اعمال مسرحية تجسد انتكاسات الحياة وانتصاراتها

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يرصد المسرح الحياة بمختلف جوانبها فهو يجسد كل محتوياتها من صراعات ونزاعات وأفراح وأحزان بشكل ينقل المتلقي الى حياة أخرى فيذهب به من الحياة الواقع الى حياة الخيال، فهو الفن الذي يجسد أو يترجم قصص أو نصوص أدبية أمام للمشاهدين بإستخدام مزيج من الكلام … الإيماءات … الموسيقى و الصوت على خشبة المسرح ذلك المواصفات الذي له مواصفات خاصة في التصميم.

 ومن أشهر ألإعمال المسرحية العالمية للأديب الانجليزي وليام شكسبير حيث انها ترسم نفحات مسرحية معاصر تنقل عبر الأزمان والثقافات، إذ سيقدم مسرح جلوب الانجليزي المسرحية مهرجان في هذا العام وهو باسم (من عالم الى عالم) وستعرض فيه مسرحيات من أعمال وليام شكسبير وعددها 37 بسبع وثلاثين لغة تقدمها 37 فرقة مسرحية في مهرجان مسرحي تشارك فيه فرق من أفغانستان وحتى جنوب السودان الذي أصبح دولة مؤخرا.

فيما يحاول المسرح النهوض مجددا بالرغم من الأزمات الكبيرة التي تعصف بالعراق، بعد سنوات من الحصار والانتكاسات الفنية والحروب والضغوط السياسية، وخاصةً صراع الطائفية حيث قدم فنانون عراقيون النسخة العراقية من روميو وجولييت ليست أول اقتباس أجنبي لهذه المسرحية، فموضوع قصة الحب بين شاب وفتاة من عائلتين تناصبان بعضهما البعض عداء مرا بهذ محاربة الطائفية. إذ كان المسرح العراقي في الستينيات والسبعينيات رائدا في مجال الفن والثقافة ليس فقط في العراق وإنما في الوطن العربي ككل.

كما قدم فنانون فسيطينون صورة رائجة عنهم تشبه "الكوفية" التي تحولت إلى موضة، تصنعها معامل الصين وتبيعها بأسعار رخصية لا يمكن لمصنعهم المحلي الباقي منافستها، فيحاولون عبر عرض مسرحي مشترك، مع فنانين بلجيكيين، استعادة "معنى الكوفية العربية. في حين قدمت مسرحية يحيى يعيش انتقام مسرحي من زين العابدين بن علي الرئيس التونسي السابق من خلال ما مر به الشعب التونسي من ظلم واضطهاد في تلك الحقبة.

العالم مسرح لاعمال شكسبير

فقد أعلن مسرح جلوب الانجليزي انه سيقدم أعمال الاديب الانجليزي وليام شكسبير المسرحية وعددها 37 بسبع وثلاثين لغة تقدمها 37 فرقة مسرحية في مهرجان مسرحي تشارك فيه فرق من أفغانستان وحتى جنوب السودان الذي أصبح دولة مؤخرا، ويستمر المهرجان وهو باسم (من عالم الى عالم) ستة اسابيع، ويجيء مهرجان شكسبير في اطار مهرجان لندن لعام 2012 الذي يعد ذروة دورة اولمبية ثقافية لاربع سنوات من الاحتفالات الفنية والثقافية في بريطانيا والتي ستؤدي الى دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في المدينة العاصمة العام القادم، ويبدأ مهرجان شكسبير (من عالم الى عالم) برؤية جديدة لقصيدة شكسبير "فينوس وأدونيس" التي تقدم بلغات عدة منها لغات الزولو وخوسا والسوثو والتسوانا والافريكانز وانجليزية جنوب أفريقيا، وتبدأ العروض المسرحية ومنها "ريتشارد الثاني" وتقدمها فرقة فلسطينية كما تقدم فرقة تشكلت خصيصا من جنوب السودان للمشاركة في المهرجان "سيمبلين". ومن العروض المسرحية "ريتشارد الثالث" التي تقدم بلغة الماندارين و"زوجات وندسور المرحات" بالسواحيلي و"عطيل" بالهيب هوب. بحسب رويترز.

وقال منظمون ان مسرحيات شكسبير الثلاثة عن هنري السادس وتدور حول الحرب الاهلية في انجلترا ستقدم على شكل "ملحمة ثلاثية بلقانية" لثلاث فرق وطنية من صربيا والبانيا ومقدونيا، اما المسرح الحر في روسيا البيضاء الذي وصفه المنظمون بانه "اشجع فرقة مسرحية في العالم" فيقدم مسرحية "الملك لير" بينما سيترجم مسرح ديفينتلي من لندن مسرحية "عذاب الحب الضائع" المليئة بالتورية والتلاعب اللفظي الى لغة الاشارة البريطانية، وبمناسبة اولمبياد لندن يقدم المنظمون ما اسموه بطاقة "الساحة الاولمبية" التي تسمح بمشاهدة كل مسرحيات شكسبير السبع والثلاثين بالاضافة الى القصيدة بمئة جنيه استرليني (155 دولارا).

في الوقت ذاته انطلق في لندن، مع اقتراب موعد استضافة العاصمة البريطانية لدورة الالعاب الاولمبية ماراتون ثقافي يقوم على تقديم مسرحيات وليام شكسبير السبع والثلاثين ب37 "لغة" من بينها الهيب هوب والاشارات، مع عرض باللغة الماورية الكلاسيكية افتتح برقصة "هاكا" التقليدية، الفرقة المسرحية النيوزيلندية "نكغاكو توا" اختارت هذه الرقصة الحربية الطاعنة بالقدم والتي باتت شهيرة بفضل منتخب البلاد لرياضة الركبي، كمقدمة لتصورها المسرحي لعمل "ترويلوس و كريسيدا" في ذكرى ميلاد الكاتب المسرحي الانكليزي الشهير (1564-1616)، واوضح مدير الفرقة راويوري باراتين الذي شارك شخصيا في الرقصة التقليدية التي تمزج بين الصيحات وحركات الوجه المهددة "ثمة تقليد في ثقافتنا يقوم على بدء الشيء بالتحدي، وشأنها في ذلك شأن الكثير من العروض الاخرى التي تقدم في اطار مهرجان "غلوب تو غلوب"، فان المسرحية التي قدمتها الفرقة النيوزيلندية، هي اكثر اقتباس بتصرف، منها ترجمة لعمل شكسبير الاساسي مع انها تبقي على عناصر رئيسية فيه على ما قال راويري باراتين. بحسب فرانس برس.

نغاكو توا هي من بين 37 فرقة تشارك في هذا المهرجان الذي يقام حتى التاسع من حزيران/يونيو في "شكسبير غلوب ثياتر" المكرس للكاتب الانكليزي على ضفة نهر التيمز الجنوبية، وبسعر مقعول لكن من دون اي ترجمة، يمكن لسكان لندن الاستماع الى مسرحيات لشكسبير على مدى 85 ساعة بلغة الماندارين والاسبانية والفرنسية والسواحلية والبنغالية واليوروبا وغريها وحتى لغة الاشارات البرطيانية...والهيب هوب، ويعتبر توم بيرد مدير "غلوب تو غلوب" ان التظاهرة الثقافية هذه تتجاوز "المفهوم البسيط" القائم على تقديم كل مؤلفات شكسبير بلغات مختلفة، "لتشكل احد اكثر المهرجانات طموحا في التاريخ"، ويضيف "نريد ان نظهر ان شكسبير لم يكن كاتبا مسرحيا انكليزيا فقط (..) بل هو جزء من التراث العالمي"، والهدف الاخر يتمثل باشراك الجاليات العديدة المقيمة في لندن في المهرجان، لكن النجاح في تنظيم مهرجان كهذا ليس بالامر السهل، ويقول توم بيرد "الامر رهن بطبيعة الحال، بالحصول على تأشيرات الدخول والرحلات الجوية والفنادق فضلا عن السياسة الدولية، تمارين الفرقة الافغانية "روي-اي-سابس" التي ستقدم مسرحية "كوميديا اخلاطاء" بلغة الداري (الفارسية الافغانية) توقفت لفترة بسبب اعتداء استهدف مقر "بريتيش كاونسيل" في كابول في آب/اغسطس الماضي في حين ان فرقة "المسرح الحر" في بيلاروسيا الذي حظره النظام، اضطرت الى التدرب على مسرحية "الملك لير" في الخفاء، حضور فرقة "هابيما" الاسرائيلية التي ستعرض مسرحية "تاجر البندقية" اثار معارضة الناشطين المؤدين للقضية الفلسطينية في لندن. وواجهت الفرقة ايضا انتقادات في بلادها حيث اتهمت باختيار "عمل معاد للسامية"، الا ان الفرقة الاتية من جنوب السودان البلد المستقل والذي يتواجه في صراع مع شمال السودان، هي التي عانت الكم الاكبر من الصعوبات، ويقول مدير المهرجان "يواجهون مشاكل يومية لا يمكن تصورها" من صعوبات جمة في الاتصالات الهاتفية والانترنت جعلت من الصعب برمجة تمارين هذه الفرقة التي ستؤدي مسرحية "سيمبلين"، ومن بين العروض ايضا اثنان ملفتان للنظر، الاول نسخة هيب هوب عن "اوتيلو" للفرقة الاميركية "او براذيرز" من شيكاغو والثانية "عذاب الحب الضائع" بلغة الاشارات للفرقة البريطانية "ديفنيتلي ثياتر"، وتوضح الممثلة البكماء-الصماء ناديا ناداراجاه بواسطة مترجم "التحدي الرئيسي بالنسبة لي هو استخدام الفضاء المتاح بشكل مناسب. الممثلون الذين يحسنون النطق عليهم ان يوصلوا صوتهم اما انا فيجب ان اوصل يداي اذا صح التعبير، لالمس الجميع".

محاربة الطائفية

في سياق متصل بالحب والتضحية، يحارب روميو الشيعي وجولييت السنية، الطائفية التي تمزق العراق منذ اعوام، في اطار عمل مسرحي في بغداد يحيي احد اشهر روايات وليام شكسبير بقالب اكثر دراماتيكية، وتماشيا مع هذا القالب، حلت المسدسات مكان السيوف، وارتدت بعض الشخصيات في المسرحية الدشداشة التقليدية والكوفية، فيما اختارت النسوة العباءة والحجاب، الى جانب تغييرات اخرى تجاوزت المظاهر والازياء، وطغى على المسرحية طابع عراقي خالص، رغم انها تجسد الرواية الكلاسيكية لشكسبير والتي تعود الى القرن السادس عشر، حيث يتحدث الممثلون اللغة العربية المكسوة باللهجة العراقية، فيما يتولى البطولة والاخراج عراقيون، وقد تم تكييف المسرحية مع النسيج الاجتماعي العراقي والصراعات ومعاناة التي عاشها العراقيون خلال السنوات التسع الماضية، ويلخص المشهد الاخير من المسرحية الرعب العام من التفجيرات الانتحارية في العراق، معيدا احياء ذكرى الهجوم الذي وقع في 31 تشرين الاول/اكتوبر 2010 وقتل فيه 44 من المصلين وكاهنين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وفي هذا المشهد يهرب روميو الى الكنيسة وتنضم اليه بعد ذلك جولييت، وفي ابتعاد كبير عن نص مسرحية شكسبير الاصلية، يدخل باريس، احد شخصيات الرواية الاصلية، وهو يرتدي حزاما ناسفا فيفجر نفسه ويقتل روميو وجولييت معا، ويقول مناضل داود (52 عاما) الذي اخرج المسرحية ان "باريس عضو في تنظيم القاعدة وليس عراقيا"، في اشارة الى المقاتلين الاجانب الذين دخلوا الى العراق بعد اجتياح الولايات المتحدة عام 2003، وضربت البلاد موجة من العنف الطائفي في العام 2006 قتل على اثرها عشرات الالاف اثر قيام متشددين بتفجير قبة الامامين العسكريين في سامراء شمال بغداد. بحسب فرانس برس.

وعلى الرغم من السيطرة على اعمال العنف، الا ان الهجمات الدامية لا تزال شائعة حتى اليوم، في وقت يواجه فيه الكثير من العراقيين مشاكل اخرى مثل النقص الحاد في الخدمات الاساسية كالكهرباء والمياه، ويقول احمد صلاح (23 عاما) الذي يؤدي دور روميو "انها قصة عراقية مئة بالمئة، واريد من خلالها ان انقل صورة عن معاناة هذا الجيل والاجيال السابقة. روميو هنا يعاني كما يعاني العراقيون، وترى سروة رسول التي تؤدي دور جولييت ان "هناك مذهبين في العراق، وكثيرا ما يحدث ان شخصين من هذين المذهبين يعشقان بعضهما البعض لكن لا يتمكنان من الاستمرار بالعلاقة، وتضيف ان "ذلك لا ينطبق على الشيعة والسنة فحسب، انما ايضا على العرب والاكراد، وتابعت "اي شخص لديه هدف يجب الا يضع الطائفية او القبيلة او قضايا اخرى عائقا امام هدفه، وكان لكل من صالح ورسول تجربة شخصية مع مأساة طائفية، وقالت رسول "صديقتي انتحرت لأن عشيقها كان عربيا وهي كانت كردية ورفضته عائلتها، وقد تعرض في السابق حي اور في شمال بغداد، حيت تقطن رسول، الى موجة من العنف الطائفي اودت بحياة المئات، وتقول بهذا الصدد "ابان نظام صدام حسين كان معظم سكان منطقتي من السنة، ولكن بعد انهيار النظام اصبح معظمهم من الشيعة، وبدأوا يقاتلون بعضهم بعضا".

من جهته، يقول صالح "هناك جيل نشأ في الحرب، وعاش طفولته في اثناء الحرب والحصار"، واضاف "لدي اصدقاء اصيبوا في الانفجارات، وفقدت اثنين من أصدقائي خلال الاحداث الطائفية"، معتبرا ان "هذا ما جعل من ادائي اداء اقوى واعمق واكثر جدية"، وافتتحت المسرحية على خشبة المسرح الوطني في 16 نيسان/ابريل، استعدادا للمشاركة في مهرجان شكسبير العالمي في اطار برنامج ثقافي خاص باولمبياد لندن 2012، وستعرض في ستراتفورد من 26 نيسان/ابريل حتى الخامس من ايار/مايو، وفي لندن من 28 حزيران/يونيو الى 30 من الشهر ذاته، وترى ديبورا شو التي انتجت المسرحية "اعتقد انها مسرحية تتحدث مباشرة الى الشعب العراقي أولا، ولذلك فهي ليست مكتوبة لمهرجان الدولي".

كوفية صنع في الصين

فيما يروي فنانون فلسيطينون كم صارت الصورة الرائجة عنهم تشبه "الكوفية" التي تحولت إلى موضة، تصنعها معامل الصين وتبيعها بأسعار رخصية لا يمكن لمصنعهم المحلي الباقي منافستها، فيحاولون عبر عرض مسرحي مشترك، مع فنانين بلجيكيين، استعادة "معنى الكوفية" كما يقولون عبر صور مؤنسنة لحياتهم ضد "النمطية".

العرض هو أول انتاج يخرج من تعاون بدأ منذ العام 2007، بين مؤسسة "المسرح الفلمانكي الملكي" في بروكسل ومراكز فنية في الاراضي الفلسطينية، حيث اقام فنانون مسرحيون بلجيكيون ورشات عمل مع فنانين فلسطينيين شباب، وتبادلوا الزيارات، قبل أن ينتجوا مسرحية تختتم عروضها في بروكسل، ويأمل منتجوها بان يعرضوها في القدس وحيفا ورام الله قريبا، حيث اراد الشركاء البلجيكيون تسمية المسرحية "كوفية" لكن زملاءهم الفلسطينيين اعترضوا، وحجتهم أن المسرحية تحاول تقديم صورة "ضد النمطية وبالتالي ليس معقولا أن نبدأ بعنوان نمطي"، كما يقول المخرج بارت دانكارت. واتفق الطرفان أخيرا على عنوان "كوفية/صنع في الصين، يقول دانكارت أن العنوان يحمل "وجهي العملة"، عبر عرض صور نمطية والسخرية منها، ويضيف أنهم أرادوا "الابتعاد عن هذه الصور النمطية ونقل الصورة الحقيقية للفلسطينيين كما هم في الحياة ومثلما تعرفنا عليهم، وتقصد العرض الابتعاد عن موضوعات سياسية مباشرة، بل يصادف الجمهور تفاصيل حياة عادية لكنها تحمل إحالات على قضايا كالانتظار أمام الحواجز الاسرائيلية أو فقدان الابناء والتفتيش الاستفزازي في المطارارت وغيرها، عبر مشاهد عرض استمر ساعتين، يرى الجمهور أن تلك المحطات، بما تنضوي عليه من اوضاع شاذة وقاهرة للانسان، تصير "اماكن عامة" لحياة الفلسطينيين العادية، وتستولد منهم طبيعة سلوك خاص، مظهره الغالب هو فقدان الامان الذي ينعكس بردود فعلهم البسيطة وربما غير الواعية، فخلال انتظار يطول على نقطة عبور، يكون لدى زوجين الوقت الكافي للجدال في مسائل شخصية، واستحضار عناوينها في حوار كوميدي، المرأة مهمومة ببرود علاقتها الزوجية التي لم يمض عليها عام، والزوج الذي لا يريد التأخر عن عمله يتهرب مكررا غيظه من امرأة عجوز يعتقد أنها ستأتي لتأخذ مكانهما وتعبر حاجز التفتيش قبلهما، فتذكره الزوجة أن "الحاجة" بعمر والدته ليفتح هذا الحديث على مشاكل أخرى حول الحماة، وهكذا تتواصل متوالية لا تنتهي من المشاحنات والتي يتخللها دائما الرؤوس وهي تتلفت ضجرة في انتظار عبور الحاجز، كما لو انها بندول وقت ثقيل، ويؤكد المخرج على هذا المنحى، ويقول "ربما بالنسبة للجمهور يبقى هذا مسرحا، لكن أتمنى أنهم رأوا إنسانية على الخشبة، صانعو المسرحية يلعبون على السخرية ومخالفة توقعات الجمهور، فمنذ البداية يقول أحد الممثلين أنه يأسف لان العرض "لن يكون عند مستوى توقعاتكم السياسية، لكن داليا طه، التي كتبت معظم مشاهد العرض، تقول أنها لم تكن تخاطب "الفكرة العامة عن السياسة"، وتضيف "لكن العرض سياسي، وهي موجودة في ادق تفاصيل حياة الناس في فلسطين، مشهد آخر من العرض يستحضر المواجهة بين جيلين من الفلسطينيين، ونرى كيف أن مقاوما قديما يتملكه الغضب وهو يقارن بين أيامهم وأيام الجيل الجديد، ويفرغ غضبه على شاب يحمل "الكلاشنكوف" ويصمت أمام تأنيب المسؤولة الاجنبية، التي رأت أنه ليس حذرا بما يكفي خلال حراسته لوحة للفنان الشهير بيكاسو، تعرض في رام الله (وهذا مستوحى من حدث واقعي)، لكن هذا الطيف من القصص ترى الكاتبة أنه "مغيب" لصالح مجموعة من الصور النمطية، وترى أن ما آلت اليه "الكوفية" يلخص حالهم، بعدما "صارت موضة" مفصولة عن الرمز الذي ارتبطت به، قبل أن تؤكد أن عرضهم "محاولة لاسترداد معنى الكوفية الذي تم فقده من خلال الاتجار بهذا المعنى. بحسب فرانس برس.

الممثل يزن عويضات يقول أن عنوان "كوفية" لوحده كان لا يشرح شيئا عن وضعهم، أما العنوان الأخير فهو "يمثل بالفعل ما نعيشه الان"، ليضحك مستبقا المفارقة التي سينقلها عندما يقول إن "الكوفية شيء فلسطيني 100 بالمئة والآن لدينا فقط مصنع واحد وهو لا يبيع. البضائع الصينية أرخص وكل الناس يشترونها، ولم تعد الكوفية فقط ذلك الوشاح التراثي المرقط بالاسود أو الاحمر، والتي ارتداها المقاومون الفلسطينيون وأحد أبرز قادتهم الراحل ياسر عرفات، بل صارت بألوان شتى تصدرها مصانع الصين إلى كافة أنحاء العالم، هذه "المسافة" بين الواقع والصورة المروجة له، يشير لها أيضا شركاء العمل المتحمسين لدعم الفنانين الفلسطينيين الشباب وتمكينهم من مهارات فنون الاداء، يستعيد الممثل والكاتب البلجيكي يوريس فان دون برندا اقاماتهم الثلاث في الاراضي الفلسطينية، ليوضح أنه اكتشف أن هناك "الكثير من الجهل بالواقع هناك"، ويضيف أن "هذا دافع قوي بالنسبة لي لتقديم مسرحية عن فلسطين والحديث عن كل هذه الاشياء، ويقول الممثل الشاب الذي شارك في كتابة مشاهد العرض إن "المشكلة هي في تركيز الاعلام الكبير على ما نعرفه مثل (العمليات الارهابية) والتركيز على عرض العنف"، ونتيجة هذا برأيه "نحن لا نرى صورة الحياة اليومية ل99 بالمئة من الناس هناك".

انتقام مسرحي

على صعيد أخر لعل أقل ما يمكن قوله في مسرحية "يحيى يعيش" التي عرضت في إطار "أيام قرطاج المسرحية"، انها "انتقام مسرحي" من الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وذلك عبر تقديم كاريكاتوري هزلي لمسؤول سابق يوضع على نحو غير متوقع تحت الإقامة الجبرية، هو مسؤول منتهي الصلاحية يثير السخرية.. بل وأحيانا الشفقة.

العرض، وهو نص لجليلة بكار من إخراج فاضل الجعايبي، يقدم الصورة المألوفة والنمطية للطاغية الذي يدعي معرفة كل شيء ويتصور أنه الأكثر كمالا، ليضعه من ثم في أكثر الأوضاع الإنسانية بؤسا واحتقارا. وهو أمر قد يذكر بما قاله شكسبير "قالوا لي إنني كل شيء، أكذوبة فاضحة، فأنا لست محصنا ضد القشعريرة، وعلى الرغم من أنه ما من إشارة يقدمها معدي العرض تدل على أنهم يقصدون بن علي، وعلى الرغم من أن الرجل أعطي اسم "يحيى يعيش"، فإن كثيرين رأوا فيه بن علي من دون تردد. وهذا ما قالته الممثلة التونسية الشابة نسرين، من دون أن تفكر حتى في أن تضع الشخصية بطل العمل موضع الالتباس.. "رأيت أن العرض نجح في تجسيد بن علي". لكنها تستدرك "لكن يحز في نفسي أن يقدم على هذه الصورة. إنو نوع من الشماتة". وتوضح "لقد ارتحنا من بن علي وانتهى الأمر. لكن إنسانيا، يحز في نفسي ذلك، لكن يبدو أن الرسالة وصلت إلى النظام أثناء حكمه. فالعرض ليس جديدا وإن طالته بعض التعديلات بعد الثورة. هو كان قد أنتج قبل سنوات وعرض خارج تونس، بعدما خاض معركة صعبة مع الرقابة في الداخل إلى أن عرض تحت بصر وسمع النظام. ويتذكر هشام وهو من الذين شاهدوا النسخة الجديدة من المسرحية، كيف تلقاها الجمهور حينذاك. فيقول "شاهدوا المسرحية وهم يتلفتون حولهم"، في إشارة إلى الجرأة البالغة للعمل وإلى خوف الجمهور. يضيف "لكنهم اليوم يضحكون من قلبهم، وبحسب نشرة المهرجان "يقدم العمل إشكاليات عدة حول شخصية يحيى يعيش الذي كان منخرطا في الواقع السياسي وأقيل من منصبه ليكون مآله الإقامة الجبرية". تضيف أن "ذلك جاء بالتوازي مع إحراق مكتبته الشخصية. ولا نعرف إن كان الأمر يتعلق بحادث عابر أم أن البطل حاول الانتحار أو أن ذلك يحدث بهدف التخلص من وثائق سياسية مهمة". هكذا يصاب البطل بحروق خطيرة ينقل على اثرها إلى المستشفى، ليتحول كل من حوله إلى ما يشبه الشرطة. بحسب فرانس برس.

ويقول المسرحي التونسي الشاب محمد مجدي عبرود ردا عن سؤال حول العرض "إنه فاضل الجعايبي". ويوضح "أي أنه المخرج الذي يقدس العمل الفني ويعطيه حقه ويلعب على الجزئيات الصغيرة". يضيف "إنها لعبة الممثل، وسهولة التغيير من فضاء إلى فضاء، أما المخرج العراقي سامي عبد الحميد فيقول "الجعايبي يلتقط موضوعات من الواقع، ويبتعد بمعالجته الإخراجية عن الواقع". وردا عن سؤال حول إمكانية تصنيف العرض كنبوءة لما حدث في تونس قال "بالتأكيد. فيه إلقاء ضوء على ما يمكن أن يحدث"، ويختم عبد الحميد "تجد شخصيات مماثلة كثيرة في العراق، كما تجد دائما حرائق من دون أسباب واضحة تهدف إلى إتلاف وثائق بغرض إخفاء حقائق".

شنق نفسه بالخطأ أثناء مسرحية

من جهة أخرى توفي ممثل برازيلي شاب بعد أن قام بالخطأ بشنق نفسه أثناء لعب دور بمسرحية في مدينة "أيتراري"، وتبعد 40 كيلومتراً من العاصمة البرازيلية، ساو باولو، وأبقى الأطباء تياغو كليميك، 27 عاماً، في غيبوبة اصطناعية لأكثر من أسبوعين بسبب إصابات بالغة لحقت بالمخ لانقطاع الأوكسجين عنه لفترة طويلة بعد الحادث، وفق مستشفى "سانت كاسا دي ماسيريكورديا، ولعب كليميك دور يهوذا الاسخريوطي في مسرحية بعنوان "شغف المسيح" كان يجري عرضها في مسرح مدينة "إيتاراري". بحسب السي ان ان.

وأظهرت صور التقطها مصور اللحظات الأخيرة لكليميك هو يشنق نفسه كما ورد في الإنجيل، وأشارت تقارير إلى أن الممثل ظل معلقاً على حبل المشنقة لمدة أربع دقائق قبل أن يلحظ زملاؤه بأن هناك خطب ما، ووصف لويس كارلوس روزنر، وهو بائع سندويتشات بالقرب من ساحة المدينة حيث يجري عرض المسرحية، حالة الذعر التي انتابت الطاقم المسرحي عقب اكتشاف الممثل فاقداً للوعي، وقال في حديث تلفزيوني لقناة "ريكورد": "هرع إليّ أحد الممثلين وشرح لي مذعوراً بأن هناك شخص فاقد الوعي ويتدلي من حبل يريد قطعه، وأضاف: "قلقت قليلاً من إعطائه السكين وسط الحشود.

منظار المسرح لابراهام لينكولن

من جانب أخر يعد المنظار الذي كان يستخدمه الرئيس الاميركي ابراهام لينكولن عندما اغتيل خلال عرض في مسرح "فوردز ثياتر" في واشنطن العام 1865 معروض للبيع في مزاد في لوس انجليس، ففي الرابع من نيسان/ابريل 1865 كان الرئيس لينكولن يحضر مسرحية "آور اميركان كازن" عندما دخل ويلكس بوث، في المشهد الثالث من الفصل الثاني الى مقصورته واطلق رصاصة في رأس الرئيس على مسافة قريبة. بحسب فرانس برس.  

وتوفي الرئيس بعد ساعات قليلة، وافادت دار المبيعات "نايت د. ساندرز" ومقرها في لوس انجليس ان المنظار الاسود والمذهب الالماني الصنع عثر عليه في الشارع الكابتن جيمس ماكمالي عندما كان يساعد على اخلاء الرئيس، واوضح البيان ان "المنظار بقي في عائلة ماكمالي على مدى ثلاثة اجيال، واضاف البيان "في العام 1968، ابلغت مجموعات فوردز ثياتر حفيد ماكمالي انها تملك علبة المنظار الذي يدجخل فيها بشكل +ممتاز+، وقد اشترى المنظار مالكولم فوربز جونيور وريث مؤسس مجلة فوربز الشهيرة في العام 1979، ويقدر سعر هذا المنظار بين 500 و700 الف دولار ويجرى المزاد عليه عبر الانترنت وينتهي في 30 نيسان/ابريل ويمكن للمزايدين ان يقوموا بعروضهم عبر الهاتف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/نيسان/2012 - 8/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م