البحرين تنازع موت النظام تدريجيا

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يستمر ابناء الشعب البحريني في انتفاضته السلمية ضد النظام الفاسد هناك دون الالتفات الى حجم المؤامرة الخليجية والدولية التي تحاك ضده، حيث استطاع المحتجون ديمومة حراكهم بشكل منقطع النظير بالرغم من الحصار السياسي والعسكري والاعلامي المضروب حول ثورتهم.

فيما تسعى السلطات الى بخس التضحيات التي بذلت في سبيل الاصلاح عبر عروض ومبادرات رخيصة تطلقها بين الفينة والاخرى، على أمل استمالة الشعب ودرء مخاطر مصيرها الذي بات محتوما بالنفي او السجن، سيما ان الاصرار بدا حاضرا في نفوس اغلب شرائح المجتمع البحريني الرافض للتسلط والفساد، وفشل سياسة التصعيد والقمع الحكومي في انهاء الانتفاضة.

الافراج بكفالة عن نبيل رجب

فقد افرجت محكمة بحرينية بكفالة عن الناشط الحقوقي البحريني نبيل رجب الذي يواجه اتهامات في ثلاث قضايا تتضمن التجمهر غير المشروع والاساءة للسلطات عبر تويتر، بحسبما افاد محاميه. وقال المحامي محمد الجشي "لقد افرج للتو عن (نبيل رجب) بكفالة قدرها 300 دينار" (800 دولار). وبحسب الجشي، طلب الدفاع ضم القضايا الثلاث في قضية واحدة. وعينت المحكمة الجلسة المقبلة في 17 حزيران/يونيو.

وكان نبيل رجب الذي يرأس مركز البحرين لحقوق الانسان اعتقل في الخامس من ايار/مايو. وسبق ان قرر القضاء في وقت سابق هذا الشهر تخلية سبيل رجب بكفالة في قضية اهانة الحكومة على موقع تويتر، لكنه ابقى على اعتقاله في قضية التجمهر غير المشروع. ويدافع نبيل رجب ومركزه عن الاحتجاجات المطالبة بالتغيير والتي يقودها الشيعة الذين يشكلون اغلبية السكان في المملكة.

فيما قالت والدة زينب الخواجة ابنة المعارض البحريني المسجون عبد الهادي الخواجة ان محكمة قضت بسجن ابنتها لمدة شهر لمحاولتها تنظيم احتجاج مناهض للحكومة. وتشهد البحرين اضطرابات منذ اندلاع حركة الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية العام الماضي.

وألقي القبض على زينب الخواجة قبل نحو شهر لمحاولتها تنظيم احتجاج في العاصمة المنامة خلال سباق فورمولا1 الذي استضافته البحرين. وحكم على زينب ابنة المعارض البارز الذي بدأ إضرابا عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة اشهر بغرامة قدرها 200 دينار (530 دولارا) يوم الاثنين في تهمة منفصلة تتعلق باهانة موظف حكومي. بحسب رويترز.

وقالت خديجة الموسوي والدة زينب انه كان من المفترض ان يفرج عن ابنتها لانها قضت مدة العقوبة بالفعل. وأضافت ان ابنتها رفضت دفع الغرامة وان القاضي قال انها ستبقى في السجن لمدة 40 يوما أخرى اذا لم تدفعها.

وقالت انها زارت زينب في السجن وانها مضربة عن الطعام منذ يوم الاحد دعما لناشطة أخرى مسجونة هي معصومة السيد التي دخلت هي الأخرى في إضراب عن الطعام. وأضافت خديجة ان ابنتها نقلت إلى المستشفى اربع مرات منذ يوم الاحد لانخفاض السكر في دمها وانها بدت منهكة.

ورفض حكام البحرين السنة دعوات المحتجين الذين يقودهم الشيعة إلى انتخاب الحكومة. وتزايد العنف خلال الاشهر الاخيرة حيث يشتبك المحتجون مع قوات مكافحة الشغب بشكل شبه يومي.

وتقول السلطات ان المعارضة تتلقى دعما وتشجيعا من ايران وتعهدت باتباع سياسة اشد صرامة تجاه الاحتجاجات مع توقف المحادثات مع المعارضة.

الحكم بالسجن 15 عاما

كما قضت محكمة بحرينية بسجن ستة بحرينيين شيعة 15 عاما بتهمة الانضمام ل"خلية ارهابية" وبرأت اثنين آخرين، بحسبما افاد مصدر قضائي. وذكر المصدر ان الخلية "كانت تستهدف تنفيذ عمليات ارهابية مسلحة في البحرين" بحسب الحكم.

وابلغ محامون وكالة فرانس برس انه بعد تلاوة القاضي للحكم خلال جلسة المحكمة هتف المحكومون "النصر قريب". وتشمل القضية ثمانية متهمين، اثنان منهم خارج البحرين وواحد هارب، فيما تم توقيف المتبقين في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في قطر.

وذكرت السلطات حينها انه تم العثور في سيارتهم على بعض المستندات والأوراق وجهاز حاسوب، "تضمنت معلومات ذات أهمية أمنية وتفاصيل عن بعض المنشآت والجهات الحيوية وحجوزات طيران إلى سوريا"، كما تم العثور معهم على مبالغ بالدولار الاميركي والتومان الايراني.

وكانت وزارة الداخلية البحرينية اعلنت عن ان التحقيقات مع المتهمين الذين تم القبض عليهم، افضت الى انهم "كانوا يسعون الى استهداف شخصيات، فضلا عن استهداف منشات حيوية، من خلال تفجير جسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالسعودية، ومبنى وزارة الداخلية البحرينية، والسفارة السعودية في المنامة".

تعذيب صحافية في قناة فرانس 24

في حين حدد القضاء في البحرين يوم السادس من حزيران/يونيو موعدا لبدء محاكمة شرطية متهمة بتعذيب صحافية بحرينية تعمل في قناة تلفزيون "فرانس 24". وفي بيان اوضحت النيابة العامة البحرينية انها احالت شرطية امام محكمة ستعقد اولى جلساتها في السادس من حزيران/يونيو. وسبق ان اعلنت محكمة ابتدائية عدم صلاحيتها للنظر في الدعوى، واحالت الملف الى النيابة العامة. وستنظر المحكمة الجنائية الكبرى في البحرين في القضية.

والشرطية ملاحقة لانها اقدمت على ضرب الصحافية نزيهة سعيد فيما كانت تغطي التظاهرات الشيعية المطالبة باصلاحات سياسية في المملكة حيث الاكثرية من الشيعة. وتعود احداث القضية الى ايار/مايو 2011 عندما استدعت الشرطة الصحافية لاستجوابها حول علاقاتها مع تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني. واكدت منظمة مراسلون بلا حدود ان شرطية اقدمت على ضرب الصحافية وتوجيه الشتائم والاهانات اليها لفترة طويلة من الوقت.

يوم الحرية الدينية!!!

من جهة أخرى اعلنت سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة عقيلة ملك البحرين لدى افتتاح مؤتمر "سعفة الحرية" في باريس ان "التسامح الديني حق يجب تكريسه في العالم". وكانت الاميرة، رئيسة المجلس الاعلى للمرأة، ضيفة الشرف في هذه التظاهرة الداعمة للحرية الدينية التي تنظمها للسنة الثانية على التوالي هيئة "مساعدة للكنيسة المأزومة" وهي منظمة تدعم المسيحيين المضطهدين.

وقالت عقيلة ملك البحرين "يستطيع كل بحريني ان يمارس دينه بحرية سواء كان مسلما او مسيحيا او هندوسيا او يهوديا في اماكن عبادة تليق بهذا الاسم. نحن فخورون بصفتنا بحرينيين بتمسكنا العميق بهذه الحرية". ويضمن دستور مملكة البحرين التي اعلنت في 2002 الحرية الدينية وحرية العبادة. وعلى الصعيد السياسي.

عرب سات

الى ذلك أعلنت المنامة عن وقف بث الباقة البحرينية على المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عرب سات"، اعتباراً من أول يونيو/ حزيران المقبل، في خطوة وصفها البعض بأنها "عقابية"، على خلفية الصراع بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية من جانب، وإيران من جانب آخر.

وذكرت هيئة شؤون الإعلام، أن قرارها يأتي احتجاجاً على عدم اتخاذ مؤسسة "عرب سات" إجراء رسمي بوقف "تجاوزات القنوات الإيرانية العدائية، عبر القمر العربي، ضد مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وتحريضها على الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار، بما يخالف كافة الاتفاقات والمواثيق العربية والدولية."

واتهمت الهيئة الحكومية البحرينية القنوات الإيرانية باستغلال "عرب سات" في "بث مواد إعلامية مسيئة، تتضمن "التحريض على الطائفية، والكراهية، والعنف، والإرهاب، وإشاعة الأكاذيب، والإساءات بحق القيادات السياسية والمجتمعية في البحرين، والمملكة العربية السعودية."

وأدانت هيئة شؤون الإعلام، في بيان أوردته وكالة أنباء البحرين الرسمية "بنا" ما اعتبرته استغلال القنوات الإيرانية لـ"عرب سات" في بث مواد الهدف منها "تشويه العلاقات الأخوية والودية التاريخية، بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على المستويين الرسمي والشعبي."

وأكدت أن قرارها بوقف بث الباقة البحرينية عبر "عرب سات" جاء بعد خطابات واتصالات متواصلة منذ 20 فبراير/ شباط 2011،  طالبت خلالها هيئة شؤون الإعلام بوقف بث القناة الإيرانية وتجاوزاتها، وقدمت الأدلة على ذلك، إلا أن الجهاز التنفيذي لـ"عرب سات" لم يستجب لهذه الطلبات.

وأشارت هيئة شؤون الإعلام البحرينية إلى أن الجهاز التنفيذي لمؤسسة "عرب سات" قام بإغلاق "قنوات مخالفة" متعلقة بالسحر والشعوذة، كما تم تكليفه من الجمعية العمومية في 18 أبريل/ نيسان الماضي، بمراقبة المحتوى الإعلامي، واتخاذ ما يلزم بوقف الفضائيات المخالفة.

ووصف البيان "التجاوزات" الإعلامية الإيرانية، بأنها تشكل "مخالفة صريحة" لبنود اتفاقية "عرب سات"، وميثاق الشرف الإعلامي العربي، ووثيقة "مبادئ تنظيم البث الفضائي العربي"، مشيراً إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية سبق وأن استنكر تلك "التجاوزات"، في بيان له في 12 مايو/ أيار الجاري.

وكان الدكتور نبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية، قد دعا الحكومة الإيرانية، في وقت سابق من الشهر الجاري، وبحسب الوكالة البحرينية، إلى وقف حملة التصعيد الإعلامي، واحترام مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والسيادية لمملكة البحرين، ودول مجلس التعاون، "حرصاً على أمن واستقرار المنطقة."

واعتبرت هيئة شؤون الإعلام أن "التحريض الإعلامي الإيراني، يمثل انتهاكاً للعهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية"، الذي يحظر أي دعوة إلى الكراهية القومية، أو العنصرية، أو الدينية، تشكل تحريضاً على العداوة أو العنف، ويدعو إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأمن القومي والنظام العام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 30/آيار/2012 - 8/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م