شبكة النبأ: لايزال الكيان الصهيوني
الغاصب يمارس نهجة الاجرامي بحق ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل وسط غياب
عربي وعالمي، وقد استطاع هذا الكيان المحتل وبحسب بعض المراقبين
والخبراء من الاستفادة من الاحداث والتغيرات التي تشهدها الساحة
العربية وانشغال الجميع بها وبادر الى تنفيذ تلك المخططات التوسعية
والاستيلاء على مساحات اضافية لأجل بناء المزيد من المستوطنات اليهودية
والتي ستتصبح عما قريب واقع ملموس لا يمكن المساس به باعتباره حق من
حقوق اسرائيل وفي هذا الشأن فقد اقر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين
نتانياهو بناء 551 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية بالإضافة الى
اسكان 300 عائلة من المستوطنين في مستوطنة بيت ايل بحسب التلفزيون
الاسرائيلي. ونقلت القناة 10 الخاصة عن "مصادر مقربة من رئيس الوزراء"
انه للمرة الاولى منذ 12 عاما سيتم بناء بعض من المساكن ال551 في
مستوطنة كريات اربع التي تعتبر معقلا تاريخيا للمستوطنين الاكثر تشددا
وذلك قرب الخليل جنوب الضفة الغربية.
واكد المعلق السياسي في القناة 10 ان تلك المساكن تشكل "تعويضا" من
نتانياهو الى المستوطنين الذين فشلوا في تجييش اكثرية في البرلمان
للتصويت على مشروع قانون ذي مفعول رجعي لإعطاء صفة قانونية لبناء خمسة
مبان على اراض فلسطينية خاصة في مستوطنة بيت ايل قرب رام الله. وسارعت
الرئاسة الفلسطينية الى ادانة القرار الاسرائيلي، محذرة من ان هذه
الخطوة "تعطل جهود دفع عملية السلام". وقال الناطق باسم الرئاسة
الفلسطينية نبيل ابو ردينه "ندين بشدة اعلان نتنياهو قرارا استيطانيا
جديدا في الاراضي الفلسطينية". واضاف ابو ردينة من باريس حيث يرافق
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان هذا القرار "يعطل جهود دفع عملية
السلام وهو قرار يعطل جهود دفع عملية السلام التي ترفض اسرائيل
الالتزام بها وبخارطة الطريق وكل قواعد عملية السلام القائمة على العدل".
واكد ابو ردينة ان "هذا الامر سيبقي المنطقة في حالة عدم استقرار سببها
مواقف حكومة اسرائيل التي تتحدى الشعب الفلسطيني وقيادته والامة
العربية والشرعية الدولية".
واعلن نتانياهو قراره توسيع المستوطنة الاسرائيلية اثر اسقاط
الكنيست مشروع قانون لتشريع بؤر استيطانية عشوائية مبنية على اراض
فلسطينية خاصة واحباطه بالتالي محاولة للالتفاف على قرار للمحكمة
العليا بإزالة خمسة مبان استيطانية في بؤرة اولبانا العشوائية قرب رام
الله في الضفة الغربية بحلول الاول من تموز/يوليو المقبل. وصوت 69
نائبا في الكنيست ضد مشروع القانون مقابل 22 صوتوا لصالحه.
وكان قرار المحكمة اثار سخط المستوطنين والمؤيدين لهم من اعضاء
الكنيست اليمينيين المتطرفين. وقد دفع هذا القرار عضوين يمينيين في
الكنيست الى تقديم مشروعي قانون متشابهين لتشريع البؤر الاستيطانية.
وتقدم بالمشروع الاول النائب ياكوف كاتس من حزب الاتحاد الوطني
المتطرف، غير انه ما لبث ان سحب مشروعه من جدول اعمال الكنيست فبقي
مطروحا للتصويت مشروع القانون الآخر الذي تقدم به النائب زيفيلون اوليف
من حزب البيت اليهودي القومي المتطرف.
وكان نتانياهو اعلن معارضته مشروعي القانون معتبرا انهما سيؤديان
الى ردود فعل دولية قوية، وقد عمد بحسب تقارير صحافية الى التهديد
بإقالة اي وزير في حكومته او اي عضو في حزبه يصوت لصالح اي منهما. ولكن
وعلى الرغم من هذا التهديد فقد اعلن وزيران مقربان من المستوطنين هما
يولي ايلدشتاين (وزير الدبلوماسية العامة والشتات) من حزب الليكود
ودانييل هيرشكويتز (وزير العلوم والتكنولوجيا) من حزب البيت اليهودي،
عن نيتهما التصويت لصالح مشروع القانون المثير للجدل، ولكنهما في
النهاية لم يحضرا جلسة التصويت.
واعرب نحو الفي مستوطن حضروا امام مبنى الكنيست لدعم التصويت عن
غضبهم الشديد لأسقاط القانون. وردد المتظاهرون شعار "اليهود لا يجلون
اليهود" معربين عن غضبهم لما وصفوه بخيانة نتانياهو لمستوطني بؤرة
اولبانا العشوائية. ومن بين هؤلاء مجموعة من 250 مستوطنا وصلوا الى
مبنى الكنيست مشيا في مسيرة استمرت لثلاثة ايام من موقع البؤرة القريبة
من مستوطنة بيت ايل قرب رام الله بالضفة الغربية.
وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان الشرطة
"اعتقلت شخصين خارج الكنيست بعد ان حاول متظاهرون يمينيون اغلاق المدخل
وهي تتعامل حاليا مع محاولتهم اغلاق الطريق الرئيسية المؤدية الى
القدس". وكان نتانياهو اوصى ب"نقل هذه المباني الخمسة الى قطاع مجاور
حيث لا توجد اية مشكلة تتعلق بالأرض"، بحسب مسؤول حكومي كبير. وتقيم في
هذه المباني الخمسة ثلاثون اسرة.
وبحسب استطلاع للرأي فان ستة من عشرة اسرائيليين يرون انه يجب تنفيذ
قرار المحكمة العليا بهدم المباني بينما يرى الباقون انه يجب الالتفاف
على القرار بمشروع القانون. وقالت مؤسسة حقوق المواطن في اسرائيل ان
النصين يشكلان "خطوة للدوس على حقوق الفلسطينيين واحتقار حكم القانون
في الاراضي المحتلة وتجاهل قرارات المحكمة العليا بشكل صارخ". من
ناحيتها كتبت صحيفة هارتس في افتتاحيتها ان القوانين لديها "نية
اجرامية للموافقة باثر رجعي على البناء غير القانوني وغير المرخص على
اراضي الضفة الغربية التي يملكها فلسطينيون لا حول لهم ولا قوة". بحسب
فرنس برس.
وتعتبر اسرائيل المستوطنات المقامة على اراض فلسطينية بدون موافقة
حكومية غير شرعية وتقوم بإزالتها وفي الغالب تكون هذه البؤر مكونة من
عدد صغير من المقطورات. ولا يعترف المجتمع الدولي بجميع المستوطنات
المقامة على الاراضي المحتلة منذ 1967 سواء اقيمت بموافقة الحكومة
الاسرائيلة او بدونها. ويقيم اكثر من 340 الف مستوطن اسرائيلي في
مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة وهو رقم في تزايد مستمر. كما يقيم نحو
مئتي الف اخرين في اكثر من عشرة احياء استيطانية في القدس الشرقية
المحتلة.
ثكنة عسكرية
في السياق ذاته قال مسؤولون فلسطينيون ان اسرائيل حولت مدينة القدس
الشرقية الى ثكنة عسكرية لحماية مسيرة للمستوطنين في شوارعها. وقال
ديمتري دلياني من قيادة حركة فتح في المدينة "حاولت اسرائيل اليوم
اثبات اكذوبة تسوقها من عام 1967 لكن هذه الاكذوبة تصطدم بواقع ان
القدس كانت وستبقى عربية بشوارعها وناسها وهواها ومقدساتها كلها تشير
الى عكس ما يدعون."
واضاف "كل هذه المظاهر الاستفزازية المفتعلة لإقناع الذات بهذه
الاكذوبة ... نشر الاف من عناصر الشرطة والجيش واغلاق المحلات التجارية
في الاماكن التي ستمر منها مسيرة المتطرفين." واحتفل الاسرائيليون بما
يسمونه "يوم القدس" بمناسبة احتلال المدينة وضمها لاحقا الى القدس
الغربية لتكون عاصمة موحدة لإسرائيل في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.
وتساءل دلياني "هل هناك دولة في العالم تحول المدينة التي تدعي انها
عاصمتها الى ثكنة عسكرية لكي يمر مواطنوها في تلك المدينة وهذا دليل ان
ما يحاولوا تسويقه (القدس عاصمة موحدة لإسرائيل) اكذوبة." وقالت مصادر
فلسطينية في المدينة ان مواجهات محدودة جرت بين مجموعات من الفلسطينيين
والشرطة الاسرائيلية في مواقع مختلفة من البلدة القديمة في القدس
ابرزها عند باب العامود احد الابواب الرئيسية المؤدية الى البلدة
القديمة.
وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية انه تم تفريق
مظاهرة للفلسطينيين بسبب عدم حصولها على ترخيض وتم استجواب اثنين من
المشاركين. وحذر احمد قريع (ابو علاء) عضو اللجنة التننفيذية لمنظمة
التحرير الفلسطينية "من ان مسيرات التهويد ... التي يقودها المستوطنون
فيما يسمى بيوم القدس ما هي الا خطوة في غاية الخطورة وتجسيد لسياسة
احتلالية افلست من كل شيء."
الى جانب ذلك حذر الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار المقدسة من
محاولات اسرائيلية لفرض واقع جديد في المسجد الاقصى المبارك. وقال
المفتي في مؤتمر صحفي في رام الله " انهم (اسرائيل ) يحاولون خلق واقع
جديد في المسجد الاقصى من خلال المحاولات المتكررة لإدخال المستوطنين
الى ساحاته يهدفون الى الاستيلاء على جزء منه." واضاف " للمرة الاولى
منذ احتلال القدس عام 1967 يدخل جنود الاحتلال الى ساحات المسجد بزيهم
العسكري ويرفعون علم اسرائيلي كبير ويتصورون الى جانبه قبل ان يتم
ازالته." ووصف حسين هذا الامر " بالانتهاك الخطير ان يتم رفع علم
اسرائيل على مسجد اسلامي خاص بالمسلمين."
وتظهر صور تجول عشرات من افراد الجيش الاسرائيلي الى جانب عدد من
المستوطنين في ساحات المسجد الاقصى. وقالت جريدة القدس اليومية واسعة
الانتشار في مقالها الافتتاحي (رفع العلم الاسرائيلي خطوة خطيرة تهدد
المسجد الاقصى " بالأمس ولاول مرة منذ الاحتلال عام 1967 يقوم عشرات
الجنود رسميا برفع العلم الاسرائيلي قرب المسجد الاقصى بمناسبة احتفال
ديني يهودي." واضافت الصحيفة " تجيء هذه الخطوة الخطيرة في اطار
المساعي المستمرة والدعوات المتواصلة لتهويد القدس وربما محاولة تقسيم
الحرم القدسي تماما كما فعلوا سابقا في الحرم الابراهيمي الشريف."
وعملت اسرائيل على تقسيم الحرم الابراهيمي عام 1994 بين المسلمين
واليهود بعد ان كان يزوره اليهود قبل ذلك من حين الى اخر لإقامة
الشعائر الدينية فيه حيث توجد فيه مقبرة تضم عددا من رفات الانبياء
فيه. ودعت صحفية القدس في افتتاحيتها الى عدم الاكتفاء بإصدار البيانات
والادانات ردا على رفع العلم وقالت " لا بد من استنفار الجامعة العربية
ومنظمة التعاون الاسلامي والامم المتحدة بكل مؤسساتها لوقف المخاطر
التي تهدد اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبلد الاسراء
والمعراج."
وبدا المفتي واثقا ان "اسرائيل لن تنجح في فعل ذلك في المسجد الاقصى
الذي يمثل جزءا من عقيدة المسلمين وفي كل مرة تحاول اسرائيل ادخال
الجنود او المستوطنين من باب المغاربة الذي تحتفظ اسرائيل بمفاتيحه يتم
التصدي لهم من قبل حراس وسدنة المسجد اضافة الى اهل القدس معهم كل
الشعب الفلسطيني." واستعرض المفتي بعض الاجراءات التي تقوم بها السلطات
الاسرائيلية " من اجل تهويد المدينة ومنها بدء العمل على وضع قبور
وهمية في منطقة سلوان وغيرها لاثبات وجود لهم هناك."
وترى صحيفة القدس في افتتاحيتها ان الهدف " من زرع عشرات القبور
الوهمية في المنطقة المحيطة بالحرم القدسي من الناحية الجنوبية لايجاد
مبرر للسيطرة على هذه الارض واقامة ما يسمى الحدائق التوارتية بعد طرد
اصحابها وتهجيرهم." وجدد المفتي دعوته الى العرب والمسلمين لزيارة
الاقصى وقال " ان الاقصى جزء من عقيدة المسلمين وهذه العقيدة لا تتغير
سواء كان المسجد تحت الاحتلال او لم يكن."
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو في مناقشة بمناسبة
الذكرى الخامسة والأربعين لاستيلاء إسرائيل على القدس الشرقية وضمها في
خطوة لم تلق قط اعترافا دوليا "لمن يقترح أخذ قلب القدس جبل الهيكل من
أيدينا (قائلا) ان هذا من شأنه أن يحل السلام أقول إن هذا ليس خطأ فحسب
بل خطأ قاتل." وقال نتنياهو إن المواقع المقدسة لليهود والمسلمين
والمسيحيين تتمتع "بسلام ديني رائع قائم بفضل وحدة القدس تحت السيادة
الاسرائيلية." بحسب رويترز.
ويحتاج الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الى تصاريح
خاصة من الجانب الاسرائيلي للدخول الى مدينة القدس التي تم احاطتها
بجدار اسمنتي يرتفع عدة امتار يجعل الدخول اليها يقتصر عبر بوابة
حديدية محصنة. وادت زيارة قام بها ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي
الاسبق الى المسجد الاقصى في عهد حكومة كان يتراسها بنيامين نتياهو عام
2000 الى اندلاع انتفاضة فلسطينية سقط فيها الاف الضحايا الفلسطينيين
والمئات من الاسرائيليين بين قتيل وجريح. |