
شبكة النبأ: المخاطر الصغيرة لا تبقى
صغيرة ولا تظل غير مؤثرة، إنها تكبر وتتعاظم مع الزمن، وتصبح كبيرة
وخطيرة، بل وتستعصي على المعالجة، حتى لو تدخلت جهود كبيرة لحلها، لأن
الجهود اذا جاءت متأخرة، فإن العلاج قد لا ينجح أبدا، وهنا مكمن
الخطورة الكبيرة لاهمال المخاطر وغض الطرف عنها، كونها تبدو صغيرة في
بداية الامر، بهذه الصورة الواضحة يمكن أن نصف المشروع الخطير الذي
يقوده النظام السعودي في المنطقة العربية، ليمثل الفعل القامع أو الفعل
المضاد للربيع العربي والنتائج السياسية الكبيرة التي تمخضت عنه.
فما هو المشروع السعودي، وما مدى خطورته في حالة غض الطرف عنه، من
لدن المنظمات الدولية المعنية، وحكومات دول المنطقة، والمعنيين في هذا
الامر؟.
إن المشروع السعودي قائم على التكفير والتطرف، حيث يتم تكفير كل من
لا يتفق مع أفكارهم وعقائدهم من الاقليات والطوائف والمذاهب الاخرى،
وهذا السلوك ينطوي على تجاوز حاد وواضح، إذ يتسم بالفردية والاحادية
التي تمنح لنفسها الأحقية وسلامة الرأي والفكر والمنطق والعقيدة، فيما
تمنعها أو تلغيها عند غيرها، وقد أسس النظام السعودي ودعم أساليب بث
الفتن والقتل والتفجير لكل الذين يراهم مضادين لفكره المتطرف، كما أقام
الفضائيات المنحرفة التي تكرس المنهج التكفيري المتطرف، عبر برامجها
وخطوطها الفكرية وغيرها.
فضلا عن الاستهداف المباشر للأقليات، لاسيما الشيعة، كما حدث على
سبيل المثال في تفجيرات السيدة زينب بدمشق، حيث أفادت مؤخراوكالة
الانباء الرسمية (سانا) أن "سيارة مفخخة انفجرت في مركز انطلاق
الحافلات بالقرب من مستشفى الإمام الصدر في منطقة السيدة زينب بريف
دمشق، ما تسبب باصابة 14 شخصاً". وأضافت الوكالة أن "التفجير خلف دمارا
كبيرا بالمحال والمباني المجاورة" ويأتي هذا التفجير بعد نحو شهر من
تفجيرين ارهابيين استهدفا منطقة القزاز بدمشق، إذ قالت وزارة الداخلية
إن حصيلتهما هي 55 شهيدا و372 جريحا و15 محفظة لأشلاء مجهولة، مشيرة
إلى أن الانفجاريين الذين وقعا متتاليان بفارق زمني لا يتجاوز الدقيقة،
وهما سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان، محملتين بما يقدر بأكثر من
1000 كغ من المواد المتفجرة.
وهكذا يتنامى هذا المسار التدميري الخطير، من دون أن توضع له
الكوابح الدولية أو الاقليمية المناسبة، الامر الذي يؤدي الى تزايد
التطرف وتناميه على نحو متصاعد وخطير، بما يخدم الاهداف السعودية، التي
غالبا ما تقوم على نشر الفتن، والارهاب، والتطرف، بين أقليات الشعوب
ومكوناتها، ليكون النظام المتطرف هو الرابح الوحيد من أفعاله الاجرامية
هذه، خاصة أن الجهات المعنية الحكومية والمدنية في المنطقة، لا تقوم
بدورها المضاد لهذا النظام ومخططاته كما ينبغي، حيث يستمر على اسلوبه
الخبيث في نشر الفتن السياسية والفكرية والعقائدية بين الجميع، من اجل
يسهل عليه تمرير مخططاته وافكاره المتطرفة.
لذلك لابد من مواجهة صارمة وحقيقية لهذا النظام المتطرف، يشترك فيها
الجميع، لا سيما الحكومات ومنظمات المجتمع المدني، وكل المؤسسات
والهيئات الدولية والمحلية من اجل فضح هذا المسار التدميري الخطير،
الذي يعد أكثر خطورة حتى من المشروع النووي، فالافكار المتطرفة كما
اثبت الوقائع لها قدرة تدميرية هائلة، تتعاظم مع الزمن، كونها تترسخ في
منظومات السلوك البشري، ولهذا ينبغي على المعنيين القيام بالخطوات
العملية التالية:
1- فضح مخطط النظام السعودي من دون تردد او مجاملة بسبب المصالح
التجارية او غيرها.
2- فضح الفضائيات التي تكرس الفكر التكفيري المنحرف، والدعوة الى
ايقافها وطردها من شبكة الاقمار الالكترونية.
3- كشف المسارات والبؤر الفكرية المتطرفة التي يغذيها النظام
السعودي ويدعمها ماديا وعمليا.
4- أن تعمل المنظمات المعنية على مقارعة هذه الاهداف والافكار
الهدامة للنظام السعودي.
5- أن تتنبه جميع الجهات الحكومية والشعبية الى الاساليب الخطيرة
التي يتبعها النظام السعودي من اجل معالجتها بالدقة المطلوبة.
6- تنوير الرأي العالم العالمي بمخاطر هذا الفكر المتطرف.
7- التعاون بين الجميع لرفض سياسات القتل والتفجير والتكفير، وفضح
من يقف وراءها بوضوح، لاسيما تلك التي تستهدف الابرياء من دون ذنب. |