آثار العراق تصارع الذهب الأسود!؟

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يمتلك العراق خزينا آثاريا قلما يوجد مثله في بلدان العالم، خصوصا أنه موطن حضارات بلاد ما بين النهرين القديمة، مثل أكد وسومر وآشور وبابل مروراً بالحقبة الإسلامية في صدر الرسالة وانتهاء بالعثمانية، إلا إن الآلاف من المواقع التي تمثل مهد الحضارة الإنسانية بقيت عبارة عن كثبان رملية، ولم يتم استكشاف ما تحتها حتى الان، وأما الجزء اليسير الذي تم تنقيبه منها فتعرض للنهب والسرقة خلال العقود العجاف التي مرت على العراق، حيث تعرضت الاثار العراقية منذ الاطاحة بالنظام العراقي السابق الى موجة غير مسبوقة من السرقات والتهريب، في حين يمر العراق في الوقت الحالي بحالة صراع بين كنوز الماضي والحاضر والمستقبل المتمثلة بصراع الاثار والنفط، حيث يثير انبوب لنقل النفط يعبر موقع بابل الاثري جنوب بغداد، احتجاجات مسؤولي الاثار في بلاد يتمتع فيها الذهب الأسود بأهمية اكبر من تلك التي تحظى بها اثار تعود الى آلاف السنين.

فيما يسعى العراق لاسترداد ارثه التاريخي والى معاودة التنقيب عن آثاره مجددا، كما هو حال مع الاثار المسيحية في النجف الاشرف التي تنتظر من يجلو عنها غبار الزمن، بعد عقود من وقف البحث التي تسببت به الحروب والأوضاع السياسية، في حين تطمح العديد من الدول والمنظمات نيل فرصة التنقيب الآمن في العراق كما هو الحال مع فرنسا، نظرا لأهمية ذلك تاريخيا وعلميا وسياحيا، إذ يمثل  هذا الإرث التاريخي هوية البلاد.

صراع بين الآثار والنفط

ففي مدينة بابل القديمة التي كانت في وقت من الاوقات مهدا للحدائق المعلقة الخلابة يشق خط لانابيب النفط طريقه وسط القاذورات كاشفا عن معضلة : من ستكون له الاسبقية في الحفاظ على تراث العراق او تطوير ثروته النفطية؟، وستتكشف الاجابة على الارجح بعد عشرات السنين. لكن الاسبقية في الوقت الحالي على ما يبدو للنفط، ويمسك العراق - الذي نشأ في موقع بلاد ما بين النهرين العتيقة التي يقول البعض إنها كانت مهد الكتابة والزراعة والقانون المدون - بمفاتيح كثيرة لتاريخ الحضارة. وتعد الاثار مدعاة للفخار بالنسبة للعراقيين لكنهم يفاخرون ايضا بالثروة التي تعود على بلادهم من النفط، وبذلت مريم عمران موسى التي تدير موقع بابل لصالح الهيئة العامة للاثار والتراث جهدا كبيرا من اجل تغيير مسار خط انابيب بابل لكنها فشلت وتقاضي الان الوزارة، وتصر وزارة النفط على انها تكبدت مشقة العمل بوتيرة بطيئة لكي تحمي الكنور غير المكتشفة وان عملها اقتصر على المنطقة الواقعة بين الاسوار الخارجية والداخلية للموقع، وتتعهد منذ ذلك الحين بنقل مسار الخط بعيدا عن بابل اذا ما وجدت مسارا جديدا وهو تعهد يجد حتى خبراء النفط صعوبة في تصديقه بعد مد خط الانابيب بالفعل، وقالت موسى بينما كانت تقف بجوار خط الانابيب المدفون "النفط والاثار كلاهما ثروة وطنية لكن رأيي هو انه عندما ينفد النفط فستبقى الاثار، "هذا انتهاك للاثار لانه حتى المركبة الثقيلة التي تسير هناك تعتبر خرقا فما بالكم بمد خط للانابيب؟"، ويحول خبراء الاثار حاليا اهتمامهم لمواقع اخرى ويحدوهم الامل في تحديد وحماية ما يصل الى 20 الف موقع قبل ان تدمرها الهيئات الحكومية التي تحاول اعادة بناء اقتصاد دمرته سنوات من الحرب والعقوبات، وجرى اكتشاف نحو 12 الف موقع اثري حتى الان - 700 منها في بغداد وحدها - لكن مسؤولي الاثار يقولون إنها تعرضت لحملات تدمير منتظمة. بحسب رويترز.

ولا يبدي نوري كاظم رئيس هيئة اثار بغداد تفاؤلا ازاء ايلاء الحكومة الاثار الاهتمام الذي تستحقه بالنظر لاولوياتها الاخرى، وقال "مشروعات الحكومة لن تتوقف بل على العكس ستزيد. اتوقع حدوث انتهاكات كثيرة اذا لم تصدر تعليمات من الحكومة تطالب بالتوصل لاتفاق (مع هيئة الاثار) قبل البدء في هذه المشروعات، وتقول وزارة النفط إن مشروعات خطوط الانابيب ضرورية لدعم هدف البلاد كي تصبح قوة نفطية عالمية الى جانب السعودية وروسيا، وفي حين يقول كثير من خبراء النفط ان هذا الهدف طموح اكثر مما ينبغي فمن المتوقع ان يكون العراق اكبر مصدر جديد للنفط في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، ويهدف خط بابل الذي يدخل الخدمة في يونيو حزيران الى استكمال خطين للانابيب الى بغداد حالتهما سيئة نظرا لتقادمهما، وينقل الخط نحو 45 الف برميل من النفط يوميا من البصرة في الجنوب الى العاصمة للاستهلاك المحلي، ويرى عراقيون مثل المحلل النفطي المقيم في بغداد حمزة الجواهري ان على خبراء الاثار ان يولوا اعادة بناء البنية الاساسية المدمرة نفس القدر من الاهمية بالاثار في بلد يحفل بالمواقع الاثرية، وقال الجواهري "اعتقد ان هذه (الحملات) يمكن ان تعرقل التنمية. علاوة على ذلك فإن العراق كله يحتوي على اثار. هل يعني هذا ان نوقف اعادة البناء؟"، وتعتبر كثرة عدد المواقع الاثرية وانتشارها في كل مكان مسألة مثبطة للهمة بالنسبة للاثريين ايضا، وقال قيس حسين رشيد رئيس الهيئة العامة للاثار والتراث إن الهيئة تحتاج الى 17 الف حارس جديد و750 خبيرا للاثار بالاضافة الى "جيش" من القانونيين للحيلولة دون اقامة المشروعات النفطية والاستثمارية الاخرى، وقال رشيد "لدينا آثار في كل قرية وبلدة. هذا يضعنا دائما في موقف الدفاع عندما نواجه الجهل الذي نجده احيانا بين الناس وكذلك المشروعات الاستثمارية، "المواقع الاثرية في العراق تعاني من انواع مختلفة من الانتهاكات بسبب ضعف الحماية ونقص الدعم (من الحكومة) وتراجع هذا القطاع بين اولوليات الدولة، وتقول وزارة النفط إنها طلبت من هيئة الاثار ان تساعدها في خط الانابيب لكنها رفضت، وقال عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط "نحن حريصون تماما على الحفاظ على اثار العراق لكن عندما تنشأ ازمة نفطية فمن سيتحمل المسؤولية؟ هيئة الاثار والتراث؟ هذه مشروعات تصب في المصلحة الوطنية، واعترف كاظم من هيئة اثار بغداد على مضض بأن ثروة البلاد من التراث ربما تكون جزءا من المشكلة، واضاف "احيانا يكون لدى الشخص كثير من القمصان والسراويل لا يعتني بها. وعندما يكون لديه قميص واحد فسيغسله ويكويه بعناية."

متحف عراقي يدفع للمهربين

فلم يجد ثاني أكبر المتاحف العراقية في السليمانية أفضل من الدفع لمهربي القطع الأثرية مقابل استرجاع ما سرق من المتحف خلال السنوات الأخيرة، فالمتحف الواقع في شمال كردستان، اتخذ إجراءات مشددة لإعادة القطع الأثرية إلى مكانها بعد أن تكررت عمليات السرقة، وحول ذلك، قال ستيوارت غيبسون، مدير مشروع متحف السليمانية التابع لليونيسكو: "إن موقف اليونيسكو وجميع المتاحف الدولية يتركز على ضرورة عدم الدفع مقابل استرداد القطع المسروقة، لأن هذا الأمر ببساطة سيشجع على السرقة، وأضاف غيبسون بالقول: "السلطات الكردية اتخذت موقفا صعبا وشجاعا بشراء هذه القطع الأثرية، ولطالما كانت قضية تهريب القطع الأثرية تؤرق العراقيين وخصوصا بعد دخول القوات الأمريكية وانتشار الفوضى في 2003، حين دخل لصوص إلى المتحف الوطني في بغداد وسرقوا قطعا تعود إلى آلاف السنين، أي وقت نشوء حضارة ما بين النهرين، وتشير التقديرات إلى أن نحو 170 ألف قطعة سرقت حينها من المتحف، إلا أن السلطات العراقية تؤكد أن عدد القطع لم يتجاوز الـ15 ألف قطعة، تم إعادة ستة آلاف منها إلى المتحف عند افتتاحه في 2009، ورغم أن هذه الخطوة فتحت باب الجدال بالنسبة لخبراء الآثار، يبدو أن نتائجها كانت جيدة، فإحدى القطع التي تمت إعادتها إلى المتحف هي مخطوطة أثرية عن أساسيات الديمقراطية أعيدت مقابل 600 دولار أمريكي فقط، يقول الدكتور فاروق الراوي، الأستاذ في قسم اللغات والثقافات بالشرق الأوسط بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن: إنها مخطوطة سامرائية كتبت خلال العهد البابلي القديم، أي بين 1800 و 900 قبل الميلاد. بحسب السي ان ان.

ويشير الراوي إلى أن هذه المخطوطة هي الأولى التي تتحدث عن الديمقراطية، وبناء المجتمع المدني، وهي مفارقة طريفة في مجتمع لا زال يتلمس خطاه باحثا عن الديمقراطية والاستقلالية، ورغم الخطوة الفريدة التي اتخذها المتحف، انخفضت بصورة كبيرة ظاهرة تهريب القطع الأثرية في المنطقة ككل، وذلك بسبب زيادة الوعي بشأن مخاطرها والجهود الموحدة التي تبذلها السلطات. إلا أن المؤسسات الدولية تؤكد أن على المجتمع الدولي القيام بالمزيد لوقف هذه الظاهرة، من جهته، يؤكد مدير المتحف هاشم عبد الله أن إقليم كردستان لا زال يحتوي على الكثير من المناطق الأثرية التي لم يتم التنقيب فيها بعد، يذكر أن القانون الكردي يعتبر المناطق الأثرية المكتشفة حديثا مناطق تخضع للحماية الوطنية، إلا أن هذا القانون، كغيره، وفي ظل هذه الظروف، صعب التطبيق.

مساعدة فرنسا

في سياق متصل أبدت فرنسا استعدادها لمساعدة العراق في مجال البحوث والتنقيب عن الاثار وتطوير متاحف البلاد التي شهدت عمليات نهب وسلب بعد الغزو الاميركي للبلاد في عام 2003، وقال دوني غوير السفير الفرنسي في بغداد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير السياحة والاثار العراقي لواء سميسم، "لدى فرنسا تعاون قديم مع العراق في مجال الاثار ونحن بصدد مواصلة وتطوير ذلك"، واضاف "نحن مستعدون لتقديم الكثير في مجال البحوث والتنقيب عن الاثار و تطوير المتاحف او تنظيم المعارض في هذا المجال"، وعقد المؤتمر خلال زيارة قام بها السفير الفرنسي لوزارة الاثار العراقية في بغداد، واشار غوير الى انه "قريبا ستقوم مرشدة من متحف اللوفر متخصصة بشؤون العراق برفقة وفد، بزيارة لتنظيم تعاون طويل الامد مع متحف بغداد فيما يخص اعادة اعمار الكتابات الاثرية"، في اشارة الى المتحف الوطني العراقي، وكشف عن استعدادات لاقامة معرض كبير خاص بالاثار العراقية بمشاركة متحف اللوفر في عام 2014 في فرنسا. بحسب فرانس برس.

بدوره اكد وزير الاثار العراقي على "حاجة العراق الى الخبرات الفرنسية لوجود نقص في الخبرات والكوادر". وأمل "عودة فرق التنقيب الفرنسية للعمل في المواقع الاثرية في البلاد"، وتحدث السفير الفرنسي عن وجود فرق تنقيب فرنسية بعضها تموله وزارة الخارجية الفرنسية، تعمل في ثلاث مواقع اثرية في اقليم كردستان الشمالي، واكد غوير ان هذه الفرق "موجودة حاليا في كردستان (فقط) لاسباب امنية ونتمنى ان تكون هناك اعمال تنقيب في الفترة القادمة في بقية مناطق العراق"، بدوره، اعرب الوزير العراقي عن امله بان تحذو بعثات التنقيب الفرنسية الموجودة في كردستان حذو البعثات الايطالية التي تعمل في الجنوب وان يقوم تعاون كبير في مع فرنسا في مجال الاثار"، وتضم أرض العراق آثارا من الحضارات القديمة والحديثة التي تعاقبت عليه، بدءا من الاكادية والسومرية والاشورية والبابلية مرورا بالفارسية والبيزنطية وانتهاء بالاسلامية وخصوصا العباسية والعثمانية، وفي السنوات التي اعقبت اجتياح العراق عام 2003، فقدت المتاحف العراقية حوالى 15 الف قطعة اثرية، تمت اعادة حوالى ستة الاف منها حتى الان، وقد اعلنت وزارة السياحة والاثار مطلع نيسان/ابريل 2009 العثور على اربعة الاف قطعة اثرية خلال 2007 و2008 تعود الى حقبات زمنية مختلفة في 19 موقعا في محافظات كربلاء وميسان والسماوة وبابل (جنوب) والانبار (غرب) وصلاح الدين (شمال)".

الاثار المسيحية

الى ذلك ما زالت الاثار المسيحية التي تزخر بها محافظة النجف، تنتظر من يجلو عنها غبار الزمن ويعيدها الى الوجود، لتروي تاريخ مكان شكل في حقبة ماضية بوابة دخول المسيحية الى العراق، على بعد امتار من مدرج مطار النجف (150 كيلومترا جنوب بغداد)، تشهد ثلاثة مواقع اثرية جرى اكتشافها في الاعوام الخمسة الماضية، على الكنوز التاريخية التي تختزنها هذه الارض وتعود الى حقبة المناذرة، وتضم هذه المواقع الاسس التي قامت عليها اديرة هي عبارة عن منازل كبيرة مكونة من عشرات الغرف، بالاضافة الى قاعات للدراسة وغرف منامة وغرف للتخزين كان يستخدمها الرهبان، ويقول شاكر عبد الزهرة جباري مسؤول التنقيبات التي اجريت في الاعوام 2007 و2009 و2010 ان "لهذه المنطقة التي تسمى بالحيرة اهمية تاريخية جدا كونها غنية بالاثار التي تشمل خصوصا أطلال الكنائس والاديرة والقصور"، ويضيف وهو يشير الى المواقع الثلاثة ان "الاثار هنا مهملة منذ حوالى عام ولا تحظى بالاهتمام (...) على الرغم من ان عددا كبيرا من الدول الغربية مهتمة بتاريخ الحيرة باعتبارها البوابة الرئيسية التي دخلت منها المسيحية الى العراق"، ومنطقة الحيرة كانت مملكة لسلالة المناذرة بين القرنين الرابع والسابع (310-628 ميلادي)، وقد دخلتها المسيحية عام 410 ميلادي، ليصل اليها النساطرة (الاشوريون) واليعاقبة (السريان) في القرن السادس الميلادي، والحيرة كانت ارضا مشهورة بخصبتها ومناخها، وايضا بقصورها الكبيرة وبينها قصر عون العبادي الذي كان ينزل فيه كبار الضيوف من امثال هارون الرشيد، واديرتها العديدة مثل دير اللج ودير هند الصغرى، ويقول الاستاذ في جامعة الكوفة يحي كاظم السلطاني ان "المسيحيين عاشوا منذ حقبة طويلة من الزمن في منطقة الحيرة حيث كانوا يشكلون نحو ثلث سكان المدينة، واشهرهم قبائل ال العباد"، ويضيف مؤلف كتاب "اطباء الكوفة" ان "الحيرة امتازت بعدد غير قليل من الكنائس اقيمت بغرض العيش بها وممارسة مختلف الانشطة العلمية والثقافية فيها"، مشيرا الى ان سكانها اشتهروا خصوصا بالتفوق الطبي، ويلفت السلطاني الى ان الحيرة التي تمتد من مدينة النجف الى منطقة تبعد حوالى 17 كيلومترا جنوبا "بقيت زاخرة بقصورها العامرة وكنائسها الكبيرة ومدنيتها الراقية إلى حين خضوعها لقوات خالد بن الوليد التي دخلتها فاتحة وذلك في سنة 633، وبقي اهلها على دين النصرانية"، وعلى الرغم من اهمية الحيرة التاريخية والاثرية، الا انها لم تلق الاهتمام الذي يليق بها على صعيد التنقيب، ويقول جباري ان "كل ما حدث فيها من اعمال تنقيب كانت من قبل جامعة اوكسفورد في ثلاثينات القرن الماضي، وبعد ذلك جرت اعمال تنقيب على ايدي دائرة الاثار في الأعوام 1938 و1956 و1957 حيث اكتشف قصر الخورنق" وقد بناه الملك النعمان الاول (582-609 ميلادي) الذي يروى عنه انه نشر المسيحية في انحاء العراق. بحسب فرانس برس.

ويضيف جباري الذي يحمل شهادة في علم الاثار، ان اعمال التنقيب عادت الى المنطقة "عام 2007 بسبب توسيع المطار حيث اكتشفت حينها اولى المواقع الثلاث، وقد عملنا على انقاذها من عملية التوسيع"، ويوضح "تم الحفر في هذا الموقع على شكل مربعات، عشرة بعشرة امتار في مساحة تبلغ خمسين مترا بستين مترا، وجرى اكتشاف الغرف واحدة تلو الاخرى حتى ظهرت جميع اسس الابنية المصنوعة من الطين"، وعثر المنقبون خلال فترة عملهم على "العديد من الصلبان المعلقة على الجدران (...) وفي احدى الساحات عثر على قطعة من الرخام الشمعي كتب عليها +بركة من الله+ و+غفر الله لعبد المسيح+"، بحسب ما يقول الجباري، وكانت دائرة اثار النجف اعلنت عام 2009 العثور على 2100 قطعة اثرية في مناطق متفرقة من محافظة النجف، بينها عملات معدنية وقطع من الفخار، كما عثرت ايضا على عدد من الابنية التي تعود الى دولة المناذرة، ويقول جباري ان اعمال التنقيب "توقفت قبل حوالى عام بسبب انتهاء الفترة التي حددت للمشروع، بالإضافة إلى صرف ميزانيته كلها التي لم تشمل اعمال الصيانة"، ويخشى جباري ان يؤدي الاهمال الذي تعاني منه هذه الاثار الى "تدميرها"، في دعوة لانقاذها يوجهها الى المسؤولين المعنيين، ومن جهته يقول راعي خورنة مار يوسف في بغداد الاب سعد سيروب حنا ان "التنقيب توقف خلال فترة الحصار، وايضا بسبب النبرة الاسلامية التي كانت تعتمدها السلطات في تلك الفترة لتحديد وتحجيم دور المسيحيين"، ويتابع "اليوم نشجع دائرة الاثار (الحكومية) على الاهتمام بهذا الموضوع لتبيان حقيقة جذرونا وتاريخنا، ولو كان بايدي عراقية او اجنبية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/آيار/2012 - 7/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م