الوطنية. وجاء اهم تجديد في تشكيل هذه الحكومة من خلال تعيين وزير "للنهوض بالانتاج" وذلك بعد ان شكل ملف "اعادة تصنيع" فرنسا احد ابرز رهانات الحملة الانتخابية. وعهد بهذا المنصب الى رمز الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي ارنو مونيبورغ المؤيد لفكرة الحمائية الاوروبية.

وعهد بوزارة الخارجية الى لوران فابيوس (65 عاما) رئيس الوزراء الاسبق في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران (1981-1984). وسيساعده في الشؤون الاوروبية بيرنار كازينيوفا احد المتحدثين باسم حملة فرنسوا هولاند. واسندت وزارة الدفاع الى جان-ايف لي دريان الذي اعد لهولاند قمة الحلف الاطلسي التي تعقد يومي 20 و21 ايار/مايو وسحب القوات المقاتلة من افغانستان مع نهاية العام. وحصل مدير الاتصال الناجع في حملة هولاند مانويل فالس على وزارة الداخلية. في حين عهد بوزارة التربية وهي من اولويات الرئيس الجديد الذي وعد باستحداث 60 الف وظيفة في هذا المجال، الى النائب الاوروبي فينسنت بيون الذي اصبح المسؤول الثالث في الحكومة. وحصل اثنان من المقربين من هولاند هما ستيفان فول وميشال سابان على وزارتي الزراعة والعمل.

وتضم الحكومة الجديدة عددا متساويا من الوزراء من الرجال والنساء وشهدت دخول العديد من الوجوه الجديدة الى السلطة التي غاب عنها الاشتراكيون منذ 2002. لكن النساء لم يحصلن الا على القليل من الوزارات الهامة. وكلفت كرستين توبيرا النائبة عن مقاطعات ما وراء البحار، على وزارة العدل. وعهد بوزارة الشؤون الاجتماعية والصحة لماريسول توران. وكلفت نيكول بريك بوزارة البيئة والطاقة واوريلي فيليبيتي بوزراة الثقافة والاتصال.

وستتولى منصب الناطقة باسم الحكومة الشابة الفرنسية من اصل مغربي نجاة فالو-بلقاسم المكلفة بحقوق الانسان. ولم تضم الحكومة الجديدة في المقابل اي من اعضاء اليسار المتطرف بزعامة جان-لوك ميلونشون الذي دعم هولاند في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية. كما لم تضم الحكومة اي من اعضاء المجتمع المدني باستثناء المخرجة الفرنسية الجزائرية يمينة بن قيقي التي كلفت ملف الفرنكفونية.

ويبدو ان زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري الغائب الاكبر عن الحكومة، كانت ضحية هذا التوازن الدقيق. فقد اعتبرت رئيسة بلدية ليل (شمال) التي لا تتفق كثيرا مع هولاند، ان وجودها في الحكومة "لا معنى له" طالما انها لم تعين في منصب رئيس الوزراء. اما الصديقة السابقة لهولاند سيغولين رويال فانها لم تعين هي الاخرى في منصب حكومي وذلك لكونها تروم تولي رئاسة الجمعية الوطنية في حال فوز الاشتراكيين بالانتخابات التشريعية. بحسب فرنس برس.

واعتبرت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لو بن ان الحكومة الجديد هي "دولة الحزب الاشتراكي"، في حين وصف نائب عن حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني ما اسماه "جيش جنرالات مكسيكي حقا". في السياق ذاته حاول الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولوند أن ينأى بنفسه عن أسلوب سلفه نيكولا ساركوزي الاستعراضي المثير للجدل وأمر وزراءه بخفض نفقات السفر ورفض دعوات قضاء العطلات المجانية وتسليم الهدايا الثمينة. جاءت هذه التوجيهات في مدونة لقواعد السلوك قدمت خلال أول اجتماع لحكومته ذات التوجهات اليسارية المؤلفة من 34 عضوا والتي كشف النقاب عنها بعد فوز انتخابي جعله أول رئيس اشتراكي لفرنسا خلال حوالي عقدين.

وقال بيان حول مدونة السلوك إنه يتعين على الوزراء أن يكونوا قدوة يحتذى بها وأن يتجنبوا كل صراعات المصالح. وأضاف أن من الواجب عليهم استخدام القطارات بدلا من الطائرات عندما لا تزيد مدة السفر عن ثلاث ساعات وأن يلتزموا تماما بقواعد المرور ويعلنوا مصالحهم المالية بالإضافة إلى رفض عروض العطلات والهدايا الثمينة. ويتعين تسليم أي هدية تزيد قيمتها عن 150 يورو.

واضطر سلف اولوند الرئيس السابق نيكولا ساركوزي لفرض قيود على سفر الوزراء في العام الماضي بعد فضيحة بشأن عطلة خاصة حصل عليها أحد وزرائه في تونس في الأيام الأولى من انتفاضة كانت بداية لسلسلة من الانتفاضات الشعبية في أنحاء العالم العربي. كما ربط الكثير من الناخبين الفرنسيين بين ساركوزي وأسلوب حياة يتسم بالبذخ بسبب خلفية زوجته كعارضة أزياء وأصدقائه من رجال الأعمال وعطلاته الفاخرة وولعه بالساعات الثمينة. ويحرص اولوند الذي تقع على عاتقه مهمة إحياء اقتصاد منهك على رسم صورة أشد تواضعا لنفسه. وفي مراسم تنصيبه اختار عمدا سيارة سيتروين ليتيح فرصة دعائية مقبولة للشركة التي تواجه صعوبات. بحسب رويترز.

ويتوقع ان يعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن تخفيض راتبه 30% في الاجتماع الاول لحكومته، في اجراء رمزي يرمي الى احداث قطيعة بشكل ملموس مع نهج سلفه نيكولا ساركوزي. وتوالت مراسم التسلم والتسليم في الوزارات وشهدت دعوات الى اعادة توجيه السياسة الاوروبية

نظام التقاعد

من جانب اخر تقدم الحكومة الفرنسية التي تشكلت بعد تولي الرئيس فرنسوا هولاند مهامه، برنامجها الاجتماعي مع تدبير يكتسي بعدا رمزيا كبيرا ويتعلق بتخفيض سن التقاعد من 62 الى 60 عاما لقسم صغير من الموظفين. وهذا التعديل الذي يمس بالإصلاح الكبير خلال ولاية الرئيس المحافظ السابق نيكولا ساركوزي يثير انتقادات شديدة في اوساط اليمين وقلق ارباب العمل لجهة تمويله.

وبعد سلسلة من التدابير الرمزية ضمنها خفض رواتب الرئيس والوزراء، يتوقع تبني تعديلات لقانون التقاعد بموجب مرسوم "في غضون الاسابيع الثلاثة" المقبلة كما صرح ايرولت عبر اذاعة ار تيه ال. وقدر عدد المعنيين في السنة الاولى بمئة الف شخص. ومن المفترض ان يقر المرسوم بحق الذين بداوا بالعمل في سن 18 او 19 عاما بالرحيل للتقاعد في سن الستين براتب كامل ان كانوا دفعوا اشتراكاتهم لمدة 41,5 سنة. واوضحت المتحدثة باسم الحكومة نجاة فالو-بلقاسم في اعقاب جلسة لمجلس الوزراء ان النص سيأخذ ب"الاعتبار فترات المرض والبطالة والاعاقة". وهكذا ستعود الحكومة عن جزء من الاصلاح الذي قام به ساركوزي في 2010 عندما رفع الحد الادنى للسن القانونية للتقاعد من 60 الى 62 عاما.

واعلن رئيس الحكومة الذي اكد انه يريد العمل في اطار احترام الحوار الاجتماعي، وقال "سأتحمل مسؤولياتي ايضا لجهة التكلفة. فقد قدرنا تكلفة هذا التدبير بمليار يورو، ومولناه وذلك يعني انه لن تكون هناك زيادة لتكلفة هذا التدبير". وفي هذا الملف تتعرض الحكومة للانتقادات حول الاسلوب والجوهر. وقال الامين العام للتجمع من اجل حركة شعبية (يميني) جان فرنسوا كوبيه لوسائل اعلام عدة محذرا "ان فرنسوا هولاند وجان مارك ايرولت فتحوا الباب امام كل الاخطار بإعادتهم سن التقاعد الى 60 عاما وسيكون من الصعب جدا عليهم اغلاقه". واضاف "ارى جيدا ان العديد من النقابات بدأت تسعى للضغط كثيرا للعودة الى الوراء. والحقيقة اننا لا نملك اول يورو لدفع كل ذلك".

وعبر رئيس الجمعية الوطنية برنار اكواييه عن استيائه لرؤية السلطة التنفيذية "تهزأ" و"تلتف" على البرلمان عبر الحكم بمراسيم. وقال ل"بيه اف ام تي في" "سأطلب مقابلة رئيس الدولة ورئيس الوزراء لا ذكرهما بقواعد الديمقراطية البرلمانية". ونبه رئيس اتحاد اصحاب العمل لورانس باريسو الذي لم يخف تأييده لنيكولا ساركوزي اثناء الانتخابات الرئاسية، الى "الوقع المالي" للمشروع الذي قدره ب"ملياري يورو سنويا اعتبارا من 2017". بحسب فرنس برس.

واشد الانتقادات تأتي خصوصا من اليمين لا سيما مع بدء حملة الانتخابات التشريعية في 10 و17 حزيران/يونيو. ويبدو الرهان كبيرا بالنسبة لليسار الذي ينطلق بوتيرة متفاوتة في غياب اتفاق بين الحزب الاشتراكي والراديكاليين فيما يحتاج للفوز في الانتخابات من اجل تأمين غالبية في الجمعية الوطنية والحصول على الوسائل لتطبيق برنامجه. وتبدو استطلاعات الرأي اقله في الوقت الحاضر مؤيدة له نسبيا.

طعنة لرفيقة الرئيس وام ابنائه

على صعيد متصل تدخلت سيدة فرنسا الاولى بشكل مفاجئ في الحياة السياسية معلنة دعمها لمنافس سيغولين روايال في الانتخابات التشريعية، موجهة بذلك طعنة انثوية لشريكة حياة الرئيس فرنسوا هولاند السابقة وام ابنائه. ففي تغريدة من 22 كلمة على موقع تويتر كان لها وقع القنبلة ايدت فاليري تريرفيلر الاشتراكي المنشق اوليفييه فالورني الذي حل ثانيا في لا روشيل (غرب) والذي قد يخرج سيغولين روايال من الجولة الثانية لهذه الانتخابات بدعم ضمني من نواب اليمين.

ففي الوقت الذي اطلقت فيه ادارة الحزب الاشتراكي ورئيس الدولة عملية انقاذ للمرشحة السابقة للرئاسة في انتخابات عام 2007 كتبت فاليري تريرفيلر "تحية لاوليفييه فالورني الذي لم يقصر في النضال الى جانب ابناء لا روشيل منذ سنوات في جهد مترفع". وفي البداية بدا هذا الموقف ضد من كانت لنحو 30 عاما شريكة حياة فرنسوا هولاند وام ابنائه الاربعة غير متصور الى حد ان اعضاء مكتب زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري كانوا مقتنعين بان الرسالة مزورة.

لكن ما لبث الامر ان اثار استنكار وغضب البعض في اليسار. وقال جان لوي بيانكو نائب الحزب الاشتراكي المقرب من سيغولين روايال "لقد انتخبنا فرنسوا هولاند وليس فاليري تريرفيلر التي لا اعرف لماذا تتدخل فيما لا شأن لها به". وقال نائب حزب الخضر دانيال كوهن بنديت "هذا شيء مرفوض. فلا مجال هنا للحديث عن استقلالية، انها ضربة غير لائقة. فروايال هي والدة ابناء هولاند الاربعة فهل نسيت فاليري تريرفيلر ذلك؟".

وقد سبق ان خرجت فاليري تريرفيلر (47 سنة) عن المألوف معلنة رغبتها في مواصلة عملها كصحافية وهو ما اعتبره البعض لا يتناسب مع وضعها كشريكة حياة رئيس الدولة. فقد اوضحت قبل وبعد انتخاب فرنسوا هولاند انها ستبتكر وضعا جديدا وقالت محذرة ان "السيدة الاولى مجرد دور ثانوي ويجب النظر اليه على هذا الاساس" لكنني "لن اكون مجرد اناء خزفي للزينة".

وبتوجيه هذه الطعنة لسيغولين رويال تكون فاليري تريرفيلر قد فعلت ما يمكن اعتباره تجاوزا: فقد خرجت عن التحفظ المفروض للسيدة الاولى بالتدخل في الحقل السياسي. وهذا التدخل يتعارض مع الدور الباهت لزوجة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عارضة الازياء السابقة كارلا بروني التي كانت هي الاخرى قد ابتعدت عن الصورة التي اعطتها زوجة ساركوزي السابقة سيسيليا كشخص شديد الاهتمام بالشؤون العامة.

وسرعان ما راى اليمين في هذا الحدث هدية من السماء. وقال نائب حزب التجمع من اجل حركة شعبية اريك كيوتي معلقا "الدراما الكوميدية تدخل الاليزية" فيما قال جوفروي ديدييه المستشار الاقليمي " اصبحت الرئاسة العادية في حكم الميتة نهائيا. فما نشاهده الان في الاليزيه هو مسلسل دالاس في اشارة الى الرئيس العادي الذي يريد ان يجسده فرنسوا هولاند على نقيض رئاسة سلفه المفرطة.

كما اعرب اوليفيه فالورني، الذي يأخذ على سيغولين روايال هبوطها ب"المظلة" على هذه الدائرة بهدف وحيد هو انتزاع رئاسة الجمعية الوطنية ورفضها العنيد سحب ترشيحها، عن "سعادته" ب"رسالة المحبة والدعم الشخصي الجميلة" هذه التي جاءت لمؤازرته بصورة غير متوقعة وضد الكل تقريبا. ونشرت سيغولين روايال دعما خطيا لها من رئيس الدولة في الجولة الثانية جاء فيه انها "المرشحة الوحيدة للاغلبية الرئاسية التي تحظى بدعمي وتاييدي". بحسب فرنس برس.

 كما حصلت روايال على دعم زعيمة الحزب الاشتراكي التي توجهت الى لا روشيل حيث قالت "اعرف كم تمثل من اهمية بالنسبة للكثيرين . نحن في حاجة الى صوت سيغولين روايال وتصميمها" وذلك رغم ان اوبري خاضت منافسة حامية مع روايال في سباق زعامة الحزب الاشتراكي عام 2008. ويعد هذا الوضع قاسيا جدا على سيغولين روايال التي كانت منذ شهور قليلة تحلم بانتزاع ترشيح الحزب الاشتراكي من جديد لانتخابات الرئاسة فاذا بها تاتي في المركز الرابع في هذه الانتخابات التمهيدية التي تصدرها شريك حياتها السابق لكن مع امراة اخرى في ذراعه.

الاسد يأمل

من جهته اعلن الرئيس السوري بشار الاسد انه يأمل في ان يفكر الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند "بمصالح فرنسا" وان يغير سياستها حيال سوريا والمنطقة وذلك في مقابلة بثها تلفزيون "روسيا 24". وقال الاسد "آمل في ان يفكر الرئيس الجديد بمصالح فرنسا. انا اكيد انها لا تقوم على مواصلة بث الفوضى في الشرق الاوسط والعالم العربي باسره" ردا على سؤال حول دور باريس في الازمة وانتخاب هولاند رئيسا. وتابع "السؤال هو معرفة ما كسبته فرنسا في العام الفائت من خلال موقفها حيال سوريا وليبيا ودول اخرى". وقال "انها شاركت في العدوان العسكري (على النظام الليبي) وهي مسؤولة عن مقتل مئات الاف الليبيين". واكد الاسد ان "الفوضى الجارية والارهاب، كل هذا ستكون له عواقب على اوروبا، لأنها ليست بعيدة عن منطقتنا، ويمكننا القول اننا جيران جنوب اوروبا". بحسب فرنس برس.

ولعبت فرنسا التي كانت انذاك برئاسة نيكولا ساركوزي الذي هزم امام هولاند في انتخابات 6 ايار/مايو الرئاسية دورا اساسيا في التعبئة الدولية ضد نظام معمر القذافي في ليبيا ومن اجل اطلاق التدخل العسكري في اذار/مارس 2011 الذي ادى الى سقوطه. كما اتخذت باريس موقفا قاطعا حيال نظام دمشق. وصرح هولاند في نيسان/ابريل انه ان انتخب رئيسا فسيؤيد مشاركة بلاده في تدخل عسكري في سوريا ان اتخذ قرار بذلك "في اطار الامم المتحدة" لحماية المدنيين.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/حزيران/2012 - 25/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م