السياحة في العالم العربي... هل تصلح الديمقراطيات ما انهكته الثورات؟

عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: يعاني قطاع السياحة في الوطن العربي من تدهور ملحوظ بسب التغيرات المهمة التي اتت على خلفية التغيرات السياسية الاخيرة التي شهدتها بعض دول المنطقة والتي باتت تعرف بتغيرات او ثورات الربيع العربي، ويرى بعض المراقبين ان حالة عدم الاستقرار النسبي والاضطرابات المستمرة لتك الدول قد اثرت بشكل فاعل على الواقع السياحي الذي يعتبر مورد وداعم مهم للاقتصاد، هذا بالإضافة الى تأثيره الفاعل على النشاط السياحي للدول المجاورة التي تأثرت سلبا بتلك العوامل وعانت من خسائر كبيرة برغم من استقرارها، وفي هذا الجانب رأى الخبير الاقتصادي والسياسي الاردني الدكتور نصير الحمود انه من الطبيعي أن تؤثر تلك الثورات وما يرافقها من تراجع للواقع الأمني سلبيا على واقع السياحة في العالم العربي نظرا لأن القطاع المذكور مرتبط الى حد بعيد بحالة الاستقرار التي تشهدها البلد التي يستهدفها السائح. واضاف الحمود في تصريحات صحفية ان المثال اللبناني خلال سنوات الحرب الأهلية أو تلك التي تلتها في مواجهة اسرائيل خير مثال على ذلك. لقد بدأت الثورات العربية في بلدين يعتبران السياحة في طليعة القطاعات من حيث مستوى المساهمة بالناتج المحلي، وهو ما أدى لاستمرار الجمود في نشاطه في كل من مصر وتونس، على الرغم من التوقعات المتفائلة بشأن استقرار الواقع السياسي والأمني في هذين البلدين اللذين قطعا شوطا مهما في ميدان اعادة بناء النظام السياسي من جديد.

واضاف الحمود انه كما ينبغي الاشارة الى التراجع الكبير في الواقع السياحي للبنان المرتبطة بشكل كبير بما يجري في سوريا وتوافق ذلك مع تراجع تدفق السياح للأردن الذي حافظ على استقراره السياسي والأمني غير أنه دفع فاتورة غياب الاستقرار لدى جيرانه. واشار الحمود ان جميع تلك الدول تعتمد على القطاع الخدمي لتعزيز ميزان المدفوعات في مواجهة ارتفاع كلف استيراد النفط الآخذة اسعاره بالارتفاع، لذا فإنها قد تلجأ لبناء استراتيجيات جديدة من شأنها اعادة ثقة السائح الغربي تحديدا بما يبرر قدومه للمنطقة في المستقبل القريب.

نقول السائح الأوروبي أو الأميركي نظرا لطبيعة تلك البلدان من حيث توافر الآثار التي تهتم بها هذه النوعية من السياح فيما يرغب نظرائهم الخليجيون بنوعية مختلفة من السياحة التي تدفعهم للذهاب الى أوروبا فضلا عن جنوب شرق آسيا لرغبتهم في زيارة مراكز التسوق ومواقع السياحة الخضراء. لكن في المقابل، فإن الواقع الاقتصادي الصعب في القارة الأوروبية سيؤثر سلبيا على قدرة أبناء القارة على تجميع مدخرات تؤهلهم لزيارة الشرق الأوسط لأغراض السياحة ، لذا فإن للواقع الاقتصادي العالمي دور أيضا في التأثير السلبي على النشاط السياحي العربي.

قطاع السياحة في مصر وتونس

على صعيد متصل فمن غير المرجح أن يتعافى قطاع السياحة في مصر وتونس وهو داعم حيوي للاقتصاد المتعثر في كل منهما في وقت قريب مع استمرار عزوف السائحين عن قضاء عطلاتهم في شمال أفريقيا بعد عام من اندلاع ثورات الربيع العربي. وانهارت الحجوزات الي البلدين العام الماضي بعد أن أطاحت ثورات شعبية عبر العالم العربي بحكام تونس ومصر وليبيا وأجبرت رئيس اليمن على ترك السلطة.

وقال طالب الرفاعي الامين العام لمنظمة الامم المتحدة للسياحة العالمية في معرض (اي.تي.بي برلين) للسياحة والسفر "من الصعب جدا التنبؤ بالتطورات في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في هذا الوقت. "لا يزال الموقف في سوريا يتحول من سيء الى أسوأ. الموقف في اليمن غير واضح بدرجة كبيرة والربيع العربي ليس مقتصرا على دولة بعينها. عدم اليقين هو عنوان الموقف الان وفي المستقبل القريب." بحسب رويترز.

وتوقعت شركات سياحية وحكومات تعافي السياحة لكن الامر لم يمض على هذا النحو مع سعي كثير من السياح للاستمتاع بشمس الشتاء في جزر الكناري والكاريبي والمالديف. وقال وزير السياحة التونسي الياس فخفاخ على هامش معرض برلين "ندرك هذا التحدي جيدا. علينا أن نطمئنهم بأن تونس امنة." وأظهرت بيانات منظمة الامم المتحدة للسياحة العالمية تراجع أعداد السياح الدوليين الى دول شمال أفريقيا بنسبة 12 بالمئة الى 4ر 16 مليون سائح العام الماضي وشهد الشرق الاوسط تقلصا في أعداد الزائرين ثمانية بالمئة الى 55.4 مليون زائر.

وتتوقع المنظمة نموا اجماليا لمنطقة الشرق الاوسط من صفر الى خمسة بالمئة هذا العام وقال الرفاعي ان هناك احتمالات جيدة لعودة الزائرين الى مصر وتونس الى مستويات ما قبل الازمة بحلول نهاية العام. وفي الوقت الحالي لا تزال مصر على وجه الخصوص تواجه صعوبات بعد هبوط بلغ 18 بالمئة في عدد الليالي السياحية التي شهدتها البلاد في 2011 ويعتمد الكثير على تطورات الموقف السياسي في الاشهر القليلة القادمة. وتفاقمت المشكلة مؤخرا مع اختطاف أجانب في شبه جزيرة سيناء المصرية مما ألقى مزيدا من الضوء على تدهور الاوضاع الامنية منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.

أضاف "بعد ان وصلت نسبة إشغال الفنادق خلال الموسم الصيفي الى 90%، تراجعت على اثر الاحداث الى 45%. أما الان فبدأت تميل إلى الارتفاع مجددا وقد سجلت 50% تقريبا".

ومن جهته اكد نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة سامي محمود ان "التركيز على اقامة احتفالات بمناسبة عيد الميلاد للسياح الروس تأتي نظرا إلى أهمية حجم السياحة الروسية الوافدة الى مصر. فهي تحتل المركز الاول بفارق كبير عن بقية الدول. وقد وصل عدد السياح الروس إلى نحو 3 ملايين سائح في العام 2010 وكانت نسبتهم ايضا في تزايد".

وأضاف "وقد جاءت السياحة البريطانية ثانية حيث سجلت مليون ونصف مليون سائح بريطاني سنويا، تليها ايطاليا ثم المانيا". واوضح محمود ان "الهيئة تعتبر عام 2010 مقياسا لوضع السياحة في مصر، حيث وصل عدد السياح الى 14 مليون سائح ادخلوا 12 مليار ونصف المليار دولار الى البلاد". بحسب فرنس برس.

لكن لفته الى ان "هذه الارقام تبقى حقيقية بالنسبة إلى عدد السياح ألا انها اقل دقة من حيث المداخيل. فمصر تستورد 60 في المائة من طعامها من الخارج وجزء كبير من مداخيل هذه السياحة تخصص لشراء الطعام لهم اثناء إقامتهم في مصر". وردا عن سؤال لوكالة فرانس برس حول تأثير صعود التيارات الدينية الى السلطة على الحركة السياحية في مصر، اكد محمود ان "موضوع السياحة سؤال كبير يطرح على اية قوة ستستلم مقاليد الحكم في مصر".

وحذر قائلا ان "اية جهة تصل إلى السلطة في مصر يجب ان تراعي تماما اهمية السياحة بالنسبة الى البلاد. فهي تشغل بشكل مباشر وغير مباشر 6 ملايين شخص الى جانب الايرادات التي تصل الى 12 ونصف في المئة من الدخل القومي". وتابع "نحذر هنا من ان السياح لن يقبلوا على بلد يفرض شروطا عليهم. فأمام هؤلاء خيارات متعددة متاحة لهم في بلدان اخرى حيث لا تفرض أي شروط. وهذا ما يجب ان يفكر فيه اي طرف قد يتولى السلطة".

في السياق ذاته قال وزير السياحة التونسي الياس فخفاخ ان قطاع السياحة المهم في البلاد بدأ ينتعش في أعقاب الثورة في العام الماضي وان من المرجح أن يرتفع عدد السائحين بنسبة 20 بالمئة هذا العام. وصرح في مؤتمر صحفي أنه من المنتظر زيادة عدد السائحين مقارنة بالعام الماضي وتوقع أن يزيد العدد بواقع مليون سائح تقريبا. وتسهم السياحة بنسبة 6.5 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي لتونس ويعمل فيها واحد من كل خمسة مواطنين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وزار نحو خمسة ملايين سائح تونس العام الماضي وذلك بانخفاض سبعة بالمئة عن عام 2010. وأطاحت انتفاضة في تونس بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في العام الماضي وأعقبها فترة قصيرة من أعمال الشعب وعدم الاستقرار مما أدى الى عزوف السائحين والغاء حجوزات. وتشهد البلاد تحولا سلسا نسبيا نحو الديمقراطية منذ ذلك الحين وبدأ السائحون يعودون الى المنتجعات الساحلية. وقال فخفاخ ان ثمة مؤشرات انتعاش مهمة في أول ثلاثة أشهر من العام وان عدد السائحين زاد خمسين بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي الى 600 ألف سائح.

وفي عام 2011 جنت تونس نحو ملياري دولار من السياحة بحسب بيانات الوزارة. وتفيد بيانات صندوق النقد أن الناتج المحلي الاجمالي لتونس بلغ نحو 44 مليار دولار في 2010. بحسب رويترز.

مليار دولار خسائر قطاع السياحة في الاردن للعم 2011

على صعيد متصل اعلن وزير السياحة والأثار الاردني نايف الفايز الاحد ان بلاده خسرت مليار دولار في قطاع السياحة العام الماضي بسبب تداعيات "الربيع العربي" التي أثرت بشكل "كبير ومباشر" على الحركة السياحية في المنطقة. وقال الفايز ان "خسائر القطاع السياحي في المملكة للعام الماضي بلغت مليار دولار نتيجة الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة منذ ما يزيد على عام". واضاف الوزير في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية ان "الظروف السياسية الراهنة في المنطقة وتداعيات ما يسمى بالربيع العربي أثرت بشكل كبير ومباشر على الحركة السياحية في المنطقة بأكملها ومن بينها الاردن".

واوضح ان "الفريق الاقتصادي في الحكومة يدرك تماما الظروف القاسية التي يمر فيها القطاع السياحي في الاردن ويعمل كل ما في وسعه لتجنيب هذا القطاع الحيوي والمهم المزيد من الخسائر والمساعدة في تعافيه". واقتصاد الاردن البالغ تعداد سكانه 6 ملايين نسمة وتشكل الصحراء نحو 90% من مساحة أراضيه، يعتمد الى حد كبير على الدخل السياحي الذي يشكل نحو 14% من اجمالي الناتج المحلي. وتمثل السياحة المصدر الثاني للعملات الاجنبية في الاردن بعد التحويلات المصرفية من عشرات الالاف من المواطنين الاردنيين العاملين في الخارج، خصوصا في دول الخليج.

وفي الاردن عشرات المواقع السياحية لا سيما مدينة البتراء الاثرية ومعبد جرش الروماني وصحراء وادي رم والبحر الميت وخليج العقبة. ويأتي السياح في الدرجة الاولى من اوروبا تليها دول آسيا والمحيط الهادئ. وكان قطاع السياحة في الاردن شهد نشاطا متناميا خلال السنوات القليلة الماضية. فقد ارتفعت عائدات هذا القطاع 20 بالمئة في 2010 مقارنة مع 2009 وبلغت رقما قياسيا هو قرابة 2,7 مليار دولار حتى ايلول/سبتمبر 2010.

في السياق ذاته قدم مدير عام الخطوط الجوية الملكية الاردنية استقالته وفقا للناطق باسم الشركة التي تجاوزت خسائرها العام الماضي 80 مليون دولار. وقال باسل الكيلاني، الناطق الرسمي باسم الشركة، "الرئيس التنفيذي للشركة ومديرها العام حسين الدباس قدم استقالته وبحسب الكيلاني فان "الاستقالة جاءت وفقا لما اعلنه الدباس لرغبته بالالتحاق بعمل جديد" بعد ان شغل منصبه لثلاث سنوات. من جانبه، قال الدباس في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان "الاستقالة جاءت في ضوء قناعتي بانه حان وقت التغيير لتنفيذ افكار جديدة تهدف لتطوير الشركة نحو الامام".

ووفقا للكيلاني فان "خسائر الشركة عام 2011 بلغت 57 مليون دينار (اكثر من 80 مليون دولار) لسببين هما ارتفاع اسعار الوقود والربيع العربي". واوضح ان "اسعار النفط ارتفعت بشكل هائل جدا عما مضى مما زاد فاتورة الوقود بنحو 90 مليون دينار (127 مليون دولار) مقارنة بعام 2010". واشار الكيلاني الى ان "تكلفة الوقود عام 2010 بلغت 203 مليون دينار (نحو 286 مليون دولار) اما عام 2011 فتجاوزت 293 مليون دينار (413 مليون دولار)". واضاف ان "الربيع العربي والاحداث في المنطقة لم يمكنا الشركة من زيادة عدد مسافريها الا بنسبة 6% في ضوء ارتفاع في الكلف التشغيلية اكثر من 20%". بحسب فرنس برس.

واعلنت شركة الخطوط الجوية الملكية الاردنية انها قررت تعليق رحلاتها الى خمس وجهات اوروبية وخليجية بسبب ارتفاع اسعار الوقود وتراجع حركة السفر. وقال المدير العام الرئيس التنفيذي للشركة حسين الدباس ان "مجلس ادارة الملكية الاردنية اتخذ قرارا بوقف التشغيل الى خمس وجهات على شبكتها الجوية في اطار سعي الشركة الحثيث لخفض تكاليف التشغيل في ضوء استمرار ارتفاع أسعار النفط وتأثر الشركة بتراجع حركة السياحة والسفر الناجم عن تداعيات الربيع العربي واستمرار الاضطرابات السياسية الجارية في المنطقة".

واضاف ان "الشركة قررت واعتبارا من شهر آذار/مارس ونيسان/ابريل المقبلين تعليق التشغيل الى كل من بروكسل وميونيخ والعين بالاضافة الى وجهتين في منطقة الخليج العربي ستعلن الشركة عنهما في وقت لاحق"، مشيرا الى ان هذا القرار استند الى اداء هذه الوجهات الذي كان "الاكثر تأثرا من حيث ضعف الجدوى الاقتصادية للتشغيل خلال العام الماضي". واوضح الدباس ان "الشركة وبهدف الحد من التكاليف قررت ايضا تخفيض عدد رحلاتها المبرمجة الى وجهات عديدة منها روما وفيينا وزيورخ وجنيف وأمستردام وكولومبو والخرطوم"، مشيرا الى ان الشركة "ستواصل تطبيق سياسة الغاء الرحلات على الشبكة العاملة خلال العام الحالي وبحسب حجم الحجوزات على بعض الوجهات".

وقال ان "الشركة ستعيد النظر في حاجتها الفعلية لكامل طائرات الاسطول في ضوء وقف التشغيل الى المحطات المذكورة والغاء مئات الرحلات". كما تحدث الدباس عن "تراجع ملحوظ في حركة السفر الى تونس ودمشق وحلب وصنعاء وعدن والبحرين والقاهرة والاسكندرية وشرم الشيخ وغيرها، وهو ما ادى الى خسارة مئات الآلاف من المسافرين". واشار الى "عزوف ملحوظ للمجموعات السياحية عن زيارة المنطقة وتراجع حركة السياحة بشكل كبير وخصوصا من القارة الاوروبية التي بلغ حجم الخسارة التشغيلية منها على شبكة الملكية الاردنية خلال العام الماضي 124 الف مسافر"، مشيرا الى ان "هذا الانحسار في حركة السفر دفع الشركة الى الغاء اكثر من 1300 رحلة العام الماضي".

واكد الدباس ان "النتائج المالية للملكية الاردنية تأثرت سلبا خلال عام 2011 جراء الارتفاع الهائل في اسعار الوقود (...) ما ادى الى ارتفاع الفاتورة النفطية للشركة لتصل في العام الماضي الى 293 مليون دينار (413 مليون دولار) مقابل 203 مليون دينار (286 مليون دولار) في عام 2010 وبمعدل زيادة بلغ 44% ما رفع مجمل التكاليف التشغيلية للشركة بنسبة وصلت نحو 20%".

وخلص الدباس الى ان "هذه الاجراءات لن تؤثر على مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين". يشار الى ان الملكية الاردنية الذي يتألف اسطولها من اكثر من ثلاثين طائرة، تسير رحلات الى 60 وجهة حول العالم. وادت الثورات في عدد من الدول العربية الى انخفاض عائدات السياحة في الاردن الذي يعتمد اقتصاده الى حد كبير على هذا القطاع، حوالى 16 بالمئة في عام 2011 بعدما تجاوزت ثلاثة مليارات دولار عام 2010.

الجزائر تسعى للنهوض

من جهته قال وزير السياحة الجزائري ان بلاده تهدف الى تطوير صناعة السياحة وزيادة ايردات القطاع بهدف تنويع مصادر الدخل التي يهيمن عليها أساسا الغاز الطبيعي. وقال الوزير اسماعيل ميمون "نتطلع الى استقبال حوالي 5ر 3 مليون سائح في خلال السنوات الثلاث المقبلة ونأمل ان ترتفع عائدات القطاع الى 600 مليون دولار خلال نفس الفترة." وتستقبل الجزائر حاليا حوالي مليوني سائح وتجني ايرادات تقدر بحوالي 400 مليون دولار وفقا لوزير السياحة الجزائري.

وقال الوزير "السلطات الجزائرية لديها خطط طموحة للإقلاع بقطاع السياحة تهدف الى رفع قدرة الايواء من 90 الف سرير حاليا الى 160 الف سرير خلال ثلاث سنوات." واضاف "هذه الخطط واقعية جدا لان القطاع الخاص في الجزائر سيخصص 4 مليارات دولار للقيام باستثمارات سياحية وتشييد فنادق فخمة اضافة الى اقرار الدولة استثمار حوالي مليار دولار لإعادة تأهيل الفنادق حتى تستجيب لمتطلبات السياح في الحاضر لان اغلب النزل في الجزائر تعود الى فترة قديمة." بحسب رويترز.

وذكر الوزير انه سيتم اضافة حوالي 70 فندقا جديدا في الجزائر مضيفا أن الجزائر تهدف الى خلق منتجات سياحية جديدة مثل السياحة الجبلية والثقافية. وقال ان الجزائر لها فرص حقيقية يمكن استغلالها في السياحة الشاطئية والصحراوية. ونفى ميمون ان يكون لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي المتمركزة بالجزائر تاثير على قطاع السياحة وقال "هذا المشكل غير مطروح وتأثيره محدود جدا." ويتركز نشاط التنظيم في الجزائر في شرقي البلاد خاصة في منطقة القبائل حيث تكثر المناطق الجبلية والغابات. وتجاوزت عائدات الجزائر من النفط والغاز العام الماضي 70 مليار دولار بينما لا تزال عائدات قطاع السياحة بسيطة مقارنة بجارتيها تونس والمغرب. وقال ميمون ان الوزارة "ستكثف خطط الترويج في الخارج عبر وسائل الاعلام والاتصال الخارجية لسياحتها للنهوض بهذا القطاع المهم بقصد تنويع الاقتصاد."

السياحة التركية تعاني

من جانب اخر قال وزير السياحة التركي ارطغرل جوناي ان الاضطرابات المستمرة في سوريا اضرت بالسياحة في بلاده التي تتوقع ان تظل اعداد زائريها ثابتة في 2012 عند اكثر من 30 مليون سائح. وقال جوناي على هامش مؤتمر للسياحة في منطقة البحر المتوسط في تونس ان بلاده حريصة على تعزيز السياحة الاقليمية في اعقاب الربيع العربي. واضاف "الربيع العربي انعكس ايجابيا وسلبيا على السياحة التركية. في العام الماضي جرى تحويل بعض الحجوزات من مصر وتونس الى تركيا وكذلك ايطاليا او اليونان. لكن الشيء الاهم هو انه بسبب غياب الحل في سوريا فقدت تركيا حجوزات اكبر من التي حصلت عليها العام الماضي. في السنوات الاخيرة حدث بعض التوتر السياسي بين اسرائيل وتركيا وهذا افقدنا جزءا من السوق الاسرائيلية ايضا."

وشهدت تركيا زيادة كبيرة في اعداد الزائرين من سوريا ودول عربية اخرى بعد رفع شرط الحصول على تأشيرة دخول بالنسبة لكثير من دول المنطقة في 2009. لكن في ظل الوضع الامني الصعب في سوريا ومحاولات المواطنين للتكيف مع الحياة بعد الثورة في دول اخرى تراجعت الاعداد القادمة من الشرق الاوسط. وقال جوناي "ما نريده هو ان يعم السلام في المنطقة .. في الشرق الاوسط .. في العالم اجمع. صناعة السياحة تنمو في مناخ سلمي كما انها تدعم المناخ السلمي." بحسب رويترز.

وجذبت تركيا 31.46 مليون سائح في 2011 بزيادة نسبتها نحو عشرة بالمئة. وتجاوزت ايرادات السياحة 23 مليار دولار. وقال جوناي ان من المتوقع أن يزور تركيا أكثر من 30 مليون سائح أيضا في 2012 لكن ايرادات السياحة ستصل الى نحو 30 مليار دولار مع سعي بلاده للتركيز على قطاعات من الزائرين تدر ايرادات أكبر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/نيسان/2012 - 6/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م