التبرء من القيم بالدفاع عن القتلة

والطعن بالمطالبين بالاصلاح

هلال ال فخرالدين

في البداية اهيب بموقع (شفاف الشرق الاوسط ) ان يسف وينزلق بنشر محظ افتراءات واكاذيب ممجوجة واقوال سخيفة مرذولة بعيدة عن الموضوعية والدقة ومنطق العقل لامثال الكاتب الاكاديمي د.عبدالله مدني في مقاله (المعارضة البحرينية والنموذج الإيرلندي في المصالحة) فملؤها تمحل مستهجن للحقائق وتجني صارخ لمشاعر شعب ثائر واستخفاف بمفاهيم الحرية والديمقراطية واستهزاء بالمباديء مفعم بروح الحقد والكراهية في ذكر المقارنة بين ثورات وانتفاضات ومصالحات حدثت وبين الانتفاضة الاصلاحية العارمة في البحرين النازف في قياس باطل معوج مع الفارق وتزيف للحقائق وامعانا في الباطل.

 فهل يقاس ماذكرته يا اكاديمي البحث العلمي بمايقاسيه الشعب البحريني المنكوب من جثوم اسرة مستهترة بكل القيم وتمثل الشر المطلق بحراك سلمي شارك فيه جل مكونات الشعب وحتى الشيوخ والنساء والاطفال والطعن بانتفاضة شعب البحرين الابي الشريف بغالبيته ورموزه المناضلة حيال حفنة متخلفة فاسدة متسلطة بالقمع والاضطهاد ومصادرة الحريات وابادة المطالبين بالاصلاح بجيوش اجنبية واساطيل غازية وتسخر كل مقدرات البحرين لعصابات التسلط والنهب وازلام النظام ومن لف لفهم من الطائفيين..ومن المفارقات العجيبة في الموقع ان ينشر للمستنير المستشار(محمد سعيد العشماوي) صاحب الكلمة المعتدلة والمنطق الهادف الموضوعي والشفافة حقا وصاحب القلم الرصين وينشر لرواد الطائفية ومشعلي الحرائق ومرتزقة الانظمة القبلية الاستبدادية المتهرية..

 اذن شتان ما بين التبر والتبن ان الاشكالية الكبرى في عالمنا الاسلامي قديما وحديثا ان تلاحظ وبكل وضوح ان من نصبوا انفسهم للقضاء او الفتوى ومن يدعي الفكر ويزعم بالعلمانية والاخذ بالليبرالية والاستنارة...حيث لاتتعدى يافطات اعلانية ليس الا لعدم الانفكاك عن عصبيتهم الطائفية المقيتة والاندكاك في زمر ابواق النظام ومهرجي البلاط -على نمط صعاليك الشعراء وعبيد الكتاب ووعاظ السلاطين -ويعبرون عنها بشكل سافر وباسلوب فاضح لايتناسب وقيم الحداثة والطفرات العلمية والسماوات المفتوحة وكانه يعيش في ظلمات اجواء الظلم والعسف لسلاطين القهر والجور تعود بك لاجواء التاريخ المزور وحقب تكسب الاقلام وتزلف علماء السوء واهل الملق حيث لاهم لهم الا لعق قصاع القاهرين والعيش على فتات موائد الظالمين والغناء على اشلاء الضحايا وذم رجال الاصلاح والطعن بهم لتسويغ مطاردتهم واستئصال شأفتهم..

لاعليك يادكتور لقد بعت العلم والضمير معا بالثمن الاوكس وعلى شاكلتك عديد من نجوم الفضائيات وائمة الجمعة والجماعة وجل مافي جعبتهم خزعبلات وطامات لاتغني ولاتسمن من جوع وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فلو اتوا بنظريات وفتقوا العلوم لقلنا حسنا ولكنها مجرد لغو ولهو حديث ناتج عن فراغ معرفي وقحالة في الثقافة وفقدان الية البحث وضمور مقدرة التحليل وانعدام التحقيق وحيث لايرد عليهم احد من الحظور لجهله او لتغافله اويخاف لبيب من سلاطتهم فلايستنكر تطاولهم على الرموز واشاعة البواطل ومايقترفوه بحق الدين واسس العقيدة ولولا شعورهم بامان من المسائلة واطمئنان من التعقيب والرد بل فوزهم بالتشجيع من قبل الهمج الرعاع والطغام.. فاستخفوا قومهم فاطاعوهم.

ان مما يحز في النفس كثيرا ان ترى حملة اكداس شهادات وقائمة القاب ممن يدعون العلم وناشدي قيم الديمقراطية والحريات مثلهم كمثل الحمار يحمل اسفارا وهم يغوصون في مستنقع التحجر والنفاق والعمى ويتاجرون بالقيم ويصطنعون الكذب الرخيص الكاسد والتسطيح الفكري الهابط وتزييف الحقائق وطمس المعالم فانهم بذلك يدوسوا على منظومة القيم الاخلاقية ويسحقوا ضمائرهم وينخلعوا عن ربقة الدين بتزينهم للظالمين جورهم وتبرير سفكهم وتأويل طغيانهم فاذا لم يكن لهم دين فليكونوا احرارا في دنياهم ولايكونوا عبيدا للاخر بمحض ارادتهم وباتباع الهوى ومسايرة النفاق وان الشمس لاتحجب بغربال.

والامير الجائر لا يستر جرائمه عدة اسطر منمقة او اقوال مفبركة او دعاوى زائفة. وكان الاجدر به وامثاله ان يخرج من ربقة اعراف الجاهلية بنصرة اهل حزانته ظالما او مظلوما ويدق على اوتار الطائفية و عملاء الاجنبي..الخ وان لايدس رأسه في التراب او يغرد خارج السرب لان ذلك قبيح ومشين لمن يزعم الثقافة والاستنارة..وان ينظر للاحداث القمعية الدموية الكارثية الجارية في البحرين بمنطق العقل وتحكيم الضمير واصطناع المعروف والدعوة الى الاصلاح ومناهضة المكر والتسويف واستعمال العنف المفرط مع العزل من جماهير الشعب المضطهد المطالب بحقوق المواطنة المشروعة والحرية التي اقرتها الرسالات السماوية والاعراف والمواثيق الدولية ومنظومة حقوق الانسان..

الكل يعلم ان شعب البحرين هو اقدم الشعوب العربية المطالبة بالاصلاح والعدالة والنظام الديمقراطي منذ الخمسينيات من القرن الماضي في حقبة حكم الشيخ سلمان وذلك نابع من ثقافته ووعيه والاخذ بالانتخابات الحرة والدستور الذي يضمن العدالة والحقوق للجميع من غير تمييز... ولانبالغ اذا قلنا ان شعب البحرين هو من سن للعالم العربي كل انقلاباته وانتفاضاته وثوراته ضد الدكتاتورية وهيمنة الاسرة وتسلط الاقلية الطائفية على الاكثرية المحرومة من ادنى حقوق المواطنة..

وانها ثورة مطالب شعب ذاق الامرين من تفرعن ثلة حاكمة تتمتع بكل شيء وتحرم جموع الشعب من كل شيء ان الظلم القبيح ونحن نربأ به وبامثاله من اصحاب القلم ان يسموا عن التقوقع في متاهات الظلام والارتفاع عن التطرف ومجانبة الفتنة والنفاق والكيل بمكيالين والمفروض به وباضرابه ان يلتزموا الحق ويدافعوا عنه وان يلفظوا شلة القتلة ممن غمست ايديهم بدماء الشرفاء..

وان الانسان ليعجب بل يصاب بالصدمة من تكالب زمر البغي وعبيد الدرهم واصحاب التطرف والعصبية ومرتزقة المعممين ممن يتشدقون بالاعتدال والوسطية والدفاع عن حقوق الشعوب المقهورة امثال القرضاوي وحتى كتاب الحداثة كما يزعمون ولكن كتاب اتباع الاهواء ممن يتزيوا بلبوس الفكر والثقافة والعلمانية وهم في نفس الوقت يمارسوا ابشع انواع التضليل والاستخفاف بمشاعر ابناء وطنه في العدالة والاصلاح كعبدالله مدني واضرابه..

اما فيكم رجل رشيد يرأب الصدع ويضمد الجراح ويجمع الكلمة ويدعوا الى الاخوة ووحدة الصفوف في زمن كثرت فيه الذئاب والمتربصين واعداء الامة..؟

واخيرا لا اجانب الحقيقة ان قلت ان الكاتب عبدلله مدني ليس عربيا على الاطلاق لان العربي الاصيل مفطور على الصراحة والسماحة ولايكابر مهما بلغ مركزه وجل مقامه يعترف بحقيقة امره فالخليفة ابو بكر يقول لست بخيركم..وان لي شيطان يعتريني...وعمر يقول: ماعمر لولا الاسلام..

فلوكان عربيا حرا حقا لاعترف بظلامات شعب البحرين التي لاتعد ولاتحصى وايد مطالب الشعب العادلة وانتصر للمظلومين ولاشاد برجال الثورة والاصلاح في البحرين المجاهدة وندد باسرة الطغيان والفتك.. ونعوذ بالله من سبات العقول وعدم العودة الى الرشد وخانة الصواب والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن جحدوها واستيقنتها انفسهم ولايحيق المكر السيء الا باهله ومهما طال السرى وبعدت الشقة فلابد لشمس الحرية ان تشرق ويتنسم الشعب البحراني الابي العدالة ويعم الاصلاح والصلاح...وينقمع الباطل ويذهب الظلمة واعوانهم الى الجحيم ومزابل التاريخ.

والسلام على من تبع الهدى

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 12/آيار/2012 - 20/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م