الراحة النفسية... اقصر الطريق لتحقيق حلم الإنجاب

 

شبكة النبأ: غالباً ما يسمع الأزواج الراغبون في الإنجاب مختلف أنواع النصائح والإرشادات من الأقارب والأصدقاء والمعارف، بشأن الأمور التي يجب مراعاتها، لكي تتحقق هذه الأمنية بسرعة. ولا تتمتع بعض النصائح بأي قدر من الثقة والصدقية؛ إذ إن بعضها يعتبر مجرد أساطير، ولكن لا يضر المرء بأي حال من الأحوال أن يتبع نظاماً غذائياً صحياً، ويواظب على ممارسة التدريبات الرياضية.

ويعتبر الاستعداد الذهني لدى الزوج والزوجة، إلى جانب الاشتراطات المادية والأحوال البدنية، من الأمور المهمة أيضاً لتحقيق أمنية الإنجاب. ويحذر تيفيس فيشمان، من معهد علم النفس الطبي بمستشفى هايدلبرغ الجامعي في ألمانيا، الزوجين الراغبين في الإنجاب من هيمنة هذه الرغبة على مفردات حياتهما اليومية، لاسيما إذا تعذر تحقيق هذه الرغبة بشكل سريع، الأمر الذي سيجعل هذه المشكلة تطغى على الحياة اليومية للزوجين. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

ويرى الخبير الألماني أن حدوث مثل هذه المشكلة أمر طبيعي للغاية؛ لأن الرغبة في الإنجاب وتكوين أسرة لا تُعد من الموضوعات الهينة في حياة الإنسان. وينصح بإفساح المجال أمام الرغبة في الإنجاب، لكن «مع وضع حدود لهذه الرغبة».

تغذية

بينما يؤكد فرنر هارلفينغر، من رابطة أطباء النساء والولادة بمدينة ميونيخ الألمانية، عدم صدقية الكثير من النصائح التي تقدم للزوجين، إذ «لا توجد دراسات علمية مستندة إلى أدلة دامغة، حتى الوقت الحالي، تثبت أن هناك بعض الأطعمة يمكن أن تزيد معدل الخصوبة لدى النساء». ومع ذلك فإنه ينبغي على المرأة الراغبة في الإنجاب الاهتمام باتباع نظام غذائي صحي متوازن.

وينصح الخبير الألماني بضرورة تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات وقليلة الدسم، مع الإقلال من تناول اللحوم قدر الإمكان، ومن الأفضل تناول القليل من اللحوم؛ لأنه يتم في كثير من الأحيان معالجة الحيوانات بالهرمونات، وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث خلل في توازن الهرمونات النسائية، وبالتالي تقل فرص حدوث حمل.

وبوجه عام تزداد صعوبة حدوث حمل لدى البدينات بشدة، ومع ذلك لا ينبغي على الراغبات في الإنجاب أن يقمن بإنقاص أوزانهن بأي حال من الأحوال؛ لأن اتباع أنظمة الحمية الغذائية يؤدي في كثير من الأحيان إلى فقدان الجسم العديد من العناصر الغذائية المفيدة.

وعلى الجانب الآخر لا يمكن لذات القوام النحيف للغاية أن تحقق أمنية الحمل بسهولة؛ لأن جسمها مع هذا القوام يدرك أنه لا ينبغي لها أن تحمل، كما أن أعراض نقص الوزن يمكن أن تؤثر في عملية التمثيل، وتحول دون إتمام عملية التبويض.

ومن الأمور المهمة أيضاً للراغبة في الإنجاب أن تحرص على تناول حمض الفوليك اعتباراً من اللحظة التي تقرر فيها السعي نحو تحقيق هذه الأمنية الغالية؛ لأنه في حالة افتقار جسم الحامل إلى حمض الفوليك، فإن الجهاز العصبي للجنين قد لا ينمو ويتطور بشكل صحي.

يشار إلى أن احتياج الجسم إلى حمض الفوليك يزداد بشدة أثناء فترة الحمل؛ حيث لن يكفي الاعتماد على نظام غذائي صحي فقط، لذلك ينصح طبيب أمراض النساء والولادة، فرنر هارلفينغر، بضرورة تناول مكملات غذائية تحتوي على حمض الفوليك قبل حدوث الحمل، ويقول: «يمكن الحصول على حمض الفوليك من أي صيدلية دون روشتة». وهذا يتيح للجسم أن يشعر بأنه مستعد بدرجة أكبر لحدوث الحمل.

نصائح للرجل

في المقابل، هناك بعض النصائح والإرشادات الموجهة للرجل، إذ يشير البروفيسور فرانك زومر من معهد صحة الرجل بالمستشفى الجامعي هامبورغ إيبندورف، إلى أنه ينبغي على الرجل في المقام الأول الحرص على اتباع نظام غذائي متوازن، مع المواظبة على ممارسة التدريبات الرياضية والإكثار من الحركة والنشاط.

وكنصيحة خاصة للرجل، يوصي الخبير الألماني بتناول الأطعمة التي تحتوي على الحمض الأميني المعروف باسم أرجينين، الذي يتمتع بأهمية كبيرة للعديد من العمليات التي تتم في الخصيتين والقضيب، ويمكن أن يؤثر بشكل إيجابي في حيوية وديناميكية الحيوانات المنوية.

وهناك أطعمة تحتوي على الكثير من حمض الأرجينين، ومنها على سبيل المثال منتجات الحبوب، وفول الصويا، والمكسرات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الزنك يتمتع بتأثير إيجابي في خصوبة الرجل، إذ يعمل عنصر التتبع على جعل الحيوانات المنوية أكثر قوة ومقاومة، كما تعتبر البقوليات من الأطعمة التي تحتوي على عنصر الزنك، كما أنه يوجد في التفاح والموز بكثرة.

ويلفت الخبير الألماني، الرجل أيضاً الى ممارسة الرياضية والإكثار من الحركة والنشاط، لكن لا يجب المبالغة أو الإفراط في أداء التدريبات الرياضية، إذ إن ممارسة تدريبات قوة التحمل بشكل مفرط، ستؤدي إلى نتيجة عكسية، وتضر بخصوبة الرجل بدرجة كبيرة.

ويرجع سبب ذلك إلى أن الإفراط الشديد في ممارسة التدريبات الرياضية يمكن أن يؤدي إلى حدوث خلل في توازن الهرمونات بالجسم. ويقول البروفيسور فرانك زومر: «لابد أن يكون الواضح أن التدخين، وتناول المشروبات الكحولية يعتبران من الأمور التي تضر بخصوبة الرجل أيضاً».

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 2/آيار/2012 - 10/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م