ثقافات متحركة ومبدعون خلدتهم كلماتهم

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: لا يزال عالمنا الثقافي زاخرا بالإحداث والمناسبات الثقافية والفكرية والأدبية عموما، حيث وفيات كتاب مهمين في دول مختلفة من العالم، او استذكارات سنوية لمبدعين خلدتهم إعمالهم وإبداعاتهم، فيما يلقى الفكر والأدب والفلسفة رواجا بين القراء، وهذه الظاهرة تشمل عددا من البلدان المتطورة، باستثناء الدول التي تتراجع فيها الثقافة لأسباب كثيرة أولها الأسباب السياسية، لذا نرى شعوب العالم المتطورة تخلّد مبدعيها وغالبا ما يفاجئنا احدهم باكتشاف اثر ما لهذا الكاتب او ذاك، كما في حالة اكتشاف رسائل لفولتير، الأمر الذي احدث موجة من الاندهاش والمتابعة، كذلك هناك غياب متكرر للزهو عن قبر الكاتب الأمريكي ادغار ألن بو، الأمر الذي اثار استغرابا واسعا مع أن هذا الكاتب كان في حياته مهملا كليا، وهكذا تحاول الشعوب المتطورة أن تجد مبررا للاحتفاء او الاحتفال بمبدعيها، على العكس مما يحدث من إهمال لهم في المجتمعات التي لا تزال قابعة في التخلف والجهل، مع أن الإقبال العالمي على الفكر والفلسفة والإحداث الثقافية الكثيرة يلقى اهتماما كبيرا من لدن العالم المتمدن.

الجامعة الشعبية

فقد يحضر نحو الف شخص من مشارب مختلفة من خبازين وممرضين وعاطلين عن العمل، كل يوم اثنين الدرس الذي يعطيه ميشال اونفراي للسنة العاشرة على التوالي في "الجامعة الشعبية" في كاين (شمال غرب فرنسا) والموجه الى "الاشخاص الذين كانوا غير مبرجمين اجتماعيا لتلقي الفلسفة"، تقول باسكال (48 عاما) العاطلة عن العمل "هذه الدروس تساعدني يوميا على ان اعيش حياتي. عندما تكون مختلفا تصطدم بعدم الفهم من قبل الاخر. اشعر بقرب كبير منه وهو يجد الكلمات في المكان الذي افتقر اليها"، اطلقت هذه الجامعة المجانية غير المعترف بها العام 2002 وهي تشكل رد الفيلسوف ميشال اونفراي على وصول مرشح اليمين المتطرف جان-ماري لوبن الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسة في السنة ذاتها، ويعتبر ميشال اونفراي (52 عاما) صاحب كتاب "كتاب الفلسفة المضاد" الذي يدعو الى تعليم جماعي ومجاني يمر اولا عبر قراءة اعمال الكتاب، خلافا للتعليم الكلاسيكي، "اذا كان الناس عنصريين فهذا عائد الى نقص في الثقافة"، وتلقى هذه المقاربة نجاحا. الجامعة الشعبية اسست عمدا في منطقة بعيدة عن اوساط المثقفين الباريسيين هي مسقط رأس الفيلسوف صاحب حوالى خمسين عملا نشر في 25 دولة. وقد انتشرت ايضا في عدة مدن فرنسية اخرى مثل ليون وغرونوبل (الوسط الشرقي)، ويقول جان بيار الاستاذ المتقاعد والمستمع الدائم للدروس "انه لامر رائع! قبل عشر سنوات كنا نتجمع في قاعة تتسع لمئتي مقعد. وها نحن الان في مسرح بشاشات ضخمة ومقاعد حتى خارج القاعة. بحس فرانس برس.

والى جانب "التاريخ المضاد للفلسفة" لميشال اونفراي يقترح نحو عشرين استاذا متطوعا على الجمهور ندوات متنوعة تراوح بين الموسيقى والرياضيات، ويؤكد الفيلسوف الذي يقول انه كان "مبرمجا لاكون عاملا في مصنع للجبن" في بلدته، "اني اقيس النجاح خصوصا من خلال الرسائل الالكترونية التي تردني من الناس الذين كانوا مثلي مبرمجين اجتماعيا لكي لا يلتقوا مع الفلسفة والذين يقولون لي +لقد غيرت حياتنا+، ويقول موريس وهو موظف سكك حديد متقاعد "الامر يسمح لنا بالتفكير وان يكون لنا رأي حول مجموعة من المشاكل المطروحة راهنا". فالدروس تتطرق ايضا الى بعض الاحداث الراهنة، ميشال اونفراي المنتقد للديانة المسيحية والديانات بشكل عام وداعية المتعية واليساري الملتزم ، لا يحظى بالاجماع كما تظهر الانتقادات الكثيرة لكتابه المثير للجدل "انحطاط معبود" المكرس لفرويد و"حبكاته"، ويقول الفيلسوف رافاييل ايتنوفين شريك كارلا بورني ساركوزي السابق ووالد ابنها، الذي درس سنتين في الجامعة الشعبية قبل ان يختلف مع مؤسسها "ميشال اونفراي لديه يقين ثابت في الكثير من الامور ولا يتقبل كثيرا الا تتم موافقته الرأي"، ويختم قائلا "الاستاذة يدرسون على صورتهم . وفي الجامعة الشعبية يتعلم المرء الامور التي تسمح له بالتفكير ضد الذين يدرسونهم وهذا امر رائع".

كاتب آخر شارك شكسبير

في سياق متصل اشارت دراسة ادبية اكاديمية في جامعة أوكسفورد الى ان كاتبا يدعى توماس ميدلتون شارك شكسبير في كتابة مسرحية "العبرة بالخواتيم"، وكشفت الدراسة عن ان ميدلتون كان أحد الكتاب المحتملين الذين شاركوا شكسبير في كتابة هذه المسرحية، وذلك وفقا لتحليل أدبي معمق لمفردات المسرحية، والنَظْم البلاغي المستخدم فيها، وأسلوب الكتابة، والقواعد النحوية المستخدمة، وتقول لوري ماغواير الأستاذ بجامعة أوكسفورد إن البحث الادبي الاخير يشير الى أن مجموعة من الكتاب كانوا يشتركون معا في كتابة المسرحيات، وتضيف: "نحن بحاجة إلى التفكير في الأمر بشكل مختلف، حيث كان العمل يتم كأنه في استوديو سينمائي يضم فريقا من الكتاب"."ليس كاتبا واحدا"، وتقول هذه الدراسة الرئيسية التي أجريت على مسرحية "العبرة بالخواتيم" إن التفسير الأكثر احتمالية ومنطقية فيما يتعلق بالاختلافات في الأسلوب وعدم الاتساق الموجود في النص يشير إلى أن هذا العمل يعود لاثنين من الكتاب وليس لكاتب واحد، وتقول ماغواير إن أغلب المسرحيات التي كتبت في هذه الفترة الزمنية تعود لأكثر من كاتب واحد، لكن شهرة شكسبير كرمز كبير كانت ولا تزال تدفع إلى عدم التفكير في أعماله الأدبية على هذا النحو، وتقول إنها "واثقة تماما" أن هناك "يدا أخرى" شاركت في تأليف هذه المسرحية، وتقول الدراسة التي أعدتها ماغواير بالمشاركة مع إيما سميث من كلية اللغة الإنجليزية بجامعة أوكسفورد في بريطانيا إن الكاتب المسرحي توماس ميدلتون، الذي كان معاصرا لشكسبير، هو الشخص المحتمل أن يكون قد شارك شكسبير في كتابة هذا النص المسرحي، وتقول ماغواير إن لكل كاتب "بصمة" أدبية خاصة تميز الأسلوب الخاص به، وذلك كما يميز الحمض النووي (دي إن إيه) تماما كل شخص عن الأخر. بحسب البي بي سي.

وتضيف أن هناك تحليلا مفصلا للغاية تم إجراؤه على لغة النص المسرحي وهو ما أظهر "مؤشرات" ترتبط بقوة بالكاتب ميدلتون، فهناك القافية والإيقاعات المستخدمة في أجزاء مختلفة من المسرحية، بالإضافة إلى الصياغة وطريقة كتابة الأحرف وحتى بعض الكلمات الفردية تشير كلها إلى اشتراك ميدلتون في كتابة هذا النص، وتقول الدراسة أيضا إنه لا يمكن أن توجد أي استنتاجات نهائية لمثل هذا النوع من الأعمال الأدبية، لكن الباحثين يقولون إنه من الممكن أن يكون هناك كتاب أخرون محتملون مثل جون فليتشر، لكن ماغواير تقول إن ثمة "استعارة" أسلوبية توافق الأسلوب الخاص بالكاتب ميدلتون، وكان ميدلتون، الذي عاش في الفترة ما بين 1580 و1627، من سكان لندن، وكان أصغر سنا من شكسبير، وتقول ماغواير إن القواعد اللغوية الأكثر حداثة التي كان يستخدمها ميدلتون يمكن اكتشافها في النص، ولا تزال المسرحيات التي كتبها شكسبير موضع للدراسة والتكهنات المتواصلة، وتقول ماغواير إن هذه الدراسة الأخيرة تشير إلى وجود نهج تعاوني كان منتشرا في كتابة المسرحيات في هذا العصر الأدبي.

رسائل فولتير

الى ذلك أعلن أحد الباحثين في جامعة أكسفورد أنه اكتشف رسائل جديدة كتبها الكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير عندما كان يعيش في المنفى في إنكلترا بين العامين 1726 و 1728، تسلط الضوء على تأثير المثقفين البريطانيين على افكار الفيلسوف الفرنسي، وذكر نيكولاس كرونك الأستاذ المحاضر في الأدب ومدير مؤسسة فولتير التابعة لجامعة أكسفورد بأن "فولتير قد أمضى سنتين مهمتين في إنكلترا غير موثقتين كثيرا عندما كان في الثلاثين من العمر وكانت شهرته تقتصر على أشعاره"، وتابع "قد اطلع هنا على افكار المثقفين الإنكليز ونقلها معه فشكلت أساس فكر التنوير"، وأشار هذا الباحث إلى أن "هذه الرسائل جد مهمة إذ انها تبين أن فولتير قد اكتشف أفكار التنوير بفضل علاقاته مع الأرستقراطية الإنكليزية"، وقد استخدم فولتير واسمه الحقيقي فرانسوا ماري آرويه توقيع "فرانسيس" في إحدى الرسائل في إشارة إلى المقابل الإنكليزي لاسمه، وقد عثر الأستاذ نيكولاس كرونك على هذه الرسائل الأربع عشرة في عدة مكتبات أميركية. بحسب فرانس برس.

أورهان باموك

من جهة أخرى حاز الكاتب التركي أورهان باموك جائزة "سونينغ" للعام 2012 وهي المكافأة الثقافية الأرفع في الدنمارك التي تمنحها جامعة كوبنهاغن لأفضل عمل يخدم الثقافة الأوروبية، وأورهان باموك البالغ من العمر 59 عاما هو الكاتب التركي الأول الذي نال جائزة نوبل للآداب في العام 2006، عن مؤلفه الذي يتناول تمزق المجتمع التركي بين الشرق والغرب، وفي بيان أشارت لجنة التحكيم إلى أن "أكبر مساهمة قام بها أورهان باموك لصالح الثقافة الأوروبية، هي التحدي الذي أطلقه مستهدفا الحدود المرسومة حولها"، أضاف البيان أن "عمله يعبر عن إيمان كبير بأوروبا مع عدد أقل من الحدود الثقافية.. أوروبا ممتدة غير ملزمة بالاختيار ما بين الشرق والغرب، وإنما على العكس قادرة على جمعهما"، ومؤلف "منزل الصمت" و"الكتاب الأسود" الذي يجمع الجوائز الأدبية خارج بلاده، متهم بإثارة المتاعب السياسية في تركيا وذلك على خلفية تصريحاته المتعلقة بمواضيع اعتبرت طويلا من المحرمات مثل سوء معاملة أنقرة للأقلية الكردية والمذابح التي ارتكبت في حق الأرمن في أيام السلطنة العثمانية، وجائزة "سونينغ" التي تمنح مرة واحدة كل سنتين وقيمتها مليون كورون دنماركية (134 ألف يورو)، كانت قد منحت إلى الشاعر والروائي الألماني هانس ماغنوس إنزنسبرغر في العام 2010 وكذلك إلى الإيطالي رينزو بيانو احد مهندسي مركز بومبيدو في باريس في العام 2008، وسوف يتسلم أورهان باموك جائزته في 26 تشرين الأول/أكتوبر المقبل في جامعة كوبنهاغن. بحسب فرانس برس.

الشاعر ادغار بو

على صعيد أخر، الزائر الليلي الغامض الذي كان يضع سنويا باقة من الورد وزجاجة كونياك مستهلكة جزئيا على قبر الشاعر الاميركي ادغار بو في بالتيمور في ذكرى ميلاده، لم يظهر للسنة الثالثة على التوالي على ما افادت الصحف الاميركية، واعلن امين متحف ادغار بو في بالتيمور (ميريلاند شرق الولايات المتحدة) جيف جيروم بعدما سهر الليل مع بعض الفضوليين في محاولة لرؤية الزائر الغامض، "رسميا" انتهاء هذا التقليد الغريب الذي يعود الى العام 1949 على الاقل على ما ذكرت صحيفة "بالتيمور صن"، واوضح جيروم "لقد توصلت الى استنتاج بان الامر انتهى، وساشتاق الى حماسة الانتظار هذه"، في العام 1993 ترك الشخص المجهول رسالة قال فيها ان "الشعلة ستسلم" حاملا جيروم الى الاعتقاد ان التقليد سينتقل من الاب الى الابن، ولم تعرف حتى الان هوية هذا الزائر الا ان صورة غير واضحة تظهر الرجل معروضة في منزل ادغار بو الذي حول الى متحف في المدينة، ويعتبر ادغار بو (1809-1849) ايضا "اب" الرواية البوليسية. بحسب فرانس برس.

ماريو فارغاس يوسا

في حين تحدث ماريو فارغاس يوسا الحائز جائزة نوبل للآداب سنة 2010 عن روايته الجديدة المعنونة موقتا "إل هيرويه ديسكريتو" والتي تدور أحداثها في مدينة بيورا في البيرو وتتناول موضوع التغيير الذي تشهده البيرو، مع بعض سمات السيرة الذاتية، وقال فارغاس يوسا في سانتياغو على هامش حفل تكريمي أقيم على شرف الكاتب التشيلي خورخي ادواردز "تجري الأحداث بين بيورا وليما. ليست كل الأحداث مبتكرة مئة في المئة لكنها ليست أيضا رواية تحكي سيرة ذاتية"، وأضاف "انطلقت من صور في الذاكرة، كانت تلك نقطة البداية"، وكان الأديب قد لفت قبل بضعة أيام إلى أن "جزءا من الرواية يتناول عملية التحول السريعة التي تشهدها البيرو لحسن الحظ"، في إشارة إلى الازدهار الاقتصادي والتغيرات الاجتماعية في وطنه الأم، وقال الأديب لصحيفة "ليما إل كومرسيو"، "لقد تابعت عن كثب تطور بيورا ولذلك أشعر براحة أكبر عند تصور أحداث وشخصيات ومواقف في مدينة مثل بيورا بدلا من مدن أخرى لا أعرف عنها سوى القليل"، يذكر أن فارغاس يولا أمضى سنوات من طفولته في مدينة بيورا الدافئة الواقعة شمال البيرو بالقرب من الساحل، وأوضح الأديب أنه سيصدر قبل هذه الرواية كتابا بعنوان "لا سيبيليثاثيون دل إسبيكتاكولو" (حضارة العرض) في نيسان/أبريل في اسبانيا يعالج بعض الأوجه التافهة من الثقافة الحالية، ويتنقل ماريو فارغاس يوسا البالغ من العمر 75 عاما بين اسبانيا والبيرو لكنه يمضي فصل الصيف عادة في البيرو حيث يلبي دعوات عدة إلى أميركا اللاتينية ولا يجد الكثير من الوقت للتعليق على المسائل السياسية الساخنة، وفي الأسابيع الأخيرة، أعرب الأديب الذي ترشح للانتخابات الرئاسية في البيرو سنة 1990 عن رأيه في بعض القرارات القضائية وفي سجن شقيق رئيس الدولة والجدل القائم حول العفو المحتمل عن الرئيس السلطوي السابق ألبرتو فوجيموري. بحسب فرانس برس.

باتريك موديانو

من جانب أخر فاز الكاتب الفرنسي باتريك موديانو بجائزة الدولة النمسوية للأدب الأوروبي وقيمتها 25 ألف يورو، على ما أعلنت وزيرة الثقافة كلاوديا شميد في بيان، ويتسلم باتريك موديانو البالغ من العمر 66 عاما جائزته تلك في سالزبورغ (غرب النمسا)، وقد فاز بها لما تضمنته روايته من "سرد ينطوي على إنسانية حول الماضي والحاضر وحول الذاكرة والنسيان"، بحسب ما أوضحت كلاوديا شميد، وكانت الجائزة النمسوية قد كرمت في السنوات السابقة الكاتبين الأسبانيين خورخيه سمبرون (2006) وخافيير مارياس (2011) بالإضافة إلى السويدي بير أولوف إنكويست (2009)، والكاتب النمسوي بيتر هاندك هو الذي أدخل باتريك موديانو إلى العالم الجرماني وقد ترجم له في العام 1985 روياته "أون جونيس". إلى ذلك، لم تنشر رواية موديانو الأولى "لا بلاس دو ليتوال" في النمسا إلا في العام 2010. وهي تدور حول الاحتلال النازي لباريس، وكان باتريك موديانو قد حاز أبرز الجوائز الأدبية في فرنسا: جائزة غونكور في العام 1978 وجائزة الأكاديمية الفرنسية الكبرى للرواية في العام 1972 وجائزة روجيه نيمييه في العام 1968. بحسب فرانس برس.

موريس سنداك

عل الصعيد نفسه توفي الكاتب الأميركي موريس سنداك الذي عرف ملايين الأطفال في العالم على ماكس الشرير ووحوشه في رواية "وير ذي وايلد ثينغز آر"، عن عمر 83 سنة، على ما اعلنت دار النشر "هاربر كولينز"، وأوضحت دار النشر في بيان أنه "توفي في دانبوري في كونيتيكت جراء مضاعفات سكتة دماغية"، ويعتبر النقاد أنه من المستحيل تصور أدب الأطفال من دون سنداك الذي قرأ الملايين في العالم أعماله التي كتبها على مر ستين سنة والتي ترجمت إلى عشرات اللغات، ومع أن كتاب "وير ذي وايلد ثينغز آر" الذي صدر سنة 1963 هو الأكثر شهرة، إلا أن سنداك ألف حوالى خمسين كتابا مع رسومها، منها سلسلة "ليتل بير" الناجحة، ومن أعماله الناجحة أيضا رواية "بيار" التي تحكي قصة صبي مشاغب لا يكترث لشيء وروايات "ريلي روزي" و"إن ذي نايت كيتشن" و"آوتسايد أوفر ذير"، وقد فاز سنداك بجائزة كالديكوت لأدب الأطفال وميدالية "نيوبري" وجائزة "هانز كريستيان أندرسن" الدولية وجائزة الكتاب الوطني وجائزة "أستريد ليندغرين" ووسام الفنون الوطني، يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرأ رواية "وير ذي وايلد ثينغز آر" لمجموعة من الأطفال خلال سباق البحث عن بيض الفصح الذي يقام سنويا في البيت الأبيض، مقلدا الوحوش بصوت عال. بحسب فرانس برس.

فيسلافا شيمبورسكا

كما توفيت الشاعرة البولندية فيسلافا شيمبورسكا الحائزة جائزة نوبل للاداب العام 1996 عن 88 عاما على ما اعلن مساعدها ميشال روسينيك، وقال روسينيك لوكالة الانباء البولندية "باب" ان الشاعرة توفيت في منزلها في كراكوفا "بهدوء خلال نومها"، ولدت شيمبورسكا في الثاني من تموز/يوليو 1923 في منطقة بوزنان (غرب بولندا) وتابعت دروسها في كلية الاداب وعلم الاجتماع في جامعة كراكوفا. وقد عاشت طوال حياتها في هذه المدينة التاريخية الواقعة في جنوب بولندا، وقو وضعت حوالى عشرين ديوانا شعريا تتميز بنظرة فلسفية الى مسائل اخلاقية آنية، وضعتها في قالب شعري متقن جدا، وقد ترجمت شيمبورسكا كذلك اشعارا ولا سيما الشعر الفرنسي الكلاسيكي، وقد بقيت بعيدة عن السياسة وكانت من المثقفين البولنديين الذين يعتبرون ان البعد الروحي للحياة يأتي قبل كل شيء. بحسب فرانس برس.

كارلوس فوينتيس

وفي سياق ذاته، توفي الكاتب والدبلوماسي المكسيكي كارلوس فوينتيس الحائز جائزة ثرفنتيس العام 1987 واحد عمالقة الادب الاميركي اللاتيني وصاحب كتاب "المنطقة الاكثر صفاء" (1958)، عن 83 عاما في احد مستشفيات مكسيكو، وقال رئيس المكسيك فيليبي كالديرون عبر حسابه على خدمة تويتر "تؤسفني كثيرا وفاة كارلوس فوينتيس الكاتب والمكسيكي العالمي"، وذكرت وسائل الاعلام المحلية ان الكاتب الذي وضع حوالى خمسين عملا من روايات ومحاولات ادبية وقصص ومسرحيات ومقالات وسيناريوهات، توفي جراء مشاكل في القلب في احد مستشفيات جنوب العاصمة المكسيكية، وقالت كونسويلو سايثار رئيسة المجلس الوطني للثقافة والفنون في المكسيك "كارلوس فوينتيس مات في المكسيك التي احب. رحيله يهز البلاد برمتها (..) وداعا ايها المايسترو!، الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا الحائز جائزة نوبل العام 2010، اعرب عن "حزنه" لوفاة "صديقه"، واوضح فارغاس يوسا عبر خدمة تويتر "لقد حزنت كثيرا عندما علمت بوفاة مارلوس فوينتيس. اعرفه منذ 50 عاما وبقينا اصدقاء طوال هذه الفترة من دون ان يعكر اي شيء صفو هذه الصداقة"، وختم الكاتب البيروفي يقول "ترك وراءه اعمالا ضخمة تشكل شهادة معبرة عن كل المشاكل السياسية الكبرى والوقائع الثقافية لعصرنا هذا. لن يفتقده اصدقاؤه فحسب بل الكثير من القراء ايضا"، وكان فوينتيس يشكل الى جانب اوكتافيو باز وغابرييل غارسيا ماركيز وماريو فارغاس يوسا، عمالقة الادب الاميركي اللاتيني المعاصر. وقد ورد اسم فوينتيس صاحب كتاب "موت ارتيميو كروث" مرارا كمرشح للفوز بجائزة نوبل وقد نال الكثير من الجوائز الادبية باللغة الاسبانية من بينها جائزة ثرفينتيس وجائزة امير استورياس، وقد قلده الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران العام 1992 وسام جوقة الشرف، درس في جامعات هارفرد وكامبريدج وبرينستون وكولومبيا وقد حصل على شهادات دكتوراه فخرية من جامعات عدة عبر العالم كان اخرها جامعة جزر الباليار التي كرمته عشية وفاته. بحسب فرانس برس.

ولد فوينتيس في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1928 في بنما من والدين دبلوماسيين وامضى اولى سنين حياته في الاكوادور والاورغواي والبرزايل والولايات المتحدة قبل ان يعود الى المكسيك حيث تابع دروسا في القانون، كان كاتبا ودبلوماسي وعين سفيرا للمكسيك في فرنسا (1975-1977). وكان يلقي لاكثر من نصف قرن نظرة ناقدة على المجتمع المكسيكي المعاصر، في العام 2009، قال كارلوس فوينتيس خلال معرض الكتاب في باريس انه يكتب بالاسبانية "لان ثمة اشياء لا يمكن التعبير عنها الا بالاسبانية"، كان يساريا وقد دان بقوة العام 2004 سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش الذي كرس له سلسلة من المقالات جمعها تحت عنوان "ضد بوش"، الا ان نظام الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز لم يسلم ايضا من انتقاداته اذ وصف هذا الاخير بانه "مهرج" و "اسوأ" رئيس في المنطقة، في العام 2008 وبمناسبة تكريم وطني له لدى بلوغه الثمانين، اوضح فوينتيس "يجب الخوف كثيرا من الكتابة. فهي ليست بعمل يأتي بشكل طبيعي مثل الاكل او ممارسة الحب. فهي نوعا ما، عمل مخالف للطبيعة. كما لو اننا نقول للطبيعة انها لا تكفي ويجب اقامة واقع اخر هو المتخيل الادبي"، وقد تزوج فوينتيس من الممثلة المكسيكية ريتا ماسيدو وتطلقا في السبعينات وتزوج مجددا من الصحافية سيلفيا ليموس. وقد توفي ولداه كارلوس رافاييل وناتاشا في سن الخامسة والعشرين والثانية والثلاثين على التوالي بسبب المرض ولاسباب مجهولة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 23/آيار/2012 - 1/رجب/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م