مؤتمر بغداد... حضور ابداعي وقراءات نقدية متميزة

تقرير: المحرر الثقافي

 

شبكة النبأ: على نحو لافت ومتميز وبحضور شخصيات ابداعية متميزة (الروائي عبد الخالق الركابي، والشاعر محمد علي الخفاجي، والشاعر عبد الزهرة زكي، والقاصة رغد السهيل) أقام قسم اللغة العربية في كلية التربية للبنات/ جامعة بغداد 23/4 /2012، مؤتمره العلمي الذي حمل عنوان (مؤتمر بغداد) ليهتم بالدراسات اللغوية والادبية التي جاءت تحت شعار (اللغة العربية والمناهج الحديثة بين النظرية والتطبيق).

قدّم الندوة الاستاذ الدكتور عبد الهادي خضير نيشان الذي رحب بالحضور وأكد البدء بفعاليات المؤتمر، مؤتمر بغداد الذي يهتم بالدراسات النقدية والادبية واللغوية، وقد قررت هذه الافتتاحية الناقدة المتميزة الدكتورة نهلة النداوي التي اخذت على عاتقها الاشادة بتاريخ هذه الكلية، مؤشرة في الوقت الشكل الايديولوجي الذي افضى الى صناعة الكلية على هذا النحو، وهي لم تبتعد عن تقديم رؤية مغايرة في التأكيد على أهمية الكلية في الحفر في منطقة النسائية والانثوية في الدراسات الاكاديمية، وان تأسيس اي مركز لا بدّ ان يخضع لمقررات هذه الكلية ولا يخرج عنها.

أول الأشياء تقديم الطالبة اسماء محمد راغب آيات من الذكر الحكيم بصوتها وادائها المتميز لتفتتح أعمال المؤتمر، بعد ذلك جاءت الطالبة اسماء عباس لتنشد بصوتها الرخيم النشيد الوطني (موطني).

كلمة المؤتمر قدّمها الدكتور طلال خليفة سلمان رئيس قسم اللغة العربية الذي بدأ بآيات من الذكر الحكيم (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم)، ومن ثم الترحيب بالحضور والجهود المبذولة من قبل اللجنة التحضيرية على تميّز هذا المؤتمر، وقد أشار الى بدايات هذه الكلية وتاريخها، والتطور الذي لحق بقسم اللغة العربية والسعي الجاد الذي افضى الى فتح الدراسات العليا.

كما أشار الدكتور طلال الى أهمية الانفتاح الذي يسعى له القسم في التفاعل مع الوسط الثقافي، واقامة ندوات ومؤتمرات تسهم في تعزيز القسم وتزيد من رصانته، من ذلك ما قدمه القسم من محاضرة لكل من الروائية حوراء النداوي صاحبة رواية ( تحت سماء كوبنهاكن) والروائي (طه حامد الشبيب)، والباحث في الموارد والتنمية البشرية الدكتور حازم العتابي، وجلسة احتفائية بالدكتور شجاع العاني، اضف الى ذلك ندوة حول مكافحة المخدرات، كما أشار الى تأسيس المشغل السردي، والمشاركة في جمعية اللسانيات العراقية، وقد استمر الدكتور طلال بالاشادة بدور الاساتذة في تطوير القسم والاسهام في تفعيله، وفي اثناء هذا العرض، كان برنامج البوربوينت.. يعرض صوراً لاساتذة قسم اللغة العربية، مع الاشارة الى التخصص الدقيق، وفي هذا الاثناء جرى تقديم تجربة الروائي العراقي عبد الخالق الركابي، والذي قدّمه الناقد حسن مجاد والذي وضع مجموعة التوصيفات التي اخذت شكل الاحتفاء من خلال توصيفه بكولومبس الرواية العراقية، مع انه معرّف لا يحتاج الى تعريف، بعدها جاءت كلمة الروائي عبد الخالق الركابي والذي أكد أهمية المرأة بالنسبة لحياة الرجل من خلال قوله (مذاق التفاحة الاولى)، ويستمر في الاشادة بالمرأة من خلال قوله ( كان آدم –عليه السلام- يدرك عظمة المرأة، ليستجيب الى الاغواء وهو في اطمئنان الى ان حواء سوف تعوضه، انها اسرار الكون ولولاها لما وجد هذا الكون) ثم جاءت مجموعة من المداخلات، وتم تكريم الركابي بباقة أزهار مع شهادة تقديرية.

وفي رحلة المؤتمر.. اشرف السيد رئيس القسم على توزيع الشهادات التقديرية وحقائب المؤتمر على اساتذة القسم، وقد تصدّر القسم بكتاب تضمن ملخصات الابحاث التي سوف تقدم في المؤتمر.

بعدها دعت ادارة الجلسة الدكتورة لقاء موسى فنجان الانسحاب مع الشاعر عبد الزهرة زكي الى قاعة مكتبة كلية التربية للبنات من اجل تسليط الضوء على تجربة الشاعر، ليباشر بعد ذلك – وعلى قاعة المصطفى باعمال المؤتمر في تقديم الابحاث.

ندوة متميزة.. وتساؤلات لافتة للانتباه

في ندوة الشاعر عبد الزهرة زكي التي قدّمها الاستاذ الدكتور عباس ثابت.. ثمة تفكير شعري يبتعد عن استخدام الاستعارات والمجازات داخل حقل الشعر في الاشارة الى ان الواقع العراقي اكبر مجاز واستعار (في مجموعته شريط صامت) وربما ملاحظة الدكتورة فرح غانم متميزة في الانتباه الى الجانب التسجيلي في المجموعة وهو ما ابعدها (اي المجموعة الشعرية) عن الشعر الذي يرغب به المبدعون، وكنت اتمنى ان تكون الاجابة الى ان واقعنا مجازي بامتياز، فلسنا في حاجة الى مجازات بلاغية داخل فن الشعر، فلا يحتاج الابداع العراقي بعد هذه الارهاصات الى لغة خاصة في الكتابة، وانما بنا توصية الى التأكيد على الوضوح والقدرة على التعبير عن سلطة هذا الواقع مع الابتعاد عن التسجيلية، ولا ننسى دور مقدم الجلسة الاستاذ الدكتور عباس ثابت الذي أكد أهمية تجربة الشاعر والذي استطاع ان يكون عابرا لفكرة الاجيال، مع التأكيد على اهمية تجربة الشاعر في مجاميعه اغلبها (فهو احد الذين صنعوا الذاكرة الشعرية، كان منذ السبعينيات احد رموز الثقافة، وهو عصي على التجييل، وشعره يتخفف من اكسسوارات اللغة).

حاول الشاعر عبد الزهرة زكي الاشادة باهمية انفتاح الجامعات على الاوساط الثقافية في تعزيز التعاون بين الحقل الاكاديمي والثقافي، وربما ملاحظته في ان الجامعات العربية ولاسيما القاهرة تنحو باتجاه ان تكون الكليات ذات خط فكري معين، وبذلك تدخل هذه الكليات في جدل فكري متميز وحوار ثقافي فاعل، وكانت مداخلات الدكتورة نهلة النداوي مهمة من خلال مجموعة من التساؤلات حول تجربة الشاعر، مع مجموعة من المداخلات لطالبات قسم اللغة العربية، حاول الشاعر الاجابة عنها، كما قدّم الناقد بشير حاجم قراءة نقدية متميزة حول تجربة الشاعر من خلال قراءة كل مجموعة شعرية وبيان الخصوصيات التي تجمعه التجربة برمتها. وقبل انتهاء الجلسة، قدمت باقة ازهار للشاعر مع شهادة تقديرية للتأكيد على منجز الشاعر وأهميته.

من جهة أخرى استمرت فعاليات المؤتمر في جلسته الاولى التي قدمها الاستاذ الدكتور صبحي ناصر حسين وقررتها الاستاذة الدكتورة خديجة الحمداني، وقد جاءت البحوث على النحو الآتي مع تقديم بحث الدكتور عبد المنعم عزيز/ من كلية الاداب- جامعة بغداد ضمن محاور الجلسة الاولى (تحليل فني لقصيدة صوفية)، ثم بحث الاستاذ الدكتور محمد الحلي حول (صور من ادب النقد السياسي العراقي)، والدكتورة اخلاص محمد (الشاعر الجاهلي بين البحث عن الهوية والهوية البديلة)، والاستاذ الدكتور مهدي الشمري (الحوار في سورة المجادلة)، والدكتورة نوال كمال من جامعة كربلاء (المشكل في سورة الانسان)، والدكتورة سوسن المعاضيدي (قراءة في شعر ابي الفرج الاصفهاني) والدكتورة اريج كنعان (الهوية السلبية الانهزامية للذات العراقية)، ثم جاءت الندوة الثانية ليقدمها الاستاذ الدكتور كريم ناصح، وتقررها الدكتورة انعام داود سلوم، حيث شارك عدد من الاساتذة بمجموعة من الابحاث، منهم الدكتورة زهرة خضير عباس من كلية التربية ابن رشد (اسلوبية التصريع في شعر المتنبي)، والدكتور كيان احمد حازم من كلية الاداب جامعة بغداد (مزاعم التجديد في كتاب مدخل الى دراسة الصرف العربي)، والاستاذ حسن مجاد من كلية التربية-جامعة القادسية (ما وراء القص)، والدكتورة خولة حسن يونس من الاداب- المستنصرية (المفارقة في شعر طرفة)، والاستاذة الدكتورة حميدة صالح مهدي صالح البلداوي (طرافة التخييل بحسن التعليل في الشعر الاندلسي)، والاستاذة هنادي نجم عبد الله (المرأة والبيت في روايات لطفية الدليمي)، اضف الى بحث الاستاذ الدكتور حسن منديل (النظام النحوي للغة العربية بين الاستعمال اللغوي والمنهج المعياري). بعدها ختمت جلسات اليوم الاول من المؤتمر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/نيسان/2012 - 6/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م