نووي ايران... من بغداد الى موسكو

عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: من بغداد الى موسكو رحلت قضايا النقاش بشأن الملف النووي الايراني من دون الوصول الى نتائج مرضية بين الطرفين بهذا الخصوص بسبب التشكيك بالنوايا المعلنة لكن وبرغم من كل ذلك لايزال التفاؤل لدى بعض الدول التي تسعى الى حلحلة النزاع بشكل ودي معتمدين بذلك على بعض النقاط المشتركة والتقدم المهم الذي شهدته المباحثات السابقة، ويرى بعض المراقبين ان ايران تسعى الى تقديم بعض التنازلات المهمة وبشكل غير مباشر لكنها في الوقت ذاته تود الحصول ايضا على بعض الضمانات مستخدمة بذلك مبدأ المقايضة وعدم الرضوخ لإملاءات القوى الغربية.

وفي هذا الشأن اتفقت ايران والقوى الكبرى على الاجتماع مجددا الشهر القادم لمحاولة تخفيف حدة الازمة الطويلة بسبب البرنامج النووي الايراني على الرغم من عدم تحقيق تقدم يذكر في المحادثات التي استضافتها بغداد لحل النقاط الرئيسية المعلقة في نزاعهما. ويأتي في قلب هذا النزاع اصرار طهران على تخصيب اليورانيوم وعلى رفع العقوبات الاقتصادية عنها قبل ان توقف انشطتها النووية التي من الممكن ان تقود إلى امتلاكها القدرة على صنع سلاح نووي.

وتصر القوى الغربية على ضرورة ان توقف ايران اولا عمليات تخصيب اليورانيوم إلى درجة مرتفعة قبل الحديث عن رفع العقوبات. لكن كلا من الجانبين لديه اسباب قوية لعدم التخلي عن سبيل الدبلوماسية. وتريد القوى الكبرى تفادي خطر وقوع حرب جديدة في الشرق الاوسط وهو الخطر الذي اثارته تهديدات اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لايران بينما تريد طهران تفادي الحظر الغربي الوشيك على صادراتها النفطية.

وبعد ان امتدت المناقشات في بغداد إلى ساعة متأخرة من يوم ثان لم يكن مقررا يوم الخميس بين مبعوثين من ايران والقوى الست الكبرى قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ان من الواضح ان الجانبين يريدان إحراز تقدم ويتفقان بشأن بعض الأمور لكن بينهما أيضا خلافات مهمة. وقالت في مؤتمر صحفي في بغداد "سنواصل الاتصالات المكثفة مع الجانب الايراني للتحضير لاجتماع آخر في موسكو."

والاجتماع القادم هو الثالث في احدث جولة من المحادثات التي بدأت في اسطنبول الشهر الماضي بعد توقف للجهود الدبلوماسية استمر 15 شهرا وسوف يعقد في موسكو يومي 18 و19 يونيو حزيران. وتقود اشتون المفاوضات من جانب القوى الكبرى التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى المانيا.

وقال سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين وممثل القائد الايراني علي خامنئي "المحادثات كانت مكثفة وطويلة ... كانت مفصلة لكنها لم تحسم." واضاف جليلي "كان المناخ في هذه المحادثات إيجابيا للجانبين للحديث عن قضاياهما بشكل واضح. "نعتقد ان نتيجة هذه المحادثات اننا تمكنا اكثر من معرفة وجهات نظر بعضنا وبشكل افضل."

وعلى الرغم من عدم تحقق اي تقدم حقيقي يذكر وافق الجانبان على مواصلة المحادثات وهو ما يعد في حد ذاته علامة على حدوث تقدم وذلك بعد اكثر من عام من توقف المحادثات قبل استئنافها مرة أخرى في ابريل نيسان. وتريد القوى العالمية خطوات عملية من ايران لتبديد بواعث القلق بشأن برنامجها النووي. وأكثر ما يقلق الغرب هو قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم لمستوى نقاء 20 في المئة لأنه يعني التغلب على العقبات الفنية التي تحول دون الوصول الى تخصيب بدرجة نقاء 90 في المئة المستخدمة في صنع القنابل. وتقول ايران انها لن تتجاوز نسبة تخصيب 20 في المئة وان المادة ستحول الى وقود لمفاعل ابحاث. بحسب رويترز.

وأضافت اشتون "ايران أعلنت استعدادها للتعامل مع قضية التخصيب الى مستوى 20 بالمئة ضمن خطتها المكونة من خمس نقاط بما في ذلك تأكيدها على اعترافنا بحقهم في التخصيب."

وتقول ايران إنها لن تخصب اليورانيوم لدرجة أعلى من 20 في المئة وإنها ستحول اليورانيوم المخصب إلى وقود لمفاعلها البحثي. وقال مسؤول أمريكي كبير رفض الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع "لم نتوقع أبدا التوصل إلى ذلك الاتفاق (بشأن التخصيب إلى مستوى 20 بالمئة) هنا في بغداد." لكنه اضاف "هناك اتفاق على معالجة كافة أوجه مسألة التخصيب لنسبة 20 في المئة كما طرحناها على الطاولة".

اجتماع موسكو

في السياق ذاته عبرت روسيا عن املها في ان يشكل اجتماع موسكو حول الملف النووي الايراني خطوة جديدة نحو "تفاهم" اكبر بين القوى الكبرى وايران بعد المحادثات "البناءة" التي جرت في بغداد ورغم وجود "خلافات كبيرة". وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي تراس الوفد الروسي خلال اجتماع بغداد "في كل لقاء نوسع نطاق العمل بهدف التوصل الى تفاهم متبادل ونامل في ان تكون الجولة المرتقبة في موسكو الخطوة المقبلة في هذا الاتجاه".

واكد ايضا ارتياح روسيا حيال تعاونها مع القوى الاخرى التي تتفاوض مع ايران لا سيما الولايات المتحدة. وكانت وزارة الخارجية الروسية اكدت ان محادثات بغداد حول الملف النووي الايراني كانت "بناءة" وذلك رغم وجود "خلافات كبيرة". واضافت الوزارة في بيان ان "جولة (المباحثات) تمت في جو بناء وجدي وعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة في المقاربات، الا انه تبين ان الجانبين مستعدان للعمل جديا من اجل التوصل الى حل يقبل به الجميع". وذكرت الوزارة في البيان ان الاطراف اتفقوا على عقد اجتماع جديد في موسكو يومي 18 و19 حزيران/يونيو.

وتابع بيان الوزارة ان "ايران اعربت عن استعدادها لمواصلة المباحثات حول اشكالية التخصيب بنسبة 20% وغيرها من المسائل التي تهم ايران خصوصا الاعتراف بحقها في التخصيب".

وسبق الاجتماع في بغداد، زيارة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو الى طهران، الذي اعلن "موافقته" المبدئية على الاجراءات التي تهدف الى ازالة الغموض عن طبيعة البرنامج النووي الايراني والتي من المفترض ان يتم التوقيع عليها "قريبا". بحسب فرنس برس.

واعتبرت واشنطن الاعلان "خطوة نحو الامام"، لكنها حذرت من انها ستحكم على "ايران بناء على افعالها". وتسعى مجموعة 5+1 الى الحصول على "ضمانات" من ايران بانها لن تسعى الى تصنيع قنبلة ذرية كما تشتبه بذلك بعض الدول الغربية واسرائيل. من جهتها، تامل طهران خصوصا ان يتم رفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الامم المتحدة والدول الغربية.

الصحافة الايرانية متشائمة

من جهة اخرى علقت الصحافة الايرانية ببرود على مباحثات بغداد بين ايران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي الايراني وعكست العديد من العناوين شكوكا بشان نتيجة عملية التفاوض الجارية متهمة الغربيين بالرغبة في افشالها. بل ان صحيفة كيهان المتشددة وصلت الى حد المطالبة في افتتاحية نشرتها بالصفحة الاولى الى "وقف المباحثات".

ولم تؤد مباحثات استمرت يومين ببغداد بين ايران والقوى الست الى اي نتيجة ملموسة باستثناء الاعلان عن اجتماع جديد بموسكو. وتوقعت الصحيفة "ان لا تؤدي مباحثات موسكو الى اي شيء" معتبرة ان مباحثات بغداد اظهرت ان القوى الست لا تريد "الاستمرار في التفاوض الا لأجل السيطرة على سعر النفط والانتخابات الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر" و"تعويض تراجع نفوذهم في العالم العربي". واكد مدير الصحيفة حسين شريعة مداري "ان وجودنا في موسكو لن يؤدي الا الى مساعدة اعدائنا".

ونددت صحيفة جمهوري اسلامي المتشددة ايضا ب "المفاوضات غير المجدية في بغداد" متهمة القوى الكبرى بتعطيلها من خلال تبنيهم "اشتراطات النظام الصهيوني" بشان تقليص البرنامج النووي الايراني. واكدت "ان المفاوضات بين ايران والقوى الست لن تخرج من عنق الزجاجة الا اذا حرر الغربيون انفسهم من قبضة" اسرائيل. بحسب فرنس برس.

اما صحيفة ايران الحكومية فقد رات ان الغربيين لا يسعون "الى الحل للمشاكل المعقدة" التي طرحت خلال المفاوضات. وحذرت ضمنا الايرانيين من اي امل في ان تؤدي المباحثات الى تخفيف العقوبات الغربية التي تضغط على الاقتصاد الايراني وقالت "الحياة مستمرة في ايران" رغم فشل اجتماع بغداد. وحتى صحيفة اعتماد الاصلاحية فقد عبرت عن خيبة الامل وكتبت "ان الحد الادنى الذي تتوقعه ايران هو ان يزول شبح التهديدات والعقوبات" وطلبت من القوى الست ان تكون اكثر "بناءة".

واتهمت إيران القوى العالمية الكبرى بخلق "مناخ صعب" يعوق المحادثات بشأن برنامجها للطاقة النووية مما يشير إلى حجر عثرة في طريق المساعي الدبلوماسية الرامية لتخفيف أزمة بسبب مخاوف من جهود إيرانية سرية لصنع قنابل نووية. و لمحت ايران إلى أنها تريد إعفاء فوريا من العقوبات الاقتصادية في إطار أي اتفاق لمنع تخصيب اليورانيوم إلى درجة أعلى وهي خطوة نحو صنع الأسلحة النووية في حين تصر القوى الغربية على أن طهران يجب أن توقف هذه الأنشطة أولا. وقالت وسائل إعلام إيرانية مقربة من وفد طهران إنها تصر على مبدأ التنازل "المتبادل" الذي قالوا إن القوى العالمية وعدت به في المحادثات التمهيدية في اسطنبول الشهر الماضي.

وقالت وكالة أنباء الطلبة "يعتقد دبلوماسيون إيرانيون مقربون من المفاوضات أن منهج (القوى) في اسطنبول كان اكثر إيجابية وتشجيعا مما هو في بغداد." وأضافت "لم يتضح بعد ما إذا كانت إيران مستعدة لمواصلة التفاوض في ظل الشروط المبهمة التي يتبعها الغرب في الجولة الجديدة من المحادثات."

وأبدت واشنطن أملا حذرا في أن تتحاور إيران مع القوى الكبرى أخيرا بشأن طرق تفصيلية وشفافة لأثبات أن أنشطتها النووية ستكون للأغراض السلمية فقط وذلك بعد سنوات من السرية والمراوغة مع محققي الأمم المتحدة. وقال مسؤول أمريكي رفيع في وقت سابق إن القوى الست طرحت خلال المفاوضات مبادرات محددة لتخفيف ضغط العقوبات في إطار عملية لبناء الثقة تنفذ خطوة بخطوة.

وقال دبلوماسي غربي إن أحد عناصر العرض المقدم هو تخفيف القيود المفروضة على تصدير أجزاء الطائرات إلى إيران وهي خطوة متواضعة نسبيا من غير المرجح أن تخفف الأزمة الأوسع نطاقا. وبعد الانتقادات الإيرانية قال دبلوماسي آخر خلال المحادثات إن القوى الست وهي لم تتراجع بخصوص أي شئ. وتابع "من خلال الحضور إلى بغداد وطرح مجموعة اقتراحات تتطلع إلى المستقبل على مائدة المفاوضات فإننا بذلك نتصرف بشكل استباقي ونتحاور ونبني على ما تم في اسطنبول. أي مفاوضات في قضية مثل هذه لن تكون أبدا بسيطة لكن من السابق لأونه إعطاء تقييم بشأن كيفية تطور الاوضاع." بحسب رويترز.

وأدى تزايد التوتر إلى رفع أسعار النفط العالمية في الوقت الذي شدد فيه الغرب العقوبات لمنع استيراد الخام الإيراني وزادت احتمالات نشوب صراع بالشرق الأوسط بسب ضربات اسرائيلية محتملة تستهدف منشآت إيران النووية المحصنة. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن سعيد جليلي كبير المفاوضين الإيرانيين قدم اقتراحات من خمس نقاط تشمل مجموعة كبيرة من القضايا النووية وغير النووية. لكن دبلوماسيا غربيا قال "لسنا متأكدين تماما من ماهية هذه النقاط الخمس. نحاول سبر أغوارها. لا تتضمن تفاصيل." وقال المسؤول الأمريكي إن الحوار كشف عن "قدر لا بأس به من الخلاف لكن ما زال يتعين علينا الاتفاق بشأن الخطوات التالية اللازمة."

اسرائيل تشكك

الى جانب ذلك عبرت إسرائيل عن شكوكها بشأن اتفاق مُرتقب بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران مُشيرة الى ان هدف طهران كان التملص من العقوبات وليس تقديم تنازلات حقيقية قبل محادثات نووية أشمل مع القوى العالمية. وقال وزير الدفاع المدني ماتان فيلنائي لراديو اسرائيل "أثبتت إيران على مر السنين افتقارها إلى المصداقية وكذبها ... ولذلك علينا ان نشك فيهم طوال الوقت ونفحص الاتفاق الذي يجري إعداده."

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان "يبدو ان الايرانيين يحاولون الوصول الى ..اتفاق فني .. يخلق الانطباع بتحقيق تقدم في المحادثات من اجل تخفيف بعض الضغوط وتأجيل تشديد العقوبات." وردا على سؤال بشأن ما اذا كان العمل العسكري ضد ايران والذي طالما لمحت اليه اسرائيل لا يزال احتمالا قائما في ظل التقدم الذي يبدو ان المسار الدبلوماسي يحققه قال فيلنائي "كل شيء مطروح على الطاولة."

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه "على الدول الرئيسية في العالم إظهار القوة والوضوح وليس الضعف" في تعاملاتها مع ايران. ويطالب نتنياهو بأن توقف ايران كافة انشطة تخصيب اليورانيوم وتتخلص من اليورانيوم المخصب وتفكك منشأتها النووية المحصنة تحت الارض بالقرب من مدينة قم.

وتشعر اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها الدولة الوحيدة بالشرق الاوسط التي تملك ترسانة ذرية بالتهديد من احتمال ان تمتلك ايران سلاحا نوويا ولمحت الى انها قد تشن حربا وقائية ضدها. وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم لاغراض مدنية فقط. بحسب رويترز.

وتكهن عاموس جلعاد المسؤول الدفاعي الكبير في اسرائيل بان تتبنى ايران نهجا تصالحيا دون ان تتخلى عن هدفها بان تصبح قوة نووية. وقال لراديو الجيش "سيرغبون في اظهار ما يبدو انها مرونة ما دام ذلك لا يؤثر على اتجاههم الاستراتيجي مما يعني انهم سيكونون قادرين على تصنيع اسلحة نووية اذا اتخذ هذا القرار." واضاف "لديهم اليوم ما يكفي من اليورانيوم .. المواد الخام .. لصنع القنبلة. لديهم الصواريخ القادرة على حملها ولديهم المعرفة اللازمة لتسليح صاروخ برأس نووي." وتابع قائلا "لم يقرروا بعد فعل هذا لانهم قلقون من رد الفعل."

مقترحات و خطوط حمراء

في اجتماع بغداد قدمت كل من مجموعة القوى الست وايران مقترحات للتقدم باتجاه تسوية للملف النووي الايراني، لكنهما شددا ايضا على "خطوط حمراء"، بحسب ما افادت مصادر دبلوماسية غربية. وبعد يومين من المفاوضات اتفق الجانبان على الالتقاء مجددا يومي 18 و19 حزيران/يونيو بموسكو.

مقترحات القوى الست:

بعد ان ظلت منذ بداية العام تؤكد ان الكرة في ملعب ايران، اعدت القوى الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين والمانيا) عرضا قدم للايرانيين في مستهل اجتماع بغداد. ويقوم العرض على:

- طلب تعليق كافة الانشطة في موقع قم النووي.

- وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة.

- نقل مخزون اليورانيوم الايراني المخصب بنسبة 20 بالمئة خارج البلاد (حوالي 140 كلغ)

- تزويد ايران "فورا" (وهو امر جديد بالنسبة للعروض السابقة) بالوقود لمفاعل البحث في طهران وتوفير نظائر طبية.

- اطلاق تعاون في مجال الطب النووي من جهة ومن جهة اخرى اجراء دراسة بشان بناء مفاعل ابحاث جديد وايضا التعاون في مجال الامن النووي والصهر النووي.

- التعهد بعدم تبني قرار جديد في الامم المتحدة يدين الاشتباه بكون ايران تريد حيازة اسلحة دمار شامل (فرنسا لينت موقفها بهذا الشأن).

- تعهد الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات التي تفرضها على الطيران المدني الايراني.

مقترحات ايران:

ردت ايران على هذه المقترحات بتقديم خمسة مطالب، بحسب المصادر ذاتها :

- طلب الاعتراف بحق ايران غير المشروط في تخصيب اليورانيوم.

- الاتفاق على "مناقشة التخصيب بنسبة 20 بالمئة" مرفقا ب "ثمن يتعين دفعه" ولم تفصل طهران النقطتين.

- طلب الاعتراف بان ايران تحرم استخدام اسلحة الدمار الشامل (تصريحات بهذا المعنى لمرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي).

- الاعتراف بان التعاون بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية "يسير بشكل جيد".

- التباحث في مواضيع غير نووية مثل القرصنة وتجارة المخدرات والارهاب ودور ايران الاقليمي.

الخطوط الحمراء:

- في اجتماع بغداد رفضت مجموعة القوى الست قطعيا طلب ايران ببحث الوضع في البحرين وسوريا وذلك بداعي ان هاتين الدولتين لم تكونا حاضرتين وان اطار اللقاءات مع ايران لا يهدف الى التحول الى "مجموعة ثمان ثانية".

- بحسب بعض الدبلوماسيين فان مجموعة القوى الست بدت في بغداد موحدة بشكل غير مسبوق حيث ابدت روسيا والصين مواقف حازمة جدا ما فاجأ احيانا ممثلي الغرب المشاركين في الاجتماع. وبحسب احد هذه المصادر "لا احد داخل المجموعة موافق على تخصيب ايران اليورانيوم بنسبة 3,5 بالمئة" حتى وان لم تتم الاشارة الى هذه النسبة اثناء المباحثات حيث ظل التخصيب بنسبة 20 بالمئة محور كافة المباحثات. وبالنسبة للغربيين فان الحصول على وقف التخصيب بنسبة 20 بالمئة "مرحلة اولى" يفترض ان تليها خطوات اخرى للتأكد من ان طهران لا تسعى لحيازة سلاح نووي.

- لم يتم التطرق الى العقوبات الا لماما. ولم تطلب ايران رفعها وركزت خطابها على الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم لغايات مدنية مؤكدة في هذا الصدد على توقيعها على معاهدة عدم الانتشار النووي. بحسب فرنس برس.

وبالنسبة للغربيين فان هذه المعاهدة تقر بالتأكيد بالحق في استخدام الطاقة النووية لأغراض مدنية لكنها لا تسمح بتخصيب اليورانيوم. وشددت هذه الدول وفي مقدمتها فرنسا، على التذكير بقرارات الامم المتحدة التي تطلب من ايران تعليق تخصيب اليورانيوم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28/آيار/2012 - 6/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م