حظر التدخين... غاية قد تحقق النجاح

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يبدوا ان اغلب دول العالم تتبع في مسعها الصحي لمنع التدخين بصورة شاملة ونهائية على مستويين متوازيين، يقتضي الاول تضييق الخناق على مصنعي التبغ من خلال فرض الضرائب العالية على المنتج وتشريع القوانين المانعة على انتشار ظاهرة التدخين ومنعها في الاماكن العامة واجبارهم على ادخال رسوم واللون خاصة وموحدة على علب السكائر تبعث على الخوف والاشمئزاز في نفس المستهلك من نتائج التدخين الكارثية وكذلك منع الاعلانات المرغبة لممارسة التدخين او التقليل منها مع مراقبة هذه الاعلانات ومنعها من استخدام رموز او دلالات وطنية ترغب المستهلك وتدفع المراهقين الى التدخين، فيما يؤكد المستوى الثاني على زيادة الوعي الثقافي بالمشاكل الصحية والاقتصادية الخطيرة التي يمكن ان يسببها الادمان على التدخين ومساعدة المتورطين فعلاً في الاقلاع عن التدخين من خلال برامج خاصة لإعادة تنظيم حياتهم من جديد، حيث يهتم الخط الثاني بالإنسان نفسة ويساعده على تجاوز محنة الادمان ويعرف الشباب والمراهقين على سلبياته ومضاعفاته المستقبلية.

حملة وطنية لمكافحة التدخين

فقد أعلنت السلطات الصحية الاميركية مؤخراً إطلاق حملة وطنية لمكافحة التدخين تتخللها شهادات يتقدم بها مدخنون سابقون يعانون أمراضا ناجمة عن التدخين، على أمل إقناع المزيد من المدخنين لا سيما الشباب منهم بالإقلاع عن التدخين الذي يودي بحياة 443 ألف أميركي سنوي، وشرح توماس فريدن مدير المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" الذي ينظم هذه الحملة "قد يصعب على البعض مشاهدة هذه الصور، لكنها تعرض لأوضاع أشخاص حقيقيين يعانون آثار التدخين الاليمة"، وتابع قائلا "في حوزتنا حجج قاطعة تبرر اللجوء إلى هذه الصور الصادمة لثني المدخنين ومنع الأطفال من التدخين بغية تخفيض آثار التبغ المضرة بالصحة العامة بشكل ملحوظ"، وبررت وزيرة الصحة كاثلين سيبيليوس من جهتها استخدام هذه الصور قائلة "نعتزم بذل قصارى جهدنا لمساعدة المدخنين على الإقلاع وثني الشباب عن البدء" باستهلاك السجائر، ويظهر أحد الإعلانات التلفزيونية المعد في إطار هذه الحملة، تيري التي تبلغ من العمر 51 سنة لكنها تبدو أكبر بكثير، والتي باتت شبه صلعاء بعد علاج كيميائي للقضاء على سرطان في العنق والرأس ناجم عن سنوات طويلة من التدخين، وتخبر تيري في هذا الإعلان كيف تبدأ يومها وتقول "إليكم بعض النصائح لتتحضروا في الصباح"، ثم تضع وجبة الأسنان وتدخل مكبر صوت صغير في ثقب في عنقها ناجم عن عملية جراحية في القصبة الهوائية خضعت لها حتى تتمكن من التنفس والتكلم، وختاما، تلف وشاحا على رقبتها لتخفي ذلك. بحسب فرانس برس.

ثم يسمع صوت في الخلفية يقول "يمكنكم أن تقلعوا عن التدخين، وللحصول على مساعدة مجانية، الرجاء الاتصال على الرقم الآتي أو زيارة موقع الحملة الإلكتروني"، وتظهر إعلانات أخرى مدخنين سابقين يخضعون لعلاجات جراء إصابتهم بسرطان في الرئة أو تعرضوا لجلطة قلبية أو يعانون أمراضا أخرى في الجهاز التنفسي، ومن المرتقب إطلاق هذه الحملة الوطنية في وقت لاحق على أن تستمر 12 أسبوعا من خلال القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية والمحطات الإذاعية واللوحات الإعلانية والسينما بالإضافة إلى الصحف والمجلات، وقد بلغت الميزانية المخصصة لهذه الحملة 54 مليون دولار وهو مبلغ زهيد مقارنة مع العشرة ملايين دولار التي يخصصها سنويا مصنعو السجائر الأميركيين لإعلاناتهم، ويرى الطبيب توماس فريدن أن من شأن هذه الحملة أن تساعد نحو 50 ألف مدخن على الإقلاع عن التدخين، علما أن 70% من المدخنين يعربون عن رغبتهم في التوقف عن استهلاك السجائر في حين يبذل نصف هؤلاء كل سنة جهودا حقيقية بهدف تحقيق ذلك، وبحسب التقديرات الرسمية الأخيرة، 20،6% من الأميركيين هم من المدخنين، من بينهم نحو أربعة ملايين شاب، وقد لقيت هذه المبادرة استحسان مجموعات مكافحة التدخين في الولايات المتحدة، وقد كشفت في بيان شيريل هيلتون رئيسة جمعية "أميريكان ليغاسي فاونديشن" أن "هذه الحملة ستثير من دون شك نقاشا وطنيا حول التدخين"، ويبقى التدخين السبب الرئيسي للأمراض والوفيات التي يمكن تفاديها في الولايات المتحدة، وفقا لمركز "سي دي سي" الذي يضيف أن التدخين يكلف القطاع الصحي سنويا 96 مليار دولار من العلاجات الطبية المباشرة ويؤدي إلى خسارة 97 مليار في الانتاجية، ويعاني أكثر من ثمانية مليون أميركي أمراضا ناجمة عن التدخين ويبدأ كل يوم أكثر من ألف شاب دون الثامنة عشرة من العمر باستهلاك السجائر.

فيما سمحت التدابير التي اتخذت لمكافحة التدخين في الولايات المتحدة من قبيل زيادة الضرائب على السجائر وإطلاق حملات توعية، بتفادي حوالى 800 ألف حالة وفاة ناجمة عن سرطان الرئة ما بين العامين 1975 و2000، بحسب ما بينت دراسة نشرت حديث، لو أن الأميركيين أقلعوا جميعهم عن التدخين بعد التحذير الأول الذي أصدرته السلطات الصحية الأميركية في العام 1964، لكان 2،5 مليون شخص نجوا من الموت في الأعوام الستة والثلاثين التي تلت التحذير، بحسب ما أفاد القيمون على هذه الدراسة، وقد تولى المعهد الأميركي للسرطان تمويل هذه الدراسة التي نشرت في المجلة التابعة له، وفي إطار هذه الأبحاث، أعد الباحثون نموذجا يستعيد بالتفصيل نسب استهلاك السجائر لدى أشخاص ولدوا ما بين العامين 1890 و1970. ثم طبقوا نموذج معلوماتي لتقييم تردد سرطانات الرئة لدى هذه المجموعة، وقال الدكتور روبرت كرويل مدير قسم مكافحة السرطان في المعهد "تظهر هذه النتائج بوضوح تداعيات التدخين على بلدنا والمنفعة الكبيرة الناجمة عن تخفيض نسبة التدخين"، وشدد في بيان "على الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في إطار مكافحة التدخين، إلا أنه يجدر بنا عدم نقليص الجهود"، وأوضح أن "مكافحة التدخين ما زالت إحدى أبرز الأولويات الطبية العلمية في مجال الصحة العامة"، وشرح المعد الرئيسي لهذه الدراسة الدكتور سوريش مولغفكار من مركز "فريد هاتشينسون" للأبحاث حول السرطان في مدينة سياتل (ولاية واشنطن شمال غرب الولايات المتحدة) أن "هذه الدراسة تشكل المحاولة الأولى لقياس آثار التغيرات المرتبطة بالتدخين على حالات الوفاة الناجمة عن سرطان الرئة".

رسائل نصية لمساعدة المراهقين

من جهته استحدث "المعهد الوطني للسرطان" في الولايات المتحدة خدمة الرسائل النصية لمساعدة المراهقين للإقلاع عن التدخين، ويقول المعهد إن 20 في المائة من الشباب الأمريكي من المدخنين وسيواصلون العادة مع التقدم بالعمر، وتقدم الرسائل النصية، وعلى مدار الساعة، النصائح والإرشادات بعد اختيار الموعد المحدد للإقلاع عن التدخين، ولمدة ستة أسابيع بعد التوقف عن التدخين، ويرى خبراء أن فترة الستة أسابيع هي المرحلة الحرجة التي يحتاجها المدخنون للإقلاع جذرياً عن العادة، وتدخل خدمة الرسائل النصية في سياق جهود وزارة الصحة الأمريكية لتطوير برنامج صحية متحركة لمكافحة التدخين، وقال أريك إوغوستون،المختص في السلوكيات بمركز أبحاث السيطرة على التبغ بالمركز الوطني للسرطان: "75 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين سن 12 إلى 17 عاماً يملكون هواتف محمولة، وهناك احتمالات كبيرة لتطويع تقنيات الهاتف المتحرك للتأثير على التوعية الصحية وتغير السلوكيات بين المراهقين". بحسب سي ان ان.

ويشار إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي، كشفت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عن تسعة رسوم تحذيرية توضيحية "بشعة" و"مقززة" سيتم وضعها على علب السجائر كتحذير للمدخنين حول أضرار التدخين، وتهدف إدارة الغذاء والدواء من هذه الرسوم أن تكون جزءاً من حملة في سعيها لممارسة سلطة أكبر على التدخين ومنتجاته، وستحمل علب السجائر لوناً محدداً إلى جانب الصور "المقززة" إضافة إلى تحذير يحمل واحدة من عدة عبارة  مثل "التدخين إدمان" و"تدخين السجائر يمكن أن يلحق الضرر بأطفالك" و"التدخين يقتلك" و"التدخين يسبب السرطان" و"التدخين يتسبب بمرض الرئة القاتل" و"التدخين يسبب الذبحات الصدرية وأمراض القلب" و"التدخين أثناء الحمل يلحق الأذى بالجنين" و"التدخين يسبب أمراض الرئة لغير المدخنين" و"الإقلاع عن التدخين الآن يقلل الأخطار الصحية التي قد تصيبك"، وكانت دراسة ألمانية أجريت مطلع العام الماضي قد لفتت إلى أن كثرة تعرض المراهقين لدعايات إعلانية عن السجائر قد تدفعهم نحو التدخين، وتورطهم في هذه العادة المضرة بالصحة التي تفتك بخمسة ملايين شخص حول العالم سنويا.

بلغاريا تمنع التدخين

فيما صوت البرلمان البلغاري مؤخراً على تعديل قانون الصحة العامة فارضا حظرا تاما على التدخين في الأماكن العامة المغلقة، بما في ذلك المقاهي والحانات والمطاعم اعتبارا من الأول من حزيران/يونيو 2012، وكانت عملية التصويت هذه قد أرجئت مرات عدة، وما زالت المقاهي والحانات والمطاعم تفصل لغاية اليوم بين الصالات المخصصة للتدخين وتلك التي يمنع التدخين فيها، في حين أن قرار السماح بالتدخين أو عدمه في الأماكن التي لا تتخطى مساحتها المئة متر مربع يعود للقيمين على تلك المنشآت، لكن التعديل أتى ليضع حدا لهذه الاستثناءات، ويحل البلغاريون في المرتبة الثاني في قائمة كبار المدخنين في الاتحاد الاوروبي بعد اليونانيين. ويشتهر بعض النواب والوزراء في هذا البلد كونهم من كبار المدخنين، وبحسب بيانات وزارة الصحة، نحو ثلاثة ملايين بلغاري (أي 44% من إجمالي السكان) هم من المدخنين، وكانت بلغاريا قد منعت منذ العام 2005 التدخين في المباني الحكومية (باستثناء بعض المساحات المحددة التي خصصت للمدخنين)، وكذلك في وسائل النقل العامة والقطارات ودور السينما والمدارس ودور الحضانة. بحسب فرانس برس.

أستراليا تستنكر

من جهة اخرى استنكرت الحكومة الأسترالية استغلال حيوان الكنغر الذي يعتبر رمز أستراليا الوطني في حملات إعلانية لمصنع السجائر "بريتيش أميركان توباكو" (بي أيه تي) تستهدف السوق الأوروبية، ويسوق "بي أيه تي" الذي اعترض بشدة على مشروع قانون يفرض قيودا كبيرة على الإعلانات ماركة "وينفيلد" بنشر صورة لكنغر على الجهة الأمامية من علب السجائر مع خارطة أستراليا في الخلف، وتحمل العلب أيضا عبارة "المفضل في أستراليا"، وقد أعربت وزيرة العدل الأسترالية نيكولا روكسون عن "غضب" الأستراليين إزاء استغلال "أسلوب عيشهم السليم للترويج لمنتجات مميتة"، قائلة "دعوا رموزنا بسلام"، ويعترض مصنعو السجائر بشدة على مشروع قانون يفرض عليهم بدءا من الأول من كانون الثاني/ديسمبر 2012 توحيد علب السجائر التي يفترض أن يكون لونها أخضر غامقا وأن تحمل تحذيرات صارمة إلى جانب ماركة المنتج واسمه. بحسب فرانس برس.

حظر التدخين والولادات المبكرة

على صعيد مختلف كشفت دراسة نشرت حديثاً في مجلة "بلوس ميدسين" البريطانية أن حظر التدخين بشكل واسع يمكن أن يؤدي إلى تراجع حالات الولادة المبكرة وأن يكون ذا أثر إيجابي على صحة الأطفال وفقا للجزيرة نت، وحسب الدراسة التي أجراها علماء بجامعة غلاسغو في أسكتلندا، فإن عدد حالات الولادة المبكرة والمواليد الذين يعتبر حجمهم صغيرا كثيرا مقارنة بأعمارهم تراجع بشكل واضح منذ اعتماد قوانين حظر التدخين في الأماكن العامة والنزل، وقال الباحثون إن العلاقة بين تراجع حالات الولادة المبكرة وحظر التدخين تظهر لدى الأمهات المدخنات وغير المدخنات مما يدل على مدى خطورة التدخين السلبي، كما أشاروا إلى أن هناك استمرارا في تزايد الأدلة على أن ضبط التدخين من خلال فرض قوانين خاصة بذلك له تأثيرات إيجابية على الصحة، وأوصوا المزيد من الدول باعتماد قوانين مشابهة لقوانين حظر التدخين، واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات جميع الأطفال حديثي الولادة في أسكتلندا الذين ولدوا في الفترة بين يناير/كانون الثاني 1996 وديسمبر/كانون الأول 2009، ويذكر أن أسكتلندا اعتمدت قوانين حظر التدخين منذ مارس/آذار 2006 مما أدى إلى تراجع أعداد الولادات الفاشلة بنسبة 10% منذ ذلك الحين، حسبما ذكر الباحثون الذين أشاروا إلى أن 5% من الأطفال ولدوا بحجم أصغر بكثير من الحجم الطبيعي مقابل 8% ولدوا بحجم صغير بشكل مبالغ فيه.

الرسوم التحذيرية على علب التبغ

في سياق متصل قضت محكمة استئناف اتحادية بأن القانون الأمريكي الذي يقضي بوضع رسوم تحذيرية صحية كبيرة على علب واعلانات السجائر لا يشكل انتهاكا لحقوق حرية التعبير لشركات التبغ، وكانت شركات التبغ قد رفعت دعوى قضائية لوقف المتطلبات الجديدة الخاصة بالعلامات والاعلانات والتي وضعتها ادارة الاغذية والعقاقير الامريكية على أساس أن هذه القواعد انتهكت التعديل الدستوري الاول لحق التواصل مع مستهلكي التبغ البالغين، لكن الدائرة السادسة بمحكمة الاستئناف الامريكية ومقرها مدينة سينسيناتي ايدت الجزء الاكبر من الاطار التنظيمي الجديد لادارة الاغذية والعقاقير بما في ذلك شرط أن تضع شركات التبغ صورا تحذيرية كبيرة على علب السجائر، ويأتي هذا القرار في أعقاب حكم قضائي صدر في واشنطن بقضية مختلفة لكنها ذات صلة يرفض اشتراطات ادارة الاغذية والعقاقير ويبدو أن هناك مواجهة بشأن دستورية قواعد ادارة الاغذية والعقاقير، وأشار فلويد ابرامز محامي شركة لوريلارد لصناعة التبغ الى الفرق في لهجة الحكمين وقال ان قضية الدائرة السادسة في واشنطن أو الاثنين من المرجح أن ينتهي بهما الحال في المحكمة العليا الامريكية، والفرق في القضيتين هو ان ادارة الاغذية والعقاقير لم تحدد صورا معينة عندما رفعت الشركات الدعوى امام الدائرة السادسة، وفي حين تركز دعوى واشنطن على الصور فقد واجهت محكمة الاستئناف القضية الاكبر وهي السلطة التنظيمية لادارة الاغذية والعقاقير، وكان الكونجرس الامريكي قد وافق على القانون في عام 2009 وأمر ادارة الاغذية والعقاقير باعتماد لوائح تحذيرية محددة. بحسب رويترز.

حظر التبغ في المحلات الكبرى

في سياق متصل بدأت انجلترا في تطبيق قرار حكومي بمنع عرض السجائر ومنتجات التبغ في محلات بيعها بانحاء انكلترا، في محاولة من الحكومة لتقليص عدد المدخنين من الشباب والفتيان، وسيسري قرار منع العرض في المحلات الكبيرة ومراكز التسوق، اما المحلات الصغيرة والبقالات فقد منحت استثناء حتى نهاية عام 2015.ويعني هذا القرار انه يمنع عرض علب السجائر ومنتجات التبغ الاخرى امام الناس، وخزنها داخل ادراج البيع بحيث لا تظهر للمشترين، ومن المنتظر ان تحذو انحاء اخرى من بريطانيا حذو انجلترا، في جهد عام منسق يهدف الى محاربة التدخين وتقليص استهلاكه، وقال وزير الصحة البريطاني اندرو لانسلي، ان الحظر سيجنب الناس الانجذاب الى التدخين ويساعد من يحاول ترك التدخين على الاقلاع، واضاف: "اولا سيقلص (القرار) رؤية منتجات التبغ امام الشباب، لان ثلثي المدخنين يبدأون في التدخين قبل ان يبلغوا الثامنة عشرة، ونأمل ان يكون للقرار تأثير ايجابي"، ويشار الى ان خمس البالغين في انجلترا من المدخنين، وهو رقم ظل ثابتا خلال السنوات الاخيرة، بعد عقود من التراجع الحاد لاعداد المدخنين. بحسب بي بي سي.

ومن المنتظر ان يصدر قرار حكومي في وقت لاحق من هذا العام يجبر مصنعي السجائر ومنتجات التبغ على تعليب منتجاتهم بدون اي رسومات او كتابات على الاغلفة، بعد الانتهاء من مرحلة المشاورات التي تسبق كل قانون يصدر من الحكومة، وقالت وكيلة وزارة الصحة لشؤون الصحة العامة في بريطانيا آن ميلتون ان هناك دلائل من ايرلندا تشير الى ان القرار يلعب دورا مهما في ابعاد الشباب عن نوع معين من التدخين، واضافت: "لا يمكننا تجاهل حقيقة ان الشباب ينجذبون للتدخين عبر التغليف الملون والمغري والعرض الجذاب لتعليب السجائر، وان معظم البالغين يبدأون التدخين وهم بعمر المراهقة، ونحن نريد ان نوقف هذا الامر"، ويتفق جو بوتشر من مكتب حماية الطفولة الوطني مع هذا الرأي بالقول: "من المهم ان نشجع على بيئة تروج وتحمي الصحة العامة، وقانون التدخين (الاخير) عامل مهم جدا في تطبيق هذا الهدف"، الا ان الخطوة الحكومية ازعجت قطاع صناعة السجائر والتبغ، كما ان تحركا مماثلا في اسكتلندا تأجل بسبب قضية رفعتها شركة "امبريال توباكو" امام القضاء ضد القرار، وقال متحدث باسم مجلس التبغ البريطاني الامريكي: "نعتقد ان اخفاء منتجات التبغ تحت الادراج او وراء ستائر لن يمنع الناس من ترك التدخين، ومن ضمنهم الشباب".

واضاف: "لا يوجد دليل مقنع يبرهن على ان المنع مبرر"، موضحا ان ذلك سيشجع على التجارة غير المشروعة لمنتجات التبغ، ويذكر ان بلدانا اخرى اصدرت قرارات مشابهة، مثل كندا وآيسلندا وفنلند، وقال البروفيسور ديفي هاموند من جامعة ووترلو في اونتاريو بكندا ان المنع ادى الى تقلص اعداد المدخنين في كندا، وعلى الاخص من الشباب، واضاف ان اكثر معدلات تقلص التدخين كانت في الولايات التي امتدت فيها المنع اطول من غيره، ويرى ان هذا يتوافق مع فكرة ان سحب شيء من السوق تستدعي ان المنتج المسحوب يحتاج الى وقت حتى يتم نسيانه من قبل المستهلك.

سامسونغ تحرم المدخنين من الترقية

الى ذلك وضمن مساعيها الرامية للحث على الإقلاع عن التدخين، قرّرت شركة "سامسونغ" الكورية فرض بعض العقوبات على موظفيها المدخنين لاسيما في مجال حصولهم على الترقية مستقبل، ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن مصدر في القطاع الصناعي، أن "سامسونغ" أرسلت إلى موظفيها في صناعة قطع الغيار رسالة عبر البريد الإلكتروني تشير فيها إلى أن المدخنين سوف يتعرضون لبعض الإجراءات غير العادلة عند ترقيتهم إلى درجة المدير أو توظيفهم بالخارج واختيار خبراء للأقاليم، وقال مسؤول في الشركة "لم نعلن عن ذلك بصورة رسمية، إلا أنه يمكن أن تكون هناك صعوبة في ترقية المدخنين إلى مستوى المدير"، كما أقرت الشركة استلام تعهدات من جميع الموظفين في صناعة قطع الغيار وإجراء الفحص الطبي على مدراء الأقسام والمدراء العموميين للتأكد من عدم تدخينهم، وقال المسؤول إن القرار يقتصر على العاملين في صناعة قطع الغيار حالياً، إلا أنه من المحتمل أن يتوسع ليشمل قطاعات أخرى وصولا إلى جميع أقسام الشركة ضمن مساعي الشركة الإيجابية لتعزيز حملة وقف التدخين بهدف تحسين الوضع الصحي للموظفين وتهيئة ظروف العمل الأفضل. بحسب يونايتد برس.

مضاعفة ضريبة التبغ

من جانبها نقلت صحيفة الخليج تايمز الاماراتية عن سعيد المروشد مدير عام هيئة صحة دبي قوله ان الامارة تعتزم مضاعفة الضريبة على التبغ الى 200 بالمئة بحلول أغسطس اب المقبل، وقال المروشد "سنفرض الضريبة على التبغ بحلول أغسطس بالتعاون مع بلدية دبي"، وكان يتحدث على هامش مؤتمر عن طب القلب في دبي، وتحصل السلطات -التي تأمل بان تؤدي زيادة الضرائب على التبغ الى تقليل التدخين والحد من امراض القلب- ضريبة 100 بالمئة على التبغ، ويبلغ سعر علبة السجائر من الانواع العالمية سبعة دراهم ( 1.91 دولار)، وتمثل الضريبة الحالية نحو واحد بالمئة من اجمالي الدخل السنوي لدبي المقدر بحوالي 30.4 مليار درهم في 2012. وتعتمد ميزانية الحكومة على الرسوم والضرائب والجمارك في الحصول على نحو 85 بالمئة من اجمالي ايراداته، وقال مسؤول حكومي ان الضريبة الجديدة على التبغ يجب ان تطبق في جميع الامارات السبع التي تتألف منها دولة الامارات الاتحادية لمنع الاختلافات في الاسعار من امارة الي اخرى. ولم يتسن على الفور الاتصال بوزارة المالية الاتحادية للحصول على تعقيب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31/آيار/2012 - 9/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م