شبكة النبأ: تستعد مصر التي يزيد عدد
سكانها على 80 مليون نسمة لإجراء أول انتخابات رئاسية ديمقراطية وسط
غموض حول سلطات الرئيس التي يستبعد أن تكون مطلقة كالسلطات التي تمتع
بها رؤساء مصر السابقون وكان آخرهم حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة
شعبية مطلع العام الماضي، والذي أمضى ثلاثة عقود على رأس السلطة في
اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، حيث يرى المسئولون في هذا البلد
بأن مصر ستقدم نموذجا يشهد له العالم في إجراء انتخابات رئاسية بإرادة
شعبية حرة ونزيهة، غير انه على الجانب الآخر طالب عدد من النواب في
مجلس الشعب المصري بالتصدي لأي محاولات لتزوير الانتخابات الرئاسية،
فهل تكفي الرقابة القائمة في مصر لضمان انتخابات نزيهة؟ خصوصا وان
المصريون في الخارج قاموا بالإدلاء أصواتهم، فأظهرت نتائج تصويت
المصريين المقيمين في الخارج في انتخابات الرئاسة تفوق خمسة مرشحين فقط
من إجمالي ثلاثة عشر مرشحا في عواصم مختلفة. والمرشحون الخمسة هم عبد
المنعم ابو الفتوح، وحمدين صباحي، ومحمد مرسي وعمرو موسى وأحمد
شفيق.وفي ذات الصدد ينص قانون الانتخابات الرئاسية المصري على إعلان
النتيجة فور الانتهاء من الفرز وإعطاء كشف بها إلى مندوبي المرشحين وهو
ما سوف يحدث في انتخابات الداخل المصري أيضاً. فقد أقرت لجنة
الانتخابات أن يتم الفرز و إعلان النتائج في اللجان الفرعية لتجنب مشقة
نقل الصناديق إلى اللجان المركزية.
إرث مبارك
فقد تحرس الشرطة العسكرية بوابات قصر الرئاسة بضاحية مصر الجديدة
بالقاهرة الذي بني عام 1910 ليكون فندقا فخما من 400 غرفة. والذي ظل
خاويا منذ أن أطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس السابق حسني مبارك قبل 15
شهرا، ويدلي المصريون -الذين لم يقتحموا أو ينهبوا قصر رئيسهم المخلوع
كما فعل التونسيون والليبيون العام الماضي- بأصواتهم لاختيار رئيس جديد
في أحدث مراحل عملية تحول يشوبها الغموض والاضطراب تحت اشراف المجلس
الأعلى للقوات المسلحة التي تولى إدارة البلاد بعد خلع مبارك، ولا يخفي
سكان الحي القاهري الراقي الذين يعيشون قرب القصر سعادتهم بفتح الشوارع
حول القصر التي كان يؤدي اغلاقها الى تعطل حركة المرور لساعات في كل
مرة يتحرك فيها مبارك، لكن البعض مثل سارة حسين (24 عاما) لا يلمسون أي
تغييرات أخرى أحدثتها الانتفاضة التي أيدوها بحماس. تقول سارة "مثل كل
شيء لم يخل القصر من نظام مبارك. القصر والبلد ليسوا للشعب... لا يزال
نظامه يهيمن على السلطة، ومع ذلك سيكون لمصر قريبا رئيس مدني على
الأرجح منتخب بطريقه حرة لأول مرة في عمر الجمهورية الممتد على مدى 60
عاما إذا أوفى المجلس العسكري -الذي حسم مصير مبارك برفضه اطلاق النار
على الحشود المطالبة بسقوطه- بوعده بتسليم السلطة في أول يوليو تموز،
وما زال الكثير من الأمور يفتقر الى الوضوح. فقد تعثرت جهود وضع دستور
جديد. ولا أحد يعرف كيف سيتم تحديد سلطات واختصاصات الرئيس الجديد
والبرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون، وقد ينسحب الجيش الذي يساوره
القلق من الاسلاميين ويخشى على نفوذه وامتيازاته همن إدارة شؤون البلاد
اليومية لكن من المرجح أن يسعى للحصول على دور سياسي لم يحدد بعد إذ
يعتبر نفسه حامي الدولة، وأزاح اعضاء المجلس العسكري مبارك للحفاظ على
النظام وليس لاحداث تغيير ثوري. وحتى الان لم تمس الاصلاحات الركائز
الأساسية لهذا النظام وهي الجيش والقضاء والشرطة وأجهزة الأمن
والمخابرات، يقول روبرت سبرينجبورج الأستاذ في كلية نافال بوست
جراديويت بكاليفورنيا والمتخصص في شؤون الجيش المصري "لم نشهد تغيرا في
النظام في مصر. فقط تغيير داخل النظام مع كثير من الضجيج في الشارع،
وربما يكون مبارك قد رحل لكن إرثه ما زال مستمرا، ورغم انه حقق
الاستقرار والسلام لمصر على مدى 30 عاما وسحق تمردا اسلاميا مسلحا في
التسعينات الا ان الاحباطات السياسية والاقتصادية من حكمه الراكد بلغت
ذروتها لتنفجر في ميدان التحرير بوسط القاهرة حيث احتفل مصريون برحيله
يوم 11 فبراير شباط 2011، ويقارن كثيرون بين مبارك وأنور السادات الذي
أبرم اتفاق السلام مع اسرائيل وعقد تحالفا مع الولايات المتحدة وجمال
عبد الناصر القومي العربي الذي ألهم يوما من يقاتلون القوى الاستعمارية
في العالم العربي وغيره من مناطق العالم، يقول أيمن نور الذي خاض
انتخابات الرئاسة في 2005 ضد مبارك وسجن في وقت لاحق إن السادات كان
يتمتع بذكاء استثنائي بينما تميز عبد الناصر "بكاريزما" خاصة لكن مبارك
كان من أنصاف الموهوبين في كل شيء ولم يكن يتمتع بأي ميزة خاص، وأضاف
المحامي البالغ من العمر 47 عاما أن مبارك كان حاكما من النوع الذي
تتميز به النظم شبه الديمقراطية مشيرا الى انه كان "طاغية تحت مظلة
القانون، ولم يعكر ذلك صفو الصداقة بين مبارك والغرب الذي يقدره
لالتزامه بمعاهدة السلام التي أبرمها السادات مع اسرائيل عام 1979
والتي لا يرضى عنها الكثير من المصريين، كما كان حليفا وثيقا للمملكة
العربية السعودية التي استاءت من فشل واشنطن في الحيلولة دون سقوط أحد
أعمدة النظام السياسي والأمني الاقليمي الأمريكي الذي يشمل مصر والنظم
العربية المحافظة من المغرب إلى الخليج. بحسب رويترز.
يقول ستيفن كوك خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية
بواشنطن "بدون مبارك سيكون من الصعب على الولايات المتحدة أن تفعل ما
كانت تفعله في الماضي، وأصبحت العلاقات المصرية الأمريكية أكثر اضطرابا
منذ الاطاحة بمبارك لكن المساعدات العسكرية والتعاون استمرا كما استمرت
معاهدة السلام مع اسرائيل بالرغم من أن السلام أصبح أكثر فتورا عن ذي
قبل، ويقضي مبارك الذي أتم عامه الرابع والثمانين هذا الشهر ويخضع
للمحاكمة أيامه في المركز الطبي العالمي بالقاهرة.. يجلس في الاستراحة
ويسير في الحديقة ويشاهد التلفزيون ويقابل أقاربه وفقا لمصدر في المركز
قدم لمحات نادرة غير مصرح بها عن أنشطة الرئيس المخلوع، يشير هذا إلى
أنه يتمتع بصحة أفضل من الصورة التي يظهر بها في جلسات المحكمة حيث
يظهر ممددا على محفة يرتدي نظارات شمسية ولا يشارك الا نادرا في
اجراءات المحاكمة، وينكر مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي
توجيه أوامر بقتل المتظاهرين. ويواجهان في حال ادانتهما حكما بالاعدام
لكن بوسعهما الاستئناف وقد يحمي الجيش مبارك القائد السابق للقوات
الجوية من الاعدام، وحجز القاضي القضية للنطق بالحكم في الثاني من
يونيو حزيران وهو تاريخ يقع بين الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة وجولة
إعادة محتملة يومي 16 و17 يونيو، ويحاكم أيضا مع مبارك في اتهامات
بالفساد نجلاه جمال الذي اعتبر يوما وريثه وابنه الأكبر علاء، ويعتبر
كثير من المصريين المحاكمة اختبارا للمساءلة ويريدون القصاص لأرواح 800
شخص قتلوا خلال الثورة لكن مبارك لا يزال له أنصار، تقول صفحة "احنا
اسفين يا ريس" على الفيسبوك التي تضم 62 ألف عضو ان مبارك أخطأ ووثق في
أشخاص حوله بلا ضمير لكنه سيبقي في قلب كل مصري يحبه، وقد يزيد السخط
من الفوضى التي تفشت بعد الانتفاضة وصعوبة الأحوال المعيشية الحنين إلى
نظام مبارك، يقول سبرينجبورج "الاقتصاد في وضع بالغ الصعوبة. لم يؤد
رحيله إلى فترة ذهبية لمصر.. لذا يتوق كثير من المصريين بالفعل إلى
أيامه، وخلال عهد مبارك تحسنت المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية لمصر
لكن النمو الاقتصادي تخلف عن نظراء سابقين مثل تركيا وكوريا الجنوبية
بالرغم من انطلاقة شهدتها السنوات السبع الأخيرة من حكمه إذ حققت
سياسات تحرير السوق الرخاء للبعض، يقول كوك "كانت المشكلة في أن معظم
الناس لم يستفيدوا من هذه المزايا وللحفاظ على الهيمنة السياسية استخدم
مبارك العنف والاكراه، وقد أفلحت هذه الأساليب على مدى ثلاثة عقود لكن
بعد اندلاع الثورة التونسية تخلى المصريون عن خوفهم وأطاحوا خلال 18
يوما بالزعيم الذي لا يعرف كثيرون منهم غيره، ومنذ ذلك الحين وبالرغم
من بروز جماعة الاخوان المسلمين وغيرهم من الأحزاب الاسلامية باعتبارهم
القوة السياسية الرئيسية في مصر فان قوة الشارع - التي لا يقودها ولا
يحركها الاسلاميون وحدهم- هي التي أجبرت الجيش في أحيان كثيرة على
تقديم تنازلات، وقد تكون هذه القدرة أحد أهم نتائج حركة الشباب التي
أطاحت بمبارك، يقول رشيد خالدي أستاذ الدراسات العربية في جامعة
كولومبيا "لم أر مطلقا أناسا يتحدثون بهذا القدر من الحرية ويتنوعون في
أرائهم وبدون خوف.
وعبر حي مصر الجديدة وحول قصر الرئاسة الخالي تتناثر على الأشجار
الملصقات الخضراء والزرقاء والبرتقالية للمرشحين الذين يتنافسون ليكون
أحدهم الساكن الجديد للقصر، وإذا ما حقق مصطفى البنا النائب في مجلس
الشعب عن حزب النور السلفي هدفه فلن يكون القصر مقرا لأي رئيس بل
سيتحول إلى فندق، يضيف "سيتحول إلى أيقونة لمصر وللعالم. سيريد الناس
الاقامة في قصر عاش فيه مبارك حتى أخر لحظة من حكمه، "عندما يأتي
الرئيس القادم ويرى ما حدث لسلفه ولقصره لن يجرؤ على اهدار المال كما
كان الحال من قبل. سيكون مواطنا عاديا يسعى إلى تحقيق العدالة
الاجتماعية وخدمة الأمة.. نحن الذين نصنع الدكتاتور."
آخر رئيس وزراء
في سياق متصل يطل وجه آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك مبتسما من
لوحات اعلانية ضخمة على طرق سريعة كبرى متعهدا بأن تكون "مصر للجميع"
لكن احمد شفيق يحدث استقطابا بين الناخبين قبيل الانتخابات الرئاسية،
فالنسبة للبعض تعد خبرته الحكومية وخلفيته كقائد للقوات الجوية بإنهاء
الاضطرابات المستمرة منذ الاطاحة بمبارك قبل 15 شهرا وتولي مجلس عسكري
للسلطة، لكن شفيق بات هدفا متكررا للانتقاد من الذين يرونه من بقايا
النظام السابق، وقاوم هذا الاسبوع اتهامات بضلوعه في بيع ارض مخصصة
لافراد القوات المسلحة الى نجلي مبارك، وتفادى بصعوبة الشهر الماضي
محاولة للبرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون لاستبعاده من السباق، وقال
احمد شحاتة (35 عاما) وهو عضو سابق بالحزب الوطني الديمقراطي المنحل
الذي كان يرأسه مبارك في تجمع انتخابي بالجبل الاصفر على مشارف القاهرة
الفقيرة "نحتاج رجلا عسكريا مثل شفيق يعرف مصر جيدا ويستطيع العمل مع
القيادة العسكرية للابحار بهذه البلاد الى بر الامان، ويقول منتقدوه ان
الشخصيات التي تعود لعهد مبارك او "الفلول" كما يطلق عليهم على سبيل
السخرية يساعدون شفيق في دفع المال اللازم لشراء اغلب اللوحات
الاعلانية البارزة في العاصمة، ويقول أعضاء في حزبين على الاقل يهيمن
عليهما اعضاء الحزب الوطني الديمقراطي المنحل انهما يدعمان شفيق. ويمكن
لقاعدة الحزب الوطني السابق بالاضافة الى ما يعرف "بالاغلبية الصامتة"
من المصريين القلقين حاليا بشأن استقرار البلاد ان تساعدا شفيق على خوض
جولة الاعادة في يونيو حزيران المقبل رغم ان استطلاعات سطحية للرأي
تشير الى انه لا يزال حصانا اسود، وكان البرلمان الذي يهيمن عليه الان
الاخوان المسلمون واسلاميون اخرون تعرضوا للقمع في عهد مبارك حاول
اقصاء شفيق من السباق بقانون يمنع جميع من تقلدوا مناصب رئيسية في
ادارة مبارك من الترشح. بحسب رويترز.
لكن اللجنة العليا للانتخابات تركته يترشح في انتظار مراجعة المحكمة
الدستورية العليا للقانون، ولم يأت كثير من انصار شفيق من معقل السياسة
في القاهرة والمدن الاخرى بل من الريف حيث يشتد القلق بشأن الامن
والنظام، ويهدد اعتى خصومه بالفعل بإثارة الشارع ضده اذا حقق مفاجأة،
وقال محمد فهمي الذي يدعم مرشحا يساريا "رئيس مصر المقبل سيكون ثوريا.
نحن لم نشعل هذه الثورة من اجل ان يعود الفلول، حتى تجمعات شفيق تشير
الى الانقسام، ففي الجبل الاصفر احتشد مؤيدون حول منصة كان يتحدث منها.
لكن مع انصراف بعض الحاضرين تدريجيا تذمر البعض من اسلوبه الانشائي
وقوله ان المصريين يميلون الى اساءة الادب مع السياح مما يجعلهم لا
يكررون الزيارة، وحضر حسام جمعة التجمع الانتخابي لكنه قال انه سيصوت
لاسلامي وليس لشفيق. واضاف "هو لم يتحدث عن جميع الموارد التي نمتلكها
في هذا البلد فقد تحدث عن السياحة فقط. هل هذا هو كل ما يملكه البلد،
ودعا شفيق متحدثا بعبارات عامة الى الاستثمار في منطقة قناة السويس
وتحدث عن القصور في النظامين التعليمي والصحي وتعهد بمواجهة البلطجة في
الشوارع، ومن بين الحضور تجاهل اسماعيل شوقي غياب التفاصيل في حديث
شفيق واشار الى سجله الذي يضم تحديث وتوسيع المطارات عندما كان وزيرا
للطيران، واضاف "لا يوجد احد معه حلول حقيقية الى ان يصبح رئيسا ويبدأ
الحكم. شفيق اثبت نفسه في الماضي. هو لا يحتاج الى ان يقدم حلولا الان.
لكنه سيفعل عندما يكون رئيسا، وغادر شفيق التجمع الانتخابي في موكب من
السيارات السوداء الى جانب عدة شاحنات صغيرة تابعة للشرطة مليئة برجال
مسلحين من امن الدولة وهو نفس نوع المواكب التي كان يسير فيها مبارك
ومسؤولوه وكانت تعطل حركة المرور مما يشعر الكثير من المواطنين
العاديين بالاحباط، لكن مع تفرق التجمع قال عبده مختار (36 عاما) الذي
يعمل في شركة للكهرباء قرب الجبل الاصفر انه مقتنع بأن شفيق رجل
المرحلة، وقال "لقد كان رجلا عسكريا ورئيسا للوزراء ووزيرا. لا يمكن ان
تسوء بك الامور مع شفيق. هذا البلد بحاجة الى رجل دولة وليس مبتدئا في
السياسة.
سليم العوا
في حين يريد الأستاذ الجامعي محمد سليم العوا المرشح لرئاسة مصر أن
يكون النظام السياسي الذي يحكم البلاد في ظله إذا فاز بالانتخابات
مختلطا بين الرئاسي والبرلماني، وذات وقت هدد بأنه سيستقيل من المنصب
إذا انتخب وبعد انتخابه نص الدستور الجديد للبلاد الذي تواجه كتابته
تعثرا على أن النظام برلماني، ويريد العوا (69 عاما) سلطات قوية للرئيس
قائلا إنه لا يمكن أن يكون رئيسا شرفيا لأكثر الدول العربية سكانا،
وسلطات الرئيس ليست العقبة الوحيدة التي تواجه العوا أستاذ القانون
المقارن والفقه الإسلامي وهو حفيد مهاجر سوري لكن والديه اكتسبا
الجنسية المصرية وبالتالي اجتاز شرطا لشغل المنصب، فقد تردد أن العوا
شيعي لكنه نفى الزعم مشددا على أنه من أهل السنة وهو المذهب السائد بين
مسلمي مصر، ومن الممكن أن تكون علاقات عمل ربطت العوا بإيران سببا في
الزعم بأنه شيعي ومنها أنه عضو في المجلس الأعلى للمجمع العالمي
للتقريب بين المذاهب الإسلامية ومقره العاصمة الإيرانية طهران، وشارك
العوا في لجنة استهدفت وقف الحرب بين العراق وإيران عام 1984 ضمت أعضاء
أيضا من السعودية واليمن وباكستان، والعوا هو أحد ثلاثة مرشحين
إسلاميين مما يزيد احتمالات تفتت أصوات الإسلاميين ومؤيديهم، والمرشحان
الإسلاميان الآخران هما محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع
السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي لها خبرات انتخابية واسعة وعبد
المنعم أبو الفتوح العضو القيادي السابق في الجماعة، وقال محمد نور
فرحات أستاذ فقه القانون والخبير الدستوري "مشكلة الدكتور سليم العوا
أنه من المرشحين المحسوبين على التيار الإسلامي لكنه غير مدعوم من هذا
التيار. هذا يجعل القاعدة الشعبية الداعمة له ضيقة ويقلل فرصه، واضاف "الإخوان
المسلمون لهم مرشحهم والسلفيون انقسموا بين مرشح الإخوان والمرشح عبد
المنعم أبو الفتوح.. حتى حزب الوسط قال إنه يؤيد أبو الفتوح، وكان أبو
الفتوح فصل بقرار من قيادة الإخوان لإعلانه العام الماضي أنه سيرشح
نفسه للرئاسة في وقت كانت فيه الجماعة تقول إنها لن تقدم مرشحا للمنصب،
ويتوقع مراقبون ألا يكون العوا مرشحا مفضلا للكثيرين من المسيحيين
الذين تصل نسبتهم إلى عشرة في المئة من المصريين بسبب ما نسب له قبل
الانتفاضة التي أطاحت بمبارك من أنه قال إن كنائس مصرية يمكن أن تكون
بها أسلحة وإن السلطات يجب أن تفتشها، وقال فرحات "تصريحاته عن احتمال
وجود أسلحة في الكنائس أفقدته أصوات جميع الأقباط، وأعلن العوا برنامجا
انتخابيا قال إنه يهدف منه إلى رفعة شأن مصر واستعادة "الهوية المصرية
العربية الإسلامية الوسطية التي تتخذ من الإسلام مرجعا لها ومن العروبة
عروة تربطها بأصولها ومن تاريخها الطويل أساسا لعلاقة متكافئة مع دول
العالم كافة. بحسب رويترز.
ومن بنود برنامجه:
- الرجوع إلى مبادئ الشريعة الإسلامية فيما تصدره السلطة التشريعية
من قوانين ومراجعة جميع التشريعات القائمة لاستبعاد أي نص يخالف
الشريعة الإسلامية أو يتعارض مع مبادئها الكلية.
- التزام أجهزة الدولة بالشفافية المطلقة.
- القضاء على الفساد أول وسائل تحقيق العدل والالتزام بالمساواة.
- تفعيل الرقابة القضائية على السلطة التنفيذية - وبوجه خاص على
جهاز الشرطة - ضرورة لإقامة دولة القانون.
- اتباع سياسة ضريبية لا تثقل عاتق الفقير ولا تزيد من غنى الغني
وفرض ضريبة تصاعدية على الدخل الفردي للأغنياء مع فرض ضريبة ثابتة على
الإنتاج بأنواعه تشجيعا للعمل والاستثمار.
هشام البسطويسي
من جهته يضع القاضي المصري هشام البسطويسي مكافحة الفساد ضمن ثلاث
أولويات له إذا فاز في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في مصر، وقام
هشام محمد عثمان البسطويسي حين كان نائبا لرئيس محكمة النقض بدور قيادي
في حملة مناهضة لتزوير شاب انتخابات عام 2005 في عهد الرئيس السابق
حسني مبارك، وسافر البسطويسي إلى الكويت للعمل فيها حتى اندلاع
الانتفاضة قائلا إنه هرب من مضايقات جهاز مباحث أمن الدولة، وبعد
الانتفاضة عاد ليخوض انتخابات الرئاسة إلى جانب 12 مرشحا آخرين اما
يمثلون أحزابا لها أعضاء منتخبون في البرلمان واما حصلوا على تأييد 30
على الأقل من أعضاء البرلمان واما حصلوا على تأييد 30 ألف مواطن لهم حق
الانتخاب في 15 محافظة على الأقل من محافظات البلاد التي يبلغ عددها
27، وكان استيفاء احد هذه الشروط لازما حسب إعلان دستوري أصدره المجلس
الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ سقوط مبارك، ويخوض
البسطويسي سباق الرئاسة ممثلا لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي وهو
حزب يساري تأسس في سبعينيات القرن الماضي، ويقول البسطويسي إن الحزب
أبدى تفهما لحقيقة أن هذه انتخابات رئاسية وليست حزبية وأنه ليس مفروضا
عليه بالتالي أن يتبنى برنامج الحزب، ولد البسطويسي في 23 مايو آيار
عام 1952 في حي الزيتون بشرق القاهرة ودرس في كلية الحقوق بجامعة
القاهرة وتخرج فيها عام 1976 ليبدأ حياته المهنية بالمحاماة ثم التحق
بالنيابة العامة ليبدأ مسيرة قضائية امتدت أكثر من 30 عاما. وهو متزوج
وله ثلاثة أبناء، ويتبنى البسطويسي اقتصاد السوق الحرة ومبدأ العدالة
الاجتماعية. ويقول إنه سيركز على إصلاح التعليم وتطوير المهارات
والتدريب وجذب الاستثمارات، تدرج البسطويسي في سلك القضاء حتى تولى
منصب نائب رئيس محكمة النقض عام 2000. وبرز كأحد أهم المنادين باستقلال
القضاء، وفي عام 1992 أعير للعمل في الإمارات العربية المتحدة. وهناك
قاد أول إضراب للقضاة المصريين احتجاجاً على وقف قاضيين مصريين عن
العمل واستمر الاضراب 25 يوما، ويتضمن برنامج البسطويسي الانتخابي
محاور عديدة تدور حول بناء مستقبل سياسي واقتصادي واجتماعي أفضل لمصر.
ويعد البرنامج بمكافحة الفساد وتحسين الخدمات ورعاية ألوف من أطفال
الشوارع وتحويلهم لطاقة إنتاجية كما يتعهد برعاية المعاقين، وفي مجال
الطاقة يبدي الاهتمام بالطاقة النووية وتطوير الطاقة الشمسية. بحسب
رويترز.
ويريد البسطويسي تحويل منصب رئيس الجمهورية إلى مؤسسة وذلك باختيار
نائبين يشكلان مع الرئيس مجلسا رئاسيا وتكون القرارات بالمداولة
والمشورة وتكون المسؤوليات موزعة، ويقول إن أول القرارات التي سيتخذها
حال فوزه بالرئاسة وخلال المئة يوم الأولى من توليه المنصب هي إعادة
الأمن وضمان استقلال السلطة القضائية وإنشاء جهاز لمكافحة الفساد، وبعد
أيام من الانتفاضة التي أسقطت مبارك في فبراير شباط 2011 بدأت حالة
انفلات أمني لا تزال البلاد تعاني من حوادثها، وعن علاقات مصر الخارجية
يرى البسطويسي أن علاقة مصر بجميع دول العالم تحكمها مصلحة البلاد وأنه
إذا وجدت نقاط خلاف فلا بد من حلها أو تجنبها بما يتفق مع مصلحة مصر،
ويرى أن علاقة مصر بالولايات المتحدة علاقة ودية لكنها فى نفس الوقت
ندية تحتمل الخلاف وأنه يتعين على أمريكا احترام هذا الخلاف خلال
التعاون مع مصر، ويقول إن هذا يعتمد على ان تكون مصر قوية اقتصاديا
ولديها سيادة قانون، وعن علاقة مصر بإيران يقول البسطويسي إن إيران
دولة مهمة في المنطقة لكن مصالح مصر العليا وأمنها القومي هو الذي يحدد
هذه العلاقة ويؤكد على أن هناك مصالح مشتركة بين الدول العربية وإيران
من أجل اخراج القوات الاجنبية من الدول العربية، ويقول إن مصر ملتزمة
بمعاهدة السلام مع إسرائيل "لأن مصر دولة كبيرة وتحترم معاهداتها ولكن
لا يمنع أن نعيد النظر فى بعض بنود الاتفاقية لمصلحة مصر" خاصة ما يتصل
منها بالسيادة المصرية على سيناء، ويرى أن الصراع العربي الإسرائيلي به
سمة الصراع العنصري ما دامت إسرائيل مقامة علي أساس ديني مؤكدا أنه لا
بد أن تكون جميع الدول مدنية وأن تتحول إسرائيل إلى دولة واحدة تحتوي
علي مرجعيتين عربية وإسرائيلية ورجوع جميع من هاجروا إلى بلادهم.
المشهد الاقتصادي والسياسي
وفيما يلي نظرة على السياسة والاقتصاد في البلاد منذ سقوط مبارك:
- عقدت مصر انتخابات برلمانية حقق فيها الإسلاميون فوزا كاسحا بمعظم
المقاعد. ورغم وجود هذه المؤسسات المنتخبة يرى محللون أن الجيش سيحتفظ
بسلطة كبيرة على السياسة المصرية لسنوات قادمة حتى بعد تسليمه السلطة
رسميا.
- تشير التوقعات إلى أن جميع مرشحي الرئاسة البالغ عددهم 13 مرشحا
لن يستطيعوا حسم الانتخابات من الجولة الأولى ما يفتح المجال أمام جولة
إعادة في يونيو حزيران. ويعتبر البعض الأمين العام السابق لجامعة الدول
العربية عمرو موسى والمرشح الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح أبرز
المرشحين. ورغم تراجع محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين في
استطلاعات الرأي فهو مازال قادرا على إثبات كونه منافسا شرسا بفضل شبكة
أنصار الجماعة التي تسانده. وظهر أبو الفتوح باعتباره المرشح الإسلامي
الأول بعد دعم السلفيين له. بحسب رويترز.
- الاقتصاد: أدت الانتفاضة الشعبية في مصر إلى إغلاق البورصة لفترات
طويلة وتراجع إيرادات السياحة. وأدى تباطؤ الاقتصاد العالمي إلى هبوط
معدلات الاستثمارات الأجنبي المباشر بنسبة 50 بالمئة من عام 2009 إلى
2010 إلى 3.7 مليار دولار في المتوسط أو أقل من واحد بالمئة من الناتج
المحلي الإجمالي. وفي عام 2011 انهار الاستثمار الأجنبي المباشر إلى
0.9 مليار دولار.
- الاحتياطيات: استطاع احتياطي مصر من النقد الأجنبي تحقيق استقرار
الشهر الماضي للمرة الأولى منذ الانتفاضة ما يشي بتعاف جزئي لقطاع
السياحة وتباطؤ وتيرة خروج رؤوس الأموال بعد أكثر من عام على
الاضطرابات الاقتصادية. وبحسب بيانات صدرت هذا الشهر تراجع احتياطي
النقد الأجنبي الذي بلغ 36 مليار دولار قبل الانتفاضة إلى 15.21 مليار
نهاية ابريل نيسان الماضي.
- النمو: يتوقع البنك الدولي أن تحقق مصر نموا نسبته 2.5 بالمئة في
2012 و3.5 بالمئة في 2013. وثمة مخاطر نزولية كبيرة بسبب أزمة الديون
السيادية بمنطقة اليورو والضبابية المحيطة بنتائج انتخابات الرئاسة.
- البطالة: من المتوقع أن يظل معدل البطالة عند 12 بالمئة تقريبا.
- صندوق النقد الدولي: رفض مجلس الشعب المصري خطة الحكومة التي
عينها الجيش لخفض الإنفاق الحكومي مما عقد جهود الحكومة الساعية إلى
تدبير قرض قيمته 3.2 مليار دولار من صندوق النقد للمساعدة في مواجهة
أزمة ميزان المدفوعات. وعقدت مصر والصندوق مناقشات بشأن برنامج القرض
الذي طلبته مصر مطلع العام الجاري وعارضه حزب الحرية والعدالة المنبثق
عن جماعة الإخوان المسلمين.
- التنمية: تحسن اقتصاد البلاد ومستوى معيشة نسبة كبيرة من السكان
خلال العقد الماضي بدرجات متباينة. وبينما يعيش 22 بالمئة من السكان
تحت خط الفقر بحسب مؤشرات داخلية فإن هذا الرقم يرتفع إلى 43.7 بالمئة
بصعيد مصر. وعانت نسبة 20 بالمئة إضافية من السكان من الفقر في مرحلة
ما خلال العقد الماضي مما يغذي إحساسا بالضعف الاجتماعي.
- بالأرقام:
شريحة الدخل: الشريحة الدنيا من المستوى المتوسط
السكان: 82 مليون نسمة
متوسط نصيب الفرد من الناتج الإجمالي: 2340 دولارا
التصنيف من حيث سهولة مزاولة الأعمال: 110 من إجمالي 183 بلدا
متراجعة مركزين عن 2011 (علما بأن رقم واحد هو الأفضل).
التصنيف من حيث سهولة إطلاق الأعمال الجديدة: 21 بانخفاض ثلاثة
مراكز عن 2011
التصنيف على مؤشر التنمية البشرية: 113 من إجمالي 187 بلدا بمؤشر
التنمية البشرية لعام 2011 بتراجع 12 مركزا عن تصنيف عام 2010 عند 101.
وارتفع متوسط العمر المتوقع عند الميلاد إلى 73.2 عام في 2011 من56.2
عام 1980.
التصنيف على مؤشر الفساد: 112 على مؤشر منظمة الشفافية الدولية لعام
2011 إلى جوار الجزائر وكوسوفو ومولدوفا والسنغال وفيتنام من إجمالي
183 بلدا. وحلت مصر في المركز 98 عام 2010. |