إسرائيليات... النزاعات والعنصرية تقف بين انقسام اليهود

 

شبكة النبأ: من المعروف للجميع أن إسرائيل باتت تضم خليطا (يهوديا) قادما إليها من عموم إرجاء العالم، لذلك حمل هذا الخليط من الناس الكثير من التناقضات، لدرجة أنها أفرزت مشكلات وعقبات حقيقية باتت تهدد العلاقات الاجتماعية بين الاسرائليين، حيث أخذت التعاملات العنصرية تتصاعد مع بعض الجماعات اليهودية كالافارقة مثلا، ناهيك عن النظر الى اسرئيل كدولة عدوانية كما يراها أغلب الألمانيين، ومع اعتبار هذه الدولة متقدمة وذات اقتصاد مدروس وجيد، إلا أن الإشكالات المجتمعية انعكست ايضا على واقع الاقتصاد حيث تزايدت نسبة الفقر فيها، فيما يبرر نتنياهو اقبال اليهود الى اسرائيل من ارجاء العلم بكونها اصبحت تشكل ملاذا لليهود المهددين، وهو تبرير لا تسنده الحقائق، بل يراد منه تبرير الترسانة النووية الاسرائيلية وميلها لتكديس مختلف انواع الاسلحة بحجة التهديد الخارجي، فيما تؤكد الدلائل على انشغال المسؤولين في اسرائيل بالارباح والمتاجرة كما حدث مع الربح الذي حققه نتنياهو من خلال بيعه لشقته بمبلغ 7 ملايين دولار، في حين تتصاعد النزعة العدوانية ضد اليهود الافارقة عبر وسائل متعددة، الامر الذي يشير بوضوح الى عدم الانسجام المجتمعي في اسرائيل وهو أمر تؤكده الوقائع القائمة على الأرض الواقع.

دولة عدوانية

فقد يعد معظم الالمان اسرائيل دولة "عدوانية" وذلك بحسب ما اظهر استطلاع للراي نشر قبل زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الالماني يواخيم غاوك لكل من اسرائيل والاراضي الفلسطينية، واظهر الاستطلاع الذي اجراه معهد فورسا لحساب مجلة "شتيرن" الاخبارية ان 59% من المستطلعة اراؤهم يعتبرون اسرائيل "عدوانية"، بزيادة 10% مقارنة مع استطلاع سابق جرى في كانون الثاني/يناير 2009، وذكر 70% من المشاركين في الاستطلاع ان اسرائيل تسعى لتحقيق مصالحها من دون الاخذ في الاعتبار مصالح الدول الاخرى، بحسب ما اوردت شتيرن قبل صدور عددها ، اي بارتفاع بنسبة 11% مقارنة مع استطلاع جرى قبل ثلاث سنوات، وبعد 67 عاما من انتهاء النظام النازي، قال 60% من الالمان ان المانيا ليس عليها اي التزام خاص تجاه اسرائيل، وخالفهم الثلث الراي، طبقا للاستطلاع الذي اجري على 1002 شخص. بحسب فرانس برس.

وعقب توترات بشان المستوطنات اليهودية المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة، وشعر ينتقد اسرائيل، من المقرر ان يقوم الرئيس الالماني الجديد باول زيارة له الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، وكان الكاتب الالماني غونتر غراس (84 عاما) قد أثار جدلا حادا عندما نشر في الصحافة الالمانية قصيدة انتقد فيها إسرائيل واتهمها ب "تهديد السلام العالمي"، وانتقدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بشدة سياسة الاستيطان الاسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية ووصفتها بانها عائق امام اجراء محادثات سلام مثمرة مع الفلسطينيين.  

ملاذ اليهود

من جهته قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارة قام بها لتقديم العزاء لعائلات القتلى الاربعة اليهود في تولوز، ان اسرائيل وجدت لتكون ملاذا لليهود المهددين بالخطر و"لتشكل درعا للشعب اليهودي"، وقال نتانياهو "بسبب قتل اليهود تمت اقامة دولة اسرائيل"، وتوجه نتانياهو لتقديم العزاء في مقتل استاذ الدين اليهودي الفرنسي جوناثان ساندلر وابنيه غابرييل وارييه، والفتاة ميريام مونسينوغو، واخبر نتانياهو ايفا ساندلر زوجة ساندلر ان "اولئك القتلة يعتبرون اي ارض يعيش فيها يهود ارضا محتلة ودولة اسرائيل اقيمت لتشكل درعا للشعب اليهودي"، قال نتانياهو "اذا كانت لهؤلاء القتلة القدرة فليقتلوا جميع اليهود اينما وجدوا"، ورافق سفير فرنسا لدى اسرائيل كريستوف بيغو نتانياهو في جولته، واوضح بيغو "جئت لاظهار تضامن الشعب الفرنسي مع العائلات ومع الشعب الاسرائيلي. فقد كانوا اطفالا فرنسيين واطفالا اسرائيليين"، مؤكدا ان فرنسا "ملتزمة حربها ضد الارهاب". بحسب فرانس برس.

ورحب وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بجهود الشرطة وقوى الامن الفرنسية التي تحاصر منزل منفذ الهجوم على المدرسة اليهودية في تولوز جنوب غرب فرنسا والذي قتل فيه اربعة يهود، وقال باراك للاذاعة العامة ان "الفرنسيين يتحركون بقوة وذكاء. وتم حشد كل المؤسسات من الرئيس الى اجهزة الامن لتوقيف القاتل واحالته على القضاء"، وردا على سؤال حول كيفية تعامل السلطات الفرنسية مع هذه الازمة قال باراك انها "تقوم بالامور كما ينبغي ويجب الا نحكم عليهم من بعيد دون معرفة جميع التفاصيل".

القوة هي ضمان الوحيد

كما قال بنيامين نتانياهو ان القوة الاقتصادية والعسكرية هي ضمانة اسرائيل الوحيدة للسلام والامن بعد التطورات الاخيرة في ايران وسوريا، وقال نتانياهو في بداية اجتماع الحكومة الاسبوعي "في الايام القليلة الماضية تذكرنا مجددا طبيعة الجوار الذي نعيش فيه. وفي منطقة كهذه فإن الشيء الوحيد الذي يضمن وجودنا وامننا وازدهارنا هو القوة"، واضاف "سنواصل بناء قوة اسرائيل العسكرية والاقتصادية والاجتماعية. فهذه هي الضمانة الوحيدة للسلام كما انها دفاع اسرائيل الوحيد في حال انهيار السلام"، وقال "لقد سمعنا تصريحات حكام ايران عن تدمير اسرائيل، وشاهدنا الجيش السوري يذبح ابناء شعبه، ورأينا حوادث اخرى لسفك الدماء"، وكان نتانياهو يشير الى تصريحات للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي في خطبة الجمعة، والى التقارير التي تتحدث عن عمليات قت للمدنيين بنيران الجيش السوري، وكان خامنئي وصف "النظام الصهيوني" بانه "ورم سرطاني يجب استئصاله، وباذن الله سنستأصله"، واضاف "من الان فصاعدا سندعم اية جماعة ستقاتل النظام الصهيوني"، وجاءت تصريحات خامنئي وسط تزايد التوقعات بان اسرائيل التي يعتقد انها الدول الشرق الاوسطية الوحيدة التي تمتلك اسلحة نووية- تفكر في شن ضربات جوية ضد منشات ايران النووية. بحسب فرانس برس.

وقال نتانياهو "في منطقتنا، يوجد العديد من الحكام الذين ليست لديهم اية موانع اخلاقية لقتل جيرانهم او شعبهم"، وتشهد اسرائيل، التي انضمت الى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في العام 2010، نموا اقتصاديا يفوق معدل نمو دول المنظمة المتقدمة.

انتخابات مبكرة

الى ذلك اعاد انتخاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مجددا رئيسا لحزبه اليميني الليكود اثارة الشائعات حول انتخابات مبكرة مع نهاية العام قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، واحرز نتانياهو 75% من الاصوات فيما اشار مقربون منه الى انه كان يطمح الى تجاوز عتبة 80%. اما خصمه الوحيد موشيه فيغلين المدعوم من مؤيدي الاستيطان المتشددين فنال 25% من الاصوات على ما اعلنت الاذاعة مستندة الى فرز كامل الاصوات تقريبا، ولم تكن نسبة المشاركة البالغة 48% كذلك بمستوى طموحات رئيس الوزراء الذي وجه دعوات ملحة الى اعضاء الليكود ال125 الفا للتصويت لصالحه بكثافة، غير ان عددا من المحللين اعتبر ان هذا الفوز الباهت يشكل مرحلة باتجاه انتخابات تشريعية مبكرة، ورأوا ان بنيامين نتانياهو الذي توقعت الاستطلاعات فوزه بولاية ثانية قد يدعو الى انتخابات مبكرة في الخريف. وسيكون بذلك في موقع قوة داخليا في حال اعادة انتخابات الرئيس الاميركي باراك اوباما لولاية ثانية الذي تشهد العلاقات معه توترا حادا، وصرح المحلل السياسي في الاذاعة العامة حنان كريستال ان "بنيامين نتانياهو قد يحاول استباق الامور لمواجهة اوباما ان اعيد انتخابه لا سيما وانه له في المرصاد"، وتابع ان تقريب الانتخابات النيابية المقررة في اواخر 2013 سيجيز لرئيس الليكود تجنب صراع قوة مع احزاب اكثريته المتوترة قد يفسح المجال امام مزايدات وتسويات في اثناء نقاشات الموازنة في آخر العام "لارضاء ناخبيهم"، وتحدثت صحيفة يديعوت احرونوت الاكثر مبيعا كذلك عن هذا السيناريو فعنونت "نتانياهو يبحث اجراء انتخابات في تشرين الاول/اكتوبر"، واعربت المعلقة في القناة الثانية الخاصة رينا ماتزلياه عن قناعتها بان نتانياهو يملك بعد انتخابات الليكود "خيار الانتخابات المبكرة". وقالت انه "من المؤكد ان الانتخابات التشريعية لن تجري في موعدها (خريف 2013)". بحسب فرانس برس.

واشارت جميع استطلاعات الرأي الى تفوق نتانياهو باشواط على سائر المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء، وتفوق الليكود على الاحزاب الاخرى سواء في الاكثرية او المعارضة، غير ان رئيس الوزراء بدا في خطاب فوزه انه يستبعد انتخابات مبكرة مؤكدا "انه "لدينا الوقت" لتنظيم الانتخابات المقبلة. لكن وسائل الاعلام لفتت الى انه كان غامضا وامتنع عن تاكيد اجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ويحاول نتانياهو منذ سنوات مواجهة ازدياد شعبية فيغلين في صفوف حزبه، خشية ازدياد ميل الليكود الى اليمين وحصر تعريفه بالاستيطان، ما يهدد باستبعاد ناخبيه الوسطيين، من هذا المنطلق، يعتبر نتانياهو المحافظ المترسخ في اليمين بالرغم من انتخابه للمرة الخامسة انه فشل، نظرا الى احرازه نتيجة مشابهة لانتخابات الليكود السابقة عام 2007 امام فيغلين كذلك، واشار المحللون الى ان النتيجة الجيدة التي حققها فيغلين ستجيز له التاثير على تركيبة لائحة نواب الليكود المقبلة التي ستشكل في استحقاق آخر قبل الانتخابات، وقال حنان كريستال "بات على المرشحين من النواب والوزراء المنتهية ولايتهم ارضاء فيغلين وتعزيز "يمينية" مواقفهم في الاشهر المقبلة للتمتع بحظوظ شملهم في اللائحة".

فلسطيني يساعد إسرائيلي

وذكرت تقارير اعلامية وشهود أن رجلا فلسطينيا من قرية هاجمتها قوات إسرائيلية، اصطحب جنديا اسرائيليا تقطعت به السبل الى مكان امن في اعقاب الهجوم الاسرائيلي على القرية، وقال الجيش الاسرائيلي انه تقرر ايقاف قائد الكتيبة عن العمل بسبب ترك الجندي في ارض العدو خلال الهجوم وهي مخالفة وصفها رئيس هيئة الاركان بيني جانتس بانها "واقعة خطيرة"، وكانت قوات اسرائيلية داهمت قرية بدرس القريبة من مدينة رام الله بالضفة الغربية للتصدي لمحتجين يرشقون بالحجارة خلال احتجاج مناهض للجدار العازل المقام على اراض الضفة والذي تصفه اسرائيل بانه اجراء امني ويندد به الفلسطينيون باعتباره استيلاء على اراضيهم، وذكرت التقارير وشهود العيان انه في ظل طقس عاصف انفصل جندي كان مكلفا بحراسة أحد الشوارع عن اقرانه ولم يعلم في نهاية المطاف انهم انسحبوا من المكان، وقال رجل فلسطيني يدعى محمد انه توجه ليخبر الجندي بانه يقف بمفرده على طريق بالقرية انسحب منه الجنود الاخرون، وقال محمد ان الجندي "بدا عليه الاضطراب واحمر وجهه" مضيفا انه رافق الجندي بعد ذلك الى منزله حيث جاء جنود اخرون لاصطحابه، وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الجندي الذي كان يحمل سلاحا شخصيا تقطعت به السبل عن وحدته، وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي انها كانت "مسألة دقائق" قبل ان يلتحق مجددا بالجنود الاخرين. بحسب رويترز.

وتحدث اياد مرار وهو ناشط محلي في قرية بدرس لمحطة تلفزيونية اسرائيلية عن المساعدة التي حصل عليها الجندي. وقال مرار ان الفلسطينيين يعارضون الاحتلال وعلى استعداد لدفع ثمن الحرية ولكن ليس بطريقة تؤدي الى القتل، ولم ترد انباء عن وقوع قتلى او اصابات في اي جانب في قرية بدرس وهي نقطة توترات مستمرة في الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967، ويدور الكثير من الصراع قرب بدرس بسبب الجدار الذي شيدته اسرائيل في اعقاب انتفاضة دموية قبل عشر سنوات واصفة ذلك بانه اجراء امني لمنع متسللين مسلحين من دخول بلداتها ومدنها. ويقول الفلسطينيون ان الجدار يمر عبر اراض زراعية يملكها فلسطينيون.

اعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية

فيما طعنت المحكمة العليا الإسرائيلية بدستورية قانون يعفي اليهود المتشددين من القيام بالخدمة العسكرية على ثلاث سنوات أسوة بسائر الإسرائيليين، واعلن القضاة في اعلى هيئة قضائية اسرائيلية ان "هذا القانون غير دستوري ولن يتمكن البرلمان من تطبيقه في شكله الحالي عندما تنتهي صلاحيته في الاول من اب/اغسطس 2012"، وهذا القانون الذي كان يرمي الى تشجيع اليهود المتشددين على القيام بخدمة عسكرية او مدنية مختصرة (بين 16 و24 شهرا) عوضا عن السنوات الثلاث الاجبارية، لم يحقق اهدافه بحسب القضاة، وخلال السنوات العشر لتطبيقه، ازداد باضطراد عدد اليهود المتشددين الذين فروا من الخدمة العسكرية او المدنية، بحسب بيان للمحكمة العليا. بحسب فرانس برس.

ويرغم القانون الإسرائيلي الشبان الاسرائيليين على اداء الخدمة العسكرية لثلاث سنوات للرجال وسنتين للنساء، ثم الالتحاق بصفوف الاحتياط حتى سن الأربعين، وبحسب المعلقين فإن إلغاء القانون الساري لن يؤثر على التحاق اليهود المتشددين في الجيش، اذ يعتبرون بغالبيتهم ان الدراسة في المدارس التلمودية التي تتيح اعفاءهم من الخدمة العسكرية اهم من الخدمة في الجيش، وبلغ عدد اليهود المتشددين الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي حوالى إلف فقط العام الماضي.

العنف المناهض للسود

من جهة أخرى قوبل العنف المتصاعد في الشوارع ضد المهاجرين الأفارقة بما في ذلك هجوم وصفته محطة اذاعة اسرائيلية بأنه "مذبحة مدبرة" بتفهم من جانب وزير الداخلية لمثيري الشغب، ونظم سكان حي في تل أبيب يسكنه ذوو الدخول المنخفضة من مسيرة تحولت إلى اعمال عنف رفعوا خلالها الأعلام الاسرائيلية ورددوا هتافات يطالبون فيها بترحيل السودانيين المهاجرين. ويعيش في هذا الحي كثير ممن عبروا الحدود قادمين من اريتريا والسودان وجنوب السودان، وقالت الشرطة إنها اعتقلت 20 شخصا بتهمة الاعتداء على آخرين والتخريب. وأضرمت النار في صناديق القمامة وحطمت واجهات المتاجر وهاجم حشد رجلا افريقيا كان يقود سيارة بالمنطقة وحطموا نوافذها. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة، وفي مقابلة مع وزير الداخلية ايلي يشاي شبه راديو الجيش الاسرائيلي الواقعة بالمذابح المدبرة التي كانت تستهدف اليهود في اوروبا خلال القرن التاسع عشر. لكن يشاي انتقد مثل هذا القول وذكر ان الشرطة توصلت إلى أن المهاجرين السودانيين والاريتريين يمثلون خطرا لانهم تسببوا في ارتفاع معدلات الجريمة، وقال يشاي الذي يرأس حزبا يقوده رجال دين يهود مشاركا في الحكومة الائتلافية "لا يمكنني الحكم على رجل تعرضت ابنته للاغتصاب. لا يمكنني الحكم على شابة لا يمكنها أن تعود لمنزلها سيرا على الأقدام، ومضى يقول "لا يمكنني تحت أي ظرف أن أحكم على الناس الذين يتعرضون لانتهاكات أو أذى.. وتتصدى لهم الدولة التي تقول 'لماذا تتصرفون هكذا مع الأجانب'، وعبر نحو 60 الف مهاجر بشكل غير مشروع الحدود هربا من الفقر والقتال والحكم الشمولي إلى اسرائيل عبر حدودها مع مصر وهي غير محكمة أمنيا نسبيا في السنوات القليلة الماضية، وسبب هذا قلقا لإسرائيل وبها بالفعل سكان مشحونون عنصريا يبلغ عددهم 7.8 مليون نسمة. وحذر بعض الاسرائيليين من أزمة ناشئة على المستوى الديموجرافيا والاقتصادي في آن واحد بينما يقول آخرون إن بلدا قام بعد ما يطلقون عليه محارق النازية عليه مسؤولية خاصة في أن يكون بلدا مرحبا بالأجانب. بحسب رويترز.

وقال رئيس بلدية تل أبيب رون هولداي إن نحو 15 في المئة من سكان المدينة "من العمال الأجانب بشكل غير مشروع" وإن العدد آخذ في التزايد. وتظهر بيانات وزارة الداخلية إن 82 في المئة من المهاجرين الأفارقة من الرجال وإن 15 في المئة من النساء والباقين من الأطفال، وتقول اسرائيل إن أغلب المهاجرين يأتون بحثا عن فرص عمل وليس اللجوء لكن هذا القول فندته المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وجماعات الحقوق المدنية. ونتيجة لذلك يظل الأفارقة أمام معضلة قانونية ويمنح الكثير منهم تصريحات مؤقتة دون منحهم وضعا دائما، وتقيم اسرائيل حاجزا على الحدود مع مصر وتريد ترحيل المهاجرين. لكن ليس لديها علاقات مع السودان تتيح عمليات الترحيل المباشر ويقول بعض الخبراء في مجال العمل الإنساني إنها لا يمكن أن تجبر رعايا جنوب السودان واريتريا على العودة بسبب الفقر والاضطرابات في كلا البلدين، وقال وزير الداخلية الاسرائيلي إنه في حالة عدم السيطرة على هذا الاتجاه فإن من الممكن ان يصل عدد المهاجرين الأفارقة بشكل غير مشروع في اسرائيل الى ملايين وتزيد أعدادهم في هذه الحالة على عدد المواطنين، ومضى يشاي يقول "ماذا إذا؟ هل يتعين على دولة اسرائيل.. الدولة اليهودية وباسم الديمقراطية وباسم احترام قرارات الأمم المتحدة أن تقبل وصفة للانتحار؟"، وقال ديفيد جز وهو ضابط رفيع في الشرطة الاسرائيلية إن عنف كان واحدا من بين عدة حوادث تستهدف الأفارقة الشهر الحالي في تل أبيب، وقال أوسكار أوليفييه وهو مهاجر من الكونجو لراديو الجيش إنه موجود في اسرائيل منذ 18 عاما وإنه يطلب حق اللجوء وإن المزاج العام في اسرائيل الان يذكره بوقت اغتيال رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين عام 1995 على يد يهودي متطرف.

حاخامين غير متشددين

من جهتها قالت وزارة العدل إن إسرائيل ستدفع رواتب الحاخامين غير المتشددين للمرة الاولى في اجراء أشاد به اليهود الاصلاحيون الذين وصفوه بأنه "تاريخي" لكنه اجراء يجعل المتشددين يسيطرون على معظم الخدمات الدينية في البلاد، وفي عام 2005 قدم عدد من الجماعات اليهودية الليبرالية التماسا الى المحكمة العليا لتلقي تمويل من الدولة لمناصب بالبلدية يشغلها حاخامون غير متشددين، ورغم ان معظم اليهود الاسرائيليين علمانيون فان محكمة حاخامية متشددة للغاية هي التي تمثل السلطة في كل المراسم الدينية اليهودية مثل الزواج والتحول من طائفة لأخرى وحتى الان كان هؤلاء الحاخامين وحدهم هم الذين يحصلون على رواتبهم من الدولة في مثل هذه المناصب، وقالت الحكومة في ردها على المحكمة انها ستتولى رعاية المناصب الجديدة بدافع الاحترام لاولئك الحاخامين غير المتشددين لكن القرار "لن يكون له تأثير على الحكم في الامور الدينية، ورغم انه سيؤثر فقط على عدد محدود من المناصب فان الحركة من اجل الاصلاح واليهودية التقدمية وصفت في موقعها على الانترنت هذا الاجراء بأنه "انجاز تاريخي".

نسبة الفقر مرتفعة

في سياق متصل قال تقرير لصندوق النقد الدولي ان الاقتصاد الاسرائيلي نما في عام 2011 بمعدل 4,7% وهو اكثر من ضعفي معدل النمو لدول منظمة التعاون والتنمية التي تضم الدول المتقدمة، الا ان الصندوق اشار الى ان نسبة الفقر في الدولة العبرية هي الاعلى بين الدول ال35 الاعضاء في المنظمة ويرجع ذلك الى حد كبير الى ارتفاع معدلات البطالة بين العرب الاسرائيليين واليهود المتدينين (الحريديم)، وقال التقرير "شدد المدراء (في الصندوق) على المخاوف الاجتماعية، خاصة ان المشاركة في العمل من قبل المجتمعين العربي الاسرائيلي والحريديم منخفضة ولها اثار ضارة على افاق النمو والحد من الفقر والاستدامة المالية"، وتابع ان المدراء في الصندوق "رحبوا بالاصلاحات الاخيرة الموجهة لهذه المخاوف مع التشديد على الحاجة الى المزيد منها". بحسب فرانس برس.

ووافقت الحكومة الاسرائيلية على مجموعة اجراءات تهدف الى تخفيض اسعار المساكن كجزء من رزمة الاصلاحات التي اعقبت الاحتجاجات الاجتماعية العام الماضي ضد ارتفاع تكاليف المعيشة، وستقوم الحكومة ايضا برفع المساعدات السكنية التي تقدمها لمساعدة الناس المؤهلين للاسكانات الحكومية وستضاعف ضريبة الاملاك على الشقق غير الماهولة وهي خطوة من المتوقع ان تفرغ 15 الف شقة اضافية سنويا في مناطق الطلب، وتاتي هذه الخطوة بعد توصيات قدمتها لجنة خبراء عينتها الحكومة الاسرائيلية عقب خروج عدد كبير من الاسرائيليين الصيف الماضي للتظاهر احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.

شقة باراك

على صعيد مختلف كشفت صحيفة غلوبز الاقتصادية ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك باع شقته الفخمة في تل ابيب لقاء 7 ملايين دولار، محققا ربحا يقارب 3 ملايين دولار، وتأتي هذه المعلومة التي تداولتها وسائل اعلامية عدة وأكدها مكتب باراك بحسب اذاعة الجيش الاسرائيلي، في اليوم الذي اقرت فيه الحكومة الاسرائيلية سلسلة تدابير ترمي الى مكافحة ارتفاع تكاليف السكن والمضاربات العقارية، وكان باراك اشترى هذه الشقة عام 2003، وسبق ان تجمع متظاهرون مرات عدة امام منزله خلال الاحتجاجات الاجتماعية غير المسبوقة التي شهدتها اسرائيل العام الماضي للتنديد بارتفاع اسعار الشقق السكنية، اذ رأى المحتجون في وزير دفاعهم رمزا "للمحظيين" في هذا المجال، واقر باراك خلال مقابلات صحافية انه "ارتكب بلا شك خطأ في التقدير من خلال امتلاكه هكذا شقة"، واوضحت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان باراك اشترى مسكنا "اكثر تواضعا" في احد ابراج تل ابيب ايضا، بمساحة تبلغ 200 متر مربع وبمبلغ 2,2 مليون دولار تقريبا. بحسب فرانس برس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4/حزيران/2012 - 13/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م