النسب
آل الشيرازي اسرة علوية جليلة نسبها الى ذرية السيد محمود بن السيد
إسماعيل بن السيد فتح الله الحسيني الشيرازي أحد أعلام القرن الثالث
عشر الهجري، وينتهي نسبه الشريف إلى زيد الشهيد ابن الإمام زين
العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
وهم أسره علمية علوية عريقة عرفت هذه الأسرة العلوية الجليلة في
شيراز مطلع القرن الثالث عشر الهجري، وكان اول المهاجرين منهم الى
العراق هو السيد محمد حسن المعروف بالمجدد الشيرازي، وذلك في عام
1259هـ وسكن كربلاء المقدسة، ثم انتقل إلى النجف الأشرف، ومنها استقر
في سامراء.
والشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي بن المرجع الديني آية الله
العظمى السيد الميرزا مهدي الشيرازي (قدّس سرّه) بن أية الله العظمى
السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي (قدّس سرّه) والذي يعرف بالمجدّد
الشيرازي (1).
واعقاب السيد مهدي هم: آية الله العظمى السيد حسن الشيرازي، وآية
الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سرّه) توفي سنة 1422هـ.
والمرجع آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله الوارف).
ولد السيد الشهيد حسن الشيرازي في النجف الأشرف عام(1354هـ ـ ت
1400هـ)، ثم هاجر مع والده – قدس سره - إلى مدينة كربلاء المقدسة حيث
عاش بجوار مرقد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع).
وفي عام 1390هـ ـ 1970م هاجر من العراق إلى لبنان بسبب اعتقاله
وتعذيبه على يد البعث المجرم.
اساتذته:
أكمل السطوح على يد الشيخ جعفر الرشتي في المدرسة الهندية. ثم تفقّه
على يد:
1. آية الله العظمى السيد هادي الميلاني (قدّس سرّه).
2. آية الله العظمى السيد مهدي الشيرازي (قدّس سرّه).
3. آية الله العظمى الشيخ محمد رضا الأصفهاني (قدّس سرّه)اخذ عنده
العقليات والفلسفة العالية.
4. آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدّس سرّه).
يمتاز الشهيد بفكر دقيق وذكاء مفرط ونظر عميق، وحاز على مرتبة سامية
في المعقول والمنقول ودرجة كبيرة في العلم والمعرفة والاجتهاد وتصدّى
للتدريس في كربلاء المقدسة فالتف حوله طلاب العلوم الدينية، وذاع صيته،
فهو عالم عامل خبير متبحّر، وزعيم ثائر، و مناضل مجاهد ومن أشهر أعلام
الشيعة ومؤسس الحوزة الزينبية بجوار السيدة زينب الكبرى(عليها السلام)
في دمشق. واديب لامع كبير قل نظيره في الشعر وتدريس الادب. وفي كتابته
الشعر يمتلك ذائقة وجدانيِّة رفيعة، وأدب رصين عالي المستوى، ولغة
قادرة على التَّوصيل، وأسلوب فنِّي رَّائع ممتع.
من صفاته
على شفتيه بسمة لا تفارقه.. يصافحك بحرارة.. يسد يديك.. ويقوم لك
بقامته.. يتحدث اليك بهدوء.. ويدخل في قلبك بسهولة عندما ندخل معه في
نقاش، قد لا توافقه على كلامه أول الأمر، ولكن عندما يشرف الحديث على
الانتهاء تشعر انك لست مقتنعا بفكرته فحسب بل ومتحمس لها أيضاً إذا
حاولت تقريظ كتبه، يبذل كل جهده لكي يبعدك عن ذلك متواضع جداً وفي نفس
الوقت له هيبة خاصة تحس بها وانت امامه.
هذه هي صورة العلامة المفكر السيد حسن الشيرازي التي تنطبع في ذهنك
في اللحظة الاولي من مقابلته أما ريشته الفنانة، المغموسة في الضياء -
حسب تعبير اصدقائه(2).
ومضات من الجهاد العلمي والادب الاسلامي
يقول السيِّد حسن الشِّيرازي: (إنَّ الأفراد -مهما عظُمُوا- يفنون
عندما تلفِّفُ الأجداث رفاتهم، ولكن الأديب العظيم، عندما يولد، يولد
معه كوْنٌ عظيم، وحينما يموت، يضيف إلى رصيد البشريَّة كوناً عظيماً،
لم يسبق أن رآه إنسان، وكلُّ لحظة يمضيها القارئ مع أديب عظيم هي رحلة
في كوكب منفرد، متميِّز الخصائص والسِّمات)(3).
قال الأديب الأستاذ جورج جرداق: عرفت السيد حسن الشيرازي ذهناً
صافياً، ولساناً صادقاً، وقلباً محباً ووجهاً تنعكس عليه أنوار نفس
كريمة، وأخلاق رفيعة، وكأنه بذلك كله مجتمع المزايا العالية التي لا بد
أن يتصف بها كل من جاور الحسين بن علي في كربلاء، وكل من اقتبس من
سيرته العظيمة سمواً وعلواً مقدمة كتاب الأدب الموجّه للمرحوم السيد
حسن الشيرازي (قدّس سرّه).
و يقول العلامة السيد محمد حسن الأمين:
إن لكل عالم مجموعة من الصفات والخصوصيات لا يستطيع العالم الآخر أن
يكون نسخة مباشرة له، فكيف إذا كان العالم على مثال أو على غرار فقيدنا
الجليل الذي اجتمع في شخصه عدد كبير من الميزات والمواهب، فهو الفقيه
المجدد، وهو المفكر المتنور، وهو الأديب المبدع، وهو مع ذلك المجاهد
الذي لا يشق له غبار في طريق وفي ميادين الجهاد التي عرفها عصرنا. كان
يجمع كل هذه الصفات، وفي فترة قصيرة من الزمن استطاع أن يقدم في كل حقل
من هذه الحقول التي تكلمنا عنها في مجال الفقه، وعلى مستوى الفكر، وعلى
مستوى الأدب، وعلى مستوى الجهاد، أن يقدم مآثر تجعل من كل حقل من هذه
الحقول مجالاً حيوياً لقوة فكره وفقهه ونضاله وأدبه، ولذلك أيضاً نشعر
بأنه كان ثورة حقيقية لعلوم أهل البيت، وثورة حقيقية للإسلام، وهذا ما
لا يعرفه إلا القليل(4)
بعض من مؤلفاته
(كلمة الله) و(كلمة الرسول الأعظم (ص)) و(كلمة الإمام الحسن (ع))
و(حديث رمضان) و(إله الكون) و(كلمة الإسلام) و(انجازات الرسول (ص))
و(رسول الحياة) و(الشعائر الحسينية) و(العمل الأدبي) و(الأدب الموجّه)
و(الاشتقاق). وله تراث علمي هام، منه كتابه (خواطري عن القرآن) في
ثلاثة مجلدات، وموسوعة الكلمة في خمسة وعشرين مجلداً.
وبعد تأسيس اللجنة الأدبية التي كان رئيسا لها تكفل السيد الشهيد
بتعليم بعض طلبة الحوزة الدينية الكتابة الأدبية. وصدر منها مجلات
ونشرات وكتب إسلامية اكثرها شهره هي: صوت المبلغين، نداء الإسلام،
القرآن يهدي، مبادئ الإسلام. منابع الثقافة الإسلامية، أجوبة المسائل
الإسلامية، ذكريات المعصومين.
دواوين الشعر
قد تجسّد في شعره نظريات: الحداثة في الأدب، الالتزام في الأدب،
الأدب الإسلامي. وتميّز شعره بالواقعية، والسلاسة، والصدق؛ فكان بحق
الشاعر الواقعي الذي يعبّر عن واقع الأمة ومعاناتها، ودائها ودوائها،
وآلامها وآمالها، واحتياجاتها بكل صدق وأمانة، وقوّة وجرأة، وبأسلوب
جذّاب سلس كأنه السهل الممتنع.
وقد طبعت هذه الدواوين من شعره في تسعة عشر مجموعة صغيرة، ست منها
طبعت في عام 1985م، دون أن يعرف أي منها قبل الأخرى، وهي بدون ترتيب:
1- منابع الكلمة. 2- جذور الشرق. 3- الطغاة. 4- رسالة الصاروخ. 5-
أنا عندي. 6- قلت اعمل.
والخمس الأخرى طبعت في عام 1999م، وهي:
7- قصة البدء. 8- يا طموحي. 9- أنت المظفر. 10- أنا وأنت. 11- نحن
والقراصنة.
وأربعة طبعت في عام 2002م، وهي:
12- أين الإنسان؟. 13- رعشات مذعورة. 14- مناجاة. 15- العراق في شعر
الشهيد الشيرازي.
واثنان طبعا في عام 2003م، وهما:
16- (تفجر البراكين). 17- (شعاع من الكعبة).
وأما الأخيران فأحدهما في كتابه (حديث رمضان) بعنوان: 18- أدب الصوم.
والثاني العنوان المختار من جانبنا: 17- (مع النبي (ص) وآله)). (5).
نبذه مختصره عن جهاده
كان كفاحه الجهادي بعدة أساليب، منها توعية الأمة، وتنبيهها إلى ما
يدور حولها من تحركات ضد مصالحها العامة من خلال الكتابة في الصحف
والمجلات العاملة على الساحة والمشاركة مع أخيه الإمام محمد الشيرازي (قدس
سره) في إصدار المجلات.
والاسلوب الاخر الاعلان عن المشروع والمبدأ السياسي الذي يفصح عنه
السيدالشهيد من خلال الكلمة عن طريق القصيدة الشعرية.
ففي إقامة مهرجان سنوي كبير بمناسبة ذكرى ولادة الإمام علي بن أبي
طالب (ع)، استغله السيد الشهيد لفضح سياسات القهر والتسلط و السياسات
الأخرى التي حكمت العراق.
لذلك وبكل جرأه قرأ السيد الشهيد قصائد تندد بالواقع السياسي
المعاصر ومن قراءاته الشعرية الأبيات التالية:
أوما دروا: أن العراق بدينه وبشعبه وبجيشه المقدام
خير من الشرق الكفور وكل ما في الغرب من إفك ومن إجرام
إسلامنا شرع الحياة، ونهجها نهج البلاغة منهل الأحكام
فعراقنا مهد الحضارة والتقى والعلم والأمجاد والإسلام
إسلامنا فوق الميول فلم تجد خير المبادئ موطئ الأقدام
فالشعب لا يحميه غير قيادة الإسلام خير قيادة وإمام
والحكم منهار إذا لم يتخذ دستوره من خالق علاّم
لا نستعيض قيادة مدسوسة عما لدى علمائنا الأعلام.
فالمجاهد الشهيد تفوَّق بعقله وسلوكه وتأصَّلت في كيانه العقيدة حتى
كان مجاهدا لاعلاء كلمة الله تعالى والاسلام.
وكانت بطولاته ومواقفه واضحة في كل محفل، ففي زمن الشيوعيه وطغيانها
كان ثأئرا ضدها ودافع عن كرامة الإسلام والشرع المقدس، فكان العالم
الأديب السياسي الثائر الباحث المثقَّف المبدع.
لقد جسد معنى الثَّورة الثقافية مطالبا باستقلال القرار الإسلامي
والشَّخصيَّة الإسلاميَّة فيقول:
قم ثائر للدين وافتحْ أعيُناً
حسبوا التَّقدُّم رفض كلِ شريعةٍ
قد لطَّخوا كُرةَ التُّرابِ وروَّعوا
في كلِ شبرٍ للرِّجالِ مجازرٌ
لا يخدعنَّكُمُ السَّلامُ فإنَّه
عاشت وماتت في عمىً وظلامِ
والكفر والإلحادُ خير ما مرامِ
حتَّى الجنين بأبشع الإجرامِ
وبكلِّ دارٍ صرخة الأيتامِ
حربٌ على الأوطانِ والحكَّامِ
ولم يتوقف سماحته (قدس سره) عن الجهاد، بل واصل جهاده، وفي كل عام
كان يسلط الاضواء على الهدف، ففي العهد الجمهوري الثاني، الذي ساد فيه
بصورة متتابعة أكثر من جماعة سياسية غير إسلامية جاهد السيد الشهيد ضد
انحرافات ذلك العهد بأساليب عديدة، منها:
محاولة إدامة إقامة المهرجان السنوي بمناسبة ولادة الإمام علي بن
أبي طالب (ع)، وقد اضطر السيد الشهيد إلى مغادرة العراق متوجهاً إلى
لبنان على أثر إلقائه كلمة وقصيدة رائعة هزت عروش البعثيين في مهرجان
عام 1964م.
هذه الكلمة والقصيدة التي جعلت العفالقة يفكرون بشكل جدي لاغتياله
أو اعتقاله، فكان ذلك سبب الهجرة الاولى الى لبنان عام 1964م، فأستقر
هناك لفترة، وأسس (دار الصادق) لطبع ونشر وتوزيع الكتب الإسلامية.
وهذه نص الكلمته والقصيدة:
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام على ضيوفنا الكرام ورحمة الله وبركاته.
سلام الله على الحفل الكريم وتحياته وبركاته.
يحتفل المسلمون اليوم، وتحتفل معهم العبقريات البشرية والضمائر
الحرة بمولد انتظرته الأجيال، واشرأبت إليه الإنسانية المعذبة، بكل
تطلعاتها وآمالها ليخرجها من الظلمات إلى النور، ألا وهو بطل الإسلام
الخالد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
فلقد ولد الإمام واستقبله الرسول الكريم، وأشرف على صياغته، حتى طبع
فيه نفسه فكان وزيره الذي كان يسمع ما يسمعه الرسول، وتوسعت ثقافته حتى
قال: (والله إني أعلم بطرق السماوات من طرق الأرض) وأضاف قائلاً: (لو
كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً) وكذلك اختاره النبي الأكرم تاج رأسه.
ورأس ماله الذي تحدث عنه قائلاً: (علي مني بمنزلة رأسي من بدني).
ولقد تشبع الإمام من الإسلام والقرآن، حتى لم تكن تنبض مشاعره إلا
بالحق والقرآن، ولذلك صحت فيه أقوال الرسول العظيم صلى الله عليه وآله
(علي مع القرآن والقرآن مع علي)، (علي مع الحق والحق مع علي)، (علي باب
حِطّة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً) (علي مني بمنزلة
هارون بن موسى ألا أنه لا نبي بعدي) (علي يزهر في الجنة ككوكب الصبح
لأهل الدنيا) (عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب) ثم خاطبه الرسول
قائلاً:
(يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق).
ولقد أكبر عمر بن الخطاب هذه الحقيقة حينما قال: (كنا ننظر إلى علي
في أيام رسول الله كما ننظر إلى النجم) ولقد كان علي أحد ركني الإسلام
في كلام الرسول حيث قال: (لولا سيف علي ومال خديجة لما قام للإسلام
عمود).
وأصبح علي كل الإسلام عندما أصبح عدوّه كل الشرك في (يوم الخندق)
عندما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (برز الإيمان كله إلى
الشرك كله) ثم كانت (ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين) ولولا
تلك الضربة المدوية لم يكن اليوم على وجه الأرض إنسان واحد مسلماً.
وحتى لو سكت القرآن والرسول عن فضل علي عليه السلام لنطقت صفاته
وآثاره، بكل ما يعلو ويزيد، أوليس هو الذي كتم أعداؤه فضائله بغضاً
وكتم انصاره فضائله خوفاً ثم ملأت ما بين المشرق والمغرب، حتى لو أنكره
الناس جميعاً، لهتفت بعظمته الأرض والسماء وقدّسه موضع كل فتكة سيف،
ونبضة فكر؟ أو ليس هو الذي هتف له جبرئيل بين السماء والأرض: (لاسيف
إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي)؟
وهكذا.. لا يكون لي إلا أن أقف أمام عظمته المعجزة، كشاعر يعتصر
قلبه صوراً وألواناً، تكريماً لتلك البطولة الواسعة، التي لا يحيط بها
البيان، ولا يستوعبها الفكر، مردداً:-
حاشاك أن تســـمو إليــك ســماء... أنــت الــفــضاء وما سواك هباء
ومــتى يحــلّق نحــوك العــظـماء؟...والِســر أنــت وغــيــرك
الأسماء
أولست ساقي الحوض أنت وقاسم ال...جــنات والنــيران كيــف تشــاء؟؟
وبــــأمــره الأرحــام والأرواح والأ...رزاق والغــبــراء
والــخــضــراء
وبــكــفــه تــتــصــرف الأجــــــواء... فــكأنــه فــوق الفــضاء
فــضــاء
أعــــــداؤه عــــبدوه لا أبـــــــنــاؤه... (والفــضل ما شهدت
به الأعداء)
فــي مــدحــه أقــصى الــثناء هجاء... حــتى استــوى الــبلهاء
والبلغاء
يــا مــن لـــه الآيــات والأحــكــــام... ولــه قــلوب
العــالــمــين مقــام
أنــت الــصــراط المستـقيم وأنك ألـ... نــبأ العــــــظيــم،
وأنــك العــلاّم
فـد أعــلــن المختار – يوم الدار -:... أن وصــيي الكــرّار، وهـو
غلام
وبــيــوم خُــمّ قــــد عــلا وبــكــفّــه... أعــلى عــلياً،
وانــبرى الإلهــام
مــن كــنــت مــولاه فهــذا حــيــدر... مــولاه) وهــو لــمن سواه
إمــام
وأنــا الــمديــنة للعــلوم وبـــابــها الــكرار) وهــو القــائد
المِقـــدام
عَــلــمٌ طَــوى عــلــماً، وأعلى راية... تُــطــوى وتُــنشر
باسمها أعــلام
يــــا مــن بنورك قــامــت العــلياء... عــدْ نحــونا لــتشعّ
منــك ســناء
عــلــوية) غــــراء لا (أمــويــــة)... غــواء، يــنشد (بعــثها)
غوغاء
فــالشعــب نحــن وأنــت أنت إمامنا... ورعاتــنا (العــلماء) لا
(العملاء)
كــم ذا جــنى الأذنــــاب والأحــزاب... فــلــتسقــط الأحــزاب
والأذنــاب
لا تــوجــد الأحــزاب في أوطــانــنـا... فمــناورات تــلك أو
ألــــــعــــاب
يــتــنازع الــمستعــمــرون وإنــمـا... كــبش الفــداء شــراذم
وشبــاب
يتــقــاتلون عــلى المـناصب والذي... سَــنَّ المــبــادئ أنــهــا
أبــواب
فَــهمُ أتــوا بالــفــوضــوــية فــجــأة... ومضــوا بهــا
وتــتابعت أحزاب
وتــقاتــل الهــــمَج الــرعــاع لأنــه... حــقّــتْ علــيهم
لعــنى وعــذاب
فــــلكل حــــزب قــادة مــدســوســة... يحــدو لهــا مستعــمر
نصّــــاب
الــحزب حــزب الله ــليس سواه في... الإســلام أحــزاب ولا
أنصــــاب
فهــو الــذي انــهارتْ عــلى أعتابه... الأحــــزاب والأنــصاب
والآراب
والمشــركون مــــذاهب ومــشارب والــمسلــمون جميعُــهم أحــباب
أَمــل الشعــوب ومجــدهــا الإســلام وســواه كــفــر زائــف
وظــــلام
فــدع الــمــبادئ كـــلها في مــعــزل أن الــمــبادئ كــلــهــا
هــــــدام
واعــمل لتــطبـيق الكــتاب مجـاهداً إن العــقــيدة مصــحف وحســام
واسحــق جـباه الملحــديــن مُــردداً لا الســجن يُــرهـبني ولا
الإعدام
والــطــائــفــية ويــلها مــن فــتــنة عــمياء يوقــظ حقــدها
الأقــزام
والطــاــئفــية جــددّت تــاريــخــهــا فــإذا لهــا الحــكــام
والأحــكــام
والــطــائـفــية لــوّنــت أزيــاءهــــا... وتــطــورت في عــرضها
الأفلام
لــكــــنهــا هي لــــم تغــيّــر ذاتــهــا... فشــعارها
الإرهــاب والإرغــام
دستــورنــا القــرآن نهتــف باسمه... وشعــارنــا في العــالم
الإســلام
وزعــيمــنا الكــرّار لا ميــشيــل لا... ماركس لا القسـيس لا
الحاخــام
مَشــتِ الشعــوب يقـودها استعمار... يحــدو لهــا الصــاروخ
والأقـمار
وتطــايرتْ باســم الســلام حــمائــم... مــــن رِيـــشـها
تـتـنـاثر الأقــدار
ويــل الشعــوب شــرارها أسيـادها... ويســود أســياد الشعــوب شرار
والعــالم العــملاق أصــبح لــعــبة... يــجــتاحــها الإرهــاب
والإنــذار
قــد آن نــخـــتــار نــحــن مصيـــره... مــن قـــبـل أن يخــتاره
الــكــفار
قُــل للعــزيــز أصــابــنا الــضـــرّاء... فحــيـاتــنــا داء
وأنــت دواء
أرض العــــراق مجـــــازر ومــآتــم... الــــرافــدان مــدامــع
ودمــــاء
والشعــب آخر ما يفكر فيه مسؤول... وأهــــداف الــــــورى
أهــــواء
والــــشعــــــب إن يُــــــذكــــــــــــر... فـللـتـضـلـيل لا
ليسوده الحكماء
والشعــــب للحـــكام ملحمة الهوى... وولــيــمة يرتــادهــا
الأمــــراء
لا ذلَّ إلا للــــشعــــــوب وإنــــــمــا... للــــحاكمــيــن
الــكِــبْر والغلواء
فمـــن الذي في الكوخ أبصر حاكماً... قــد أرّقــتــه حشــاشــة
سغباء؟
أو هـــل عرفــتم حاكماً يطوي على... جــوع ليــأكل قُــوتَه
الفــقــراء؟
أو هــل سمعــتم أن مسؤولاً كَسَتْهُ... قــطــيــفة ولــه
الــفــلاة فــنــاء؟
أو مــــن يواســــي المســـلمين فلا... يَحيف به العطاء ولا يجور
قضاء؟
إلا عــــــليا مــــن تعــــالى قَــــــدره... وتــقــدست
بســمــائه الأســمــاء
سَلَب الرِفاق ثرى الورى وثَراءَهم... فغــــدوا حــيارى لاثــرى
وثراء
لكــــــنما الفــــــقراء أدقــع فقرهم... والأغــنــياء غــدَوا
وهــم فقراء
والاشــــتراكيون أضحــوا بــروجُوا... زِيــيّــن في جــمع
الــثراء سواء
داســوا عفاف المحصنات لأنهم... لــُقــطــــاء لــــم يُــعـرف
لــم آبــاء
والنــاس عــندهمُ شُعــوبيــّون قــد... ســادتــهم الرجــعــية
الــســوداء
وهــــم الــشيــــوعــــيون إلا أنــــه... زادتــهــم الأمــويــة
الــنــــــكراء
لــو لــم يكــونوا ملحدين لما رضَوا... بالمــشركــين وفــيــهم
دُخــــلاء
لكــــنهم راــــموا قــــيادة عــــفــلق... إذ لــم يــكــن
فــيــهم لــه أكــفاء
أو لــــيس قــــد سمّاه يَـعربُ عفلقا... ولــديــه أحقــــاد
الصــليب دمــاء
وأبــــوه جــاء لســوريا مستــعمراً... والأم بــــــاريــســيــة
عــجــمــاء
هــــذي العــروبة لا عــروبة مسلمٍ... حــمــلــت بــه وطــنــية
عــربــاء
كــما جــرّبوا في الشعــب حُريّاتهم... وانصــبّــت الحــمراء
والصفراء
ثــم انــثنــوا والــناس أحــياء وهم... أمــوات أو دُفــنوا وهــم
أحــيــاء
دُفــنوا بأيــديهــم وأيــدي شعــبـهم... والــحــزب إن دواءه
الافــــنــــاء
حــكموا فــلم يضحــك لهم ثغر وقد... سقطوا فــلم تــنــحب لهــم
خرساء
جــاؤوا فــكــانــت لعــنــةٌ حمــراء... ومــضوا فكــانــت
فــرحــة بـيضاء
ويــل العــراق فَــليــله لا ينــــقضي... حــــتى تــــقــوم
حــكــومة الإسلام
والسلام عليكم...
وفي عهد الرئيس المقبور أحمد حسن البكر، الذي أستلم الحكم في17/ 7/
1968م، تعرض السيد الشهيد للاعتقال والتعذيب منذ ربيع الأول عام 1389هـ
في سجن قصر النهاية المرعب ببغداد ثم نقل بعد فترة إلى سجن محافظة
ديالى (بعقوبة) ثم أخرج منه بسبب ضغط الرأيين العامين المحلي والدولي.
وقد تحمّل التعذيب وسجن في العراق وبعد وساطات دولية ومحلية أطلق
سراحه وهاجر إلى لبنان في عام 1970م واهتم بتأسيس الكثير من المؤسسات
والحسينيات والمساجد والمركز الثقافية في كل من العراق وسوريا ولبنان
وأوروبا واستراليا وأفريقيا.
الشهيد المفكر مع مايحمله من علم وأدب وثقافة كان ثوريا، لاواقع
للاستسلام عنده، عميق الثقافة والبيان.ومن يقرأ قصائده التي كتبها قبل
ثلاثين عام يجدها وكأنه كتبها اليوم.
فقد أخبرنا في الشعر ماسيجري في العراق قائلا:
والطائفية ويلها من فتنة...عمياء يوقظ حقدها الأقزام
ويتكلم الشهيد بلسان الشعب العراقي قائلا:
لا الطائفية تستطيع تحكما فينا... ولا الحزبية الهوجـاء
فالطائفية جذوة مسمومـة...... يصلى بها الهدام والبنـاء
فهذا هو الشهيد السيد الثائر المردد:
واسحق جباه المعتدين مردداً... لا السجن يرهبني ولا الإعدام
شهادته
قال الأستاذ حسين نصر الله:
لقد امتاز الشهيد (قدس سره) بقوة الشخصية والاعتزاز بالنفس الذي
أوجبه الله على عباده المؤمنين. كما عرف بقوة عزيمته، وصلابة إرادته،
حيث كان يمضي نحو أهدافه لا يعيقه عائق، ولا يمنعه مانع من نفسه أو من
الخارج. لقد حاول الظلمة... أن ينالوا من إرادته وقد نجحوا في النيل من
سلامة بدنه وإلحاق الأذى بقلبه بعد أن ظل واقفاً في اسطوانة لمدة ثلاثة
أيام، إلا أنهم خابوا وخسئوا في كسر إرادته وزعزعة ثباته، وزلزلة روح
الإصرار التي تنطوي عليها جنباته (6).
كان في لبنان ـ بيروت متجه الى مجلس الفاتحة الذي أقيم على روح
المفكر الاسلامي الشهيد الامام محمد باقر الصدر (قدس سره) يوم جمعة في
الساعة السادسة عصرا متوجهاً نحو برج البراجنة ليجتمع مع هيئة العلماء
التي يرأسها، للاشتراك في مجلس الفاتحة، ولدى وصول السيارة التي كان
يستقلها إلى محلة الرملة البيضاء، حيث مقر سفارة نظام الطاغية المقبور
صدام، ظهرت سيارتان تابعتان للسفارة المذكورة، فجأة أطلق من فيهما
النار عليه، فأصيب في رأسه الشريف من الزجاج الخلفي أدت إلى استشهاده
وفيما بعد تبين أنه (رضوان الله تعالى عليه) قد أصيب بطلقات عديدة في
رأسه من رشاشات ذات عيار واحد...
وشهادته عصر يوم الجمعة في بيروت 16 جمادى الآخرة سنة 1400هـ، ونقل
جثمانه الطاهر الشريف إلى قم المقدسة، ودفن في روضة السيدة فاطمة
المعصومة سلام الله عليها.
فسلام عليك أيها السيد الشهيد ورحمة الله وبركاته.
...................................
الهوامش
(1) كتب عن تاريخ هذه الاسرة العلوية الأستاذ الشيخ
آغابزرك الطهراني في موسوعته (طبقات أعلام الشيعة) و (الذريعة إلى
تصانيف الشيعة) وكتابه (هدية الرازي إلى المجدد الشيرازي) وقد ذكرهم
الاستاذ عبد الحسين الصالحي آل الشهيد الثالث في كتاب(كربلاء في حاضرها
وماضيها) و(دائرة المعارف تشيع) بالفارسية: ج1 ص190 ط2/ طهران
1369هـ.ش).
(2) نبذة علميّة أدبية عن المفكر الشهيد السيد حسن
الشيرازي قدس سره تتناول مؤلفاته في الدين والعلم والاقتصاد بقلم
الأستاذ الأديب عبد الرحمن جابر جريدة الشمس اللبنانية في عددها بـ
2319 والصادر في 24 حزيران عام 1970 م.
(3) العمل الأدبي: السيد حسن الشيرازي، دار الصادق
- بيروت –لبنان ص13.
(4) مجلد المرشد العدد 17 ـ 18، 1425هـ/ 2004م..
(5) حسين محمد علي الفاضلي ـ ديوان آية الله الشهيد
السعيد الإمام السيد حسن الشيرازي (قدس سره) بيروت ــ لبنان.
(6) مجلة المرشد العدد 17 ـ 18، 1425هـ/ 2004م.. |