
شبكة النبأ: لايزال التوتر الحذر
يسيطر على مشهد العلاقة الروسية الامريكية والذي ينذر بعودة الخلافات
بعد ان اعلنت الولايات المتحدة انها تسعى لإقامة درع للدفاع ضد
الصواريخ بعيدة المدى ،الامر الذي يرفضه الروس ويعتبرونه تهديدا صارخا
للأمن واستقرار خصوصا مع تنامي حدة الخلاف في المنطقة واتساع لغة
التهديد بين بعض البلدان يضاف الى ذلك الخشية من استخدام ذلك الدرع
لردع روسيا التي تعتبر احدى اهم اقطاب القرار العالمي، وهددت موسكو
بنشر صواريخ للتغلب على الدرع وبإمكانية ان تستهدف منشاة للدفاع
الصاروخي مثل تلك المقرر اقامتها في بولندا ورومانيا، ويرى بعض
المحللين ان القرار الامريكي بنشر منظومة الدفاع الصاروخي وهو القضية
التي سممت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا يضاف الى ذلك انزعاج
بعض الدول الاخرى التي تنظر بريبة وحذر لهذا المشروع.
وفي هذا الشأن قالت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون)
ان الولايات المتحدة تسعى لإقامة درع اقليمية للدفاع ضد الصواريخ بعيدة
المدى في كل من الشرق الاوسط واسيا على غرار نظام دفاعي مثير للجدل في
أوروبا. ويمكن لهذا المسعى ان يعقد العلاقات الامريكية مع كل من روسيا
والصين اللتين تخشيان من ان تضر هذه النظم الدفاعية بأمنهما رغم ان
الولايات المتحدة تقول انها مصممة كنظام دفاعي ضد دول مثل ايران وكوريا
الشمالية. وقالت مادلين كريدون مساعدة وزير الدفاع الامريكي للشؤون
الاستراتيجية العالمية ان المسعى الامريكي يتضمن اجراء جولتين من
المحادثات الثلاثية تتضمن الاولى محادثات بين الولايات المتحدة
واليابان واستراليا والثانية محادثات بين أمريكا واليابان وكوريا
الجنوبية. وصرحت في مؤتمر تشارك في استضافته وكالة الدفاع الصاروخي
التابعة للبنتاجون بأن مثل هذه الدروع يمكن ان تتصدى للتهديدات من
ايران وكوريا الشمالية وأن تساعد في الدفاع عن الولايات المتحدة ضد اي
صواريخ بعيدة المدى يمكن ان تطورها الدولتان مستقبلا.
وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الاوسط قالت كريدون ان واشنطن ستروج "للتوافقية
وتبادل للمعلومات" بين دول مجلس التعاون الخليجي السعودية والكويت
والبحرين وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان مع حصولها
على قدرات اكبر في مجال الدفاع الصاروخي. وقالت كريدون ان نموذج هذه
الدروع الاقليمية سيكون بمثابة ما يسمى "النهج التكيفي التدريجي"
للدفاع الصاروخي في أوروبا. وتتضمن الدرع الاوروبية نشر صواريخ
اعتراضية في كل من بولندا ورومانيا ورادار في تركيا ومرفأ في اسبانيا
لمدمرات ايجيس المزودة بقدرات في اطار الدفاع الصاروخي. بحسب رويترز.
وقال ريكي اليسون المدافع عن النظام الصاروخي والذي يعرف بصلاته
الوثيقة بمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين في المجال بأن الصين ايضا
ستعارض على الارجح اقامة درع للدفاع الصاروخي في فنائها الخلفي. واضاف
ان الصين "ستشعر باهانة من نهج تكيفي تدريجي في اسيا أكبر كثيرا مما
تشعر به روسيا تجاه الدرع الاوروبية." ووصف الدروع الاقليمية بانها
فكرة جيدة لكنها تنطوي على مشاكل. ومن أكبر الشركات المشاركة في مشروع
الدفاع الصاروخي الامريكي بوينج ولوكهيد مارتن وريثيون ونورثروب جرومان.
طريق مسدود
في السياق ذاته اعلنت روسيا ان محادثاتها مع الولايات المتحدة بشان
اقامة درع مضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية شارفت على الوصول الى "طريق
مسدود" محذرة من انها قد تنشر صواريخ جديدة في اوروبا لتدمير بعض
مكونات تلك الدرع المثيرة للجدل. وقال وزير الدفاع الروسي اناتولي
سرديوكوف خلاله مؤتمر نقله التلفزيون حول قضايا الدفاع الصاروخي "لم
ننجح حتى الان في التوصل الى حلول مقبولة من الطرفين، الوضع وصل عمليا
الى طريق مسدود".
وجاءت تصريحاته اجتماع بين جنرالات روس مع فريق خاص ارسلته واشنطن
لإجراء محادثات قبل نشر العناصر الاولى من الدرع الصاروخية رسميا.
وعارضت روسيا بشدة المنظومة الدفاعية التي تنشرها الولايات المتحدة
لحماية حلفائها الاوروبيين من اي هجوم من دول اعداء مثل ايران التي
يخشى الغرب انها تسعى الى تطوير سلاح نووي. ويخشى مسؤولون روس من ان
تضر الدرع الصاروخية بردعهم النووي وحذروا من انها قد تطلق برنامجا
جديدا للتسلح اذا فشلت واشنطن في تبديد مخاوفها.
وقال رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال نيكولاي ماكاروف ان احد
الخيارات امام روسيا هي نصب صواريخ اسكندر القصيرة المدى في
كالينينغراد، الجيب الروسي الواقع على تخوم الاتحاد الاوروبي. وقد
اثارت مناقشة هذا الخيار قلق دول شرق اوروبا. وقال ماكاروف ان "نشر
صواريخ جديدة في جنوب وشمال غرب روسيا بما في ذلك منظومة صواريخ اسكندر
في كالينينغراد - هي احدى خياراتنا الممكنة لتدمير البنى التحتية
الاوروبية للمنظومة" الصاروخية.
وعرض الجنرالات الروس على شاشة امام المشاركين في المؤتمر الذين
جاؤوا من 50 بلدا احتوت على رسوم بيانية حول كيف يمكن لصواريخ الحلف
الاطلسي القضاء على صواريخ روسيا بنهاية العقد. وقال ماكاروف "اظهرت
تحليلات دقيقة اجرتها منظمات ابحاث تابعة لوزارة الدفاع انه عند نشر
المرحلتين الثالثة والرابعة من الدرع، فان القدرة على اعتراض صواريخ
روسية بالستية عابرة للقارات ستصبح حقيقية".
وبات مشروع الدرع المضادة للصواريخ الذي اطلق في 2010 احد ابرز
مواضيع الخلاف بين الحلف الاطلسي وروسيا التي ترى فيه تهديدا لأمنها،
وناقشها الرئيس الاميركي باراك اوباما عندما اعلن عن بداية جديدة
للعلاقات بين البلدين في 2009. الا انها اكتسبت مزيدا من الاهتمام مع
انتقال الرئاسة الروسية من ديمتري مدفيديف الى فلاديمير بوتين الذي
دارت بينه وبين الولايات المتحدة العديد من الخلافات اثناء فترة رئاسته
الاولى.
وارسلت واشنطن فريقا كاملا من كبار المستشارين بهدف تهدئة التوترات
بين البلدين على المدى القصير. وقرر بوتين عدم المشاركة في قمة الحلف
الاطلسي التي ستعقد في شيكاغو احتجاجا على الاعلان عن النشر الرسمي
للدرع الصاروخية اثناء القمة. الا انه يبدو ان التصريحات المتبادلة
تأتي في اطار اتفاق سري متبادل بين الطرفين لتأجيل المحادثات الجدية
بشان الدرع الصاروخية لتمكين اوباما من الحصول على فرصة في تشرين
الثاني/نوفمبر لهزيمة مرشحه الجمهوري الذي يمكن ان يتبنى سياسة اكثر
تشددا حيال موسكو. وسمع الصحافيون اوباما يقول لمدفيديف من خلال
مايكروفون كان مفتوحا سهوا في اذار/مارس الماضي انه يمكن ان يفاوض على
بعض التنازلات بشان النظام اذا منحته روسيا "فسحة من الوقت" الى ما بعد
الانتخابات الرئاسية. بحسب فرنس برس.
وسمع مدفيديف يقول لاوباما بالإنكليزية "سانقل هذه المعلومات الى
فلاديمير". وقال نائب الامين العام لحلف الاطلسي الجنرال الكسندر
فيرشبو بان القيادة الغربية الزائرة لم تقدم اية عروض جديدة
لموسكو.وصرح فيرشبو لإذاعة "صدى موسكو" انه "في هذه المرحلة من
العلاقات بيننا، فان الحلف لن يعهد بأمنه الى روسيا، ولن يمنح روسيا حق
النقض بشان الدفاع عن مناطق الحلف".
وتقول واشنطن ان نظام الدفاع الصاروخي الذي سيجري استكماله على أربع
مراحل حتى عام 2020 يهدف الى التصدي لتهديد محتمل من ايران. وتقول
موسكو ان النظام سيقوض الردع النووي الروسي لأنه قد يمكن الغرب أيضا من
اسقاط الصواريخ الروسية. واتفقت روسيا وحلف شمال الاطلسي في عام 2010
على السعي لسبل للتعاون بشأن الدفاع الصاروخي لكنهما لم يتوصلا لاتفاق.
ويريد الكرملين ضمانا ملزما من الناحية القانونية بأن النظام لن يستخدم
ضد روسيا. وتقول الولايات المتحدة انها لا يمكنها الموافقة على أي قيود
رسمية على الدفاع الصاروخي.
على صعيد متصل قال مسؤول دفاعي كبير في روسيا إن بلاده ستقدم محاكاة
بالكمبيوتر لإظهار أن الدرع الصاروخية التي ينشرها حلف شمال الأطلسي
والولايات المتحدة في أوروبا قد تهدد أمنها. وقال أناتولي أنتونوف نائب
وزير الدفاع الروسي لصحيفة (روسيسكايا جازيتا) الحكومية الروسية إن
بلاده ستستخدم نتائج نماذج الكمبيوتر لإظهار "كيف يمكن أن تؤثر قدرات
الدفاع الصاروخي لحلف شمال الأطلسي على قوى الردع النووي الروسي وأضاف
"نود أن نفسر تبعات تنفيذ خطط الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي
للدفاع الصاروخي باستخدام لغة تكون واضحة للخبراء العسكريين والتقنيين."
معلومات سرية
في السياق ذاته تركت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الاحتمال
مفتوحا امام اعطاء موسكو بيانات سرية معينة بشأن صواريخ اعتراضية
امريكية من المقرر ان تساعد في حماية اوروبا من أي هجوم صاروخي ايراني.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان واشنطن تسعى
الى اتفاق يمكن ان يتضمن تبادل بيانات سرية لان مشاركة روسيا ومحطات
الرادار الخاصة بها في جهود الدفاع الصاروخي تصب في مصلحة الولايات
المتحدة. وقالت المتحدثة اللفتنانت كولونيل ابريل كننجهام من سلاح
الطيران انه لم يتخذ حتى الان قرار بشأن امكانية تقديم الولايات
المتحدة بيانات بشأن "سرعة احتراق" الصواريخ الاعتراضية لكنها لم
تستبعد ذلك.
وقال ريكي اليسون مدير مؤسسة (تحالف الدعوة للدفاع الصاروخي) وهي
مؤسسة خاصة ان المعلومات الخاصة بسرعة احتراق الصواريخ الاعتراضية تمثل
جوهر ما تريده روسيا ثمنا لتعاونها. وهذه المؤسسة تسعى لحشد تأييد
الرأي العام لمواصلة اختبار وتطوير ونشر أنظمة الدفاع الصاروخي.
وتبين سرعة احتراق الصواريخ الدفاعية السرعة التي ينفد عندها وقود
محرك الصاروخ ويحترق عندها المحرك. وقال اليسون انه بمعرفة سرعة احتراق
الصاروخ الدفاعي وبيانات فنية اخرى معينة يمكن لموسكو ان تطور اجراءات
مضادة واستراتيجيات للتغلب على هذا النظام ونقل المعلومات الى أطراف
اخرى. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان ايلين توسكر
المبعوثة الخاصة للإدارة الامريكية للاستقرار الاستراتيجي والدفاع
الصاروخي أجرت محادثات في موسكو مع سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية
الروسي شملت الدفاع الصاروخي. واستبعدت وزارة الدفاع الامريكية اعطاء
روسيا معلومات سواء بشأن "القياس عن بعد" أو التكنولوجيا الامريكية
المسماة "الاصابة بهدف التدمير".
ويشمل القياس عن بعد قياس البيانات من مصادر بعيدة لمراقبة رحلة
صاروخ. والاصابة بهدف التدمير هي الوسيلة التي تستخدمها الصواريخ
الاعتراضية الامريكية الحديثة -مثل صاروخ ستاندرد ميسيل-3 من انتاج
شركة ريثيون- في تدمير الاهداف من خلال الاصطدام بها. وأكدت الوزارة ان
ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تتبع خطوات ادارة الرئيس السابق
جورج بوش في السعي لتعاون في الدفاع الصاروخي مع موسكو وهي عملية بدأت
رسميا في عام 2004 . بحسب رويترز.
ومع ابقاء الاحتمال مفتوحا أمام تبادل معلومات سرعة احتراق الصواريخ
الدفاعية مع موسكو يختلف اوباما مع الجمهوريين في الكونجرس والذين
قالوا انهم سيسعون الى اصدار تشريع يحظر المشاركة في مثل هذه المعلومات.
وقال مايك تيرنر العضو الجمهوري ورئيس لجنة القوات المسلحة المعنية
بالقوات الاستراتيجية في مجلس النواب ان الادارة أخطأت بسبب ما وصفه
بأنه "رضوخ" للقلق الروسي على حساب المصالح الامريكية. وقالت وزارة
الدفاع الامريكية ان تقديم معلومات امريكية سرية يخضع لقرار مجموعة
تعرف باسم (اللجنة القومية لسياسة الافصاح) وهي مجموعة مكلفة بتقييم
طلبات التعامل مع الحكومات الاخرى.
الحرب الباردة انتهت
من جانب اخر قال البيت الابيض ان "الحرب الباردة قد انتهت" وذلك ردا
على ما قاله ميت رومني الذي يسعى للحصول على ترشيح حزبه الجمهوري
لانتخابات الرئاسة، الذي وصف موسكو بانها "العدو الجيوسياسي الاول"
لبلاده. وردا على سؤال بهذا الخصوص، قال مساعد المتحدث باسم البيت
الابيض جوش ايرنست خلال لقاء مع الصحافيين "لا يستلزم الامر ان تكون
خبيرا في السياسة الخارجية حتى تعرف ان الحرب الباردة انتهت قبل عشرين
عاما، واكبر تهديد حاربه الرئيس نيابة عن الشعب الاميركي هو تهديد
القاعدة". واضاف ان "السخرية في هذه القضية هي ان روسيا خاصة فيما
يتعلق بحالة كوريا الشمالية وايران، عملت بتعاون وثيق مع الاسرة
الدولية لعزل هذين النظامين والبحث عن حل دبلوماسي كي تفي هاتان
الدولتان بواجباتهما الدولية".
وكان الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف قد نصح رومني "باستخدام عقله"
وهو يتحدث عن روسيا. وقال مدفيديف لوكالات الانباء الروسية في سيول "انصح
كل المرشحين للانتخابات الرئاسية الاميركية بأمرين الاول الحكمة
واستخدام العقل وهذا لن يضر باي مرشح والامر الثاني هو التأكد من
التاريخ، اذ اننا في العام 2012 ولسنا في السبعينيات".
واضاف ان تصريحات رومني "تفوح منها رائحة هوليوود" لأنها تصور موسكو
على انها العدو الرئيسي لواشنطن من فترة الحرب الباردة، تماما مثلما هو
الحال في افلام التجسس. وكان رومني انتقد اوباما بعد ان قال صحافيون
اكدوا انهم سمعوا جزءا من المحادثة نتيجة ترك الميكروفون مفتوحا، ان
الرئيس الاميركي طلب من مدفيديف الذي التقاه على هامش قمة الامن النووي
في سيول ان يترك له هامش مناورة وخاصة بشان قضية الدرع المضادة
للصواريخ في اوروبا.
ويبدو ان اوباما قال "انها اخر انتخابات لي. وبعد انتخابي سأتمتع
بليونة اكبر" وفقا لنص الحوار الذي اوردته شبكة ايه بي .سي. ورأى رومني
الاوفر حظا في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية
امام اوباما في 6 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في بيان ان هذا الحادث
بانه يكشف نوايا اوباما. وقال رومني ان على اوباما ان يفهم ان "روسيا
ليست شخصية ودودة على الساحة الدولية" لان لها علاقات بحكومتي سوريا
ويران". واضاف ان روسيا "هي بلا ادنى شك العدو الجيو سياسي رقم واحد".
الى جانب ذلك وصف وزير الخارجية الروسي اقوال السفير الاميركي في
موسكو مايكل ماكفاول بانها "وقحة" بعد ان اكد ان الحلف الاطلسي قد ينشر
درعا مضادة للصواريخ في اوروبا بالرغم من معارضة الكرملين. وقال لافروف
على هامش زيارة الى اذربيجان "بالأمس صرح زميلنا سفير الولايات المتحدة
في روسيا بشكل وقح انه لن يجري اي تغيير في مجال الدفاع الصاروخي"، على
ما نقلت الوكالات الروسية.
واضاف "بالعادة، يفترض ان يكون السفير صديقا للدولة (التي يقيم فيها)
وان يفهم انه ينبغي اخذ مصالحها في الاعتبار". وكان ماكفاول اعلن في
مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي ان واشنطن ستنشئ درعها المضادة للصواريخ
في اوروبا الشرقية من دون قيود بالرغم من معارضة روسيا الصارمة للمشروع
حيث تعتبره تهديدا لامنها.
وقال السفير "لن نقبل اية قيود في هذا الموضوع، نظرا الى ان امن
مواطنينا هو من اولوياتنا".
وتاتي تصريحات ماكفاول ولافروف وسط اجواء متوترة بين روسيا والسفير
الاميركي الجديد الذي يعتبر مهندس نظرية "انعاش" العلاقات الروسية
الاميركية التي تبنتها ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما. بحسب فرنس
برس.
فغداة تسلمه منصبه في موسكو في منتصف كانون الثاني/يناير التقى
مكافاول قادة معارضة نظام فلاديمير بوتين، واثار فضيحة في البلاد. ودعا
مسؤول برلماني روسي رفيع الى التحقيق في "تصرفات (الولايات المتحدة)
المتهكمة". في اواخر اذار/مارس وصف ماكفاول روسيا بانها بلاد "الهمجيين"
في حديث مقتضب مع صحافيي تلفزيون ان تي في الذين عاد واتهمهم بمضايقته
والتنصت على هاتفه. لكنه عاد واعتذر عن الحادثة برمتها.
تدريبات استفزازية
على صعيد متصل قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان التدريبات
العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وجورجيا "استفزازية" وغير
مفيدة في منطقة غير مستقرة. وخاضت روسيا حربا قصيرة ضد جورجيا المدعومة
من الغرب في 2008 وما زالت العلاقات بينهما متوترة بسبب منح موسكو
اعترافا دبلوماسيا لمنطقتين انفصاليتين في الجمهورية السوفيتية السابقة
كانتا محور الصراع الذي استمر خمسة ايام.
وقال لافروف في كلمة في البرلمان الروسي انه اثار مسألة التدريبات
العسكرية مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون. ويوجد حوالي 300
من مشاة البحرية الامريكية في جورجيا للمشاركة في تلك التدريبات. واضاف
قائلا "نأمل انه في مثل هذه الاشياء لا يتخذ القرار انطلاقا فقط من
وجهة النظر لمكافأة جورجيا على ارسالها... جنودها الي افغانستان بل
ايضا من وجهة النظر المتعلقة بالاستقرار في منطقة هشة جدا جدا." بحسب
رويترز.
ولجورجيا 900 جندي ضمن القوات الدولية في افغانستان منهم 750
يتمركزون في هلمند اكثر مناطق البلاد عنفا. وتشعر روسيا بحساسية تجاه
النشاط الامريكي في جورجيا وهي بلد على حدودها الجنوبية اعتبره
الكرملين بشكل تقليدي ضمن نطاق نفوذه. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين
البلدين منذ حرب 2008 والاتصالات بينهما تكون من خلال دبلوماسيين
سويسريين. وزادت جورجيا حجم قواتها في افغانستان على مدى الاعوام
الثلاثة الماضية بعد أن سحبت 2000 جندي من العراق في 2008 . وتعتزم
ارسال كتيبة اضافية الي افغانستان هذا العام. وستصبح أكبر مساهم من غير
اعضاء حلف شمال الاطلسي في قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) عندنا
تصل الكتيبة الجديدة. وتجري الولايات المتحدة وجورجيا تدريبات عسكرية
مشتركة كل عام. |