شبكة النبأ: تحفّز المهرجانات
والملتقيات بمختلف أنواعها سواء كانت فنية ثقافية، أو ادبية، ذاكرة
وحاضر الشعوب، ويكون لها دور فعال في تلاقح الثقافات والموضوعات
والأفكار بين مختلف الشعوب من خلال ما توفره المهرجانات من الفائدة
والاستمتاع معا، إذ يخطط العديد من الناس وخاصة الرحالة من المثقفين
والفنانين بالقيام برحلات حول العالم لزيارة المهرجانات العالمية، لذا
تعد هذه المهرجانات فرصة نادرة لاكتشاف خبايا الشعوب وخصائصهم، وتقدم
ايضا جولة ممتعة لمعرفة عادات وتقاليد وثقافات الشعوب المختلفة.
وتهيمن المهرجانات والملتقيات والكرنفالات على السلوكيات المجتمعية
لجميع الأفراد والمجتمعات في دول العالم أجمعها، وعلى مختلف الشرائح
والطبقات بحسب وعيها الفكري والثقافي، ومختلف الفئات العمرية، سواء
كانوا شبابا أم كهولا، أغنياء أو فقراء، وعلى الرغم من أن الحداثة صبغت
أجزاء كبيرة من هذا العالم، وطبعته بسرعة وتيرتها، الا ان التمسك بتلك
الانشطة والتقاليد لا يزال بارزا، ومنها ما بات يشكل تراثا شعبيا يميز
بين الشعوب بشكل لطيف لا يثير اية ضغينة او عداء بينهم، بل على العكس
اصبحت مثل هذه المهرجانات جسور تقرب بين الشعوب، فيما أمست بعض الدول
تسعى للحفاظ عليها كونها باتت عامل جذب سياحي مهم، يستقطب المهتمين
والسياح على نحو لافت.
مهرجان الضحك
فقد تساهم الدورة السادسة للمهرجان السنوي للضحك في تونس في الترويح
عن المواطنين وسط المتاعب الاقتصادية التي يمر بها البلد، ويقدم
المهرجان عروضه للجمهور في العاصمة تونس وفي مدينتي صفاقس وسوسة، ورغم
نجاح الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس التونسي السابق زين
العابدين بن علي ما زال البلد يشهد مظاهرات احتجاج حاشدة على الفقر
والبطالة والركود الاقتصادي، وأعرب سامي منتصر مدير مهرجان الضحك عن
أمله في أن يساهم المهرجان في تقديم تونس للعالم في صورة أفضل بعد
الاضطرابات التي شهدتها البلاد، وقال "الحالة الامنية في تونس تحسنت.
الدورة الخامسة بينت محبة الفنانين الاجانب الذين جاءوا الى تونس.
والان في الدورة السادسة ان شاء الله الفنانين الذين جاءوا سعداء
بقدومهم الى مهرجان الضحك الذي نتمنى أن يعطي صورة أفضل لتونس في
العالم من خلال المهرجان، وافتتح المهرجان بعرض بعنوان "الجماعة" تضمن
سردا لمختلف أحداث الثورة التونسية في إطار هزلي، وذكر الفنان الفكاهي
السويسري كريم سلامة أنه متشوق لمعرفة ما اذا كان شعور الجمهور التونسي
بالحرية قد زاد بعد الاطاحة بالنظام السابق الذي كان يفرض رقابة صارمة
على الانشطة الثقافية والفنية، وقال "أنا أقدم حياة الناس العادية. أنا
استخدم السوقية كثيرا ولا أشعر بالخطر عندما أفعل ذلك. ينتابني الفضول
لاتعرف على حالة الجمهور.. هل يشعر بالاسترخاء.. هل يشعر أنه تحرر فعلا
ويستطيع أن يضحك على كل شيء بسهولة. ستكون تجربة لي أن أعرف ما اذا كان
الجمهور تغير أم لا. بحسب رويترز.
وتشهد تونس حالة من الركود بعد عام من الثورة وتراجعت الاستثمارات
الاجنبية في البلد وتناقصت أعداد السائحين الذين يعتمد عليهم الاقتصاد
اعتمادا رئيسيا، وجاء مهرجان الضحك هذا لعام ليخفف بعض الشيء تداعيات
الحالة الاقتصادية المتردية على المواطنين، وقال رجل من جمهور المهرجان
يدعى أحمد دمق " ننتظر أن نخرج من الهموم التي نعيشها لنضحك قليلا و
لنرى أين هم الفنانون التونسيون وماذا فعلوا طيلة هذه الفترة الصعبة من
تاريخنا. ان شاء الله نضحك قليلا، ويشترك في مهرجان الضحك فنانون من
تونس والجزائر وفرنسا وسويسرا وتستمر دورته الحالية حتى 12 فبراير شباط.
مهرجان فن الوشم
فيما يزداد عدد النساء اللواتي يجرؤن على رسم الأوشام على أجسادهن،
تشبها بأنجلينا جولي وليدي غاغا، وهن قد حضرن بكثافة إلى الملتقى
السنوي لمحبي فن الوشم الذي نظم في نيويورك، تعددت الأكشاش خلال هذا
المهرجان، من كشك ياباني او برازيلي، مرورا بالأوروبي والاميركي، وهي
عرضت خدماتها على زبائن من الولايات المتحدة ومن أنحاء العالم أجمع،
فقد اتت لوسي تشالنجر من لندن مثلا لتضع اللمسات الأخيرة على وشم كبير
رسمته لها منذ سنتين فنانة صينية حضرت هي أيضا من لوس انجليس لللمشاركة
في نيويورك تاتو كونفنشن، ومن الصعب عدم ملاحظة لوسي شبه العارية
الممدة على مقعد وهي تضع سماعتين في أذنيها وتمسك بجهاز "آي باد"
اللوحي لتمضية الوقت، إذ عليها أن تبقى في هذه الوضعية طوال ثماني
ساعات من الرابعة بعد الظهر إلى منتصف الليل لتنتهي من وشم طائر
الفينيق، ولم تأبه لوسي وهي ممثلة في الثامنة والعشرين من العمر
للتكاليف التي تكبدتها لإنجاز هذا الوشم والتي وصلت إلى آلاف الدولارات
واحتاج الى 35 ساعة عمل ورحلتين إلى لوس أنجليس وجلسة في لندن وأخرى في
نيويورك، وهي تؤكد "هذا استثمار يتعذر على الكثيرين القيام به، لكن
المرء يقوم به مرة في حياته، وهي تقدر العمل المحكم والمتميز بطابع
أنثوي الذي تنجزه الفنانة لوسي هو، التي لجأت إليها بعدما اطلعت على
المواقع الإلكترونية الخاصة بفن الوشم وقامت بجولة على عدة مهرجانات
ذات الصلة. بحسب فرانس برس.
للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، تخطى هذه السنة عدد النساء
الموشومات عدد الرجال الموشومين (23% مقابل 19% بحسب تعداد حديث قام به
معهد "هاريس" للأبحاث)، ويؤكد بيل تار صاحب صالون "توتيم تاتو" الذي
فتح أبوابه قبل 20 عاما أن عدد الزبائن من النساء في ازدياد، وهو يعترف
بأنه لو رجع الخيار له وحده، لكان رسم الأوشام على أجساد النساء فحسب،
وهو يشرح أن أوشامهن "أقل عنفا وأكثر جمالية ... وأنا أحب هذا الطابع
الإيجابي في الاوشام، ثم يتابع رسم الوشم على عنق روث واشنطن وهي
اختصاصية تجميل في الخامسة والعشرين من العمر قصدته خصيصا من كونتيكيت
(شمال شرق الولايات المتحدة)، وهي تظهر بفخر ذراعيها حيث وشمت شاطئ
البحر تخليدا لذكرى جديها وظهرها حيث وشمت نذور زواج والديها، وتقر
بأنها تحب الفراشات والساحرات والارانب والألوان خصوصا، وهي تعتبر،
شأنها في ذلك شأن روث تار (54 عاما) ابنة بيل أن وشم النساء بات اليوم
"مقبولا أكثر بكثير" مما مضى، وفي رأي لوسي، يمثل الوشم الحرية
المتزايدة التي تكتسبها المرأة وهي تقول "أصبحنا على قدم المساواة مع
الرجال وبات في وسعنا القول هذه أجسادنا ونحن نرسم عليها ما يحلو لنا"،
ويعتبر البعض الآخر أن الوشم يرمز إلى التمرد، وقد خطت روزميري أوسبورن
(43 عاما) وهي شرطية سابقة هذه الخطوة للاحتفاء بطلاقها عندما كانت في
الخامسة والثلاثين من العمر، أما ويندي ريتشارد (28 عاما) فهي اقدمت
على ذلك عندما انتقلت إلى نيويورك من مسقط رأسها في ويسكونسن، وهي تشرح
أن الوشم يدل في نظرها على "الثقة بالنفس وهو سبيل لإظهار القوة ...
والقدرة على اتخاذ قرارات تدوم مدى الحياة"، وهي قد قصدت المنتدى للبحث
عن فنان جديد، إذ أنها بحاجة إلى أن تشعر بالارتياح تجاه هذا الفنان
الذي ستربطها به علاقة تدوم سنوات، شأنها في ذلك شأن الكثيرات غيرها،
وإلى جانب ويندي ريتشارد، شابتان برازيلياتان تتصفحان دليلا، وهما
مصدومتان بحيوية وغزارة الاوشام في نيويورك، هانا غوبا طالبة في فن
التصوير هي من النساء القليلات غير الموشومات بين الحضور.
معابد تايلاند
على صعيد متصل وسط عويل وصرخات عالقة في الاجواء احتشد الالاف من
محبي الوشم في أحد معابد تايلاند في مهرجان سنوي يعتقدون انه يجدد قدرة
الرسومات المحفورة على جلودهم على حمايتهم من اي شر، على أرض المعبد
كانت الحشود تغلي وتزبد.. كان بعض الرجال يزأر بينما كان البعض الاخر
يصدر فحيحا او يصرخ بأعلى صوته مقلدين المخلوقات المرسومة على جلودهم
وكأنهم تقمصوا أرواحها. كان أحد الرجال ينقر الارض كما لو كان ديكا
واخرون يرقصون ويضربون الهواء بأذرعهم، جرى هذا الحدث السنوي في معبد
وات بانج برا في ناكون باتوم على بعد 80 كيلومترا الى الغرب من العاصمة
التايلاندية بانكوك وهو معبد اشتهر بالوشم والتمائم والتعاويذ التي
تحمي حامليها من الخطر، والاحتفال هو تكريم لبناة المعبد البوذي القديم
وهو في الوقت نفسه فرصة من وجهة نظر البعض "لاعادة شحن" المخلوقات
المحفورة على جلودهم، وقال ناكوم تونجوم (35 عاما) الذي يحمل على ظهره
وصدره وشما لنمر "تنال الكثير.. انت أولا تبدي احترامك وتضفي سعادة على
جسمك وروحك وتعبد الهتك، ويتنوع الوشم من أبطال أساطير قديمة الى
مخلوقات اسطورية الى كتابات بالسنسكريتية اللغة الهندية القديمة. في
معظم الرسومات تتداخل حيوانات منها الفهود والنمور والثعابين مع رموز
للسحر ونصوص من كتب دينية. بحسب رويترز.
وقال اكابورن سيلوم "أنا مؤمن. أحب هذا" ويقول انه حين تتلبسه هذه
الارواح يعيش تجربة خارج الجسم، لكن ليس كل البوذيين في تايلاند يؤمنون
بهذه القوى الاسطورية التي تحمي من الشرور التي يمثلها هذا الوشم الذي
يقدسه كثيرون والمعروف باسم ساك يانت. لكن عددا كبيرا يفعل بل هناك عدد
متنام من الغربيين مأخوذون بسحره، ويتوافد على معبد وات بانج برا نحو
مئة زائر كل يوم للحصول على الوشم المنشود.
مهرجان المتحف بموسكو
فيما شارك نحو مليون شخص في مهرجان المتحف في موسكو، إذ فتح 180
متحفاً ومسرحاً ومواقع ثقافية أخرى أبوابها أمام الزوار مجاناً. ونقلت
وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين قوله،
إن نحو 180 متحفا ومسرحا وحديقة ومركزا ثقافيا فتحت أبوابها أمام
الزوار في إطار مهرجان «ليلة المتحف في موسكو» من دون أي رسوم. ويقام
المهرجان في موسكو منذ عام 2007 وهو يأتي في إطار يوم المتحف الذي
احتفلت به نحو 40 مدينة حول العالم. بحسب يونايتد برس.
وأشار سوبيانين أثناء زيارة أحد المتاحف، الى نجاح المهرجان، مضيفاً
أنه حتى الـ11 ليلاً شارك نحو 750 ألف زائر في المهرجان، وكان لايزال
المزيد يتوافدون، مرجحاً أن يتجاوز العدد المليون بعد منتصف الليل،
مقارنة بـ400 ألفاً العام الماضي. وتوقع أن يدفع المهرجان الناس إلى
زيارة المتاحف والمراكز الثقافية أكثر بعد انتهاء المهرجان.
كرنفال كولونيا
من جانب أخر صفق مئات الاف المتفجرين لعرض العربات في كرنفال
كولونيا التي تضمنت احداها دمية مثلت نيكولا ساركوزي بهيئة نابوليون
بين ذراعي انغيلا ميركل، ووسط الانوف الحمراء والعربات التي تحمل الوان
المدينة لاقت العربة التي كان عليها الرئيس الفرنسي معتمرا قبعة
نابلوين الشهيرة مستلقيا على صدر المستشارة الالمانية نجاحا كبيرا،
ويتضمن استعراض "اثنين الورود" تقليدا عربات تهزأ بالشخصيات السياسية،
والى جانب كولونيا تجمع الاف المحتفلين في استعراضات في شوارع دوسلدورف
وماينز المدينتان ذات التقليد الكاثوليكي ف منطقة رينانيا، في ذروة
موسم الكرنفال الالماني، وشكل الرئيس الالماني كريستيان فولف الذي
يشتبه بضلوعه في قضايا فساد واعلن استقالته، الهدف الرئيسي لصممي
العربات خلال الكرنفال، وفي كولونيا مثلته دمية وهو يرتدي بزة واسعة
جدا تسقط منها اوراق نقدية في اشارة الى الفضائح التي كلفته منصبه،
وشددت الصحف الالمانية على ان استقالته جعلت مصممي العربات يعملون على
مدار الساعة خلال لكي تتماشى آلياتهم مع الاحداث الراهنة. بحسب فرانس
برس.
كرنفال البندقية
فعلى الرغم من البرد القارس أطلق كرنفال البندقية السنوي فعالياته
في ساحة سان ماركو بحضور 23 ألف شخص من سكان المدينة وزائريها، بحسب ما
أفادت السلطات البلدية، على خشبة مسرح ضخم شيد في الساحة، تنافس
المشاركون مع أقنعتهم وشعرهم المستعار وأزيائهم التنكرية، في استعراض
الأقنعة التقليدي الذي تميز بالابتكار والغرابة، وقد أقيمت "نافورة خمر"
بهدف مد المتفرجين بالدفء، وقال روبيرتو بانشييرا مستشار الشؤون
السياحية "حققنا نجاحا ملحوظا على الرغم من البرد القارس، وأضاف "باتت
البندقية مستعدة لاستقبال كل من يريد مشاهدة عرض الملاك الطائر الذي
ينطلق من برج سان ماركو"، وأشار إلى أنه "من حسن حظنا أن الثلوج لم
تتساقط في أيام الصقيع هذه"، ومن المتوقع أن تشكل ساحة سان ماركو من
جديد الأحد محورا للكرنفال من خلال عرض الملاك التقليدي عندما ترمي
امرأة بنفسها من برج الأجراس على علو 97 مترا، وهي مربوطة بحبل من
الفولاذ، وكان هذا الكرنفال الذي يستمر لغاية 21 شباط/فبراير، يعتبر من
التقاليد التي أهملت على مدى عقود عدة قبل أن تعيد السلطات البلدية
إحياءه في العام 1980، وهذه الفعاليات المتمحورة على أمسيات تنكرية، من
شأنها أن تنعش مدينة البندقية في هذه الفترة من السنة التي يسودها
الركود عادة. بحسب فرانس برس.
كرنفال ريو دي جانيرو
كما بلغ كرنفال ريو دي جانيرو ذروته مع اولى عروض مدارس السامبا في
المدينة، التي انطلقت بمهرجان من الالعاب النارية وقرع مئات الطبول في
استعراض نقلته تلفزيونات العالم باسره، وخلال الليل قامت سبع من اصل 13
مدرسة سامبا من ريو بعروضها مع ملابسها الرائعة والالات الايقاعية
الصاخبة والعربات الضخمة والراقصات شبه العاريات المعروفات باسم "باسيستا"،
اما اولى المدارس التي قامت بعرضها فكانت "ريناسير" التي اختارت ان
تكرم النحات والرسام روميرو بريتو من شمال شرق البلاد الذي يعتبر مرجعا
في ثقافة البوب العالمية، وستقوم ست مدارس اخرى بعروضها على "جسر
السامبا" اي جادة سامبودرومو الممتدة على 700 متر والتي تتسع مدرجاتها
في الهواء الطلق لحوالى 72500 الف شخص فضلا عن مقصورات فخمة كتلك التي
ستتابع منها النجمة العالمية جينيفير لوبيز العروض، ودشنت جادة
سامبودرومو التي صممها المهندس المعامري البرازيلي اوسكار نيميير
البالغ الان 104 سنوات، العام 1984 وخضعت في الفترة الاخيرة لعمليات
تحديث وتوسيع ليضاف اليها 12500 مقعد ومسالك للمعوقين ومصاعد كهربائية.
وقد تم تحسين الاضاءة والصوت فيها، واختارت المدارس ال13 في عروضها
مواضيع متنوعة من تكريم لمنطقة الشمال الشرقي الفقيرة ولرسامين وكتاب
وموسيقيين برازيليين. وتتنافس هذه المدارس على لقب "بطلة الكرنفال" في
مسابقة يتابعها البرازيليون بالشغف نفسه الذي يخصصونه لمباريات كرة
القدم الكبيرة، وتضم كل مدرسة سامبا بين ثلاثة الاف وخمسة الاف راقص
يأتون خصوصا من مدن الصفيح الفقيرة. بحسب فرانس برس.
وقد انفقت المدارس حتى خمسة ملايين دولار على تحضيرات العروض التي
كانت تمولها في الماضي عصابات مافيا الالعاب غير القانوينة وباتت الان
ترعاها اكثر فاكثر الماركات الكبيرة، وحتى قبل ليلتي الذروة هاتين، كان
الكرنفال الشعبي قد اجتاح الشوارع، فاستقطب عرض "كورداوي دا بولا بريتا"
اكثر من مليوني محتفل في جادة ريو برانكو في قلب المدينة فغنوا ورقصوا
على انغام السامبا في مدينة باتت اكثر امنا مع سيطرة القوى الامنية على
اكثر مدن الصفيح عنفا، وقد نشر نحو 12 الف شرطي لضمان الان في ريو دي
جانيرو التي اختيرت لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية في العام 2016،
هذا الكرنفال الذي يؤمن عملا لنحو 250 الف شخص يتوقع ان يدر على خزينة
المدينة حوالى 640 مليون دولار. وقد نزل في فنادق المدينة نحو 850 الف
سائح من بينهم 250 الف اجنبي، الا ان مدارس السامبا في ساو باولو عاصمة
البلاد المالية باتت تنافس بفخامتها عروض ريو، وقد صفق المشاركون مطولا
لمدرسة "غافيويس دا فييل" التي يملكها نادي كورينثيانس لكرة القدم
لانها استعادت في عرضها حياة الرئيس البرازيلي السابق الذي يتمتع
بشعبية كبيرة لويس ايناسيو لولا دا سيلفا (66 عاما) الطفل الفقير من
شمال شرق البلاد الذي اصبح عاملا وناشطا نقابيا ومن ثم رئيسا للبلاد،
وعلى غرار ريو تشل الحركة في كل ارجاء البرازيل البالغ عدد سكانها 191
نسمة وتعتبر سادس اقتصاد في العالم، لمدة اسبوع بعدما تغمرها حمى
الكرنفال من الشمال الى الجوب في تقليد يعود الى اكثر من 150 سنة.
حكام مكفوفون
على صعيد مختلف جيوفانا شابة في الخامسة والعشرين من العمر ستكون من
الحكام المكفوفين في كرنفال ساو باولو... هي تستخدم عصا كي تلحق
بالإيقاع بينما تتمايل على وقع الطبول، وتنتمي هذه الشابة ذات القوام
الممشوق إلى مجموعة المكفوفين الأولى التي شكلها اتحاد مدارس السامبا
في ساو باولو بغية تقييم أداء فرق قرع الطبول التي ستقدم مدارس السامبا
عروضها على إيقاعها، وذلك على جادة "سامبودروم" في ساو باولو، وتضع
مدارس السامبا في مدينة ساو باولو البرازيلية نصب أعينها لقب "بطلة
الكرنفال" وقد بدأت تنافس مدارس ريو دي جانيرو عليه بجدارة، وتابع "الخبراء
الخمس الجدد المكفوفون" الذين سينضمون إلى لجنة التحكيم في مهرجان ساو
باولو، دروسا نظرية وتطبيقية في قرع الطبول وتعلموا أيضا تقنيات
التقييم الصارمة التي يعتمدها حكام الكرنفال الحازمون، وتقول جيوفانا
مايرا وهي مغنية كلاسيكية أصابها العمى وهي بعد في عامها الأول، إن
الكرنفال "يعكس التنوع بامتياز. ففيه يستطيع الجميع سواء كانوا يعانون
من إعاقة أم لا، التعايش بانسجام ووئام"، بالإضافة إلى تعزيز الاندماج
الاجتماعي، يهدف المشروع إلى تدريب حكام يركزون على الصوت والإيقاع دون
سواهما، من دون التأثر بالعناصر البصرية مثل الأزياء والعربات والرقص.
. بحسب فرانس برس.
ويوضح البروفسور كاميلو أوغوستو نيتو المسؤول عن تدريب الحكام
المكفوفين أنه "قد تأكد علميا أن عدم الرؤية تشحذ القدرة السمعية"،
وبحسب جيوفانا، فإن الأصعب بالنسبة إلى أي عضو في لجنة حكم هو "أن يضع
ذوقه الموسيقي الشخصي جانيا توخيا للحياد"، أما دييغو لوسيانو دي
كاسترو وهو موظف مصرفي مكفوف يبلغ من العمر 25 عاما يرافقه كلبه، فيؤكد
أن أي عضو في لجنة تحكيم الكرنفال "عليه أن يشعر بالسامبا تسري في
عروقه. الإيقاع هو الأساس في (عروض) مدارس السامبا فهو يمد الراقصين
بالطاقة ويملؤهم فرحا"، ويشير لويس ساليس وهو موظف في الهيئة البلدية
للسياحة إلى أن مشروع إدماج المكفوفين في الكرنفال انطلق قبل عام،
ويوضح أنه بالإضافة إلى العروض المعتادة، ستشارك في الكرنفال هذه السنة
"مدرسة سامبا تضم مجموعة كاملة من الراقصين المكفوفين" وهو مثال ينبغي
أن نحتذي به في كل أنحاء البلاد.
لم يقاوم إغراء الكرنفال.. فأصبح في السجن
في حن لم يستطع باولو روجيريو دي سوزا باز وهو أحد كبار تجار
المخدرات في ريو، مقاومة إغراءات مهرجان ريو وغادر منزله حيث كان يختبئ
منذ ستة أشهر للمشاركة في استعراض شعبي في الشارع، فأوقفته الشرطة
ووضعته في السجن، وكان سوزا باز قد اختبأ في مدينة دوكوي دي كاكسياس
المحاذية لريو، بعد أن استعادت الشرطة سيطرتها في كانون الأول/ديسمبر
2010 على فافيلا كوبليكسو دو ألامو إحدى مدن الصفيح التي تقع بالقرب من
وسط المدينة والتي كانت تحت قبضته، وبعد أن لازم مخبأه الأخير لمدة ستة
أشهر، قرر الخروج في أول أيام الكرنفال حيث تعلق الأعمال جميعها لمدة
خمسة أيام. بحسب فرانس برس.
وتوجه إلى مجمع سياحي بحري في ماريكا (على بعد 90 كيلومترا عن ريو)
حيث استأجر منزلا مؤلفا من طبقتين يضم حوض سباحة ويطل على البحر، وقد
طلب أيضا من أحد أصدقائه أن يشتري له شعرا مستعارا كي لا يتم التعرف
إليه خلال أحد الاستعراضات "بلوكو" الشعبية، بحسب ما نقلت صحيفة "أو
غلوبو" عن مصادر في الشرطة، لكنه دفع غاليا ثمن تهوره هذا. فحيلته لم
تنطل على الشرطة التي كانت تراقبه منذ ستة أشهر وانتهزت الفرصة لتقبض
على أحد أكبر المجرمين المطلوبين في الولاية، وقد أشادت مارتا روشا
رئيسة الشرطة المدنية بعملية توقيف سوزا باز مشيرة إلى أنه تم توقيف 23
من كبار تجار المخدرات في ريو منذ توليها إدارة الشرطة أي منذ سنة. |