أ/ بانوراما لمختصر تاريخ السودان:
• دخل الإسلام السودان في عهد الخليفة عثمان بن عفان (عام 31 هـ)
لتأمين التجارة بين مصر السودان.
• ثم قامت ممالك إسلامية 1505م – 1820م مثل مملكة الفونج والسلطنة
الزرقاء.
• عام 1821م حكم محمد على باشا حاكم مصر (نيابة عن تركيا) السودان.
• عام 1898م قامت الثورة المهدية في السودان.
• عام 1938م بدأ الإستعمار الإنجليزي والحكم المصري على السودان.
• 1955م منح السودان حق تقرير المصير.
• 1/1/1956م إستقل السودان من الحكم الإنجليزي/المصري.
• عام 1955م بدأ التمرد بعصيان كتيبة جنوبية تابعة للجيش السوداني
في مدينة توريت.
• عام 1963م إستلم الفريق إبراهيم عبود الحكم بإنقلاب عسكري.
• عام 1963م تكونت حركة الإنانيا بزعامة جوزيف لاقو.
• عام 1964م أكتوبر إثر ثورة شعبية عادة الحياة الحزبية التعددية
للمرة الثانية وتركت الخيارات الثلاثة متاحة للجنوب: الوحدة أو
الإنفصال أو الكونفدرالية.
• 25 مايو 1969م عاد الجيش بإنقلاب عسكري تزعمه جعفر نميرى حتى 19
أبريل 1985م.
• عام 1985م تسلم السلطة عبدالرحمن سوار الدهب.
• عام 1986م عادة الديمقراطية الثالثة للسودان وفاز فيها الصادق
المهدى عن حزب الأمة وأحمد الميرغنى.
• عام 1955- 1973م أبرمت إتفاقية سلام في مؤتمر المائدة المستديرة
في أديس أبابا.
• عام 1989م إستلم الجيش السلطة بقيادة عمر حسن أحمد البشير.
• عام 1983م بدأ التمرد وبدأت جولة جديدة من المفاوضات إنتهت
بإتفاقية السلام الشامل CPA عام 2005م.
ب/ اذن ما هي اتفاقية السلام الشامل CPA للعام2005م:
اتفاقية السلام الشامل هي عبارة عن مجموعة وثائق وبروتكولات مثلت
في النهاية اتفاقية سلام شامل تتكون من 6 أبواب وهي:
1/ اتفاقية مشاكوس: والتي تحدثت عن المبادئ العامة وحسن النوايا
ووقف العدائيات والديمقراطية وانشاء المفوضيات وحرية العبادة واحترام
حقوق الانسان.
2/ قسمة السلطة: والتي نصت على 52% من عضوية المجلس الوطني للمؤتمر
الوطني و28% للحركة الشعبية و14% للقوى السياسية و6% للقوى السياسية
الجنوبية وبان يظل الرئيس عمر البشير رئيسا للحكومة ويصبح سلفاكير رئيس
حكومة الجنوب.
3/ قسمة الثروة: قسمت ثروة البلاد بين اقاليم البلاد بالتساوي وقسمت
عائدات البترول بالتساوي 50% للشمال و 50% للجنوب بالاضافة إلى 50% من
جملة ايرادات الجنوب للجنوب بالاضافة إلى منح الجنوب النسبة الممنوحة
لكل ولاية من الدخل القومي للبلاد وبالاضافة إلى نسبة اضافية للولايات
الجنوبية الاكثر تضرراً من اثار الحرب ويشمل ذلك ولايات جنوب كردفان
والنيل الازرق وجبال النوبة.
4/ بروتكول أبيي: أهم ما ورد فيه منح قبيلة المسيرية حق الرعي عبر
أبيي وتقسيم بترول أبيي بنسبة 50% للحكومة 42% لحكومة الجنوب، واقر
الحفاظ على حدود عام 1956م ما لم تعدل بواسطة إجراء متفق عليه.
5/ بروتكول جنوب كردفان والنيل الازرق: والذى قرر مراعاة الحريات
الاساسية وعرّف حدود الولاية كما هي عليه الان، ودعا لاجراء مشورة
شعبية في الولايتين بواسطة الحكومة والحركة ديمقراطياً للتعبير عن
رايهم في الاتفاقية.
6/ بروتكول الترتيبات الامنية : دعا إلى توحيد الجيشين في حالة
الوحدة وان يتم فصل الجيشين جنوب وشمال حدود 1956م حال الانفصال.
ج/ اهداف عامة لاتفاقية السلام الشامل:
- نصت اتفاقية السلام الشامل على قيام استفتاء حول الوحدة بين
الشمال والجنوب او الانفصال بعد ستة سنوات من بدء تطبيق اتفاقية
السلام.
- كما نصت الاتفاقية على قيام استفتاء منفصل لمنطقة أبيي متزامن مع
الاستفتاء العام
- ونصت الاتفاقية على إجراء مشورة شعبية في كل من ولاية النيل
الازرق وجنوب كردفان وجبال النوبة ايضاً في نفس الوقت.
- بالرغم من انه حامت شكوك كثيرة حول احترام التزام الحكومة بقيام
الاستفتاء في وقته المحدد إلا ان الحكومة السودانية عكس كل التوقعات
عقدت الاستفتاء في وقته المحدد، وخرجت نتائجه في صالح انفصال جنوب
السودان من الدولة الام بنسبة عالية، واصبح الجنوب دولة قائمة بذاتها
في 9 يوليو 2011.
- كان الاستفتاء آخر خطوات تطبيق بنود اتفاقية السلام الشامل إلا ان
بعض الالتزامات لم تحل وظلت هناك مجموعة من الموضوعات المعلقة والتي
اطلق عليها اسم قضايا ما بعد الاستفتاء وهي قضية الحدود والبترول
والمياه والجنسية والديون والعملة والامن وأبيي ويمكن اضافة قضيتي جنوب
كردفان والنيل الازرق بالرغم من انهما ليست ضمن قضايا ما بعد الاستفتاء
بسبب انهما قضايا حدثت مؤخراً لاسباب اخرى سنقوم بشرحها.
- بالعودة إلى قضايا ما بعد الاستفتاء فاننا نجد ان معظم هذه
القضايا تمت معالجتها وحلها وبعضها غير ملح. من هذه القضايا قضية
الجنسية (تم حلها) قضية الديون (تم حلها) قضية العملة (تم حلها) قضية
الحدود (تم حل 80% منها وتبقى القليل). ومن القضايا الشائكة التي تبقت
قضيتي أبيي والبترول اضيفت اليهما قضيتي جنوب كردفان والنيل الازرق.
د/ قضايا ما بعد الاستفتاء: وهي قضية (الحدود والبترول والمياه
والجنسية والديون والعملة والامن وأبيي ويمكن اضافة قضيتي جنوب كردفان
والنيل الازرق).
1/ البترول: بدأ السودان انتاج وتصدير البترول في يوليو 1998م وصل
الانتاج 150 ألف برميل في يونيو 1999م بواسطة شركات اجنبية وحتى بلغ
الانتاج 600 ألف برميل في اليوم مع العلم بأن 85% من انتاج النفط في
جنوب السودان. المشكلة الاساسية في البترول ان البترول شكل اكثر من 60%
من الدخل القومي للسودان الشمالي واكثر من 90% من الدخل القومي للجنوب
بمعنى انه اصبح لا غنى عنه للدولتين لذلك النزاع حوله يمكن ان يكون
مدخلاً جديداً لحرب جديدة. الامر الاخر ان ابار البترول 80% منها
موجودة في الجنوب وانابيب نقل البترول والمصافي والبنيات التحتية كلها
في الشمال، لذلك فأن هذه المعادلة عقدت الوضع الا انها سهلت الحلول
ايضاً حيث اصبح لابد من ان يتعاون الطرفان لإيجاد صيغة مقبولة لاقتسام
هذا المورد الهام للجانبين، إلا ان الانتاج مازال مستمر ولم يتوقف بعد،
لكن يظل في الامر تعقيدات يمكن ان يعرض الوضع كله لحرب جديدة ربما.
2/ قضية أبيي: كما اسلفت فأن أبيي منطقة تقع شمال حدود 1956م وهي
الحدود التي اعتمدتها اتفاقية السلام الشامل في بروتكول أبيي صراحة إلا
ان المنطقة يقطنها قبيلة دينكا نقوك وتتبع لقبائل الجنوب ويسكنها ايضاً
قبيلة المسيرية التي تتبع للشمال بسبب هذا التداخل فقد نصت اتفاقية
السلام الشامل على استفتاء اهل ابيي على رغبتهم في تبعية منطقتهم إلى
الجنوب ام إلى الشمال على ان يكون هذا الاستفتاء في الوقت نفسه الذي
يقام فيه الاستفتاء في الجنوب إلا ان الحركة الشعبية رفضت اشتراك قبائل
المسيرية في الاستفتاء باعتبارهم قبائل رعوية رحل بالرغم من النص
الواضح لبروتكول أبيي الذي يمنح دينكا نقوك والقبائل الاخرى الساكنة حق
التصويت في هذا الاستفتاء مما ادى في النهاية إلى تعطيل وعدم قيام
عملية الاستفتاء، وبذلك تفجر الموقف، وحصل هجوم جيش الحركة الشعبية على
قوة عسكرية من القوات المسلحة السودانية المنسحبة بصحبة قوات تابعة
للامم المتحدة تنفيذاً لبند اتفاقية السلام الشامل القائل بانسحاب
القوات المسلحة للجانبين إلى خارج منطقة أبيي واحلالها بقوات مشتركة
لحين انهاء ازمة أبيي اثر اتفاق تم في اديس ابابا، وزادت هذه الحادثة
من ازمة الموقف في أبيي واضطرت القوات المسلحة السودانية الاحتفاظ
بحقها في الرد على ذلك الهجوم ففرضت سيطرتها على أبيي بالفعل فيما بعد
وظل الموقف متوتر بين الجانبين إلى ان تم الوصول إلى اتفاق تنسحب
بموجبه القوات المسلحة السودانية وقوات الحركة خارج منطقة أبيي جنوباً
وشمالاً وتدخل قوات اممية أثيوبية لحفظ الامن في أبيي لحين ايجاد تسوية
سلمية للقضية. ومازالت المفاوضات والوسطاء يحاولون ايجاد تسوية سلمية
لازمة أبيي.
3/ جنوب كردفان: جرت انتخابات عامة في السودان: انتخابات ولائية
وانتخابات رئاسية، في الانتخابات الرئاسية والتي فاز فيها الرئيس عمر
حسن احمد البشير باغلبية ساحقة حيث شهد الانتخابات مراقبون دوليون
ومنظمات دولية ومراكز بحوث شهدت كلها بنزاهة تلك الانتخابات والتي
تنافس فيها مرشحون لاكثر من عشرة احزاب سودانية بما فيها الحركة
الشعبية, وفي الانتخابات الولائية وتحديداً ولاية جنوب كردفان المتاخمة
لدولة الجنوب تنافس على منصب والي الولاية مرشحان: مرشح للمؤتمر الوطني
اسمه احمد هارون ومرشح للحركة الشعبية قطاع الشمال اسمه عبد العزيز
الحلو وكانت المنافسة قوية بين المرشحين وفاز مرشح المؤتمر الوطني
بمنصب والي الولاية إلا ان عبد العزيز الحلو مرشح الحركة الشعبية قطاع
الشمال تصرف تصرفاً غير متوقع بأن تمرد على حكومة الولاية وقام بقصف
منزل الوالي الجديد واضطرت حكومة الولاية للدخول في حرب مع التمرد
الجديد الذي قاده عبد العزيز الحلو مرشح الحركة الشعبية قطاع الشمال
بسبب فشله في الفوز بمنصب والي الولاية، وسبق وان رفعت الحركة الشعبية
شعاراً في هذه الانتخابات يقول النجمة أو الهجمة بمعنى اما الفوز او
الهجوم العسكري والتمرد على الحكومة، وبالفعل نفذ ما وعد به وقام
بالهجوم العسكري مما ادى إلى نزوح العديد من المدنيين في المنطقة إلى
مناطق مجاورة وكان هذا السبب الأساسي في نزوح الاف المدنيين الى خارج
المنطقة مما ادى الى معاناتهم.
4/ ولاية النيل الازرق: جرت الانتخابات في ولاية النيل الازرق
الحدودية مع حدود الجنوب كما جرت في كافة الولايات السودانية الاخرى،
وفي هذه الانتخابات فاز مرشح الحركة الشعبية مالك عقار على مرشح
المؤتمر الوطني فرح عقار، وتعاملت معه الحكومة على انه الوالي المنتخب
ودعمته بالمال لانشاء المشاريع واحداث تنمية في ولايته إلا ان مالك
عقار بحكم انتمائه للحركة الشعبية قطاع الشمال والتي مارست عليه ضغوط
للتمرد على السلطة في الخرطوم ومارست ايضاً حكومة الجنوب ايضاً ضغوطاً
عليه للانضمام لتمرد عبد العزيز الحلو بالرغم من انه حاكم الولاية، إلا
انه بالفعل تمرد على ولايته وهذا شيء غريب، حيث ان شخص يحكم ولايته
ويتمرد عليها السؤال ماذا يريد ان كان يريد ان يحكم فالحكم بين يديه،
للاجابة على هذا السؤال يجب ان نعرف ان المخطط تحت شعار النجمة او
الهجمة كان شعاراً لمؤامرة مدبرة لقلب نظام الحكم ليس في جنوب كردفان
والنيل الازرق فقط انما كان الهدف منه هو الانقلاب على الحكم في
السودان كله واستلام السلطة بعملية عسكرية بالتعاون مع الحركة الشعبية
والحركة الشعبية قطاع الشمال وحكومة جنوب السودان الجديدة، حيث انه لا
يوجد أي تفسير غير ذلك، فكيف يتمرد شخص حاكم لولاية ويتمرد على ولايته
التي يحكمها؟!.
5/ هجليج: في 10 ابريل 2012م احتل جيش الحركة الشعبية منطقة هجليج
التى تتركز فيها حقول بترول حكومة شمال السودان بعد ان قررت حكومة جنوب
السودان وقف ضخ بترولها عبر خطوط انابيب نقل البترول المملوكة للشمال
مشيرا الى ان دواعي الحقد الاعمى وضرب مصالح الشمال من بين الدوافع
التي دفعت دولة الجنوب للإقدام على هذا العدوان وان دولة السودان تحتفظ
بحقها في الرد واعادة هجليج الى سيادة اراضيها.
* القائم بأعمال سفارة السودان في العاصمة
الأميركية
** نص كلمة القيت في ندوة مركز الحوار العربى
بواشنطن |