شبكة النبأ: عهد سياسي جديد تدخله
فرنسا بعد ان اختارت فرانسوا هولاند احد ابرز خصوم ساركوزي رئيسا جديدا
للبلاد ليصبح أول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ خروج فرانسوا ميتران من
السلطة عام 1995، ويرى بعض المراقبين ان الرئيس الجديد سيعمد الى تغير
السياسة الفرنسية على الصعيدين الداخلي والخارجي والتي ستكون اهم
المعوقات في البداية معتمدين بذلك على البرنامج والوعود الانتخابية
التي قدمها هولاند لناخبيه.
وهذا الفوز سيسمح بعودة اليسار الى الاليزيه بعد غياب استغرق 17
عاما ويصبح هولاند بذلك الرئيس السابع في الجمهورية الخامسة لمدة خمس
سنوات، ليتزعم احدى اهم الدول في العالم التي تملك السلاح النووي
العضو الدائم في مجلس الامن، والتي تلعب دورا رئيسيا في الاتحاد
الاوروبي. كما انه سيكون الرئيس اليساري الثاني بعد فرنسوا ميتران الذي
حكم ما بين 1981 و1995. مع العلم ان اليسار كان في السلطة ما بين عامي
1997 و2002 في اطار صيغة تعايش بين رئيس حكومة يساري ورئيس يميني.
واشارت تقديرات اربع مؤسسات استطلاع الى فوز هولاند جامعا ما بين 52
و53,3 % من الاصوات في الدورة الثانية من هذه الانتخابات. وافادت
مؤسسات "سي اي اي" و"تي ان اس سوفريس" وايبسوس، ان هولاند حصل على 52%
من الاصوات مقابل 48% لمنافسه الرئيس نيكولا ساركوزي. في حين ان
تقديرات مؤسسة هاريس انتراكتيف اعطت هولاند ما بين 52,7 و53,3%. ويكون
هولاند بذلك قد فاز على الرئيس اليميني نيكولا ساركوزي، آخر القادة
الاوروبيين الذين اطاحت بهم الازمة الاقتصادية بعد اليونان واسبانيا
وايطاليا.
وقال المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الفرنسي بينوا هامون "انه حدث
سعيد جدا ينهي سيطرة اليمين على الاليزيه طيلة 17 عاما". وساركوزي هو
الرئيس الثاني الذي يهزم في محاولته لتجديد ولايته بعد فاليري جيسكار
ديستان عام 1981. وقدرت نسبة المشاركة بما بين 80 و82% وهي اعلى قليلا
من النسبة التي سجلت خلال الدورة الاولى التي جرت في الثاني والعشرين
من نيسان/ابريل الماضي. الا انها تبقى اقل من نسبة المشاركة التي سجلت
في الدورة الثانية من انتخابات العام 2007.
وخلال اليوم الاخير من الحملة الانتخابية قال هولاند "انا مستعد
لقيادة البلاد" داعيا الفرنسيين الى اعطائه فوزا واضحا. وقبل اعلان
النتائج كان انصار هولاند يستعدون للتظاهر في ساحة الباستيل وهو المكان
الرمزي لليسار في فرنسا. وتصدر هولاند الدورة الاولى من الانتخابات
(28,63% مقابل 27,18 لساركوزي) وكان يعتبر منذ اشهر المرشح الاوفر حظا
للفوز في هذه الانتخابات.
وقال لدى ادلائه بصوته "سيكون النهار طويلا لكني لا اعلم هل سيكون
اليوم جميلا، سيقرر الفرنسيون ذلك". تخرج هولاند من المدرسة الوطنية
للإدارة الشهيرة في فرنسا التي خرجت كبار زعماء البلاد، وترأس الحزب
الاشتراكي طيلة احد عشر عاما من دون ان يتسلم اي منصب وزاري. وانتخب
على خلفية ازمة اقتصادية قاسية تمثلت بزيادة قياسية للعجز في الموازنة
ونسبة بطالة قياسية فاقت العشرة بالمئة وتراجع الصناعة ونشوء مخاوف لدى
الفرنسيين من خضوعهم لخطة تقشف قاسية من قبل الاتحاد الاوروبي.
واعلن هولاند ان اول زيارة له الى الخارج ستكون الى المانيا لمقابلة
المستشارة انغيلا ميركل لإقناعها بإعادة التفاوض حول ميثاق الموازنة
الاوروبية لإدخال بند يتعلق بالنمو. وكان ساركوزي (57 عاما) حقق فوزا
كبيرا عام 2007 قبل ان يمنى بأقسى هزيمة سياسية له طوال حياته السياسية
التي تناهز الثلاثين عاما.
وبقي ساركوزي حتى اللحظة الاخيرة مقتنعا بإمكان تحقيق "مفاجأة
كبيرة". وكرر مرارا بانه تمكن من تجنيب فرنسا فوضى اقتصادية مشابهة
لتلك التي ضربت اليونان. الا ان الرئيس المنتهية ولايته فشل في اقناع
اي من مرشحي الدورة الاولى بتقديم الدعم له، بخلاف هولاند الذي حظي
بدعم واضح من اليسار الراديكالي وانصار البيئة.
وبعد ان حصلت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن على نحو 18% خلال
الدورة الاولى استخدم ساركوزي خطابا متشددا ازاء الهجرة والمهاجرين على
امل الحصول على اصوات هذا اليمين المتطرف. الا ان لوبن اكدت بانه ستصوت
بورقة بيضاء في حين اعلن الوسطي فرنسوا بايرو انه سيصوت لهولاند. ويكون
الفرنسيون بذلك قد عاقبوا ساركوزي على سياسته "اليمينية بالكامل".
وهناك فرق كبير بين المرشح الفائز والرئيس المهزوم. بحسب فرنس برس.
هولاند يريد اعادة مناقشة المعاهدة الاوروبية واعادة التوازن الى
الميزانية عام 2017، كما انه يريد فرض ضرائب على الاكثر ثراء ومحاربة
البطالة عبر تامين وظائف خاصة للشبان. ومن المتوقع ان يتسلم هولاند
مهامه في الخامس عشر من ايار/مايو كحد اقصى. وبعد ان يزور المانيا
سيزور الولايات المتحدة للاشتراك في اجتماع الدول الثماني ثم يشارك في
قمة للحلف الاطلسي حيث سيطالب كما وعد بسحب سريع للقوات الفرنسية من
افغانستان.
بداية حركة صاعدة
في السياق ذاته اعلن الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند ان فوزه
في الانتخابات الرئاسية هو بداية "حركة صاعدة في كل اوروبا وربما في
العالم"، وذلك في خطاب القاه امام جموع غفيرة من انصاره احتشدت في ساحة
الباستيل للاحتفال بالانتصار. وقال هولاند في كلمة مقتضبة مخاطبا عشرات
الالاف من انصاره "هذه هي رسالتي. انتم بالتأكيد اكثر من مجرد شعب يريد
التغيير، انتم حركة صاعدة في كل اوروبا، وربما في العالم، لحمل قيمنا
وتطلعاتنا ومطالبنا بالتغيير. شكرا، شكرا، شكرا". واضاف وقد بدا عليه
التعب "تذكروا كل حياتكم هذا التجمع الكبير في ساحة الباستيل لأنه
سيحفز كذلك شعوبا اخرى في اوروبا على التغيير"، متعهدا "الانتهاء من
التقشف".
وتابع "في كل العواصم، ابعد من رؤساء الحكومات والدول، هناك شعوب
بفضلنا تأمل، تتطلع الينا وتريد منا الانتهاء من التقشف". ووصف هولاند
نفسه بانه "رئيس الشباب في فرنسا". وكان الرئيس المنتخب وصل الى ساحة
الباستيل حيث احتشدت جموع غفيرة من انصاره للاحتفال بفوزه في
الانتخابات الرئاسية في نفس الساحة التي احتفل فيها الاشتراكيون قبل 31
عاما بفوز اول رئيس اشتراكي للبلاد هو فرنسوا ميتران.
ووصل هولاند الى الباستيل وبرفقته صديقته فاليري تريرفايلر وكان في
انتظاره معظم اركان حزبه الاشتراكي. واضاف الرئيس المنتخب مخاطبا
انصاره "لقد سمعتكم، لقد سمعت ارادتكم في التغيير، قوتكم، املكم، واعرب
لكم عن بالغ امتناني. شكرا، شكرا لكم لأنكم سمحتم لي بان اصبح رئيسا
للجمهورية". وتابع "اريد ايضا ان اطلب منكم الا تثبط عزيمتكم، هناك
الكثير لفعله في الاشهر المقبلة واولها اعطاء رئيس الجمهورية اغلبية"،
في اشارة الى الانتخابات التشريعية المقررة يومي 10 و17 حزيران/يونيو.
واقر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي بهزيمته في
الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، موجها تحية الى خصمه الاشتراكي
الفائز فرنسوا هولاند الذي بات على قوله "الرئيس الجديد". وخاطب
ساركوزي انصاره في باريس قائلا "بات لفرنسا رئيس جمهورية جديد، انه
خيار ديموقراطي وجمهوري. فرنسوا هولاند هو الرئيس الجديد لفرنسا ويجب
احترامه". واضاف "تحدثت اليه لتوي عبر الهاتف، اتمنى له التوفيق في ظل
التحديات". وتابع ساركوزي "اتحمل كامل المسؤولية عن هذه الهزيمة لست
شخصا لا يتحمل مسؤولياته".
وحض ساركوزي مسؤولي حزبه التجمع من اجل حركة شعبية على "البقاء
موحدين" مؤكدا انه لن يخوض الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو، وذلك
وفق ما نقل مشاركون في اجتماع عقد في الاليزيه. وقال ساركوزي لمسؤولي
حزبه "لا تنقسموا، ابقوا موحدين. يجب ان نفوز في معركة الانتخابات
التشريعية. يمكن الفوز فيها. ان نتيجة (الاحد) مشرفة. لن اخوض هذه
المعركة".
واتصلت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل هاتفيا بالاشتراكي فرانسوا
هولاند لتهنئته على فوزه بالانتخابات الرئاسية في فرنسا ودعته لزيارة
برلين، بحسب ما جاء في بيان لمكتبها. كما هنأ الرئيس الاميركي باراك
اوباما في اتصال هاتفي الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند على فوزه
بالانتخابات الرئاسية، ودعاه لزيارة البيت الابيض لعقد اجتماع ثنائي
قبل قمتي مجموعة الثماني وحلف شمال الاطلسي اللتين تستضيفهما الولايات
المتحدة بعد اسبوعين، كما اعلن البيت الابيض.
واجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتصالا هاتفيا بفرنسوا
هولاند لتهنئته على فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، كما اعلنت
رئاسة الوزراء في لندن. من جهته، هنأ الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز
فرانسوا هولاند على "فوزه الواضح" في الدورة الثانية من الانتخابات
الرئاسية الاميركية، حسب ما اعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية. وهنأت
الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف "بحرارة" الاحد فرانسوا هولاند على
فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية واشادت باقتراحاته
لمعالجة الازمة الاوروبية.
واعرب رئيس الحكومة الايطالية ماريو مونتي عن رغبته في "التعاون
الوثيق مع فرنسا خصوصا في الاطار الاوروبي" وذلك خلال اتصال هاتفي مع
الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند لتهنئته على فوزه. واشاد رئيس
الحكومة الاسبانية المحافظ ماريانو راخوي بفوز الاشتراكي فرانسوا
هولاند على فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية معربا عن قناعته بان
مدريد وباريس ستقيمان علاقات سياسية مثمرة على الصعيد الثنائي
والاوروبي. بحسب فرنس برس.
كما اتصل رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بالرئيس الفرنسي المنتخب
فرانسوا هولاند وهنأه على فوزه واتفق واياه على عقد لقاء ثنائي قريب،
بحسب ما اعلن احد المتحدثين باسمه في اوتاوا. وهنأ رئيس المفوضية
الاوروبية جوزيه مانويل باروسو بحرارة فرانسوا هولاند على انتخابه
رئيسا لفرنسا، معربا عن امله في التعاون معه للنهوض بالاقتصاد الاوروبي،
بحسب ما جاء في بيان لمكتبه.
مهام كثيرة
على صعيد متصل تنتظر الرئيس الجديد فرنسوا هولاند مهام كثيرة في
الاسابيع الاولى لولايته مثل تعيين رئيس الوزراء وتشكيل حكومة واتخاذ
الاجراءات الاولى العاجلة وزيارة برلين لإعادة التفاوض على المعاهدة
الاوروبية اضافة الى قمتي مجموعة الثماني وحلف شمال الاطلسي في
الولايات المتحدة. ومنذ وقت طويل بالفعل قال هذا الاشتراكي الذي انتخب
رئيسا جديدا للفرنسيين "نحن مستعدون، مستعدون للتحرك، ولاتخاذ القرار"
مشددا على ان "التغيير سيبدأ على الفور". وعلى كل الاحوال سيكون جدول
الرئيس الجديد مشحونا جدا. فبعد قليل من توليه مهام منصبه، ربما
اعتبارا من 11 ايار/مايو وفقا لمصدر دبلوماسي وفي كل الاحوال قبل 16 من
الشهر نفسه، سيكون عليه التوجه الى الولايات المتحدة للمشاركة في اولى
لقاءاته الدولية في 20 و21 ايار/مايو.
وكان فرنسوا هولاند اكد قبل الانتخابات انه لم يتخذ بعد اي قرار
بشان رئيس وزرائه ولا اصحاب المناصب الوزارية الرئيسية. وقال موضحا "الامر
سيتوقف على مدى الفوز، ومغزاه وضرورة الحصول اثر ذلك على اغلبية سياسية".
وكل ما قاله ان رئيس الحكومة الجديد سيكون شخصا "يعرف جيدا النواب
والحزب لكن يتعين ايضا ان يعرفني جيدا حيث من الافضل ان نكون على وفاق".
ويبدو من كلامه هذا انه يستبعد زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري،
التي من المعروف انه لا يتفق معها كثيرا، ويتجه اكثر الى جان مارك ايرو
زعيم كتلة النواب الاشتراكيين ورفيق دربه.
وقد حذر فرنسوا هولاند من انه بعد انتخابه سيعكف على قضية كبرى في
برنامجه وهي اعادة التفاوض على ميثاق الموازنة الاوروبي الذي يريد ان
يدرج فيه النمو. وقال تمهيدا للقمة القادمة للاتحاد التي ستعقد في
بروكسل في 28 و29 حزيران/يونيو "غداة الاقتراع اذا تحقق لي الفوز سأبعث
بمذكرة الى رؤساء الدول لإعادة التفاوض بشان المعاهدة".
وكان هولاند يعلم ان ذلك سيثير انزعاج المستشارة الالمانية انغيلا
ميركل التي تعارض بشدة اي اعادة تفاوض على هذه المعاهدة. ومع ذلك فان
برلين هي التي ستكون وجهته في اول زيارة له كرئيس الى الخارج فور
تنصيبه وذلك لإجراء "مباحثات حازمة وودية". وبعد ذلك سيتوجه هولاند الى
كامب ديفيد وثم الى شيكاغو لحضور لقاءين دوليين مهمين، حيث سيكون عليه
ان يوضح لشركائه في مجموعة الثماني والحلف الاطلسي قراره التبكير بسحب
القوات الفرنسية المقاتلة من افغانستان قبل نهاية 2012.
وفي الوقت نفسه وعد الرئيس الجديد ب"سرعة التحرك". وكان فرنسوا
هولاند اعلن بالفعل خريطة طريق سنته الاولى في الحكم التي تشمل "اجراءات
عاجلة" تتخذ اساسا بمراسيم قبل نهاية حزيران/يونيو في اطار دورة غير
عادية للبرلمان (من 3 تموز/يوليو الى 2 اب/اغسطس) مع جمعية وطنية مجددة
اثر الانتخابات التشريعية المقررة في 10 و17 حزيران/يونيو.
والقرار الاول لفرنسوا هولاند سيكون شديد الرمزية: خفض مخصصات رئيس
الدولة والوزراء بنسبة 30%. وقد حذر هولاند ايضا من انه سيجمد لثلاثة
اشهر اسعار الوقود ويزيد بنسبة 25% معونة بدء السنة الدراسية والعودة
جزئيا في اصلاح نظام التقاعد. وخلال شهر سيتحدث هولاند امام البرلمان
حيث سيحدد مسار استعادة التوازن المالي عام 2017 ويطلق مشروع الاصلاح
الضريبي وتطهير الانشطة المصرفية بفصل معاملات الاعتماد عن معاملات
المضاربة. بحسب فرنس برس.
كما يريد اطلاق المشاريع الاشتراكية الرئيسية لولايته من خلال على
سبيل المثال مؤتمر وطني حول النمو والوظيفة بدءا بزيادة الوظائف حيث
يريد استحداث 60 الف وظيفة في خمس سنوات. ومنذ شهر تقريبا قال فرنسوا
هولاند "سنتحرك سريعا وبشكل متماسك .. سنتلافى ما حدث منذ خمس سنوات اي
سرعة التحول والانقلاب".
شكوى ضد ساركوزي
من جانب اخر اعلن موقع ميديابارت الاعلامي انه رفع شكوى بتهمة بلاغ
كاذب ضد نيكولا ساركوزي الذي يلاحق الموقع قضائيا بتهمة التزوير بعد
نشر وثيقة عن دعم ليبي مفترض لحملته الانتخابية في 2007. وكانت
ميديابارت نشرت وثيقة نسبت الى مسؤول ليبي سابق اكدت ان طرابلس وافقت
على تمويل حملة ساركوزي الانتخابية في 2007 ب"50 مليون يورو". وكان
ساركوزي رفع دعوى على موقع ميديابارت لنشره وثيقة وصفها ب"المزورة".
وفتحت النيابة العامة تحقيقا اوليا في هذه القضية. وقال موقع ميديابارت
في الشكوى التي رفعها على موقعه الالكتروني ان "نيكولا ساركوزي نقل الى
السلطات القضائية وقائع كاذبة علما منه باننا لم نصدر وثائق مزورة ولا
استخدمنا وثائق كنا على علم بانها مزيفة حتى اننا لم ننشر انباء كاذبة".
واكدت ميديابارت انها حصلت على الوثيقة "من قبل مسؤول كبير في
النظام" الليبي، وان "مقربا من القذافي اكد" ان موسى كوسى الرئيس
السابق للاستخبارات الليبية الخارجية وقع بالفعل عليها. وقال كوسى
المقيم في المنفى في الدوحة ان هذه الوثيقة "مزورة" في حين ذكر بشير
صالح الرئيس السابق للصندوق الليبي للاستثمارات الافريقية عبر محاميه
انه لم يتلق ابدا مثل هذه المذكرة.
واضاف الموقع ان "صدور نفي متأخر وغير واضح من قبل كوسى وصالح
اللذين لا يمكن الاتصال بهما لا يزعزع ثقتنا حيال صحة هذه الوثيقة".
اما المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا منذ سقوط معمر القذافي،
فاعلن "نحن نرى ان الرسالة مزورة وغير صحيحة ولم نجد لها مرجعية في
الارشيف الليبي". من جهة اخرى، نشرت مجلة باري ماتش على موقعها صورة
التقطت على حد قولها في باريس لبشير صالح الذي تلاحقه السلطات في
ليبيا. بحسب فرنس برس.
وذكرت باري ماتش على موقعها ان هذه الصورة لبشير صالح التقطت في
شارع سولفيرينو في الدائرة السابعة بباريس. وقال بشير صالح لباري ماتش
"ترون جيدا انني لست فارا". وطلب المجلس الوطني الانتقالي من فرنسا
تسليم بشير صالح. وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي
في طرابلس "نطلب من الحكومة الفرنسية ان تسلمنا بشير صالح وفقا للمذكرة
الدولية الصادرة عن شرطة الانتربول لمخالفات مالية وامور جنائية". |