سوريا وفتنة الحرب الاهلية

 

شبكة النبأ: نجحت الجماعات التكفيرية في سوريا بتحويل الصراع السياسي القائم في تلك الدولة الى اقتتال طائفي وان كان بشكل محدود حتى الان، حيث سجلت العديد من عمليات القتل ذات الخلفية الدينية لمدنيين من الطائفة العلوية والشيعة بالاضافة الى اصحاب الديانة المسيحية، تم قتلهم وتصفيتهم على يد جماعات العنف السلفية ومجموعات ما يسمى الجيش الحر هناك.

وتشير العديد من الأدلة الى تورط السعودية وقطر بإذكاء الصراع الطائفي للنيل من الحكومة السورية، وهو ذات الورقة التي لعبت بها دول الخليج في السنوات السابقة للإضرار بالدول العراقية المجاورة.

وحذرت العديد من المنظمات الانسانية والحقوقية من مغبة ما تدفع به تلك الجماعات ومن يقف وراءها، سيما بعد استمرار تدفق الاسلحة والاموال من تركيا ولبنان بشكل غزير.

عمليات ارهابية

فقد اتهمت صحيفة سورية دولا عربية واقليمية بتقديم التمويل والتسهيلات لتنظيم القاعدة لتنفيذ "عمليات ارهابية" في سوريا بدعم من الغرب والولايات المتحدة، وذكرت صحيفة الثورة الحكومية في افتتاحيتها "اذا كانت التفجيرات فيها بصمات القاعدة فان الاطراف التي ساعدتها او ساعدت عناصرها ومولتهم وحرضتهم وقدمت لهم التسهيلات، تحمل في نهاية المطاف بصمات اميركا والغرب عبر ادواتهما القائمة في المنطقة سواء في الجوار التركي أم لدى مشيخات النفط"، واضافت ان "بصمات القاعدة موجودة في التفجيرات الارهابية التي شهدتها وتشهدها المدن السورية هذا صحيح.. والصحيح الآخر الموازي له وبالقدر ذاته، ان تلك هي بصماتهم.. من مشيخات الخليج الممولة إلى الظاهرة التركية الحاضنة مرورا بدول وافراد واحزاب وتنظيمات، تبرعت بالخدمة لأميركا والغرب وإسرائيل"، وقتل 55 شخصا على الاقل واصيب 372 آخرون بجروح في انفجاريين متزامنين هزا دمشق. بحسب فرانس برس.

واكدت السلطات انهما "انتحاريان" يندرجان في اطار "الهجمة الارهابية عليها" في حين اتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف خلفهما، وفيما حملت الصحيفة تنظيم القاعدة مسؤولية "الإرهاب الذي تمارسه" الا انها اعتبرت ان مسؤولية تلك الأطراف "توازيها بل في بعض الحالات تفوقها"، واوضح ان هذه المسؤولية "تتوازعها قوى ودول وتنظيمات اعتاشت على الإرهاب، وانتعشت (...) وعبر المال الخليجي السخي، ومن خلال الدعم اللوجستي التقني الذي قدمته الإدارة الأميركية وتقدمه للمسلحين وهي التي رفعت من مساهماتها فيه"، واعتبرت الصحيفة التنظيم بانه "اداة للاستئجار" تستخدمه قوى واطراف لتحقيق "غاياتها من خلال الارهاب" لافتة الى انه "يحتاج دائما الى عوامل وادوات ومناخ.. مثلما يحتاج الى ارض وممرات وتمويل وتحريض وتسهيلات".

سباق مع الزمن

في سياق متصل يقدم الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان تقريرا عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة الى مجلس الامن الدولي حول الوضع في هذا البلد الذي اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الاسرة الدولية "في سباق مع الزمن" لجنب حرب اهلية فيه، وسيقدم انان تقريره الى مجلس الامن، وفي خطاب اجتماع المجلس القاه امام معهد "اتلانتك كاونسل" الفكري في واشنطن، دان بان "شراسة" القوات السورية واشار في الوقت نفسه الى ان الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة "تصاعدت"، وقال بان كي مون "نحن في سباق مع الزمن لتجنب حرب اهلية شاملة وسقوط عدد كبير من القتلى، واوضح الامين العام للمنظمة الدولية ان وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان/ابريل ينتهك في اغلب الاحيان، واضااف بان كي مون ان هناك اكثر من ستين مراقبا للامم المتحدة في سوريا حاليا. بحسب فرانس برس.

مشيرا الى ان عدد المراقبين ال300 الذي وافق مجلس الامن على ارسالهم الى سوريا يتوقع ان يكتمل قبل نهاية ايار/مايو الجاري، واكد "انها مهمة صعبة في اوقات صعبة. ندرك المخاطر التي يواجهها هؤلاء المراقبون الشجعان"، كما اكد بان كي مون انه يتوجب على الحكومة السورية ان تطبق النقاط الست من خطة وسيط الامم الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان التي تنص على سحب القوات واللاسلحة من المدن "بدون المزيد من التأخير"، واضاف "لا يمكن التكهن بما ستنتهي اليه الامور لكننا نعرف انه لا يمكن ان تكون هناك مساومة على المبادىء الاساسية للعدالة وحقوق الانسان"، وكان بان كي مون انتقد اجراء انتخابات تشريعية في سوريا على الرغم من استمرار العنف، معتبرا ان "وحده حوار سياسي شامل يمكن ان يؤدي الى ديموقراطية حقيقية في المستقبل في سوريا"، ويؤكد بان كي مون وكوفي انان ان المراقبين نجحوا في خفض العنف في اماكن تواجدهم، وقال دبلوماسي غربي في الامم المتحدة "ندرس بدقة اي مؤشرات يراها انان تدل على ان خطته تتصدع.

فرصة اخيرة

فيما اعتبر المبعوث الدولي كوفي انان ان خطته قد تكون "الفرصة الاخيرة لتجنب حرب اهلية" في سوريا حيث قتل ستة مدنيين على الاقل برصاص القوات النظامية، غداة انتخابات تشريعية وصفتها الدول الغربية والمعارضة بانها "مهزلة"، وقال مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان امام مجلس الامن الدولي ان خطته بشأن سوريا قد تكون "الفرصة الاخيرة لتجنب الحرب الاهلية" في هذا البلد، كما نقل عنه دبلوماسيون، لكن انان، الذي ادلى بهذا التصريح خلال احاطته مجلس الامن بما آلت اليه وساطته في سوريا، حذر من ان مهمته "ليست فرصة مفتوحة الى ما لا نهاية"، وبحسب دبلوماسيين تابعوا الكلمة، فإن انان عبر عن خشيته ازاء تزايد انتهاكات حقوق الانسان والاعتقالات والتعذيب في هذا البلد، واشار انان الى "تقدم محدود" في تطبيق خطته على المستوى العسكري، مؤكدا في الوقت نفسه ان القوات الحكومية تستمر في "ممارسة الضغط على الشعب بشكل اكثر تحفظا"، ودعا الى اطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سوريا، وهو من اهداف خطته. واضاف ان وجود مراقبين من الامم المتحدة في سوريا يهدف الى "توفير الظروف الملائمة لتسهيل تقدم سياسي"، وكان دبلوماسي غربي في الامم المتحدة قال قبل ساعات من كلمة المبعوث الدولي "سنرى ان كان انان سيقدم مؤشرات على ان خطته لا تعمل". ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في روما لزيادة عدد مراقبي الامم المتحدة في سوريا، وقال خلال لقاء صحافي مع نظيره الايطالي ماريو مونتي "نحن بحاجة الى الف او الفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، اي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد باكملها ورؤية ما يجري فيها"، واضاف "نحن ندعم خطة انان لكن اذا سألني احدهم عن آمالي فاني ساجيب اني فقدت كل امل" تجاه سلطات سوريا، وفي ظل استمرار اعمال العنف، دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر الى زيادة تمويل عمليات اللجنة في سوريا وتحسين امكانات تدخلها في هذا النزاع، ويزداد عدد اللاجئين السوريين الواصلين الى شمال العراق حيث توزع المنظمة الدولية للهجرة المساعدات عليهم، بحسب ما اعلن متحدث باسم المنظمة في جنيف، ووصلت الى مخيم دوميز للاجئين في محافظة دهوك شمال العراق نحو 98 اسرة سورية فرت من اعمال العنف في بلادها وتلقت مساعدة المنظمة التي تعمل في شراكة مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، وتشير تقديرات مكتب منظمة الهجرة في دهوك الى ان نحو سبعة آلاف لاجىء اضافي يمكن ان يصلوا الى مخيم دوميز الشهر القادم، وفي عمان، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها في الاردن بلغ 14 الفا و500 لاجى، وقدرت المفوضية عدد اللاجئين المسجلين لديها ممن فروا من سوريا هربا من العنف منذ بداية الأزمة الى الأردن ولبنان وتركيا والعراق باكثر من 55 الفا "ما يضع عبئا متزايدا على الحكومات والمجتمعات"، ويقول الاردن ان حوالى مئة الف سوري دخلوا المملكة منذ اندلاع الاحداث في سوريا.

من جهة اخرى، قال وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو ان بلاده تكبدت خسائر نتيجة العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على القطاع النفطي تقدر باكثر من ثلاثة مليارات دولار اميركي، وجرت في سوريا اول انتخابات "تعددية" منذ خمسة عقود تنظمها السلطات، واشارت الصحف السورية الى "المصادفة" التي حملها السابع من ايار/مايو الذي شهد "هزيمة نكراء" للرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، وتسلم فلاديمير بوتين ولايته الرئاسية في روسيا، و"المشاركة الواسعة" في الانتخابات التشريعية في سوريا، وذكرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان "يوم السابع من ايار/مايو شهد تحولات عالمية جذرية وجملة معطيات، اجتمعت اتفاقا ربما أو كشرط تاريخي، لكنها تصب حتميا في صالح القضية التي يخوضها السوريون في دفاعهم عن مستقبلهم"، ميدانيا، وفي حماة وسط البلاد، افادت الناطقة باسم المكتب الاعلامي للثورة في حماة مريم الحموية ان القوات النظامية "قصفت بالمدافع والرشاشات الثقيلة بلدة قلعة المضيق التي تشهد احتجاجات مستمرة والواقعة على مقربة من ريف ادلب الذي يعد أكثر المناطق سخونة في سوريا.

حرب اهلية

من جهة أخرى انقسمت قرية الزارة السورية الواقعة في ريف حمص على اساس طائفي مع اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد حيث حولت عمليات القتل والانتقامات الجيران الهانئين الى اعداء لدودين، وانتصب جدار من الخوف بين التركمان السنة القاطنين على تلة الزارة والسكان العلويين في جسر الزارة والذين كانوا يعيشون بوفاق سوية منذ الامبراطورية العثمانية، واستمع المراقبون الدوليون في هذه المنطقة من الطرفين على حد سواء عن هواجسهم وعذاباتهم، ويناشد الطرف الاول تركيا لانقاذهم من الرئيس السوري بشار الاسد فيما يطالب الطرف الاخر الاسد حمايتهم من هجمات "الارهابيين" القادمين من لبنان، البلد المجاور، ويقول الملازم المنشق باسل العين "اننا تركمان ويجب على اردوغان ان يحمينا والا فان بشار سيقضي علينا" في اشارة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ويسيطر على قرية الزارة، المتاخمة للحدود اللبنانية، الجيش السوري الحر المكون من منشقين مازالوا يرتدون لباسهم العسكري، ويؤكد اهالي القرية الذين كشفوا للمراقبين اثار حطام قذائف الدبابات وقذائف الهاون مقتل 12 شخصا وجرح وفقدان 150 اخرين كما انهم لا يعلمون شيئا عن 50 شخصا تم اعتقالهم من قبل الجيش او اختطفوا على ايد مجهولين ويحمل اهالي القرية صور اقاربهم محاولين تمريرها لضباط الامم المتحدة، ويقول مقدم سابق في الجيش ملتح "ان الامر لا يتعلق بموضوع الثورة او الحرية انها حرب دينية وطائفية يقودها النظام الذي يريد القضاء على جميع السنة في سوريا من اجل احلال دولة "الرافضة" (وهو تعبير يطلق على الشيعة). بحسب فرانس برس. 

ويومئ احد الشبان، الذي يرتدي سروالا وقميصا اسود يحمل شعار القاعدة، براسه موافقا الا انه رفض التعليق لدى سؤاله، ويبلغ عدد التركمان في سوريا 300 الف نسمة، وهم من الطائفة السنية، ويشكل السنة اغلبية السكان فيما يشكل الاقلية العلويون، الذين يتحدر منهم الاسد، وتؤيد الغالبية السنية الحركة الاحتجاجية بينما يدعم العلويون عموما الرئيس الاسد فيما تنأى الاقليات الدينية الاخرى بشكل عام ينفسها عن الاحتجاجات، وتخفق راية المعارضين في هذه البلدة والتي تمثل العلم السوري بعد الاستقلال في عام 1946، ويرفع السكان في اسفل التلة العلم الحالي الى جانب صورة الرئيس هاتفين "الله سوريا بشار وبس"، ويقول الطالب العلوي مصطفى عبد الكريم محمود (23 عام) " لقد قتلوا (مناهضي النظام) عدة ضباط على قارعة الطريق، لقد اوقفوا الشاحنات وسرقوا البضائع. انهم يختطفون اقاربنا ويطالبوننا بدفع فدية"، ويضيف "انهم يجتازون النهر ليلا ويحرقون المحال ويطلقون النار علينا ثم يلوذون بالفرار عند مجيء الجيش، انهم يقولون اننا عصابات الاسد، نعم، نحن جنود الاسد"، ويتابع هذا الشاب "كنا نعيش كالاخوة قبل ان ياتي الغرباء (من لبنان) ويقلبوا الاوضاع"، وقال اخر "لقد مضى ثمانية اشهر لم اتمكن خلالها من العودة الى منزلي في منطقة تلكلخ" التي يسيطر عليها المعارضون ويحاصرها الجيش، ويضيف اخر شاكيا "انهم يريدون ارغامي على معارضة النظام"، واشار محافظ حمص غسان عبد العال "ان من خطط الى هذه الازمة يسعى الى اللعب بالوتر الطائفي ليهدم العلاقة بين مكونات المجتمع"، واضاف "اننا متاكدون من ان الغالبية ترفض التصعيد وتريد العيش بسلام".

معارضون سوريون

الى ذلك قال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية قتلوا سبعة على الأقل من أفراد ميليشيا موالية للحكومة في إحدى ضواحي دمشق في حين استهدف انفجار كبير موكبا مرافقا لمراقبي وقف إطلاق النار الدوليين في محافظة درعا الجنوبية، وقال النشط محمد سعيد إن الهجوم الذي وقع في دمشق بالقذائف الصاروخية مستهدفا حافلة تقل افراد الميليشيا المعروفين باسم الشبيحة في ضاحية عربين دفع الجيش إلى تطويق المنطقة وقصفها، وأدى استمرار العنف بعد نحو أربعة أسابيع من توصل الوسيط الدولي كوفي عنان إلى اتفاق وقف إطلاق النار إلى تحذيرات هذا الأسبوع من الصليب الاحمر وجامعة الدول العربية وعنان نفسه من ان سوريا تنحدر إلى حرب أهلية، وكان اتفاق وقف إطلاق النار جزءا من خطة أكبر تهدف إلى إنهاء الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ 14 شهرا منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في مارس اذار العام الماضي. وطغت العمليات المسلحة المتزايدة للمعارضين على المظاهرات السلمية في الوقت الحالي. بحسب رويترز.

وقال نشطاء ووسائل إعلام حكومية إن الميجر جنرال روبرت مود كان موجودا في درعا عندما أصاب انفجار سيارات مرافقة لموكب مراقبي الأمم المتحدة، وقالت قناة الدنيا الموالية للحكومة إن ثمانية من أعضاء قوات الأمن أصيبوا في الانفجار. وأضافت أن الانفجار وقع امام مراقبي الأمم المتحدة لكن لم ترد أنباء عن إصابة أي منهم، وعلى الرغم من توقف القتال في البداية يوم 12 ابريل نيسان عندما بدأ تنفيذ الهدنة إلا أنها لم تتماسك. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فردين من الأمن قتلا كما قتل مسلحون مجهولون رجلا آخر، وعرض المبعوث السوري في الامم المتحدة بشار جعفري قرصا مدمجا قال إنه يحتوي على اعترافات من 26 مقاتلا عربيا ضبطوا في سوريا وجاءوا من ليبيا وتونس ودول أخرى عبر تركيا ولبنان للإعداد لأعمال "إرهابية" في سوريا، وأضاف أن القوات السورية قتلت 15 مقاتلا أجنبيا آخرين وحث السعودية وقطر وتركيا على التوقف عن دعم الجماعات المسلحة.

تهريب الاسلحة بين لبنان وسوريا

من جانبها قالت الامم المتحدة ان الاسلحة يجري تهريبها في الاتجاهين بين لبنان وسوريا التي تعصف بها انتفاضة شعبية بدأت قبل 14 شهرا وتدفع البلاد نحو حرب اهلية، وقالت سوريا مرارا ان اسلحة يجري تهريبها عبر حدودها مع لبنان ودول اخرى لتسليح المعارضين الذين يقاتلون حكومة الرئيس بشار الاسد. وقال تيري رود لارسن مبعوث الامم المتحدة الخاص الذي يتابع تنفيذ قرار لمجلس الامن الدولي يطالب بنزع سلاح الميليشيات اللبنانية "استنادا الي ما لدينا من معلومات فان هناك اسبابا تدعو للاعتقاد بانه يوجد تدفق للاسلحة في الاتجاهين كليهما.. من لبنان الي سوريا ومن سوريا الي لبنان، واضاف قائلا للصحفيين بعد قدم تقريرا الي مجلس الامن المؤلف من 15 دولة "ليس لدينا مراقبين مستقلين للتحقق من هذا لكننا نستند في تقاريرنا على معلومات نتلقاها من مصادر متنوعة، وأبلغ رود لارسن مجلس الامن أن الامين العام للامم المتحدة بان جي مون أثار مسألة تهريب الاسلحة عبر الحدود مع مسؤولين لبنانيين اثناء زيارة قام بها مؤخرا الي بيروت وحثهم على تحسين الرقابة على الحدود، وصادرت السلطات اللبنانية 60 ألف طلقة من ذخائر مخبأة في سيارتين على متن سفنية حاويات ايطالية رست في ميناء طرابلس بشمال لبنان. بحسب رويترز.

وفي اواخر ابريل نيسان صادرت السلطات اللبنانية شحنة كبيرة من الاسلحة الليبية تضمنت قذائف صاروخية وذخائر لاسلحة ثقيلة من سفينة جرى اعتراضها في البحر المتوسط. وقال مالك السفينة انها كانت في رحلة الي طرابلس بلبنان، وفي وقت سابق أبلغ عنان مجلس الامن ان السلام في سوريا ما زال بعيد المنال بعد حوالي شهر من اعلان هدنة.

قلق الجنود

على صعيد أخر تقع نقاط التفتيش التابعة للجيش السوري في أنحاء بلدة أريحا بشمال البلاد في منطقة خطيرة حتى انه يتم جلب الاغذية للجنود في دبابة، ويقول جنود في موقع خارج أريحا انهم لم يغامروا بدخول البلدة منذ عدة اشهر خوفا على سلامتهم في منطقة وصل العداء فيها للرئيس بشار الاسد الى نقطة الغليان، وقال جندي للصحفيين الذين زاروا ادلب هذا "اننا نمكث هنا فحسب. وأضاف "وقع هجوم على نقاط التفتيش حولنا - اذا ذهبنا داخل اريحا فانهم سيقطعوننا اربا، وتقع أريحا في محافظة ادلب وهي معقل للانتفاضة ضد حكم الاسد التي تفجرت كما تحملت عبء حملة عسكرية على الانتفاضة التي بدأت باحتجاجات سلمية لكنها تطورت الى تمرد مسلح تحدث فيه ناشطون عن قصف بلدات واعتقالات جماعية وأعمال قتل واسعة النطاق من جانب قوات الامن، وأذكت أعمال العنف من جانب قوات الامن مشاعر الاستياء بين العديد من السكان حتى لو كان بعضهم خاب ظنه اتجاه حركة المعارضة للطابع العسكري، وقال محمود وهو ساكن عمره 29 عاما بمدينة ادلب "عندما سالت أول نقطة دم خسر النظام، وأضاف "نحن قريبون جدا من المجتمع وفي المدن والبلدات نعرف بعضنا البعض ... لذلك مع سقوط كل شهيد سيخرج مزيد من الناس الى الشارع ولا سبيل لاعادتهم."

وكان الجنود على أهبة الاستعداد عندما اقتربت من ادلب مجموعة من ضباط الامم المتحدة الذين يحاولون مراقبة وقف اطلاق النار الذي خرقه كل من قوات الحكومة والمعارضة، وعندما غادرت قافلتهم الطريق السريع لدخول المدينة وصلت عربتان مدرعتان ممتلئتان بالجنود لحراستهم. وكانت توجد ثلاث نقاط تفتيش على الطريق كل منها يحرسها عشرات الجنود ويتم الاقتراب منها في حارة واحدة على جانبيها حواجز رملية، وعندما توقفت القافلة قفز الجنود خارج العربة واتخذوا مواقع دفاعية وفتشوا الحقول في الجانبين بحثا عن مسلحين، وفي المدينة نفسها أمكن سماع دوي اطلاق نار باستمرار تقريبا وهز انفجار واحد على الاقل المباني، وألقى حاكم المنطقة ياسر الصوفي باللوم في العنف على "محرضين خارجيين" في اشارة الى تركيا التي تشترك في حدود مع ادلب وتأوي معارضين من الجيش السوري الحر الذين ينفذون هجمات داخل سوريا، وقال انه لولا الاستفزاز الخارجي الذي يأتي اليهم عبر الحدود لكان الوضع في سوريا أصبح على ما يرام، وكانت المدارس والمتاجر مفتوحة كالمعتاد في ادلب، لكن اثار الهجمات والاشتباكات في الاونة الاخيرة كانت واضحة. فقد شوهت فتحات الطلقات ببعض المباني واغلقت الحواجز الخرسانية الطرق المؤدية الى مكاتب ادارية، وفي فندق كارلتون الذي اغلق في الصيف الماضي بعد بدء الانتفاضة لكن اعيد فتحه لاستضافة مراقبي الامم المتحدة كانت النوافذ المحطمة وصالة المطعم التي لحقت بها أضرار بالغة دليل على اطلاق النار الذي قال جنود انه يقع كل ليلة. بحسب رويترز.

لكن في القرى الواقعة على مشارف ادلب نفث السكان عن غضبهم على مسافة تقل عن كيلومتر من نقطة تفتيش الجيش. وقال ساكن يدعى هلال "الجيش مازال يأتي ويطلق النار علينا ويقتلوننا." وأضاف "نعم منذ وصول المراقبين تراجع ذلك لكنه مازال يحدث، وقال الجنود انه تقع اشتباكات يومية مع مسلحين تتحول احيانا الى معارك ضارية. ويتعين عليهم في الغالب استدعاء تعزيزات، وقال أحدهم "مدينة ادلب امنة." وأضاف "لكن كل المناطق المحيطة في حالة غليان، ومعظم الجنود من محافظة دير الزور وساحل البحر المتوسط بينما قال سكان ان بعض المقاتلين على الاقل في الريف حول ادلب أجانب - وهي نقطة أكدت السلطات السورية عليها مرات عديدة في اطار جدلها انها تواجه تمردا يدعمه اجانب وليس مشاعر استياء محلي، وقال عصام الذي ذكر انه يؤيد الانتفاضة لكنه غير راض عن انها اصبحت مسلحة بدرجة أكبر "يوجد ليبيون يقاتلون هنا بالتأكيد. اننا نعرف ذلك والجميع في المدينة يعرفون ذلك، وتابع "قد أغادر الى حلب لكنني اذا غادرت فان الامن سيحرق منزلي. انهم يفعلون ذلك مع الذين يغادرون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/آيار/2012 - 25/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م