
شبكة النبأ: مع اقتراب موعد
الانتخابات الرئاسية في فرنسا تزداد حدة المنافسة وتتسع نبرة التسقيط
بين الخصوم، ويرى بعض المراقبين ان خصوم ساركوزي قد نجحوا بالفعل
بتقليل فرص فوزه بهذه الانتخابات وفي هذا الشأن صعد المرشح الاشتراكي
الذي يتخذ اكثر فاكثر كل يوم موقع الرئيس، لهجته ضد الرئيس المنتهية
ولايته. واكد هولاند لإذاعة فرانس انفو العامة من جديد رغبته في التوجه
الى كل الفرنسيين بمن فيهم ناخبو الجبهة الوطنية (يمين متطرف) الذين
عبروا عن "غضب اجتماعي" لكن بدون اي تنازل في العمق. وقال "سأقنعهم
بمشروعي".
واتهم ساركوزي بارتكاب "انتهاك" في سعيه للحصول على اصوات اليمين
المتطرف التي يحتاج اليها للفوز في انتخابات السادس من ايار/مايو. وركز
الرئيس المنتهية ولايته الذي حل ثانيا في الدورة الاولى من الاقتراع
بحصوله على 27,18 بالمئة من الاصوات مقابل 28,63 بالمئة لهولاند، الجزء
الاساسي من حملته على مواضيع تقع في صلب قضايا الجبهة الوطنية مثل
الهجرة والدفاع عن "حدود" فرنسا وادانة "النخب".
وقال ساركوزي لإذاعة فرانس انتر ان الفرنسيين الذين صوتوا لمارين
لوبن (17,9 بالمئة) في الدورة الاولى "ليسوا عنصريين" بل ارادوا القول
انه "لم يعد من الممكن ان يستمر الوضع اكثر من ذلك ولا نحتمل الطريقة
التي يتغير فيها العالم منذ ثلاثين عاما نريد الاحتفاظ بأسلوب حياتنا
نريد حدودا ونريد الامة". كما اكد انه لم يسمع من مرشحة اليمين المتطرف
البعد "المعادي للأجانب" الذي اتسم به خطاب والدها جان ماري لوبن الذي
حوكم عدة مرات بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية.
وعبر هولاند عن استيائه معتبرا ان "موقف نيكولا ساركوزي هو هروب الى
الامام. اي نوع من الجري وراء نظريات وكلمات الجبهة الوطنية انه خرق من
قبل نيكولا ساركوزي". وكان مرشح الوسط فرنسوا بايرو الذي حصل على 9,13
بالمئة في الدورة الاولى اتهم الرئيس المرشح "بإقرار خطاب الجبهة
الوطنية". وقال مقربون من بايرو انه لن يدعو الى التصويت لساركوزي.
وقد وضع ساركوزي حدودا واضحة لتوجهه الى اليمين. فقد اوضح انه لن
يتم التنازل عن اي مرشح من حزبه الاتحاد من اجل حركة شعبية لمصلحة مرشح
للجبهة الوطنية افضل منه في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية.
واكد ان مرشحي حزبه سيكون في كل مكان ممكن. وما زال الاتحاد من اجل
حركة شعبية ملتفا حول ساركوزي على الرغم من تحفظات على استراتيجيته.
وصرح رئيس الوزراء الاسبق جان بيار رافاران الذي يمثل التيار
"الانساني" في الحزب لصحيفة لوموند ان الرئيس المنتهية ولايته "هو
الافضل لحكم البلاد". وقال "في نظري الاساس هو المال العام. هولاند
سيزيد العجز وساركوزي سيقلصه". وبعد رفضه لفترة طويلة الرد على هجمات
المعسكر الرئاسي، اصبح هولاند يتهم ساركوزي "بالكذب".
وساركوزي اتهم خصمه الاشتراكي بانه حصل على دعم 700 مسجد ومن المفكر
الاسلامي طارق رمضان وبانه ينوي تنظيم اوضاع كل الاجانب المقيمين في
مخالفة للقانون. وقال هولاند انه "الالتباس والكذب يكشفان كثيرا عن خرق
نيكولا ساركوزي". بحسب فرنس برس.
ودان فريق هولاند ايضا تصريحات ادلى بها النائب عن الاتحاد من اجل
حركة شعبية ليونيل لوكا الذي استخدم كلمة "روتويلر" (احد انواع الكلاب)
في الحديث عن فاليري تريرويلر صديقة المرشح الاشتراكي. وقد طلب من
نيكولا ساركوزي "ادانة هذا التصريح فورا" الذي صدر في خلال اجتماع دعم
للرئيس المنتهية ولايته. وقال هولاند الذي يعول على رفض اسلوب خصمه
للفوز في الاقتراع، انه بعد خمس سنوات من رئاسة ساركوزي "يحتاج
الفرنسيون الى العودة الى الحياة العادية والبساطة والترابط".
هولاند اكثر حزما
على صعيد متصل بدا المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية
فرنسوا هولاند اكثر تشددا في مجال الهجرة في الحملة الانتخابية للدورة
الثانية والتي تهيمن عليها مواضيع فرضها اليمين المتطرف. وقال هولاند
الذي ما زالت استطلاعات الرأي ترجح فوزه في الدورة الثانية من
الانتخابات التشريعية لإذاعة ار تي ال "في فترة تشهد ازمة، الحد من
الهجرة الاقتصادية ضروري ولا بد منه". واضاف ان "البرلمان سيحدد كل سنة
الارقام وفق احتياجات" الاقتصاد الفرنسي معتبرا انه "من غير الطبيعي ان
يستخدم عدد من ارباب العمل اليد العاملة بصورة سرية".
وكان فرانسوا هولاند كرر على محطة فرانس 2 ان الاجانب المقيمين
بصورة غير قانونية "سيبعدون"، لكنه لم يذكر تعهده تسوية اوضاعهم بناء
على معايير موضوعية. واكد ايضا انه سيبقي على قانون منع ارتداء الحجاب
الذي اقر قبل سنة والذي امتنع اليسار عن التصويت عليه. ويصف نيكولا
ساركوزي الذي حل خلف المرشح الاشتراكي في الدورة الاولى (27,18% في
مقابل 28,63%) فرانسوا هولاند بأنه مرشح الهجرة والمجموعات المهاجرة.
ويحتاج ساركوزي لأصوات ناخبي مارين لو بن (17,90%) للفوز. واوجزت صحيفة
لوباريزيان الوضع بقوله "ساركوزي اخرج مدفعيته الثقيلة".
على صعيد متصل رحب فرانسوا هولاند بدعوة ألمانيا لاتخاذ اجراءات
لتحفيز النمو ووصفها بانها دلالة على ان اوروبا تؤيد تحذيراته من مخاطر
التقشف. وأصر هولاند على ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ستقبل في
نهاية المطاف باقتراحه للتفاوض مجددا حول اتفاقية ضبط الميزانية التي
تتبناها ألمانيا لإصلاح الماليات العامة للحكومات الاوروبية.
وكانت ميركل قالت في مقابلة اجرتها معها صحيفة ليبزيجر فولكس
تسايتونج انها مستعدة لدعم بنك الاستثمار الاوروبي واستخدام اموال
البنية التحتية للاتحاد الاوروبي بشكل اكثر مرونة وهما اثنان من
المقترحات التي طرحها هولاند لتعزيز النمو. لكن ميركل قالت انه ليس
هناك احتمالا في اعادة التفاوض بشأن "التأثير المالي" الذي وقعته في
مارس اذار 25 دولة من الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي وعددها 27.
وتحرص برلين ايضا على دعوة هولاند التي تطالب باستخدام السندات
الاوروبية المشتركة لتمويل مشاريع البنية التحتية. وقال هولاند لراديو
فرنسا "على مدى عدة اسابيع بدأت الافكار التي اقترحها تحظى بالتأييد
ليس في فرنسا فحسب بل في جميع انحاء اوروبا" واستشهد بالتصريحات التي
ادلى بها في الآونة الاخيرة رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي
وزعماء اسبانيا والبرتغال وايطاليا. وأضاف "الان ميركل...تقول انها
مستعدة لعمل المزيد من اجل النمو."
وقال "الامور تتحرك وستتحرك اكثر بعد الانتخابات الفرنسية قبل بضعة
اسابيع لم تكن ميركل تريد حتى سماع كلمة النمو وكانت تتحدث فقط عن
التقشف. ستكون هناك اعادة للتفاوض. ستكون هناك اتفاقية للنمو."
وأثار احتمال فوز اشتراكي برئاسة فرنسا للمرة الاولى منذ أن ترك
فرانسوا ميتران السلطة في 1995 قلق بعض المستثمرين . وأثار تعهد هولاند
بإعادة التفاوض على اتفاقية لتشديد قواعد انضباط الميزانية لإصلاح
الماليات العامة للحكومات الاوروبية مخاوف من حدوث انشقاق مدمر في قلب
أوروبا. ولكن برلين سعت للتهوين من حدة الخلافات بالتأكيد على الحاجة
الى استراتيجية اوروبية بشأن النمو والوظائف في مواجهة زيادة المعارضة
داخل اوروبا تجاه اجراءات التقشف في الاسابيع الماضية.
وقال هولاند ان نقابات العمال تحذر بالفعل من ان شركات في فرنسا
تستعد لجولة جديدة من تسريح العمال بعد نهاية الحملة الرئاسية التي فعل
خلالها ساركوزي كل ما بوسعه لتفادي اغلاق منشآت صناعية على نطاق واسع.
وقال هولاند لصحيفة لو باريزيان في مقابلة "النقابات على وعي بذلك.
القرارات يجري اعدادها والتي كانت قد تأجلت. ليس فوزنا هو الذي سيؤدي
الى خطط التسريح بعد السادس من مايو." وأضاف "يتعين علينا ان نبلغ هذه
الشركات اننا لن نقبل هذا بدون رد فعل."
ويعد اخفاق ساركوزي في الوفاء بوعود لخفض نسبة البطالة المرتفعة في
فرنسا ثاني اكبر اقتصاد بمنطقة اليورو احد الاسباب الرئيسية التي جعلته
يتراجع خلف منافسه الاشتراكي بنحو عشر نقاط في استطلاعات الرأي قبل
الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من مايو ايار.
وتلقى ساركوزي ضربة اخرى عندما وصل معدل البطالة الى ما يقرب من ثلاثة
ملايين شخص وهو اعلى مستوى منذ سبتمبر ايلول 1999. واصبح ساركوزي أول
رئيس فرنسي في المنصب يحتل المركز الثاني في الجولة الاولى للانتخابات
الرئاسية وذلك عندما تفوق عليه هولاند وحصل على 28.6 في المئة مقابل
27.2 في المئة لساركوزي.
وأصابت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية فرنسا بالصدمة عندما
جاءت في الترتيب الثالث بحصولها على 18 في المئة من الاصوات وهي أفضل
نسبة يحصل عليها الحزب اليميني المتطرف في انتخابات عامة. وتوقعت لوبان
في مقابلة مع صحيفة جورنال دو ديمانش أن يتصدع حزب الاتحاد من أجل
الديمقراطية الفرنسية الذي ينتمي اليه ساركوزي اذا خسر جولة الاعادة
مما يفتح الباب أمام حزب الجبهة الوطنية لكسب مزيد من المقاعد في
الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في يونيو حزيران. بحسب رويترز.
ولم يحصل الحزب اليميني المتطرف على مقاعد في البرلمان منذ عام 1986
عندما حصل على 35 مقعدا في الجمعية الوطنية أثناء تطبيق نظام التمثيل
النسبي الذي استمر لفترة قصيرة.
وقالت لوبان "ستكون هناك اعادة بناء سياسي. "اذا دخلنا البرلمان
سنهز كل شيء العادات والسلوك الشائن والتواطؤ في البرلمان سيكون صوتي
عاليا واتطلع ألا أكون وحيدة هناك."
وانحى هولاند باللائمة على تصريحات ساركوزي المناهضة للهجرة في
تعزيز مواقف اليمين المتطرف الذي راجت شعبيته في المناطق التي ترتفع
بها نسبة البطالة. وقال لصحيفة لو باريزيان "مسؤولية اليسار الحقيقية
ليست في اقناع الناخبين العاديين العمال والموظفين والريفيين وحتى
الشباب في ان من المفيد التصويت لصالحنا بل ان الناخبين الذين يشعرون
بانهم مسحوقون والذين عانوا كثيرا في الازمة هم الذين يجب ان اجتذبهم
كمرشح وكرئيس." وبعد ان اصبحت لهجة الحملة اكثر حدة في الايام الماضية
مع سعي ساركوزي وهولاند لاجتذاب اصوات اليمين قال المرشح الاشتراكي ان
من المرجح ان تكون المناظرة التي ستجرى بين الرجلين صارمة. وقال "من
خلال الحكم على لهجة وفحوى الحملة فان النقاش سيكون صارما انا مستعد."
ساركوزي في وضع محرج
في السياق ذاته نشر موقع "ميديا بارت" الاخباري الفرنسي وثيقة وقعها
مسؤول ليبي سابق تؤكد ان نظام معمر القذافي وافق العام 2006 على تمويل
الحملة الانتخابية لنيكولا ساركوزي العام 2007 بمبلغ تصل قيمته "خمسين
مليون يورو". وفي هذه الوثيقة باللغة العربية، يتحدث موسى كوسا الرئيس
السابق للاستخبارات الخارجية في ليبيا عن "اتفاق مبدئي" ل"دعم الحملة
الانتخابية للمرشح للانتخابات الرئاسية نيكولا ساركوزي بقيمة خمسين
مليون يورو". وفي 12 اذار/مارس، وصف ساركوزي بـ "الفج"، الحديث عن
احتمال قيام القذافي بتمويل حملته العام 2007.
وفي هذه المذكرة المحاطة باطار اخضر والمكتوبة باللغة العربية
وترجمها الموقع الاخباري الفرنسي، يؤكد كوسا وجود "اتفاق مبدئي" في شان
"التعليمات الصادرة عن مكتب الاتصال للجنة الشعبية العامة في ما يتعلق
بالموافقة على دعم الحملة الانتخابية للمرشح للانتخابات الرئاسية
نيكولا ساركوزي بقيمة خمسين مليون يورو". وكان كوسا وزيرا لخارجية نظام
القذافي قبل ان يعلن انشقاقه ويغادر الى اوروبا.
ويضيف انه تم التوصل الى الاتفاق اثر "المحضر الشفهي لاجتماع عقد في
السادس من تشرين الاول/اكتوبر 2006 بمشاركة مدير الاستخبارات الليبية (عبدالله
السنوسي) ورئيس الصندوق الليبي للاستثمارات الافريقية (بشير صالح) من
جانبنا، (فيما حضر) عن الجانب الفرنسي بريس اورتوفو وزياد تقي الدين".
واورتوفو من المقربين لساركوزي وكان وزيرا بين 2007 و2011.
ونقل موقع ميديا بارت عن محامية رجل الاعمال الفرنسي اللبناني زياد
تقي الدين قولها ان موكلها "لم يكن حاضرا في الاجتماع الذي تحدثت عنه
الوثيقة"، لكنها "تعتقد ان هذه الوثيقة صادقة بالنظر الى تاريخها
والاسماء التي اوردتها".
من جهته اتهم الاشتراكي دومينيك ستروس كان في مقابلة مع صحيفة
بريطانية خصومه السياسيين باستخدام قضية فندق سوفيتيل لافشال ترشحه
للانتخابات الرئاسية في فرنسا، موضحا انه يستهدف بكلامه اشخاصا "مرتبطين
بنيكولا ساركوزي". وقال ستروس كان لصحيفة الغارديان "ربما كنت ساذجا
على الصعيد السياسي لكنني لم اتصور انهم سيذهبون الى هذا الحد لم اتصور
انهم قد يجدون شيئا ما يمكن ان يوقفني".
وكتب الصحافي الاميركي ادوارد ايبستين الذي اجرى المقابلة مع ستروس
كان حول قضية سوفيتيل ان محاوره لم يذكر اسماء وقال انه يشير الى
"عملاء" لساركوزي الرئيس المنتهية ولايته والمرشح لولاية ثانية. وعنونة
الصحيفة "دومينيك ستروس كان يتهم اعداء مرتبطين بنيكولا ساركوزي بمنع
ترشحه" للانتخابات الرئاسية.
وكتبت الصحيفة ان ستروس كان لا يعتقد ان الوقائع التي جرت في فندق
سوفيتيل في نيويورك مدبرة لكنه يرى ان ما جرى بعد ذلك "نظمه اشخاص
يملكون اجندة سياسية". ويفترض ان يصدر قاض في نيويورك قرارا بشأن
مواصلة ام اسقاط الملاحقات المدنية بحق ستروس كان بتهمة الاعتداء
الجنسي على نفيستو ديالو العاملة في فندق سوفيتيل في نيويورك. وقالت
الصحيفة ان ستروس كان يتهم معارضيه بالتنصت على اتصالات هاتفية والتأكد
من ان ديالو ستتقدم بشكوى الى الشرطة. وهو يؤكد انه كان مراقبا في
الايام التي سبقت اقامته في فندق سوفيتيل.
ورأى احد محامي ديالو ان تصريحات ستروس كان هذه "سخيفة". وقال
دوغلاس ويغدور في نيويورك "انها سخيفة وهذا كل ما استطيع قوله". وقال
ستروس كان في المقابلة التي اجريت معه في 13 نيسان/ابريل في باريس انه
كان ينوي الاعلان عن ترشحه رسميا للاقتراع في 15 حزيران/يونيو الماضي.
واضاف "لم يكن لدي اي شك بانني كنت سأصبح مرشح الحزب الاشتراكي". وكانت
استطلاعات الرأي حينذاك ترجح فوزه.
وقال الصحافي الاميركي ان ستروس كان لجأ في الاشهر الاخيرة الى شركة
للمخبرين الخاصين كشفت تحقيقاتها عن "نشاطات كثيرة جرت في الكواليس في
سوفيتيل". وكان ايبستين احيا القضية في تشرين الثاني/نوفمبر 2011
بتأكيده ان مدعي نيويورك يملك تسجيلات لفيديو المراقبة في الفندق يظهر
فيه موظفان في سوفيتيل يتبادلان التهاني بعد سماعهما ديالو تتهم ستروس
كان بالتحرش بها. واسقطت القضية الجنائية في 23 آب/اغسطس بعدما شكك
المدعي في مصداقية عاملة التنظيف.
على صعيد متصل وجه المثقف السويسري المصري الاصل الاسلامي طارق
رمضان على موقعه على الانترنت دعوة ساخرة للفرنسيين للتصويت لفائدة
نيكولا ساركوزي "لإنقاذ فرنسا" وذلك بعد ان انتقد المرشحين للانتخابات
الرئاسية الفرنسية. وردا على سؤال عن دوافع هذا النداء قال رمضان استاذ
الدراسات الاسلامية المعاصرة في جامعة اوكسفورد، ان ذلك جاء بدافع "الرد
بالمثل". واضاف "لقد تباحثت ببرلين مع وزراء وموظفين المان. لقد فوجئت
تماما بالطريقة التي يحللون بها شخصية ساركوزي وعمله". وتابع "لقد كانت
اجواء من التهكم كما ان الجدل حول شخصي كان يسليهم كثيرا".
وكان رمضان نفى رسميا ان يكون دعا الفرنسيين المسلمين للتصويت لصالح
المرشح الاشتراكي للرئاسة فرنسوا هولاند كما سبق ان اتهمه ساركوزي.
وقال انه "غير راض عن المرشحين للانتخابات الرئاسية" معتبرا انهم لا
يفعلون شيئا للضواحي الفرنسية المهمشة. وكتب رمضان على موقعه على
الانترنت ان "مخاطبي الالمان اقنعوني تماما بان الرئيس الفرنسي الحالي
يمثل الحظ والمجد والبركة التي لا حدود لها بالنسبة لفرنسا واوروبا".
بحسب فرانس برس
واضاف "ولذلك فاني اوجه نداء علنيا لكل الفرنسيين لإنقاذ فرنسا:
صوتوا لصالح نيكولا ساركوزي، نيكولا ساركوزي يجسد الكرامة! نيكولا
ساركوزي يجسد الامن! في فرنسا وفي المانيا وفي الخارج!". يشار الى ان
طارق رمضان هو حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين في 1928 في
مصر.
فوز هولاند
من جانب اخر توقع استطلاع فوز المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند في
الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من ايار/مايو في
فرنسا، بنحو 55% من الاصوات اي بتقدم عشر نقاط على الرئيس المنتهية
ولايته نيكولا ساركوزي (45%). وتعتبر توقعات مؤسسة سوفرس سوبرا هذه
مستقرة مقارنة باخر استطلاع اجراه المعهد. ولم يدل 27% من الاشخاص
المستطلعين عن نواياهم في الاقتراع مقابل 25%. واعلن 81% من المستطلعين
بمن فيهم الذين قرروا الامتناع عن التصويت انهم متاكدون من خيارهم
بينما اكد 14% انهم قد يغيروا رايهم ولم يدل 5% منهم براي.
ومن بين ناخبي فرنسوا هولاند (الذي تصدر نتائج الدورة الاولى في 22
نيسان/ابريل بنسبة 28,6% من الاصوات) اكد 94% انهم متاكدون من خيارهم
بينما قال 6% فقط انهم قد يغيروا رايهم. اما ناخبي نيكولا ساركوزي
(27,18% في الدورة الاولى) فان 88% منهم قالوا انهم متاكدون من خيارهم
و12% قد يغيرونه. وتوقع الاستطلاع ان يصوت 51% من ناخبي مرشحة اقصى
اليمين مارين لوبن (التي حلت ثالثة في الدورة الاولى بنسبة 17,9% من
الاصوات) لنيكولا ساركوزي اذا جرى الاقتراع الاحد المقبل و16% لفرنسوا
هولاند بينما يمتنع منهم 33% عن التصويت او يضعون في الصندوق بطاقة
بيضاء او ملغاة. بحسب فرانس برس.
واكد 82% من ناخبي مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون (الذي
حصل على 11,1%) انهم سيصوتون لهولاند و6% لساركوزي و12% سيمتنعون عن
التصويت او يضعون في الصندوق بطاقة بيضاء او ملغاة. ومن بين ناخبي مرشح
الوسط فرنسوا بايرو (9,1% في الدورة الاولى) اكد 39% منهم سيصوتون
لساركوزي و32% لهولاند و29% سيمتنعون عن التصويت او يضعون في الصندوق
بطاقة بيضاء او ملغاة. |