طهاة يتنافسون لصنع أشهى الاطعمة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تجذب المطاعم التي حصلت على شهرة عالمية بفضل اكلاتها المميزة والغريبة العديد من السياح والعاشقين لتناول الطعام اللذيذ والنكهة المميزة، حيث يتوافد المعجبين بأعداد كبيرة ومن دول ومجتمعات وحضارات مختلفة نحو هذه المطاعم وبشغف كبير وهم يجلسون على مائدة عامرة بالأطباق الملونة والاصناف المنوعة بعد طول عناء ومن دون ان يهتموا لثقل فاتورة الحساب وطول الانتظار حتى يحين لهم الدور.

وقد استطاع العديد من الطهاة المبدعين ومن مختلف الجنسيات ان ينشئوا او يشاركوا في تأسيس مطاعم لاقت شهرة عالمية واعجاب متواصل اكسبها العديد من نجوم التميز وأهلها ان تدرج في قوائم المطاعم العالمية والتي يئمها السواح والزائرين اذ حطت بهم رحالهم في ذلك البلد، خصوصاً وان بعض هذه المطاعم استطاعت ان تتكيف وتتفنن في طرق واساليب جذب الزبائن والحرص على عودتهم من جديد.

ان تحقيق حلم التميز والشهرة واكتشاف المزيد من الاصناف المبتكرة والجديدة كلياً لهو حلم جميع الطهاة والمطاعم، وقد تمكن البعض منهم من تحقيق هذا الحلم والوصول الى مبتغاه فيما يستمر القسم الاخر في السعي للحصول على الشهرة والتميز مع صعوبة المنافسة واختلاف الاذواق.        

افضل طاهية في العالم

فقد اختيرت الاسبانية ايلينا ارزاك (42 عاما) الطاهية في مطعم "ارزاك" في سان سيباستيان (منطقة الباسك الاسبانية) "افضل طاهية في العالم" وهي جائزة تمنحها المجلة البريطانية "ريستورانت" التي تضع سنويا ايضا تصنيف افضل 50 مطعما في العالم، وتسملت المرأة الشابة وهي المساعدة الرئيسية لوالدها خوان ماري ارزاك في المطعم العائلي الحاصل على ثلاث نجمات من دليل "ميشلان"، جائزتها في ريمس (شرق فرنسا) على ما اعلن المنظمون، وهي تخلف تاليا آن صوفي-بيك الطاهية الوحيدة في فرنسا التي حصل مطعمها "بيك" في فالانس (جنوب شرق)، على ثلاث نجمات من دليل ميشلان، وايلينا التي تمثل الجيل الرابع من عائلة ارزاك الذي يتولى ادارة المطعم منذ افتتاحه في العام 1897، تلقت دروسها في لوسيرن في سويسرا قبل ان تعمل في فرنسا وفي اسبانيا خصوصا في مطعم "ايل بوللي"، وقالت الطاهية "انها مفاجأة فعل، انا سعيدة من اجل ارزاك والمطعم ووالدي والعائلة، اربعة اجيال! اذكر جدتي عندما كانت تطهو لقد شكلت مصدر الهام لي، وانا افكر بها اكثر الان مع هذه الجائزة"، واراد المنظمون مكافأة "عمل هذه المرأة الطاهية الرائع التي تنال اطباقها اعجاب اكثر النقاد صرامة في العالم"، وتعلن قائمة افضل خمسين مطعما في العالم للعام 2012 خلال حفل يقام في لندن في 30 نيسان/ابريل، ويضع هذه القائمة اكثر من 800 ناقد وخبير طبخ في العالم، وفي عامي 2010 و2011 توج المطعم الدنماركي "نوما" الذي يشرف عليه الطاهي الشاب رينيه ريدزيبي افضل مطعم وهي جائزة لها تأثير كبير في العالم. بحسب فرانس برس.

مطاعم تركية بقوائم عربية

فيما تجدد مطاعم اسطنبول نفسها لجذب السياح العرب من ذوي الدخل العالي لينفقوا أكثر فيها من خلال تجديد تصميمها وتقديم قوائم عربية للطعام مع موسيقى وأغان عربية، لكن هذه تثير عنصرية بعض الأتراك وفقا لصحيفة الغارديان، وحل الربيع لعربي بردا وسلاما على تركيا مع "نزوح" السياح الخليجيين إليها مما دفع بأصحابها لتجديدها لتناسب أذواق العرب من ذوي الدخل المرتفع، قوائم الطعام في مطاعم ساحة تقسيم في اسطنبول أصبحت بحروف عربية بعد أن قام أتاتورك قبل قرن من الزمن بإلغاء الحروف العربية، لكن النقود تتحدث هنا، ففي العام الماضي قصد تركيا قرابة 3 ملايين سائح عربي، ويشير اركان علي وهو مدير مطعم ايلول قرب ساحة تقسيم إلى أن الحديث بالعربية مع السياح العرب يجعل الجو وديا وأكثر راحة لهم لكن الأتراك يغضبون من ذلك ويشتكون من أن كل شيء أصبح عربيا في المطعم، وهم يشيرون إلى قوائم الأغاني، ويشير إلى أن ذلك دفعه لاختيار أغان إنكليزية كحل وسط، ولكن في الليل تطغى الإغاني العربية في مطعمه بدون منازع، ويهيمن السياح العرب حاليا على القطاع السياحي في تركيا بعد أن كان محصورا بالسياح الغربيين الذين يشعرون أنهم مقدمون على مغامرة بزيارة تركيا، لكنها أصبحت الوجهة الأولى للعرب هذه الأيام.

أحد المطاعم قام بإزالة كل وجبات الطعام غير الحلال لديه مثل لحم الخنزير، بينما يخطط كثيرون من أصحاب المطاعم لجعل قوائم الطعام لديهم باللغة العربية، رمضان بنغول وهو رئيس هيئة المطاعم التركية يؤكد أن 10 سائحين عرب ينفقون أكثر من 40 من السياح الغربيين، ولا يحرصون على أسعار محددة ووجبات بعينها كما أنهم لا يأتون بحافلات، وتشير هيئة السياح التركية أن السائح العربي ينفق أربعة أضعاف السائح الغربي، ويشتري كل سائح عربي ما يعادل 1،700  جنيه استرليني خلال زيارته، وقام مول تجاري اسمه  (سيفاهير) بترتيب زيارات لممثلين أتراك يشاهدهم العرب في مسلسلات تعرض في العالم العربي ليحصلوا منهم على صورهم بتوقيع شخصي من كل ممثل حيث يمثل العرب 80% من زبائن معظم مراكز التسوق في اسطنبول، والأتراك ذوي الأصول العربية أصبحوا مطلوبين في سوق العمل السياحي ولدى المطاعم نظرا لان معرفتهم باللغة أصبحت مطلوبة جدا.

مغربية تطبخ لرئيس الوزراء الفرنسي

من جهتها فان نعيمة بن عزوز مهاجرة مغربية في فرنسا تؤكد أنها "حققت حلمها"، فبعد سنوات من البطالة، انضمت إلى مطبخ قصر ماتينيون مقر رئيس الوزراء الفرنسي بفضل دورة تدريبية دامت سنة برعاية الطاهي الكبير آلان دوكاس، وتقول نعيمة وهي ربة أسرة تعيش في ضاحية سارسيل المعدومة شمال باريس "لطالما أحببت الطبخ لكنني بصراحة لم أتصور يوما أنني سأدخل عالم الطبخ من بابه العريض ولا سيما لدى رئيس الوزراء"، وفي كل صباح منذ أيلول/سبتمبر، تغادر هذه المرأة السمراء البالغة من العمر 36 عاما شقتها وتتوجه إلى عملها في شارع فارين في دائرة باريس السابعة الفخمة حيث مقر حكومة فرنسوا فيون، وقد وجدت نعيمة هذه الوظيفة بفضل مشروع تولى رعايته آلان دوكاس أحد كبار فن الطبخ الفرنسي ويهدف إلى تقديم دورة تدريبية في معهد المهن الحرفية إلى خمس عشرة امرأة من سارسيل غالبيتهن عاطلات عن العمل، وتقول نعيمة بن عزوز وهي أم لثلاثة أولاد في الخامسة والسابعة والعاشرة من العمر "كانت هدية من السماء". بحسب فرانس برس.

ووصلت نعيمة إلى فرنسا في سن الثالثة والعشرين وفي حوزتها شهادة "دوغ" في الاقتصاد (شهادة جامعية تمنح بعد سنتي دراسة بعد البكالوريوس) لكن هذه المغربية المولودة في مراكش لطالما واجهت مشاكل في ايجاد على وظيفة، وتقول "اعترفوا بشهادة البكالوريوس لكن ليس بشهادة دوغ، وتابعت دورة تدريبية في إدارة الأعمال لكنني سرعان ما واجهت عوائق مع ولادة أبنائي"، وفي نيسان/أبريل 2012، انقلبت حياة نعيمة رأسا على عقب بعدما سمعت عن مشروع دوكاس وتقدمت بطلب للمشاركة فيه من دون تردد، وتشرح "تم انتقاء المشاركين وفقا لمدى اندفاعهم، وكانت هذه المرة الوحيدة التي لم أواجه فيها عائقا لمجرد أنني امرأة لديها أولاد وأعيش في سارسيل"، وبعدما تم اختيارها من بين 84 مرشحة، تابعت دورتها التدريبية في مطعم "سبون" الذي يقع بالقرب من الشانزيليزيه والذي يرتاده ممثلون ونجوم كثر، وسرعان ما تعلمت نعيمة قوانين المطعم وطريقة عمله، ويقر الطاهي الفرنسي باتريك مارجري الذي يعلم في معهد المهن الحرفية بأنها "كانت الطالبة الفضلى في الدفعة وكانت مجتهدة جدا"، وبعد أربعة أسابيع فقط من نيلها الشهادة، في صيف 2011، اتصل القيمون على قصر ماتينيون بنعيمة.

وتقول هذه الأخيرة مبتسمة "حصلوا على رقمي من آلان دوكاس ووافقت طبعا!"، وتشير إلى أنها لا تندم "ولو للحظة" على هذا الخيار على الرغم من "الضغط" المرتبط بمكان عملها الجديد، وتقول "في البداية، كنت ضائعة قليلا لكن زملائي احتضنوني بسرعة"، معربة عن سعادتها بتعلم "أشياء جديدة كل يوم"، وتضيف "في البداية، لم أكن أعرف سوى المطبخ المغربي، أما اليوم فأعرف كل الاطباق الكلاسيكية في فن الطبخ"، وعند سؤالها عن صعوبة تنظيم وقتها بسبب جدول أعمالها الجديد، تجيب "أتدبر أمري، الأهم هو عدم الذعر"، مشيرة إلى أن زوجها وأولادها "يدعمونها بالكامل"، وتختم بالقول "أحاول أن أطهو في المنزل كل الأطباق التي أتعلمها في العمل، اختصاصي الجديد هو كعكة الشوكولا الطرية التي يحبها أولادي كثيرا!".

"كوك اند غو"

الى ذلك ما العشاء هذا المساء؟، للرد على هذا السؤال الذي يقض مضاجع الكثير من ربات العائلات اليائسات وسكان المدن، يقترح مشغل الطبخ "كوك اند غو" انجاز كل اطباق الاسبوع بمساعدة طاه فرنسي، وتقول ناتالي نفيللي وهي تعد حلوى بالاناناس والمانغا وقد بدا عليها الارتياح الشديد "نختار الوصفات، نأتي الى هنا ويوفر لنا كل شيء وتتم مساعدتن، في غضون ساعة والنصف الساعة نكون قد انجزنا كل شيء، وانتهينا من مشقة تحضير الطعام كل مساء في الاسبوع!"، ويضيف جوليان وفيرجيني اللذان اتيا معا لاختبار المشغل الذي اطلق في ليل (شمال فرنسا في كانون الاول/ديسمبر "ان الامر عملي للغاية فلا نحتاج الى شراء الحاجيات ولا الى غسل الصحون والاقدار، لا نهتم بشيء وهذا امر مريح للغاية"، المفهوم بسيط جد، يقول بونوا كافراي احد طاهيين يشرفان على الطهاة المتدربين في ليل "نقترح على الناس انجاز ستة اطباق لذيذة يأخذونها معهم، في مقابل 39 يورو نوفر لهم كل شيء، المكونات والوصفات والادوات الضرورية فضلا عن مساعدة طاه او عدة طهاة لانجاز" الاطباق. بحسب فرنس برس.

وفي برنامج شهر اذار/مارس مثلا 12 وصفة يمكن الاختيار من بينها مثل فطيرة السلمون والجبن والكراث وتورتة السبانخ وجبن الماعز او حلوى الشكوكولا الابيض والكاراميل، ويؤكد بونوا كافراي "انها وصفات متقنة معدة بطريقة تثير شهية الناس وتعطيهم افكارا جديدة الا ان انجازها سهل"، وتؤكد الشقيقتان كانديس واوريليا غوتادورو (26 و23 عاما) "الاسعار مقبولة ويتم تفسير كل شيء، ويمكننا ان نطرح الاسئلة في حال شعرنا بالتردد"، وقد انشأ مقاول من ليون مشغل "كوك اند غو" العام 2006 وهو يقدم عدة مشاغل لاطباق يمكن اخذها الى المنزل من خلال ثمانية متاجر في باريس وليون وغرونوبل وليل ومرسيلي، وقد بلغ رقم اعماله 1،6 مليون يورو في العام 2011، ومشغل ليل يجذب حوالى عشرة حجوزات اسبوعيا تحت شعار "ستة اطباق تحملونها الى المنزل"، ويقول الطاهي "لقد بدأ المفهوم ينتشر والناس يعودون او يتحدثون الى اصدقائهم، نشعر باهتمام لا سيما في صفوف سكان المدينة والطلاب"، ويقول بونوا كافراي ان "جوهر الزبائن هم اشخاص لم يعتادوا الطبخ"، وتؤكد الطاهية الثانية فاني فاسور "اتاني شاب في احد ايام وقال لي انه لم يمسك سكينا في حياته وكان الاكل يقتصر عنده على الاطباق المجلدة التي يضعها سريعا في المايكرويف".

ويقر سيريل هوستشسي (26 عاما) انه ليس بعيدا كثيرا عن ذاك الشاب، ويوضح وهو يعد فطيرة بلحم البط "صديقتي اهدتني هذه الدروس، اظن انها تأمل في ان اتولى اكثر فاكثر تحضير الطعام"، يعكف سيريل على انجاز عمليات تقنية دقيقة بتركيز كبير مثل فرم الكراث وازالة جلد السمك وفرم الخضار مكعبات صغيرة ويقول بين مهمة واخرى "لا بأس بادائي" معربا بدهشة عن شعوره بارتياح كبير، اما كانديس واوريليا فتسيطران على الوضع كلي، تقولان "نحن اعتدنا الطبخ ونتابع كل البرامج التلفزيونية من امثال (ماستر شيف)، هنا لدينا الفرصة للحصول على نصائح الطهاة لتسحين ادائنا"، ويختم كافراي قائلا "الفكرة تقوم على ان كل شخص من المبتدأ الى الخبير يخرج من هنا وقد تعلم شيئا جديد، نحن هنا لنعطي الناس الرغبة في الطبخ وازالة هواجس المبتدئين واعطاء افكار جديدة للذين لديهم خبرة".

بسكويت "اوريو" بعد مئة عام

من جهة اخرى فهو من الناحية التقنية "ساندويتش من البسكويت بالشوكولا" مصنوع من السكر والدقيق والزيت وشراب الذرة، والشوكولا بطبيعة الحال، الا ان "اوريو" الذي يحتفل بمرور مئة عام على بدء انتاجه هو رمز اميركي والبسكويت الاكثر مبيعا في البلاد مع محبين في العالم باسره، وللاحتفال بهذا البسكويت الدائري المزدوج الاسود اللون الذي تتوسطه طبقة من الكريما البيضاء، حصلت تجمعات عفوية في سبع مدن اميركية من بينها لوس انجلس فيما اطلقت العاب نارية في شنغهاي ونظمت حفلات اعياد ميلاد في السعودية ووزع البسكويت في فنزويل، واكدت ماغي بوي (18 عاما) خلال احد هذه التجمعات "اوريو هو بسكويتي المفضل"، ويقول جون غينجو مدير "اوريو غلوبال" في بيان صحافي بشيء من الفلسفة "في عالمنا المضطرب يواجه الناس ضغوطا متزايدة، الا ان تذوق بسكويت اوريو مع كوب من الحليب يعكس دائما حقيقة بشرية، اممية، ففي داخل كل واحد منا طفل يستحق ان يكون حرا من وقت الى آخر"، ويباع بسكويت اوريو وهو من انتاج مجموعة "كرافت" الاميركية العملاقة في اكثر من مئة بلد، ويدر اكثر من مليار ونصف المليار دولار سنويا على شركة كرافت احد اكبر مجموعات الصناعات الغذائية في العالم. بحسب فرانس برس.

وكان هذا البسكويت يصنع اساسا في في افران مصنع نابيسكو في منطقة تشيلسي في نيويورك ويباع في متجر للحلويات في هوبكون في نيوجيرسي على الضفة المقابلة من نهر هادسن، وكان يومها اكبر حجما ويبلغ سعر نصف الكيلوغرام منه 30 سنتا اي ما يوازي 6،69 دولارات راهن، وقد لاقى رواجا سريعا جد، وتوسعت المجموعة مع كريما بالحامض في عشرينات القرن الماضي فيما تتوافر راهنا نماذج مصغرة منه بزبدة الفستق واخرى بثلاث طبقات، وقد صدرت نسخة محدودة تتوافر لمدة ستة اسابيع بمناسبة هذه المئوية، وتفيد مجموعة كرافت ان نصف المستهلكين ولا سيما النساء يتبعون "الطقس" المتبع في الاعلانات اي "تويست، ليك، دانك" اي إفتل البسكويت لفصله والحس الكريما بالفانيلا واغمس البسكويت في كوب من الحليب، وبات الان لبسكويت اوريو كتب طبخ واقداح والعاب وكتب للاطفال ودمى باربي وكيس للتبضع "اوريو" فضلا عن المثلجات بالاوريو من ماركة "بن اند جيريز"، وفي فترة مطالبة السود بحقوقهم كان اطلاق اسم "أوريو" على احد السود اي بمعنى انه اسود من الخارج وابيض من الداخل، يعتبر اهانة على ما قال المؤرخ جيرالد تومسون المتخصص في البسويكت العام 1991.

الكلمات المتعلقة بالطعام

بدورها وجدت دراسة جديدة، أن الأشخاص الجياع، يرون الكلمات المتعلقة بالطعام أكثر وضوحاً من الذين أكلوا وشبعو، وقال العلماء في جامعة "نايس صوفيا انتيبوليس" الفرنسية في دراستهم التي نشروها في مجلة "العلوم النفسية" الأميركية، إنه تم اكتشاف أن مدى شعورنا بالجوع يؤثر مباشرة على كيفية نظرتنا للأمور، وقد نظر من شملتهم الدراسة في مجموعة من الكلمات بشكل سريع، فتبين أن من كانوا يشعرون بالجوع كانوا أفضل في تحديد الكلمات المتعلقة بالطعام، وقالوا إن هذه الكلمات بدت أكثر ظهور، وطلب الباحث رمي رادل، رئيس فرق البحث، من 42 طالباً الحضور عند منتصف النهار بعد 3 إلى 4 ساعات من الصوم عن الطعام، وطلب بعدها من البعض العودة بعد 10 دقائق من دون أن يكون لديهم الوقت الكافي لتناول الطعام، فيما طلب من الباقين العودة بعد ساعة من تناول الطعام، وشاهد المشاركون بعدها على شاشة الكمبيوتر 80 كلمة عرضت بشكل سريع جداً بحيث لا يمكن للعين تمييزها بالشكل المطلوب، وتبين أن الأشخاص الجائعين كانوا أفضل في تحديد الكلمات المرتبطة بالطعام بشكل صحيح. بحسب يونايتد برس.

"ماك اند تشيز"

على صعيد ذي صلة قد يعتقد الكثيرون أن الهمبرغر هو الطبق الوطني في الولايات المتحدة، لكن الأميركيين يعشقون في الدرجة الأولى طبق "ماك اند تشيز" التقليدي الذي بات رائجا جدا مؤخرا إلى درجة افتتاح مطاعم متخصصة فيه، وتقول ريبيكا هارمان وهي موظفة حكومية في واشنطن بينما تقف في الصف أمام مطعم "كاب ماك" المتنقل إن طبق "ماك اند تشيز" المؤلف من المعكرونة والجبن، "رائع وغني ودسم، تماما كالأميركيين!"، ويتألف هذا الطبق الذي يواظب الأميركيون على تناوله طوال حياتهم من "معكرونة مع صلصة بيشاميل بالجبنة، وخصوصا الجبنة الصفراء وخردل وفليفلة يضاف إليها جبنة مبروشة"، على ما يشرح طاهي "كاب ماك" الشاب براين أرنوف، ويضيف أرنوف الذي تعلم طهو المعكرونة في مدينة فلورنسا الايطالية "إنه من الأطباق المفضلة لدى الأميركيين، إنه طبق تقليدي يحبه الناس ويتناولونه إما كطبق رئيسي وإما كطبق ثانوي، والأميركيون يبدأون بتناوله منذ الطفولة ويكبرون معه"، ويقول الزبون نيك برودريك (29 عاما) الذي يعمل في مجلس الشيوخ المجاور للمطعم "الجميع يحبه، الصغار والكبار، إنه سهل التحضير ولذيذ وغير مكلف"، وفي كل المتاجر الأميركية الكبرى، يملأ طبق "المعكرونة والجبنة" الرفوف في علبة زرقاء تحمل اسم "كرافتس فودز" التي اخترعت هذا الطبق معلبا سنة 1937 مع صلصة من البودرة تذوب بالحليب. بحسب فرانس برس.

ويعود هذا الطبق إلى القرون الوسطى، على حد قول صاحب أحد المطاعم يدعى روبرت دون ويؤكد أن الطبق "مذكور في كتب للطبخ من القرن الرابع عشر في ايطاليا" وأن توماس جيفرسون قدمه سنة 1802 في البيت الأبيض "كطبق ثانوي"، ويضيف دون أن الطبق موجود في الولايات المتحدة "قبل الهمبرغر والهوت دوغ بفترة طويلة"، ومنذ ثلاث سنوات، افتتح دون البالغ من العمر 42 عاما والمتحدر من كونتيكت (شمال شرق) مطعم "ماك داديز ماكاروني تشيز بار" الذي يحقق نجاحا كبير، ويقول "سوف تفتتح عشرة مطاعم في تكاس وخمسة أخرى في كاليفورنيا ومطعمان في واشنطن واثنان آخران في نيويورك"، ويقدم صاحب المطعم حوالى عشرين وصفة "ماك" تشمل أنواعا مختلفة من المعكرونة والجبن مع الفطر والدجاج والسبانخ والهليون والقريدس والكركند، ويقول عن المطاعم المتخصصة إنها "رائجة جدا وسوف تستمر"، ويضيف "نحن نمر بأوقات عصيبة من الناحية المادية والزبون العادي ينفق عندي 12 دولارا في مقابل طبق ومشروب".

ومع أن طبق "ماك اند تشيز" يتميز بسعره المنخفض إلا أننا نجده أيضا في المطاعم الفخمة حيث يقدم مع الكركند أو الكم، ويقول آدم سوبل وهو طاه في فندق "فور سيزنز" في واشنطن "إنه طبق يعشقه الأميركيون و(تقديمه مع الكمأ) يضفي عليه أناقة وترفا"، ويعمد البعض إلى تحويل هذا الطبق التقليدي إلى سوشي أو همبرغر أو بيتز، وقد نشرت صحيفة "واشنطن بوست" في وقت سابق الأفكار غير المعدودة التي يمكن إضافتها إلى هذا الطبق، لكن مزيج الكريما والزبدة والجبنة واللحم هذا له مساوئه، فيقول ديفيد ميد (45 عاما) الذي يعمل في وزارة العمل إنه يحاول ألا يتناول الطبق "إلا مرة في الشهر" لأنه يسبب السمنة، ويضيف صاحب مطعم "ماك دادي" "إنه طبق يسعد الناس فعندما يأكلون، لا يفكرون في السعرات الحرارية"، ويؤكد وهو يضحك أنه لن يذكر كمية السعرات الحرارية على قوائم الطعام "إلا إذا فرض القانون ذلك!".

كذبة اول نيسان

من جانبهم فان مروجو جبنة ايمانتال السويسرية الشهيرة حققوا الكثير من الدعاية المجانية لمنتجهم من خلال كذبة اول نيسان بعدما اطلقوا "جبنة ايمانتال بتقنية بو بريص"، وبدأت "الكذبة" اعتبارا من مطلع اذار/مارس مع بيان صحافي يعلن عن سابقة عالمية الا وهي "ايمانتال بتقنية بو بريص" العظاية الصغيرة التي تهوى اكل الذباب الذي يثير توتر الابقار، ومن خلال فيلم دعائي بث عبر يوتيوب والتلفزيون السويسري روج لهذا الابتكار العالمي الذي يرتكز الى وقائع علمية لا تدحض: ففي في حال كانت الابقار اقل توترا من جراء الذباب فهي ستدر حليبا افضل وسيكون الجبن تاليا افضل، ودعي سكان برن الى تذوق هذه الجبنة الجديدة الاحد حيث كشف المروجون عندها ان الامر مجرد "كذبة اول نيسان"، وقالت منظمة "ايمانتلر" ان مئة الف شخص شاهدوا فيلمها الدعائي والف شخص اتوا لتذوق الجبنة الجديدة في برن وتحدثت 50 وسيلة اعلام عن الحدث من دون ان تكون على علم فعلا ان كان "كذبة اول نيسان" ام لا، وقد اتصلت عدة متاجر لبيع الجبن بالمفرد لعرض بيع المنتج الجديد. بحسب فرانس برس.

"ابتعدوا ولا تعودوا"

من جانب اخر أصابت الدهشة فريد بينيت، مالك معطم في نيوزيلندا، عندما وجد أن مطعمه الذي يقدم وجبات تايلاندية، يحظى بإقبال من النيوزيلنديين دون التايلانديين، وبحسب ما ذكرته صحيفة "نلسون ميل"، لم يدرك بينيت السر وراء ذلك، إلا عندما غادر الطاهي التايلاندي الذي كان اقترح عليه اسماً جديداً، يضعه على لافتة المطعم، الواقع بمدينة نلسون في ساوث آيلاند، وكذب الطاهي عندما أخبر بينيت أن ما كتبه على اللافتة يعني "أهلا ونتمنى رؤيتكم ثانية"، وعندما وصل طاه جديد، كان أول سؤال له لبينيت، "لماذا أطلقت على مطعمك اسم، ابتعدوا ولا تعودوا؟"، وقال بينيت في حزن للصحيفة، "أود أن أعتذر للتايلانديين عن الإساءة إليهم، وهو ماحدث بالفعل"، وقام بتغيير اسم المطعم ليصبح " فيكتوري تاي"، "التايلانديون المنتصرون".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/نيسان/2012 - 4/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م