شبكة النبأ: لاتزال اصداء قرار الحكم
الخاص بحق الرئيس المصري السابق حسني مبارك تلقي بضلالها على المشهد
السياسي في مصر وقد اثار قرار الحكم الصادر حفيظة البعض من ابناء مصر
خصوصا ذوي الضحايا والشهداء الذين طالبوا بتنفيذ اقصى العقوبات بحقه
وبحق معاونيه واركان نظامه ، ويرى بعض المراقبين ان قرار المحكمة سيصب
في مصلحة بعض الاطراف السياسية خصوصا مع اقتراب العد التنازلي لموعد
جولة الاعادة حيث تشتد المنافسة وتتسع لهجة اتهام والسقيط الاعلامي بين
شفيق و مرسي ابرز مرشحين للانتخابات الرئاسية في مصر. وفي هذا الشأن
اندلعت احتجاجات في وسط القاهرة بعد صدور الحكم وهي المرة الأولى التي
يصدر فيها الحكم حضوريا على زعيم مخلوع في احدى دول انتفاضات الربيع
العربي.
وبعد ساعات من تجمع ألوف المحتجين في ميدان التحرير انضم إليهم
السياسي الناصري حمدين صباحي الذي احتل المرتبة الثالثة في الجولة
الأولى من سباق انتخابات الرئاسة والمحامي الحقوقي خالد علي الذي جاء
في مركز متأخر في السباق الذي خاضه 13 مرشحا.
وتقررت الإعادة في جولة ثانية بين اثنين من المرشحين هما محمد مرسي
مرشح حزب الحرية والعدالة -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين-
وأحمد شفيق الذي عينه مبارك رئيسا للوزراء في آخر أيام حكمه بينما كان
يحاول إقناع المشاركين في الانتفاضة بالاستجابة لمطلب التغيير الذي
رفعوه. وانضم إلى الاحتجاج في ميدان التحرير الناشط الإسلامي القريب من
جماعة الإخوان المسلمين صفوت حجازي. وصدر الحكم على مبارك في وقت صعب
سياسيا في مصر التي ستشهد أول انتخابات رئاسية حرة.
واثناء النطق بالحكم عليه بدا مبارك داخل القفص متحجر الوجه بينما
كان راقدا على سرير طبي متحرك ويضع على عينيه نظارة سوداء. وقال القاضي
إن الحكم على مبارك صدر "في ضوء ما اسند إليه فى قرار الاتهام
بالاشتراك في جرائم القتل المقترن بجنايات الشروع في قتل آخرين."
وأدانت المحكمة العادلي بنفس الاتهام.
وقضت المحكمة ببراءة معاوني العادلي الستة الذين حوكموا في نفس
القضية بتهم تتصل بقتل 850 محتجا اثناء الانتفاضة التي أصيب خلالها
أكثر من ستة آلاف محتج. وقال القاضي عن براءتهم "أرتأت المحكمة... أنه
إذ لم يتم ضبط جميع مرتكبي جرائم القتل والشروع فيه أثناء الأحداث أو
حتى بعدها فلا يوجد قطع أو يقين فى اتهام هؤلاء."
وفي رد فعل أولي استقبل مئات من أقارب ضحايا الانتفاضة ونشطاء خارج
مقر أكاديمية الشرطة التي شهدت المحاكمة الحكم بالترحاب وهتفوا "الله
أكبر" على الرغم من أنهم طالبوا بإعدام مبارك ووزير الداخلية الأسبق.
وقالت سها زوجة أحد قتلى الانتفاضة خارج مقر المحاكمة "أنا سعيدة. أنا
سعيدة." لكن سرعان ما وقعت اشتباكات بين الشرطة وعشرات المحتجين الذين
غضبوا من أحكام البراءة التي نالها ستة من كبار ضباط الشرطة الذين
كانوا ضمن المتهمين. كما تبادل مؤيدون لمبارك ومعارضون له الرشق
بالحجارة وقالت وزارة الصحة إن 24 أصيبوا.
وحكمت المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية في اتهامات بالفساد وجهت
لمبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال المصري الهارب حسين سالم وقالت
إن الوقت القانوني لمحاكمتهم بتلك التهم انتهى. وأثارت أحكام البراءة
ثائرة محامين تولوا الدفاع عن ضحايا الانتفاضة وأسرهم وهتفوا في القاعة
عقب النطق بالحكم "الشعب يريد تطهير القضاء" و"باطل.. باطل".
ووقعت اشتباكات بالأيدي في قاعة المحكمة.
وقال شاهد إن السعادة بدت على وجوه رجال شرطة يحرسون القاعة بعد
براءة الضباط الكبار وإن صحفيا غضب لذلك مما تسبب في شجار بينه وبين
بعض الحرس. وأضاف أن الصحفي وليد اسماعيل الذي يعمل بصحيفة التحرير
اليومية المستقلة أصيب بسحجات في البطن والظهر جراء ضرب مبرح تعرض له
خلال الشجار. وتابع أن إسماعيل سقط على الأرض وبدا مغشيا عليه لدقائق.
ورفع شخص في المحكمة لافتة كتب عليها "حكم الله.. الاعدام" بينما
رفع شخص آخر بجواره لافتة تقول "حكم الشعب.. الاعدام". وبدأ رئيس
المحكمة أحمد رفعت الجلسة بالنداء على المتهمين وردوا بأنهم موجودون
باستثناء سالم المحتجز في اسبانبا في قضية غسل أموال هناك.
وقال رفعت في كلمة سبقت النطق بالأحكام عن بداية الانتفاضة يوم 25
يناير كانون الثاني العام الماضي "تنفس الشعب الذكي الصعداء بعد طول
ليل كابوس مظلم." ووصف فترة حكم مبارك بأنها "30 عاما من ظلام حالك
أسود أسود أسود."
وقال إن اولى الأمر خلال ذلك العهد "تربعوا على عرش النعم والثراء
والسلطة." وأضاف أن الفقراء "افترشوا الأرض وتلحفوا السماء وشربوا من
مياه المستنقعات." وبعد صدرو الحكم نقلت طائرة هليكوبتر مبارك إلى سجن
طرة في جنوب القاهرة تنفيذا لقرار من النائب العام المستشار عبد المجيد
محمود بنقله إلى السجن لقضاء العقوبة المحكوم بها.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن النائب العام أمر بدراسة أسباب
الحكم على مبارك للطعن عليه أمام محكمة النقض. وطالبت حملة مرشح
الإخوان للرئاسة بإعادة المحاكمة "بأدلة واضحة". بينما قالت حملة
منافسه إن الأحكام تثبت أنه لا أحد فوق المحاسبة. وعبر مصريون عن الخوف
من أن أوجه الضعف التي كشفت عنها الأحكام في القضية يمكن أن تجعل مبارك
ينال البراءة بعد الطعن عليها أمام محكمة النقض.
وأغلق النشطاء مداخل ميدان التحرير بحواجز حديدية. وقال شاهد إنهم
صنعوا قبرا رمزيا في الميدان من رمال وحجارة وضعوا به قطعة من الورق
المقوى كتب عليها كلمة "القصاص" ورسموا بطلاء أحمر ما يشير الي بقعة دم.
وخلال تجمع المحتجين بعد صدور الحكم ألقى عشرات النشطاء الحجارة على
مبنى دار القضاء العالي بالقاهرة الذي يضم عددا من المحاكم العليا
ومكتب النائب العام.
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية شارك ألوف النشطاء في مسيرة رددوا
خلالها هتافات مناوئة لمبارك والمجلس العسكري والقاضي الذي أصدر الحكم
والنيابة العامة التي كانت قالت إن المخابرات العامة ووزارة الداخلية
لم تتعاونا معها في جمع أدلة الإدانة. ويقول مصريون إن الأحكام تبين أن
الكثير من نظام مبارك لا يزال قائما بعد 15 شهرا من الانتفاضة.
وقال نشطاء إنهم سيعتصمون أمام مسجد القائد إبراهيم الذي كان بؤرة
الانتفاضة في الإسكندرية. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن
حقوق الإنسان والتي يوجد مقرها في نيويورك "الإدانة لمبارك التي تمثل
علامة فارقة... تبعث برسالة قوية لقادة مصر في المستقبل تقول إنهم
ليسوا فوق القانون." وأضافت قائلة في بيان "مع ذلك هناك ضوء أخضر
لإنتهاكات جديدة تقوم بها الشرطة في براءة مساعدي وزير الداخلية (الأسبق)
التي قامت على فشل النيابة العامة في أن تصل بتحقيقات كاملة إلى أدلة
تكشف المسؤولية عن قتل المتظاهرين في يناير (كانون الثاني) 2011." بحسب
رويترز.
ويقول محامون يدافعون عن الضحايا إن الحكم بالسجن المؤبد على مبارك
والعادلي استهدف امتصاص الغضب الجماهيري ومن الممكن أن يلغى في الطعن
أمام محكمة النقض. وبعد قليل من صدور الحكم قال حنفي السيد الذي قتل
ابنه الذي كان يبلغ من العمر 27 عاما في بداية الانتفاضة "لا أريد شيئا
غير الإعدام لمبارك. أي شيء أقل من ذلك لا نقبله ولن نسكت وستعود
الثورة من جديد." وجاء السيد من الإسكندرية ليشهد جلسة النطق بالحكم.
المصريون يتابعون
في السياق ذاته قالت وكالة أنباء الشرق الاوسط إنها علمت من مصادر
بسجن طرة إن حالة مبارك الصحية تدهورت بشدة عقب زيارة زوجته سوزان
وزوجتي نجليه علاء وجمال ووالد زوجة جمال له. وعلى الرغم من صدور حكم
براءة لكل من علاء وجمال في قضية فساد بسبب انقضاء الدعوى فإنهما
مازالا رهن الاحتجاز على ذمة قضية أخرى. وذكرت صحيفة المصري اليوم نقلا
عن مصادر لم تنشر اسماءها أنه قال لدى رؤيته أفراد أسرته "مصر كلها
باعتني رغم إنجازاتي.. والجميع الآن يريدون موتي بأي طريقة وعلشان كدة
أنا في طرة... أنا خدمت البلد دي 60 سنة وكل الناس عايزين يموتوني
علشان كدة جابوني سجن طرة."
وذكرت صحيفة اليوم السابع نقلا عن مصدر لم ينشر اسمه أيضا إن سوزان
قالت "ما تنسوش إن ده كان بطل كبير من أبطال اكتوبر" في إشارة إلى حرب
السادس من اكتوبر تشرين الأول مع اسرائيل عام 1973. وقال هشام قاسم وهو
ناشر ومعلق سياسي "الإعلام يتنافس على الخبر الأكثر إثارة بخصوص مبارك..
المنافسة بين وسائل الإعلام على ذلك وليس على تداعيات الحدث." وحكم على
مبارك وحبيب العادلي وزير الداخلية في عهده بالسجن المؤبد لامتناعهما
حسبما قال القاضي عن حماية المتظاهرين الذين قتلوا خلال الانتفاضة التي
اندلعت في 25 يناير كانون الثاني 2011 وانتهت بعد 18 يوما عندما تنحى
مبارك وسلم السلطة للجيش. وكانت الاتهامات الموجهة لمبارك والعادلي
وستة من مساعديه أقوى من ذلك وهي إصدار أوامر بقتل المتظاهرين. لكن
القاضي قال إن الأدلة المقدمة لم تكن قوية لدرجة تشير إلى صدور تعليمات
رسمية مما أدى إلى تبرئة كبار مساعدي العادلي وهو ما أثار غضبا في
الشوارع.
ويخشى المصريون الذين انطلقوا للشوارع احتجاجا على نظام مبارك من
تبرئته لدى استئناف الحكم. غير أن كثيرين يقولون إن سجن مبارك بعث
بالفعل برسالة قوية لأي شخص يحل محله في الرئاسة. وقال سعد الدين
ابراهيم وهو أكاديمي ونشط سجن خلال عهد مبارك "هذه هي المرة الأولى
التي يسجن فيها فرعون على أيدي أبناء شعبه."
وقال "هذه عدالة السماء.. أن تجري ملاحقة الرجل الذي كان مصرا على
تدميري وإيداعه نفس السجن الذي أودعته قبل 12 عاما." كان ابراهيم قد
أمضى ثلاث سنوات في سجن طرة وحكم عليه في اتهامات مختلقة يقول إنها
نتاج لرغبة في الانتقام بسبب مقال كتبه يؤكد فيه أن مبارك يعد جمال
لخلافته. وكان ابراهيم من أوائل من تحدثوا علنا عن الخطة التي أصبحت
معروفة للجميع من اجل "توريث السلطة".
كان سجن طرة مصير المعارضين السياسيين بمختلف توجهاتهم خلال حكم
مبارك طوال 30 عاما. ومن بين هؤلاء عبد المنعم أبو الفتوح الإسلامي
المستقل الذي رشح نفسه في انتخابات الرئاسة. يقع سجن طرة على الأطراف
الجنوبية للقاهرة ويخفيه عن الأنظار سور شاهق. وكانت هناك طائرات
هليكوبتر عسكرية تحلق فوق السجن. وقال مسؤولون بالسجن إن سوزان أحضرت
لزوجها ملابس رياضية زرقاء بدلا من ملابس السجن بعد أن رفض ارتداءها.
وذكر مصدر أمني أن جمال نقل لغرفة إلى جوار غرفة والده بعد أن أصيب
بحالة نفسية.
وقال نور الذي سجن في اتهامات بتزوير توكيلات لحزبه الذي أسسه بعد
أن رشح نفسه في مواجهة مبارك في انتخابات رئاسية عام 2005 "هناك عيوب
في الحكم" لكن دخول مبارك السجن ما زال "لحظة تاريخية في تاريخ الأمة."
وأضاف "لا أشعر بالفرح لهذا ولكن أشعر أن عدالة الله تتحقق رغم أن
العدالة في مصر لم تكتمل بعد."
من جانب اخر اهتمت الصحف العربية بصدور حكم بالسجن المؤبد على
الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بعد ثلاثة عقود على رأس السلطة في
بلاده دون منازع واعتبرت أنه انتقل من "الحكم مدى الحياة" إلى "السجن
مدى الحياة".
وفي حدث لم يسبق له مثيل في العالم العربي قضت محكمة جنايات القاهرة
بالسجن المؤبد على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بتهمة الاشتراك في
قتل متظاهرين لكنها برأت ستة من كبار ضباط الشرطة وقالت إن اتهامات
بالفساد ضد مبارك وابنيه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم
سقطت لانقضاء وقت اقامة الدعوى الجنائية.
واعتبر محتجون في القاهرة ومدن مصرية اخرى ان الاحكام عند الطعن
عليها تفتح الباب امام براءة مبارك الذي اطاحت به انتفاضة شعبية مطلع
العام الماضي. وفي مقال بصحيفة ايلاف الالكترونية كتب عبد الفتاح طوقان
مشيرا للحكم بالمؤبد على مبارك انه "قرار سياسي لتهدئة الشارع في الوقت
الذي يدفع بالبراءة في الاستئناف." وقالت صحيفة الحياة اللندنية تحت
عنوان "مبارك ينجو من المشنقة" ان الرئيس المخلوع لم يكن يتصور أن
ينتهي به الحال داخل غرفة في مستشفى سجن طرة "بعدما ظل ملء السمع
والبصر على مدار 30 عاما تربع خلالها على حكم البلاد بلا منازع."
وقالت صحيفة عكاظ السعودية تحت عنوان "مصر حاكمت رئيسها.. العدالة
تسلك مجراها" انه بصدور الحكم على مبارك "ودعت مصر آخر الحكام
العسكريين وطوت حقبة الرئيس محمد حسني مبارك آخر جنرالات حرب أكتوبر
1973." وكان مبارك قائدا لسلاح الجو المصري اثناء حرب اكتوبر تشرين
الاول مع اسرائيل . ووصفت صحيفة الوسط البحرينية في مقال بعنوان "مبارك
يدخل القفص المؤبد" المحاكمة بانها "تاريخية" وانها تدفع مبارك إلى
مصاف "زعماء سقطوا بصورة مأسوية." وفي لبنان كتبت صحيفة النهار ان
مبارك "أول رئيس عربي يدان ويحكم بالسجن المؤبد."
وفي تونس حيث اندلعت شرارة انتفاضات الربيع العربي كتبت صحيفة
الشروق تحت عنوان "فرعون مصر في حكم...المؤبد" انه بهذا الحكم "دخل
مبارك التاريخ ولكن من بابه الخلفي كأول حاكم عربي يقف أمام العدالة في
مشهد لم يسبق أن حدث منذ آلاف السنين." وأضافت أن مبارك ظل يمني نفسه
بالحكم مدى الحياة متناسيا أن للامنيات أقدارها وأسرارها وأن للشعوب
كلمتها في صناعة التاريخ. وتابعت "بين الحكم مدى الحياة...والسجن مدى
الحياة...مسافة صغيرة وأحكام كبيرة تصنعها ارادة الشعوب العظيمة. وهكذا
يطوي شعب مصر صفحة مبارك نهائيا." بحسب رويترز.
ونشرت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية على لسان الإعلامي المصري عماد
الدين أديب قوله إن الحكم سيكون له "تفسير واستخدام سياسي من قبل طرفي
معركة الإعادة في سباق الرئاسة الحالي" إذ سيراه أنصار شفيق على أنه
تبرئة للنظام السابق من تهم الفساد فيما سيفسره أنصار مرسي على أنه
إدانة للنظام السابق الذي ينتمي إليه شفيق. وأضاف "الحكم في نهاية
الأمر لم يسعد أحدا."
حقائق عن الرئيس
فيما يلي بعض الحقائق الاساسية عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك:
تنحى مبارك في 11 فبراير شباط 2011 بعد خروج ملايين المصريين الى
الشوارع للمطالبة بانهاء حكمه الممتد منذ 30 عاما. وأقام منذ ذلك الوقت
في مستشفى بمنتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر قبل أن ينقل الى مستشفى
آخر تابع للقوات المسلحة قرب القاهرة.
مثل مبارك للمرة الاولى أمام محكمة في الثالث من اغسطس اب العام
الماضي. ووجهت النيابة العامة الى الرئيس المخلوع اتهامات بالتآمر مع
ضباط شرطة كبار "لارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الاصرار المقترن
بجرائم القتل والشروع فيه لبعض المشاركين في المظاهرات السلمية". وقتل
نحو 850 شخصا خلال الاحتجاجات وأصيب اكثر من ستة الاف.
يتهم مبارك "بتحريض بعض ضباط وأفراد الشرطة علي اطلاق الاعيرة
النارية من أسلحتهم علي المجني عليهم ودهسهم بالمركبات لقتل بعضهم
ترويعا للباقين وحملهم علي التفرق واثنائهم عن مطالبهم وحماية قبضته
واستمراره في الحكم." قال القاضي أحمد رفعت الذي ينظر قضية مبارك يوم
22 فبراير شباط انه حجز القضية للنطق بالحكم في جلسة الثاني من يونيو
حزيران المقبل.
وكانت النيابة طالبت اثناء المرافعات بتطبيق اقصى عقوبة عليه وهي
الاعدام.
تولى مبارك الحكم حين اغتال اسلاميون متشددون سلفه أنور السادات
خلال عرض عسكري عام 1981. أثبت القائد السابق للقوات الجوية قدرة على
الاستمرار في منصبه فاقت تصورات الجميع عند توليه الرئاسة. خلال رئاسته
دعم مبارك السلام في الشرق الاوسط ومنذ عام 2004 اتخذ اجراءات لتحرير
الاقتصاد أدت الى نمو قوي غير أن الكثير من المصريين أنحوا باللائمة
عليه في توسيع الهوة بين الاغنياء والفقراء. بحسب رويترز.
كان مبارك يضيق الخناق على المعارضة السياسية وقاوم اجراء اصلاحات
سياسية كبيرة حتى في ظل الضغوط من الولايات المتحدة التي أغدقت مليارات
الدولارات من المعونات العسكرية وغيرها من المعونات على مصر منذ أصبحت
أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979 . فاز مبارك
بانتخابات الرئاسة التعددية الاولى والوحيدة عام 2005 لكن النتيجة كانت
معروفة مسبقا واحتل أقرب منافسيه المركز الثاني بفارق كبير. وتقول
جماعات حقوقية ومراقبون ان الانتخابات شابتها مخالفات كحال كل
الانتخابات التي جرت في عهده.
عانى الرئيس السابق من مشاكل صحية في الاعوام القليلة الماضية وخضع
لجراحة في المانيا لاستئصال الحويصلة المرارية في مارس اذار 2010 وكان
خضع لجراحة في الظهر في المانيا عام 2004.
مصير بعض الزعماء
وفيما يلي لمحات عن زعماء آخرين في افريقيا والشرق الاوسط والمصير
الذي لاقوه. العراق ألقي القبض على الرئيس العراقي صدام حسين بعد ان
غزت قوات امريكية وحليفة العراق في عام 2003 . وحوكم علنا في اتهامات
تتعلق بارتكاب جرائم ضد الانسانية شملت أعمال قتل في الثمانينات واعدم
في عام 2006 . ليبيريا - تولى الرئيس الاسبق صامويل دو السلطة في عام
1980 وأطيح به في حرب اهلية بدأها تشارلز تايلور. وفي عام 1990 قتل دو.
وقطعت اذنه في شريط فيديو سجل لحظات اعدامه. ليبيريا - حكم على الرئيس
الليبيري السابق تشارلز تايلور بالسجن لمدة 50 عاما أمام محكمة لجرائم
الحرب قبل ايام لمساعدة متمردين في سيراليون ارتكبوا فظائع. ووجهت
المحكمة الخاصة بسيراليون الاتهام الى تايلور في عام 2003 وهو نفس
العام الذي اطيح به من السلطة في تمرد. والقي القبض عليه في عام 2006
بعد ان غادر الى المنفى في نيجيريا ونقل تايلور الى المحكمة.
ليبيا - قتل معمر القذافي الذي تولى السلطة في ليبيا 42 عاما في
اكتوبر تشرين الاول 2011 . القي القبض عليه وهو يختبيء في انبوب صرف
صحي بعد ان حاول الهرب من مسقط رأسه في سرت بعد حرب استمرت سبعة اشهر
للاطاحة به. تونس - هرب الرئيس زين العابدين بن علي يوم 14 يناير كانون
الثاني 2011 منهيا 23 عاما من حكمه الشمولي. وطار الى السعودية حيث
يقيم في جدة منذ ذلك الحين. وكان بن علي أول الزعماء الذين اطيح بهم في
انتفاضات الربيع العربي. حث وزير العدل التونسي السعودية على تسليم
الرئيس السابق لمحاكمته. وجرت محاكمته غيابيا وصدرت ضده احكام بالسجن
لعشرات السنين في اتهامات تتراوح بين الفساد والتعذيب. بحسب رويترز.
أوغندا - اتهم عيدي امين -أحد أكثر الطغاة دموية في افريقيا- بقتل
الالاف من أبناء شعبه اثناء حكمه الذي امتد من 1971 الى عام 1979 بعدما
أطاحت به قوات تقودها تنزانيا. ومات عيدي أمين في منفاه بالسعودية عام
2003 . زائير سابقا - هرب موبوتو سيسي سيكو الذي ظل رجل زائير القوي
على مدى ثلاثة عقود في عام 1997 عندما اقترب المتمردون من العاصمة.
وتوفى في منفاه بالمغرب في نفس العام. وفي ذلك العام اعيد تسمية بلاده
جمهورية الكونجو الديمقراطية. |