شبكة النبأ: تسعى الصين كغيرها من دول
العالم الى تطوير وبناء قدراتها العسكرية خصوصا مع تنامي وتساع رقعة
الخلاف الدولي وسعي بعض الدول للهيمنة والتفرد بإصدار القرار، ويرى بعض
المراقبين ان المساعي الصينة بتطوير قدراتها العسكرية هو نتاج طبيعي
ورد مباشر لكل تهديد محتمل من قبل خصومها في المنطقة التي عززت قدراتها
القتالية واصبحت بمثابة الشبح المرعب الذي يهدد امنها واستقرارها
الداخلي، وفي هذا الشأن فقد اشارت اخر التقارير ان الصين ستزيد الانفاق
على الشرطة واجهزة "الامن العام" الاخرى بنسبة 11.5 في المئة لتصبح 111
مليار دولار هذا العام . واظهرت هذه الارقام تجاوز الانفاق على القانون
والنظام الداخلي مرة اخرى ميزانية الدفاع. وتظهر هذه الارقام مدى حذر
الحزب الشيوعي الصيني الحاكم ضد الاضطرابات على الرغم من النمو
الاقتصادي القوي وسنوات من زيادات الميزانية لوكالات القانون والنظام
والتي ادت الى جعل الانفاق عليها يتجاوز النفقات العسكرية لاول مرة في
عام 2010.
وكشف النقاب عن هذه الزيادة في ميزانية الصين للشرطة وامن الدولة
والميليشيات المسلحة والمحاكم والسجون واجهزة "الامن العام" الاخرى في
تقرير وزارة المالية في بداية الدورة البرلمانية السنوية. وحددت الصين
701.8 مليار يوان (111.4 مليار دولار) كانفاق اجمالي للحكومة المركزية
والحكومات المحلية على "الامن العام" مقابل 629.3 مليار يوان في 2011 .
وستنفق الصين لزيادة ميزانية الدفاع بنسبة 11.2 في المئة هذا العام
لتصبح 670.3 مليار يوان (106.4 مليار دولار).
واعلن الناطق باسم البرلمان لي جاوتشينغ ان ميزانية الدفاع في الصين
ارتفعت بنسبة 11,2 بالمئة في 2012 لتبلغ 670,27 مليار يوان (80,6 مليار
يورو). وقال لي في مؤتمر صحافي "لدينا بلد كبير يملك ساحلا بحريا طويلا
لكن نفقاتنا الدفاعية تبقى اقل نسبيا من نفقات باقي الدول الكبرى".
وهذه الزيادة التي تتجاوز العشرة بالمئة هي اكبر من نمو اجمالي الناتج
الداخلي (9,2 بالمئة في 2011)، عشية بدء الدورة العامة للهيئة
التشريعية. الا ان لي الذي شغل في الماضي منصب وزير الخارجية اكد ان
"النفقات العسكرية الصينية لم تمثل سوى 1,28 بالمئة من اجمالي الناتج
الداخلي في 2011 بينما تتجاوز النسبة في الولايات المتحدة وبريطانيا 2
بالمئة". واضاف ان "الحكومة الصينية تتبع مبدأ التنسيق بين تطور دفاعها
وتطورها الاقتصادي".
ويقول خبراء ان الحجم المعلن للميزانية العسكرية للصين اقل من
النفقات العسكرية الفعلية. وصرح ويلي لام من الجامعة الصينية في هونغ
كونغ ان "الميزانية الحقيقة تبلغ حوالى ضعف ذلك". وكانت الزيادة
الرسمية للميزانية هي 12,7 بالمئة في 2011 و7,5 بالمئة في 2010 لكنها
تجاوزت العشرة بالمئة في معظم السنوات العشرين الاخيرة.
ويمكن ان تؤجج هذه الزيادة الجديدة التوتر في غرب المحيط الهادىء
حيث تؤكد بكين طموحاتها وخصوصا حول ارخبيلات متنازع عليها مع اليابان
وفيتنام والفيليبين. وقال آرثر دينغ من معهد العلاقات الدولية في جامعة
شينغشي في تايبيه لوكالة فرانس برس ان "على الصين ان توضح وتحاول اقناع
بلدان المنطقة باسباب حاجتها الى تطور من هذا النوع". بحسب فرنس برس.
واضاف ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تولي اهمية متزايدة
الى منطقة آسيا والمحيط الهادىء حيث تشعر بالقلق من تنامي قوة جيش
التحرير الشعبي، اكبر جيش في العالم والذي تبقى برامجه محاطة بالسرية.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن في تشرين الثاني/نوفمبر ان
بلده ستعزز وجودها العسكري في استراليا في قرار رأت فيه بكين "عقلية
الحرب الباردة". وتنوي واشنطن ايضا نشر سفنها الحربية في سنغافورة
وتعزيز قواتها في الفيليبين وتايلاند.
وتقول الصين ان تقنياتها العسكرية متأخرة عن تلك التي تملكها
الولايات المتحدة بمقدار عشرين الى ثلاثين عاما، وتؤكد ان تحديث جيشها
هدفه محض "دفاعي". لكن الوقائع لا تنطبق على هذا الموقف اذ ان بكين
تمتلك وسائل عدة لنشر قواتها. وتملك الصين عدة برامج عسكرية مهمة
وخصوصا مطارداتها المقاتلة "جي-20" او بناء عدة حاملات طائرات قامت
اولها برحلة في البحر في آب/اغسطس 2011. كما يمتلك الجيش الصيني صاروخا
بالستيا يمكن ان يصيب سفنا حربية على بعد آلاف الكيلومترات. وستتضاعف
ميزانية الدفاع الصينية حتى 2015 وستتجاوز نفقات القوى العسكرية الكبرى
في آسيا المحيط الهادىء مجتمعة، كما ذكر معهد اميركي للابحاث منتصف
شباط/فبراير الماضي.
حادث جديد
في السياق ذاته أجج حادث جديد بين البحرية الفيليبينية وسفن صيد
صينية تعمل في بحر الصين الجنوبي التوتر بين البلدين اللذين يتنازعان
مع دول متشاطئة السيطرة على هذه المياه الغنية بالاسماك والنفط. وكانت
سفينة "غريغوريو دل بيلار" التابعة للبحرية الفيليبينية اعترضت ثماني
سفن صيد صينية راسية في مياهها قبالة جزيرة سكاربورو (غرب) عندما تدخلت
سفينتا مراقبة للبحرية الصينية. واوضح بيان الحكومة ان "الوضع كان لا
يزال متأزما ".
واجرى وزير الخارجية الفيليبيني البرت دل روزاريو اتصالا هاتفيا
بالسفير الصيني في مانيلا ما كيقينغ لابلاغه ان المنطقة "جزء لا يتجزأ
من الاراضي الفيليبينية". واستدعي السفير الصيني لايجاد حل دبلوماسي.
وكررت الصين تأكيد ادعاءاتها عبر سفارتها في مانيلا داعية الفيليبين
الى "وقف انشطتها غير المشروعة فورا" في المناطق المتنازع عليها. بحسب
فرنس برس.
وتطلق الصين على جزيرة سكاربورو اسم جزيرة هوانغيان مؤكدة انها "جزء
لا يتجزأ من الاراضي الصينية، والمياه المحيطة بها هي منطقة صيد
تقليدية للصيادين الصينيين"، كما افاد بيان صدر. واضاف البيان ان "عددا
كبيرا من وثائق التاريخ الصيني تشهد صراحة على ان جزيرة هوانغيان تنتمي
الى اراضي الصين". ويتميز بحر الصين الجنوبي الذي يعد طريق ملاحة
استراتيجية بين شرق اسيا والشرق الاوسط واوروبا بأعماق غنية بالنفط
والغاز ايضا. وتكثر الاسماك في مياهه، وغالبا ما يفتش حرس الحدود
الصينيون صيادين من فيتنام والفيليبين، فيما يواجه صيادون صينيون
المعاملة نفسها من سلطات فيتنام والفيليبين.
من جانب اخر حذرت اكبر صحيفة عسكرية صينية الولايات المتحدة من ان
المناورات العسكرية الامريكية الفلبينية تثير خطر وقوع مواجهة مسلحة
بسبب بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. ولا يعد التعليق الذي نشرته
صحيفة جيش التحرير الصينية اليومية بيانا حكوميا رسميا ولكنه يمثل اقوى
تعليق رفيع يصدر حتى الان من بكين بشان التوترات مع الفلبين بسبب بحر
الصين الجنوبي الذي ارسلت اليه كلا البلدين سفنا لتأكيد سيادتها عليه.
وبدأت قوات امريكية وفلبينية تدريبات بحرية سنوية وسط المواجهة بين
الصين والفلبين اللتين اتهمت كل منهما الاخرى بانتهاك مياه سيادية قرب
منطقة سكاربورو البحرية. وقال التعليق في الصحيفة التي تعد الناطق
الرئيسي باسم الجيش الصيني "اي شخص يتمتع برؤية واضحة يرى منذ فترة
طويلة ان وراء هذه المناورات عقلية ستدفع قضية بحر الصين الى مفترق طرق
في الطريق نحو مواجهة عسكرية والحل من خلال القوة المسلحة. "من خلال
هذا النوع من التدخل لن تعمل الولايات المتحدة الا على دفع الوضع في
بحر الصين بأكمله نحو فوضى متزايدة وسيكون لهذا تأثير كبير بشكل حتمي
على السلام والاستقرار." بحسب رويترز.
وهناك نزاعات حدودية بين الصين وعدد من الدول في بحر الصين الجنوبي
الذي يعتقد أنه غني بالنفط والغاز وتمر به ممرات شحن مهمة. وسعت الصين
الى حل النزاعات بشكل ثنائي كل حالة على حدة لكن هناك مخاوف بين دول
الجوار بشأن ما يعتبره البعض سعي بكين المتزايد للتأكيد على حقوقها في
البحر وجزر وشعاب ومناطق بحرية مختلفة.
دعم بيونغ يانغ
من جانب اخر وبعدما تركزت جهود السياسيين والعسكريين بمختلف أنحاء
العالم مؤخراً، على إدانة ورفض التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا
الشمالية مؤخراً، بدعوى إطلاق قمر صناعي، بدأت الأنظار تتوجه نحو "شاحنة"،
ربما ستكشف مزيداً من التفاصيل حول تلك التجربة الفاشلة. والشاحنة
المقصودة، التي لفتت الانتباه هنا، ليست كأي شاحنة أخرى عادية، وإنما
من نوع الشاحنات المعروفة باسم TEL، المجهزة لنقل وإطلاق الصواريخ
قصيرة المدى، تم تطويرها لنقل ونصب وإطلاق الصواريخ بعيدة المدى، من أي
موقع في كوريا الشمالية.
ولفتت هذه الشاحنة الأنظار عند مشاهدتها لأول مرة، خلال عرض عسكري
أُقيم في بيونغ يانغ بينما كان على متنها ما قال الخبراء إنه "صاروخ
جديد طويل المدى"، أشارت تقارير إعلامية إلى أن مداه قد يصل إلى 6 آلاف
كيلومتر. وأكد مسؤول أمريكي أن الأمم المتحدة بدأت تحقيقاً بشأن احتمال
أن تكون هذه الشاحنة قدمتها الصين إلى كوريا الشمالية، مما يُعد
انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن بحظر مساعدة البرنامج الصاروخي للدولة
الشيوعية، وكذلك حظر أنشطتها النووية، بالإضافة إلى حظر تزويدها
بالأسلحة الثقيلة.
قال ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي ان الصين قدمت قدرا من
المساعدة لبرنامج كوريا الشمالية للصواريخ وذلك بعد الادانة الدولية
التي ثارت عقب محاولة بيونجيانج الفاشلة لاطلاق صاروخ.
وتنص قرارات مجلس الامن الدولي الصادرة خلال الفترة بين عامي 2006 و
2009 على فرض حظر على دول منها الصين يقضي بمنعها من مساعدة برنامج
كوريا الشمالية للصواريخ وأنشطتها النووية وذلك فضلا عن تزويدها بأسلحة
ثقيلة.
ونفت الصين خرقها لأي قرارات على الرغم من قول بعض الخبراء
العسكريين الغربيين ان معدات نقل نموذج متطور من الصواريخ التي شوهدت
خلال العرض العسكري الذي اقامته بيونجيانج احتفالا بمؤسس البلاد من
تصميم الصين وربما كانت قد صنعت هناك ايضا. وأعلنت بيونجيانج عن
استعدادها الرد على الادانة الدولية للمحاولة الفاشلة لأطلاق الصاروخ
الامر الذي يزيد من احتمالات مضي الدولة المعزولة قدما في ثالث تجربة
نووية. وقالت بيونجيانج انها لم تعترف قط بقرار مجلس الامن الدولي.
وردا على هذه التجربة الفاشلة أعلنت ادارة الرئيس الامريكي باراك
اوباما الغاء اتفاق تم التوصل اليه في وقت سابق العام الجاري لامداد
كوريا الشمالية بمساعدات غذائية. وتقول واشنطن ان هذه المحاولة ليست
سوى تجربة مستترة لإطلاق صاروخ بعيد المدى فيما تصر بيونجيانج ان الهدف
منها هو وضع قمر صناعي في مداره. بحسب رويترز.
ودعت الصين الى اجراء "حوار واتصالات" مع تزايد التوتر مع كوريا
الشمالية وكررت دعوتها السابقة للعودة الى سياسة اخلاء المنطقة من
الاسلحة النووية وهي السياسة التي توقف تنفيذها منذ سنوات. وامتنع
بانيتا عن الادلاء بمزيد من التفاصيل عن اي دعم قدمته الصين للإمكانات
الصاروخية لبيونجيانج خلال جلسة مجلس النواب نظرا "لمدى حساسية هذه
المعلومات." واضاف "الا ان من الواضح وجود مساعدات من خلال تلك
المسارات." وقال بانيتا انه ما من شك في ان جهود بيونجيانج لتطوير
صاروخ بعيد المدى وامكانات اسلحة نووية تمثل تهديدا للولايات المتحدة.
واضاف "ولهذا السبب فاننا نأخذ كوريا الشمالية واعمالها الاستفزازية
بجدية بالغة."
من جانبها دعت الصين الولايات المتحدة الى احترام "مصالحها" في
منطقة آسيا المحيط الهادئ، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن الى
تعزيز نفوذها في هذه المنطقة ولا سيما لمواجهة الطموحات الصينية
الاقليمية. وتفاقمت في السنوات الاخيرة الخلافات الحدودية بين الصين
وكل من اليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين وفيتنام، وذلك على خلفية
التنافس بين هذه الدول على استغلال الثروات النفطية والسمكية في جزر
ومياه متنازع عليها.
وفي مواجهة تعزيز الصين قواها العسكرية يسعى العديد من دول المنطقة
الى توثيق تحالفه مع الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية الصيني يانغ
جيشي خلال مؤتمر صحافي "نحن مستعدون للعمل مع الولايات المتحدة ودول
اخرى في المنطقة لتأمين مزيد من التنمية والاستقرار في منطقة آسيا
المحيط الهادئ". واضاف الوزير الصيني "في الوقت نفسه نأمل ان تحترم
الولايات المتحدة مصالح الصين ومخاوفها الجوهرية". بحسب فرنس برس.
وكان رئيس الوزراء الصيني زين جياباو اعلن في خطاب امام البرلمان
الصيني حول السياسة العامة لحكومته ان بكين ستعزز قدراتها العسكرية "للانتصار
في حروب محلية عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات". ومطلع كانون الثاني/يناير
كشف الرئيس الاميركي باراك اوباما عن الاستراتيجية الاميركية الجديدة
والتي باتت تجعل من آسيا، وليس من اوروبا، الاولوية الاستراتيجية
الاميركية، الى جانب الشرق الاوسط.
صاروخ هندي بعيد المدى
على صعيد متصل اجرت الهند تجربة اطلاق صاروخ بعيد المدى يمكن تزويده
بقدرات نووية ويستطيع ان يبلغ الصين ودولا غير آسيوية في تقدم كبير
ينقل نيودلهي الى عتبة النادي المغلق للدول التي تملك صواريخ بالستية
عابرة للقارات. واعلنت وكالة تطوير التقنيات العسكرية ان الصاروخ "اغني
5" الذي يبلغ مداه خمسة آلاف كيلومتر وينتمي الى فئة الصواريخ
البالستية "المتوسطة" (آي آر بي ام) اطلق عند الساعة 8,05 (2,35 تغ) من
قاعدة في عرض البحر قبالة ولاية اوريسا (شرق).
وقال الخبراء ان الصاروخ الذي يزن 50 طنا ويبلغ ارتفاعه 17 مترا،
يمكن ان يصيب اهدافا في الصين وفي كل اسيا بالاضافة الى بعض دول اوروبا.
ووحدها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات
المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا) تملك حاليا صواريخ بالستية عابرة
للقارات يتجاوز مداها ال5500 كلم. وهنأ رئيس الوزراء الهندي منموهان
سينغ العلماء على اطلاق الصاروخ بنجاح بينما اشاد وزير الدفاع ايه كي
انتوني "بهذا النجاح الكبير" ووصف اطلاق الصاروخ بانه "تقدم كبير في
برنامج الصواريخ الهندي"، كما قال الناطق باسمه.
من جهته، قال رئيس الوكالة في كا ساراسوات لشبكة التلفزيون الهندية
"ان دي تي في" انه "حدث تاريخي يشرف بلادنا في مجال تكنولوجيا الصواريخ".
واضاف "نحن اليوم قوة لا تضاهيها اي قوة اخرى من معظم دول العالم".
وصرح خبير في المركز الهندي للدراسات حول القوة الجوية كابيل كاك ان "الهند
اثبتت قدرتها على انتاج صاروخ بالستي عابر للقارات (آي سي بي ام)".
وتشكل هذه العملية الناجحة تقدما كبيرا لثالث قوة اقتصادية في آسيا
التي تطبق برنامجا واسعا لحيازة المعدات العسكرية من اجل تحديث جيشها
السعي الى تعزيز وسائلها الدفاعية خصوصا في مواجهة الصين. والحدود بين
هذين البلدين الآسيوين العملاقين اللذين تواجها في حرب خاطفة في 1962،
محور مفاوضات ثنائية منذ الثمانينات بينما ما زالت العلاقات الثنائية
بينهما مشوبة بالحذر. بحسب فرنس برس.
واكتفت بكين التي تملك ترسانة عسكرية متقدمة بفارق كبير على الهند،
باخذ العلم بهذه التجربة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لي ويمين ان "الصين اخذت
علما بالمعلومات المتعلقة باطلاق صاروخ هندي. الصين والهند بلدان كبيرا
ناشئان. لسنا خصمين بل شريكين". وصرح الناطق باسم الوكالة الهندية رافي
غوبتا ان هذا الصاروخ "يتمتع بتأثير رادع لتجنب الحروب ولم يتم تطويره
ضد بلد محدد"، مؤكدا ان البرنامج "محض دفاعي".
وتحمل اسم اغني الذي يعني النار باللغة السنسكريتية مجموعة من خمسة
صواريخ طورتها الوكالة في اطار برنامج اطلق في 1983. وطورت الهند
الصاروخين اغني 1 و2 (حتى 2500 كلم) وعينها على باكستان لكن الصاروخين
اغني 3 و4 (حتى 3500 كلم) صمما كوسيلتي ردع في مواجهة الصين. وتواجهت
الهند وباكستان في ثلاث حروب منذ استقلالهما في 1947.
وقال بورنيما سوبرامانيان من مركز التحليل لشؤون الدفاع "آي اتش اس
جين" ان "اغني 5 يمكن ان يطال اهدافا في قلب الصين مما يسمح باستخدام
الصواريخ الاقصر مدى ضد باكستان وجزء كبير من غرب الصين ووسطها وجنوبها".
اما شانون كايل الخبير في الاسلحة النووية في المعهد الدولي لأبحاث
السلام في ستوكهولم، فيرى ان اغني 5 جزء من عملية تطوير "لتحسين
مكانتها" في اطار تطلعات الهند الى لعب دور متزايد على الساحة الدولية.
ويأتي اطلاق الصاروخ بعيد عودة الهند الى نادي الدول المالكة لغواصات
تعمل بالدفع النووي بوضعها في الخدمة غواصة اعارتها لها روسيا لعشر
سنوات.
الميزانية العسكرية لآسيا
من جانب اخر افاد التقرير السنوي للمعهد الدولي للدراسات
الاستراتيجية عن توازن القوى في العالم، ان النفقات العسكرية لآسيا
ستتجاوز نفقات اوروبا للمرة الاولى هذا العام وذلك بسبب الازمة ودواعي
التقشف التي فرضتها. واشار جون شيبمان مدير عام المعهد خلال مؤتمر
صحافي بلندن لمناسبة عرض تقرير التوازن العسكري في 2012، الى انه "منذ
الازمة المالية في 2008، حصل تقارب بين مستوى الانفاق العسكري في
اوروبا وآسيا".
واضاف "في الوقت الذي بقيت فيه مستويات الانفاق بحسب الفرد في آسيا
اقل ارتفاعا بشكل ملموس من اوروبا بالوتيرة الحالية، فان نفقات آسيا
العسكرية ستتجاوز على الارجح في 2012 نفقات اوروبا بحسب التوقعات".
وتعثرت النفقات العسكرية لاوروبا بسبب الازمة الاقتصادية. وخفضت
بريطانيا التي تملك اكبر ميزانية عسكرية في اوروبا ميزانية وزارة
الدفاع بنحو 8 بالمئة على اربع سنوات وذلك في اطار خطة تقشف حكومية
وضعت في نهاية 2010.
واكد شيبمان "في اوروبا تبقى ميزانيات الدفاع عرضة للضغط وتتواصل
الاقتطاعات (..). وبين 2008 و2010 حصلت عمليات خفض لميزانيات الدفاع في
16 دولة اوروبية اعضاء في الحلف الاطلسي. وفي قسم كبير من هذه الدول
تجاوزت تقديرات عمليات الخفض العشرة بالمئة". وتابع ان تاثير عمليات
الاقتطاع ظهرت خلال التدخل العسكري في ليبيا العام الماضي حيث سجلت
ثلاث "ثغرات" خصوصا في مجال الاستخبارات والاستطلاع.
واشار التقرير الى ان الصين التي بدات برنامج تحديث لقواتها
ومعداتها العسكرية بتمويل من ثمار نموها الاقتصادي الكبير، تاتي في
طليعة الدول الاسيوية لجهة النفقات العسكرية. وبين 2001 و2011 تضاعفت
النفقات العسكرية للصين مرتين ونصف، بحسب شيبمان. غير انه مع اشارته
الى ان "تطوير الصين التكنولوجيات المضادة للتجسس والصواريخ المضادة
للبوارج وقدرات القرصنة المعلوماتية يثير قلق مسؤولي الدفاع الاجانب"
فانه قلل من الوزن العسكري للصين. بحسب فرنس برس.
واوضح "ان التقدم التكنولوجي للصين اكثر تواضعا مما تشير اليه
الفرضيات المثيرة للقلق حول تطورها العسكري" مشيرا الى ان الصين مثلا
لا تملك حتى الان "القدرة على جعل الطائرات تقلع من حاملة طائرات". كما
ان النفقات العسكرية للصين تبقى اقل بكثير من نفقات الولايات المتحدة،
كما لاحظ جيري راجندرين المحلل المتخصص في المسائل الاقتصادية في
المعهد.
واوضح هذا الاخير "ان النفقات العسكرية للولايات المتحدة تمثل 45
بالمئة من النفقات العالمية، اما نفقات الصين فلا تمثل الا 5,5 بالمئة"
مضيفا ان الصين تحتاج "15 عاما على الاقل" للحاق بمستوى النفقات
العسكرية الاميركية.
وتبقى الولايات المتحدة بطلة الانفاق العسكري بدون منازع حتى وان
اقدمت هي الاخرى على التقشف، بحسب المعهد. ففي 2011 انفقت الولايات
المتحدة 739,3 مليار دولار على المسائل العسكرية في حين لم تنفق الصين
التي حلت ثانية سوى 89,8 مليار دولار. وتتجاوز ميزانية وزارة الدفاع
الاميركية لوحدها ميزانيات عشر دول اخرى مجتمعة في الانفاق العسكري. |