أضواءٌ تُــــــشعلُ أضواءْ
والكلُ صــــــريعُ الهيجاءْ
والحـــاكمُ في الوطن العربي
يُبــــــصرُ والنظرةُ عمياءْ
يا تلمـــــيذي وبُني أكُتب
أول درسٍ في الإمــــــلاءْ
كي تَــعرف كم عانى الحاكمُ
في فلِ فُــــــلول الأعداءْ
ثـــــملٌ يزهو من نشوتهِ
في وهــــــنِ ليالٍ حمراءْ
بين بــــغايا القصر مُعرى
يمـــــضغُ آلاف الأثداءْ
كَرّز حَلـــــمات جواريهِ
ورمى القـــــشرةَ للنُدماءْ
يــــترنحُ ما بين كؤوسٍ
خضـــــراءُ وأخرى صفراءْ
أومأ للــــساقي لا تَبخل
بمُــــــدامٍ كــي لا أستاءْ
فمعـــاناةُ الشعب بجوفي
داءٌ يلتـــــــهمُ الأحشاءْ
وصــــراخُ ثكالى وأيامى
بالدمـــــعِ روينّ الصحراءْ
نادى هاتوا لي أوراقـــي
ودواة الحبر الســــــوداءْ
كي أعـــجنَ كذباً لبلادي
فالحـــــرفُ رغيفُ الضعفاءْ
هرٌ في أحــــضانِ ظباءٍ
يبدعُ في وصفِ الأشــــــياءْ
استرسلَ يكتــــبُ عنترةٌ
أحرف خطــــــبتهِ العصماءْ
كي يقرأها يوم الجـــمعةِ
لمســــــامعِ بعض البُسطاءْ
كهـــــدية عيدٍ يمنحها
لذوات المُــــــقل الوطفاءْ
لأُناسٍ جُــــمعوا أشلاءً
أشــــــتاتاً من غيرِ رداءْ
لأُناسٍ مَزجوا لُقــــمتهُم
بدمـــــوع مآقٍ دعجاءْ
جُمعَ الجـــَمعُ وبرز الديك
ينفـــــشُ ريشاً للإغراءْ
صــــَفق جمهورُ البؤساء
زغردَ بســـــعالٍ ودماءْ
فاضت غبـــطةُ هندة دمعاً
فالفرحُ إذا اشــــتد بُكاءْ
وكئيـــــبٌ ما أن شاهدهُ
خضبَ شــــيباً بالحناءْ
وهـــــشامٌ أعتقَ جاريةً
لتفانيها في الإصــــغاءْ
قدمَ زوجـــــتهُ تتراقصُ
كي يرضــــي نظرَ العملاءْ
طوبى للرقـــصةِ والطبلةِ
طوبـى لبـــــلاد الأُدباءْ
كان حذاءُ الزير عظــاماً
لــــجماجمِ أسمى الشهداءْ
والــــــجوربُ شعرٌ لفتاةٍ
اغتُصــــبت ليــلاً عذراءْ
والربــــــطةُ حبلٌ سريٌ
لجنينٍ يُدعـى شـــــيماءْ
والبدلةُ جــــــلدٌ عربيٌ
دُبغت من جلدِ الفـــــقراءْ
والأزرارُ عــــيونٌ فُقئت
أجملُ من عـــــينِ الزرقاءْ
فاحَ عبــــيراً قذرُ الأمة
بـدموعِ الأيـــــّمِ ثـكلاءْ
كالمومــسِ وقحٌ من حولهِ
يلتـفُ كـــــلابٌ دُخـلاءْ
أبناء زنىً وصــــعاليكٌ
وثعالبُ مكـرٍ أجـــــراءْ
زيفٌ مُتــــأتٍ من عارٍ
فالشرفُ المزعــــومُ طلاءْ
ذاعَ بأمـــجادٍ قد صُنعت
من جُملتها الاســــترخاءْ
في شرم الشـيخ إذا ضاقت
أنــــفاسُ أمير الأمراءْ
وسخــاءُ يداه إذا غَرثت
امةُ صــــهيون الرتعاءْ
بائعُ بيروت بلا ثمـــنٍ
عربيُ النخوةِ مــــعطاءْ
واهــبُ أسوان لقاتلها
حيٌ لكن دون حــــياءْ
بكت الأحرفُ من سطوته
وانتـــحرت همزةُ والياءْ
كنا نحفــظُ دأب قريشٍ
أنسانا حتى الأســـماءْ
فالغيرةُ حبرٌ فــي ورقٍ
والفـــعلُ رذاذٌ وهباءْ
لم يــصدق إلا في نعتٍ
أســـمانا بلد الغرباءْ
آهٍ يا بَلـــدي يا كَبدي
يا نبعاً يستــجدي الماءْ
نصــفُ الآه لكل الدُنيا
والآخرُ نصفُ الشــعراءْ |