في ركوب الطائرات... خفايا وأسراره وقضايا

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: عالم الطيران له خصوصياته أيضا وربما أسراره وحوادثه الغريبة والمفاجئة أحيانا، والسبب لأنه الوسيلة الأسرع في عالم النقل، فهناك شبكة من الخطوط الجوية تكاد تملأ طرق ومسالك الفضاء كله، ومع ذلك في الغالب تسير الرحلات الجوية الكثيرة والمتعاقبة بطريقة سهلة تخلو من الحوادث إلا في حالة الخطأ البشري، أو العطل الجزئي في احد اجزاء الطائرة، وما يلفت النظر أن عالم الطيران يتطور بسرعة كبيرة، فاصبح لدينا شركة متخصصة بالطيران العابر للقارات، كذلك هناك شبكات طيرا عملاقة لا تزال تغزو العالم بخدماتها.

ولا ينحصر الامر بالطائرات وانواعها وكثرة الشركات وتنوعها، إنما هناك مفارقات كثيرة تحدث بسبب الركاب، ومنها على سبيل المثال قضايا تتعلق بالنفس وامراضها حيث يتصور بعض الركاب بانهم مصابون باجسام غريبة زرعت في اجسادهم كما سنقرأ في هذا التقرير، وثمة مشكلات اخرى تتعلق بالوقود والغلاء الذي غالبا ما ينعكس على ارتفاع التذاكر بصورة لافتة، ولكن في جميع الاحوال لم يعد الانسان والعالم اجمع بقادر على الاستغناء عن عالم الطيران المذهل.

أزمة اقتصادية

فقد يلقي ارتفاع سعر النفط وازمة الديون في اوروبا بظلالهما على آفاق شركات الطيران التي تجتمع في بكين في اطار الاجتماع السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)، وينتظر ان يشارك في هذا الحدث الذي تنظمه شركة الطيران الصينية الرسمية "اير تشاينا"، حوالى 650 مندوبا من 242 شركة عضو في اياتا اضافة الى ممثلين عن شركات صناعة الطائرات مثل ايرباص وبوينغ، ومجموعات صناعة المحركات مثل رولز رويس وبرات وويتني وشركات خدماتية في القطاع، وصرح رئيس مجلس ادارة الاتحاد توني تايلر لصحافيين في العاصمة الصينية الخميس "ان اسعار النفط مرتفعة بالرغم من تراجعها المعتدل بعد الارتفاع الى مستويات قياسية مؤخرا"، واوضح ان التوقعات الاخيرة للنتائج المالية للقطاع في 2012 والتي تعود الى اذار/مارس الماضي تستند الى سعر برميل النفط البرنت ب115 دولارا لكن سعر البرنت بلغ 118 دولارا كسعر وسطي خلال الاشهر الخمسة الاخيرة، وفي لندن اقفل برميل البرنت المستخرج من بحر الشمال تسليم تموز/يوليو الجمعة اخر ايام الاسبوع على 99,47 دولارا، وحذر تايلر من ان "انخفاض اسعار النفط امر جيد بالنسبة للصناعة، لكن ان دخل العالم في مرحلة كساد اقتصادي سيصبح ذلك اسوأ" متوقعا ان يبقى سعر النفط مرتفعا على المدى الطويل، واشار تايلر الى ان سعر الوقود لم يكن يمثل اثناء الاجتماع العام الاخير للاتحاد الدولي للنقل الجوي الذي انعقد في الصين في 2002، سوى 14% من نفقات الشركات، مقابل حوالى 34% اليوم، الى ذلك تثير السوق الاوروبية قلق شركات النقل الجوي بالرغم من نمو حركة نقل الركاب بنسبة 5,6% في نيسان/ابريل على مدى سنة، اي اكبر من الولايات المتحدة (1,3%)، ولفت تايلر الى ان "ازمة الديون السيادية في اوروبا لم تحل بعد ونرى مؤشرات تدل على انها بدأت تؤثر على اقتصاديات آسيا خصوصا على الصادرات"، وستكون اوروبا والنفط عنصرين حاسمين بالنسبة للتوقعات الجديدة بشأن النتائج المالية لشركات النقل الجوي، واشارت اخر توقعات الى ربح صاف متراكم للقطاع لا يتجاوز ثلاثة مليارات دولار (2,4 مليار يورو) هذه السنة، اي مع هامش من 0,5% فقط، وفي العام 2010 بلغت الارباح الصافية المتراكمة لشركات الطيران 15,8 مليار دولار قبل ان تتراجع الى 7,9 مليار في 2011، وفي اطار هذا الوضع الصعب تلعب السوق الصينية دورا اساسيا بحسب رئيس مجلس ادارة اياتا الذي اشار الى ان "الشركات الصينية (التي تسيطر اربع منها على السوق) حققت العام الماضي نصف الارباح الصافية للقطاع على المستوى العالمي"، لكن الشركات التي تسجل حاليا اكبر نسبة نمو فهي شركات الشرق الاوسط مع ارتفاع حركة نقل الركاب بنسبة 16,1% في نيسان/ابريل بالوتيرة السنوية، واوضح تايلر "ان طيران الامارات وطيران الاتحاد والخطوط الجوية القطرية تنمو بسرعة وبدأت تستقطب حصة كبيرة من السوق العالمية". بحسب فرانس برس.

وسيكون الوقود الحيوي البديل عن النفط على جدول اعمال المحادثات في بكين. واستخدم الوقود الحيوي فعلا من قبل بعض الشركات مثل لوفتهانزا وقد يسمح فيما بعد ب"خفض اثر الكربون الناتج عن شركات الطيران بنسبة 80%"، لكن تعميم استخدامه يتطلب مساعدات عامة لخفض سعره بحسب تايلر، كما ستجرى مناقشة ضريبة الكربون الاوروبية على انبعاثات شركات الطيران والتي تثير كثيرا من الجدل حتى وان لم تشكل مجموعة عمل خاصة بها اثناء الاجتماع السنوي، وهذا القانون الذي دخل حيز التنفيذ في الاول من كانون الثاني/يناير 2012 يرغم الشركات العاملة في الاتحاد الاوروبي، ايا تكن جنسيتها، لشراء ما يساوي 15% من انبعاثاتها من ثاني اكسيد الكربون، اي 32 مليون طنا، لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن 26 شركة من الشركات الاعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي تعارض هذه الضريبة، حتى ان الصين منعت شركاتها من دفعها، واكد تايلر "ان الصين وروسيا والولايات المتحدة تشكل جزءا من اكثر من 24 دولة تعتبر هذا المشروع الاوروبي بمثابة اعتداء على سيادتها".

رحالات عبر القارات

فيما تجري الطائرة الاختبارية السويسرية "سولار إمبالس" رحلتها الجوية الأولى العابرة للقارات، فتقلع من سويسرا لتحط في المغرب فتجتاز بذلك 2500 كيلومتر من دون استهلاك نقطة واحدة من الوقود، على ما أعلن رئيس الهيئة المغربية للطاقة الشمسية (ماسن) مصطفى باخوري، وسولار إمبالس هي الطائرة الأولى التي صممت بطريقة تمكنها من التحليق ليلا ونهارا من دون وقود ومن دون انبعاثات ملوثة، مرتكزة على الطاقة الشمسية، وتعتبر هذه الرحلة المقررة، الأطول بعد الرحلة الافتتاحية في بروكسل ومن ثم رحلة باريس السنة الماضية، بحسب ما أوضحت وكالة الانباء المغربية (ماب) نقلا عن باخوري، أمام إعلاميين كانوا يتابعون مناظرة بالفيديو متعددة الأطراف من سويسرا، وكان مروجو "سولار إمبالس" قد أعلنوا أن هذه الرحلة تتزامن وإطلاق أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية المركزة في العالم حتى يومنا هذا، في منطقة ورزازات (الجنوب)، تستقبل سولار إمبالس عند بلوغها المغرب من قبل الهيئة المغربية للطاقة الشمسية (ماسن) التي تهدف لتطوير البرنامج المغربي للطاقة الشمسية، وتطمح المغرب لبناء خمس محطات لتوليد الطاقة الشمسية بحلول العام 2020. بحسب فرانس برس.

بهدف تأمين قدرة ألفي ميغاواط تسمح بتفادي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 3,7 ملايين طن، وسولار إمبالس التي ترغب بأن تكون "سفيرة للطاقات المتجددة"، تقلع عند الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي من مدينة باييرن السويسرية باتجاه الرباط على أن يتخلها توقف تقني في مدريد، بحسب ما أوضح أندريه بورشبرغ وهو مساعد الطيار برتران بيكار، وستكون ورزازات الوجهة الأخيرة لهذه "المغامرة المثيرة للاهتمام" التي تمتد ما بين 18 و20 ساعة وفقا للأحوال الجوية، وأضاف بورشبرغ أن الطائرة "سوف تحط ليلا" في ورزازات "لتفادي أي مشاكل حرارية"، قبل أن تعود أدراجها سالكة المسار نفسه، وسوف يقوم الطياران بالتناوب على القيادة خلال هذه الرحلة التي لم يعلن تاريخها النهائي بعد، وقد استلزم بناء هذه الطائرة سبع سنوات من العمل بالإضافة إلى فريق مؤلف من 70 شخصا و80 شريكا. وهي مصممة من ألياف الكربون، وباع جناحيها يوازي باع جناحي طائرة إيرباص أيه 340 (63,4 مترا) في حين يعادل وزنها وزن سيارة عائلية متوسطة الحجم (1600 كيلوغرام)، وتعتبر سولار إمبالس الطائرة الأولى من نوعها، التي تأتي بهذا الحجم الكبير والوزن الخفيف، ويتقلى مشروع سولار إمبالس دعما من قبل جهات عدة من بينها مجموعات سولفيي وأوميغا ودويتشيه بنك وشيندلر كشركاء رئيسيين.

ديدان مجففة توزع في الطائرة

على صعيد مختف كانت مسافرة استرالية على رحلة لشركة كوانتاس تستمع باكل الفاكهة المجففة والجوز التي قدمتها احدى المضيفات للركاب عندما تبين لها ان الكيس مليء بالديدان، فخلال رحلة بين لوس انجليس وملبورن كانت فيكتوريا كليفين تأكل من الكيس الذي وزع على الركاب عندما كانت الطائرة غارقة في الظلام وكانت تتردد في اضاءة نورها الفردي، وروت لصحيفة "هيرالد صن" في ملبورن الصادرة "كان الطعم غريبا. وضعت الانارة ونظرت الى الكيس الصغير. كان مليئا بالديدان، واضافت "عجزت عن الكلام (..) وكدت اتقيأ". وتحقق نجلها البالغ 15 عاما من محتوى كيسين اخرين وتبين له انهما يعجان بالديدان ايضا، وقدمت شركة الطيران الاسترالية اعتذاراتها وفتحت تحقيقا في المسألة، وقال ناطق باسمها "اننا نبحث مع مزود هذه الاكياس في محاولة لمعرفة ما قد حصل. اننا نتعامل مع هذه القضية بجدية كبيرة". بحسب فرانس برس.

يتعرى بالمطار

في حين لم يجد أحد الأمريكيين وسيلة للإعراب عن  احتجاجه من الماسحات الأمنية في مطار "بورتلاند" الدولي بالولايات المتحدة، سوى بالتجرد من ملابسه، نظراً لتضايقه من تلك الأجهزة الضوئية التي تكشف أجسام المسافرين، وأبدى كثيرون تذمرهم منها لتعديها على خصوصياتهم، وقالت شرطة ولاية أوريغون، إن جون برينان، 50 عاماً، ستوجه له تهم السلوك غير المنضبط وخرق قواعد الاحتشام بعيد تجرده من ملابسه أثناء مروره بالمساحات الضوئية بالمطار، وأكدت أن برينان، الذي كان في طريقه من "بورتلاند" إلى مدينة "سان خوسيه،" كان بكامل وعيه ولم يكن مخموراً أو تحت تأثير المخدرات ساعة الحادث، وجاء في تقرير السلطات الأمنية: "عند الاستفسار عن تصرفه، قال برينان إنه يسافر كثيراً وأن تجرده من ملابسه شكل من أشكال الاحتجاج على المساحات الضوئية التي زعم بأنه شعر بالضيق منها، ورفض المسافر مراراً طلبات المسؤولين في المطار بـ"الاحتشام" وارتداء ملابسه، في تصرف أدى لإغلاق اثنين من المساحات الضوئية، وإحراج الكثير من المسافرين الذين قالوا إن تصرف برينان كان خادشاً للحياء، وبادروا بإغلاق أعينهم وأعين أطفالهم وسارعوا بالابتعاد عن المكان، وعلى النقيض تقدم البعض تقدم للأمام للإلقاء نظرة على المسافر العاري والتقاط صور له، بحسب السي ان ن.

ويبدي كثير من المسافرين بالمطارات الأمريكية تذمرهم من نظام التفتيش باستخدام الماسحات الضوئية المتطورة لكشف كل الأجسام التي يمكن أن يحملها المسافر معه، بدعوى تعديه على خصوصياتهم وكشفه لأماكن حساسة من أجسامهم.

خليج المكسيك

من جهة أخرى قالت السلطات إن طيار طائرة خاصة صغيرة حلق بطائرته فوق خليج المكسيك تحت مراقبة الطائرات الحربية الامريكية بعد ان فقد وعيه ثم سقط بطائرته في الماء بعد ان نفد وقود طائرته قبل أن تغرق في اعماق المياه، وقالت المتحدثة باسم حرس السواحل اليزابيث بورديلون ان قوات حرس السواحل الامريكية ارسلت طائرة وطائرة هليكوبتر وزورقا الى موقع الحادث على بعد نحو 193 كيلومترا الى الغرب من تامبا بولاية فلوريدا لكن الطيار لم يخرج من الطائرة بعد غرقها، وقال حرس السواحل ان الطائرة وهي من طراز سيسنا ذات المحركين طفت لبعض الوقت لكنها غرقت بعد ذلك في مياه الخليج التي يبلغ عمقها 457 مترا، وقالت متحدثة باسم ادارة الطيران الاتحادية ان الطائرة اقلعت من سليدل في لويزيانا في طريقها الى ساراسوتا بفلوريدا وانتهى بها الامر محلقة على ارتفاع 20 الف قدم (6000 متر) فوق مياه خليج المكسيك، وقال متحدث باسم مكتب رئيس البلدية ان الطيار هو الدكتور بيتر هرتزاك وهو طبيب أمراض النساء وجراح تجميل في سليدل، وقالت ستاسي نوت المتحدثة باسم قيادة الدفاع الجوي الامريكي في كولورادو سبرينجز بولاية كولورادو ان طائرتين حربيتين من طراز اف-15 ارسلتا لتعقب الطائرة السيسنا قالتا ان الطيار كان فاقدا للوعي وان الطائرتين الحربيتين صاحبتا الطائرة الصغيرة، وقالت السلطات إن مراقبي الملاحة الجوية فقدوا الاتصال اللاسلكي مع الطيار في تمام الساعة 9 صباحا ولم يتمكن الطيارون العسكريون من اعادة الاتصال وسقطت الطائرة بعد نحو ثلاث ساعات. بحسب رويترز.

امراض نفسية

الى ذلك اعلنت وزارة العدل الاميركية انه سيتم ترحيل الفرنسية لوسي زيكو ماريغو (41 عما) التي ادعت ان جسما غريبا زرع جراحيا في جسدها اثناء رحلة جوية، الى فرنسا بدون ملاحقتها امام القضاء، وكان سلوك ماريغو ادى الى قيام الطائرة التي كانت في رحلة بين باريس وشارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية، بالهبوط بشكل اضطراري في بانغور في ولاية مين، واستقلت ماريغو المولودة في الكاميرون من مطار شارل ديغول في باريس الرحلة 787 التابعة لشركة "يو اس ايرويز" والمتوجهة الى شارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية (جنوب شرق الولايات المتحدة)، واعلن مكتب المدعي الفدرالي توماس ديلاهانتي في بيان ان ماريغو سلمت "احد افراد الطاقم رسالة وكتابا بالفرنسية"، وطلبت الرسالة "المساعدة" من الرئيس الاميركي باراك اوباما وزوجته، موضحة ان "الفرنسية ضحية مجموعة من الاطباء" وان "شيئا زرع في جسدها لا يمكنها التحكم به"، حسب البيان نفسه، واضاف "عندما كانت الطائرة تحلق فوق المحيط الاطلسي "اتخذ قرار صائب بتغيير وجهة الطائرة الى بانغور (ماين) بالنظر الى الظروف"، ووضعت ماريغو التي تعاني من "اضطرابات نفسية" لكن "لا ملف لها" لدى السلطات الفرنسية، قيد الاعتقال عند هبوط الطائرة في بانغور ومثلت امام محكمة فدرالية في مين، واعلن المدعي الفدرالي توماس ديلاهانتي امام محكمة في مين (شمال شرق) الاربعاء "بناء على تحقيق معمق لن يتم تقديم شكوى جنائية ضدها"، لكنها ستنقل الى مركز احتجاز "قبل ترحيلها الى فرنسا"، وكانت ماريغو تسافر دون امتعة لاقامة مدتها عشرة ايام، وصرح رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب الاميركي بيتر كينغ لشبكة "سي ان ان" انها لو صعدت على متن الطائرة في الولايات المتحدة "لكانت اخضعت لعمليات تفتيش اضافية، كما كانت ماريغو اعلنت الاثنين لاذاعة "افريكا رقم 1" انه خلال مكوثها في مستشفى الامراض العصبية في منطقة "الفار"، قام الاطباء باقتلاع اظافرها واسنانها وبزرع اجهزة في اذنيها وعينات من الجلد فوق انفها وكليتها، وقالت ماريغو "استخدموني كفأر للتجارب". واضافت "اعرف ان هناك اجساما غريبة في جسدي وان هناك مذياعا لانني ملاحقة في كل مكان اتوجه اليه"، وتابعت "زرعت لي عينات من الجلد في اماكن عدة على مستوى الكلية والانف لكن لا يمكن تبينها بالعين المجردة لان العملية الجراحية كانت متقنة"، كما اعلنت للاذاعة انها اشترت بطاقة سفر الى الولايات المتحدة حيث كانت تريد الخضوع لفحوصات طبية. بحسب فرانس برس.

وروت ميشال ماريغو حماة لوسي زيكو ماريغو السابقة لوكالة فرانس برس انها رافقتها الى اذاعة "افريكا رقم 1"، وقالت "عندما تركتها، كانت تستعد للسفر الى الولايات المتحدة في اليوم التالي حيث كانت ستقوم بالاتصال باحدى الجمعيات"، واوضحت ان الرحلة كانت "مقررة منذ 15 يوما"، وان كنتها قالت لها "+ساعطي رسالة الى طاقم الطيران+ بدون ان تحدد فحواها"، وتابع البيان الصادر في بانغور "عندما سالها احد افراد الطاقم عما اذا كان هذا الشيء يمكن ان يتسبب لها او لغيرها بالاذى اجابت انها لا تعلم"، لكن عندما قام طبيبان على متن الطائرة بفحصها لم يعثرا على اي "ندوب ظاهرة تدل بوجود اي جسم مزروع"، وبعد هبوط الطائرة في بانغور لم تكشف عملية تفتيش للطائرة وللامتعة وجود "اي متفجرات او عبوات خطيرة". واظهر التحقيق بعد ذلك ان ايا من الركاب او افراد طاقم الرحلة 787 "لم يواجهوا اي خطر ابدا".

يركب الطائرة دون تذكرة

على صعيد ذو صلة فبعد ساعات من الإفراج عنه، تمكن أمريكي من تجاوز إجراءات السفر والتفتيش الأمني بمطار سان دييغو الدولي وركوب طائرة بدون شراء تذكرة ليفتضح أمره لاحقاً بزيادة عدد ركاب الرحلة، وذكرت شرطة "سان دييغو"، أن مارك دونكان، 38 عاماً، كان قد أفرج عنه بعد قضاء عقوبة بالسجن بتهمة السرقة، وقال دون بلدوك، رئيس شرطة "سان دييغو هاربور": أفلح تماماً في تجاوز عملية التفتيش الأمن.. تواجد بمنطقة عامة وخرج من بوابة الطوارئ التي مكنته من الوصول إلى المدرج، وانطلقت أجهزة الإنذار فور فتح باب الطوارئ وهرعت قوات الأمن إلى المكان إلا أن دونكان تمكن من الإفلات بالاختلاط ببقية الركاب، وأفادت الناطقة باسم شركة طيران "يونايتد اكسبرس" أن دونكان ركب طائرة تجارية صغيرة تتسع لثلاثين راكب كانت متجهة إلى لوس أنجلوس. بحسب السي ان ان.

وقال أحد الركاب، ويدعى نكولاس بلاسغين، لقناة "كي جي تي في، إن طاقم الطائرة تنبه للوضع عندما لاحظ أن عدد الركاب يفوق المقاعد، وأضاف بلاسغين: "استفسروا منها (المضيفة) عن العدد.. فقالت لهم هذا هو ما عندي فردوا عليها بأن هناك خطأ ما، وفضح أمر "الدخيل" دونكان بعد إنزال الركاب من الطائرة وتحديد أمتعتهم، وأبدى الركاب امتعاضهم من تراخي الإجراءات الأمنية في المطار، وقال بلاسغين: "ما زلت غير قادر على استيعاب كيفية حدوث ذلك.. يبدو وكأن هناك إما تساهل أمني أو سوء إدارة، وعلى كل الوضع لم يكن على ما يرام، وذكرت السلطات الأمنية أنها تدرس الواقعة لتحديد مواضع الخلل وتطوير التدابير الأمنية بالمطار.

هل صداع الطائرة .. صداع حقيقي؟

من جهتهم قال باحثون إيطاليون إن السفر بالطائرة يمثل صداعا للكثير من الناس لكن هذا المعنى ينطبق حرفيا على بعضهم الذين يشعرون بما يطلق عليه "صداع الطائرة" وهو نوع من الالم في الرأس يحدث اثناء هبوط الهبوط، والمرة الاولى التي ذكر فيها هذا الالم -الذي عادة ما يكون شديدا في جانب واحد من الرأس قرب العين- في لغة الطب كانت في 2004 وجرى توثيق عشرات الحالات الاخرى في السنوات التالية، والان كتب الباحثون الايطاليون في دورية (سيفالاجيا Cephalalgia) إنه يتعين اعتبار "صداع الطائرة" نوعا فرعيا جديدا من الصداع واقترحوا قائمة من المعايير يمكن للاطباء الاسترشاد بها في تشخيصه، وقال فيدريكو مايناردي الباحث بمستشفى جيوفاني باولو في مدينة البندقية والذي قاد فريق الباحثين "صداع الرأس الذي ينسب الي السفر بالطائرة ويسمى ايضا (صداع الطائرة) هو عرض وصف حديثا لصداع يبدو انه مرتبط بشكل حصري برحلات الطائرات خصوصا اثناء مرحلة الهبوط، ودرس الباحثون حالات 75 شخصا شعروا باعراض تشير الي صداع الطائرة. واتصل هؤلاء الاشخاص بالاطباء بعدما قرأوا عن هذا الصداع في مقال نشره مايناردي في 2007، وطلب الباحثون منهم ملء استبيانات لوصف اعراضهم وتطابقت هذه الاعراض إجمالا مع اعراض في حالات سابقة لصداع الطائرة وهي ألم شديد في جانب واحد من الرأس يقتصر في العادة على فترة هبوط الطائرة، ولم يدم الصداع في العادة سوى لاقل من 30 دقيقة لدى 96 بالمئة من الاشخاص. وشعر قليلون منهم بالصداع في جميع رحلاتهم بالطائرة اثناء الهبوط. وحدث لغالبيتهم في بعض الرحلات دون الاخرى، ولم يتضح حتى الان سبب هذا النوع من الصداع. لكن احدى النظريات تقول ان الالم ربما يكون مرتبطا بتغيرات الضغط في تجاويف الجيوب الانفية اعتمادا على بيانات بأن الركاب المصابين بنزلات البرد او عدوى في الجيوب الانفية قد يصابون بصداع شديد اثناء الاقلاع أو الهبوط. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/حزيران/2012 - 22/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م