سوريا والتكفيريين... سامراء تعيد نفسها في دمشق!

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تستحضر الجماعات الارهابية التي تعيث الفساد في سوريا، بدعم من السعودية وقطر وتركيا، حجم الويلات والفاجعة التي مر بها العراقيون بعد انهيار النظام الديكتاتوري السابق، خصوصا انها لم تستثني في انتهاكاتها الاجرامية البشر او الحجر او الحيوان.

فكل ما تجتهد فيه تلك الجماعات الظلامية هو القتل والتنكيل الى جانب التدمير والتسلط على رقاب العباد بمبدأ القوة، دون ادنى اكتراث او احترام للذات البشرية او المقدسات الدينية، فقد حفل العراق بسنوات عجاف سال اثرها نهر دماء لم يجف حتى الان.

فيما دمرت المئات من دور العبادة لمختلف الديانات والمذاهب المنتشرة في ارجاء البلاد، ولم تسلم من عمليات التدنيس مراقد الاولياء والصحابة والتابعين في هذا البلد، لتتوج تنظيمات القاعدة جرائمها بحق الانسانية والتاريخ بتفجير مرقدي الامامين العسكريين في مدينة سامراء وسط العراق.

وتلوح اليوم ذات المأساة في دولة سوريا التي باتت تعاني من هجمات الارهابيين والجماعات الخارجة على القانون، مستهدفة رجال دين وعلم وشخصيات عامة دون تمييز، في محاولة لإرهاب كل من يرفض ما تقوم به من فساد تلك الجماعات او يتصدى لها.

حيث تسعى القاعدة الى استهداف ابرز الاماكن المقدسة في سوريا، في محاولة ليست بجديدة لخلق صراع طائفي هناك، وهو امر تجلى بعد الاستهداف المتكرر للطوائف المسيحية والعلوية، الى جانب محاولة تفجير مرقد السيدة رقية حفيدة الرسول الاعظم محمد (ص) في ريف دمشق، احد ابرز المشاهد المقدسة لدى المسلمين الشيعة.

فقد تحدث مصدر قريب من أمانة مرقد السيدة رقية سلام الله عليها بالشام عن وجود رسالة تهدید بعث بها إرهابيون تحدثوا فیها عن نوایا خبیثة ترمي الی استهداف المرقد الطاهر. وأشار المصدر الى إن رسالة السلفیین التي هددوا فیها بقتل المزید من شیعة أهل البیت سلام الله عليهم وتهدیم مرقد السیدة رقیة سلام الله عليها قد وصلت أمانة المرقد عبر الفاکس.

ودعت جهات شيعية الأجهزة الأمنية السورية الى استنفار جهودها لحماية المرقد المقدس حيث الخطر داهم والتهديدات حقيقية. ويذكر أنه في 21 من الشهر الجاري قامت مجموعة إرهابية باغتيال إمام مسجد السيدة رقية سلام الله عليها الشهيد الشيخ عباس اللحام، وذلك بعد خروجه من المقام الشريف حيث تعرض الى إطلاق نار أردته على الفور. بحسب موقع الشيرازي نت.

کما عمدت مجموعة إرهابية قبل أكثر من شهر إلی اغتيال العلامة السيد ناصر بن السيد محمد العلوي, من أساتذة الحوزة العلمية الزينبية وإمام الجمعة والجماعة في الحسينية الزينبية، وذلك بإصابته باطلاقات نارية أصابت إحداها رأسه بشكل مباشر.

الشيخ عباس اللحام

الى ذلك أفاد مصدر مطلع ان السلطات الامنية السورية اعتقلت قتلة امام جماعة مرقد السيدة رقية عليها السلام الشهيد المظلوم «الشيخ عباس اللحام». واوضح المصدر ان القوات الأمنية السورية اعتقلت قتلة الشهيد الشيخ اللحام في الشام مشيرا الى احد القتلة الارهابيين يحمل الجنسية الاردنية.

واشار المصدر الى  ان الارهابيين اعترفوا بانهم تلقوا أوامر بقتل الشهيد اللحام من التكفيري «عدنان العرعور» مع وعد بتقديم اموال لإنجاز هذه العملية الغادرة.

وكان «سماحة الشيخ عباس اللحام» امام الجماعة في مرقد السيدة رقية عليها السلام  قد اغتيل من قبل مجموعة‌ وهابية‌ وقال شاهد عيان في دمشق ان الشيخ الشهيد تم استهدافه عقب خروجه من مقام السيدة رقية عليها السلام من بعد صلاة المغرب ليلة الأحد الماضي (13/05/2012) من قبل مجموعة كانت تتخفى في زقاق قريب من المقام.

وكانت مجموعة وهابية اغتالت قبل نحو شهر خطيب وإمام حسينية في سوريا "سيد ناصر العلوي"، وقالت أسرته إن شخصاً أطلق رصاصة واحدة في تمام الساعة الثامنة مساء بتوقيت دمشق على وجه السيد الشهيد أمام منزله في منطقة السيدة زينب في دمشق.

تنديد

من جهتها اعلنت منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحرّ) في واشنطن، متابعتها عن كثب التطوّرات الجديدة على الساحة السورية، سيما ما وصفته ارتفاع نسبة الاغتيالات في أوساط رجال الدين ووجهاء الشيعه في الفترة الأخيرة وفي مختلف المدن السورية.

وجاء في بيان للمنظمة حصلت (شبكة النبأ المعلوماتية) على نسخة منه، "أن الإرهابيين والحركات المسلّحة إنما تتستّر بلباس التغيير والسلم وأنها لا تريد الخير للشعب السوري، ولا المفاوضات السياسية ولا الاستقرار في سوريا، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على نوايا خبيثة تجعل من منطقة الشرق الأوسط ساحة للمواجهة الطائفية وبأبشع الوسائل".

وتابع البيان، "كما أن الدول الداعمة للإرهاب والمعروفة اسماً ورسماً خسرت الكثير من مواقعها في ما يسمّى بدول الربيع العربي، فتريد أن تجبر خسارتها بتحريك الجانب الطائفي في سوريا والعراق".

وأكدت المنظمة في بيانها، "نحن ومن منطلق المسؤولية نحمّل الدول الداعمة للإرهاب في سوريا والعراق وكذلك فرنسا والولايات المتّحدة الأمريكية وبريطانيا لما لها من القدرة في ضبط الأمور". وأضاف البيان، "نفيدهم علماً أن الطائفية دمّرت لبنان وغيرها من الدول وقد تنقلب على أصحابها كما حصل في الدعم الأمريكي للقاعدة إبّان الغزو الروسي لأفغانستان والشيشان".

ولفتت المنظمة ايضا الى قلقها مما اعتبرته استخدام للسلاح بشكل مفرط. محملة الجماعات المسلّحة التي بدأت تكرار نفس السيناريو الذي نفّذته في العراق والمتمثّل بتنفيذ العمليات الإرهابية من قتل وتفجير وتفخيخ السيارات في الأماكن المزدحمة لقتل أكبر عدد من الأبرياء، وكذلك عمليات القتل العشوائي التي تسعى من خلالها إلى إحداث البلبلة, وهو جهد العاجز كما نعرف جميعاً، الأمر الذي قد يجرّ البلاد إلى دوامة العنف والعنف المضاد.

ودعت المنظمة الى السوريين الى:

أولاً: ضبط النفس وعدم الانجرار إلى العنف مهما فعلت جماعات العنف والإرهاب، وذلك من أجل ضبط الأمور وعدم الانجرار إلى ما لا يحمد عقباه.

ثانياً: العمل سوية على تنفيذ خطّة المبعوث الاممي، التي تسعى الحكومة السورية إلى رعايتها بما يضمن حقوق المواطنين كافّة، ومنع إراقة المزيد من الدماء البريئة.

وطالبت المنظمة ما وصفتهم "القوى التي تسوق نفسها على أنها البديل للنظام القائم" بوجوب عدم التسلّق إلى السلطة بالسباحة في أنهار دماء الأبرياء، أو على جماجم الأبرياء الذين يقتلون اليوم في الشارع العام".

وأضافت، "كما إنّ على البديل أن يثبت بأنه يؤمن بالديمقراطية بشكل حقيقي ليصدّقه الناس، الديمقراطية التي تعني في جوانب منها الاعتراف بالآخر وعدم تصفيته بسبب الاختلاف في الدين أو المذهب أو الاتجاهات الفكرية والسياسية، كما تفعل اليوم الجماعات (المعارضة) في سوريا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/آيار/2012 - 29/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م