السودان وجنوبه... حرب تستنزف الطرفين اقتصاديا

 

شبكة النبأ: تواجه السودان ازمة اقتصادية خطيرة بسبب الصراع الدائر بين الشمال والجنوب والذي تسبب بتوقف صادرات نفط وشل الحياة الاقتصادية لهذا البلد الذي يعاني الكثير من الازمات والمشاكل المتراكمة، ويرى بعض المراقبين ان الحرب في السودان هي حرب استنزاف طويلة اسهمت بتدهور الوضاع . وفي هذا الشأن قال وزير المالية السوداني علي محمود إن النزاع مع جنوب السودان بشأن رسوم عبور النفط قد تسبب في عجز مالي قدره 2.4 مليار دولار وهبوط الصادرات بنسبة 83 في المئة. ويواجه السودان أزمة اقتصادية دفعت الوزراء إلى التخلي عن رواتبهم والعاملين في القطاع العام إلى التخلي عن راتب يومين للمساهمة في تمويل الصراع مع جنوب السودان.

وجاءت هذه الأرقام الكئيبة مع إعلان السودان أن معدل التضخم السنوي ارتفع إلى 28.6 في المئة في أبريل نيسان في ظل الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد ومن بينها ارتفاع البطالة وضعف الجنيه السوداني والعقوبات التجارية الأمريكية إضافة إلى النزاع النفطي. ويكافح السودان الذي يشكل النفط 90 في المئة من صادراته لمواءمة أوضاعه بعد أن تطور النزاع مع جنوب السودان إلى قتال حدودي أوقف إنتاج النفط بأكمله تقريبا في تلك المنطقة.

ونظرا لتحمل الخرطوم عبئا ثقيلا في تمويل الصراع مع الجنوب فقد حثت العاملين في القطاع العام على المساهمة بجزء من راتبهم لدعم عملية الجيش. واستحوذ جنوب السودان على ثلاثة أرباع الإنتاج النفطي حينما استقل عن الشمال في يوليو تموز. لكن أنابيب النفط توجد في الشمال ولم يتمكن الجانبان من الاتفاق على الرسوم التي سيدفعها الجنوب نظير عبور صادراتها النفطية.

وبعد فشل عدة جولات من المحادثات بين الخرطوم وجوبا لحل هذا النزاع بالإضافة إلى خلاف بشأن ترسيم الحدود والمواطنة اندلع قتال على الحدود التي تمتد 1800 كيلومتر مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة في واحدة من أهم المناطق النفطية في أفريقيا. وهدأ القتال في الأيام القليلة الماضية بعد أن هدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كلا الجانبين بعقوبات إذا لم يستأنفا المحادثات.

وبسبب النزاع أوقف جنوب السودان إنتاجه النفطي البالغ 350 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني. وأدى استيلاء الجنوب مؤقتا على حقل نفطي متنازع إلى توقف نحو نصف إنتاج السودان النفطي البالغ 115 ألف برميل يوميا. وقال وزير النفط السوداني منذ ذلك الحين إن حقل هجليج النفطي بدأ يضخ الخام مجددا دون أن يحدد حجم الإنتاج. وأبلغ وزير المالية أعضاء البرلمان في كلمة عن الأداء الاقتصادي في الربع الأول من 2012 أن عدم التوصل إلى اتفاق مع حكومة الجنوب بشأن رسوم عبور صادرات النفط تسبب في عجز بنحو 6.5 مليار جنيه في المالية العامة للبلاد. بحسب رويترز.

وقال خيبر اقتصادي ان السودان فقد 20 بالمئة من عائداته النفطية اي اكثر من 700 مليون دولار امريكي بتوقف حقل هجليج عن الضخ عقب احتلال جنوب السودان له قبل ان تستعيده القوات السودانية. واوضح الخبير الدولي طالبا عدم كشف اسمه "تقديراتي لخسائر السودان من توقف انتاج حقل هجليج وهي تقديرات اولية ان السودان فقد 20 بالمئة من عائدات نفطه الذي تبقى له بعد انفصال جنوب السودان عن السودان". واضاف "انها فجوة كبيرة وتقدر بحوالي ملياري جنيه سوداني (741 مليون دولار بحسب السعر الرسمي للدولار مقابل الجنيه السوداني)".

وجاءت هذه التقديرات في وقت اعلنت وزارة المالية السودانية عن تخفيض حصص السيارات الحكومية التي تعمل في الخدمة المدنية من الوقود بنسبة 50 بالمئة كما طلب من الموظفين الحكومين التبرع بجزء من مرتباتهم دعما للجيش السوداني الذي يقاتل جنوب السودان. ومضى الخبير الاقتصادي قائلا "حتى قبل احتلال هجليج في العاشر من نيسان/ابريل يعاني الاقتصاد السوداني من ظروف صعبة". واضاف الخبير "مقارنة بعام سابق فقد فقدوا 55 بالمئة من عائداتهم".

وقال مدير مركز المعالجة "ليس واضحا متى سيعود الانتاج الذي توقف بعد احتلال جنوب السودان للمنطقة". واكد مدير مركز المعالجة بان انتاج حقل هجليج قبل توقفه كان يترواح ما بين 50 الي 55 الف برميل يوميا وهي تمثل نصف انتاج السودان من النفط. ويمثل توقف الانتاج خسارة كبيرة للحكومة التي تحصل على عائدات كبيرة من بيع النفط للمستهلك المحلي.

ونقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) ان وزير المالية السوداني علي محمود عبد الرسول طلب من مدراء المؤسسات الحكومية والشركات استقطاع جزء من ميزانياتهم لدعم المجهود الحربي وستوضع هذه المبالغ في حساب بالبنك المركزي لدعم "حملة رد العدوان" كما ان على موظفي الحكومة المساهمة بما يعادل اجر يومين من مرتباتهم لدعم المجهود الحربي.

وقال الخبير "مازالت هناك خطوات اخرى ستتخذ اضافة لخطوة وقد تكون خطوات صحيحة ولكنها غير محبذة للاستقرار الاقتصادي". واضاف ان "الفجوة ستتسع لانهم في حاجة لاستيراد النفط كما لا يمكن معرفة كلفة الحرب مع الجنوب مع ان الصرف العسكري في الميزانية هو الجزء الاكبر". بحسب فرنس برس.

ومنذ العام الماضي اخذ معدل التضخم في الارتفاع حتى وصل الي 23 بالمئة في شهر آذار/مارس الماضي وفق تقارير حكومية. كما تراجعت قيمة العملة السودانية في مقابل الدولار في السوق السوداء الذي هو ضعف السعر الرسمي للبنك المركزي السوداني. وتقدر ديون السودان الخارجية بحوالي 38 مليار دولار امريكي كما ان السودان يخضع لعقوبات اقتصادية فرضتها الولايات المتحدة الامريكية منذ عام 1997 ويحد هذا من قدرة السودان على الحصول على تمويل من المؤسسات المالية الدولية. وقال الخبير الاقتصادي "ليس لدي علم ان السودان حصل على تمويل كبير من مؤسسات التمويل الاسلامية ولكن صندوق النقد الدولي يعتبر الاقتصاد السوداني من الاقتصادات النامية وحقق نسبة نمو 7,3 بالمئة في عام 2010".

قرار الترحيل

من جهة اخرى اعلنت المنظمة الدولية للهجرة ان 15 الف شخص يتحدرون من جنوب السودان ويقيمون في ظروف بائسة في جنوب الخرطوم سينقلون الى الجنوب. وقال جيل هيلكي مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة في الخرطوم "نأمل في ان نبدأ في غضون اسبوع". وقد قررت السلطات السودانية ان تؤخر 15 يوما حتى 20 ايار/مايو الموعد المحدد لترحيل هؤلاء السودانيين الذين ينتظرون منذ اشهر في ملاجئ اقيمت في كوستي الواقعة بين الخرطوم والحدود الجنوبية لمغادرة السودان.

لكن المنظمة الدولية للهجرة اكدت في بيان ان الحكومة السودانية اوضحت لها ان هذه المهلة "لن تطبق الا متى وضعت خطة رسمية لترحيل" السودانيين الجنوبيين. ويتزامن هذا الاعلان مع اعراب حكومتي الخرطوم وجوبا عن استعدادها للتوصل الى السلام. وبدت الجبهة هادئة بين البلدين، لكن الجيشين بقيا متحصنين في مواقعهما على طول هذه الحدود التي رسمت خلال التقسيم في تموز/يوليو 2011 لكنها ما زالت غير واضحة المعالم. ولاجئو كوستي هم جزء من 350 الف سوداني جنوبي، كما تقول السلطات في جوبا، ما زالوا في السودان بعد مهلة الثامن من نيسان/ابريل التي حددتها الخرطوم لمغادرتهم السودان او تسوية اوضاعهم في البلاد.

وقد عاد الى الجنوب مئات الاف من سكان جنوب السودان الذين كانوا يعيشون في الشمال. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة ان جميع الجنوبيين السودانيين في كوستي يعولون على مساعدة المجموعة الدولية التي تقدم لهم المواد الغذائية والماء والادوات الصحية، وهم لا يستطيعون العودة الى بلادهم. واوضحت هيلكي "لقد توافرت الطائرات وهي جاهزة"، موضحة ان المسافرين سينقلون بالحافلات من كوستي الى مطار الخرطوم قبيل مغادرتهم. وقالت "ستنطلق يوميا رحلتان او ثلا رحلات ذخابا وايابا". وتتوافر للمنظمة الدولية للهجرة الاموال اللازمة لتغطية نفقات نصف الرحلات الضرورية "لكننا نسعى الى تأمين الباقي"، كما قالت هيلكي. بحسب فرنس برس.

وقد وضعت المنظمة خططا لنقل الاف الاشخاص على متن زوارق الى جنوب السودان، لكن الجيش اعرب عن مخاوف على سلامتهم. وقال سفير جنوب السودان في الخرطوم كوا ناك "بالتأكيد، ثمة عنصر الارتياب بين الجنوب والشمال". واضاف ان حكومة الخرطوم طلبت ضمانات بألا تنقل هذه الزوارق اسلحة لدى عودتها. ومنذ 2011، ساعدت المنظمة الدولية للهجرة 23 الف جنوبي على العودة، وقد نقلت معظمهم على متن زوارق نهرية.

هجليج جزء الجنوب

على صعيد متصل قال رئيس جنوب السودان سلفا كير ان قواته المسلحة لم تسبب أي أضرار في حقل هجليج النفطي المتنازع عليه خلال سيطرتها عليه لانه مملوك لجنوب السودان. وقال جنوب السودان ان قواته انسحبت من المنطقة بعد ان تعرض لضغوط دبلوماسية مكثفة. وقال كير امام الالاف من انصاره مستخدما الاسم الذي يطلقه الجنوبيون على منطقة هجليج "يوما ما اذا كان هناك قانون في هذا العالم ستعود بانثو الينا بالقانون... لذا فان الكلام عن أننا ألحقنا أضرارا (بالحقل النفطي) كذب. "ليس لدينا مبرر لتدمير مصافي النفط في بانثو أو أي من المناطق المتنازع عليها لان هذه المناطق ملكنا."

واظهرت صور التقطتها الاقمار الصناعية دمارا كبيرا في البنية التحتية في المنطقة. وتبادل الطرفان الاتهامات بتدمير المنشاة في اطار حرب كلامية صاحبت القتال الذي دار بين البلدين.

وقال كير ان قوات جنوب السودان انسحبت من هجليج فقط لتفادي العزلة الدبلوماسية. ولقيت سيطرة قوات جنوب السودان على الحقل النفطي انتقادات حادة من الامم المتحدة. ويقول السودان ان قواته طردت قوات الجنوب من المنطقة. وقال كير للمحتشدين عند ضريح جون قرنق "الادانة الدولية ليست امرا جيدا." بحسب رويترز.

وزادت الصين التي تدير مصالح نفطية وتجارية ضخمة مع البلدين والاتحاد الافريقي جهودهما الدبلوماسية خلال الاسابيع الماضية في محاولة لإعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات. وتقوم شركة الصين الوطنية للبترول وشركة بتروناس الماليزية و(او.ان.جي.سي) الهندية بادارة شركة النيل الاعظم للبترول التي تشغل حقل هجليج.

القصف والجوع

من جهة اخرى تلقي نفيسة جود نظرة على بلدة بورام التي أصبحت بلدة للأشباح على السهل المترب بالأسفل. وتقدم منازل بورام المحترقة والمتهدمة شهادة على الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في يناير كانون الثاني بين القوات الحكومية السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال المتمردة. واصبحت بورام الآن مستوطنة مهجورة وسط جبال النوبة بولاية جنوب كردفان بالسودان.

ومنذ اندلعت أحدث موجة من القتال في يونيو حزيران العام الماضي دفعت الاشتباكات وما وصفها زعماء محليون بحملات قصف شنتها الطائرات الحربية السودانية عشرات الآلاف من المدنيين مثل نفيسة الى الاحتماء بكهوف في التلال. وقالت "كنت اجري من صوت (الطائرة) انتونوف حاملة رضيعي حين سقطت القنابل وبترت ساقي" متذكرة اللحظة التي نسف فيها الجزء الاكبر من ساقها اليسرى في هجوم منذ اربعة اشهر.

ولايزال القتال في جنوب كردفان جيبا آخر من جيوب الصراع المشتعل بشأن الحدود المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان المجاورة والتي استقلت العام الماضي. وفي الشهر الماضي دارت مناوشات بين جيشي البلدين بشأن منطقة حدودية غنية بالنفط مما أثار مخاوف من أن تنزلقا مرة أخرى الى مواجهة شاملة على غرار الحرب الأهلية التي خاضها شمال السودان وجنوبه لاكثر من عقدين قبل إبرام اتفاق للسلام عام 2005 . ولا تزال حركات التمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتين ظلتا داخل حدود السودان بعد انفصال جنوب السودان في يوليو تموز 2011 فضلا عن المتمردين في منطقة دارفور بغرب السودان تذكي حالة زعزعة الاستقرار المزمنة التي يعاني منها السودان منذ استقلاله عن بريطانيا عام 1956 .

ووضع هذا جماعات على أطراف الأمة في مواجهة نخبة سياسية عربية حاكمة في الخرطوم يقول منتقدوها إنها همشت قطاعا كبيرا من الشعب السوداني. ويقدر زعماء المجتمع المدني في جبال النوبة التي يعيش بها مسلمون ومسيحيون وآخرون يتبنون معتقدات افريقية تقليدية أن من بين 350 الف نازح من جراء القتال يختبيء نحو 100 الف في الكهوف ويتغذون على أوراق الأشجار وسوائل النباتات والفواكه البرية. ويقولون إن البعض بدأوا يموتون جوعا.

وقالت نفيسة وهي تعرض سلطانية بها أوراق مقطعة وحبوب جافة "لا يوجد طعام. هذا هو ما نأكله." وقال احمد طيا وهو مشرف محلي على بورام كان يجلس على مقعد من الجلد تحت شجرة "منذ بدء الحرب والناس يشعرون بالرعب ويعيشون في الكهوف. لا توجد وسيلة لزرع اي شيء او لترعى ابقارنا لا يوجد شيء هنا." وفيما حلقت طائرة انتونوف اتهم طيا حكومة السودان بشن القصف لإخراج الناس من مزارعهم. وأضاف أن الخرطوم تستخدم الجوع كسلاح في الحرب. وتقول الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال إن الجيش السوداني يستخدم هذا الاسلوب ليمنع الناس من زراعة المحاصيل التي يمكن أن تستخدم في دعم المتمردين بجنوب كردفان والنيل الأزرق.

ونفى المتحدثون باسم الجيش السوداني هذه الاتهامات ويتكرر نفيهم لوقوع اي غارات قصف. وقال ربيع عبد العاطي المسؤول بوزارة الإعلام السودانية إن على المتمردين أن يتهموا انفسهم بهذه الانتهاكات لأن هذا ليس سلوك الحكومة. ولا تستطيع الأمم المتحدة التحقق من الوضع الانساني في جنوب كردفان بشكل كامل بسبب القيود التي يفرضها السودان على تحركاتها هي وغيرها من وكالات الإغاثة الأخرى.

وعلى الرغم من نفي الخرطوم المتكرر فإن منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك اتهمت الجيش السوداني بشن قصف دون تمييز على المدنيين في جبال النوبة. وأضافت في بيان "هذه الهجمات قد تصل الى درجة جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية." وخلال الحرب الأهلية السودانية التي امتدت لاكثر من عقدين وانتهت عام 2005 قاتلت الحركة الشعبية لتحرير السودان بصفتها الفرقتين التاسعة والعاشرة من تحالف للمتمردين يحكم جنوب السودان حاليا.

وبعد ست سنوات من اتفاق السلام اشتعلت الحرب من جديد في جنوب كردفان في يونيو حزيران 2011 ثم في النيل الأزرق فيما بعد حين حاولت القوات السودانية نزع سلاح المتمردين بالقوة.

وتتهم الخرطوم حكومة جنوب السودان بتقديم الدعم العسكري والمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال فضلا عن توفير المأوى لها. وتنفي جوبا الاتهامات ويقول قادة الحركة الشعبية إنهم استولوا على اسلحتهم وعرباتهم من القوات الحكومية.

وزادت ضغوط المتمردين على الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الخرطوم بعد انضمام الحركة الشعبية العام الماضي لثلاث جماعات متمردة وشخصيات كبيرة في حزبين معارضين سودانيين رئيسيين لتشكيل تحالف الجبهة الثورية السودانية. وتهكمت الحكومة السودانية على هذا التحالف وقالت إنه ليست لديه اية فرصة في مواجهة الجيش السوداني. وشهد محللون متشككون صعود وهبوط المتمردين من قبل.

لكن هذا لا يقوض ثقة رئيس اركان تحالف الجبهة الثورية السودانية عبد العزيز الحلو. و قال الحلو إن التحالف المناهض للبشير يعني أن قوات الرئيس السوداني تواجه أعداء من الحدود الاثيوبية في الشرق وحتى الحدود مع تشاد في الغرب وهي جبهة طولها نحو الفي كيلومتر.

وأضاف أن هذه جبهة طويلة جدا وقال إن التحالف يستدرج الجيش السوداني الى مناطقه ويحاصره. وذكر أن التحالف يستخدم اساليب حرب العصابات تعززه الدبابات والشاحنات الصغيرة المزودة بالأسلحة الثقيلة.وقال الحلو إنه متفائل لكنه ايضا واقعي مشيرا الى أنه لا يستطيع أن يقول غدا ولكنه واثق من أن قواته ستصل الى الخرطوم في أقرب وقت ممكن ربما خلال عام.

لكن المتمردين يواجهون مسافة 700 كيلومتر الى الخرطوم عبر اراض أقل وعورة من معاقلهم الجبلية وهو ما يمكن أن يصب في مصلحة الجيش السوداني الافضل تسليحا. ويقول التحالف إنه يريد عقد مؤتمر تشارك فيه الأحزاب السياسية السودانية لوضع مسودة دستور جديد يسمح حينذاك بتداول السلطة سلميا. وسخر المتحدث السوداني عبد العاطي من الحلو وطموحات التحالف وقال إن هذا الادعاء اضغاث احلام وأضاف أن الحلو يحلم وهو مستيقظ.

وعلى الرغم من استحالة التحقق من هذه المزاعم في المنطقة النائية الشاسعة فإن الحلو قال إن الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال تسيطر الآن على 90 في المئة من ريف جبال النوبة. ويقول إن بلدتي كادوجلي وتالودي لاتزالان تحت سيطرة الجيش السوداني. وزار البشير الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية امرا باعتقاله بتهمة ارتكاب إبادة جماعية تالودي وقال إن قواته ستسيطر على كاودا. وقال محللون إن هذا غير مرجح. وقال شاراث سرنيفاسان مدير قسم الحكم الرشيد وحقوق الانسان بجامعة كيمبردج "البيانان ينطويان على تهديد لكنهما ايضا يعبران عما يؤمن به ولماذا استمر هذا الصراع." بحسب رويترز.

وبعد أن نزحوا عن ديارهم واراضيهم بسبب القتال وفي مواجهة التضور جوعا في مخابئهم بالكهوف يقوم مئات النوبيين بالرحلة الشاقة عبر الحدود الى مخيم ييدا للنازحين على عمق عشرة كيلومترات داخل السودان. ووصل اكثر من 700 في يوم واحد وسار البعض في الليل وقد حملوا متعلقاتهم على رؤوسهم. وتقول وكالات إغاثة تدير المخيم إن الوضع على وشك التدهور مع بداية الموسم المطير. وقالت كيلي ناو وهي منسقة تغذية تعمل لحساب منظمة إغاثة مسيحية تمارس نشاطها في ييدا "الناس يصابون بالدوسنتاريا والملاريا دون إمكانية الحصول على رعاية طبية... ضاعفنا أعداد من نقبلهم من الأطفال الذين يعانون سوء تغذية شديد في ابريل."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/آيار/2012 - 23/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م