نووي إيران... مفاوضات ترهيب وترغيب

 

شبكة النبأ: تعول الكثير من اطراف المجتمع الدولي على المحادثات مع ايران لتجاوز المرحلة الحرجة التي تشهدها المنطقة، سيما بعد تصاعد التوتر بين ايران والغرب من جهة، وايران واسرائيل من جهة أخرى.

وحتى المفاوضات الاخيرة التي احتضنتها بغداد في الشهر الماضي، لم تتضح تفاهمات بين الاطراف المتفاوضة تفضي الى حلول وان كانت جزئية، تضع حدا للسجالات المستمرة منذ سنوات.

فقد اعتبر ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي لدى الحرس الثوري ان "السبيل الوحيد" لقوى 5+1 التي تتفاوض مع ايران حول برنامجها النووي هو قبول موقف ايران. وقال علي سعيدي الشخصية البارزة لدى الحرس الثوري الايراني، كما نقلت عنه وكالة مهر "للأسف ان منطق الترهيب لدى قوى 5+1 وخصوصا الولايات المتحدة ليس مقبولا باي شكل للسلطات ولا للشعب" الايراني.  وتضم مجموعة 5+1 الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا.

وهذه التصريحات الحازمة جدا تاتي قبل اسبوع من استئناف المفاوضات بين ايران وقوى 5+1 في موسكو حول البرنامج النووي الايراني في 18 و19 حزيران/يونيو. وتشتبه القوى الغربية في ان البرنامج الايراني يخفي شقا عسكريا وهو ما تنفيه طهران. كما تزيد لهجة التحدي هذه من التشاؤم المتزايد ازاء نتيجة الحوار الذي يجري في موازاة ذلك بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران حول عمليات التفتيش اثر اجتماع غير مثمر الجمعة الماضي في فيينا. واتهم سعيدي الغرب "بالسعي الى تحقيق اهدافه الخاصة التي تتجاوز بنود (معاهدة الحد من الانتشار النووي) وتشريعات الوكالة".

ووصف موقف ايران في مساري التفاوض بانه "منطقي وعقلاني"، وطلب من الولايات المتحدة وحلفائها اعتماده.

ونقلت عنه وكالة مهر "السبيل الوحيد امامهم هو قبول مطالب ايران في جو من الاحترام المتبادل ووقف تسييس (المسالة النووية)". واضاف ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية قبلت قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن مصلحة الغرب الالتزام بقواعد الوكالة".

وشدد مسؤولون ايرانيون اخرون على ان طهران لن تغير موقفها بان على الغرب تخفيف العقوبات الاقتصادية وان يقبل "حق" ايران بتخصيب اليورانيوم كخطوات اولى في المفاوضات.

ويتناقض ذلك مع موقف مجموعة 5+1 الذي يدعو ايران الى وقف تخصيب اليورانيوم بنسب عالية مقابل تحفيزات اكثر تواضعا مثل الحصول على قطع غيار للطائرات ورفع حظر اوروبي على التامين لشحنات النفط الى آسيا.

والهوة الكبيرة بين هذين الموقفين كادت ان تتسبب بانهيار جولة المحادثات الاخيرة بين ايران والقوى الكبرى في بغداد الشهر الماضي. لكن الطرفين اتفقا رغم ذلك على عقد الجولة المقبلة من المحادثات في موسكو قبل اسبوعين من بدء سريان حظر اوروبي كامل على واردات النفط الايراني.

من جهته، قال وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي مجددا لوكالة الانباء الرسمية الايرانية ان ايران كانت "على الدوام مستعدة للتعاون" مع القوى الكبرى لكنها لن تتخلى عن "حقوقها" في المجال النووي. واضاف ان "على الغربيين الانصياع الى الطلب العقلاني لايران باستخدام الطاقة النووية لغايات سلمية".

وانتهى اللقاء السابق في ايار/مايو في بغداد الى فشل، وصعد الغربيون الضغط عبر مطالبة طهران بالقيام بمبادرات "ملموسة" لاثبات حسن نيتها. وقد فشلت المحادثات الجمعة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الهادفة الى تحسين الرقابة على البرنامج النووي الايراني. واعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو السبت انه "غير متفائل" ازاء تطور المحادثات.

وردا على ذلك، اعلن المندوب الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية الاحد لوكالة الانباء الطلابية ان الاتصالات لم تقطع وان تعقيدات المواضيع التي تتم معالجتها تتطلب "التحلي بالصبر" وان ايران ما زالت تامل "في التوصل الى اتفاق خلال اللقاء المقبل" الذي لم يحدد موعده. لكن سلطانية كرر انتقادات ايران للوكالة الذرية مؤكدا في مقابلة نشرتها الاحد صحيفة طهران تايمز ان الملف الايراني "مسيس وموضع تلاعب" وان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستخدم غطاء لاجهزة الاستخبارات الغربية. بحسب فرنس برس.

وقال ان "مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يرغمون من قبل بعض الدول على القيام بانشطة استخبارية (في ايران) وقبول وثائق مزورة (ضد ايران) وهو امر غير مقبول". ولفت الى ان ايران تلتزم ببنود معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية لكن التزامها ب"بروتوكول اضافي" لتلك المعاهدة يتيح عمليات تفتيش مشددة اكثر تقوم بها الوكالة الذرية "رهن بحل المسائل النووية بما هو متعلق بمجلس الامن الدولي". وكان مجلس الامن الدولي اصدر منذ 2006 ستة قرارات تطالب ايران بالالتزام بالبروتوكول الاضافي الذي انسحبت منه في 2005 وتعليق كل انشطة تخصيب اليورانيوم.

مشاكل الغرب

فيما قال التلفزيون الايراني إن الزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي اتهم الولايات المتحدة وحلفاءها بالكذب بشأن التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني وذلك بدافع التغطية على مشاكل هذه الدول. وفي خطاب نقله التلفزيون بمناسبة احياء الذكرى 23 لوفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله الخميني حذر خامنئي اسرائيل ايضا من اي هجوم على ايران قائلا انها ستتلقى "ضربة مدوية".

ويتبنى خامنئي الذي يحتفظ بسيطرة تامة على السياسة النووية الايرانية موقفا معلنا يقضي بحظر تطوير الاسلحة النووية لكن الدول الغربية تشتبه في أن طهران تطور المكونات اللازمة لاكتساب القدرة على انتاج قنبلة نووية كل على حدة. وقال خامنئي "ما يفعله الامريكيون والغربيون حماقة. إنهم يبالغون في القضية النووية للتستر على مشكلاتهم" في اشارة الى المصاعب الاقتصادية المستمرة في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأضاف "يستخدمون مصطلح الأسلحة النووية على نحو مضلل." وقال الزعيم الايراني الاعلى إن حديث اسرائيل عن الضربات العسكرية يظهر انها تستشعر ضعف موقفها بعد سقوط الرئيس المصري حسني مبارك الذي كان حليفا للولايات المتحدة والغرب العام الماضي. واضاف "اذا قاموا بأي عمل غير محسوب فسيتكبدون ضربة مدوية."

وقال قائد عسكري كبير إن مدى الصواريخ الايرانية يمكن ان يصل الى مختلف انحاء اسرائيل وهدد بضرب القواعد الامريكية في المنطقة اذا تعرضت بلاده لهجوم. وبعيدا عن الخطاب الناري المعتاد في طهران أجرت ايران محادثات مع القوى العالمية في بغداد يومي 23 و24 مايو ايار في محاولة للتوصل لاتفاق بشأن المخاوف المتعلقة بالبرنامج النووي. ويقول دبلوماسيون ان المفاوضين الايرانيين كانوا اكثر استعدادا من المحاولات السابقة لإيجاد حل ويعتقدون ان خامنئي اعطى فريقه للتفاوض صلاحيات اوسع لبحث سبل التوصل لاتفاق مع استمرار تأثير العقوبات على الاقتصاد الايراني. بحسب رويترز.

وخلال كلمة خامنئي قال إن العقوبات لا تعوق إيران عن شئ وإنها "تعمق كراهية إيران تجاه الغرب". لكن محللين يقولون إن ثمة مؤشرات واضحة عن أن إيرادات النفط في الجمهورية الإسلامية والاقتصاد يعانيان منذ أن فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات صارمة جديدة في مستهل العام الجاري. وتصر إيران على أنها لن تتخلى عما تقول إنه حقها في أن يكون لها برنامج نووي سلمي لكنها أبدت مرونة في بعض الأحيان فيما يتعلق بالحد من تخصيب اليورانيوم لمستويات عالية يعتبرها الغرب أكبر مبعث للقلق. ومن المقرر إجراء جولة أخرى من المحادثات في 18 و19 يونيو حزيران في موسكو. وفي الأسبوع الماضي أشارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كليتون إلى أن الاجتماع سيكون حيويا بسبب حاجة واشنطن إلى "خطوات ملموسة".

اضاعة الوقت

من جهتها قالت الحكومة الايرانية على موقعها الالكتروني ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الموجود في بكين اتهم الدول الغربية بإضاعة الوقت في المفاوضات النووية برفضها عقد لقاءات تمهيدية قبل تلك التي ستجري في موسكو في 18 و19 حزيران/يونيو. واعلن الرئيس الايراني خلال لقاء مع رئيس الوزراء الصيني وين جياباو ان "ايران مستعدة لمتابعة المفاوضات في موسكو وحتى في بكين وقد قدمت اقتراحات جيدة". واضاف "لكن بالنظر الى جهودنا بعد اجتماع بغداد (في 23 و24 ايار/مايو) وطبقا للاتفاق المعقود، فان جهودنا لعقد لقاء على مستوى مساعدي (كاثرين) اشتون ومساعد (المفاوض النووي الايراني، سعيد جليلي) لم تسفر عن نتيجة. نعتبر ان البلدان الغربية تبحث عن اعذار وتسعى الى هدر الوقت" في المفاوضات النووية. لكنه قال "مع ذلك ان جمهورية ايران الاسلامية مستعدة لمتابعة المفاوضات على الرغم من عدم وجود ارادة لدى الغربيين في التوصل الى اتفاق" بشان الملف النووي. واضاف ان ايران "لا تتوقع التوصل الى حل للمسألة النووية في اجتماع واحد"، لكن "المحادثات المقبلة تؤدي الى طريق التوصل الى حل".

وقال جليلي في رسالته لاشتون التي تمثل مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) في المفاوضات النووية مع طهران، ان "تأخر الطرف الاخر في قبول اجتماع خبراء يلقي الشكوك والغموض حول رغبته في اجراء محادثات ناجحة". ويلي هذا التحرك الايراني على ما يبدو رفض الاتحاد الاوروبي عقد لقاء بين علي باقري، مساعد جليلي، وهيلغا شميت، مساعدة اشتون، كما ذكرت معلومات نشرتها وسائل الاعلام الايرانية.

وستعقد ايران ومجموعة 5+1 في 18 و19 حزيران/يونيو في موسكو جولة محادثات جديدة حول البرنامج النووي الايراني، بعد فشل لقاء بغداد في ايار/مايو الماضي. ومن دون الدخول في التفاصيل، اعلنت مايا كوجييانيتش المتحدثة باسم اشتون لوكالة فرانس برس الاربعاء في بروكسل ان "الالتزام حول الجوهر، وليس العملية، هو الذي يمثل مفتاح" نجاح محادثات موسكو.

واضافت ان "المسالة سياسية ونحن بحاجة الى اشارة واضحة من الايرانيين حول استعدادهم للالتزام بمحادثات حول جوهر المقترحات التي قدمتها مجموعة 5+1" في بغداد.

واوضحت المتحدثة ان "اشتون ستهتم بهذه المسالة مباشرة مع نظيرها" جليلي. وكان المسؤولون الايرانيون اعربوا حتى الان عن "تفاؤلهم" حيال توصل اجتماع موسكو الى مخرج، مع اقراراهم في الوقت نفسه بان هذا الامر سيكون "صعبا" طالما ان الفجوة التي ظهرت في بغداد بين مواقف الطرفين كبيرة. بحسب فرنس برس.

واشار الاوروبيون والاميركيون من جهتهم الى ضرورة ان تتوقف طهران عن التردد وان تقدم في موسكو مبادرات ملموسة للرد على مطالب القوى الكبرى. ولتبديد الشكوك حول نهائية البرنامج النووي الايراني، تطالب مجموعة 5+1 خصوصا بان تتوقف ايران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة وان تتخلى عن موقع فوردو (وسط) الكائن تحت الارض. ومن دون ان تقفل الباب كليا امام احتمال تقديم تنازلات، تطالب ايران من جهتها بان تعترف الدول الكبرى ضمنا بحقها في تخصيب اليورانيوم، وهو ما دانه مجلس الامن الدولي في ستة قرارات، وبرفع العقوبات الغربية القاسية المفروضة عليها منذ سنتين.

الصين ترفض وجود أسلحة نووية

الى ذلك قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو أبلغ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بكين ترفض حيازة أي بلد بالشرق الأوسط أسلحة نووية. وإيران محور أزمة بسبب برنامجها النووي المثير للجدل والذي يعتقد الغرب إنه يهدف إلى تطوير أسلحة النووية. وتقول إيران إن هدفها هو إنتاج الكهرباء فحسب.

وأضاف ون أن الصين "ترى أن القضية النووية الإيرانية يجب ان تحل عبر القنوات الدبلوماسية بطريقة محايدة." وهناك روابط وثيقة بين الصين وإيران في مجال الطاقة والتجارة وقاومت بكين مرارا المطالب التي تقودها الولايات المتحدة لفرض عقوبات اقتصادية اكثر صرامة على طهران للحد من طموحاتها النووية.

ودعت الصين مرارا إلى حل النزاع عبر التفاوض فيما يتعلق بالأنشطة النووية التي تقوم بها طهران وأدانت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولم يدعمها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لكن ظهرت خلافات بين الصين وإيران فيما يتعلق بتطوير موارد النفط والغاز الإيرانية. بحسب رويترز.

وقال احمدي نجاد لاحقا لرئيس الوزراء طبقا لتقرير صحفي "نيتنا هي تنمية علاقاتنا مع الصين بشكل شامل. يسرنا جدا أن نرى رخاء في الصين." وأضاف "علاقاتنا الثنائية ليس بها جوانب سلبية ونحن سعداء للغاية أن نواصل تنمية علاقاتنا." وفي لقائه مع طلبة جامعيين في بكين قال احمدي نجاد إن "ذئبا" يحاول التهام العالم في انتقاد شبه مستتر للولايات المتحدة وحث بكين على الوقوف إلى جانب طهران لتعزيز السلام العالمي. ومضى يقول كما نقلت عنه وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "في زمننا هذا.. تم اكتشاف ذئب يحاول التهام العالم." وتابع "هذا الذئب شن عدة حروب في انحاء العالم وبالتعاون مع النظام الصهويني.. مارس الضغط على الأمة الفلسطينية... في عالم اليوم نحتاج زعماء أفاضل."

موقع بارشين الإيراني

في حين نشر معهد أمني أمريكي صورا بالأقمار الصناعية قال إنها تؤكد الشكوك في أن إيران تحاول إتلاف أدلة على أبحاث تثير الشكوك أجرتها في وقت سابق تتصل بتطوير قدرتها على التسلح النووي في موقع لم يسمح لمفتشي الأمم المتحدة بزيارته. ونشر معهد العلوم والأمن الدولي الصور على موقعه على الانترنت بعد ساعات من عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية على دبلوماسيين صورا مشابهة قال دبلوماسيون إنها تشير إلى عملية تنظيف في منشأة بارشين العسكرية.

ومجمع بارشين والذي تقول إيرن إنه منشأة عسكرية عادية جنوب شرقي طهران كان محور مزاعم غربية بأن ايران تجري أبحاثا وتجارب يمكن أن تخدم برنامجا للتسلح النووي. ونفت طهران تطلعها الى هذا مرارا. وستزيد الصور الجديدة التي التقطتها الأقمار الصناعية من شكوك الغرب في أن ايران "تطهر" الموقع من اي ادلة تدينها قبل السماح للوكالة بزيارته. وقال مبعوثون غربيون شاركوا في اجتماع يوم الاربعاء في وقت سابق لرويترز إن مبنيين صغيرين في منشأة بارشين العسكرية أزيلا وقال معهد العلوم والامن إن الصور التي التقطت في 25 مايو ايار تظهر أنهما "أزيلا بالكامل".

وقال مسؤول غربي كبير "تشعر إيران بقلق من أن الوكالة قد تعثر على شيء هناك. وإلا فإنها ما كانت لتمضي قدما في عملية التنظيف." ونشرت الصور بعد محادثات غير حاسمة أجريت بين إيران والقوى العالمية الست في بغداد الأسبوع الماضي لمعالجة المخاوف بشأن طبيعة الانشطة النووية الايرانية التي تقول طهران إنها تهدف الى توليد الكهرباء.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة قد طلبت من ايران مرارا زيارة موقع بارشين في إطار تحقيق تعثر طويلا بشأن الاشتباه في أن طهران ربما تسعى الى امتلاك القدرة على تصنيع قنابل نووية اذا قررت القيام بذلك. وطلبت الوكالة الدولية مرارا زيارة بارشين. ونقل عن مسؤول إيراني كبير قوله الأسبوع الماضي إن الوكالة لم تقدم مبررات كافية لزيارة الموقع.

وتقول إيران إن أنشطتها النووية لتوليد الكهرباء أو لاستخدامات طبية وترفض إيران حتى الآن السماح للمفتشين بزيارة بارشين قائلة إنه يجب اولا ان يكون هناك اتفاق إطار اوسع نطاقا بشأن كيفية المضي قدما في التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية.

وقال يوكيا أمانو المدير العام للوكالة بعد زيارة لطهران إنه يتوقع أن يتم قريبا إبرام هذا الاتفاق الإطاري للسماح بالمضي في تحقيق الوكالة. لكن المسؤل الغربي قال إن إيران لم تتواصل مع الوكالة للانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وقال "لست متفائلا في أن إيران ستسمح بهذا التعاون." ورفض مندوب ايران بالوكالة الدولية علي اصغر سلطانية الاتهامات التي وجهها مسؤولون غربيون وقال للصحفيين بعد الاجتماع في مقر الوكالة بفيينا إن "هذا النوع من الصخب والمزاعم لا أساس له."

وقال المعهد الذي ينشر ابحاثا عن الانتشار النووي إنه كانت هناك آثار مرئية في الصور "أحدثتها معدات ثقيلة من التي تستخدم في عمليات الهدم" مضيفا أن المبنيين كانا قائمين في اوائل ابريل نيسان. وأضاف "يمكن رؤية آثار معدات ثقيلة في المحيط الداخلي والخارجي للموقع. بحسب رويترز.

"احدث صور تثير مخاوف من أن إيران تحاول إزالة الموقع قبل ان تسمح بزيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ربما تشير إزالة المبنيين أيضا الى أن ايران ليست لديها نية للسماح للمفتشين بالزيارة قريبا." وقالت الوكالة في تقرير إن صور الأقمار الصناعية تظهر "انشطة موسعة" في المنشأة الواقعة جنوب شرقي طهران. وقال دبلوماسيون غربيون إن هذا مؤشر على عملية تنظيف مشتبه بها. ونفت ايران الاتهامات بشأن بارشين ووصفتها بأنها "صبيانية" و"سخيفة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/حزيران/2012 - 23/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م