مغامرات تهدف الى تحدي النفس والشهرة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تستهوي المغامرة بكل صعابها ومخاطرها فئة معينة من الناس اعتادوا على خوض مضمار التحدي بجراءة وصبر عاليين حتى تمكنوا من تحقيق غايتهم في كسر حاجز الخوف من المجهول اولاً ونيل ما ارادوه من اهداف التحدي والنجاح ثاني، وقد شكلت بعض المغامرات فرصاً لأصحابها في سبر اغوار انفسهم واطلاق ما خفي من امكانياتهم سيما وان الكثير من المغامرين والهواة اعتبروا هذه الصعاب فرصاً حقيقية لاكتشاف الذات قبل اكتشاف الغير حيث استطاع الكثير من المغامرين ومن خلال تلك المغامرات تقديم الفائدة والمعرفة لمختلف العلوم لما حققوه من اكتشافات علمية مهمة تمت عن طريق الصدفة او عن طريق البحث والتقصي ومن دون الالتفات الى العقبات التي رافقت هذه الاكتشافات.

كما لا ينسى ما للمغامرة من دور في تحقيق الترفيه والشهرة والتي اصبحت بدورها عامل جذب للكثيرين في التقليد والسعي نحو الاثارة وكسر الارقام القياسية لمن سبقهم وتطبيق افكار جديدة ربما لم يجربها غيرهم وقد يخلد الكثيرون اسمائهم عبر التاريخ ويسجلوا كمغامرين استطاعوا تغير اشياء كثيره عبر اكتشافاتهم او من خلال قيامهم بآمور جريئة لم يستطع غيرهم الذهاب ابعد منها او تقليدها.        

مغامرة جيمس كامرون

فقد اصبح المخرج الكندي جيمس كامرون اول انسان يستكشف بمفرده وعلى مدى ساعات على متن غواصة صغيرة اعمق موقع معروف في القشرة الارضية في حفرة ماريانا (المحيط الهادئ) اي على عمق اكثر من عشرة كيلومترات، وامضى مخرج "تايتانيك" و"افاتار" و"ابيس" ساعات عدة في اعماق المحيط الهادئ ليلتقط صورا ومشاهد ونماذج تهدف الى التوصل الى "معرفة اكبر وفهم اعمق لهذا الجزء المجهول كثيرا من الارض" على ما قالت ناشونال جيوغرافيك التي تقود الرحلة "ديب سي تشالنج"، واعلنت المجموعة الاميركية المتخصصة بالجغرافيا والعلوم في واشنطن ان جيمس كامرون "اصبح اول انسان في العالم يصل الى القاع بمفرده في اعمق موقع في القشرة الارضية وهو 10898 مترا الاثنين في 26 اذار/مارس عند الساعة 07،52 بالتوقيت المحلي او الاحد 25 اذار/مارس عند الساعة 17،52 بتوقيت واشنطن" (الساعة 22،52 بتوقيت غرينتش)، وبعد عملية صعود اسرع مما كان متوقعا، استمرت 70 دقيقة وصلت الغواصة الصغيرة التي اطلق عليها اسم "الطربيد العمودي" الى سطح الماء قرابة الساعة الثالثة ت.غ من صباح الاثنين على بعد 500 كيلومتر جنوب غرب جزيرة غوام الاميركية.

ان حفرة ماريانا تمتد على طول 2550 كيلومترا في المحيط الهادئ ويبلغ عمقها 11،2 كيلومترا عند نقطة "تشالنجر ديب" التي يمكنها ان تغمر جبل ايفرست (8850 مترا)، وهو مكان يلفه الظلام الدامس بشكل متواصل، والرقم القياسي السابق في الغوص يعود الى 23 كانون الثاني/يناير 60 عندما غاص اللفتنانت في البحرية الاميركية دون وولش وعالم المحيطات السويسري جاك بيكار على متن غواصة "ترييستي" لسبر الاعماق التابعة للجيش الاميركي في حفرة ماريانا وبلغا عمق 10916 متر، لكنهما بقيا 20 دقيقة فقط في عالم مظلم بسبب الطين، وكامرون البالغ من العمر 57 عاما والذي سبق ان قام ب72 عملية غوص من بينها 12 في اطار تصوير فيلم "تايتانيك" غاص بمفرده في غواصة صغيرة يبلغ طولها ثمانية امتار، والغواصة "ديب سي تشالنجر" التي تطلبت ثماني سنوات من الابحاث، مجهزة بتقنيات متطورة جدا وقادرة على مقاومة الضغط الكبير، وكان المخرج لجأ الى اليوغا والركض يوميا لتعزيز لياقته البدنية، وكان عليه وهو محصور في قمرة "ضيقة مثل مركبة ابولو" على ما قالت "ناشونال جيوغرافيك"، ان يصور الاعماق بالابعاد الثلاثة بواسطة اضواء كاشفة قوية والتقاط نماذج وعينات ستدرس في اطار علم الاحياء البحري وعلم الاحياء الفلكي والجيولوجيا البحرية او الفيزياء الجغرافية. بحسب فرانس برس.

وبعد وصوله الى القاع اكد المستكشف ان "كل الانظمة تعمل بشكل جيد" ووجه رسالة عبر خدمة تويتر اكد ايها انه "متشوق لمشاطرة ما اراه"، وستكون المهمة موضع فيلم وثائقي بالابعاد الثلاثة يعرض في الصالات وعلى محطة "ناشونال جيوغرافيك" التلفزيونية على ان ينشر ايضا في المجلة التي تحمل الاسم ذاته وسيشكل اساسا لبرامج تربوية، وستستخدم الغواصة لاستشكاف اكبر عدد من البيئات الممكنة منها رواسب قشرة الارض فضلا عن الصخور القريبة والغنية بالمعلومات بالنسبة لعلماء الجيولوجي، وفي شريط قصير وزعته على الانترنت اوضحت ناشونال جيوغرافيك كيف ان كامرون خلال نزوله مر بعدة عتبات من بينها العتبة الاولى التي تعيش فيها 90 % من الثروة الحيوانية البحرية ومن ثم عتبة اخر اشعة الضوء والمنطقة الاخيرة المعروفة التي يسكنها نوع من السمك الذي تم تصويره.

موضة الغواصات بين الأثرياء

الى ذلك وبعد الطائرات والمروحيات والجزر الخاصة، تبرز اليوم فكرة صنع غواصات خاصة، فعندما غاص جيمس كامرون إلى أعمق أعماق القشرة الأرضية، كشف عن عالم مجهول وأيضا عن هواية للأثرياء ألا وهي القيام برحلات على متن غواصات خاصة، وأصبح مخرج فيلم "تايتانيك" الكندي قبل اسبوع الانسان الأول الذي يستكشف بمفرده ولساعات عدة أعمق موقع في القشرة الأرضية على عمق أكثر من عشرة كيلومترات في المحيط الهادئ، وخلال هذه الرحلة التي تمت بتمويل خاص، اكتشف المخرج من على متن غواصته الخضراء التي تتسع لشخص واحد فقط مشهدا "قمريا ومقفرا"، وفي هذا الوقت، في الجهة الأخرى من الأرض، يستعد المغامر والملياردير البريطاني ريتشارد برانسون للغوص في قاع المحيط الأطلسي لاستكشاف حفرة بورتو ريكو على متن غواصته "فيرجين أوسيانيك"، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يستكشف فيها شخص على متن غواصة مأهولة هذه الحفرة التي تقع على عمق 8600 متر، ويحلم ريتشارد برانسون بأن يعثر هناك على "سفن حربية اسبانية" أو "أنواع غير معروفة حتى اليوم"، وقد قال من جزيرته الخاصة في الكاريبي "من المثير أننا بتنا نستطيع استكشاف المحيطات ولدينا مركبات لفعل ذلك". بحسب فرانس برس.

ويشير تشارلز كوهنن أحد مؤسسي شركة "سيماجن" لصناعة الغواصات إلى أن عدد مالكي هذا النوع من الغواصات لا يتخطى العشرة لكنه يرتفع، ويذكر أن معظم هذه المركبات لا تقطع مسافات طويلة جدا وتتطلب مرافقة سفينة رئيسية له، وتستطيع هذه "الكبسولات" الغوص حتى 150 مترا وأكثر أحيانا، تماما كالغواصات الفعلية، وعندما دخلت شركة "سيماجن" هذا المجال قبل 16 سنة، "لم تكن اليخوت كبيرة بما يكفي لنقل الغواصات"، على حد قول تشارلز كوهنن الذي يضيف أن "التطور الذي نشهده منذ خمس أو سبع سنوات يستقطب القطاع الخاص، ولا سيما مع تطور صناعة اليخوت الكبيرة"، وقد اشترى أحد زبائن الشركة مركبا شراعيا ثنائي الهيكل طوله 25 مترا أعيدت هندسته كي يضم منصة للمروحيات ومساحة مخصصة لإطلاق غواصة في الماء، ويتراوح ثمن المركبات التي تبيعها "سيماجن" بين مليون وثلاثة ملايين دولار فيما تتراوح كلفة صيانتها السنوية بين 15 و20 ألف دولار، أما شركة "يو أس سابمارينز" فباتت تقدم غواصات فاخرة، بالإضافة إلى الغواصات الأكثر تقليدية، ويؤكد مارك ديبي أحد المسؤولين في شركة "ترايتون سابمارينز" أن هذه السوق تشهد نموا، ولا سيما "في صفوف المجتمع العلمي والمجتمع السينمائي".

وتصنع شركة "يو أس سابمارينز" نماذج عدة من الغواصات، مثل "نوماد" المماثلة للطائرات الخاصة و"سياتل" التي يمكن مقارنتها بيخت كبير من ناحية وسائل الراحة، بالإضافة إلى "فينيكس"، وهذه الغواصة الأخيرة التي يبلغ طولها 65 مترا والتي لم تنفذ بعد تستطيع عبور محيط بكامله وهي كبيرة بما يكفي لتنقل غواصة صغيرة خاصة به، أما ثمنها فهو 78 مليون دولار، بحسب ما هو مذكور على موقع الشركة الالكتروني، ويقول مارك ديبي "علينا أن نجد شخصا فاحش الثراء يتمنى أن يكون أول من يملك هذا النوع من المركبات".

وفاة جون فيرفاكس

على صعيد اخر توفي المغامر جون فيرفاكس الذي كان اول انسان في العام 1969 يعبر اي محيط تجذيفا، قرب لاس فيغاس في ولاية نيفادا (غرب) على ما جاء في بيان جمعية "اوشن رويينغ سوسايتي انترناشونال"، وكتبت الجمعية المكلفة جمع كل الارقام القياسية لعمليات العبور البحري تجذيفا "بحزن شديد نعلن وفاة جون فيرفاكس" في منزله، وولد جون فيرفاكس في ايطاليا خلال الحرب العالمية الثانية من ام بلغارية واب انكليزي وشب في الارجنتين قبل ان يعبر المحيط الاطلسي تجذيفا في زورق "بريتانيا" البالغ طوله 6،7 امتار، وقد انطلق في 20 كانون الثاني/يناير 1969 من جزر الكاناري في قبالة المغرب ليصل الى فلوريدا في الولايات المتحدة في 19 تموز/يوليو اي بعد 180 يوم، وقالت الجمعية انه امضى ستة اشهر "بمفرده في الاطلسي يواجه العواصف واسماك القرش والجنون"، وبعد اشهر قليلة عبر المحيط الهادئ بين نيسان/ابريل 1971 ونسيان/ابريل 1972 مع صديقته سيلفيا كوك.  بحسب فرانس برس.

أفضل يوم في حياتي

من جهته وفي الذكرى السنوية الخمسين للدوران حول الارض التي حلت مؤخراً تذكر جون جلين أول أمريكي يدور حول الارض أن الرحلة أفضل يوم في حياته، وقال جلين (90 عاما) لجمهور في كولومبس ان الرحلة كانت نتيجة "ما يربو على عامين من التدريب والعمل مع فريق رائع"، وقال "لهذا السبب سميت المركبة فريندشيب 7 من أجل الفريق"، ووضعت رحلة جلين الرائدة في 20 من فبراير شباط 1962 الولايات المتحدة في سباق محتدم في مجال الفضاء مع الاتحاد السوفيتي آنذاك الذي كان قد ارسل رائد الفضاء يوري جاجارين في مدار حول الارض قبل عشرة اشهر، وقال جلين السناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو في الفترة من عام 1974 الى 1999 "كان هذا أفضل يوم في حياتي"، وعن الرحلة قال جلين "يبدو وكأنه قد مر اسبوعان وليس 50 عاما" مشيرا الى ان اليوم الذي يمر منذ ذلك الحين دون أن يسأله احد عن الفضاء أو الرحلة "يوم نادر"، وتميزت الذكرى السنوية الخمسون بسلسلة من الاحتفالات وانتهز جلين الفرصة لانتقاد خفض تمويل برنامج الفضاء فى البلاد، وعاد جلين الى الفضاء في عام 1998 وعمره 77 عاما على متن مكوك الفضاء ديسكفري لاجراء تجارب على الشيخوخة برعاية المعاهد الوطنية للصحة. بحسب رويترز.

متسلق جبال في سن الـ73

فيما يستعد كارلوس سوريا البالغ من العمر 73 عاما لمغادرة اسبانيا والتوجه إلى النيبال وتحديدا إلى سلسلة أنابورنا الجبلية سعيا وراء تحد جديد ألا وهو تسلق قمة يتخطى ارتفاعها ثمانية آلاف متر للمرة الثانية عشرة وإضافة هذا الانجاز على لائحة انجازاته التي تعتبر رقما قياسيا بالنسبة إلى رجل في سنه، ويقول كارلوس سوريا الذي تظهر بضع تجاعيد على وجهه المشرق بينما ينظر إلى سلسلة الجبال الممتدة فوق قريته مورالثرثال الواقعة شمال مدريد، "إنها جبال طفولتي وشبابي وحياتي كلها"، وسينطلق كارلوس سوريا إلى هملايا وهو يضع نصب عينيه هدفا واضح، التغلب على أنابورنا البالغ ارتفاعها 8091 متر، لكن طموحه لا يتوقف عند هذا الحد، فيقول "إذا سارت الأمور جيدا وإذا رغبت، سوف أتسلق في ما بعد قمة دولاغيري" المجاورة التي يبلغ ارتفاعها 8167 متر، وفي حال تحققت أحلامه كلها، سيكون قد تسلق في ربيع 2013 قمم العالم الأربعة عشرة التي يتخطى ارتفاعها ثمانية آلاف متر، ويقول كارلوس سوريا مبتسما "تسلق آخرون الجبال، لكن ليس مثلي"، فتسلق الجبال هو الشغف الدائم لهذا الرجل صاحب العضلات والشعر الرمادي والذي يبلغ طوله 1،65 مترا ووزنه 59 كيلوغراما. بحسب فرانس برس.

وترك كارلوس المدرسة في سن الحادية عشرة ليعمل في صناعة الأطر ثم في تنجيد المفروشات، كان يسكن في مدريد، لكنه لم يكن يشيح بنظره عن الجبل المجاور، وما إن كانت تسنح له الفرصة حتى يذهب لتسلقه، ويقول "عندما كان الثلج يتساقط كنت أذهب ظهرا لأمارس التزلج وفي حوزتي سندويش ولبن، وكنت أعود عند الساعة الرابعة"، لكن تسلق الجبال في تلك الحقبة كان مختلف، "كانت فترة ما بعد الحرب، لم يكن هناك معدات ولا معلومات وكان المال قليلا"، على حد قوله، ومع مرور الزمن، حقق كارلوس إنجازاته الأولى فقام ب"أول محاولة تسلق عالية المستوى" في جبال الألب سنة 1962 ثم في القوقاز سنة 1968، ثم تسلق القمة الأولى التي يتخطى ارتفاعها ثمانية آلاف متر وهي قمة نانغا باربات سنة 1990، وبعدها القمتين الأسطوريتين أي قمة إفرست في سن ال62 وقمة "كاي 2" في سن ال65، وعندما حان وقت التقاعد، استقر كارلوس في مورالثرثال الواقعة على سفح سلسلة جبال سييرا دي غواداراما التي يعتبرها عالمه والتي استكشفها زاوية زاوية، وهناك التقى بزوجته كريستينا بين صخور جبال بيدريثا وقد اصطحبها لاحقا هي وبناتهما الأربع معه في بعض مغامراته.

عندما يتحدث كارلوس سوريا عن تسلق الجبال يعتبره شغفا وليس إنجازا، على الرغم من أنه بلغ في العام 2011 إلى قمة لهوتسي الواقعة على الحدود بين النيبال والتبت فيما أجلي سبعة متسلقين أصغر منه سنا بالطوافة وقد بترت أصابع بعضهم، وكان هو الوحيد الذي صمد في ذلك اليوم مستعينا "بكمية قليلة جدا من الأكسجين بدءا من ارتفاع 7800 أو 7900 مترا، وللصعود ليس إلا"، فمن عادته ألا يستعمل الأكسجين إلا في حالات استثنائية، ويقول "أدرك أنني أبلغ من العمر 73 عاما وأن قوتي ورغبتي ستضعفان يوما ما. لكنني اليوم أشعر بحال جيدة وبرغبة كبيرة في ذلك وهذا هو المهم"، وفي كل صباح تقريبا، يستيقظ كارلوس ليتمرن، فيقوم ببعض الحركات الخاصة بالليونة ثم يركب الدراجة الهوائية ويمشي "مع عصي" لإراحة ركبتيه ويمارس التزلج ويتسلق أسطحا جليدية أو صخرية، ويكمل تمارينه هذه بوصفات خاصة به "فص من الثوم والقليل من الشوفان وسندويش لحم مقدد"، وبعد سنوات من الصعوبات المادية، حصل أخيرا على رعاية المصرف الاسباني "بيه بيه أوبيه آ" لمغامراته التي تقارب ميزانيتها المئة ألف يورو، وبعد أن ينتهي من مجموعة القمم التي يتخطى ارتفاعها ثمانية ألف متر، يعتزم أن يستمر في مغامراته الجنونية، ويقول "سوف أستمر في تسلق الجبال، هذا هو شغفي"، وفي انتظار ذلك، يواجه خطرا مألوفا وهو الانهيارات الثلجية التي تشتهر بها جبال

أنابورنا.

بدورها حطمت المتسلقة اليابانية، تاماي واتنابي، 73 عاماً، الرقم القياسي بتسلقها قمة إيفرست، لتحطم بذلك رقمها القياسي السابق، عندما تسلقت القمة ذاتها، قبل 10 سنوات، بينما كانت تبلغ من العمر 63 عام، وأكملت المتسلقة الجزء الأخير من رحلتها إلى القمة ليلاً، بسبب الرياح القوية التي هبت في وقت الظهيرة، لتتمكن من الوصول إلى ارتفاع 29.02 ألف قدم (8.84 ألف متر)، وتمكنت المتسلقة، واتنابي، من الوصول إلى قمة إيفرست يوم السبت في الساعة السابعة صباحاً، بعدما انطلقت من المحطة الأخيرة على ارتفاع 8300 متر، في الساعة الثامنة والنصف من مساء الجمعة، ويذكر أن المتسلقة اليابانية تمكنت من تسلق قمة إيفريست في العام 2002 عندما كانت تبلغ من العمر 63 عاماً، لتحطم بذلك الأرقام كأكبر النساء سناً، ممن تمكن من تسلق هذه العقبة الكبيرة، وعلى صعيد الرجال فلا زال النيبالي، من باهادور، يحتفظ بالرقم القياسي كأكبر الرجال عمراً، عندما تسلق القمة في العام 2008 وهو في 76 من عمره، بعد أن مات أحد الرجال الذين يبلغون من العمر 82 عاماً، وهو يحاول تسلق الجبل في العام 2011.

تهبط بالمظلة في عيد ميلادها 101

في سياق متصل اصبحت الجدة الأمريكية الكبيرة ماري ألين هارديسون أكبر معمرة تهبط بالمظلة بعدما انطلقت في الجو للاحتفال بعيد ميلادها الاول بعد المئة، وتأكيدا على هذا الانجاز قالت موسوعة جينيس للارقام القياسية العالمية إن رحلة هارديسون التاريخية قرب سولت ليك سيتي في الاول من سبتمبر ايلول العام الماضي "وصلت بالرقم القياسي الى آفاق جديدة"، وقالت هارديسون -وهي من أوجدين بولاية يوتا الامريكية- انها قررت الهبوط بالمظلة بعدما مارس ابنها ألين البالغ من العمر 75 عاما هذه الرياضة، وقالت هارديسون لرويترز "لا يعني انك كبير في السن ان تجلس دون عمل شيء طول اليوم"، وابتهج احفاد هارديسون الكبار برحلتها الاخيرة وشاهدوا ايضا مغامرات مماثلة في اعياد ميلادها السابقة ففي عيد ميلادها التسعين ركبت هارديسون كل العاب الكبار في ديزني لاند وتعتزم في عيد ميلادها القادم محاولة الانزلاق على الجبال في يوت، ودعت هارديسون المعمرين الاخرين لكسر رقمها القياسي الجديد، وقالت "سمعت عن زميل لم يتحرك منذ فترة طويلة وقرر عندما سمع عني ان يمشي من جديد، فنهض وبدأ يمشي مرة أخرى"، واضافت "قال اذا كانت تستطيع فانا أستطيع أن أفعل ذلك، واذا كان بامكاني أن ألهم بعض كبار السن للنهوض والقيام بشيء فالامر يستحق العناء". بحسب رويترز.

تسلق ناطحات السحاب

من جهة اخرى نجحت مجموعة من "المستكشفين" بالوصول مرة واحدة على الاقل، الى قمة "ذي شارد" اعلى ناطحة سحاب في الاتحاد الاوروبي التي شارفت اعمال البناء فيها على الانتهاء (310 امتار) في حين اعلن القيمون على المشروع انهم عززوا حراسة الموقع، وقد وضعت صور عدة التقطت ليلا من اعلى ناطحة السحاب عبر الانترنت على مدونة "بلايس هاكينغ"، واكد احد المشاركين في المغامرة برادلي غاريت الذي يظهر في الصور ان المجموعة انجزت عملية التسلق للمرة الاولى نهاية كانون الثاني/يناير 2010 للاستمتاع بعرض الالعاب النارية خلال رأس السنة وقد جددت المغامرة "حوالى ست مرات"، واقرت مجموعة "سيلار بروبرتي غروب" العقارية التي تنجز ناطحة السحاب هذه التي صممها المهندس المعماري رينزو بيانو بحصول "حادث" الا انها لم تؤكد انه تكرر مرات عدة، وقال ناطق باسم مجموعة سيلار "نظن ان امرا حدث قرابة كانون الاول/ديسمبر 2010، وقد اكتشفنا هذا التوغل سريعا وعززنا اجراءات الحراسة فورا"، وقال الناطق ان 14 حارسا يعملون ليلا في الموقع الذي تراقبه 25 كاميرا وفيه نظام انذار، واوضحت مجموعة "المغامرين" على مدونتها ان افرادها دخلوا الى ناطحة السحاب من خلال تحويل انتباه الحارس قبل ان يصعدوا عبر السلالم الى الطابق 76 ويتسلقوا الرافعة الموضوعة في القمة بعد ذلك، ويفترض ان تنجز اعمال بناء "ذي شارد" وهي ناطحة سحاب زجاجية ضخمة تقع في حي لندن بريدج في جنوب شرق العاصمة البريطانية في ايار/مايو قبيل دورة الالعاب الاولمبية، وفي ناطحة السحاب 95 طابقا وستضم ايضا فندقا ومطاعم فخمة فضلا عن شقق ومكاتب. بحسب فرانس برس.

كما تسلق آلان روبير الملقب سبايدرمان الفرنسي من دون اي حبل اعلى ناطحة سحاب في فرنسا وهي برج "فيرست" (231 مترا) الواقع في حي ديفانس للاعمال (قرب باريس)، وروبير (49 عاما) معروف بتسلقه ابنية في المدن من دون ترخيص وغالبا ما تعمد الشرطة الى توقيفه، وقد تسلق سبايردمان الفرنسي الامتار الاخيرة من البرج وسط تصفيق مئات الاشخاص الذين حضروا انجازه الجديد الذي نفذه تحت سماء ملبدة بالغيوم ومع هواء قوي احيان، وكان روبير يتخوف قليلا من تسلق هذا البرج مع انه سبق ان تسلق اكثر من مئة ناطحة سحاب ونصب في العالم، وقال "هذا البرج ليس بالسهل بكل صراحة، فبنيتها معقدة ويمكن الانزلاق عليها" قبل ان يبدأ تسلقه على قسطل غاز، واضاف الرجل القصير القامة (1،65 متر ووزنه 50 كيلوغراما) "اشعر دائما بالخوف لكنه خوف مسيطر عليه" داحضا فكرة انه "انتحاري"، وهو يعشق التسلق منذ صغره وقد تسلق خصوصا برج خليفة في دبي (828 مترا) في اذار/مارس 2011 وفندق الشعلة في الدوحة في 12 نيسان/ابريل وهو على شكل شعلة اولمبية يبلغ ارتفاعه 318 متر، ومن اجل تسلق برج خليفة المصنوع من الزجاج والاسمنت استخدم روبير حبال سلامة بطلب من المنظمين، ورغم انجازاته يعاني الان روبير للمفارقة من الدوار بسبب مشكلة في اذنه الداخلية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/حزيران/2012 - 18/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م