السعودية تجهض اتحادها

متابعة: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: اخفقت السعودية مجددا في دعوتها لإقامة الاتحاد المزعوم ذو الخلفية الطائفية المفضوحة، بعد ان رفضت معظم دول مجلس التعاون تقبل فكرة الخضوع تحت ولاية آل سعود والتنازل لها بهذا الشكل، باستثناء البحرين التي بدا ملكها مستعد لبيع دولته في سبيل بقاءه في كرسي الحكم وان كان بشكل شكلي.

وهو أمر تنبأ به العديد من المحللين والمراقبين السياسيين لشؤون المنطقة والعالم العربي، سيما من يتمتعون بخلفية تاريخية واضحة لسيرة ملوك وامراء تلك الدول وانظمتها القائمة. فيما ارتأت السعودية ان تختم مسعاها المشبوه وحفظ ماء وجهها بإعلان تأجيل مشروع الاتحاد الى نهاية العام الجاري، وهو ما اعتبره الكثيرون وأد مشروع الاتحاد نهائيا، لتصب الرياض جام غضبها على ايران وتكرار اتهاماتها البالية في تدخل الاخيرة في شؤون دول الخليج.

تعثر خطة إنشاء اتحاد خليجي

فقد تعثرت جهود السعودية لإقامة اتحاد خليجي والتي تحركها مخاوف من الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي وانتشار النفوذ الإيراني بسبب قلق جيران أصغر حجما من فقدان السيادة وازدياد هيمنة الرياض. وعبر دبلوماسيون ومسؤولون ومحللون بالخليج عن دهشتهم من أن السعودية عرضت نفسها لهذه الانتكاسة العلنية.

وفاجأ اقتراح إنشاء الاتحاد الذي كان هدفه في البداية احتواء معارضة الشيعة في البحرين ومواجهة النفوذ الإيراني المتزايد زعماء خليجيين حين كشف الملك عبد الله بن عبد العزيز العاهل السعودي النقاب عنه للمرة الأولى خلال قمة عقدت في ديسمبر كانون الأول. ولم تخب الفكرة وإنما اكتسبت زخما الشهر الماضي حين طرح وزير سعودي خططا لوضع سياسات خارجية ودفاعية مشتركة. غير أنه حين انتهت اجتماعات قمة يوم الاثنين الماضي كان واضحا أن بعض الزعماء في مجلس التعاون الخليجي كبحوا جماح المشروع إن لم يكونوا قضوا عليه تماما.

وقال غانم النجار استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت "يجب بحث هذه الأمور بعمق." وأضاف "لا يمكن اتخاذ قرار بشأن إقامة وحدة من خلال محاولة إنشاء كيان موحد ما في مواجهة ايران وللتعامل مع التطورات التي نجمت عن انتفاضات الربيع العربي" مشيرا الى الانتفاضات التي أطاحت بعدة حكام شموليين منذ أوائل 2011 وهزت مملكة البحرين عضو مجلس التعاون.

وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي للصحفيين عقب قمة مجلس التعاون الخليجي إن إقناع كل دول الخليج "سيستغرق وقتا" مشيرا الى أن زعماء الخليج يريدون أن يعرفوا "التفاصيل وتفاصيل التفاصيل" عن رؤية السعودية "لاتحاد" يزيد درجة التقارب بينهم عما هي عليه الآن.

بل أنه أعلن صراحة أنه ليس هناك تحرك لإقامة علاقة ذات طابع خاص بين البحرين والسعودية على الرغم من الجلبة التي ثارت في وسائل الإعلام البحرينية الموالية للحكومة وتقول عكس ذلك.

وقال محلل مقيم في قطر مطلع على المحادثات "لم تكن لديهم فكرة فعلا عن الشكل الذي يريدونه للاتحاد ثم جاءوا يوم الأحد ليحاولوا إنجاح الأمر ولم يستطيعوا الاتفاق. لكن ليل الأحد كانت هناك شائعات قوية بأن الأمر لا يسير على ما يرام." وأضاف أن المسؤولين السعوديين كانوا غاضبين ومحبطين. بحسب رويترز.

وتحدث اشخاص تسنى لهم دخول القاعة التي اجتمع بها الزعماء عن القليل من الوجوه الباسمة على النقيض مما تتسم به معظم المناسبات المماثلة بل إنهم شعروا بغضب بين بعضهم.

وفي لمحة كاشفة لم يحضر زعيما سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة القمة التي جمعت بين زعماء من ثلاث دول أعضاء أخرى هي قطر والبحرين والكويت بالاضافة الى السعودية.

وتقوم الرؤية السعودية على تعاون اقتصادي وسياسي وعسكري وثيق وإنشاء كيان جديد لاتخاذ القرار يكون مقره الرياض يحل محل أمانة مجلس التعاون الخليجي التي يبلغ عمرها 31 عاما.

وتشير تقارير من مسؤولين ودبلوماسيين ووسائل إعلام الى أن أقوى الاعتراضات على اقتراح إنشاء الاتحاد وردت من عمان والكويت والإمارات خشية أن يسيطر عليه السعوديون فضلا عن وجود صعوبات في دمج أنظمة اجتماعية وسياسية متباينة. ولم يتسن الاتصال بمتحدث سعودي للتعقيب.

وقال مسؤول إماراتي "لن تقبل دولة الإمارات العربية المتحدة سيطرة دولة واحدة على الاتحاد لذا يجب أن تكون هذه المسألة واضحة" مشيرا الى انسحاب بلاده عام 2009 من اتحاد نقدي بسبب إصرار الرياض على أن تستضيف مقر البنك المركزي.

ولدى سؤاله إن كان يعتقد أن الاتحاد سينشأ في نهاية المطاف أجاب "لنقل إن الأمر سيحتاج مزيدا من الوقت." والسعودية هي أقوى دول مجلس التعاون.

وعلى الرغم من أن الدول الست تبدو متشابهة على السطح فإن هناك اختلافات كبيرة على صعيد القبائل والتاريخ والطوائف والجغرافيا بينها خاصة في البحرين التي تسكنها اغلبية شيعية وكذلك في درجة انفتاحها على الثقافة الغربية.

وقالت عمان التي سعت طويلا الى حماية هويتها المستمدة جزئيا من سواحلها المطلة على المحيط الهندي وتراثها البحري في عام 2006 إنها لن تنضم الى مشروع العملة الموحدة الذي لم ينفذ حتى الان.

وقال دبلوماسي غربي "ربما لا تكون الإمارات حريصة على اتحاد أقوى لأنها قد تخشى من هيمنة السعودية عليه." وعبر محلل شؤون الدفاع المقيم في دبي تيودور كاراسيك عن قلقه من أن يعرض التسرع في إنشاء الاتحاد الخليجي التقدم الذي أحرز في مفاوضات دفاعية حساسة للخطر.

وتتجادل الإمارات والسعودية بشأن مقر القيادة المركزية للدرع الصاروخية الخليجية التي دفعتهما الولايات المتحدة الى إقامتها بوصفها الوسيلة المثلى للدفاع ضد ايران لكنهما تحجمان عن تبادل المعلومات.

وقال كاراسيك "تعمل لجنة عسكرية فنية من مجلس التعاون الخليجي على خطة مشتركة مضادة للصواريخ الباليستية منذ بضع سنوات وهناك جدل الآن بشأن المقر هل الإمارات ام السعودية."

وقال رئيس البرلمان الكويتي احمد السعدون إنه يجب أن تكون مستويات الانفتاح السياسي في كل دولة متساوية قبل إقامة اتحاد سياسي اوثق. ولا يوجد لدى السعودية برلمان منتخب بينما توجد في الكويت اكثر ثقافات الخليج السياسية حيوية.

وقال السعدون على تويتر "الاتحاد بين دول الخليج لن يتحقق إلا في ظل أنظمة متشابهة منفتحة على شعوبها خاصة ما يتعلق باحترام حقوق الانسان والحريات العامة بما في ذلك حرية التعبير عن الرأي وحق المشاركة الشعبية في صنع القرار في ظل المتغيرات المتسارعة اقليميا ودوليا."

وعلقت صحيفة القبس الكويتية قائلة إن زعماء الكويت وقطر والإمارات وعمان عبروا عن قلقهم بشأن فقدان هوية كل دولة وأشاروا الى اختلافات في قوانين الدول.

ولم ينجح صعود ايران على مدى العقد المنصرم وانتفاضات الربيع العربي في وضع دول مجلس التعاون الست على نفس الموجة بينما شابت النزاعات الحدودية الممتدة منذ زمن العلاقات بين الدول حيث حكم الأسر المشخصن هو العرف.

وفي حين تريد السعودية والكويت والإمارات سياسة قوية لاجتثاث النفوذ الإيراني بالمنطقة فإن قطر وعمان تراهنان على إقامة علاقات جيدة مع طهران.

ويبدو أن الدولة الوحيدة التي رحبت قلبا وقالبا بإقامة اتحاد خليجي هي البحرين اذ يعتبر كثيرون أن الاقتراح وسيلة لسحق انتفاضة قادتها الأغلبية الشيعية التي يعتقدون أنها تحصل على دعم من ايران.

وقال انور عشقي المحلل السعودي والمستشار السابق للحكومة "اعتقد أن الاتحاد بين السعودية والبحرين سيتم بنسبة 100 في المئة وربما ينضم لهم الآخرون بعد ذلك."

وسمحت البحرين التي يعتمد اقتصادها على بئر نفطية تتشاركها مع السعودية بأن ترسل الرياض قواتها في محاولة اولية لإخماد الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي. لكن الاضطرابات تكررت وانخفض النمو الاقتصادي الى النصف ويخيم شعور بالأزمة على المملكة التي تعاني انقساما طائفيا.

واعترضت ايران بشدة على اتجاه السعودية لإضفاء صبغة رسمية على نفوذها على البحرين اذ يقول برلمانيون إن هذا سيعمق الانقسامات بالبلاد بل قال علي لاريجاني رئيس البرلمان إن ايران هي التي يجب أن تندمج معها البحرين.

وحاول نبيل الحمر المستشار الإعلامي لملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة طمأنة مؤيدي فكرة الاتحاد فيما بعد ووعد بعقد قمة في الرياض في الأشهر القادمة لتوقيع ميثاق للوحدة يشمل قطر.

ورفضت حركة المعارضة بالبحرين المشروع برمته باعتباره أحدث مناورة يقوم بها الحكام لإرجاء اليوم الذي سيسلمون فيه صلاحياتهم لحكومة منتخبة. وقال الناشط السياسي عبد النبي العكري "هذه محاولة للهروب من حل سياسي من خلال وضع البحرين تحت هيمنة السعودية التي تريد أن تظهر أنها قوة كبرى بالمنطقة." وأضاف "أعتقد أن هذا سيمنى بالفشل."

ارساء الديموقراطية

من جهته قال رئيس مجلس الامة الكويتي احمد السعدون ان دول الخليج يجب ان تكون متناغمة في ما بينها في مجال احترام حقوق الانسان واطلاق حرية التعبير والمشاركة الشعبية قبل ارساء الاتحاد الذي تنوي اقامته.

واكد السعدون في مواقف على موقع تويتر ان "الامر الحتمي الذي لا يحتمل الجدل هو انه لا خيار لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وخاصة في ظل التغيرات المتسارعة اقليميا ودوليا، الا تطوير علاقات دولة الى اي شكل متقدم من أشكال الاتحاد فيما بينها اذا ما أراد المجلس ان يكون قادرا على مواجهة اي تحديات محتملة تستهدف مصالح دوله وامنها بل وتستهدف بقاءها".

الا انه اضاف بان "الامر الحتمي كذلك والذي لا يحتمل الجدل هو ان هذا التطوير في العلاقة لا يتحقق الا في ظل انظمة متشابهة منفتحة على شعوبها وخاصة ما يتعلق منها باحترام حقوق الانسان والحريات العامة بما في ذلك حرية التعبير عن الرأي وحق المشاركة الشعبية في صنع القرار وهو ما نتمنى ونتطلع الى ان يتحقق في جميع دول مجلس التعاون في وقت قريب حتى يقوم الاتحاد في ظله".

وتشكل مجلس التعاون الخليجي عام 1981 بهدف مواجهة النفوذ العراقي والإيراني في ذلك الوقت. وقال جاري سيك استاذ سياسة الشرق الاوسط في جامعة كولومبيا "يمكن للجميع تقريبا ان يقولوا من حيث المبدأ انهم يؤيدون الفكرة ولكن يمكنني القول إن السعودية والبحرين هما الوحيدتان اللتان تعتبران الفكرة جذابة على نحو خاص."

والسعودية هي اكبر دول الخليج واكثرها قوة. وكانت الامارات وسلطنة عمان انسحبتا من مشروع للعملة الموحدة كان سيشمل اقامة بنك مركزي لدول الخليج في الرياض. ولا يرى كل السعوديين ان التكامل فكرة جيدة. ويقول عبد الله الشمري وهو محلل سياسي سعودي انه اذا انضمت السعودية للبحرين فانها تغامر باستيراد مشاكلها.

وفيما يتعلق بإيران تتهم دول الخليج طهران بتأجيج الاضطرابات الاخيرة في البحرين وهو اتهام تنفيه طهران. واتسم رد فعل طهران بالقلق على مقترحات الاتحاد بين دول الخليج. وكانت قد اثنت على الانتفاضة في البحرين بوصفها "صحوة اسلامية".

قبل نهاية 2012

ويعقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي قمة استثنائية قبل نهاية 2012 في الرياض "لتوقيع ميثاق اتحاد دول الخليج العربي"، بحسب ما اعلن مستشار العاهل البحريني لشؤون الاعلام.

ونقلت وكالة الانباء البحرينية عن نبيل بن يعقوب الحمر قوله ان "قمة استثنائية لاصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سوف تعقد في الرياض خلال الشهور القادمة" قبل القمة السنوية (في كانون الاول/ديسمبر) "للتوقيع على ميثاق الاتحاد".

واكد "ان اتحاد دول الخليج العربي قريب جدا". واضاف على تويتر "انه يتم الان البحث في الآليات التنفيذية للاتحاد من قوانين وميثاق وغيره من الادوات القانونية".

واوصى قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم التشاورية في الرياض باستكمال دراسة مقترحات الاتحاد الخليجي لمناقشتها في قمة استنثائية تعقد في العاصمة السعودية في وقت لم يتم تحديده.

وقال مستشار ملك البحرين ان "الموقف من الاتحاد كالتالي: البحرين والسعودية وقطر دعم كامل، الكويت ودولة الامارات تحفظ على بعض النقاط سيتم الان معالجتها وعمان تحفظ كامل".

وتأتي فكرة اتحاد دول الخليج العربي التي اطلقها في كانون الاول/ديسمبر العاهل السعودي وتدعمها البحرين، في اجواء من توتر العلاقات مع ايران التي تتهمها الدول العربية المجاورة لها بالتدخل في شؤونها الداخلية.

ايران تصعد اللهجة

الى ذلك صعدت ايران اللهجة حيال مشروع قيام اتحاد بين المملكة العربية السعودية والبحرين داعية الايرانيين الى تنظيم تظاهرات حاشدة الجمعة ضد ما اعتبرته محاولة من الرياض ل"ضم" اراض كانت في السابق تابعة للدولة الفارسية.

ودعا مجلس تنسيق الدعاية الاسلامية الذي ينظم التظاهرات الرسمية للنظام الايراني في بيان الشعب الى التظاهر في جميع انحاء البلاد بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على "المخطط الاميركي لضم البحرين الى السعودية والتعبير عن غضبهم على نظامي آل خليفة وآل سعود التابعين" للولايات المتحدة.

ونددت الحكومة والبرلمان الايرانيان بشدة بهذا المشروع الاتحاد محذرين من انه ينتهك حقوق سكان البحرين وقد يؤدي الى تفاقم الازمة في هذا البلد. وتابع مجلس تنسيق الدعاية الاسلامية ان "هذه المؤامرة الخطيرة (لاقامة الاتحاد) هي نتيجة المثلث المشؤوم الاميركي-البريطاني-الصهيوني لمنع امتداد الثورات الشعبية والسيطرة على الازمة في البحرين التي يعجز نظام آل خليفة عن تسويتها". بحسب فرانس برس.

في المقابل حذرت الرياض والمنامة طهران من التدخل في شؤونهما. وقال زير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاثنين في ختام القمة الخليجية التي تمحورت حول مشروع الاتحاد هذا "ليس لايران لا من قريب او بعيد اي دخل في ما يدور بين البلدين (السعودية والبحرين) من اجراءات، حتى لو وصلت الى الوحدة".

كما ادانت وزارة الخارجية بشدة الانتقادات الايرانية واعتبرتها "تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة ومساسا صارخا باستقلالها وسيادتها، الأمر الذي ترفضه المملكة جملة وتفصيلا".

وقضية البحرين تعتبر قضية حساسة في ايران. حيث ما زال تيار محافظ قومي داخل النظام يعتبر هذه الجزيرة، التي كانت تابعة للدولة الفارسية قبل ان تحتلها بريطانيا في القرن التاسع عشر وتحصل على استقلالها عام 1971، محافظة ايرانية.

واكد مدير صحيفة كيهان المحافظة المعين من المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي الاربعاء ان "الجمهورية الاسلامية، الضامنة لسلامة ووحدة الاراضي الايرانية، لها الحق في العمل على استعادة اقليما فصل عن الامة الاسلامية". واضاف ان "ابناء البحرين يعتبرون انفسهم ايرانيين وتفيد تقارير بانهم يرغبون في العودة الى ايران".

وتهدد هذه التصريحات النارية والتظاهرات المقررة الجمعة بزيادة حدة التوتر السائد بين ايران وجيرانها العرب في الخليج والذي تصاعد منذ عام مع تراكم الخلافات بين الجانبين.

فقد احتدم التوتر في العلاقات بين ايران والسعودية بشكل كبير بعد اكتشاف "مؤامرة" لاغتيال السفير السعودي في واشنطن نسبت الى ايران التي يتهمها القادة السعوديون ايضا باثارة الاضطراب لدى الاقلية الشيعية في المملكة.

في المقابل تشعر طهران بالغضب من الدعم الناشط الذي تقدمه الرياض وقطر الى المعارضة السورية التي تهدد تظاهراتها نظام الرئيس بشار الاسد الحليف الرئيسي لايران في المنطقة.

كما تفجر التوتر الكامن بين ايران ودولة الامارات في نيسان/ابريل مع الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى جزيرة ابو موسى، عند مدخل الخليج، التي احتلتها ايران منذ 1971 وتطالب بها ابو ظبي.

وتظاهر آلاف الايرانيين في طهران للاحتجاج على مشروع الاتحاد الذي وصفه امام الصلاة في العاصمة الايرانية بانه "مؤامرة اميركية صهيونية" كما ظهر في لقطات بثها التلفزيون الحكومي.

وتجمع المتظاهرون الذين رفعوا الاعلام البحرينية بعد صلاة الجمعة امام جامعة طهران، وهم يهتفون "الموت للخائن آل سعود" و"الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل". وجرت تظاهرات مشابهة في الكثير من مدن البلاد بحسب وسائل الاعلام المحلية.

وكان الناطق باسم الخارجية الايرانية صرح ان مشروع الاتحاد السعودي البحريني يعني زوال البحرين ذات الاكثرية الشيعية ناصحا السلطة في المملكة "بتغيير نهجها". وقال رامين مهمانبرست "يبدو ان المشاكل الداخلية وقمع قادة البحرين لتظاهرات الشعب السلمية والتدخل العسكري السعودي ادت الى وضع غير مناسب". واضاف "ننصح قادة البحرين بتغيير نهجهم وبعدم تعقيد الوضع بمشاريع مماثلة" في اشارة الى مشروع اقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي العربية الست، قد يبدا بالسعودية والبحرين. وتابع مهمانبرست "عادة يتحد بلدان لديهما نفوذ ووزن ديموغرافي وقدرات ثقافية واقتصادية متماثلة وهذه ليست حال البحرين والسعودية".

وصرح آية الله كاظم صديقي في خطبة الجمعة انها "مؤامرة لضم البحرين الى السعودية". واضاف ان القادة السعوديين والبحرينيين "يسمونه اتحادا لكنهم يريدون ان تفقد البحرين هويتها بدلا من تلبية سكان شعبها". وتابع "انها مؤامرة اميركية صهيونية ويجب ان يعرفوا ان الايرانيين والشعوب المسلمة في العالم لن يسمحوا بهذه المؤامرة"، معتبرا ان "السعودية لم تتفوق بوجودها العسكري هناك ولن تربح شيئا من هذه المؤامرة سوى الغضب".

واستدعت ايران القائم بالاعمال البحريني للاحتجاج على تصريحات لوزير الخارجية البحريني خالد بن احمد بن خليفة الذي طلب من المسؤولين الايرانيين وقف تدخلهم في شؤون بلاده بحسب وسائل الاعلام.

كما دان الوزير البحريني تلميحات المسؤولين الايرانيين المتكررة الى ان البحرين كانت تابعة لايران قبل ان تصبح محمية بريطانية في القرن التاسع عشر ثم الحصول على استقلالها عام 1971.

وقال مسؤول ايراني في الخارجية للدبلوماسي البحريني ان "ايران ترفض هذه التعليقات" مكررا التاكيد على ان "الحل الوحيد للمشاكل القائمة يكمن في الاستجابة للمطالب المشروعة لشعب" البحرين.

وتخضع البحرين منذ 1783 لحكم اسرة آل خليفة وكانت محمية بريطانية من 1871 حتى استقلالها عام 1971 الذي اعلن بعد عام على استفتاء رفض فيه السكان الحاق الجزيرة بايران.

وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي اوصوا في ختام قمة تشاورية في الرياض باستكمال دراسة مقترحات اقامة الاتحاد الخليجي وخصوصا بين السعودية والبحرين في ظل التهديدات التي تواجهها المنطقة، وذلك لمناقشتها في قمة استثنائية تعقد في العاصمة السعودية في وقت لم يتم تحديده.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/آيار/2012 - 30/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م