شبكة النبأ: برغم من كل التطورات
التكنلوجية التي شهدها العمل الاعلامي والتقدم المتسارع في نقل الا حدث
والصور المهه ولايزال العمل الصحفي يواجه الكثير من المشاكل والتحديات
والتي تؤثر سلباً على حرية التعبير، ويرى بعض المراقبين ان ما يتعرض له
الصحفي من مخاطر وانتهاكات متزايدة هو امر مقلق مطالبين في الوقت ذاته
بالابتعاد عن كلمات الشجب والإدانة التي تتزايد مع ازدياد الضحايا
واستبدالها بقرارات وضمانات دولية تجبر كل دول العالم على احترام
وتوفير الحماية لكل العاملين في ميدان الاعلام، وفي هذا الشأن قاد
الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون حملة الادانة العالمية لزيادة
اعداد الصحافيين الذين يقتلون اثناء ادائهم واجبهم وسط انتشار الدعوات
لزيادة حماية الصحافيين. وقال بان كي مون في فعالية جرت في مقر الامم
المتحدة بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة" ان الصحافيين يواجهون
"تهديدات خطيرة" مشيرا الى ان اكثر من 60 صحافيا قتلوا في العام 2011.
ووسط اشادات دولية بالصحافيين مثل الصحافية ماري كولفين من الولايات
المتحدة وريمي اوشليك الفرنسي اللذين قتلا في مدينة حمص في اذار/مارس
الماضي، ذكرت بعض جماعات حرية الصحافة ان هذا العام قد يشهد اكبر عدد
للقتلى من الصحافيين. وقتل فرحان جيميس عبد الله الصحافي الاذاعي
بنيران مسلحين في الصومال عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة، بحسب ما
افادت الشرطة. وعبد الله هو خامس صحافي صومالي يقتل هذا العام.
وقال الامين العام ان "عددا لا يحصى" من الصحافيين "يواجهون
المضايقات، والترهيب والرقابة من قبل الحكومات والشركات وافراد متنفذين
يسعون الى الاحتفاظ بالسلطة واخفاء اخطائهم واعمالهم السيئة". واضاف "ان
الحصانة لمن يهاجمون الصحافيين او يهددونهم لا تزال منتشرة بشكل مقلق
بما في ذلك الهجمات التي يتم شنها في وضح النهار والتي تحمل اكثر
الرسائل وحشية". وتابع بان ان "مثل هذه الهجمات تثير الغضب. واناشد
جميع الاطراف المعنية من حدوث مثل اعمال العنف هذه".
وذكرت منظمة مراسلون بلا حدود ان 22 صحافيا وستة مدونيين و"المدنيين
الصحافيين" قتلوا منذ بداية العام. وقالت المنظمة ان خمسة صحافيين
قتلوا في الصومال هذا العام واربعة في سوريا من بينهم كولفين واوشليك--
واثنين في كل من بنغلادش والبرازيل والهند، وصحافي في اندونيسيا
والعراق ولبنان ونيجيريا وباكستان والفليبين وتايلاند.
ووقفت الجمعية العامة للأمم المتحدة دقيقة صمت على ارواح الصحافيين
الذين قتلوا اثناء تأديتهم وظيفتهم. وقالت منظمة صحافيون بلا حدود ان
اكثر من 280 صحافيا ومدونا سجنوا هذا العام من بينهم 32 في اريتريا و30
في الصين و27 في ايران و14 في سوريا. كما اعتقل خمسة في اذربيجان التي
ستتراس مجلس الامن الدولي لشهر ايار/مايو.
وسعى بان كي مون والجماعات المدافعة عن حرية الصحافة الى التأكيد
على دور الاعلام خاصة الاعلام الاجتماعي في تغطية الانتفاضات الشعبية
في ليبيا ومصر وسوريا خلال الاشهر ال18 الاخيرة. وقال بان كي مون ان
"هذه الاصوات الجديدة ووسائل الاتصال الجديدة ساعدت ملايين الناس على
الحصول ولأول مرة على فرصة للديموقراطية وفرص حرموا منها لفترات
طويلة".
كما اكدت العديد من الدول على دور الصحافة التي تنتقدهم في الكثير
من المرات. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان عدد قتلى
الصحافيين هذا العام "مروع". واضاف في بيان "نقف هنا اليوم لنذكرهم
جميعا بمن فيهم صحافية الصندي تايمز ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي
اوشليك ". واشاد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه بالمصور اوشليك
وغيره من الصحافيين والمصورين الفرنسيين الذين قتلوا. الا انه اشار
كذلك الى قضية روميو لانغلوا صحافي تلفزيون "فرانس 24" والذي خطف في
كمبوديا. بحسب فرنس برس.
وقالت مجموعة "فريدوم هاوس" الحقوقية ان منطقة الشرق الاوسط وشمال
افريقيا سجلت "مكاسب كبيرة ولكن غير مضمونة" في حرية الصحافة العام
الماضي بعد الانتفاضات العربية. ولكنها اضافت ان البحرين وسوريا شنتا "حملات
قمع قاسية ضد الاعلام" في اطار حملاتهما لقمع الانتفاضات. وقالت
المجموعة ان الصين وروسيا وايران واصلتا فرض القيود الشديدة على
الصحافة واعتقلت منتقديها واغلقت العديد من المطبوعات.
ارتفاع عدد القتلى
في السياق ذاته قال الاتحاد الدولي للصحفيين ان اكثر من 100 من
الصحفيين او العاملين الاخرين في مجال الاعلام قتلوا في 2011 ارتفاعا
من 94 العام الماضي ودعا الاتحاد الامين العام للامم المتحدة بان جي
مون للتحرك للمساعدة في حماية المهنة. وبلغ العنف ضد الاعلام اسوأ
مستوياته في باكستان والعراق والمكسيك وشهد كل منها 11 حالة قتل.
وقال الاتحاد الدولي للصحفيين انه بصورة اجمالية بلغ عدد القتلى 106
في 2011 مقابل 94 عام 2010 . واضاف ان 20 من الصحفيين او العاملين
الاخرين في الاعلام لاقوا حتفهم في حوادث وكوارث طبيعية. واغلب من
ذكرهم الاتحاد صحفيون يعملون في جبهات القتال. وكان الباقون مصورين
وسائقين وغيرهم من افراد الدعم للعمل الاعلامي. وألقى الاتحاد ومقره
بروكسل باللوم عن عدد القتلى في 2011 على فشل الحكومات في حماية
الصحفيين ومعاقبة المسؤولين عن العنف ضدهم.
وكتب رئيس الاتحاد جيم بوملحة الى الامين العام للامم المتحدة
مطالبا بالتحرك. وقال بوملحة "في وضع تنكر فيه الحكومات أو لا تبالي
بما أصبح نمطا معتادا من القتل المستهدف للصحفيين يتحتم عليك وعلى
الامم المتحدة تذكيرهم بمسؤوليتهم عن حماية الصحفيين." ويمثل الاتحاد
اكثر من 600 الف صحفي في 131 دولة في انحاء العالم. وفي وقت سابق ذكر
تقرير لمنظمة مراسلون بلا حدود أن 66 صحفيا قتلوا في أنحاء العالم في
2011 وقالت ان باكستان كانت ثاني أخطر بلد بالنسبة للتغطية الاخبارية
للعام الثاني على التوالي.
واعلنت منظمة "برس اومبلام كومباني" غير الحكومية المدافعة عن
الصحافيين في جنيف في تقريرها الفصلي ان عدد الصحافيين الذين قتلوا في
العالم منذ بداية العام ارتفع بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي. وفي
سوريا وحدها قتل تسعة صحافيين في ثلاثة اشهر. واجمالا قتل 31 صحافيا
منذ كانون الثاني/يناير الماضي مقابل 21 خلال الفترة نفسها من العام
الماضي.
وخلال عام اودى النزاع في سوريا بحياة 11 على الاقل من العاملين في
الحقل الاعلامي. من جهة اخرى لا يزال مصير الصحافيين التركيين ادم
اوزكوش وحامد جوسكون غير معروف بعد اختفائهما في سوريا. من جهة اخرى
تشعر المنظمة بالقلق لتطور الوضع في البرازيل حيث اغتيل خمسة صحافيين.
وقتل ايضا ثلاثة صحافيين في الصومال واثنان في كل من الهند وبوليفيا
ونيجيريا. كما قتل صحافي واحد في كل من افغانستان وكولومبيا وهايتي
وهندوراس والمكسيك وباكستان والفيليبين وتايلاند.
في السياق ذاته عثر فريق من المحققين في ساحل العاج على جثة قالوا
انها ربما تكون للصحفي الفرنسي-الكندي جي اندري كيفر الذي اختفى من
ابيدجان العاصمة الاقتصادية للبلاد في 2004 وذلك حسبما قال شقيقه
لتلفزيون فرانس 3. وأرسل فريق يضم محققين من فرنسا وساحل العاج عينات
من الجثة التي استخرجت من منطقة اسيا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات
شمال شرقي ابيدجان الى فرنسا لإخضاعها لاختبارات تحديد الهوية الجينية.
بحسب رويترز.
وأبلغ برنارد كيفر المحطة التلفزيونية "بدأ القاضي (باتريك) رامايل
عمليات الحفر هذا الصباح بناء على المعلومات التي حصل عليها منذ فترة
وعثر على الجثة في الموقع الذي حدده الشخص الذي ابلغ بذلك." وقال
اللفتنانت الحسن دومبي رئيس عمليات الجيش بالمنطقة ان قرويين ابلغوه
قبل ثلاثة اشهر انهم شاهدوا "دفن غريب لرجل ابيض" في ياوكورو على بعد
20 كيلومترا من اسيا.
وقال "قمت بالتحقيق واكتشفت قبرادفنت الجثة بسرعة على اطراف
القرية." واضاف قائلا "ابلغت سلطات الجيش الفرنسي وأوصلوني بالقاضي
المسؤول عن القضية. واستخرجنا الجثة التي هي لكيفر ولكن ذلك يحتاج
تأكيدا بواسطة اختبار اخر في ابيدجان." وقال دومبي ان الرفات سينقل
لابيدجان في وقت لاحق بصحبة رامايل.
ويتحقق محققون فرنسيون من مزاعم وجود دافع سياسي في اختفاء كيفر
يتعلق بأعضاء في دائرة الرئيس السابق لوران جباجبو. واعتقل جباجبو في
ابريل نيسان 2011 في ابيدجان على ايدي مقاتلين موالين لخصمه الحسن
واتارا بعد اربعة اشهر من الحرب الاهلية التي تفجرت عقب انتخابات
رئاسية متنازع عليها قتل فيها اكثر من ثلاثة الاف شخص وتسببت في نزوح
نحو مليون اخرين. ونقل واتارا الذي تولى السلطة بعد ذلك بفترة وجيزة
خصمه لمواجهة تهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية امام المحكمة الجنائية
الدولية في وقت لاحق العام الماضي. ويعتقد ان كيفر كان يحقق وقت
اختفائه في عمليات فساد داخل قطاع الكاكاو في ساحل العاج اكبر منتج
للكاكاو في العالم.
من جانب اخر اعلنت حركة بوكو حرام الاسلامية تبنيها للهجومين
الانتحاريين ضد مكاتب صحيفة نيجيرية كبرى وهددت وسائل اعلامية اخرى من
بينها اذاعتي "راديو فرانس انترناسيونال" و"صوت اميركا"، في تسجيل
نشرته على موقع "يوتيوب". واظهر التسجيل لقطات للهجوم الانتحاري ضد
صحيفة "ذيس داي" في العاصمة ابوجا بينما سمع صوت شخص يتكلم لغة الهوسا
المحكية في شمال نيجيريا بدون ان يظهر في الشريط، يوجه تهدديات ضد
وسائل اعلام نيجيرية عدة بالاضافة الى "راديو فرانس انترناسيونال"
و"صوت اميركا". واضاف الصوت الذي رافق التسجيل "لقد ارتكبت وسائل
الاعلام هذه جرائم خطيرة تضر بالإسلام لا يمكننا ان نغفرها".
واظهر التسجيل مشاهد عدة للتفجير الانتحاري الذي وقع ضد مقر "ذيس
داي" وراح ضحيته خمسة قتلى هم الانتحاري وحارس وثلاثة من المارة. واظهر
التسجيل من بعيد انما بوضوح سيارة تدخل بوابة مقر الصحيفة ثم انفجارا
عنيفا والسنة نيران تتصاعد بعد ذلك على الفور. بحسب فرنس برس.
وفي التسجيل ايضا رجل قيل انه منفذ الهجوم الانتحاري وهو يحمل سلاحا
رشاشا وصورة اخرى له وهو جالس داخل العربة.وفي يوم نفسه، نفذ هجوم
انتحاري اخر في كادونا في مجمع يضم عدة صحف مما ادى الى سقوط اربعة
قتلى. وبعد هذه الاعتداءت التي لا سابق لها ضد مقرات الصحف الكبرى في
البلاد، عززت الشرطة اجراءاتها الامنية حول المباني التي تضم الصحف.
العمل الصحفي في المكسيك
من جانب اخر عثرت الشرطة في بوكا ديل ريو قرب فيراكروز شرق المكسيك
على جثتي صحافيين مفقودين منذ الاربعاء اضافة الى جثتين اخريين لم يتم
التعرف حتى الان على هويتي صاحبيهما، بحسب ما اعلنت حكومة ولاية
فيراكروز. واوضحت الحكومة في بيان "حددت الشرطة البحرية مكان اربعة
اكياس تحوي جثث اربعة اشخاص وتعرفت حتى الان على هويتي اثنين هما لونا
فاريلا وغابرييل هوجي". وهما مصوران صحافيان لدى وكالة فيراكروزنيوز.
وياتي هذان الاغتيالان بعيد العثور على جثة عليها اثار خنق، تعود
لمراسلة اسبوعية بروسيزو في ولاية فيراكروز وتدعى ريجينا مارتينيز.
والمصوران القتيلان كانا يعملان في الماضي لحساب صحيفة نوتيفر
المحلية. وكان احد مراسلي هذه الصحيفة ويدعى ميغيل انخيل لوبيز قتل في
حزيران/يونيو مع زوجته وابنه وهو مصور صحافي ايضا. وبالعثور على هذه
الجثث يرتفع الى سبعة عدد الصحافيين القتلى منذ بداية 2011 في ولاية
فيراكروز الواقعة على خليج المكسيك والتي تشهد خصومات بين مختلف
كارتلات مهربي المخدرات.
على صعيد متصل دعا عدد من الكتاب العالميين، بينهم سبعة من الفائزين
بجائزة نوبل إلى وقف الهجمات ضد الصحفيين في المكسيك. ونشر الكتاب
نداءهم في صفحة اعلانية كاملة في صحيفة إل يونفرسال للدفاع عن حق جميع
الصحفيين في ان يكونوا احرارا بعيدا عن الخوف والرقابة. ووقف وراء هذا
الاعلان جماعة كتاب نادي القلم الدولية ووقعه اكثر من 170 من كبار
الكتاب المشهورين في العالم.
وتقول المنظمة الادبية إن 67 صحفيا قد قتلوا في المكسيك منذ عام
2000. ومن بين الموقعين على البيان المخصص للصحفيين والكتاب في المكسيك
عدد من الكتاب الحاصلين على جائزة نوبل للآداب أمثال جي ام كويتزي
ونادين غورديمر وتوني موريسون واورهان باموك وويل سونيكا وماريو فارغاس
يوسا وديريك والكوت. ومن الكتاب المشهورين الاخرين الموقعين على البيان
الروائي غينو اتشيبي ومارغريت اتوود واريل دورفمان وسلمان رشدي.
وقال الاعلان الذي نشرته الصحيفة نحن، كتاب من مختلف انحاء العالم،
نقف معكم ومع كل المواطنين المكسيكيين الذين يطالبون بوقف القتل
والترهيب والافلات من العقاب . واضاف ان هذه الانتهاكات تنتقص منا
وتهدد حق المواطنين المكسيكيين في ان يعيشوا حيواتهم بأمان وبحرية من
الرقابة . واكمل ندعو حكومتكم إلى اعتقال ومحاكمة كل من أسكت زملاءكم
ويحاول اسكاتكم . وتعد المكسيك احدى اخطر البلدان في العالم بالنسبة
للصحافيين. وارتبط معظم جرائم قتل الصحفيين بعصابات الجريمة المنظمة،
التي تستهدف الصحفيين بسبب تغطيتهم لعمليات تهريب المخدرات. كما ينتشر
التهديد للصحفيين بشكل واسع وتمارس بعض وسائل الاعلام رقابة ذاتية على
ما تنشره في هذا الصدد لحماية الصحفيين فيها.
صحفيان يحاكمان في تركيا
وصف صحفيان بارزان في تركيا يحاكمان لصلاتهما بشبكة سرية مزعومة
مناهضة للحكومة الاتهامات الموجهة لهما بهذا الشأن بأنها اتهامات "سياسية"
في قضية تثير مخاوف بشأن حرية الاعلام في البلاد. ومثل الصحفيان نديم
سينير وأحمد سيك اللذان ألقي القبض عليهما في مارس اذار واحتجزا منذ
ذلك الوقت في سجن يخضع لإجراءات أمنية مشددة خارج اسطنبول ضمن 14 متهما.
وتحتجز تركيا في الوقت الحالي نحو 100 من العاملين في حقل الاعلام وهو
واحد من أعلى أرقام الاعلاميين المُحتجزين في العالم في إطار إجراءات
صارمة يقول منتقدون وجماعات حقوقية انها تلوث صورة تركيا المسلمة
كنموذج للديمقراطية في الشرق الاوسط.
وحيا سينير الذي بدأ أكثر نحافة المراقبين لحظة دخوله قاعة المحكمة
التي اكتظت بالجمهور قائلا "مرحبا بالمسرح" ثم انحنى. وألف سينير وهو
صحفي تحقيقات حاصل على جوائز كتبا عن الانشطة السرية "لأجهزة الامن
السرية" في تركيا. وسخر سيك وهو أيضا صحفي تحقيقات من الاتهامات
الموجهة لهما وقال أثناء استراحة "اعتقالنا جرى لدوافع سياسية."
وألف سيك كتبا عن اختراق الحركة الاسلامية بقيادة فتح الله غولين
وهو فقيه وداعية اسلامي مقيم في الولايات المتحدة ومن المقربين مع بعض
الدوائر في حزب العدالة والتنمية الحاكم. وهو متهم مثل سينير بعضوية
شبكة ارجينيكون وهي جماعة قومية متطرفة يتهمها الادعاء بالضلوع في عدة
مؤامرات ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب
طيب اردوغان. بحسب رويترز.
وفي حالة ادانتهما يواجه الاثنان عقوبة السجن لمدة 15 عاما كحد
اقصى. وينفي الاثنان الاتهامات ويقولان ان الادلة المقدمة ضدهما جرى
تلفيقها. وتصاعدت التحقيقات في قضية ارجينيكون منذ أن بدأت لاول مرة في
عام 2007 ويتهم منتقدون الحكومة باثارة الذعر لاسكات المعارضين. وتنفي
الحكومة أي دوافع سياسية في القضية. واعتقل عدة مئات من المشتبه بهم
بينهم ضباط جيش كبار متقاعدون وأكاديميون ومحامون وصحفيون في اتهامات
لها صلة بقضية ارجينيكون. وأبدى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة
قلقهما ازاء اعتقال صحفيين في تركيا.
ويقول مسؤولون في الحكومة ان الصحفيين يحاكمون لانشطة جنائية وليس
بسبب ما يكتبون.
على صعيد متصل تجمع الاف الاشخاص في وسط اسطنبول احياء لذكرى اغتيال
الصحافي التركي الارمني الاصل هرانت دينك الذي قتله شاب قومي قبل خمس
سنوات وهتفوا استنكارا للسلطات بعد رفض محكمة تهمة المؤامرة. وردد
المتظاهرون الذين بلغ عددهم خمسة الاف على الاقل، قرب ساحة تقسيم
بانتظار انطلاق مسيرة صامتة نحو مقر مجلة اغوس التركية الارمنية التي
كان يديرها دينك "دولة قاتلة لا بد من محاسبتها" و"يدا بيد ضد الفاشية".
ورفع المتظاهرون في مقدمة المسيرة حيث كانت زوجة الصحافي، راكل
وابناؤه، لافتتين كبيرتين كتب عليهما "لن ننسى" و"لن نسامح". وحمل
العديد من المتظاهرين لافتات كتب على بعضها باللغتين التركية والارمنية
"كلنا هرانت دينك كلنا ارمن". بحسب فرنس برس.
وقتل شاب قومي (17 سنة) هرانت دينك برصاصتين في الراس في 19 كانون
الثاني/يناير 2007 امام مقر المجلة الاسبوعية "اغوس" في جريمة اثارت
صدمة في تركيا. وحكمت محكمة في اسطنبول في تموز/يوليو الماضي على منفذ
الاغتيال اوغون سماست بالسجن 23 سنة وعلى محرضه ياسين خيال بالسجن مدى
الحياة. لكن المقربين من الصحافي والصحف شككوا في هذا الحكم الاخير
الذي استبعد تهمة المؤامرة، فيما طالب محامو القتيل بتحقيق معمق حول
تفرعات الجريمة داخل اوساط الدولة.
بي بي سي تتهم ايران
من جهتها اتهمت هيئة الاذاعة البريطانية السلطات الايرانية بممارسة
سياسة ارهابية ضد موظفيها، بعد عدة إجراءات مارستها طهران على موظفي
القسم الفارسي في بي بي سي، وعائلاتهم، من خلال اختلاق قصص تهدف الى
تشويه سمعة هؤلاء الموظفين، وهم من اصل ايراني. وتقول بي بي سي إن
السلطات الايرانية تمارس نوعا من التجسس والتنصت على هؤلاء الصحفيين
اضافة الى اعتقال اقاربهم في ايران. واتهم المدير العام لبي بي سي،
مارك تومبسون، السلطات الايرانية بشنها "حملة من الاستئساد والعنف" ضد
صحفيي بي بي سي الايرانيين.
وقال تومبسون ان شقيقة إحدى موظفات القسم الفارسي، قد اعتقلت حيث
احتجزت في زنزانة عزل في احد مراكز الاعتقال في طهران. وهي حادثة واحدة
مما يتعرض له اقرباء الصحفيين الايرانيين العاملين في بي بي سي الفارسي.
واطلقت السلطات الايرانية سراح تلك السيدة في وقت لاحق. وقال تومبسون
إن البريد الالكتروني للصحفيين الايرانيين، وصفحاتهم على فيسبوك قد
تعرضت للقرصنة والتجسس، إضافة الى تعرضهم الى ادعاءات كاذبة تتعلق
بالتحرش الجنسي، وتهريب المخدرات، وارتكاب جرائم مالية، بهدف تشويه
سمعتهم في المجتمع الايراني المحافظ.
ويؤكد العاملون في القسم الفارسي انهم يتعرضون لضغوط على الدوام وان
هذه السياسة ليست جديدة ضدهم، مشيرين الى أنه لا يمكنهم العودة الى
ايران بعد ان وظفوا في بي بي سي. وقال ابراهيم خليلي مدير التحرير في
القسم الفارسي إن الموظفين عندما يريدون ان يروا عائلاتهم فإنهم يضطرون
الى السفر الى دولة قريبة من ايران للإلتقاء بهم سرا، وذلك خشية تعرض
أهاليهم الى الاعتقال والتعنيف بعد عودتهم الى بلادهم.
وقال خليلي "رغم انه ليس هناك قانون يمنعنا من العودة، ولكننا نعرف
اننا سنعتقل ويتم التحقيق معنا اذا ما عدنا الى ايران، لذلك نلتقي
بعائلاتنا سرا في بلد قريب من بلادنا العزيزة علينا، والتي نحنُّ
اليها، ثم نفترق نحن وعائلاتنا وكأننا لم نلتقِ بهم". هذا ما قاله
ابراهيم الذي أكد ان السلطات الايرانية عندما اعتقلت شقيقة زميلته
واودعها سجن "أيفين" وهو من "أسوأ مراكز الاعتقال واعنفها في طهران".
وأضاف إبراهيم ان ضباط المخابرات بعد صادروا كل الممتلكات الشخصية
وجهاز الكومبيوتر الخاص بتلك السيدة، اجبروها على اعطائهم كلمة السر
لصفحتها على فيسبوك، ومن خلال تلك الصفحة اتصلوا بشقيقتها في لندن "أخبروها
انهم يحتجزون شقيقتها، وطلبوا منها التعاون معهم للتجسس او على الاقل
الاجابة على أسئلتهم، مقابل اطلاق سراح شقيقتها".
ويذكر ان العلاقات الديبلوماسية بين بريطانيا وايران قد تدهورت في
إثر التوتر الذي تلى الخلافات حول المشروع النووي الايراني. ودعت بي بي
سي السلطات الايرانية الى الكف الفوري عن هذه السياسة. وأكد مدير
الخدمة العالمية أن الهيئة ستقف الى جانب عامليها بكل الوسائل المتاحة.
وقال "وأوكد ان السياسة التي تتبعها السلطات الايرانية غير مقبولة.
وسنبذل كل ما يحتاجه الأمر لدعم الفريق الذي يقدم افراده تضحيات شخصية
في أداء واجبهم المهني" هذا ودعت هيئة الاذاعة البريطانية المنظمات
الاعلامية العالمية والحكومات للانضمام الى حملتها في شجب وادانة هذه
السياسة والضغط على السلطات الايرانية للكف الفوري عنها.
منطقة محرمة
على صعيد متصل يقول كتاب جديد ان الصحفيين والصحفيات يواجهون مخاطر
جمة خلال عملهم بمناطق الصراع لكن بالنسبة للنساء تكون ظروف العمل في
كثير من الاحيان أكثر تعقيدا. ويتألف كتاب "منطقة محرمة على السيدات..
على الخطوط الامامية مع المراسلات الصحفيات" من 40 مقالا كتبتها نساء
يعملن بمجال الاخبار ويتحدثن فيها عن بعض الصعوبات اللاتي يواجهنها في
تغطية الاحداث. وينشر الكتاب المعهد الدولي للسلامة الاعلامية.
ويسدي الكتاب نصائح للسلامة وكيفية التعامل والنجاة في البيئات
الخطرة. واستوحيت فكرة الكتاب من لارا لوجان مراسلة تلفزيون (سي.بي.اس)
التي هوجمت بوحشية وتعرضت لتحرش جنسي من مجموعة في ميدان التحرير
بالقاهرة في فبراير شباط 2011 في اليوم الذي تنحى فيه الرئيس المصري
السابق حسني مبارك.
وكتبت لوجان تقول "الهدف هو استعراض ما بوسعنا أن نفعله وكيف يمكن
أن نستعد وما يجب أن نعلمه قبل أن نسافر كصحفيين الى أوضاع يحتمل أن
نفقد فيها أرواحنا او نصاب بجروح قاتلة او تنتهك كرامتنا." وتنبه
روايات في الكتاب الى الاهمية القصوى لتوخي الحذر واجراء بحوث تحضيرية
للتحرك بأمان في البيئات الخطرة وجمع المواد لإعداد التقارير الصحفية.
وكتبت امرأة تعمل بمجال جمع الاخبار دون نشر اسمها "في جنوب اسيا
يكون عادة من الصعب تغطية الاخبار في الشوارع دون اجتذاب حشد والى أن
هوجمت لارا لوجان في القاهرة كنت اتجاهل النظرات الوقحة الموجهة
لمؤخرتي والاحتكاك بها طوال الوقت باعتبار ذلك من قبيل المضايقات."
وأضافت "الان انا اكثر حذرا وأحاول دائما التخطيط كي انسل بسرعة اذا
لزم الامر." وأضافت "نقوم بعملنا لأننا نحب ما نعمل. كامرأة تكونين
أحيانا في موقف أضعف وأحيانا في موقف أقوى ويجب أن تتكيفي تبعا للظروف
واحيانا تتخذي المزيد من الاحتياطات."
وكتبت لوسي دوسيت المراسلة ومقدمة البرامج بهيئة الاذاعة البريطانية
(بي.بي.سي) تقول ان التحرشات والاعتداءات الجنسية برزت على الاجندة منذ
تحدثت لوجان عن تجربتها مضيفة انها جعلت المراسلات الغربيات اللاتي
يعملن بميدان التحرير اكثر حذرا. وأضافت "بدأت الصحفيات يعتنين ببعضهن
بعضا." بحسب رويترز.
ويقول الكتاب ان الصحفيات في مناطق الصراع لا يتعرضن لتهديدات
تستهدف سلامتهن بسبب النوع فحسب بل احيانا يتقاضين اجورا متدنية او
يعملن دون تأمين أو لا يحصلن على تدريب ملائم او يزودن بتجهيزات حماية
دون المستوى. وتوجه عائدات بيع كتاب "منطقة محرمة على السيدات". |