شبكة النبأ: لايزال الصراع وعدم
الاستقرار في سوريا يقلي بضلالة على المشهد اللبناني الذي تأثر كثير
بمجريات الاحداث في هذا البلد الجار الذي يشهد حالة من التوتر وعدم
الاستقرار الامني بسبب اعمال العنف التي اندلعت منذ اكثر من عام واودت
بحياة الالاف من المواطنين، ويخشى الكثير من المراقبين ان تشهد الساحة
اللبنانية اعمال مماثلة خصوصا بعد التطورات الاخيرة والتي يعتقدون
بأنها سيناريو معد من قبل بعض الدول التي تسعى لإثارة الفتنه واعادة
سنوات الاقتتال الطائفي، وهذا ما تؤكده الاحداث الاخيرة في لبنان فقد
دارت معارك دامية بين مسلحين في الشوارع وقطع محتجون طرقا بإشعال
إطارات السيارات في حين يطالب سياسيون معارضون بسقوط رئيس الوزراء
ويتهمون الجيش بأنه عميل لقوة أجنبية. والتوتر الطائفي في لبنان الذي
يختمر على مدى عقدين منذ انتهاء الحرب الأهلية الطاحنة تأجج مجددا بسبب
الاضطرابات في سوريا مما يهدد بانزلاق البلاد الى في فترة اضطراب
طويلة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وهو أحد منتقدي العداء
الغربي والعربي للقيادة السورية "هناك الآن... خطر حقيقي من امتداد
الصراع إلى لبنان حيث يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة بالنظر إلى التاريخ
والتركيب العرقي والديني للسكان والأسس التي تقوم عليها الدولة
اللبنانية." وفي مدينة طرابلس الشمالية قتل تسعة اشخاص في اشتباكات
دارت بسبب اعتقال نشط مناهض للأسد. وامتد العنف إلى العاصمة بيروت
عندما خاض مسلحون سنة معارك في الشوارع في إحدى ضواحيها عقب مقتل رجل
دين سني معارض للأسد أيضا على يد جنود عند نقطة تفتيش تابعة للجيش في
محافظة عكار. و سد شيعة غاضبون طرقا في الضاحية الجنوبية لبيروت
احتجاجا على خطف 13 شيعيا لبنانيا في شمال سوريا على يد معارضين مسلحين
من الأغلبية السنية. وقال أيهم كامل العضو في مجموعة اوراسيا "إننا
ندخل مرحلة طويلة من عدم الاستقرار في لبنان. لا يوجد سبيل مباشر
لاحتواء كل تلك الأحداث بشكل كامل."
وأجبرت الاحداث في سوريا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على
الحرص على تحقيق توازن يكاد يكون مستحيلا بين المؤيدين والمعارضين
للأسد في بلده التي هيمن عليها لفترة طويلة نفوذ الجيش السوري. ويجسد
ميقاتي نفسه بعض الولاءات المتضاربة إذ أنه سني من طرابلس لكن يحتفظ في
الوقت نفسه بعلاقات وثيقة مع السلطات السورية ووصل إلى السلطة العام
الماضي
ويتبنى ميقاتي سياسة إبعاد بلاده عن اضطرابات سوريا في مساع يحتمل
أن يكون مآلها الفشل لتأمين لبنان من الاضطرابات عبر حدوده البرية
الوحيدة المفتوحة.
وانتقلت المعارك عبر الحدود عدة مرات إلى جانب عدة آلاف من اللاجئين
السوريين الذين ساعد وجودهم في تأجيج غضب السنة من الأسد. ويشيع تهريب
السلاح واتهمت سوريا لبنان باحتضان "عناصر إرهابية" تتهمها بإثارة
الاضطرابات. وضبط الجيش اللبناني الشهر الماضي وعرض ثلاث حاويات شحن
مملوءة بالأسلحة القادمة من ليبيا ويشتبه في أنها كانت في طريقها إلى
المعارضين السوريين مما يسلط الضوء على حجم شحنات الأسلحة وجهود
السلطات لمكافحتها.
وقال كامل "لا توجد وسيلة مناسبة لأحداث توازن بين تلك المصالح
الحساسة. سيكون من الصعب للغاية على الحكومة استرضاء السنة وفي الوقت
نفسه مراقبة أو تقييد تدفق الأسلحة على سوريا."
وقالت سحر الأطرش المحللة لدى المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن
حزب الله وهو حليف للأسد وله وزيران في حكومة ميقاتي "يريد منع أي دعم
حقيقي مؤثر للمعارضة السورية من شأنه أن يغير التوازن على الأرض." لكن
محاولات تقييد الدعم للمعارضة السورية أغضبت النشطاء والمتشددين
الاسلاميين السُنة الذين يزدادون جرأة في شمال لبنان حيث يشكو الكثيرون
من إهمال السياسيين في بيروت لهم على مدى سنوات.
وزاد غياب الحريري لمدة عام عن لبنان لأسباب أمنية على ما يبدو من
فراغ سياسي سني شجع جماعات سنية أخرى على استعراض قوتها. وكانت أعمال
العنف قد نشبت بعد اعتقال شادي المولوي وهو نشط إسلامي مؤيد للمعارضة
السورية ووجه إليه الاتهام بالانتماء إلى جماعة إرهابية وهو اتهام
ينفيه. وأفرج عن المولوي بكفالة 330 دولارا في محاولة لنزع فتيل التوتر
المتصاعد.
وقالت سحر الأطرش "المواجهة التي وقعت بعد اعتقال المولوي جديدة.
كانت تلك الجماعات تحتاج في السابق إلى غطاء سياسي لكنها في هذه
المرحلة تتحرك بشكل أكثر استقلالا عن الزعماء السياسيين." واشتبك في
معارك طرابلس مسلحون سنة مع علويين وأيضا مع الجيش اللبناني عندما حاول
إنهاء الاشتباكات. وزاد الغضب من الجنود بعد تدخل الجيش إلى جانب مقتل
رجل الدين السني ومرافقه عند نقطة التفتيش العسكرية. واتهم عضو سني في
البرلمان الجيش بأنه في خدمة سوريا كما وصف بعض سكان طرابلس الجنود
بالخونة.
وقالت سحر الأطرش "التشكيك في الجيش مبعث قلق بالغ .. أمر خطير
للغاية." واضافت أن تآكل شرعية الجيش كان أحد العوامل التي ساهمت في
انزلاق البلاد في 1975 إلى الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما. وتعكس
تركيبة الجيش اللبناني إلى حد كبير التنوع الطائفي الاسلامي المسيحي في
البلاد رغم أن كثيرا من المجندين ينحدرون من محافظة عكار الفقيرة نسبيا
في الشمال.
وطلبت الكويت وقطر والبحرين والامارات من مواطنيها تجنب السفر إلى
لبنان لأسباب أمنية وقال العاهل السعودي الملك عبد الله إن سحب الحرب
الأهلية تخيم على لبنان. ومن المرجح أن تضر الأزمة بموسم السياحة
الصيفية وهي مصدر رئيسي للعملة الصعبة كما أنها تسببت في تراجع مؤشر
بورصة بيروت إلى 1154 نقطة اليوم لتبلغ خسائره 30 في المئة منذ
مستوياته في ابريل نيسان 2010 قبل الاضطرابات المحلية والاقليمية التي
قوضت ثقة المستثمرين.
ووسط تصاعد الخوف من عدم الاستقرار سعى حزب الله الذي سيطر أنصاره
قبل نحو أربع سنوات على غرب بيروت إلى تهدئة الأجواء المحمومة.
ودعا الأمين العام للحزب حسن نصر الله إلى ضبط النفس بعد خطف 13
شيعيا لبنانيا في سوريا وتجنب الانزلاق إلى معارك بيروت التي قالت
مصادر أمنية إنها وقعت بين أنصار تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري
وجماعة سنية متعاطفة مع حزب الله. وقالت أمل سعد غريب التي ألفت كتابا
عن حزب الله "سيلزم حزب الله الصمت ولن يفعل شيئا. منهج حزب الله دائما
هو عدم الانجرار إلى صراع طائفي." واضافت "ما دامت تلك الجماعات لا
تشكل تهديدا لمقاومة حزب الله (لإسرائيل) بأي حال .. لن يتدخل حزب الله
لمجرد سقوط قتلى." لكن سحر الأطرش قالت إنه ربما يسعى لاستغلال نفوذه
لدى جماعات مؤيدة لسوريا في الشمال إذا شعر بأن التأييد للمعارضة
السورية أصبح "أشد عدوانية".
وقال مصدر سياسي في تحالف الثامن من اذار الذي يضم حزب الله إن
الحزب لن يلجأ إلى السلاح حتى إذا استمر التوتر في الشمال لعقود. لكنه
أوضح أن حزب الله يراقب المنطقة عن كثب. وقال "هناك مساع جادة لتحويل
الشمال إلى غرفة عمليات للمعارضة السورية المسلحة. لن يحدث هذا إلا في
غياب الجيش وسلطة الدولة." بحسب رويترز.
وقال المحلل السياسي أيهم كامل إن الاشتباكات ستستمر على الأرجح في
طرابلس بين السنة والعلويين وكذلك بين الجماعات الاسلامية السنية
والجيش إلا أن التوتر في العاصمة بيروت قد يتم احتواؤه. وقال "هذه ليست
حلقة ستؤدي إلى حرب أهلية وإنما حلقة تكون فيها الصراعات والعنف محصورة
جغرافيا لا سيما في الشمال."
رهائن لبنانيون
على صعيد متصل قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إنه تم
الإفراج عن شيعة لبنانيين كانوا قد احتجزوا رهائن في سوريا وإنهم سلموا
إلى السلطات التركية بعد أن أثار اختطافهم احتجاجات غاضبة في بلاده
التي تصاعدت بها حدة التوترات الطائفية بسبب الاضطرابات في سوريا. وكان
خطف الشيعة اللبنانيين في شمال سوريا في طريق عودتهم من إيران أحدث
حلقة في سلسلة حوادث يمكن أن ينتقل تأثيرها الى لبنان بفعل الاحداث في
سوريا .
وقال ميقاتي ان تركيا اكدت اطلاق سراح الرهائن وانهم سيصلون بيروت
قريبا. وتدفق سكان الضاحية الجنوبية في بيروت معقل حزب الله الى
الشوارع للاحتفال بنبأ اطلاق سراحهم واطلقت النساء الزغاريد ونثرن
الارز في الهواء. وكان الغضب قد انتشر في نفس المناطق واحرق الشيعة
الاطارات وسدوا الطرق المؤدية الى مطار بيروت بمجرد سماع أنباء الخطف.
وسلط الاختطاف الضوء على احتمال انتقال الصراع في سوريا الى لبنان
الذي كان يخضع تقليديا لهيمنة سورية اضافة لأعمال العنف التي اصبحت سمة
لما بدأ في شكل احتجاجات سلمية ضد الاسد. وقالت الوكالة العربية
السورية للأنباء إن ستة أشخاص قتلوا في انفجار قنبلة زرعها "ارهابيون"
في مدينة حمص بوسط البلاد. وقال نشطاء معارضون ان اطراف العاصمة
السورية شهدت مناوشات بين متمردين من الجيش السوري والقوات الحكومية
التي أطلقت النار على احتجاجات في حي زملكا. بحسب رويترز.
في السياق ذاته اعلن مصدر دبلوماسي تركي ان الزوار الشيعة
اللبنانيين الذين خطفوا في سوريا في 22 ايار/مايو واعلنت السلطات
اللبنانية الافراج عنهم، ليسوا في تركيا. واضاف هذا المصدر الذي رفض
كشف هويته ان "هؤلاء الاشخاص ليسوا على الاراضي التركية. اعتقد ان
التباسا حصل" بشأنهم. وكانت الوكالة الوطنية للأعلام اللبنانية الرسمية
اعلنت خطف الجيش السوري الحر في محافظة حلب بشمال سوريا 13 لبنانيا
شيعيا كانوا عائدين الى لبنان بعد زيارة الاماكن المقدسة في ايران. لكن
الجيش السوري الحر الذي يلجأ ابرز قادته الى تركيا، الدولة التي قطعت
علاقاتها مع سوريا، نفى رسميا اي تورط له في عملية الخطف.
واعلن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل ان عودة الزوار قد تأخرت
"لأسباب لوجستية"، مضيفا ان الزوار في الاراضي التركية. واضاف "انهم
بخير، لكن ثمة تأخير ناجم عن مشاكل لوجستية"، ولم يعط مزيدا من
التفسيرات. واوضح ان "من المحتمل ان السلطات التركية تستجوبهم". بحسب
فرنس برس.
من جهة اخرى اعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ارجاء زيارته
المتوقعة لتركيا. وقال ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي "نتيجة
المعطيات التي كانت قائمة بالأمس من أجل الافراج عن اللبنانيين
المختطفين في سوريا والمساعي الحثيثة التي تقوم بها السلطات التركية
الصديقة، كان من المقرر ان اقوم بزيارة شكر الى تركيا، نتيجة افتراض
الافراج عن المواطنين اللبنانيين". واضاف "لكن وطالما تأجل هذا الأمر،
قررت تأجيل الزيارة الى وقت قريب، لأن كل المعلومات تؤكد استمرار
الاتصالات والمساعي لأطلاق سراح اللبنانيين، وبعد التأكد من سلامتهم".
على صعيد متصل قال مصدر في الشرطة ان ثلاثة على الاقل من الشيعة
اللبنانيين القادمين لزيارة العتبات الشيعية المقدسة قتلوا وجرح سبعة
آخرون عندما انفجرت قنبلة على جانب طريق قرب حافلتهم في مدينة الرمادي
العراقية. وأثار الهجوم في الرمادي وهي عاصمة محافظة الانبار ذات
الاغلبية السنية ومعقل سابق للقاعدة المخاوف بشأن احتمال تجدد العنف
الطائفي.
وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم الافصاح عن اسمه ان الحافلة كانت
تقل 43 لبنانيا في طريقهم الى بغداد قادمين من سوريا. واضاف "انفجرت
قنبلة على جانب طريق قرب حافلة تقل زوارا من الشيعة اللبنانيين قدموا
الى العراق على الارجح لزيارة العتبات المقدسة." وانحسر العنف في
العراق بعد ان بلغ اقصى مداه في 2006 و2007 لكن المتشددين السُنة
المرتبطين بالقاعدة ما زالوا قوة فعالة وكثيرا ما يهاجمون قوات الأمن
والأهداف الشيعية سعيا للإذكاء التوتر الطائفي.
داعية إسلامي يتوسط
من جهة اخرى قال داعية إسلامي سوري إنه يتوسط للإفراج عن لبنانيين
شيعة اختطفوا بسوريا منذ يومين. وأثار اختطافهم احتجاجات في مناطق
شيعية في بيروت وعزز مخاوف من اشتعال صراع طائفي في لبنان. وقال الشيخ
إبراهيم الزعبي رئيس حزب أحرار سوريا في "إن المختطفين بخير وأمان ونحن
نحاول ان نؤمن لهم خروجا آمنا ولكن ما يعيق عملية إخراجهم وعودتهم الى
لبنان هو القصف المتواصل من الجيش السوري.. هناك دبابات وجيش وشبيحة في
المنطقة وهم يقصفون المنطقة."
وكان المختطفون بين مجموعة من الزوار العائدين الى لبنان من ايران
عندما أوقف مسلحون حافلتهم بعد ان عبرت الحدود الى سوريا قادمة من
تركيا. وقال بعض ركاب الحافلة ان المسلحين افرجوا عن النساء واحتجزوا
الرجال على أمل مبادلتهم بمعارضين تحتجزهم الحكومة السورية. وقال بعض
الذين افرج عنهم ان المسلحين ينتمون الى ما يسمى بالجيش السوي الحر.
وينفي الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين على الجيش السوري أي صلة
بعملية الخطف. وقال الزعبي ان الخاطفين سيذيعون شريطا مرئيا أو صوتيا
للمخطوفين قريبا لإظهار أنهم في صحة جيدة. وأضاف إن الخاطفين يريدون
تسليم المخطوفين للسلطات اللبنانية ونفى ان جماعته قامت بأي دور في
عملية الخطف.
وتابع "أريد أن أؤكد ان حزب الاحرار لا علاقة له بعملية الخطف وحزب
الاحرار يشجب العملية وضد هذه الاعمال. ليس لنا علاقة من قريب أو بعيد.
سبب ثقة الناس فينا هو تجربتنا في تسليم المخطوفين الايرانيين" في
اشارة الى ايرانيين خطفوا في اواخر العام الماضي.
وقال الزعبي ان المجموعة التي خطفت الرجال ربما اعتقدت انهم يدعمون
ميليشيا موالية للأسد
وأضاف انهم يبحثون عن خروج آمن للرهائن لكن النظام السوري لا يسمح
بحدوث ذلك والنظام يريد موتهم حتى يمكنه القول ان المعارضين مجرمون.
وتابع "المستفيد الوحيد من هذا الموضوع هو النظام السوري .. عملية
الخطف تمت بعشوائية وصدفة ومعلومات خاطئة." بحسب رويترز.
روسيا تحذر
من جهة اخرى قالت روسيا إن امتداد الصراع في سوريا إلى لبنان يمكن
أن "يؤدي إلى عواقب وخيمة" ولمحت إلى أن بعض الدول الغربية تلعب دورا
مزدوجا بالدعوة إلى السلام في الوقت الذي تؤيد فيه متمردين يسعون
للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف
إنه يتعين على الدول الغربية والإسلامية زيادة الضغوط على المعارضين
المسلحين للأسد لوقف الهجمات ومحاولة تجنب ما سماها جهودا متعمدة لبث
الخلاف بين السنة والشيعة. وطالما حذرت روسيا من أن العنف في سوريا
يمكن أن يمتد إلى دول أخرى.
وقال لافروف "هناك الآن... خطر حقيقي من امتداد الصراع إلى لبنان
حيث يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة بالنظر إلى التاريخ والتركيب العرقي
والديني للسكان والأسس التي تقوم عليها الدولة اللبنانية.". وأضاف
لافروف في بيان صحفي بعد محادثات مع نظيره السريلانكي "الخلافات بين
السنة والشيعة بدأت تتكشف وتتصاعد بشكل مصطنع. هذا تطور خطير للغاية.
"آمل أن يستخلص كل الأعضاء الذين يتحلون بالمسؤولية في المجتمع
الدولي والدول الإسلامية والدول الغربية النتائج الصحيحة وأن يتمكنوا
من وقفها في الوقت المناسب."
وقال لافروف إن بلاده تضغط على حكومة الأسد كي تلتزم بخطة السلام
التي اقترحها كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وكرر
اتهامات بلاده بأن دولا أخرى تشجع معارضي الأسد على انتهاك وقف إطلاق
النار الذي بدأ تطبيقه في 12 أبريل نيسان. وقال "ينبغي ألا يتحيز المرء
لطرف .. يتوقع تنفيذا غير مشروط للخطة من جانب الحكومة في حين أن
المعارضة ليست فقط مطلقة اليدين ... وإنما في واقع الأمر يجري تحريضها
لمواصلة الاستفزازات المسلحة." بحسب رويترز.
وعبر لافروف عن شكوكه في أن بعض الدول "لديها خطط خفية وترغب في
الواقع في تغيير النظام." وتابع قائلا "يتعين على هؤلاء أن يعلنوا
صراحة ما يريدونه.. يريدون حلا سياسيا في سوريا يستند إلى المبادئ التي
وافق عليها مجلس الأمن أم أنهم يريدون تغيير النظام." ولم يذكر لافروف
أي دولة بالاسم لكنه قال إن روسيا رأت "هذه المواقف المزدوجة" العام
الماضي في ليبيا وفي عام 2003 عندما جرى تبرير الغزو الذي قادته
الولايات المتحدة للعراق "ليس بهدف تغيير النظام وإنما بشعارات ضد
انتشار أسلحة نووية لم يكن لها وجود."
طاولة الحوار الوطني
من جانبه اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله استعداد حزبه
للعودة الى طاولة الحوار الوطني "من دون شروط"، وذلك بعد حوالى ثلاثة
اسابيع من التوترات الامنية المتنقلة في البلاد. وقال نصرالله في خطاب
القاه عبر شاشة عملاقة خلال احتفال اقامه حزبه في ذكرى الانسحاب
الاسرائيلي من جنوب لبنان العام 2000، ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان
"دعا الى الحوار، ونحن موافقون على العودة الى طاولة الحوار وبلا شروط".
وحدد سليمان الاسبوع الثاني من حزيران/يونيو موعدا لأحياء الحوار
الوطني. وقال انه وضع "برنامجا للحوار لمعالجة الاستراتيجية الدفاعية"
و"مسألة السلاح من ثلاثة جوانب: سلاح المقاومة (حزب الله) للإفادة منه
ايجابا، وتنفيذ قرارات الحوار السابقة لجهة نزع السلاح الفلسطيني خارج
المخيمات وتنظيمه داخلها، ونزع السلاح المنتشر في المدن والبلدات".
ودعا نصرالله الى التمييز بين سلاح حزب الله والسلاح الآخر المنتشر
في البلد. وقال ان "سلاح المقاومة" موضوع ضمن "معادلة الردع في مواجهة
العدو الاسرائيلي"، بينما "فوضى السلاح" والسلاح الآخر الموجود عند "كل
الناس" يندرج ضمن "معادلة السلم الاهلي والامن والاستقرار في الداخل".
واكد ان الجهة الوحيدة المخولة حماية السلم الاهلي هي الدولة والجيش
اللبناني. وقال نصرالله "مع قناعتنا بوجود فارق جوهري بين السلاحين،
نحن مستعدون لنناقش كل شيء". وحذر الامين العام لحزب الله من "الانجرار
الى اي قتال" في الداخل، معتبرا ان "هناك من يعمل لكي يكون هناك قتال
في اي من الامكنة". ودعا الى وقف التحريض الطائفي في وسائل الاعلام
ولدى القيادات السياسية.
وتطور الانقسام السياسي الحاد في لبنان خلال الاسابيع الماضية الى
اشتباكات في طرابلس (شمال) والعاصمة تسببت بسقوط قتلى وجرحى، على خلفية
الازمة السورية. وبقي حزب الله في منأى عن الحوادث التي تورطت فيها
مجموعات سنية مناهضة للنظام السوري ضد تنظيمات صغيرة مؤيدة للنظام.
ودعت كل القيادات على اختلاف مذاهبها الى تفويت الفرصة على من يريد ان
يحدث "فتنة" في لبنان، وحضت انصارها على "ضبط النفس". بحسب فرنس برس.
وحصلت جلسات حوار وطني استمرت اشهرا بين ممثلي كل الاطراف والاحزاب
في لبنان خلال عامي 2009- 2010 تركزت حول سلاح حزب الله الذي تطالب قوى
14 آذار (المعارضة) باستيعابه داخل الجيش، متهمة اياه باستخدامه للضغط
على الحياة السياسية، من دون التوصل الى نتيجة. وكانت جلسات حوار اخرى
خلال العام 2006 توصلت الى قرار بنزع سلاح الفصائل الفلسطينية خارج
المخيمات لم يوضع موضع التطبيق. ولا تدخل القوى الامنية اللبنانية
مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي تطبق الامن الذاتي. |