الغاز في المعادلة الساخنة... صراعات قد تفضي الى حروب

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يبدو ان التوتر السياسي سيتصاعد تدريجيا بين تركيا وإسرائيل في المستقبل القريب لدرجة تجعله يتحول الى نزاع مسلح، وقد يكون سبب ذلك حقول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، خصوصا بعد الإتفاق بين قبرص وإسرائيل على تقاسم المصالح فيما يخص حقول الغار قي قاع البحر الأبيض المتوسط، حيث ترى تركيا بأن هذا الاتفاق يضر بمصالح جمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها دوليا، علما ان قبرص مقسمة الى قسمين منذ 1974 بعد اجتياح الجيش التركي شمال الجزيرة ردا على انقلاب نفذه قوميون من القبارصة اليونانيين بهدف إلحاق الجزيرة باليونان.

حيث أقدمت تركيا على تحدي كل من إسرائيل وقبرص وشرعت بالتنقيب في حقول الغاز الهائلة في الجزء الجنوبي من الجرف القاري لجزيرة قبرص تحت حماية سفن حربية. في المقابل سارعت إسرائيل الى إرسال طائرات مقاتلة حلقت حول قبرص ومياهها الساحلية، مما اثار مخاوف الاتراك على شمال قبرص التركية، وفي ظل عناد الإطراف المتنازعة تركيا وإسرائيل وقبرص قد تجر المنطقة الى خيار الحرب.

على صعيد منفصل بعد إلغاء اتفاقية تصدير الغاز المصري لإسرائيل أثيرت مخاوف حول مستقبل العلاقة بين البدلين من الناحية  الدبلوماسية أو الاقتصادية، خصوصا أن إسرائيل فقدت حليفها الدبلوماسي الوحيد فى الشرق الأوسط، والمتمثل في مصر، بعد اتخاذ هذا القرار، صار هذا الأمر ينذر بمزيد من تدهور العلاقات بينهما، ويرى بعض المحللين من الصعب التكهن حاليا فيما اذا كانت هذه المواجهة ستبلغ حد الاشتباك المسلح بين الاطراف المتنازعة، ام سيكون  بالإمكان تسوية النزاع  بالطرق الدبلوماسية.

تركيا و إسرائيل

فقد قالت تركيا إنها أرسلت طائرات عسكرية لاعتراض طائرة إسرائيلية اخترقت المجال الجوي لشمال قبرص، وأنها طلبت إيضاحا للاختراق، ورفض متحدث عسكري إسرائيلي التعليق على الاتهام التركي لكن الواقعة مثلت مصدرا جديدا للتوتر بين الحليفين السابقين، وانهارت العلاقات بين تركيا وإسرائيل الحليفتين السابقتين منذ أن هاجمت قوات خاصة إسرائيلية السفينة التركية مرمرة في مايو أيار من عام 2010 في كسر للحصار الاسرائيلي لقطاع غزة الأمر الذي أسفر عن مقتل تسعة أتراك في اشتباكات مع قوات خاصة إسرائيلية، وتزامنت واقعة مع توتر في جزيرة قبرص الواقعة في البحر المتوسط بسبب خطط للتنقيب عن النفط والغاز مما قد يعوق جهودا تبذلها الأمم المتحدة لإعادة توحيد الجزيرة، وقال الجيش التركي في بيان على موقعه "خرقت طائرة تنتمي لإسرائيل لم يتسن تحديد طرازها المجال الجوي لجمهورية شمال قبرص التركية خمس مرات، واضاف البيان "ردا على هذا الموقف ارسلنا طائرة من طراز 2اكس.أف.-16 المتمركزة في انجرليك ونفذت طائراتنا طلعات في المجال الجوي لجمهورية شمال قبرص التركية ومنعت الطائرة المذكورة في مواصلة انتهاك المجال الجوي لجمهورية شمال قبرص، وقالت وزارة الخارجية التركية إنها اتصلت بالبعثة الدبلوماسية الاسرائيلية في انقرة وطلبت ايضاحا لهذا الانتهاك، وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي في القدس إنها تتحقق من التقرير، وقسمت قبرص عام 1974 عندما غزا الجيش التركي الجزيرة بعد انقلاب قصير للقبارصة اليونانيين دبره مجلس عسكري كان في سدة الحكم في أثينا آنذاك. بحسب رويترز.

ومازال هناك نحو 30 ألف جندي لتركيا في شمال قبرص وهي الدولة الوحيدة التي تعترف بجمهورية شمال قبرص، وأعلنت حكومة قبرص اليونانية التي تحظى باعتراف دولي عن اكتشاف للغاز الطبيعي قبالة سواحلها في ديسمبر كانون الأول لكن تركيا ترفض محاولتها استغلال الاحتياطيات، وسمحت أنقرة في المقابل لشركة نفط حكومية تركية للقيام بعمليات تنقيب عن النفط والغاز في ست مناطق قبالة الساحل حول شمال قبرص الأمر الذي قوبل بإدانة من جانب الحكومة القبرصية التي تزعم سيادتها على المنطقة، وعلى صعيد منفصل أعلنت إسرائيل عن اكتشافين كبيرين للطاقة قبالة سواحلها في المياه التي تفصلها عن قبرص، وعملت إسرائيل على تعزيز العلاقات مع قبرص واليونان مع تداعي علاقاتها مع تركيا، وأجرت اسرائيل في منطقة شرق المتوسط في الاونة الاخيرة مناورات عسكرية مشتركة مع شركائها إلى جانب تدريبات للقوات الجوية الاسرائيلية على المسافات البعيدة تحسبا لشن ضربة عسكرية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، وتستخدم إسرائيل الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار والسفن للقيام بدوريات في مناطق حقول الغاز الطبيعي فيها، وأثارت تركيا مخاوف من مواجهة محتملة في البحر عندما قالت العام الماضي إنها ستعزز دورياتها في شرق المتوسط، لكن مسؤولا عسكريا إسرائيليا كبيرا قال إنه لا توجد زيادة ملحوظة في العمليات البحرية التركية في منطقتها الاقتصادية البحرية والتي تمتد لمسافة 187 كيلومترا من ساحلها.

نشر قوات في قبرص

نفت اسرائيل انباء نشرتها صحف تركية اكدت انها تنوي نشر آلاف الجنود في الجمهورية القبرصية لحماية مصالحها في الطاقة في المنطقة، في اجواء من التوتر مع تركيا، وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان نشرته سفارة الدولة العبرية في انقرة ان "هذه الادعاءات لا اساس لها ولا علاقة لها بالواقع"، واضافت ان "اسرائيل لن ولم تنشر يوما قوات على ارض اجنبية"، وذكرت وكالة انباء الاناضول التركية نقلا عن مسؤول قبرصي يوناني ان اسرائيل تنوي نشر عشرين الف جندي في الشطر القبرصي اليوناني من قبرص لضمان امن ثلاثين الف عامل وفني اسرائيلي سيتوجهون الى الجزيرة للعمل فيها، حسب الوكالة، وسيعمل هؤلاء في عمليات التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل الجزيرة التي بدأتها الدولة العبرية وقبرص العام الماضي، وعبرت تركيا مرات عدة عن معارضتها لعمليات التنقيب هذه معتبرة انها "غير مشروعة" وان الجانب القبرصي اليوناني لا يحق له القيام بعمليات تنقيب طالما ان الجزيرة مقسمة لان ذلك يعني حرمان القبارصة الاتراك من الموارد التي سيتم اكتشافها. بحسب فرانس برس.

اجراءات انتقامية

دعت وزارة الخارجية التركية الشركات المرشحة الى استدراج عروض قبرصي يوناني حول التنقيب عن الغاز والنفط مقابل الجزيرة الى سحب طلباتها والا ستعاقبها باستبعادها من اي مشروع تعاون مع تركيا، وقالت الوزارة في بيان "ندعو الدول والشركات النفطية المعنية الى التصرف بعقلانية والامتناع عن اي مشاركة في هذه المنطقة البحرية التي تشكل مصدر خلافات متعلقة بالمسألة القبرصية والانسحاب من استدراج العروض المذكور"، وتابعت ان تلك الشركات ستعتبر "مسؤولة" عن التوتر الذي قد ينجم في المنطقة في حال بدات التعاون مع الحكومة القبرصية اليونانية "مستهترة بحقوق القبارصة الاتراك"، واضاف البيان انه "لن يكون واردا على الاطلاق ادراج شركات تعاونت مع الادارة القبرصية اليونانية في مشاريع طاقة في تركيا في المستقبل"، ونددت جمهورية قبرص التي يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء تركيا، ب"الموقف الاستفزازي لتركيا التي تسعى الى سياسة عدائية لنشر اهدافها التوسعية في قبرص"، وقالت وزارة الخارجية القبرصية في بيان ان "التهديدات التركية لن تؤثر في عزم الجمهورية على مواصلة تنفيذ برنامجها للابحاث والتنقيب والاستثمار. بحسب فرانس برس.

واعلنت قبرص عن تقديم 15 شركة ومجموعة عروضا اثناء المزاد على 12 منطقة لاستخراج النفط والغاز مقابل سواحل الجزيرة المتوسطية، واعربت تركيا عدة مرات عن معارضتها لاعمال التنقيب هذه واصفة اياها بانها "غير مشروعة"، وقدمت العروض عشر مجموعات مشتركة (كونسورسيوم) وخمس مجموعات من بينها الفرنسية توتال والماليزية بتروناس والاميركية آيه تي بي، وتتخذ الحكومة القبرصية قرارها النهائي حول 12 من مناطق استخراج الغاز ال13 التابعة للجمهورية القبرصية في مهلة ستة اشهر، وسبق ان اعلنت شركة نوبل انرجي الاميركية التي منحت حق استغلال المنطقة رقم 12 العام 2011 عن اكتشاف حقل غاز قد تبلغ محتوياته 226,5 مليار متر مكعب بقيمة قدرت بحوالى 100 مليار يورو، وافادت وسائل اعلام عدة عن امكان الكشف عن حقول غاز او حتى نفط اخرى في المناطق المتاخمة.

شمال قبرص

اطلقت الشركة النفطية التركية العامة (تي بي ايه او) حملة تنقيب عن النفط والغاز قبالة شمال قبرص بعد ان اكتشف القبارصة اليونانيون حقلا ضخما للغاز جنوب الجزيرة، وقد دشن وزير الطاقة التركي تانر يلديز و"رئيس جمهورية شمال قبرص التركية" (المعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى انقرة) درويش اروغلو، اول بئر للتنقيب قرب مدينة ايسكيلي حيث ستجري الشركة عمليات استكشاف على عمق ثلاثة الاف متر خلال اربعة اشهر، ونقلت وكالة انباء الاناضول التركية عن يلديز قوله "نولي اهمية كبيرة لهذه الاعمال، ليس فقط لانها تتعلق باستخراج النفط والغاز بل وايضا لانها تكتسي اهمية استراتيجية". لكنه لفت الى ان الفرص ضئيلة بايجاد حقل من حملة التنقيب الاولى، وقال اروغلو "ليس لنا مطامع باي ارض وبلاد وحرية او سيادة احد لكننا لن نسمح لاي شخص بالاعتداء على حقوقنا وسلبنا"، وتأتي حملة التنقيب بعد ان اكتشفت الشركة الاميركية نوبل المكلفة من الحكومة القبرصية اليونانية في 2001 حقلا يمكن ان يحوي حتى 224 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة. بحسب فرانس برس.

ووقعت الشركة النفطية التركية العامة من جهتها اتفاقا مع المجموعة النفطية الانكليزية الهولندية العملاقة شل للقيام بعمليات استكشاف (اوفشور) في المتوسط وفي جنوب شرق تركيا.

مصر وإسرائيل

قلل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من شأن قيام مصر بالغاء اتفاق تصدير الغاز الطبيعي لبلاده بعد أن قال وزير المالية في الحكومة الاسرائيلية ان خطوة القاهرة تلقي بظلالها على معاهدة السلام بين البلدين، وقال نتنياهو ان الاتفاق الذي أعلن عن الغائه والذي تحصل اسرائيل بمقتضاه على 40 بالمئة من حاجتها من الغاز نشأ عن نزاع تجاري وليس بسبب نزاع دبلوماسي، وقال مسؤولون مصريون أيضا ان الغاء اتفاق تصدير الغاز مسألة تجارية على الرغم من دعوات متزايدة في بلادهم لاعادة النظر في العلاقات مع اسرائيل منذ الاطاحة في انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي بالرئيس السابق حسني مبارك الذي كانت المعاهدة حجر زاوية في سياسته الاقليمية، وقالت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي المصرية فايزة أبو النجا ان مصر مستعدة لعقد اتفاق جديد بشأن تصدير الغاز لجارتها وان النزاع بين شركتين وليس بين دولتين، ومن جديد أثيرت بقوة في وسائل اعلام اسرائيلية تساؤلات حول التزام مصر بمعاهدة السلام الموقعة عام 1979 بعد التغيير الكبير الذي شهدته مصر خلال العام المنقضي. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية الواسعة الانتشار في أحد عناوين مقالاتها "لا يريدوننا، ورحب سياسيون مصريون بالقرار الذي ارتفعت الاصوات المطالبة به حتى في وجود مبارك في الحكم. وكانت وسائل اعلام معارضة ومواطنون اتهموا الحكومة بمعاملة تفضيلية لاسرائيل في السعر والعمل لتربيح رجال أعمال مقربين من مبارك، ويقول مسؤولون اسرائيليون ان الغاز لم يتدفق من مصر معظم العام الحالي بسبب سلسلة تفجيرات في خط الانابيب بمحافظة شمال سيناء التي يمر الخط بها قادما من دلتا النيل، وتحولت اسرائيل لاستخدام موارد طاقة أغلى وقالت لسكانها ان عليهم أن يتوقعوا انقطاعا في الكهرباء بين وقت واخر هذا الصيف، وقال نتنياهو للصحفيين "لا نرى في هذا الوقف للغاز شيئا ناجما عن تطورات سياسية." وأضاف "هو فعلا نزاع تجاري بين الشركة الاسرائيلية والشركة المصرية، وقام مسؤولان اسرائيليان بزيارة قصيرة للقاهرة يوم الاثنين لاجراء محادثات حول اتفاقية الغاز بحسب مصادر في مطار القاهرة. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية أن سفير مصر في تل أبيب اجتمع مع داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي من أجل "تقديم ايضاحات".

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان لمحطات اذاعة اسرائيلية "اسرائيل مهتمة بالمحافظة على اتفاقية السلام ونعتقد أن هذا اهتمام رئيسي لمصر، وكانت مصر أول دولة عربية توقع على اتفاقية سلام مع اسرائيل في عام 1979 وأعقبها الاردن في عام 1994، وأكدت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية الغاء الاتفاق الذي يبلغ أجله 20 عاما والذي تم التوصل اليه عام 2005، وقدمت الشركة العامة المصرية الغاز الخاص بالصفقة الى شركة غاز شرق البحر المتوسط التي يحمل الكثير من أسهمها رجل الاعمال حسين سالم الذي كان مقربا من مبارك. ويحاكم سالم غيابيا في مصر باتهامات بالفساد بينها اتهامات ناشئة عن صفقة الغاز، وقال المرشح الرئاسي عمرو موسى ان وقف تصدير الغاز لاسرائيل "خطوة طبيعية في ضوء المعلومات الخاصة بالفساد الذي شاب هذه الصفقة، ووصف محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين التي لها الاغلبية في البرلمان القرار بأنه "ممتاز" وقال انه لا علاقة له بمعاهدة السلام. وأضاف أن مصر تحتاج الى مزيد من الغاز للاستهلاك المحلي، وبينما تقترب انتخابات الرئاسة المصرية تتعرض العلاقات مع اسرائيل لانتقادات متزايدة في مؤتمرات الدعاية لكن أبرز المرشحين والجماعات الكبيرة مثل الاخوان المسلمين تشدد على احترام معاهدات مصر الخارجية، وقال محمد شعيب رئيس مجلس ادارة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية ان القرار ليس سياسيا. وأبلغ قناة الحياة التلفزيونية المصرية أن الشركة أنهت الاتفاق لان الطرف الاخر لم يف بالتزاماته، وقال وزير البترول والثروة المعدنية عبد الله غراب "الاجراء الذي تم بشأن عقد تصدير الغاز لاسرائيل لا يخرج عن كونه خلافا تجاريا ولا تحكمه أي اعتبارات سياسية ولا يعكس أي توجهات سياسية، وقالت أبو النجا إن الأمر يتعلق بعدم السداد وأضافت "(هذا) عقد تجارى بين شركتين ... الطرف الموقع مع الجانب المصرى لم يلتزم بالالتزامات المالية المدرجة ببنود العقد وتم اخطاره خمس مرات ... ولم يتم السداد، وقال مسؤول في قطاع الطاقة الإسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته "ندفع مقابل ماذا؟ مقابل غاز لم نحصل عليه قط؟ لا يوجد شئ يغير من حقيقة أن هناك انتهاكا في التزام مصر بتوريد الغاز. نحتاج لنذكر بأنه لم يكن هناك امداد بالغاز المصري تقريبا في العام المنصرم، وتصدعت العلاقات بين مصر واسرائيل منذ اسقاط مبارك. وقامت اسرائيل باجلاء سفيرها في القاهرة بعد أن اقتحم محتجون مقر السفارة بسبب مقتل جنود مصريين برصاص الجيش الاسرائيلي على الحدود في أغسطس اب. ومنذ ذلك الوقت تعمل السفارة من مسكن السفير الاسرائيلي باحدى ضواحي القاهرة، وعبر وزير المالية الاسرائيلي يوفال شتاينتز عن قلقه بشأن التبعات الاقتصادية والدبلوماسية لقرار انهاء العقد، وقال ان القرار المصري "سابقة خطيرة تلقي بظلال على اتفاقيات السلام والمناخ السلمي بين مصر واسرائيل.

بدائل للغاز المصري

سيتأثر قطاع الطاقة الاسرائيلي سلبا في المدى القصير من جراء قرار مصر وقف بيع الغاز الطبيعي اليها لكن البلد كان يقلص بالفعل اعتماده على الامدادات التي كانت حيوية يوما ولديه عدد من خطط الطوارئ التي ستخفف الاضرار، وأعلن أن شركات نفط وغاز مصرية مملوكة للدولة ستوقف مبيعات الغاز التي كانت ضمن اتفاق مدته 20 عاما وذلك بعد عام من أعمال تخريب استهدفت خط الانابيب بين البلدين مما عطل الامدادات بالفعل، وقال وزير الطاقة الاسرائيلي عوزي لانداو "انه اعلان مؤسف لكنها ليست مفاجأة على الاطلاق. انه يجسد واقعا ظل قائما لاكثر من عام، وقال "منذ عامين تقريبا ونحن نستعد لتوقف الامدادات. لذا وفي حين يثير الامر ازعاجا شديدا وسيرفع أسعار الطاقة فان اسرائيل كانت تطور سوق الطاقة لديها دون الاعتماد على ذلك الغاز، كان اتفاق الغاز الموقع في 2005 أهم اتفاق اقتصادي بين مصر واسرائيل منذ اتفاقية السلام التاريخية بين البلدين عام 1979، لكن العلاقات توترت منذ أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس المصري حسني مبارك العام الماضي، وتجنبا لمزيد من التوترات وصف الزعماء الاسرائيليون قرار مصر وقف امداد الغاز بأنه قرار تجاري وليس سياسيا. وقال المسؤولون المصريون أيضا ان انهاء العقد مسألة تجارية، وكان الغاز المصري يلبي نحو 40 بالمئة من حاجات اسرائيل من الغاز الطبيعي وهو مصدر الطاقة الرئيسي في البلاد. لكن في ظل الهجمات التي تعرض لها خط الانابيب المصري في شبه جزيرة سيناء والتي أوقفت الامدادات معظم فترات 2012 بدأت اسرائيل تبحث عن بدائل. بحسب رويترز.

وتستطيع احتياطيات اسرائيل المكتشفة حديثا في حقول غاز بحرية ضخمة أن تفي بحاجاتها من الطاقة لعقود بل وأن تجعلها بلدا مصدرا لكن الحقل الاول حقل تامار لن يبدأ الانتاج قبل ابريل نيسان 2013. أما حقل لوثيان الاضخم فمن المقرر أن يدخل الخدمة قرب عام 2017، وفي غضون ذلك تسرع الحكومة أعمال بناء مرفأ لاستيراد الغاز الطبيعي المسال وقد طلبت من شركات التنقيب تسريع أعمال الحفر في حقول أصغر يمكن استغلالها بسهولة أكبر وتعتزم استيراد أسطول مولدات متنقلة للحيلولة دون انقطاع الكهرباء هذا الصيف، وتحول مرفق الكهرباء الاسرائيلي - في غياب الغاز المصري وبعد أن نضب تقريبا حقل الغاز العامل الوحيد في البلاد - الى أنواع من الوقود أعلى تكلفة وأشد تلويثا للبيئة مثل الديزل وزيت الوقود مما أدى الى ارتفاع أسعار الكهرباء، ومع توقف الامدادات من مصر لاكثر من 200 يوم وقعت محطات كهرباء وشركات صناعية اسرائيلية كبيرة في العام المنصرم عقودا بمليارات الدولارات لشراء الغاز من حقل تامار البحري، وقال روني بيرون المحلل في يو.بي.اس انه لهذا السبب كان اعلان يوم الاحد نبأ طيبا بالنسبة لكونسورتيوم تامار الذي تقوده نوبل انرجي الامريكية وديليك انرجي الاسرائيلية، وقال "معظم الشركات لا تعتبر مصر مصدرا يعتمد عليه للغاز بسبب الهجمات المتكررة على خط الانابيب والوضع السياسي لذا لا يمكن وضع خطة عمل على أساس امدادات للغاز لا يمكن التنبؤ بها على هذا النحو.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/آيار/2012 - 2/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م