
شبكة النبأ: تبقى الانظمة الخليجية
المستبدة، تتخبط في دوامة الاخطاء المتتالية، فالمعروف علميا أن
الاخطاء تتوالد بالتتابع في ظل عقول سياسية متحجرة، لا تريد أن تعترف
بأن العصر لك يعد عصر السلطة المتسلطة، بل عصرنا الراهن هو عصر
الجماهير والتحرر، لذلك توغل انظمة الخليج باستبدادها وخطواتها التي
تكرس سلطة الفرد (الملك/ الامير/ السلطان) على حساب الجماهير، ظنا منها
أنها بذلك تستطيع أن تسبح ضد التيار الى ما لا نهاية!!.
وآخر هذه الخطوات الرعناء، السعي الى تكوين اتحاد خليجي، لا علاقة
له بالجماهير او الشعوب، بل هو خطوة واضحة لتجميع القوى السلطوية
الحاكمة وتكريس سلطاتها مقابل تهميش الشعب ودور الجماهير كليا، وهو امر
واضح جدا ولا يحتاج لاكتشافه كثير عناء، فكل الدلائل والخطوات المريبة
التي يخطونها حكام الخليج تثير الريبة والشك، وتدل بوضوح الى سعي هؤلاء
الحكام للتشبث بعروشهم وحمايتها مهما كانت الاثمان التي تدفعها الشعوب
كبيرة وفادحة.
ومع أن الاعلان والدوافع المعلنة تقول ان الاتحاد مهمته الوقوف بوجه
ايران واهدافها في المنطقة، إلا أن طبيعة هذا التشكيل (الديني الوهابي
الارهابي) تؤكد أن المضمر من الاهداف غير المعلن تماما، لاسيما أن
مقاربة هذا النظام الخليجي المزمع تكوينه مع نظام طالبان، يؤكد تشابه
الاهداف، والسعي الى نشر الفكر المتطرف والتضييق على الحريات المدنية
بقوة، من اجل حماية الانظمة الخليجية من السقوط، لكن هؤلاء الحكام
يعرفون قبل غيرهم بأنهم يسبحون على العكس من التيار العالمي المتطور
نحو الحرية والاستقرار والسلام، لهذا فإن لم يفكر حكام السعودية بعواقب
التهميش المتواصل لارادة الشعوب من خلال المحاولات البائسة لاحتوائها
وتحييد تطلعاتها وتجهيلها، الامر الذي دفع الكثير من المراقبين للتساؤل
عن مصير المشروع السعودي في منطقة الخليج، سيما وهي تمضي بإصرار صوب
اقامة اتحادا مركزيا مع الدويلات العربية المجاورة لها، دون التفكير
مليا بعواقب مثل هذا الاجراء في المستقبل. فالكثير من الترجيحات تشير
الى ان السعودية متجهة في سياستها تلك نحو التفتت والتقسيم، مما يعتبر
ان مسعاها في اقامة الاتحاد خصوصا مع البحرين سينعكس سلبا بشكل مباشر
على وحدة تلك الدولة خصوصا مع تنامي حركات التحرر المطالبة بالاصلاح
والتغيير وان كانت محدودة نسبيا في الوقت الحالي.
وهكذا يعرف النظام السعودي بأنه سيؤول الى السقوط الحتمي بإرادة
الشعب، بسبب حالات التهميش الواسعة التي تتعرض لها الجماهير كما هو
الحال في شرق السعودية نفسها، حيث (تمثل المنطقة الشرقية الغنية بالنفط
في السعودية مركز ثقل المسلمين الشيعة المناهضين لحكم آل سعود وسلطانهم
الاستبدادي، وهو الامر الذي ينسحب على شعب البحرين ذو الغالبية الشيعية
المنتفضة على حكم آل خليفة في تلك الجزيرة، حيث من المرجح ان يسهم
الاتحاد في توحيد مطالب الشيعة في كلتا الدولتين ويزيد من التنسيق
المشترك بين الشعبين في حراكهم الديمقراطي، مستهلا في ذلك فتح الطريق
امام اغلبية الشعب السعودي الذي يعاني من التهميش السياسي للتحرك ايضا،
وتحديدا بعد سقوط نظرية الخطر الايراني على شعوب المنطقة الذي تروج له
الرياض).
وهكذا سينقلب السحر على الساحر، وسوف يُطاح بهذه الانظمة المستبدة،
لاسيما أن الوعي الشعبي في السعودية والبحرين وسواهما يتزايد في ظل
موجات التحرر التي تجتاح الشرق الاوسط والمنطقة العربية برمتها، لهذا
يستميت حكام الخليج والنظام السعودي الذي يتصدر هذه الانظمة، من اجل
ايجاد البدائل والعقبات التي تحد وتؤخر من الثورة الشعبية التي ستفتّ
من عضد هذه الانظمة، وتلقي بها في جعبة التاريخ، كما حدث مع الانظمة
المتساقطة تباعا بفعل الغضب الجماهيري العارم.
إن هذا المشروع السلفي الوهابي على الرغم من ادعائه بتوحيد الشعوب
والعمل من اجل صالحها، لكنه هو مشروع قامع لهذه الشعوب، والسبب واضح
وبسيط جدا، لأن القائمين عليه لهم جذورهم الراسخة في التسلط والاستبداد
وقمع تطلعات الشعوب نحو التحرر والعيش بكرامة في ظل ثروات هائلة يتنعم
بها آل سعود وغيرهم من الملوك وامراء في وقت يتحمل الشعب أوزار مثل هذه
الفضائح التي انتشرت بين العالم اجمع بخصوص تبذير المال العام في صالات
القمار وشراء اليخوت والقصور والفلل الفخمة، مع أن الشعب العربي يتضور
جوعا ويعاني من القمع بشتى اصنافه، لذا هو مشروع هزيل ومشبوه ومكشوف
الاجندات والاهداف، لذلك سيُطاح به وبمن يقوم عليه آجلا أم عاجلا. |