اصدارات جديدة: الجسد وفن التزيين

 

 

 

الكتاب: تاريخ الجمال... الجسد وفن التزيين

الكاتب: جورج فيغاريلّو

ترجمة: د. جمال شحيّد

الناشر: المنظمة العربية للترجمة / بيروت

عدد الصفحات: 464 صفحة من القطع المتوسط

عرض: حيدر الجراح

 

 

 

 

شبكة النبأ: كثير من البشر على مدار التاريخ اعاروا الجسد اهتماما كبيرا، وكثير من الكتب تكلمت عن الجسد، قديما وحديثا، شرق الارض وغربها، شمالها وجنوبها. يعود ذلك بالدرجة الاساس الى ان جميع الناس يعنون باجسادهم ويسهرون على صحتها وعافيتها والاصلاح من شانها وتزيينها وتعطيرها واكسائها وابرازها على احسن وجه. وما اكثر المهن التي ارتبطت بالجسد، كلها ومن دون استثناء تحرص على تحسين وضع الجسد، وتوظف جميع تقنياتها واكتشافاتها وامكانياتها لخدمته ورفاهه. واصبح الجسد موضوعا اهتم به التاريخ الذي توقف عند اشكاله واعطافه وتجلياته وظروفه المادية والثقافية المتغيرة دائما.

وعني بعض الباحثين بالعلاقة المتخيلة بين الجسد والكواكب والابراج، وتوقف بعضهم عند القوى الخفية التي يعتقدون ان لها تاثيرا كبيرا على الجسد، وتكلم بعضهم عن الاحتراز من القوى الخفية الشريرة التي تستطيع ان تؤذي الجسد، لا بل تقتله، فوجدوا له حماية من طريق الحجب والرقى والتعاويذ والطلاسم.

وركزت الكتب المقدسة على العلاقة القائمة بين الروح والجسد محاولة اقامة العدل بينهما، وذهبت بعض التيارات الى نبذ الجسد واعتباره عائقا لتسامي الروح. واعتبرت بعض المدارس الدينية المتشددة انه يجب قهر الجسد وملذاته وتعويده على التقشقف والزهد كي لا يطغى على الروح التي مآلها الملكوت قرب العرش الالهي.

والى جانب الاحتياجات المادية للجسد التي تسعى مهن عديدة لتامينها له، تحاول هيئات ومؤسسات كثيرة ان تعنى بالبنى الفوقية للجسد من علوم وفنون واداب.

من بين الباحثين الاوربيين الذي اختصوا بصحة الجسد والعناية به وتحليل حركاته ورغباته ونزعاته ودراسة العادات الاجتماعية المرتبطة به (الممارسات الجنسية – الزواج – الطلاق – المعاشرة – الانجاب – المباريات الرياضية – العطارة قديما وحديثا – العقوبات الجسدية).

لابد من ذكر الكاتب الايطالي المشهور امبرتو ايكو الذي كتب عام 2004 (تاريخ الجمال) وقبلها بسنة (تاريخ القبح).

والكتاب الأول تاريخ الجمال هو عبارة عن مختصر مفيد لتاريخ الفن. والكتاب مسفّر بأناقة ويحتوي على صور ورسوم عالية الجودة تسمح بالتعرف على أمهات الأعمال الفنية المهمة في العالم الغربي وأجزاء هامة من آسيا وأفريقيا. وقد أوْلى إيكو مع شريكه في الكتابة جيرولامو دي ميكالي عناية فائقة للتفاصيل والتفسيرات، ولم يغفل عن تقديم تاريخ الأفكار الجمالية بالتوازي مع تقديم الأعمال نفسها.

والمؤلف الثاني، أي تاريخ القبح يتميز بالأناقة والعناية نفسها في الحلة والإخراج. وبالإضافة إلى أنّ الكتاب ممتع عند تصفح ورقاته والاطلاع على الأعمال الواردة فيه، فإنّ التحاليل والدراسات لا تخلو من نفس علمي وبحثي محترم يتطلّع إليه المتخصصون بانتباه.

الباحث جورج فيغاريلو المولود في موناكو هو مدير ابحاث في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية ومدير في مركز ادغار موران، ومدير في مركز الدراسات المتعددة الاختصاصات في السوسيولوجيا والانثروبولوجيا والتاريخ.

اصدر عددا من الكتب حول هذا الموضوع منها (الجسد المصحّح) و (تاريخ الاغتصاب من القرن السادس عشر حتى القرن العشرين) و (النظيف والوسخ: العناية بنظافة الجسد منذ القرون الوسطى) و (تاريخ الجسد).

في مقدمة هذا الكتاب يذكّر جورج فيغاريلو بعبارة لجان لويس فلاندران قال فيها: (لا تدرك عواطفنا الا عندما تحبس في الكلمات، ذلك ان الكلمات تترجم اشكال الوعي وفيها تتضح معايير الجمال الجسدي، اي معايير الانجذاب والذوق). ويتكلم الكتاب عن تاريخ الجمال الذي عاينه ووصفه المعنيون به وعبروا عنه بكلمات ولوحات فنية. ويتوقف عند المشهديات الجسدية ودلائلها من دون ان يغفل العلاقة القائمة بين (البراني) و(الجواني) ومن دون ان ينسى معاني الحركات والتصورات التي ترتبط بوسائل التجميل.

ولكي يخلق تنوعا في مصادره، لم يكتف بالوثائق التاريخية وبكتب التاريخ، بل راح يبحث عن تجليات الجمال في اللوحات الفنية والصور المطبوعة على الخشب والسينما والرسوم واللوحات الدعائية وكاتولوغات شركات المستحضرات، ولا ينسى الكاتب القصائد والروايات والمسرحيات والمجلات المصورة التي تنوّه بالجمال ومعاييره، وتنضاف اليها ملاحظات الاطباء والفلاسفة والمفكرون في الاخلاق والاديان. ويرفدها بمذكرات الشخصيات التاريخية وبمرويات الرحالة.

ويتوجه الجانب الاكبر من هذه الوثائق الى النساء، فتسدي لهن النصح وترشدهن وتحذرهن من الافراط في التبرج ومن استعمال مواد تجميلية تضر بالصحة وتتلف البشرة.

وفي هذا الكتاب يظهر فيغاريلو ان تاريخ المجتمعات والثقافات يسم اجساد النساء والرجال. ويتتبع معايير الجمال من نهاية القرون الوسطى حتى بداية العقد الواحد والعشرين.

قسم جورج فيغاريلو كتابه الى خمسة اقسام وسبعة عشر فصلا، حملت العناوين التالية:

القسم الاول: الجمال المستكشف (القرن السادس عشر)

الفصل الاول: جسد موصوف، جسد تراتبي

الفصل الثاني: جنس الجمال

الفصل الثالث: جمال لا غير

الفصل الرابع: نار الوجه والامزجة

القسم الثاني: الجمال البليغ (القرن السابع عشر)

الفصل الاول: الوجه ام القامة؟

الفصل الثاني: الروح والاشكال

الفصل الثالث: بين اشكال التنقية واشكال الضغط

القسم الثالث: الجمال المعاني (القرن الثامن عشر)

الفصل الاول: اكتشاف الوظيفي

الفصل الثاني: جمال الفرد

الفصل الثالث: اللحم المدعّم واللحم المجمّل

القسم الرابع: الجمال المشتهى (القرن التاسع عشر)

الفصل الاول: الجمال الرومانسي

الفصل الثاني: الاجتياح الجسدي

الفصل الثالث: سوق التجميل

القسم الخامس: الجمال المدمر (1914 – 2000)

الفصل الاول: النساء الرشيقات العصريات

الفصل الثاني: عندما يقترب المرء من النجوم

الفصل الثالث: اجمل شيء استهلاكي

الفصل الرابع: الجمال المعاصر جمال محنة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14/آيار/2012 - 22/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م