أوباما يمني النفس بولاية ثانية

 

شبكة النبأ: لا تزال المعركة الانتخابية الأمريكية في مراحلها الأولى وغالبا ما تكون هذه المراحل هي المراحل الجدلية في السباق على مقاليد الحكم، إذ يركز فيها على القضايا الثانوية الخلافية حول أي المرشحين أفضل بدلا القضايا الأهم مثل الاقتصاد والأمن القومي.

لكن في النهاية فإن الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السادس من نوفمبر تشرين الثاني بين الرئيس الديمقراطي الحالي باراك أوباما والمرشح المفترض للحزب الجمهوري ميت رومني ستتوقف على الولايات العشر المنقسمة سياسيا ومنها تسع ولايات فاز بها اوباما عندما هزم المرشح الجمهوري جون مكين عام 2008، وتتنوع هذه الولايات بين معاقل سابقة للحزب الجمهوري مثل نورث كارولاينا وفرجينيا إلى ولايات أخرى تمثل ساحة معارك حقيقية هي أوهايو وفلوريدا ونيفادا حيث يمنح الاقتصاد المضطرب في هذه الولايات رومني فرصة لتحقيق تقدم. كما أن هناك منافسة محتدمة في ولايات بنسلفانيا وكولورادو وأيوا وأريزونا ونيوهامبشير، ووسع أوباما بشكل جذري من مجال شعبية الحزب الديمقراطي عام 2008 عندما فاز في ولايات مثل انديانا التي لم تدعم أي مرشح رئاسي ديمقراطي منذ الستينات.

وعلى الرغم من ان أوباما في موقف دفاعي بسبب فضيحة الدعارة للحرس الرئاسي الأمريكي وقانون الضرائب الا ان فرصه كبيرة في الانتخابات، فهو حققت انجازات كبيرة في فترة توليه الحكم مثل مقتل زعيم القاعدة بن بلادن و قمة واشنطن النووية عام 2010، ناهيك عن انجازاته الداخلية، التي ربما تنعش اماله في تحقيق مالم يتمكن منه في الاربع سنوات الماضية ويحصد حلم الرئاسة لولاية ثانية.

فرص أوباما كبيرة في الانتخابات

ففي سباق هذا العام الذي تشهده كل ولاية على حدة للحصول على 270 من المجمع الانتخابي وهو العدد اللازم للفوز في الانتخابات اتضح في فترة مبكرة أن اوباما هو الأوفر حظا في ولايات ستعطيه 227 صوتا. بينما يتقدم رومني في ولايات ستعطيه 180 صوتا، وهذا يمنح أوباما مجالا أكبر من رومني مع تنافس على 131 صوتا في المجمع الانتخابي في الولايات "المتأرجحة"، وأصوات المجمع الانتخابي لأي ولاية تعكس عدد المقاعد التي تشغلها في الكونجرس والتي تستند في الاغلب الى عدد السكان، ويمكن لولايات أكبر مثل كاليفورنيا التي لديها 55 صوتا في المجمع الانتخابي ومن المرجح أن تنتخب أوباما وتكساس التي لديها 38 صوتا ومن المرجح أن تؤيد رومني أن تصبح عنصر مفاجأة لكن في السباقات الرئاسية المحتدمة فإن الولايات المنقسمة بفارق ضئيل مثل أوهايو (18 صوتا) هي التي تحدد النتيجة في العادة، وفي كل الولايات الامريكية باستثناء مين ونبراسكا يحصل الفائز بأعلى عدد من أصوات المجمع الانتخابي للولاية بكل الاصوات في نهاية الامر، وعندما حصل اوباما على 365 صوتا من المجمع الانتخابي ونحو 53 في المئة من الأصوات الشعبية ليهزم مكين في 2008 كانت نسب التأييد لأوباما قوية ولم يكن له سجل معروف فيما يتعلق بالإنفاق وعجز الميزانية والرعاية الصحية حتى يمكن لخصومه انتقاده، لكن بعد أن تجاوزت نسبة البطالة ثمانية في المئة ومع وجود شكوك لدى المواطنين بشأن قيادة اوباما في مجال الاقتصاد وخطته التاريخية لتعديل الرعاية الصحية ساعدت كل تلك العوامل على خفض نسب تأييده إلى ما دون 50 في المئة منذ ذلك الحين. وهذا عرضه لاحتمال الهزيمة في الولايات الرئيسية التي سبق أن فاز بها في 2008، وقال بروس هاينز من (بيربل ستراتيجيز) وهي مؤسسة للاستشارات تجري استطلاعات رأي شهرية في الولايات المتأرجحة "سيتخذ اوباما موقفا دفاعيا لكن هناك بعض التنازلات التي يمكن تقديمها وسيظل قادرا على الفوز، ويتجه كل من أوباما ورومني إلى الحملة بقاعدة راسخة من الولايات التي يمكن أن يتوقعا فوزا سهلا فيها، ويتعين على أوباما الدفاع عن سبع ولايات فاز بها في سباق 2008 بفارق أقل من عشر نقاط مئوية هي كولورادو وأوهايو وانديانا ونيوهامبشير وفرجينيا ونورث كارولاينا وفلوريدا، ومن المرجح فوز رومني في ولاية انديانا التي تؤيد عادة الحزب الجمهوري. لكن حتى يتسنى لرومني حرمان اوباما من النصر وتولي فترة رئاسية ثانية عليه الفوز في ولايات متأرجحة تشهد سباقا محتدما مثل أوهايو وفلوريدا إلى جانب ولايات معروف عنها تاريخيا أنها ولايات محافظة مثل نورث كارولاينا وفرجينيا بالاضافة الى ولاية واحدة أو اثنتين من الولايات المتأرجحة الأخرى، وتظهر استطلاعات الرأي احتدام المنافسة في كل الولايات الرئيسية لكن أوباما متقدم قليلا في اوهايو وفلوريدا اللتين تمثلان حجر زاوية لفوز رومني، وتعد حملة اوباما بالتنافس في كل الولايات التي فاز بها في 2008 وتأمل أن يتعزز موقفها في ولاية أريزونا بجنوب غرب البلاد بمساعدة من السكان ذوي الأصول اللاتينية الذين يميليون إلى الحزب الديمقراطي، وإذا تمكن رومني من الفوز في جميع الولايات الاثنتين والعشرين التي فاز بها مكين في سباق 2008 فمن الممكن ان يبدأ طريقه إلى البيت الأبيض من خلال استعادة انديانا وفرجينيا اللتين لم تؤيدا مرشحا رئاسيا ديمقراطيا منذ عام 1964 حتى عام 2008 عندما اختارتا اوباما والفوز في نورث كارولاينا التي ظل دعمها للحزب الجمهوري مضمونا منذ عام 1976، وتظهر الولايتان الرئيسيتان اللتان تحتدم بهما المعركة وهما أوهايو وفلوريدا -اللتان حددتا الفائزين في سباقات سابقة- مرة اخرى باعتبارهما أهم ولايتين في المعضلة الانتخابية امام رومني، وتعاني الولايتان بشدة من الاضطراب الاقتصادي في ظل رئاسة أوباما لكن نسبة البطالة في أوهايو تحسنت قليلا لتقل عن المتوسط الوطني. وفلوريدا واحدة بين أربع ولايات رئيسية إلى جانب نيفادا ونورث كارولاينا وأريزونا ترتفع بها معدلات البطالة عن المتوسط الوطني الذي يبلغ 8.2 في المئة، وحتى إذا استعاد رومني فرجينيا ونورث كارولاينا وانديانا وأوهايو وفلوريدا وعدد أصواتها الاجمالية في المجمع الانتخابي هي 86 صوتا فسيتبقى امام رومني أربع أصوات حتى يحصل على 270 صوتا مطلوبا مما يجعله مضطرا لاقتناص ولاية أخرى رئيسية، وقال بيتر براون من مؤسسة كوينيبياك لاستطلاعات الرأي "من الصعب للغاية تصور فوز رومني بدون الفوز في هذه الولايات الخمس، ويرد تود هاريس خبير الاستراتيجيات في الحزب الجمهوري على هذا الرأي قائلا إن أداء اوباما في مجال الاقتصاد ولكونه الرئيس الذي ارتفع في عهده الدين الاتحادي ليتجاوز الان 15 تريليون دولار سيصعب أكثر مساعي الرئيس لإعادة انتخابه، وأضاف هاريس "ستكون هذه المرة أصعب كثيرا على الرئيس مقارنة بعام 2008... ورغم ان حملة أوباما تحاول أن تصور أن هذه الانتخابات محورها التنافس مع ميت رومني فإن الواقع هو أنها ستكون استفتاء على اداء الرئيس وما إذا كان الناس يريدون قضاء أربع سنوات اخرى بالطريقة ذاتها، ويأمل الديمقراطيون أن تؤدي تصريحات متشددة للحزب الجمهوري فيما يخص الهجرة -منها معارضة رومني لمشروع قانون يمنح الوضع القانوني لأبناء المهاجرين بشكل غير مشروع الذين يخدمون في الجيش أو يلتحقون بالجامعة- إلى دفع الناخبين من أصول لاتينية في اتجاه الديمقراطيين، وحصل أوباما على نحو ثلثي أصوات الناخبين من ذوي الأصول اللاتينية في 2008، وقال هاريس "ليس هناك مجال على الإطلاق في أن يكون أداء أوباما هذه المرة أفضل من 2008... السؤال المطروح في الانتخابات هو الى اي مدى كان أداؤه سيئا.

توقعات الجامحة في الخارج

في سياق متصل لم يكن الناخبون الأمريكيون الذين ينتمون للحزب الديمقراطي وحدهم هم الذين كانوا يتطلعون إلى "الامل والتغيير" عندما أصبح باراك أوباما الرئيس الرابع والأربعين للبلاد، ففي أنحاء العالم توقع كثيرون أن تكون مواقف الولايات المتحدة مختلفة كثيرا في ظل الرئيس الجديد، وهم لا يريدون أن يسمعوا كثيرا عن الأمريكيين الذين يتفاخرون بقوتهم. وربما كان يرغب البعض في المزيد من الحرية والديمقراطية على النسق الأمريكي لكنهم قد لا يرغبون في ذلك إذا كان هذا يعني فرض واشنطن لإرادتها، ولا يرى كثيرون أن انتخاب أوباما أحدث تغييرا ملحوظا في المواقف. لكن بعد ثلاث سنوات ونصف السنة هناك شكاوى متزايدة من أنه ليست هناك تغييرات تذكر فيما يتعلق بالمضمون، وساعدت فضيحة فيما يتعلق بجلب ضباط في الحرس الرئاسي الأمريكي عاهرات إلى الفندق الذي يقيمون فيه وحوادث قتل وإحراق للمصاحف في أفغانستان وضربات بطائرات بلا طيار في باكستان على إذكاء انطباع بأن الولايات المتحدة تفعل ما تريد بغض النظر عن الآخرين، حتى ان آخرين يشكون من أنه حتى انتفاضات الربيع العربي كشفت عن النفاق الأمريكي. إذ لم تتراجع واشنطن عن سحب التأييد من حلفاء في أنظمة مستبدة مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلا عندما أصبح واضحا بشكل يقيني أنه على وشك الخروج من السلطة في حين واصلت دعم شركاء آخرين في أنظمة شمولية مثل مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، ومما زاد من الاستياء عدم إغلاق سجن جوانتانامو في كوبا حيث يجري احتجاز مشتبه بهم من الأجانب في قضايا الإرهاب على الرغم من وعود أوباما قبل وبعد انتخابه، وقال عبد الرحمن منصور وهو نشط سياسي مصري ساعدت كتاباته على فيسبوك على قيام الانتفاضة التي أطاحت بمبارك في فبراير شباط من العام الماضي "كانت لدينا آمال كثيرة وقت انتخاب أوباما... لكن لم يحدث شيئ. أوباما لم يحدث تغييرا وكل ما أنجزه هو مجرد خطاب دبلوماسي، وبينما تسعى الولايات المتحدة لإنعاش الاقتصاد ومواجهة عجز في الميزانية وعبء في الديون ومع أزمة سياسية في واشنطن يتساءل البعض عما إذا كانت الولايات المتحدة ذاتها تمر بحالة تراجع بطئ، وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب وأجري في 136 دولة أن 46 في المئة ممن شملهم الاستطلاع لديهم رأي إيجابي ازاء القيادة الأمريكية للعالم. وتراجعت هذه النسبة تدريجيا من 49 في المئة في 2009 عقب انتخابات أوباما مباشرة وهي أعلى نسبة منذ أن بدأت جالوب تجري استطلاعات حول هذه المسألة في 2005، وما زالت هذه النسبة تزيد عن نسبة 34 في المئة المسجلة عام 2008 وهو العام الأخير لإدارة الرئيس السابق جورج بوش، كما أن أوباما ينظر له على أنه يحظى بشعبية على الساحة الدولية اكثر من منافسه الجمهوري المفترض ميت رومني في الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني والذي أشار إلى أنه سيتخذ موقفا متشددا من دول مثل روسيا والصين، وتلاشت فيما يبدو والى الأبد الحماسة التي قوبل بها أوباما لدى توليه منصبه، ويقول كارل لمبرج وهو واحد من بين آلاف تدفقوا على متنزه في برلين في يوليو تموز عام 2008 للاستماع إلى خطاب لأوباما قبل الانتخابات إنه كان يظن في ذلك الوقت أنه يرى تحولا كبيرا يشبه الزلزال في العلاقات بين الولايات المتحدة وباقي العالم. بحسب رويترز.

وبعد أربع سنوات وبعد زواجه من أمريكية ودراسته في واشنطن يقول إنه عدل من توقعاته خاصة بعد أن علم كيف يقيد الكونجرس حرية أي رئيس. ومضى يقول "أصبح رأيي عن الولايات المتحدة أكثر واقعية الآن، ويقول البعض الآن إن استقبال العالم الحافل لأوباما لا يرجع كثيرا إلى شخصيته في حد ذاتها ولا حتى سياساته وإنما لأنه يمثل أول رئيس أسود للولايات المتحدة، وقال جيمس شيكواتي مؤسس ومدير الشبكة الاقتصادية الإقليمية وهو مركز أبحاث مقره نيروبي "بالنسبة لي فإن كل ما فعلته رئاسة أوباما... هو إظهار أنه مع وجود... هياكل جيدة للمؤسسات... فإن أي شخص يمكنه الصعود إلى أي مستوى يريدون أن يحققه، ولا ريب أن الولايات المتحدة بنظامها الديمقراطي الصامد رغم معاناته من بعض المشكلات من حين لآخر وثرواتها وصورتها وسطوتها تمثل مصدر جذب قوي. وأظهر استطلاع منفصل لجالوب أنها الوجهة الأكثر شعبية للمهاجرين المحتملين على مستوى العالم. بحسب رويترز.

وتظهر أغلب الاستطلاعات الثقة في القيادة الأمريكية أكثر من قوى مثل الصين. إذ إن صعود بكين ينظر له على أنه يدفع دولا أخرى في آسيا لتوثيق علاقاتها مع واشنطن، وكانت المشاعر العالمية تجاه الولايات المتحدة تمر دائما بمرحلة انحسار وانتعاش. كان الرئيس الراحل رونالد ريجان على سبيل المثال كان يحظى بشعبية جارفة في أوروبا وقت الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي في حين أن الرئيسين ليندون جونسون وريتشارد نيكسون كانا يتعرضان لانتقادات شديدة خلال حرب فيتنام، لكن الشهور القليلة الماضية شهدت قطعا سيلا من الأنباء المضرة بالصورة التي واشنطن في غنى عنها، فقد شابت قمة الامريكتين التي عقدت هذا الشهر في كولومبيا الكشف عن أنباء محرجة وهي أن ضباطا في الحرس الرئاسي ضبطوا وهم يجلبون عاهرات إلى الفندق الذي يقيمون فيه. كما وجدت الولايات المتحدة نفسها معزولة في سياستها الصارمة تجاه كوبا، ومما ألحق قدرا أكبر من الضرر بصورة الولايات المتحدة سلسلة من الحوادث في أفغانستان حيث تسعى جاهدة لتحقيق الامن وتشجيع النمو، ففي مارس اذار اتهم سارجنت بالجيش الأمريكي بقتل 17 مدنيا أفغانيا. القي القبض عليه وأعيد إلى الولايات المتحدة لمحاكمته. وقبل ذلك تم تداول فيديو يظهر أفرادا من القوات الأمريكية يتبولون فيما يبدو على جثث مقاتلين من طالبان، وفي فبراير شباط كانت هناك احتجاجات وحوادث انتقامية بعد أن اتضح أن جنودا أمريكيين أحرقوا مصاحف، لكن ما زال أوباما في بعض من أجزاء العالم أكثر شعبية من الكثير من الساسة المحليين، فعندما زار جزيرة بالي الاندونيسية لحضور قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في نوفمبر تشرين الثاني اصطفت الحشود طوال الطريق مرحبة به. وقالوا "نحن نحبك يا أوباما." لكن حاكما إقليميا مر بالطريق ذاته بعد ساعات قوبل بصيحات وشكاوى من الفيضانات والحالة المتدنية للطرق، وكان أوباما يعيش في العاصمة جاكرتا طوال ثلاث سنوات مع والدته وزوج والدته الاندونيسي خلال الفترة من 1969 إلى 1971، لكن في باكستان حيث قتلت قوات خاصة تابعة للبحرية الأمريكية زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن قبل عام وحيث تهاجم طائرات بلا طيار المتشددين في المناطق القبلية التي يغيب عنها القانون أثبتت قيادة أوباما أنها مسببة للانقسام، وقال شايان جيري (21 عاما) وهو طالب قانون في اسلام اباد "أصبحت الأوضاع أكثر سوءا خلال عهد أوباما... أمريكا تنتهك سيادتنا... كيف يمكن أن يتوقعوا منا أن نحترمهم بينما هم لا يحترموننا، ويعبر بعض الباكستانيين بالفعل عن التعاطف مع التحديات التي تواجهها السياسة الأمريكية. وقال علي قريشي (28 عاما) وهو من سكان اسلام اباد أيضا "ما دمنا غير راغبين في حل مشاكلنا.. ماذا يمكن للأمريكيين أن يفعلوا؟"

وهي صورة مماثلة في أفغانستان. ففي حين ان بعض الأفغان يرجعون الفضل إلى الولايات المتحدة بل وأوباما على وجه الخصوص في بعض المكاسب في مجال التنمية والأمن فإن هناك شكاوى على نطاق واسع خاصة فيما يتعلق بالإخفاق في تحسين الوضع الاقتصادي والبنية الأساسية، وفي الشرق الأوسط يبدو أنه لا يوجد شك يذكر في أن رئاسة أوباما قللت من الاعتقاد الذي كان سائدا خلال عهد بوش في أن الولايات المتحدة في حالة حرب مع العالم الإسلامي، ويقول مؤيدو أوباما أن هذا ساعده على بناء تحالفات إقليمية ودولية للمساعدة على احتواء إيران خاصة فيما يتعلق بتشديد العقوبات بهدف كبح جماح برنامجها النووي، وأثار عدم رغبة إدارة أوباما في التدخل عسكريا لمنع الحكومة السورية من قتل أبناء شعبها بينما تسعى لإخماد الانتفاضة استياء البعض. لكن أي تدخل آخر بقيادة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي كان من الممكن أن تكون له مخاطر كبيرة، ومع تزايد قوة دول مثل الصين والهند والبرازيل هذا فضلا عن الاضطرابات الشعبية التي أفرزتها انتفاضات "الربيع العربي" فإن فكرة أن السياسية الأمريكية ربما تكون أساسية في مصير منطقة اخرى أصبحت في حد ذاتها محل شك، ففي خلال عهد بوش كان كثيرون خاصة في الشرق الأوسط يرون الولايات المتحدة "دولة مارقة" تهدد الآخرين. لكن في عهد أوباما يعتقد البعض أنه في حين أنها قوة استقرار في بعض الأحيان فإنها من الممكن أن تصبح ببطء أقل أهمية، ورفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية التعقيب على هذا التحليل.

فريق حملة اوباما

فقد هاجم الفريق المكلف حملة باراك اوباما الانتخابية المرشح الجمهوري ميت رومني بشأن حساب مصرفي سابق في سويسرا معتبرا ان ذلك دليل على ازدراء لمصالح الاميركيين الاقتصادية، وفي فيديو بث على موقع يوتيوب بدأ فريق الرئيس الديموقراطي الانتخابي برفض الهجمات التي اطلقتها "الشركات النفطية الكبرى" بشأن انشاء اقتصاد "اخضر"، وجاء في الفيديو ان برامج اوباما الخاصة بالطاقة المتجددة "ساهمت في ايجاد وظائف في الولايات المتحدة وليس في الخارج" في تلميح الى اداء رومني، واضاف الفيديو "كرئيس مجلس ادارة مؤسسة نقل وظائف اميركية الى بلدان مثل المكسيك والصين. ولا يزال يرغب في ان تستفيد مؤسسات انتقلت الى الخارج من خفض في الضرائب"، وتابع "لكن هذا الامر كان متوقعا من رجل يملك حسابا مصرفيا في سويسرا، ورد فريق رومني في بيان وزع على الصحافيين الذين "يغطون الفيديو الجديد اليائس لحملة اوباما، وقالت اماندا هنبرغ المتحدثة باسم حملة رومني "مع اسوأ اداء في التاريخ المعاصر لناحية الوظائف وابطأ وتيرة نهوض اقتصادي منذ ازمة 1929، يحاول الرئيس اوباما تحوير انتباه الاميركيين من المشاكل الحقيقية، واضافت "لقد عانى الاميركيون بما فيه الكفاية في السنوات الثلاث الاخيرة ويستحقون افضل من ذلك، وتحت ضغوط خصومه كشف رومني، الذي تقدر ثروته ب190 الى 250 مليون دولار، اوراق الضرائب للعامين الماضيين في كانون الثاني/يناير، واقر بانه لا يخضع سوى لنسبة ضرائب تقدر ب15% رغم عائداته السنوية التي تزيد عن 20 مليون دولار. وكان خصمه الديموقراطي ومنافسوه في الانتخابات التمهيدية الجمهورية اشاروا الى ان آن زوجة رومني كانت حتى 2010 تملك حسابا مصرفيا في سويسرا اودع فيه مبلغ ثلاثة ملايين دولار. بحسب فرانس برس.

لكن هذا الحساب اغلق لاحقا، وكان فريق رومني اكد ان هذا الحساب قانوني وانه تم ابلاغ مصلحة الضرائب الاميركية بوجوده. لكن هذه المعلومات اعطت ذريعة للديموقراطيين في وقت كان اوباما يدعو الى اعادة التوازن الضريبي بين ايرادات رأس المال والعمل، وجاء رد فريق رومني الذي اعقبه رد من اوباما الذي نشر على تويتر رسما بيانيا يمثل خارطة للعالم حددت عليها الدول التي يملك فيها رومني حسابات مصرفية بحسب آخر الاوراق الضريبية المتوفرة، اضافة الى سويسرا يملك رومني حسابات في كل من المانيا ولوكسمبورغ وجزر كايمان وجزر برمودا وايرلندا واستراليا، وكتب فريق اوباما "قولوا لرومني ان يعيد امواله في الخارج الى الولايات المتحدة". واضاف "لا نعلم ما اذا كان يستخدم هذه الحسابات لتفادي دفع حصته من الضرائب.

أوباما يهاجم رومني

من جهته ذكر الرئيس الامريكي باراك أوباما الامريكيين بأن منافسه الجمهوري المرجح في انتخابات الرئاسة الامريكية ميت رومني اتخذ موقفا ضعيفا ومتذبذبا من استهداف أسامة بن لادن محاولا تحقيق مكاسب سياسية من عملية قتل زعيم القاعدة العام الماضي، واتهم أوباما رومني وهو المرشح الاوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري ليخوض انتخابات الرئاسة الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني القادم أمام الرئيس الديمقراطي بأنه اتخذ مواقف متناقضة فيما اذا كان سيأمر بتنفيذ عملية لقتل بن لادن اذا كان يشغل مقعد الرئاسة، وقال أوباما دون ان يذكر رومني بالاسم "لقد قلت أننا سنستهدف بن لادن اذا حددنا مكانه بوضوح ولقد فعلت، لكن اذا كان هناك آخرون قالوا شيئا ويلمحون الان الى انهم سيفعلون شيئا آخر فعليهم ان يشرحوا ذلك، ونشرت حملة إعادة انتخاب أوباما الاسبوع الماضي شريط فيديو يتضمن تصريحات لرومني متعلقة ببن لادن أدلى بها منذ عدة سنوات قال فيها ان الامر "لا يستحق قلب السماء على الارض وإنفاق مليارات الدولارت للامساك بشخص، وقال أوباما عشية الذكرى الاولى لقيام قوات أمريكية خاصة بقتل بن لادن في باكستان ان البيت الابيض لن يقيم "احتفالات مبالغ فيها" بمناسبة الذكرى الاولى لمقتل زعيم القاعدة، ويقول الجمهوريون ان البيت الابيض والديمقراطيين يستثمرون سياسيا لحظة كان من الافضل ان تكون فرصة للوحدة الوطنية. بحسب رويترز.

وأصر رومني في تصريحات له يوم الاثنين على انه كان بالقطع سيأمر بالتحرك ضد الرجل المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على واشنطن ونيويورك، وقال رومني "حتى جيمي كارتر نفسه كان سيصدر مثل هذا الامر" مشيرا الى الرئيس الديمقراطي الاسبق الذي اتهم بالضعف في التعامل مع أزمة احتجاز رهائن أمريكيين داخل السفارة الامريكية في طهران التي احتلها طلبة ايرانيون بعد قيام الثورة الاسلامية عام 1979 وامتدت الازمة حتى عام 1980 .

اوباما يعول على الطلاب

على صعيد أخر تعزف الجوقة الموسيقية الاغنية الرائجة "داينامايت" وترتفع الصيحات والهتافات الصاخبة من جمهور من اكثر من عشرة الاف طالب حين يطل عليهم باراك اوباما الرئيس الاميركي المرشح لولاية ثانية والذي جاء يحفز الناخبين الشباب ويستمد منهم الطاقة في آن، يقول اوباما ممازحا وعلى وجهه ابتسامة عريضة، مخاطبا جمهورا يصيح جذلا، "انتم سعداء لان السنة الدراسية اوشكت على نهايتها، جرى هذا المهرجان في بولدر، في ملعب كرة السلة التابع لجامعة كولورادو، الولاية الغربية التي قد تكون حاسمة في انتخابات السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، وقبل ذلك بست ساعات احيا اوباما مهرجانا مماثلا على مسافة 2500 كلم في كارولاينا الشمالية، وهي ولاية اخرى استراتيجية قد تساعده على تحقيق طموحه والبقاء في البيت الابيض لولاية ثانية من اربع سنوات، وهاتان المحطتان من ضمن جولة يقوم بها اوباما على ثلاث جامعات عامة وتشمل الاربعاء ولاية ايوا (وسط)، وهي تهدف رسميا الى الضغط على اعضاء مجلس النواب الذي يسيطر عليه خصومه الجمهوريون لحضهم على تمديد الدعم لنسب الفوائد على قروض الطلاب بعد انتهاء مدته في تموز/يوليو لتفادي تضاعف هذه النسب، ويقول اوباما ان السماح بارتفاع هذه النسب من 3,4% الى 6,8% في تموز/يوليو، يعني زيادة فعلية في الضرائب بمقدار الف دولار في السنة، في حين ان الطلاب الاميركيين يتخرجون من الجامعة بمعدل ديون قدره 25 الف دولار، وتذكر النبرة الحماسية والشعبوية لخطاب الرئيس باجواء الشوط الاخير من حملته الانتخابية التي قادته الى البيت الابيض عام 2008، حين استمالت رسالته القائمة على "التغيير" و"الامل" ثلثي شريحة الناخبين ما دون الثلاثين من العمر، لكن بعد مضي ثلاث سنوات على ممارسته السلطة، فان حجج الرئيس تكون احيانا اكثر واقعية، مهما كانت براعته الخطابية، وفي كارولاينا الشمالية، ذكر اوباما الطلاب بانه هو وزوجته ميشال عاشا التجربة ذاتها. بحسب فرانس برس.

وقال "لم نكن من الطبقات الميسورة، ولم نكن نتحدر من عائلتين شهيرتين"، مشيرا الى انهما لم ينتهيا من تسديد قروضهما الطلابية الا قبل ثماني سنوات، وتابع "كنت في موقفكم، اعرف ما اتكلم عنه، وفي المقابل، تصور حملته الانتخابية خصمه الجمهوري ميت رومني، رجل الاعمال السابق الملياردير والذي فاز بسلسلة من الانتخابات التمهيدية الحاسمة مساء الثلاثاء، على انه بعيد عن الواقع وهمومه، لا سيما وان والده كان صناعيا كبيرا وحاكما، ولعبت تعبئة الشباب دورا كبيرا في انتصار اوباما قبل اربع سنوات. غير ان توماس مان خبير العلوم السياسية في معهد بروكينغز في واشنطن يرى انه "سيكون من الصعب استنهاض الحماسة التي اثارت عام 2008 موجة عارمة من الناخبين الشباب، في العام 2012، وقال ان "من مصلحة اوباما ان يسعى لاستنهاض هذه الحماسة" ولو من خلال "استمالة واسعة النطاق وشعبوية" لهذه الشريحة من الناخبين، ميشال ستيل الطالبة البالغة من العمر 19 عاما، هي من المترددين الذين ينتظرون من يقنعهم. وقبل ان تصوت للمرة الاولى هذه السنة تقول لفرانس برس "سوف ادرس ما يقترحه الطرفان" الجمهوري والديموقراطي، وسئلت عن رايها في رومني فردت "ليس مثاليا"، موضحة انها لكانت فضلت ان يتفوق عليه رون بول، الجمهوري المتمايز عن مواقف حزبه التقليدية والذي اثار حماسة الشبان برسالته الداعية الى تقليص سلطات الحكومة الفدرالية وزيادة الحريات الفردية، اما ماثيو غو الذي انتظر طويلا مثل ميشال ستيل وسط حر غير اعتيادي في شهر نيسان/ابريل عند اسفل جبال روكي قبل ان يدخل الملعب، فيقر بانه جاء لرؤية الرئيس بشكل خاص، ولو انه صوت له عام 2008، ويضيف "كنت اكثر حماسة في تلك الفترة، خصوصا وانها كانت اول مرة اصوت فيها. لكن حملته كانت تحمل المزيد من الامل".

شهادة ميلاد أوباما مزورة

فيما أثار قائد شرطة بولاية أريزونا جدلا حين قال ان تحقيقا يجريه مكتبه اكتشف أن شهادة ميلاد الرئيس الامريكي باراك أوباما مزورة، وجو اربايو قائد شرطة مقاطعة ماريكوبا متورط في تحقيقات تجريها وزارة العدل الامريكية اتهم فيها بالتحيز الشديد ضد من لهم أصول لاتينية، وتخلى معظم منتقدي الرئيس الديمقراطي من الجمهوريين عن هذه المزاعم بشأن شهادة ميلاده والتي فقدت مصداقيتها على نطاق واسع. لكن التحقيق الذي أجراه قائد شرطة ماريكوبا وقامت به مجموعة من خمسة متطوعين تم بناء على طلب قدمته في اغسطس اب الماضي مجموعة من نشطاء حركة حفل الشاي بمنطقة فينكس، وكان البيت الابيض قد نفى مزاعم متكررة بأن أوباما لم يولد بالولايات المتحدة. وفي ابريل نيسان 2011 نشر أوباما نسخة أطول من شهادة ميلاده لانهاء التكهنات في بعض دوائر الجمهوريين بأنه لم يولد في البلاد وهو شرط ينص عليه دستور الولايات المتحدة كي يصبح رئيسا، وقال اربايو في مؤتمر صحفي "قادني تحقيق أجرته مجموعتي على مدى ستة اشهر الى الاعتقاد بأن هناك على الارجح سببا للاعتقاد بأن شهادة ميلاد الرئيس باراك أوباما المطولة... مزورة عن طريق الكمبيوتر، وسخر المتحدث باسم حملة أوباما الانتخابية بن لابولت من اربايو على موقع تويتر ونشر ما قال انه رابط لفيديو للمؤتمر الصحفي لكنه في الحقيقة رابط لمقدمة مسلسل (ذي اكس فايلز) وهو مسلسل تلفزيوني عن أحداث خارقة، ودعا اربايو وهو جمهوري محافظ يصور نفسه على أنه "أقوى قائد شرطة في امريكا" الكونجرس الامريكي الى التحقيق في النتائج التي توصل اليها والتي خلصت الى أن المزورين ارتكبوا جريمتين الاولى اصدار وثيقة مزيفة والثانية تقديم وثيقة مزيفة للجماهير، وقال اربايو "أريد أن أوضح هذا تماما. انا لا أتهم رئيس الولايات المتحدة بارتكاب جريمة. لكن هناك الكثير من الاسئلة التي تنتظر اجابات ونحن نعتزم المضي قدما في هذا التحقيق سعيا للحصول على هذه الاجابات. بحسب رويترز.

أسقف شبه أوباما بهتلر

الى ذلك طالب أكثر من مئة من أساتذة جامعة نوتردام أسقف ايلينوي دانييل جنكي بالتراجع عن تصريحاته التي انتقد فيها موقف الرئيس الامريكي باراك أوباما بشأن الحرية الدينية والتي شبهه فيها بادولف هتلر وجوزيف ستالين، وقالت الرسالة التي وجهت هذا الاسبوع لقيادة الجامعة الكاثوليكية الشهيرة في انديانا ووقعها 131 استاذا في افرع مختلفة "تظهر تصريحات جنكي جهلا بالتاريخ وعدم مراعاة لضحايا الإبادة الجماعية وغياب الحكمة، وحثت الرسالة الجامعة على ان تنأى بنفسها عن تصريحات جنكي "المستفزة" ودعت جنكي ( 65 عاما) وهو من خريجي نوتردام للتراجع "علنا عن تشبيهه المدمر" او الاستقالة من مجلس زملاء الجامعة ومجلس أمنائها، واستنكر جنكي وعدد آخر من الاساقفة الكاثوليك والمحافظين الاجتماعيين طلب ادارة اوباما بأن توفر المؤسسات التابعة للكنيسة تأمينا يغطي وسائل منع الحمل، وشبه جنكي موقف الادارة بمواقف الشخصيات المناهضة للدين في التاريخ مثل هتلر وستالين "الذين حاولوا اجبار المسيحيين على الاختباء داخل حدود كنائسهم". بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 9/آيار/2012 - 17/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م