
شبكة النبأ: لايزال العديد من ابناء
تونس متخوف من هيمنة بعض الاطراف والجماعات الاسلامية المتشددة بسب
تحركاتها ومطالبها المستمرة التي تهدف الى فرض النفوذ واثبات الوجود
والتي اسهمت بخلق الكثير من الازمات والمشاكل، ومنذ الاطاحة بالرئيس
السابق زين العابدين بن علي زاد نفوذ الاسلاميين كما تزايد حضور
الجماعات السلفية وهو ما اثار قلق العلمانيين الذين يخشون من اتساع
هيمنة الفكر المتشدد في ابرز بلد عربي علماني، ويرى بعض المراقبين ان
تلك الجماعات السلفية قد سارعت بالتحرك بعد ان وجدت لها متنفس من
الحرية بعد اسقاط نضام الحكم الذي فرض عليهم الكثير من القيود للحد من
توسعهم وانتشار افكارهم، ويؤكدون انهم قد نجحت بالاستفادة من الوقت في
توحيد صفوفها وهي مستمرة بفرض هيمنتها والاعتراف بها كقوة اساسية
وستعمل على تثبيت وجودها ونشر افكارها بشتى الطرق منوهين على ان تلك
الجماعات ربما ستستخدم القوة المفرطة لأجل ذلك وهي غير مهتمة بالنتائج
التي ستؤول اليها مثل تلك القرارات الخطيرة .
وفي هذا الشأن اتهم سياسيون حركة النهضة الاسلامية التي تقود
الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس "بالتواطؤ" مع جماعات سلفية قالوا
إنها تقود "اعتداءات ممنهجة ومبرمجة" على معارضي الحركة في تونس. وقال
جوهر مبارك رئيس "شبكة دستورنا" (منظمة سياسية مستقلة) في مؤتمر صحفي
نظمته الشبكة بالعاصمة تونس إن "مجموعات معارضة وشخصيات من المجتمع
المدني والسياسي" تعرضوا في المدة الأخيرة إلى "اعتداءات ممنهجة
ومبرمجة" من قبل سلفيين.
وأوضح أن الاعتداءات تحدث كلما "وجه سياسيون في الدولة واعضاء في
الحكومة" اتهامات للمعارضة "بالتآمر (على الحكومة) والتعامل مع جهات (أجنبية)
مشبوهة" وأطلقت "حملات تشويه وتحريض وتجييش وتعبئة ضد المعارضين" على
شبكات التواصل الاجتماعي. وأضاف أن "سلفيين" حاولوا "ذبحه بسكين" في
قرية "سوق الأحد" بمحافظة قبلي (جنوب) عندما كان يعقد اجتماعا للتعريف
بشبكة دستورنا واهدافها.
وقال المفكر التونسي يوسف الصديق المختص في أنتروبولوجيا القرآن إن
سلفيين منعوه من تقديم محاضرة حول "التعصب الفكري" بدار الثقافة في
مدينة قليبية بمحافظة نابل (شمال شرق).
وأضاف أن السلفيين هددوه "بالضرب" إن اقترب من دار الثقافة التي
نكسوا فوقها العلم التونسي ورفعوا مكانه راية سوداء يرمز بها إسلاميون
إلى "دولة الخلافة". وكان من المقرر أن يقدم الصديق المحاضرة مع
الكاتبة ألفة يوسف المعروفة بكتاباتها الجريئة حول الاسلام.
وأفاد خميس قسيلة النائب في المجلس الوطني التأسيسي (المنبثق عن
انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011) أن "مجموعات تكفيرية" تونسية
تحولت مؤخرا إلى "عصابات منظمة" قال إنها تمنع معارضين من دخول بعض
المناطق داخل البلاد بحجة انهم من "فلول نظام الرئيس السابق" زين
العابدين بن علي. واتهم قسيلة حركة النهضة "بالتواطؤ" مع هذه
المجموعات.
وحذر أحمد نجيب الشابي زعيم "الحزب الديمقراطي التقدمي" (يساري
معارض) من أن السلفيين "ينظمون أنفسهم ويمارسون العنف ويتدربون على
العنف ويحظون بحماية السلطة العمومية وهذا أمر خطير". ودعا الشابي
التونسيين إلى التظاهر "للدفاع عن الحريات والحقوق الاجتماعية للشعب
التونسي". واتهم محمد الكيلاني رئيس الحزب الاشتراكي اليساري التونسي
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بتحريض السلفيين على "ضرب القوى التي
تعارضه". وذكر صادق بلعيد العميد السابق لكلية الحقوق بتونس أن
"النظام" الحالي في تونس "أخذ اتجاها فاشستيا" قائلا إن حركة النهضة
"تستعمل السلفيين لقضاء حاجاتها بهم". وحذر عياض بن عاشور العميد
السابق لكلية العلوم القانونية بتونس من دخول البلاد في "حرب أهلية" إن
واصلت السلطات "حماية" السلفيين وغضت الطرف عن "تجاوزاتهم". ودعت
المخرجة السينمائية سلمى بكار وهي عضو في المجلس الوطني التأسيسي
الأحزاب التونسية إلى "التوحد في كتلة واحدة لمواجهة تيار العنف
(السلفي)". بحسب فرانس برس.
وتعلن حركة النهضة باستمرار عدم مسؤوليتها عن أعمال العنف
والتجاوزات التي يتورط فيها سلفيون. وقال راشد الغنوشي رئيس الحركة في
تصريحات صحافية سابقة إن النهضة أطلقت "حوارا" مع تيارات سلفية
"لإقناعها بقبول الاختلاف ونبذ العنف". ولم يكن السلفيون يجرؤون على
التحرك في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خوفا من بطش أجهزة
الامن. ويقول مراقبون ان السلفيين يعتقدون أن ظهورهم أصبحت "محمية" منذ
وصول حركة النهضة الاسلامية إلى الحكم في تونس.
ويذكر ان كلية الآداب والفنون والانسانيات في جامعة منوبة قرب تونس
العاصمة شهدة بعض الاعمال التي تسببت بتوقف الدراسة فيها بسبب خلافات
بين ادارة الكلية وسلفيين من انصار لبس النقاب. حيث تقرر وقف المحاضرات
بعد ان تظاهر طلاب سلفيون منعوا عميد الكلية الحبيب الكزدغلي من دخول
مكتبه وطالبوا برحيله، بحسب الوكالة التونسية. واحتجت المجموعة على "العقوبات
التي اقرها المجلس العلمي بحق 10 طلبة قاموا باقتحام احدى قاعات الدروس
والتشويش داخل الجامعة والتسبب في تعطيل الدروس بها"، بحسب الوكالة.
وقال العميد للوكالة انه وجه رسالة الى وزير الداخلية و"طلب منه التدخل
لضمان حرية العمل". غير ان وزير التعليم العالي الاسلامي منصف بن سالم
اتهم العميد بالعجز عن حل المشكلة المتفاقمة سلميا متهما اياه "بحمل
افكار مسبقة سياسيا".
واعتبر الوزير ان مشكلة المنوبة "مشكلة زائفة" مشيرا الى قلة عدد
المنقبات في المؤسسات الجامعية التونسية، والى عدم وجود مشكلة الا في
منوبة، بحسبه. وفي كلية جامعة المنوبة التي تشمل 13 الف طالب ترفض
الادارة بدعم عدد من الاساتذة السماح بارتداء النقاب لأسباب امنية
وتربوية. واقر المجلس العلمي للكلية منع دخول المنقبات الى قاعات
المحاضرات، في قرار اكدته محكمة ادارية.
اول ترخيص
في السياق ذاته أصبح حزب "جبهة الاصلاح" التونسي أول تنظيم سياسي
اسلامي سلفي يرخص له في تونس. وقال رئيس الحزب محمد خوجة (62 عاما) "نحن
حزب نتبع منهج السلف الصالح، وقد منحتنا الحكومة (التي تقودها حركة
النهضة الاسلامية) تأشيرة عمل قانوني". وأبدى خوجة وهو سجين سياسي سابق
تحفظات على وصف حزبه ب"السلفي". وقال إن عبارة "السلفية يستعملها
علمانيو تونس فزاعة لتشويه الإسلاميين". وأورد الحزب في بيان نشره على
صفحته الرسمية في شبكة الفيس بوك أن "جبهة الإصلاح هي حزب سياسي أساسه
الإسلام ومرجعه في الإصلاح القرآنُ والسنة بفهم سلف الأمة".
ويحمل خوجة شهادة الدكتوراه في "علوم التغذية" من جامعة "ديجون"
الفرنسية (حصل عليها سنة 1982). وقد عمل أستاذا بالجامعة التونسية التي
فصل منها سنة 1990 بسبب انتمائه إلى "الجبهة الاسلامية بتونس" (تنظيم
اسلامي محظور). وقال خوجة إن الجبهة كانت "تنظيما سريا يعمل على تكوين
الناس على التربية الاسلامية المؤصلة" وأنه حكم عليه سنة 1990 بالسجن
10 أشهر نافذة في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.
وأكد مسؤول حكومي حصول حزب "جبهة الاصلاح" على ترخيص بموجب قانون
الأحزاب التونسي الذي يلزم الأحزاب باحترام الطابع "المدني" للدولة.
وقال الحزب في البيان الذي نشره على الفيس بوك أنه سيعمل على "أن تكون
الشريعة الإسلامية المرجعية الأساسية في كتابة الدستور (التونسي)
ومصدرا وحيدا في التشريع مع الاستفادة بما أنتجته المدنية المعاصرة
التي لا يتناقض (مضمونها) مع أصول الشريعة". و"يسعى (الحزب) إلى ترسيخ
هُوية البلاد وإعادة الحياة بالإسلام في إطار دولة تُطبّقُ أحكام
الشريعة الإسلامية في جميع مجالات الحياة السياسية والاجتماعية
والاقتصادية، ويعمل على توحيد البلاد العربية والإسلامية بإزالة الحدود
المصطنعة والموانع القائمة" بحسب البيان.
وقال إنه سيعمل على "إحياء دور المرأة في تربية النشء وبناء الأجيال
وضمان استقرارها الأسري وتحريرها من الرق المعاصر والاستغلال المرهق
لكيانها وتصحيح الصورة الذهنية السلبية في المجتمع إزاءها مع دعم حقها
في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية وغيرها وفق الضوابط
الشرعية". ونص برنامج الحزب على "تجريم كل أشكال التطبيع مع الكيان
الصهيوني، ونصرة الشعوب في تقرير مصيرها".
وقال الحزب إنه سيعمل على تحقيق أهدافه "من خلال المؤسسات الرسمية
وفي إطار القوانين الإجرائية باعتماد الوسائل السلمية في التعبير عن
الرأي، والعمل الجماهيري بكل أنواعه: تظاهرات، تجمعات، اعتصامات، عرائض
ممضاة، مقاطعة، مهرجانات، مسيرات، وغيرها".
وكان راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف
الحاكم في تونس ، وعلي العريض وزير الداخلية والقيادي في حركة النهضة
حثا في وقت سابق سلفيي تونس على التنظم في أحزاب سياسية والابتعاد عن
"العنف".
وفي سياق متصل أعلن نشطاء على الانترنت بعث جريدة إلكترونية خاصة
بسلفيي تونس أطلقوا عليها اسم "الدارين". وقال النشطاء الذين لم يكشفوا
عن هويتاهم إن الجريدة "تصدر عن التيار السلفي في تونس" وأنها تعمل "في
إطار العمل الصحفي النزيه". وجاء في العدد الاول من الصحيفة
الالكترونية أن "السلفيين يطالبون بضمانات دستورية لحمايتهم من
الاضطهاد" الذي قالوا إنهم تعرضوا له في عهد الرئيس المخلوع زين
العابدين بن علي. بحسب فرانس برس.
واتهمت الصحيفة في عددها الثاني وسائل الاعلام التونسية بالتحريض
على السلفيين وقالت إن لدى وسائل الاعلام المحلية "استراتيجية" لتشويه
صورة السلفيين. ولم تحمل المقالات الواردة في الصحيفة أي توقيعات.
وأطلقت الجريدة صفحة على الفيس بوك قالت فيها إن "الدارين التونسية
صرخة في وجه الصحافة غير الحرفية ،جريدة متنوعة جامعة تعنى بخدمة جميع
المسلمين، تهدف الى توحيد راية المسلمين في تونس و ابراز الصورة
الناصعة للإسلام والمسلمين و الرد على الأكاذيب و التشويه".
جامع الزيتونة
من جهة اخرى أعلن في العاصمة تونس عن اعادة فتح التسجيل للتدريس
بجامع الزيتونة بعد اغلاق استمر عقود سعيا لمواجهة التشدد الديني الذي
تقوده تيارات سلفية منذ اندلاع ثورة تونس العام الماضي. ومنذ اندلاع
الثورة في 14 يناير كانون الماضي برزت جماعات سلفية متشددة دعت الى
اقامة دولة اسلامية وهاجمت دور سينما ومثقفين قبل ان تشهد تونس مواجهة
نادرة بين قوات الامن وعناصر سلفيين قتل خلالها عنصرين.
ووسط حضور اهالي مدينة العتيقة تم فتح الاقفال الموضوعة على ابواب
الهيئة العلمية للجامع بأذن قضائي انهى اغلاق هذه المؤسسة الذي استمر
في حكم الرئيسين العلمانيين السابقين لتونس الحبيب بورقيبة وزين
العابدين بن علي. وجامع الزيتونة أول جامعة في العالم الاسلامي بدأت
دروسها قبل 1300 سنة. ولم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي
تمتّع به جامع الزيتونة بل شكّل دوره الحضاري والعلمي الريادة في
العالم العربي والاسلامي اذ اتخذ مفهوم الجامعة الاسلامية منذ تأسيسه
وتثبيت مكانته كمركز للتدريس وقد لعب الجامع دورا طليعيا في نشر
الثقافة العربية الاسلامية في بلاد المغرب.
وفي اول ايام التسجيل بجامعة الزيتونة تدفق عشرات الشبان والفتيات
للفوز بمقاعد في جامع الزيتونة الذي سيتم خلاله اعتماد عديد من المواد
مثل العقيدة والاخلاق والمنطق والسيرة النبوية.
وعلى مكتب صغير وضعت مئات الاوراق المملؤة من قبل طلاب يريدون
متابعة اول دروس دينية. واصطف شبان وشابات محجبات في نفس الصف للتسجيل
وكانوا يتبادلون الحديث عن ضرورة اعادة الدين المعتدل الى تونس بينما
كان متطوعون ينظفون بيوتا كبيرة في المسجد ويخرجون اثاثا قديما متأكلا
كان محتجزا في بيوت الجامع المرزكشة بالوان كثيرة.
وقال شاب اسمه محمد ياسين بن علي يهتم بتسجيل الطلبة " مثلما
تشاهدون هناك اقبال كبير على الاستفادة من الدروس التي ستقدم من جديد
في الزيتونة بعد سنوات كثيرة من اغلاق هذا الرمز الديني والعلمي
المتنور" واضاف بينما كان مشغولا بتوزيع الاستمارات على الطلبة " عديد
من المواد ستدرس مثل الاخلاق والعقيدة والسيرة والمنطق .الدروس ستكون
للذكور والاناث معا".
وبدت علامات الفرح واضحة على وجوه عشرات الحاضرين اثناء فتح ابواب
الهيئة العلمية التي تقع في قلب المدينة العربية بتونس المكتظ بالسياح
الغرب الذي يتجولون في محلات التحف التقليدية.
وقال رجل كان ضمن الاهالي المتابعين لفتح الاقفال " هذا هو الدواء
الوحيد لمجابهة الجرذان المتطرفين اعادة الاعتبار للدين التونسي
المعتدل". وقال فتحي الخميري الكاتب العام لجمعية احباء جامع الزيتونة
"ارجاع هذه المنارة العلمية والدينية أمر بالغ الاهمية في ظل تزايد
الغلو والتطرف الديني الذي نعيشه حاليا. الهدف ارجاع الدور العلمي
والديني للزيتونة في تونس و شمال افريقيا لنشر قيم الدين المعتدل".
واضاف ان الهدف هو استعادة الدور التاريخي علميا ودينيا للزيتونة
بعد ان تمت مصادرته خلال حكم بورقيبة وبن علي مضيفا انه يجري اعداد
هيكلة الهيئة العلمية لجامع الزيتونة منتصف الشهر الحالي قبل الاعلان
عن البرنامج الرسمي للتدريس مرجحا ان يكون الجامع تابعا لوزارة التعليم
العالي وان يتم اعتماده ضمن خيارات التوجيه الجامعي في المستقبل.
وجمعية احباء جامع الزيتونة هي التي رفعت دعوى قضائية لإعادة التدريس
بالزيتونة. بحسب رويترز.
وعلى درجات جامع الزيتونة تجمعت نسوة بعضهن محجبات والاخريات سافرات
يتحدثن مع شيخ حول تاريخ الزيتونة. وقالت امرأة محجبة كانت تصطحب
ابنتها للتسجيل في الزيتونة " جئنا الى هنا حتى احصن بنتي من الافكار
الظلامية الرائجة وحتى تعرف ان الاسلام يحمي حقوق المرأة ولا يسلبها
حريتها مثلما يحاول بعض المتطرفين اقناعنا به." واضافت بينما كانت
ابنتها تملا استمارة "خبر عودة التدريس بالزيتونة مفرح لأنه سيعيد نشر
التفتح والاعتدال والتسامح في نفوس الشبان وهو مفتاح لإبعادهم عن اي
تطرف قد يقودهم الى جماعات جهادية ترفع السلاح بدعوى الانتصار للإسلام"
وقال شمس الدين العشي وعمره ستة وعشرين عام " الزيتونة فكر ومنهج متفتح
بعيد كل البعد عن الفكر الوهابي السلفي ..هنا في الزيتونة تواضع
العلماء واخلاقهم العالية هو اكبر حصن ضد التطرف".
مجموعة "أنونيموس" تهدد
على صعيد متصل هددت مجموعة "أنونيموس تونس" المتخصصة في قرصنة
واختراق مواقع الانترنت بشن "حرب مفتوحة" ضد السلفيين وحركة النهضة
الاسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس وحزب التحرير غير
المرخص له الذي يدعو إلى إقامة دولة خلافة اسلامية. وكانت المجموعة
اخترقت في مارس/آذار وأبريل/نيسان صفحات ومواقع و حسابات بريدية
الكترونية لأحزاب وتيارات اسلامية ولأعضاء في الحكومة التونسية التي
يراسها حمادي الجبالي امين عام حركة النهضة اكبر احزاب الائتلاف الحاكم
في تونس.
وذكرت "أنونيموس تونس"، التي تقول انها تدافع عن الحريات، في رسالة
صوتية باللغة الفرنسية نشرتها اليوم على صفحتها الخاصة على موقع فيس
بوك، "نعلن رسميا شن حرب مفتوحة ضد السلفيين التونسيين و(حزب) التحرير
و(حركة) النهضة". وقالت ان سلفيين تونسيين اشتروا نهاية 2011 اسلحة
كلاشينكوف مهربة من ليبيا المجاورة، واتهمت لطفي زيتون، عضو حركة
النهضة والمستشار السياسي لرئيس الحكومة، بأنه "يستخدم السلفيين (التونسيين)
كذراع مسلح".
واضافت ان زيتون "تدخل عديد المرات لأطلاق سراح سلفيين اعتقلتهم
قوات الامن" بعد ارتكابهم "تجاوزات" يعاقب عليها القانون. وعبرت
المجموعة عن "دعمها" لموظفي التلفزيون الرسمي التونسي الذي هدد قياديون
في حركة النهضة ب"خصخصته".
وفي مارس/آذار الماضي قرصنت "أنونيموس تونس" موقع انترنت غير رسمي
لحركة النهضة وعدة صفحات إسلامية على الفيس بوك، أشهرها صفحة "حزب
التحرير". واخترقت المجموعة البريد الالكتروني الشخصي لكل من حمادي
الجبالي رئيس الحكومة ومحمد بن سالم وزير الزراعة وعضو المكتب التنفيذي
لحركة النهضة، والموقع الالكتروني الرسمي لراشد الغنوشي رئيس الحركة.
وسربت المجموعة على موقعها في شبكة الانترنت مئات الرسائل الالكترونية
قالت إنها من أرشيف البريد الالكتروني للجبالي وبن سالم. وهددت بنشر
"معلومات سرية للغاية" عن الحكومة التونسية الحالية ان عادت إلى حجب
مواقع الانترنت مثلما كان سائدا في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين
العابدين بن علي. بحسب فرانس برس.
ووصف راشد الغنوشي في تصريح أدلى به لصحيفة محلية عمليات الاختراق
بأنها "حرب الكترونية" وقال إن من يقوم بها "قطاع طرق وأعداء". وأعلن
منجي مرزوق وزير تكنولوجيات المعلومات والاتصال في تونس بأن وزارته
ستشرع في تنفيذ "خطة" لحماية المواقع الالكترونية الحكومية من عمليات
القرصنة والاختراق ونصح أعضاء الحكومة بتنزيل الرسائل الإلكترونية على
حواسيبهم وبعدم تركها في البريد الالكتروني الشخصي تحسبا من عمليات
اختراق أو قرصنة. وقالت "أنونيموس تونس" في رسالة صوتية نشرتها على
الانترنت ان كل عمليات الاختراق التي نفذتها تمت من خارج تونس. وذكرت
ان "الإنتربول (منظمة الشرطة الجنائية الدولية) لم تستطع اعتقال
الأنونيموس الذين اخترقوا المواقع الحكومية الأمريكية وحتى موقع مكتب
التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي)". |