
شبكة النبأ: تعتمد إستراتيجية حروب
أمريكا على القوة الناعمة وهي أسلوب تعوّد عليه العالم من قبل الولايات
المتحدة، ممثلا بصناعة العدو، فمن المرجح للمراقب الدولي أن يقول ان
الولايات المتحدة قد غيرت قناعها السياسي منذ حرب فيتنام وإلى اليوم،
ولكن الحقيقة بعد زوال قناع حرب فيتنام ارتدت الإدارة الأمريكية في
سياسيتها أقنعة جديدة خاصة بعد انتهاء الحرب في العراق والعمل الجاري
لإنهاء الحرب في أفغانستان، ناهيك مخلفات 11 سبتمبر أيلول 2001 التي
كانت شرارة الحرب على الإرهاب المستدامة، كلها ممارسات منوعة ومتعدد
الأوجه والأشكال تستعرض ادوارا مختلفة من التجنيد والتنشئة السياسية
بإستراتيجية تدريجية مرنة تسعى من خلالها الى ترسيخ وتنمية الأجندة
السياسية التي اتبعتها في اغلب حروبها.
تهديدات جديدة
فقد حث جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي خريجي أكاديمية عسكرية على
الاستعداد لتهديدات جديد، جاء ذلك في كلمة ألقاها بايدن بأكاديمية ويست
بوينت العسكرية ركزت على التحديات الجديدة التي تواجه السياسة الخارجية
الأمريكية بما في ذلك تهديدات الإنترنت وصعود الصين، وأشاد بايدن
بالاختيارات الشجاعة لأفراد الدفعة 2012 وغيرهم ممن يعرفون "بجيل 11
سبتمبر"، ومعظم الطلاب الذين تخرجوا كانوا في مرحلة التعليم الابتدائي
عندما تعرض مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكية لهجمات
بطائرات ركاب مخطوفة في 11 سبتمبر أيلول 2001 والتحقوا بالأكاديمية
العسكرية بينما كانت الحرب مستعرة في أفغانستان والعراق، وأشار بايدن
إلى أن ما يقرب من ثلاثة ملايين شاب أمريكي التحقوا بالجيش بعد هجمات
القاعدة وهم يدركون احتمال ارسالهم للقتال في مناطق بعيدة في العراق
وأفغانستان، وقال في تصريحات نقلت أيضا مباشرة لقاعدة باجرام الجوية
الأمريكية في أفغانستان وكذلك في المكتب الصحفي بالبيت الأبيض "مئات
الألوف منكم ارتدوا ملابس القتال وساروا عبر تلك الصحاري الوعرة
والجبال التي يكسوها الجليد، لكن بايدن الذي خدم ابنه في حرب العراق
برتبة كابتن ضمن قوات الحرس الوطني في ولاية ديلاوير وكان بين جمهور
الحاضرين في وست بوينت قال إن خريجي اليوم سيتعين عليهم التركيز على
مجموعة جديدة من التهديدات مع انتهاء حرب العراق واقتراب حرب أفغانتسان
من نهايتها. بحسب رويترز.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما -الذي يخوض في نوفمبر تشرين
الثاني هذا العام انتخابات الرئاسة للفوز بفترة ثانية مع بايدن نائبا-
قد كشف عن استراتيجية عسكرية جديدة في وقت سابق هذا العام ستنقل محور
اهتمام الولايات المتحدة إلى آسيا مع عودة القوات الأمريكية إلى الوطن
من حروب بدأها سلفه الرئيس جورج بوش في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، وحرص
بايدن على عدم الإشارة إلى احتمال نشوب صراع وشيك في آسيا لكنه قال إن
نمو التجارة الدولية مع هذه المنطقة تحتم على الولايات المتحدة منحها
قدرا أكبر من الاهتمام، وقال إن إدارة أوباما تريد أيضا علاقات أقوى مع
قوى أخرى صاعدة مثل الهند والبرازيل وروسيا وتركيا وجنوب أفريقيا. ولعب
بايدن دورا مهما في تقديم المشورة للرئيس في السياسة الخارجية وكذلك في
خطط حملته الانتخابية في عام 2012، وقال بايدن إنه يتعين على خريجي وست
بوينت الاستعداد لتطويع ما حصلوا عليه من تدريب في مجال مكافحة التمرد
ومكافحة الإرهاب وغير ذلك من طرق التدريب للتعامل مع آفاق جديدة تمتد
من الفضاء الإلكتروني الى الفضاء الخارجي.
سلسلة هفوات
في حين امر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الجيش بالانضباط
و"الاستقامة" بعد سلسلة فضائح على صعيد العلاقات العامة يمكن ان
يستغلها اعداء البلاد بحسب رايه، وقال بانيتا في تاكيد على رسالة من
قادة الجيش والبحرية ان الاخطاء في السلوك ارتكبتها نسبة صغيرة من
القوات المسلحة الا ان التكنولوجيا الرقمية تساهم في تضخيم اي حادث مما
يشكل تهديدا لصورة الجيش، وقال بانيتا امام مئات الجنود في قاعدة فورت
بينينغ بجورجيا (جنوب شرق) "في ايامنا هذه، تكفي بضع ثوان حتى تنتشر
صورة على الصفحات الاولى للصحف في العالم اجمع، واضاف في كلمة بثتها
قنوات التلفزيون "وهذه العناوين يمكن ان تؤثر على المهمة التي نقوم بها
ويمكن ان تعرض رفاقكم للخطر وان تؤثر على معنوياتكم وعلى صورتنا في
العالم ويمكن ان تودي بارواح، وتاتي زيارة بانيتا الى فورت بينينغ بعد
سلسلة من الحوادث من بينها تسجيل فيديو لعناصر من مشاة البحرية وهم
يبولون على جثث ناشطين من حركة طالبان وصور لجنود الى جانب اشلاء
واحراق نسخ من القران ادت الى تظاهرات شهدت اعمال عنف في افغانستان،
وقال بانيتا ان هذه الهفوات كشفت "اخطاء في التقدير والمهنية وخللا في
القيادة"، وكان البنتاغون اعتبر تلك الاخطاء في السابق حالات سوء سلوك
منفردة الا ان تعليقات من مسؤولين عسكريين وبانيتا تحمل على الاعتقاد
بان القيادة الاميركية تريد تعزيز الانضباط بين صفوف كل القوات المسلحة.
بحسب فرانس برس.
فقد اعرب مسؤولون عسكريون كبار عن قلقهم من تاثير القتال الميداني
لسنوات على القوات التي غالبيتها من المتطوعين وذلك وسط تزايد في حالات
الانتحار والطلاق والمشاكل النفسية وتعاطي المخدرات او الكحول بين
الجنود، واضافة الى ان الحوادث ادت الى تدهور العلاقات مع كابول، فهي
هددت بزعزعة تاييد الراي العام الاميركي للحرب في افغانستان بحسب
مسؤولين سابقين ومحللين، وقال بانيتا في كلمته ان قوة الجيش الاميركي
ليست فقط في سلاحه بل في سلوك الجنود، واضاف "ان سلوككم واخلاقكم في
المعركة هما ما يجعلنا اقوياء"، وكان الجنرال جيمس اموس قائد البحرية
الاميركية اصدر مذكرة الى كل القوات تحت امرته انتقد فيه غياب الانضباط
بين الجنود، وكتاب اموس في الرسالة التي نشرتها صحيفة "مارين كورب
تايمز" "اننا نسمح بتراجع قيمنا". واضاف ان "مجموعة من الحوادث التي
تلقت تغطية اعلامية كبيرة مؤخرا، اساءت الى سمعة البحرية وانعكست على
مستويات استراتيجية"، وقام اموس بعد ذلك بجولة في مختلف انحاء البلاد
للتركيز على القضية كما انه سيزور منشات على الساحل الغربي في وقت لاحق
هذا الشهر، بحسب المتحدث باسمه، واضاف المتحدث اللفتنانت كولونيل جو
بلينزلر "سيتوجه الى مختلف منشات البحرية للاشراف على هذه المسائل
شخصيا"، واضاف "علينا ان نتذكر ان البحرية والجيش تحملا الكثير من
المعارك القاسية على الارض في اجواء صعبة وذلك لاكثر من عقد"، وتابع "انها
محاولة للامساك بزمام الامور والتاكد من اننا على الطريق الصحيح".
حرب فيتنام
فيما دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى اخذ "العبر" من فيتنام
بعد خمسين عاما من خوض الولايات المتحدة حربا في هذا البلد، وذلك خلال
احياء ال"ميموريال داي" متحدثا عن نهاية الحرب في العراق والعمل الجاري
لانهاء الحرب في افغانستان، وفي خطاب القاه في واشنطن امام النصب
التذكاري الذي يحمل اسماء 58 الف اميركي قضوا في حرب فيتنام، اكد
اوباما ان هذا النزاع يشكل "احد اكثر الفصول ايلاما في تاريخنا"، وفي
هذا اليوم الذي تكرم فيه الولايات المتحدة جنودها، لم يتطرق الرئيس
مباشرة الى اسباب التدخل العسكري الاميركي في فيتنام، لكنه اشار امام
العديد من قدامى المقاتلين الى "العار الوطني" الذي نتج في رايه من
كيفية التعامل مع هؤلاء لدى عودتهم، وقال اوباما مخاطبا قدامى الجنود "لقد
تعرضتهم غالبا للانتقاد على حرب لم تبدأوها، في حين انه كان حريا
تهنئتكم لخدمتكم بلادكم بمجد"، واضاف "كان الامر عارا وطنيا، فضيحة ما
كان ينبغي ان تحدث. ولهذا السبب اليوم قررنا ان نسعى الى عدم تكرارها"،
وذكر بان "مستشارين" عسكريين اميركيين كانوا موجودين في فيتنام منذ
خمسينات القرن الماضي، لكن العمليات تصاعدت في العام 1962 في مواجهة
ميليشيا فيتكونغ الشيوعية، واضاف اوباما "بعد خمسة عقود من مرحلة انقسم
فيها الاميركيون، تستطيع هذه الذكرى ان تذكرنا بما يوحدنا. وهذا يشمل
تكريم قدامى مقاتلينا في فيتنام وعدم نسيان عبر تلك الحرب ابدا". بحسب
فرانس برس.
وتابع "من هنا فلنلتزم الاتي: حين ترسل الولايات المتحدة ابناءها
وبناتها الى الخطر سنكلفهم دائما بمهمة واضحة، سنزودهم دائما
استراتيجية آمنة، سنعطيهم التجهيزات الضرورية لاتمام مهمتهم"، وامل
اوباما الذي كان برز على الساحة السياسية الاميركية العام 2002 حين ندد
بالحروب "الغبية" ابان التحضير لاجتياح العراق من جانب فريق سلفه جورج
بوش، في ان "(يقول) القادة مستقبلا الحقيقة حول الاخطار والتقدم، وان (يضعوا)
استراتيجية لاعادة جنودنا بشرف"، وكان اوباما توجه في وقت سابق الى
المقبرة الوطنية في ارلينغتون حيث وضع اكليلا من الزهر على ضريح الجندي
المجهول.
الحرب العراق وأفغانستان
في سياق متصل تطرق الرئيس الاميركي باراك اوباما
الى انتهاء الحرب في العراق والعمل الجاري
لانهاء الحرب في افغانستان، وذلك في كلمة القاها خلال الاحتفالات
بال"ميموريال داي" الذي يحيي ذكرى الجنود الاميركيين الذين سقطوا خلال
تأدية واجباتهم، وقال اوباما في كلمة القاها امام المقبرة الوطنية في
ارلينغتون "في هذه الذكرى وللمرة الاولى منذ تسعة اعوام، لم يعد هناك
اميركيون يقاتلون في العراق او يموتون. ونحن في صدد انهاء الحرب في
افغانستان وسيستمر جنودنا في العودة الى ديارهم"، وقام اوباما قبل
القاء كلمته بوضع اكليل من الزهر على قبر الجندي المجهول على تلة تشرف
على هذا الموقع الواقع في جنوب واشنطن وحيث دفن مئات الاف العسكريين
الاميركيين، واضاف الرئيس الاميركي "بعد عقد من الزمن امضيناه تحت
الغيوم السوداء للحرب، بتنا اليوم نستطيع رؤية الضوء من جديد في الافق"،
وكان اخر جندي اميركي غادر العراق في كانون الاول/ديسمبر الماضي، كما
التزم اوباما بسحب القوات المقاتلة الاميركية من افغانستان بحلول نهاية
العام 2014. بحسب فرانس برس.
ووجه اوباما تحية الى ال4500 جندي اميركي الذين قتلوا في العراق بين
اذار/مارس 2003 وكانون الاول/ديسمبر 2011. وقال "خصوصا بالنسبة الى
الذين فقدوا قريبا، فان هذه الصفحة ستبقى مفتوحة حتى بعد صمت الاسلحة.
واليوم مع انتهاء الحرب في العراق لا بد من توجيه تحية اجلال الى
التضحيات التي قدمت خلال هذا النزاع"، ولم يشر اوباما بشكل مباشر الى
معارضته للحرب في العراق التي اطلقها سلفه الجمهوري جورج بوش بحجة وقف
انتاج العراق لاسلحة دمار شامل. ولم يتم العثور على اي اسلحة من هذا
النوع، وقال اوباما ايضا ان ارسال الجنود الى ارض المعركة "كان القرار
الاصعب الذي اتخذته"، وتابع "استطيع ان اعدكم بانني لن افعل ذلك ابدا
مرة ثانية ما لم يكن ضروريا بالفعل".
العالم غير آمن
على صعيد أخر اختار مرشح الرئاسة الجمهوري المرجح ميت رومني يوم
الذكرى ليبلغ الشعب الأمريكي اقتناعه بأن العالم محفوف بالمخاطر وانه
يجب على الولايات المتحدة أن تحافظ على قوتها العسكرية الرهيبة، وقال
رومني لقدامى المحاربين في يوم الذكرى "العالم غير آمن." وانضم إليه
السناتور جون مكين في كلمة لتكريم المحاربين القدامى الذين خاضوا حروب
أمريكا، واضاف رومني قوله أن الولايات المتحدة امامها طريقان للمضي
قدما. وقال ان احدهما هو "الطريق إلى أوروبا" مشيرا إلى ان أوروبا
أذعنت لمخاطر الجغرافيا السياسية. ومضى يقول "لتقليص جيشنا شيئا فشيئا
حتى ندفع تكاليف احتياجاتنا الاجتماعية، وقال رومني ان الطريق الآخر هو
"الالتزام بابقاء أمريكا أعتى قوة عسكرية في العالم قوة لا تضارعها قوة
مماثلة في العالم، وغير رومني الذي من المتوقع أن ينافس الرئيس باراك
اوباما في سباق الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني تركيزه في تحذيره من
مخاطر العالم خارج حدود أمريكا منتقدا السياسات الخارجية لأوباما بشكل
غير مباشر، وقال "كنت أتمنى ان أبلغكم ان العالم مكان آمن. لكنه ليس
كذلك، ووصف رومني ايران وباكستان والصين وروسيا بين بلدان أخرى بأنها
مخاطر مع تحويله فحوى رسالته من التحذيرات الاقتصادية للولايات المتحدة
من أن تصبح مثل أوروبا إلى التحذير العسكري من أن أمريكا تضعف، وقدم
السناتور مكين رومني الى الخمسة آلاف شخص الذين تجمعوا في احتفال بيوم
الذكرى بوصفه "الرجل الذي اعتقد أنه مؤهل تأهيلا كاملا أن يصبح القائد
الأعلى، وقال مكين "انه يؤمن بالتميز الامريكي. انه يؤمن بان القرن
الحادي والعشرين سيكون أيضا قرنا أمريكيا، والتميز الامريكي فلسفة
سياسية ترى ان للولايات المتحدة مكانة فريدة ومتميزة بوصفها النموذج
العالمي الرائد للحرية والمساواة في العالم كله. بحسب رويترز.
حرب مع الاسلام
من جانبها قالت وزارة الدفاع الامريكية (بنتاجون) ان رئيس الاركان
المشتركة الامريكية أمر بمراجعة مواد تعليمية وتدريب عسكري بعد ان تبين
ان تدريبا للضباط يعتمد وجهة النظر بأن الولايات المتحدة في حرب مع
الاسلام، وأرسل الجنرال مارتن ديمبسي رسالة الى قادة الجيش والقوات
الأخرى والقادة الاقليميين والمسؤولين في قيادة الحرس الوطني يأمرهم
بمراجعة مواد التدريب والتعليم ذات الصلة في كل افرع الجيش، وقال
ديمبسي في الرسالة على مقاطع منها "ستضمن هذه المراجعة ان تظهر برامج
التعليم المهنية الحساسية الثقافية واحترام الاديان والتوازن الفكري
الذي يجب أن نتوقعه في مؤسساتنا الاكاديمية، وبدأت المراجعة بشكوى من
جندي أتم لتوه دورة تدريبية اختيارية بعنوان "وجهات نظر بشأن الاسلام
والاصولية الاسلامية" في كلية الاركان في نورفولك بفيرجينيا، وقال
الكابتن جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون ان مثالا على المواد
التدريبية المثيرة للاعتراض - التي عرضت على شرائح امام الطلبة - هو
التأكيد على ان "الولايات المتحدة في حرب مع الاسلام وان علينا ان نقر
بأننا في حرب مع الاسلام، "هذا ليس على الاطلاق ما نعتقده. نحن في حرب
مع الارهاب خاصة القاعدة التي تعتنق رؤية مشوهة للدين الاسلامي، وقال
كيربي ان وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا شعر ايضا "بالقلق العميق"
بشأن هذا الاكتشاف الذي يأتي بعد سلسلة من الاحداث التي كشفت بعد اكثر
من عشر سنوات من بدء الحرب في افغانستان عن وجود فجوة دائمة بين الناس
في البلد المسلم المحافظ وبين الجنود الذين يقاتلون المتشددين
الاسلاميين هناك. بحسب رويترز.
وأدت هذه الاحداث الى حرج لادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي
يسعى الى اصلاح العلاقات الامريكية مع العالم الاسلامي كما يسعى الى
إنهاء الحرب في افغانستان واحتواء اعمال الشغب الدامية التي سببها
احراق جنود امريكيين لمصاحف ونشر صور يظهر فيها جنود امريكيون وهم
يلتقطون صورا الى جوار جثث مقاتلين افغان، كما امر ديمبسي بفتح تحقيق
في كيفية وصول المواد التي وصفها كيربي بأنها "مثيرة للاعتراض" و"مهيجة"
الى الدورة التدريبية في نورفولك، وبينما من الممكن ان يكون مئات من
الضباط قد تلقوا هذه الدورة التدريبية منذ بدأت في 2004 لم يتضح الوقت
الذي بدأ فيه تدريس المواد التي وصفت بأنها مثيرة للاعتراض في المنهج
الدراسي. ومن شأن التحقيق الذي يستمر 30 يوما ان يقرر ذلك، وتم تعليق
الدورة التدريبية التي تستهدف الضباط مع بدء التحقيق.
موازنة البنتاغون
من جهة أخرى تبنى مجلس النواب الأميركي مشروع قانون لمالية
البنتاغون يتيح نفقات بقيمة 643 مليار دولار تقريبا للعام المالي 2013،
وتم اعتماد النص بغالبية 299 صوتا مقابل معارضة 120، ومع 643 مليار
دولار من النفقات المتوقعة، يكون مشروع الموازنة هذا تجاوز بنحو اربعة
مليارات دولار ما كان يطالب به الرئيس باراك اوباما. وهو اعلى ايضا
بثمانية مليارات دولار من مستوى النفقات التي تحددت الصيف الماضي بموجب
اتفاق مالي بين الحزبين، وهكذا، تجاهل الجمهوريون الذين يشكلون
الغالبية في المجلس التهديد باستخدام الفيتو من قبل الرئيس الذي كان
يامل في احترام الاتفاق المالي، ويمنح مشروع القانون ما قيمته 554
مليار دولار من النفقات لتسيير عمل وزارة الدفاع وما قيمته 88,5 مليارا
للعمليات العسكرية الاميركية في افغانستان، ويشمل ايضا مقطعا يسمح
باستخدام محتمل للقوة ضد النظام الايراني "اذا لزم الامر"، اي في حال
هددت ايران الولايات المتحدة او حلفاءها بالسلاح النووي، ويتضمن النص
ايضا عشرات التعديلات التي كانت موضع محادثات طويلة، واضافة الى البند
المتعلق بايران، تبنى النص ايضا مواقف مثيرة للجدل حيال كوريا الشمالية.
وبذلك، فان تعديلا وافق عليه المجلس سيسمح بنشر اسلحة نووية تكتيكية في
شبه الجزيرة الكورية، في مبادرة اعتبرها الديموقراطي آدم سميث اعلى
مسؤول في حزب الرئيس في لجنة الدفاع "خطيرة ومتهورة". بحسب فرانس برس.
وبحسب سميث، فان النص "استفزازي" ايضا حيال الصين وروسيا. واعرب
سميث مع ذلك عن ترحيبه بالنص الذي تم تبنيه "في الاجمال"، من جهته،
اعلن الرئيس الجمهوري للجنة الدفاع هاورد ماكون ان النص يتوافق مع "اولوياته"
وبينها "اعادة تاهيل جيشنا بعد عقد من الحروب"، وتضمن تعديل اخر تم
تبنيه السماح ببيع تايوان 66 طائرة حربية. واكد النواب ان هذه العملية
قد تعوض التاخر العسكري للجزيرة في مواجهة الصين، كما افاد الكونغرس،
في المقابل، رفض مجلس النواب الاميركي تعديلا يسمح بوضع حد للاحتجاز
العسكري غير المحدود لمشبوهين بارتكاب اعمال ارهابية اعتقلوا على اراضي
الولايات المتحدة.
استخبارات جديدة
كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)
تقوم بانشاء وكالة استخبارات جديدة ستركز على ايران والصين مع ابتعادها
عن ساحات الحرب في العراق وافغانستان، وقالت الصحيفة ان هذه الوكالة
الجديدة ستستفيد من الوكالات الموجودة وتعمل بشكل وثيق مع وكالة
الاستخبارات المركزية لكشف التهديدات الكامنة، وقالت الصحيفة ان ضباطا
من وكالة الاستخبارات يجمعون سرا معلومات خارج نطاق ساحات الحرب
التقليدية والتحرك الاخير يرسخ التعاون بين البنتاغون وسي آي ايه،
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع قوله انه يتوقع ان تتطور
الوكالة الجديدة "من بضع مئات الى عدة مئات" من العملاء في السنوات
المقبلة، ورفض المسؤولون في النبتاغون الاجابة على الفور على اسئلة
فرانس برس للحصول على مزيد من الايضاحات، والاعلان عن تشكيل هذه
الوكالة الجديدة ياتي بعد اسبوع من تعيين البنتاغون اللفتنانت جنرال
مايكل فلين رئيسا للاستخبارات العسكرية، وتعيين فلين الذي انتقد بشدة
الاستخبارات العسكرية عندما كان كبير ضباط الاستخبارات في افغانستان في
2010، يعكس زيادة نفوذ القوات الخاصة في السنوات الماضية، وكانت
القيادة المشتركة للعمليات الخاصة مسؤولة عن مقتل عدد كبير من
المتمردين في العراق وافغانستان في السنوات الماضية ونفذت ايضا العملية
التي افضت الى مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن قبل عام في
باكستان. بحسب فرانس برس.
صاروخ اعتراضي جديد
من جهتها قالت القوات الامريكية أنها دمرت هدفا في أول تجربة ناجحة
لاحدث صاروخ مضاد للصواريخ للقوات البحرية مصمم خصيصا لحماية الدول
الحليفة من هجمات دول مثل كوريا الشمالية وايران، وقالت وكالة الدفاع
الصاروخي التابعة للبنتاجون انه تم اسقاط صاروخ ذاتي الدفع بالقرب من
هاواي في وقت متأخر باستخدام أحدث صاروخ اعتراضي من انتاج شركة رايثيون،
وهذا الصاروخ الاعتراضي المتقدم أساسي للمرحلة التالية من الدرع المضاد
للصواريخ الذي تقيمه الولايات المتحدة في أوروبا وحولها، وتعتزم
الولايات المتحدة نشر نسخ أكثر قدرة من الصواريخ طراز (إس.إم.3) حتى
عام 2020 لتعزيز الدفاعات المضادة للصواريخ التي قد تطلقها ايران
وكوريا الشمالية، وقالت الوكالة في بيان بالبريد الالكتروني "المؤشرات
الاولى هي ان كل المكونات جاء اداؤها كما هو مصمم، وكان الصاروخ
الاعتراضي الذي يطلق عليه (إس.إم.3 بلوك) قد فشل في اصابة هدفه في أول
تجربة في سبتمبر ايلول الماضي. وأدى ذلك الى تأخير انتاجه في شركة
رايثيون، والدرع الذي يجري إنشاؤه في اوروبا يشمل معدات على الارض
واخرى على متن سفن بالاضافة الى أجهزة استشعار في الفضاء، ومن المقرر
نشر الصاروخ الاعتراضي (إس.إم.3 آي.بي.) في البر في رومانيا بحلول عام
2015 في المرحلة الثانية من برنامج الرئيس باراك أوباما للدفاع
الصاروخي. وسيستخدم ايضا على متن سفن مزودة بنظام "ايجيس" القتالي
المضاد للصواريخ. بحسب رويترز.
الأسطول الأخضر
على صعيد مختلف تنتقل البحرية الأمريكية إلى الطاقة النظيفة هذا
الصيف بمشاركة "الأسطول الأخضر العظيم" في مناورات عسكرية كبرى
باستخدام وقود عضوي، للمرة الأولى، وذكرت البحرية إن مجموعة حاملة
الطائرات الضاربة ستعتمد جزئياً على الوقود الأحفوري خلال المناورات
البحرية "ريم الباسفيك" التي تجرى كل عامين، وذلك في إطار أهداف محددة
لقطع احتياجاتها من الطاقة إلى النصف بحلول عام 2020، وستعمل الطائرات
المقاتلة العاملة ضمن "المجموعة الضاربة" بمزيج متساو من وقود الطائرات
والأحفوري، في حين ستستخدم السفن الحربية، غير حاملات الطائرات، خليطا
من الوقود الأخضر والديزل، ويشار إلى أن حاملة الطائرات والغواصات
العاملة ضمن المجموعة الهجومية تعمل بالطاقة النووية، وقال وزير سلاح
البحرية الأمريكية، ري مابوس، إنه تمت تجربة مزيج الوقود على طائرات
وسفن حربية مقاتلة من قبل، إلا أنها المرة الأولى يستخدم فيها على
المجموعة بأكملها في وقت واحد، وتعمل البحرية الأمريكية على تقليل
اعتمادها على الوقود الأحفوري لأسباب يعود جانباً منها إلى غموض يحيط
بأسعاره وإمداداته، باعتبار أن مناطق إنتاجه تقع في مناطق ساخنة وغير
مستقرة، وقال مابوس إنه من المتوقع أن تتجاوز وزارة الدفاع الموازنة
المخصصة للطاقة هذا العام بـ3 مليارات دولار إضافية، نظراً لارتفاع
الأسعار بوتيرة أسرع من المتوقع. بحسب السي ان ان.
وأكد أن اعتماد الوقود الأخضر خطوة نحو مواكبة أي تغييرات قد
تقتضيها الظروف بحيث لا تؤثر على القدرات العسكرية للولايات المتحدة،
وأضاف: ""نحن عرضة لصدمات الأسعار والعرض، وهذه نقطة ضعف عسكرية نعمل
للقضاء عليها لنكون قوة عسكرية أفضل.. أعتقد أن كلا من البحرية
والمارينز كورب قد تبنيا حقاً فكرة التخلي عن الوقود الأحفوري لأقصى حد
ممكن، لأن ذلك يجعلنا مقاتلين أفضل، وتصف البحرية الأمريكية مناورات
"ريم أوف ذا باسفيك" بأنها أكبر مناورات دولية بحرية يشار فيها أكثر من
25 ألف جندي من 22 دولة مختلفة، تجرى فيها تدريبات على عمليات الاغاثة
أثناء الكوارية، وعمليات قتالية، ومكافحة القرصنة. |