شبكة النبأ: بدت دائرة الصراع في
منطقة الخليج اكثر اتساعا بعد تصاعد الخلاف الاماراتي الايراني على
الجزر الثلاث المتنازع عليها بين البلدين، حيث تؤشر المعطيات الواردة
على تأزم الوضع في تلك المنطقة الى درجة بالغة الخطورة، خصوصا بعد
التحشيد العسكري المعلن وغير المعلن المستمر على ضفاف الخليج.
فيما يستبعد اغلب المراقبين نشوب اي صراع عسكري او حرب مباشرة في
الوقت الحالي، معتبرين ما يحدث هناك مجرد استعراض قوة لا أكثر، لا
يتجاوز في صلبه تبادل رسائل تحذيرية بين ايران وبعض دول مجلس التعاون
الخليجي.
حيث تشهد الدول المتشاطئة للخليج صراع سياسي منذ فترة ليست بقصيرة،
وغالبا ما تسوق دول الخليج الاتهامات لايران بمحاولة التدخل في الشؤون
الداخلية لبلدانها، فضلا عن استمرار الصراع على هوية الخليج من جهة
وعائدية الجزر الثلاث المتنازع عليها بين ايران والامارات.
نشر مقاتلات اف 22
فقد اعلن مسؤولون اميركيون ان الولايات المتحدة نشرت مقاتلات اف 22
في الامارات العربية المتحدة على وقع تزايد التوتر بين ايران وجيرانها
المتحالفين مع واشنطن. ولم يوضح هؤلاء المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف
اسمهم عدد المقاتلات التي تم ارسالها الى قاعدة الظفرة الجوية.
واكد متحدث باسم سلاح الجو الاميركي ان عددا من هذه الطائرات تم
نشره في المنطقة، من دون ذكر القاعدة الجوية او ايران. واشارت المايجور
ماري دونر جونز الى ان "سلاح الجو الاميركي نشر مقاتلات اف 22 (في
المنطقة). ومثل عمليات الانتشار هذه تعزز العلاقات بين الجيشين وتساهم
في تعزيز الامن الاقليمي وتحسن العمليات الجوية المشتركة".
من جهته لفت المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جون كيربي للصحافيين
الى ان هذا الانتشار "طبيعي تماما" لكونه يندرج في اطار اعادة تموضع
القوات الاميركية في المنطقة بعد انسحاب الجنود الاميركيين من العراق.
وياتي نشر هذه الطائرات على وقع تصاعد التوتر بين الامارات وايران
بعد زيارة اجراها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في 11 نيسان/ابريل
الى جزيرة ابو موسى وهي احدى الجزر الثلاث في الخليج المتنازع عليها
بين البلدين.
فيما ذكر مسؤول أمريكي ان طائرة أمريكية مقاتلة تحطمت أثناء مهمة
تدريب في الامارات العربية المتحدة لكن أحدا لم يصب.
وقال سلاح الجو في بيان ان المقاتلة وهي من طراز اف-15 اي سترايك
ايجل تحطمت وتمكن الطياران من القفز من الطائرة بسلام ويجرى تحقيق
لمعرفة سبب التحطم. وبينما قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون)
انه لا يمكن الاعلان رسميا عن مكان التحطم لان الحكومة المضيفة تفضل
ذلك قال مسؤول أمريكي تحدث بشرط عدم الكشف عن شخصيته ان الطائرة سقطت
في الامارات.
مناورات فرنسية اماراتية في ابوظبي
كما انهت الامارات وفرنسا مؤخرا اسبوعين من المناورات العسكرية
المشتركة في صحراء ابوظبي فيما اكد الطرفان ان هذه التدريبات الدورية
غير مرتبطة بالتوترات مع ايران. وجرت المناورات الدورية التي تنظم كل
اربع سنوات في خضم تصاعد التوترات مع ايران.
وقال اللواء الركن رشاد السعدي قائد كلية القيادة والاركان المشتركة
في ختام المناورات "لا توجد اي علاقة او ارتباط بين ما يجري تنفيذه من
تدريبات عسكرية وبين ما يحدث من امور سياسية او تقلبات او عدم استقرار
في المنطقة". واكد ذلك ايضا قائد القوات الفرنسية في الامارات الاميرال
مارين جيليه الذي قال انه "ليس هناك اي علاقة (بين المناورات) وما يحصل
في المنطقة".
وتم اختتام المناورات التي جرت في صحراء الحمراء غرب الامارات بحضور
ولي عهد امارة ابوظبي ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الاماراتية
الشيخ محمد بن زايد ال نهيان.
وتقع هذه المنطقة بالقرب من الحدود السعودية، الا انها غير بعيدة
ايضا عن الخليج ومضيق هرمز الاستراتيجي حيث الجزر الثلاث التي تسيطر
عليها ايران. وشارك في التدريبات 4500 عسكري بينهم 1800 فرنسي. وتنظم
هذه المناورات دوريا منذ العام 1996.
وقامت القوات الاماراتية والفرنسية بمحاكاة هجمات ضد قوات غازية،
بما في ذلك غارات جوية وهجمات ارضية. وقال الاميرال جيليه "نحن قادرون
على العمل معا في الجو والبر والبحر، وذلك من خلال مجموعات من الضباط
والجنود من البلدين". واكد جيليه ان "كل شيء سار على ما يرام". وتملك
فرنسا قاعدة في ابوظبي تنشر فيها 500 جندي. كما تامل فرنسا التي هي
تقليديا من ابرز مصادر التسليح للامارات، ان تتمكن من بيع هذا البلد
مقاتلات رافال.
تمرين عسكري خليجي مشترك
في السياق ذاته افادت الصحف الاماراتية ان قوات درع الجزيرة، وهي
القوات المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي، ستقوم بتمارين مشتركة
في ابوظبي على مستوى القيادة ومن دون استخدام النيران. واطلق على
التمارين اسم "جزر الوفاء" في اشارة الى الجزر الثلاث التي تسيطر عليها
ايران.
ونقلت الصحف عن بيان رسمي ان "قيادة قوات درع الجزيرة المشتركة تنفذ
ضمن فعاليات خططها التدريبية تمرينا مشتركا على مستوى القيادات وهيئة
الركن تحت مسمى +جزر الوفاء+ لاختبار مدى الانسجام والتنسيق بين صفوف
القوات البرية والجوية والبحرية لقوات درع الجزيرة".
كما تهدف التمارين الى اختبار قدرة هذه القوات "على تنفيذ المهام
الخاصة المحدودة والعمليات الكبرى في السواحل والجزر الواقعة بالمياه
الاقليمية في ظل المعطيات الراهنة". وسيجري التمرين في امارة ابوظبي.
وقال المحلل العسكري رياض قهوجي ان "توقيت التمرين متزامن مع التوتر
المتصاعد مع ايران" لكنه اشار الى ان قوات درع الجزيرة تقوم بتمارين
مشتركة بشكل دوري. وذكر ان رمزية التمارين هذه المرة تتمثل باجرائها في
ابوظبي في ظل تصاعد التوتر بين الامارات وايران اثر زيارة احمدي نجاد
الى جزيرة ابو موسى. واشار قهوجي المتابع عن كثب للشؤون العسكرية في
الامارات والخليح الى ان "التمرين سيكون على مستوى القيادة والسيطرة،
من دون نيران، ويهدف لاختبار التعامل مع اي هجوم صارخي او بحري تتعرض
له دول المجلس" وذلك من خلال "استخدام انظمة محاكاة". واعتبر ان "عرض
العضلات ليس من اسلوب دول الخليج" التي قال انها "اكثر دبلوماسية من
ايران التي تسعى دائما لاقناع العالم بانها قوة عظمى".
إيران تنشر أسلحة وقوات بجزر متنازع عليها مع
الإمارات
من جانبها أعلنت إيران، عن نشر قوات وأنظمة هجومية ودفاعية على ثلاث
جزر متنازع عليها بين الإمارات والجمهورية الإسلامية. وتزامن إعلان
قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي فدوي، مع
الكشف عن تدريبات عسكرية اقدمت عليها قوات "درع الجزيرة" المشتركة.
وقال فدوي، في تصريح نقلته وكالة "فارس" شبه الرسمية، إن "قوات
الحرس الثوري نشرت بجانب أنظمة دفاعية وهجومية ألوية من مشاة البحرية
في جزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى. وشدد فدوي بقوله: "لن نسمح
لأي عدو أن يدخل هذه الجزر أو يدخل الأجواء البحرية الإيرانية وسنرد
على أي عمل عدائي بقوة"، طبقاً للمصدر. وبرر الانتشار العسكري في الجزر
الثلاث بأنها: "تأتي بسبب موقع وأهمية هذه الجزر في الدفاع والهجوم
بالنسبة لإيران". وكانت إيران قد لوحت بقدراتها العسكرية في حال فشل
الدبلوماسية في حل الخلاف القائم حول هذه الجزر.
إيران تبلغ مجلس الأمن بملكيتها
وجددت إيران مزاعمها حول ملكيتها لثلاث جزر خليجية، متنازع عليها مع
دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث وجهت الجمهورية الإسلامية رسالة
إلى مجلس الأمن الدولي، اعتبرت فيها أن زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد،
إلى جزيرة "أبوموسى"، أمراً يختص بالسيادة الإيرانية.
وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، إسحاق الحبيب، في رسالته
إلى سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية، سوزان رايس، التي تتولى رئاسة
مجلس الأمن في دورته الحالية، إن جزر "أبوموسى"، و"طنب الكبرى"، و"طنب
الصغرى"، هي "أجزاء مكملة داخلية للأراضي الإيرانية."
وأشار السفير الإيراني إلى أنه قام بتوجيه رسالته إلى مجلس الأمن،
بناءً على توجيهات تلقاها من حكومة بلاده، رداً على رسالتين سابقتين
وجهتهما كل من المملكة العربية السعودية، في 13 أبريل/ نيسان الجاري،
والإمارات في 17 من نفس الشهر، حول زيارة نجاد إلى جزيرة "أبوموسى"،
والتي أثارت توتراً حاداً في منطقة الخليج.
وأكد الحبيب، في رسالته إلى رايس، والتي تحمل تاريخ 19 أبريل/ نيسان
2012، أن "حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترفض بشكل كامل، أية
مزاعم مخالفة لذلك، بما فيها تلك المزاعم التي لا أساس لها، والتي وردت
في الخطابات المشار إليها سابقاً."
كما أكدت الرسالة على تسمية الممر المائي الذي يفصل الجمهورية
الإيرانية عن شبه الجزيرة العربية، باسم "الخليج الفارسي"، واعتبرت
أنها "تسمية تاريخية معترف بها من قبل الأمم المتحدة نفسها"، وشددت على
رفضها إطلاق أي أسماء أخرى عليه، حيث تطلق عليه بعض الدول العربية اسم
"الخليج العربي."
تأتي هذه الرسالة بعد أيام على تعليق للناطق باسم الخارجية
الإيرانية، رامين مهمان برست، على بيان صدر عن مجلس التعاون لدول
الخليج العربية، في أعقاب اجتماع عقد مؤخراً بالعاصمة القطرية الدوحة،
قال فيه إن "انتساب الجزر الثلاث للتراب الإيراني أمر ثابت، وغير مطروح
للحوار."
كما اعتبر المسؤول الإيراني، بحسب ما نقلت وكالة "فارس" للأنباء، أن
ما صدر عن اجتماع الدوحة "يُعد تدخلاً في الشؤون الداخلية للجمهورية
الإسلامية"، وأفاد بأن "العهد الذي يقوم على إصدار المواقف غير البناءة،
التي جاءت في بيان مجلس التعاون، حول الجزر الثلاث، قد ولّى."
نايف يندد
من جهته ندد ولي عهد السعودية وزير الداخلية الامير نايف بن عبد
العزيز في الرياض بما اعتبره "الممارسات غير المقبولة" لايران حيال
الامارات في مسالة الجزر الثلاث، بحسب مصدر رسمي.
وقال الامير نايف خلال ترؤسه اجتماعا تشاوريا لوزراء الداخلية في
مجلس التعاون الخليجي ان "اي اذى تتعرض له اي من دولنا يمسنا جميعا
(...) اؤكد موقف المملكة الدائم والمستنكر لما تتعرض له الامارات من
ممارسات غير مقبولة من دولة مجاورة دأبت على تجاهل حق الامارات المشروع
في جزرها الثلاث التي تحتلها إيران"، وفقا لوكالة الانباء السعودية.
كما اكد الامير نايف "استنكار المملكة لحادثة التفجير الارهابي في
مملكة البحرين" في اشارة الى تفجير استهدف رجال الامن واصاب سبعة منهم
بجروح. واشار الى وقوف السعودية ودول المجلس "صفا واحدا" مع البحرين
والامارات "في الحفاظ على السيادة والاستقرار باعتبار ان أمنيهما جزء
من أمن دول المجلس كافة".
واعتبر ان "التحديات التي تواجهنا عديدة ومتنامية بحجم مكانة دولنا
وموقعها الإستراتيجي وتأثيرها في اقتصاديات شعوب العالم واستقرارها وما
نناقشه في لقائنا هذا يعكس الادراك التام لهذه التحديات".
وقال ولي عهد السعودية "لعل مشروع تحديث وتطوير الاتفاقية الامنية
هو العنوان الابرز"، معربا عن الامل في "اقرارها والعمل بموجبها لانها
ستصب في نهاية المطاف في الحفاظ على مكتسباتنا واستقرارنا وحماية الامن
الجماعي لدولنا".
ايران تتهم غوغل بالكذب
من جانب آخر نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) عن مسؤول
حكومي قوله ان السلطات الايرانية تتهم شركة غوغل ب"الكذب" لانها لا
تذكر اسم الخليج الذي يفصل بين ايران وشبه الجزيرة العربية على موقعها
للخرائط "غوغل مابس". وقال بهمان دري المسؤول في وزارة الثقافة "ان
النتيجة الوحيدة لهذه الاكاذيب ان مستخدمي غوغل لن يعطوا بعد اليوم اي
مصداقية للمعطيات التي تقدمها هذه الشركة".
وتصر ايران على تسمية هذا الخليج ب"الخليج الفارسي" في حين ان الدول
العربية في المنطقة تؤكد ان اسمه هو "الخليج العربي" او "الخليج" فحسب.
واضاف دري "لا يستطيع اعداء ايران اخفاء الوقائع والادلة الخاصة
بالخليج الفارسي"، مؤكدا ان وثائق الامم المتحدة واليونسكو تستخدم هذا
التعبير "منذ وقت طويل".
وكانت طهران حذرت العام 2010 شركات الطيران من استخدام تعبير
"الخليج العربي" تحت طائلة عدم السماح لها باستخدام المجال الجوي
الايراني. وادى هذا الخلاف الى قيام الاتحاد الرياضي للتضامن الاسلامي
الذي يتخذ من الرياض مركزا له الى الغاء مباراة رياضية العام 2010
احتجاجا على طلب ايران ايراد تعبير "الخليج الفارسي" على الميداليات. |