إن المجاملة التي تتربع على عرش الإطراء هي أن ينظر إليك أفراد
المجتمع الذي تحيا فيه كقائد، هذه هي ذروة الاعتراف بتميزك وأهميتك...
ويقول العالم النفساني (ديفيد كامبل) أحد أفراد طاقم "مركز القيادة
الإبداعية" في (كولورادو):
"أصبحت القيادة فيتاميناً عالمياً، ويبدو أن الناس يطلبون جرعات
ضخمة منه كل يوم!" ولا عجب في ذلك، إذ أن تكون في مركز القيادة هذا
يهبك القوة ويفرض على المجتمع احترامك فيمكنك الإنجاز في جو مثالي...
ولن خلافاً للفيتامينات، فأن مهارات القيادة غير قابلة لأن تكون محضره
في هيئة عقاقير نتجرعها أو نحقنها، بل يجب أن نتعهدها في عناية وحرص.
وخلافاً للاعتقاد الشائع فأن معظم القادة المفيدين لغيرهم والفعالية
لمجتمعهم لا يولدون قادة بل هم من يصنعون أنفسهم، وهو يشحذون مهارتهم
في جميع مراحل حياتهم اليومية.
ولكن كيف يفعلون ذلك؟... كيف يتعهدون برعايتهم؟... كيف يفعلون ذلك (وكيف
يمكننا نحن أن نفعل ذلك) لكي نحمل الآخرين على احترامنا والاقتداء بنا؟.
1. الإشادة بفضل من يستحق:
فيلاحظ أن قادرة كثيرين يروا أن أفضل الوسائل لحمل الأخريين على
تحقيق إنجاز حسن مقبول هي في معاملتهم كأبطال. فالتنويه بالفضل خلفاَ
لشخص استحق هو أفضل فنون القيادة في العلم، وهو أيضاً أحد سمات الكرم
التي لن ينساها لك أحد قط.
والإشادة بالفضل أكثر فاعلية حتى من النقد البناء الذي كثيراً ما
يأتي بنتيجة عكسية فيضر بدلاً من أن يساعد. وبنصح (كينت بلانشارو) أحد
مؤلفي كتاب "مدير لدقيقة واحدة" قائلاً: "فاجئوا الآخرين وهم يقومون
بعمل جيد!" قم أخبروا الجميع عنه. عندها يشعر أصحاب الأعمال المتميزة
بأنك تقدرهم وتضعهم في مكانهم الذين يستحقون، فيحملون لك الامتنان
والعرفان بالجميل. والولاء الذي لولده ذلك هو رأس المال الأعظم أهمية
لدي لقائد.
2. حافظ على الثقة بالآخرين:
أن المرء إذا وثق بالآخرين كي يجيدوا عملاً ما فأنهم يكونون عند حسن
ظنه، أما إذا شك في أنهم سيخفقون، فغالباً ما سيخفقون بالفعل. ويقترح
رجل الأعمال (كليمنت ستون) أن يعبر المرء عن ثقته في رسالة ويقول إن
المدير الذي يعلن ثقته في وكلاء البيع والتزامه انجازاتهم يشجعهم بهذه
الوسيلة ويفاجأ هو نفسه بالأرقام القياسية التي حطمتها نسبة مبيعات
مصنعه. ومثالاً أبسط يتكرر يومياً فإن المدرس الذي يسجل لتلاميذه
ملاحظات إرادية تشجيعية خاصة بهم يقودهم إلى تحقيق إنجازات استثنائية.
إن وضع الثقة في شخص يعزز ثقته بنفسه ويدخل إلى قلبه السرور ويجني
هو وأنت الفائدة ويبدو هذا واضحاً في الأم التي تترك لصغارها قائلة: "إنني
أعرف أنكم أبطال شجعان سوف تتصرفون كالكبار"... فهي غالباً ما تعود إلى
الدار فتجدهم بالفعل قد تصدقوا كأشخاص ناضجين.
3. جندواّ آخرين، يضعكم الباقون في مركز
القيادة:
(كريس الجير) أم شابه مطلقة من ولاية (فلوريدا)، كانت غارقة حتى
آذينها في ترتيب شئون حياتها، فلم تهتم أبداً بقيادة أي شخص في أي مكان،
ولكنها لاحظت ذات يوم القوم الجياع في أحد الأحياء الفقيرة في مدينة (ميامي).
فعادت إلى هناك ذات مساء مع صديقة لها وهما تحملان كما كبيراً من
الشطائر، في الليلة التالية عادة ومعها المزيد من الشطائر، ثم بدأت
تحضر لهم الحساء والقهوة. وشاعت أخبار (الجيد) وما فعله مع الفقراء
وروت الصحف ومحطات الإذاعة والتلفاز قصتها، وعن طريق هذه الدعاية تقدم
متطوعون آخرون ومحسنون تبرعوا بالمال والمعونات الخاص وبتولي الاتصالات
والمراجعات وتوفير المهارات الإدارية. والآن يحضر المتطوعون أكثر من
500 شطيرة يومياً مع كميات كبيرة من الحساء والقهوة والعصائر. وعندما
سألوا (الجير) التي صارت فيما بعد (قائده) لهؤلاء المحسنين، أجابت: "لست
أنا من يعمل كل هذا، فهناك كثيرون أصبحوا مهتمين ومشاركين فيه. فأنا
لست قادرة على عمل هذا وحدي" فذاد تواضعها حب الآخرين لها والعمل تحت
قيادتها في الحركة الخيرية.
4. أتقنوا التوجيه وحاولوا إعداد خطة النجاح:
فالناس لا تتبع القادة الذين ينقصهم التوجيه الصحيح. فتقول (استيه
لودر) صاحبة شركة مستحضرات التجميل الضخمة التي تحمل اسمها والتي قادت
ألوف المستخدمين على طريق النجاح العريض. وهي تري أن كل رجل أعمال
قيادي تعرفه يرسم في فكرة صورة واضحة لما يريد أن يحقق، ويظل مركزاً
عليها أفكاره وكل جهده من ثم يصمم على التنفيذ حتى يصل إلى تحقيق
أهدافه، وتضيف: "إن الناس يريدون السير وراء من يعد لهم النجاح ويحققه.".
5. اظهروا بمطر الناجح:
فتعلموا أن تظهروا وتتصرفوا كرابحين كما فعل القادة، قد تراودهم
شكوك بقدراتهم في بعض الأحيان، لكنهم لا يظهرونها، وهم يعملون كأنهم
عارفون إلى أين يتجهون بالضبط، ويعرف القادة أيضاً أن للمظاهر والأخلاق
شانها في طبع الصورة المطلوبة في أذهان الناس، فالناس يرتاحون إلى أن
يكونوا معهم. فكلامهم مهذب وسلوكهم هادئ وهم واثقون بأنفسهم. وغالباً
ما تصدق مقولة "إن الانطباعات الأولى تدوم". هذا إلى جانب الالتزام
بكوننا أكفاء، إذ قيل من قديم أن المعرفة قوة، القادة الأفذاذ يعلمون
أن خبرتهم ومهارتهم جزء من قدرتهم وسحرهم، فالكفاية تستحث الناس
وتحملهم على التطلع إلى صاحبها لقيادتهم وتوجيهم.
6. أنيروا الطريق وولدوا الحماسة:
تقول (لي دوكيت): "حين يتفهم الناس أهمية العمل يضفون عليه قدراتهم
العقلية، ولكن حين يستثيرهم العمل فإنهم يصبون فيه كل طاقاتهم. وذلك
بالطبع هو قوة هائلة! والطرقة المثلي لتوليد الإثارة هي أن تكون أنت
متحمساً للعمل، فالحماسة كالوباء تنتقل إليهم!"
عام 1965 اخبر الأطباء (لي دوكيت) وهي مدبرة منزل في (فيلادلفيا) أن
أبنها مصاب بداء البول السكري، فحاولت الاتصال بأمهات أخريات أجيب
أولادهن بذلك المرض فلم ترد أي منهم التحدث في ذلك الأمر.
في النهاية وجدت ثلاث أمهات على استعداد للتعاون معها. وانطلقت من
تلك البداية إلى تأسيس "مؤسسة السكري للأبحاث) التي تضم اليوم أكثر من
قائمة وخمسين فرعاً في جميع أنحاء العالم وأنشأت (دوكات) "الميعة
الوطنية لتبادل الأبحاث الخاصة بالمرض والعلاج" التي تؤمن أنسجة بشرية
للأبحاث الحيوية. أم سر (لي دوكات) التي ترأس الجمعية حالياً فهو كونها
نموذجاً رائد يقتدي. وهي تسأل: "هل سبق أن لاحظت انك إذا تبسمت للناس
بادلوك الابتسام؟ حسناً، أن أعطيت الناس فالناس يريدون مبادلتك
العطاء... وإن كنت ثابت القدمين فإنهم يريدون أن يتبعوا خطاك. وإن كنت
واثقاً بقدرتك على بلوغ هدف انعكست الثقة في الآخرين فيحاولوا أن
يحققوه لك". وتتابع (دوكات): "أفضل شيء تقدر عليه هو أن يكون لك أتباع
يعكسون أعما لك من خلال كونهم كما تريدهم أن يكونا".
7. أقدموا على مخاطرات مدروسة:
تقول المستشارة الإدارية (مارلين ماخلوفيتش): "إن أفضل القادة
يعرفون أن المخاطرة لا تكون عملاً متهوراً خالياً من التفكير بالعواقب،
إن المظليين لا يصعدون إلى الطائرة قبل أن يتفحصوا مظلات الهبوط" ولكون
فكرة المخاطرة تحمل احتمال الفشل، كثيرون فما يميلون إلى ترقب المبادرة
من الآخرين. إنما إذا أردتم أن تكونوا قادة فعليكم أن تتعلموا كيف
تخفقون، فلا تموتوا ندماً ولوماً لأنفسكم، بل تشددون عزيمتكم وتعاودون
الكرة مرة أخرى.. النجاح مؤكد.
وتأكدوا مرة أخرى من أن القائد هو الذي يصنع نفسه، قبل أن يصنعه
الأخريين!
hany_haggag@hotmail.com |