قضايا فنية: مزادات واعمال تخطف الابصار

 

شبكة النبأ: تتمتع السوق العالمية للفنون بتاريخ عريق من خلال المزادات الفنية التي توفر لها عناصر النفوذ في مجالات الفنية والأثرية، إذ تمثل اللوحات الفنية  أحد اهم الروافد الاقتصادية لدى بعض الفنانين وعشاق اقتناء اللوحات العالمية في المزادات التي قد تصل الى أسعار قياسية تقدر بمئات الدولارات.

لكن غالبا ما تعاني اللوحات الفنية من السرقة بشكل واسع، فهناك دوافع كثيرة تؤدي الى هذا النوع من السرقة، منها الرغبة الجامحة في الثراء السريع، لأنها باهظة الثمن أو بسبب تدني المستويات الاقتصادية، ورُبما هو نوع من الرغبة في الانتقام الاجتماعي، وغيرها الكثير من الدوافع و الأسباب، وعلى الرغم من التحصين الأمني في المتاحف العالمية إلا أن ذلك لم يحول دون سرقة تلك التحف واللوحات وتهريبها خارج المتحف، فيما يشكل الفن الانطباعية أو التأثرية  قفزة نوعية في أساليب الرسم المبتكر، وهو أسلوب فني في الرسم يعتمد على نقل الواقع أو الحدث من الطبيعة مباشرة وكما تراه العين المجردة بعيداً عن التخيّل والتزويق، وان شراء او بيع مثل هكذا لوحات، ربما سيصبح المال لا يساوي شيئاً حتى تنفقه.. هذه الفلسفة هي التي تقف وراء المزادات واللوحات الباهظة الثمن وربما البذخ أيضاً، ولا شيء يساوي الإنفاق سوى اقتناء لوحات تاريخية قد تضر أكثر مما تنفع اقتصاديا.

سعر قياسي عالمي

فقد بيع نموذج عن لوحة "الصرخة" للفنان النرويجي ادفارد مونك لدى دار سوذبيز في نيويورك بسعر قياسي بلغ 119,92 مليون دولار، لتصبح بذلك اغلى عمل فني يباع في مزاد، واستمرت عملية البيع المحتدمة جدا في قاعة سوذبيز التي اكتظت بالحضور، 12 دقيقة فقط وشهدت مزايدات كانت ترتفع باكثر من عشرة ملايين دولار في غضون دقيقة. وفي اجواء مشدودة، تنافس سبعة اشخاص لشراء هذه اللوحة الشهيرة التي كان سعرها مقدرا بثمانين مليون دولار، هذه اللوحة نفذت في العام 1895 وترمز الى اليأس الاممي وتظهر رجلا يصرخ وقد وضع يديه على اذنيه على خلفية سماء يلطخها الدم في اوسلو، وهي النموذح الوحيد من اصل اربعة نماذج للوحة "الصرخة" الذي لا يملكه متحف، وانتهت المزايدات على اللوحة وسط التصفيق الحار، بعدما اعلن مفوض المزاد توبيا ميير تسجيل سعر قياسي عالمي، ولم ترشح اي تفاصيل عن هوية الشاري الذي كان محور الكثير من المحادثات بعد عملية البيع، الا ان البائع رجل الاعمال النروجي بيتر اولسن اعرب عن سروره الكبير بتسجيل السعر القياسي خلال مؤتمر صحافي قصير، وكان مونك الفنان التعبيري، نفذ بين عامي 1893 و1910 اربعة نماذج من هذه اللوحة، والنسخة التي بيعت في مزادات الفن الانطباعي والحديث لدى دار سوذبيز، ملك لعائلة اولسن منذ 70 عاما. وكان بيتر اولسن ورثها عن والده توماس جار مونك ونصيره في ما بعد، وتتميز اللوحة بانها تضم كلمات القصيدة التي استوحيت منها مكتوبة باحرف حمراء على الاطار المصنوع من الخشب الفاتح اللون، اما النماذج الاخرى للوحة "الصرخة" فهي ملك لمتحف مونك (نسختان) في اوسلو والغاليري الوطني في اوسلو (لوحة واحدة)، ورحب سايمن شو المسؤول عن دائرة الفن الانطباعي والحديث لدى دار سوذبيز ب"الامسية التاريخية" مشددا على البعد الاممي للوحة "الصرخة" التي اعتبرها "مفتاحا للضمير الحديث، اللوحة التي كانت موضع كتب وافلام ودراسات كثيرة، وضعت ايضا على فناجين قهوة وشاي وعلى قمصان قطنية واغراض اخرى تستخدم في الحياة اليومية. وكان شو قال قبل المزاد "انها من الصور القليلة التي تتجاوز الفن والتاريخ لبلوغ الضمير العالمي، وحدها ثمانية اعمال فنية تجاوزت سعر 80 مليون دولار في مزاد وهي خصوصا لوحات ومنحوتات لبيكاسو وجاكوميتي وكليمت. بحسب فرانس برس.

وكان السعر القياسي العالمي السابق سجلته لوحة "العارية والنحات" التي بيعت بسعر 106,4 ملايين دولار مع اضافة العمولة في ايار/مايو 2010 لدى دار كريستيز في نيويورك، في يومياته كتب مونك في 22 كانون الثاني/يناير 1892 مفسرا كيف استوحى لوحة "الصرخة" فقال "كنت اتنزه على درب مع اثنين من اصدقائي. وكانت الشمس تغيب. فجأة اصبحت السماء بلون احمر قاني. توقفت منهكا واستندت الى سياج كان هناك دم وألسنة من نار فوق الفيورد الازرق-الاسود وفوق المدينة. تابع صديقاي سيرهما وانا بقيت هنا ارتعد خوفا وشعرت بصرخة لا متناهية تخترق الكون، واعطى بيتر اولسن تفسيره الاخر للوحة مشددا على انها "ستبقى قوة اساسية في حياتي، واضاف "الصرخة تظهر لي اللحظة الرهيبة التي يدرك فيها الانسان تأثيره على الطبيعة والتغيرات التي لا رجوع عنها التي تسبب بها جاعلا من هذا الكوكب مع الوقت غير قابل للسكن، ومع عائدات عملية البيع ينوي اولسن بناء متحف جديد مكرس لمونك في النروج، وسمحت لوحة مونك لدار سوذبيز بتحطيم عائداتها القياسية السابقة خلال امسية واحدة وهو 286,2 مليون دولار ويعود الى العام 1990، وبيعت 65 من القطع ال76 المعروضة وحققت 330,56 مليون دولار.

لوحة للفنان كوبكا

في سياق متصل بيعت لوحة بعنوان "شكل الازرق" للفنان فرانتسيك كوبكا (1871-1957) احد رواد الفن التجريدي في مزاد في براغ ب55,75 مليون كورونة (2,25 مليون يورو) وهو سعر قياسي لعمل انجزه الفنان التشيكي على ما ذكرت وكالة "سي تي كاي" للانباء، واوضح المصدر ذاته ان اللوحة الزيتية العائدة الى العام 1913 بيعت الى "جامع قطع فنية اجنبي يتحدث الروسية شارك عبر الهاتف" في المزاد، وكان السعر القياسي السابق لاحدى لوحات كوبكا سجل العام الماضي في لندن عندما بيعت لوحة "الحركة" ب1,8 مليون يورو، وقال مؤرخ الفن جيري ماتشاليكي مفوض متحف كامبا في براغ "انها اهم لوحة لكوبكا تعرض للبيع في مزاد علن في تشيكيا، ولد كوبكا في اوبوكنو في وسط تشيكيا، وانتقل للاقامة في مونتمارت في باريس العام 1896 واصبح اعتبارا من العام 1911 رائد الفن التجريدي، الرمزي والشاعري والهندسي في آن. بحسب فرانس برس.

السوق العالمية للفنون

الى ذلك تقدمت الصين على الولايات المتحدة واحتلت المرتبة الأولى في السوق العالمية للفنون والتحف الأثرية، على ما جاء في تقرير المعرض الأوروبي للفنون الجميلة وهو أكبر معرض للتحف الأثرية في العالم، وأعلن القيمون على المعرض في بيان أن "الصين تقدمت على الولايات المتحدة وأصبحت أكبر سوق للفنون والتحف الأثرية، واضعة بذلك حدا لعقود من السيطرة الأميركية". واعتبروا أن النتيجة تمثل نقطة تحول تاريخية، وكان القيمون على المعرض الذي فتح أبوابه الخميس في ماسترخت (جنوب هولندا) قد أعلنوا سنة 2011 أن الصين تقدمت على بريطانيا واحتلت المرتبة الثانية في التصنيف، وأضافوا أن "حصة الصين في السوق العالمية للفنون ارتفعت السنة الماضية من 23% إلى 30%، ما أدى إلى تراجع الولايات المتحدة إلى المرتبة الثانية، ولفت المصدر نفسه إلى أن قطاع المزادات الخاصة بالفنون والتحف الأثرية في الصين هو الذي شهد أعلى نسبة من الازدهار إذ إنه سجل نموا بنسبة 177% سنة 2010 وبنسبة 64% سنة 2011، وشرحت معدة التقرير كلير ماك-أندرو في البيان أن "سيطرة السوق الصينية تعزى إلى ارتفاع متوسط الثروة الفردية وتزايد الطلب الداخلي ورغبة شراة الفنون الصينية في الاستثمار، يذكر أن 260 شخصا يشاركون في الدورة الخامسة والعشرين من المعرض الأوروبي للفنون الجميلة وأن تجار الفنون والتحف الأثرية الآتين من 18 بلدا سيعرضون حتى 25 آذار/مارس حوالى 30 ألف لوحة ومنحوتة وقطعةأثاث ومجوهرات وتحفة خزفية، بالاضافة إلى الملابس والمخطوطات الثمينة. بحسب فرانس برس.

كريتسيز تبيع فنون المنطقة

من جهة أخرى باعت دار كريتسيز اللندنية العريقة في دبي اعمالا فنية باكثر من 6,4 ملايين دولار في مزادين خاصين بالاعمال العربية والايرانية والتركية، معززة قيمة فنون المنطقة في سوق الفنون العالمية وخصوصا موقع الفنان المصري محمود سعيد الرائد، وباعت الدار 91 % من الاعمال المعروضة والتي بيعت في مزادين منفصلين، وبلغ اجمالي المبيعات 6,402 ملايين دولار، وقال المدير التنفيذي لدى كريستيز الشرق الأوسط ورئيس المزاد مايكل جحا في تصريحات صحافية "حقق مزاد الاعمال الفنية العربية والايرانية والتركية الحديثة والمعاصرة الذي انعقد على مدار يومين نتائج رائعة ومشجِّعة في مؤشر آخر على المكانة الراسخة لسوق الأعمال الفنية بمنطقة الشرق الأوسط وآفاقها الواعدة في الأمد البعيد".

واكتظت قاعة غودولفين في فندق ابراج الامارات الفاخر بالمزايدين المخضرمين والجدد من كافة انحاء العالم، وبالرغم من ان رقم المبيعات كان بلغ مستويات اعلى في مزادات سابقة لكريستيز في دبي منذ انطلاق نشاطها في المنطقة العام 2006، الا ان المزايدين الاخيرين يعكسون استمرار شهية المقتنين للاعمال الشرق اوسطية التي ارتفعت اسعارها بشكل كبير في السنوات الاخيرة، وشهد المزاد الثاني بيع سبعة اعمال فنية تبرع بها فنانون عرب دعما لبرناج الاغذية العالمي، وقد بيعت هذه الاعمال ب46 الف دولار، وبيعت لوحة الفنان المصري الحداثي محمود سعيد (1897-1964) "مرسى مطرح قرب حمامات كليوباترا" بستمئة والفي دولار، بينما بيعت لوحته الصغيرة "ميناء بيروت" التي تضج بزرقة وحمرة القرميد، بثلاثمئة والفي دولار، وسعيد يعد اغلى فنان عربي اذ بيعت لوحته "الدراويش" في مزاد لكريستيز العام 2010 ب2,54 مليون دولار اميركي لتصبح اغلى لوحة لفنان عربي حديث على الاطلاق، كما كرس الفنان العراقي الشاب المقيم في نيويورك احمد السوداني (35 عاما) نفسه ظاهرة حقيقية في سوق الفنون، وقد بيعت لوحة له غير معنونة ب386 الف دولار. وقد ذاع صيت السوداني عالميا مع توجه عدد كبير من كبار المقتنين لشراء اعماله، ولم يتم الكشف عن هوية معظم الاطراف الشارية، وحقق الفنان المصري عادل السيوي رقما قياسيا له وبيعت لوحة له تحمل عنوان "الازرق والاحمر" ب158 الف دولار، كما بيعت لوحة صغيرة للعراقي جواد سليم بعنوان "الحدائق الخلفية" ب182 الف دولار، وتماشيا مع توجهات السنوات الاخيرة، حققت اعمال اللبنانيين بول غيراغوسيان وصليبا الدويهي وشفيق عبود نتائج جيدة، وكذلك اعمال السوريين فاتح المدرس ولؤي كيالي، ولم تنظم الدار هذا الموسم مزادا على المجوهرات كما جرت العادة، وكانت كريستيز فتحت مكتبا دائما لها في دبي عام 2005 وبدأت في العام التالي تنظيم مزادات ساهمت في شكل كبير في نمو سوق الفنون واسعار الاعمال الفنية في الشرق الاوسط، وتوسع نشاط كريستيز في السنوات الاخيرة ليشمل ابوظبي والدوحة، وهما المدينتان اللتان تتنافسان على لقب عاصمة الثقافة العربية.

آثار لوحة لليوناردو دا فنشي

كما أعلن خبراء افي مؤتمر صحافي في فلورنسا في توسكانا أنهم يعتقدون أنهم عثروا على آثار لوحة غير مكتملة لرسام النهضة الايطالي العبقري ليوناردو دا فينشي، وقد عثر على هذه الآثار بواسطة كاميرات صغرى مررت على رسم جداري لجيورجيو فاساري يزين إحدى الصالات الرئيسية في القصر القديم، مقر البلدية في فلورنسا، وقد وجد الخبراء آثار طلاء أسود مشابه للطلاء الذي استعمل لرسم لوحة موناليزا، وقال ماوريزيو سيراشيني الخبير في تاريخ الفن "هذه البيانات مشجعة جدا. ما زلنا في المرحلة الأولية من الأبحاث وما زال أمامنا الكثير لنفعله بغية حل هذا اللغز. بحسب فرانس برس.

لكن الأدلة تشير إلى أننا نبحث في المكان الصحيح، يشار إلى أن آثار لوحة "معركة أنغياري" التي تعود إلى العام 1505 والتي لم يتمكن ليوناردو دا فينشي من إنهائها اختفت قرابة أواخر القرن السادس عشر لكن اللوحة أصبحت شهيرة لأن بعض الفنانين استلهموا منها أو أعادوا رسمها، يذكر أن السلطات الثقافية العليا في فلورنسا المدعومة من رئيس البلدية اليساري ماتيو رينزي مقتنعة بأن جيورجيو فاساري رسم سنة 1563 لوحة "معركة مارسيانو" الذي تزين جدران مقر البلدية، فوق لوحة ليوناردو دا فنشي.

صورة سارق لوحة "موناليزا"

فيما اشترى رجل ايطالي مقابل 3825 يورو الصورة التي التقطتها الشرطة للعامل الايطالي فينسينزو بيروغيا الذي سرق لوحة "موناليزا" من متحف اللوفر سنة 1911، بحسب ما أعلنت دار "تاجان" الباريسية للمزادات، والصورة التي يظهر فيها وجه بيروغيا من الجهتين الأمامية والجانبية والتي أضيفت إلى ملفه القضائي، كان قد التقطها سنة 1909 الشرطي الفرنسي ألفونس بيرتيون (1914-1853) مخترع نظام القياسات الجسمية الذي تعتمده الشرطة لتحديد هوية المجرمين، وكان ثمن الصورة الفضية الأصلية الصغيرة التي يبلغ طولها 123 مليمترا وعرضها 54 مليمترا قد قدر بين 1500 و1800 يورو، وقد سرق فينسينزو بيروغيا لوحة الرسام ليوناردو دا فنشي في 21 آب/أغسطس 1911، ولم يعثر على اللوحة إلا في كانون الأول/ديسمبر 1913 بينما كان بيروغيا يحاول بيعها إلى تاجر عاديات في فلورنسا في توسكانا. وقد أكد السارق آنذاك أنه تصرف على هذا النحو بدافع حبه لوطنه. وحكم عليه في ايطاليا بعقوبة مخففة اقتصرت على سبعة أشهر من السجن. بحسب فرانس برس.

الصبي بالصدرية الحمراء

على الصعيد نفسه عادت لوحة بول سيزان "الصبي بالصدرية الحمراء" التي سرقت قبل اربع سنوات في زيوريخ، الى سويسرا بعدما نقلت من صربيا على ما اعلنت النيابة العامة في زيوريخ، اللوحة التي يقدر سعرها بمئة مليون فرنك سويسري (80 مليون يورو) جزء من مجموعة بورله الشهيرة في زيوريخ، وعثر على لوحة "الصبي بالصدرية الحمراء" لسيزان (1839-1906) في صربيا وقد اوقفت الشرطة اربعة مشتبه فيهما، كلهم من الصرب. بحسب فرانس برس.

وشارك احدهم على ما يبدو مباشرة في عملية السرقة التي حصلت في العاشر من شباط/فبراير 2008 في زيوريخ، واللوحة التي رسمت بين عامي 188 و1890 سرقت خلال عملية سطو ملفتة طالت لوحات من مجموعة "إ.ج. بورله"، فقد دخل ثلاثة رجال مسلحين وملثمين الى المتحف في وضح النهار وخرجوا بعد ست دقائق مع اربع لوحات قيمة، وعثر على لوحتين منها في الاسبوع التالي في سيارة مركونة في مرآب عيادة للطب النفسي في زيوريخ وهما لكلود مونيه وفنسنت فان غوخ وتقدر قيمتهما باكثر من خمسين مليون يورو، ولم يعثر بعد على اللوحة الرابعة وهي لادغار ديغا تقدر قيمتها بحوالى عشرة ملايين فرنك سويسري.

مزادات الربيع في نيويورك

من جانب أخر تعرض دار سوذبيز للبيع عدة لوحات لبيكاسو وشاييم سوتين وميرو من مجموعة رجال المال ونصير الفن الاميركي ثيودور فورسمتمان، ويقدر سعر لوحة "امرأة جالسة على كرسي" وهي بورتريه لدورا مار انجزه بيكاسو، بعشرين الى ثلاثين مليون دولار. وتقدر لوحة "الاسكافي لدى ماكسيمز" لسوتين بعشرة ملايين الى 15 مليون دولار فيما يقدر سعر "رأس بشرية" لخوان ميرو بعشرة ملايين الى 15 مليون دولار، وتعرض دار سوذبيز 11 عملا يفوق سعرها العشرة ملايين دولار، اما لدى دار كريستيز فتعرض للبيع في مزاد 32 لوحة ومنحوتة من بينها عدة اعمال تجاوزت ايضا عتبة العشرة ملايين دولار، اما العمل الاهم فهو اكواريل على ورق لبول سيزان وهي دراسة اعدادية للوحة "لاعبو الورق" التي انجز الرسام الفرنسي خمسة نماذج مختلفة منها بين عامي 1890 و1896، ويقدر سعر الدراسة الاعدادية هذه بين 15 و50 مليون دولار، وهي ملك منذ الثلاثينات لجامع التحف الفنية الراحل هاينز ف. ايخفانلد من تكساس ولم تعرض منذ العام 1953، وتتوقع دار كستيز تحقيق عائدات تصل الى مئة مليون دولار من مزادات الربيع وتشدد كذلك على الشهية الكبيرة الراهنة على التحف الفنية الرئيسية، وتعرض دار المزادات هذه ايضا ست اعمال لبيكاسو من بينها "امرأتان عاريتان ممدتان" وهي لوحة كبيرة يصل ارتفاعها الى المترين تقريبا ويقدر سعرها بين ثمانية وعشرة ملايين دولار و"الراحة" وهي بورتريه رومنسي وملون لماري تيريز والتر يقدر سعرها بين خمسة وسبعة ملايين دولار، اما لوحة "ازهار الفاونيا" لهنري ماتيس فتعرض بسعر يراوح بين ثمانية ملايين و12 مليونا فضلا عن منحوتة لجاكوميتي صغيرة طولها 61 سنتمترا بعنوان "تمثال ديغو النصفي" التي يقدر سعرها بين ثمانية ملايين و12 مليونا. بحسب فرانس برس.

معرض استيعادي لميرو يبرز

على صعيد أخر يفتتح في "ناشونال غاليري" في واشنطن احد اكبر المعارض الاستعادية المكرسة للرسام الاسباني خوان ميرو (1863-1983) ليبرز من خلاله 120 عملا، وجه هذا الفنان الملتزم، وسبق ان اقيم المعرض في "تايت غاليري" في لندن وفي متحف ميرو في برشلونة في اسبانيا وهو بعنوان "سلم الفرار". وهو يستعيد مسيرة فنية استمرت 60 عاما عبر فترات مضطربة في تاريخ اوروبا واسبانيا القرن العشرين، وكان ميرو فنانا تجريديا اشتهر بمهاراته بالالوان و"كان واضحا جدا في مواقفه السياسية" ومدافعا عن الثقافة الكاتالونية في عهد ديكتاتورية فرانكو في اسبانيا على ما يقول اليكس سوزانا المدير المساعد للمعهد الثقافي الكاتالوني رامون يول، وكان الرسام والفنان الذي لجأ الى فرنسا خلال الحرب الاهلية (1936-1939) قبل ان يعود الى اسبانيا عند الاحتلال الالماني لفرنسا في العام 1940، يقول "لكي تزهر يجب ان تكون جذور الشجرة راسخة جدا، لم يكن ناشطا بصراحة مثل مواطنه بابلو بيكاو لكنه رسم للجناح الجمهوري في المعرض العالمي في باريس العام 1937 ووقع ملصق "ساعدوا اسبانيا" الذي صدر على شكل طابع بريدي دعما للجمهورية الاسبانية، وعند عودته الى اسبانيا اصبح اسلوبه مجردا ومرهفا اكثر وجعله خوفه من الوقوع في الواقع الاشتراكي يبتعد عن الرسم السهل والشعبي، في العام 1968، نظم نظام فرانكو اول معرض لميرو بمناسبة بلوغه الخامسة والسبعين الا انه فضل التعاون مع معرض "ميرو اوترو" (ميرو الاخر) الذي نظمه معهد المهندسين المعمارين في برشلونة، رسم في العام 1974 لوحة "لا اسبرانزا ديل كوندينادو آ مويرتي (1974) (امل المحكوم عليه بالاعدام) بعد اعدام الفوضوي الكاتالوني سالفادور بويغ انتيش. بحسب فرانس برس.

الرسام الفرنسي جان جيرو موبيوس

على صعيد مختلف توفي الرسام وكاتب السيناريو للقصص المصورة الفرنسي جان جيرو المعروف ايضا باسمي جير وموبيوس مؤلف شخصية "ليوتنان بلوبيري"، في باريس جراء مرض عضال على ما قالت احد معاوناته، وكان جان هنري غاستون جيرو وهذا اسمه الاصلي ليحتفل بعيد ميلاده الرابع والسبعين في ايار/مايو، وقالت المعاونة المقربة من العائلة والتي تعمل في دار "موبيوس برودوكسيون جان جيرو"، "لقد توفي اثر مرض عضال، وبعد طفولة امضاها في رسم رعاة البقر والهنود ودراسته في كلية الفنون التطبيقية بدأ جيرو المولود في الثامن من ايار/مايو 1938 في ضاحية باريس، بنشر اولى رسوماته في سن السابعة عشرة في مجال الاعلانات والموضة، لدى عودته من حرب الجزائر اصدر سلسلة "ويسترن" في مجلة "سبيرو" ومن ثم "بيلوت" واطلق تاليا مغامرات "ليوتنان بلوبيري" التي حققت له شهرته. بحسب فرانس برس.

وفي اطار انجازه سلسلة من الرسوم لمجلات وكتب حول الخيال العلمي اعتمد في نهاية الستينات، اسم موبيوس الذي استعاره من عالم رياضيات الماني، وخلال مسيرته، تعاون موبيوس مع كل مجلات القصص المصورة العريقة ومنها "هارا كيري" و ايكو ي سافان" في فرنسا. وعمل ايضا مع رسامين يابانيين، في العام 2010، كرست له مؤسسة كارتييه للفن المعاصر في باريس معرضا استعاديا كبيرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 12/آيار/2012 - 20/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م