كوريا الشمالية مفترق الطرق في اتجاه واحد

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يبدو ان كوريا الشمالية تقف على مفترق طرق خاصة بعد دخولها حقبة سياسية جديدة بعد وفاة زعيمها السابق كيم جونج ايل وتنصيب ولده كيم جونج الزعيم الجديد، إذ دعت كوريا مواطنيها الى الوقوف خلف الزعيم الجديد من خلال التمسك بسياسات والده الراحل وجده مؤسس النظام الكوري الشمالي، كما اكده في اول خطاب لهذا الزعيم الشاب خلال عرض عسكري كبير لمناسبة ذكرى مرور مئة عام على ولادة جده، فبالنسبة لنظام الحكم في كوريا الشمالية، الذي يعتمد على إدارة كل شيء وقلما يعترف بالفشل، يعد الفشل في إطلاق صاروخ بعيد المدى أمرا كارثيا. وكان الهدف أن يتزامن إطلاق الصاروخ مع الذكرى المئوية لميلاد كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية. لكن، كانت لتجربة إطلاق الصاروخ نتائج عكسية بحسب الخبراء والمختصين بهذا الشأن.

حيث دعت الصين، حليفة كوريا الشمالية الى الهدوء بعد فشل تجربها بالإطلاق صاروخ بعيد المدى، إذ تريد الصين ان تكون جارتها دولة مستقرة، ناهيك عن المصالحة المشترك بين البلدين سواء كانت اقتصادية او سياسية، في المقابل دعت امريكا حلفاءها وخاصة كرويا الجنوبية الى ان يدرسو "كل الخيارات" في حال حدوث "اعمال استفزازية" جديدة من قبل كوريا الشمالية بعد العملية الفاشلة لاطلاق صاروخ، وتشديد العقوبات بشأن الاسلحة النووية. كما حثت  وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون على اطلاق اصلاحات في بلاده بقولها"اعمل على ادخال كوريا الشمالية في القرن الواحد والعشرين. بينما هذا الاخير يحاول من خلال التكنوقراط والحمائم في بيونغ يانغ انتهاز الفرصة والقول بأن فشل الصاروخ ينم عن فشل في السياسات.

لكن يبقى السؤال حول قدرة طاقم الحكم الجديد في الابقاء على سيطرته الكاملة على امور البلاد بحزم كما فعل الزعيم الراحل؟ لكن التجربة تقول ان الديكتاتوريات تكون في اضعف مراحلها عندما تحاول التخفيف من قبضتها. كما ان استمرار نظام الحكم في التحكم بحياة الناس بقبضة حديدية يمكن ان يؤدي الى نتائج عكسية.

الصراع النووي

فيما اعتبر خبراء اميركيون امام الكونغرس في واشنطن ان كوريا الشمال قد تقوم "خلال الاشهر المقبلة" بتجربة نووية جديدة معتبرين انه من العبث الركون للصين لمنع نظام بيونغيانغ من القيام بهذه التجربة، وقال مايكل غرين من "مركز سنتر فور ستراتيجيك ستاديز" ومقره واشنطن "من غير المعقول ان لا نتوقع تجربة نووية خلال الاشهر المقبلة استنادا الى ما جرى سابقا"، وكان غرين الذي تحدث امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، يشير الى اطلاق صواريخ اعقبت تجارب نووية كورية شمالية في 2006 و2009، اما فريدريك فليتز وهو مسؤول سابق في "سي آي ايه" وفي وزارة الخارجية فاعتبر ان تجربة نووية قد "تحصل عندما تصبح كوريا الشمالية مستعدة تقنيا ولكن ايضا عندما تصبح مستعدة لتحمل العزل الذي سوف تتعرض له نتيجة ذلك. بحسب فرانس برس.  

وقال "بصراحة، كل الرهانات مفتوحة مع هذا البلد". ويترأس فليتز حاليا لجنة مستشارين في مجال الاستخبارات "لانغلاي انتليجانس غروب نتويرك"، واضاف ان "تجربة صاروخ قد تشكل تهديدا اخطر لانه قد يسقط في اليابان او هوايي وكذلك تهديد الساحل الغربي الاميركي"، وبالنسبة لدور الصين، قال الخبراء انه يجب النظر الى هذا الدور بحذر. وقال سكوت سيندر وهو خبير في مجلس العلاقات الخارجية "من الواضح جدا ان الصينيين لهم مصلحة في دفع استقرار كوريا الشمالية ولكن يجب الا نركن للصين لمواصلة مقاربتنا حول كوريا الشمالية".

اول خطاب للزعيم الكوري الشمالي الجديد

في الوقت ذاته القى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون اول خطاب له خلال عرض عسكري كبير لمناسبة ذكرى مرور مئة عام على ولادة جده مؤسس النظام الكوري الشمالي كيم ايل سونغ، وجاءت هذه الاحتفالات بعد يومين على محاولة اطلاق قمر اصطناعي بصاروخ انفجر في الجو بعد اطلاقه وسقط في البحر. وقد اقرت بيونغ يانغ بفشل العملية، وبدأ العرض العسكري والاحتفالات في ساحة كبيرة تحمل اسم مؤسس البلاد كيم ايل سونغ في بيونغ يانغ، وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد لالاف الجنود يشاركون في العرض العسكري حاملين رايات حمراء ويسيرون بخطوات متناسقة على اصوات قرع الطبول في ساحة كيم ايل سونغ الكبيرة، وقال الزعيم الكوري الشمالي امام حشد من الجماهير التي كانت تصفق له في خطاب بثه التلفزيون "اقدم خالص احترامي والتقدير الاكبر للرفيقين العظيمين كيم ايل سونغ وكيم جونغ ايل" والده العالم الماضي، وهو اول خطاب علني يلقيه كيم جونغ اون منذ توليه قيادة كوريا الشمالية بعد وفاة والده كيم جونغ ايل.

والقى كيم جونغ اون الذي ارتدى بزة سوداء، خطابه المعد مسبقا من على منصة امام عشرات الاف الجنود المشاركين في العرض العسكري. وقد تلاه بسرعة بصوت فني وبدون ان يبتعد عن النص المكتوب او ينظر الى الحضور الا في مرات نادرة، وقال كيم جونغ اون "اود توجيه تحياتي الى مواطنينا في كوريا الجنوبية وفي باقي انحاء العالم الذين يعملون في سبيل توحيد الامم وازدهارها"، واضاف مشيرا باصبعه الى الجنود "لنسير باتجاه نصرنا النهائي!"، بينما كان الجنود يهتفون "مانساي!" (طال عمركم). بحسب فرانس برس.

وكان كيم جونغ اون عين "سكرتيرا اول" للحزب الحاكم في البلاد، بحسب وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية، واتخذ القرار في مؤتمر استثنائي لحزب العمل الكوري الحاكم في اطار الاحتفالات بالعيد المئة لمولد مؤسسها كيم سونغ ايل الذي حكم من 1948 الى وفاته في 1994، وقبل ذلك، عين كيم جونغ اون "قائدا ابديا" للحزب الحاكم، وذكر اجانب يقيمون في المنطقة التي تجري فيها الاحتفالات ان آلاف العمال عملوا لشهرين لتنظيف واصلاح ودهن المدينة وزراعة الاشجار والورود فيها لاعطائها طابعا جديدا بمناسبة هذه الاحتفالات، وقد منحت تأشيرات للصحافيين باعداد غير عادية في الذكرى المئوية الاولى لولادة كيم ايل سونغ، وفي بداية الحفل اشادت معلقة على التلفزيون "بالمحرر العظيم والبطل الوطني كيم ايل سونغ" بينما كان يرفع العلم بالوانه الازرق والاحمر والابيض في الساحة، وصفق كيم جونغ اون والقادة العسكريون ومسؤولو الحزب بحرارة عند الاعلان عبر مكبر للصوت "نحتفل بعيد الميلاد المئة للرئيس العظيم كيم ايل سونغ"، واطلقت بالونات عملاقة دهنت بالوان العلم الكوري وبراية الحزب الشيوعي فوق الساحة. وقد كتب على واحد منها "لنتحد بروح واحدة!"، وقالت المعلقة على التلفزيون "هنا في ساحة كيم ايل سونغ سنبدأ مئة عام جديدة من الانتصارات التي اسستها الشمس التي اشرقت على القرن العشرين بقوة"، وقبل الاحتفالات، شوهد آلاف من الشبان والشابان يتجمعون كل مساء في الساحة التي يمكن ان تتسع لمئة الف شخص وهم يتدربون على اداء اغنياتهم ورقصاتهم.

السلاح النووي

الى ذلك اكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون في اول خطاب له موجه الى الامة، ان كوريا الشمالية لن تكون ابدا مهددة بالسلاح النووي، وذلك بعد يومين من عملية اطلاق قمر صناعي فاشلة يشتبه الغرب بانها اختبار صاروخ بالستي، ويتهم الغربيون نظام بيونغ يانغ الشيوعي بامتلاك عدة قنابل نووية والقيام بتجارب نووية من اجل تصغيرها ووضعها في صواريخ، وقال الزعيم الشاب الذي لم يبلغ الثلاثين عاما ان "التفوق العسكري والتقني لم يعد بايدي الامبرياليين وحدهم"، واضاف ان "الزمن الذي كان فيه العدو يهددنا ويبتزنا بقنابل ذرية قد ولى"، ملمحا بذلك الى ان بلاده باتت تمتلك سلاح الردع هذا، وذكر كيم بان الجيش الشعبي لكوريا الشمالية "بدأ تاريخه بمسدسين". واضاف "اكتسبنا خبرة كبيرة (...) ونحن اليوم قادرون على مقاتلة اي عدو"، ويضم الجيش الكوري الشمالي 1.2 مليون جندي وهو الرابع في العالم من حيث العدد. لكن اسلحته من انتاج روسي وقديمة الى حد ما. بحسب فرانس برس. 

وقال كيم جونغ اون "من اجل شعبنا السلام مهم جدا لكن الكرامة والسيادة تحتلان المرتبة الاولى. والجيش يجب ان يدافع عنهما"، وتحدث الزعيم الكوري الشمالي عن الوضع الاقتصادي في البلاد التي تشهد نقصا في المواد الغذائية بينما تخصص ميزانية كبيرة للقطاع العسكري طبقا لمبادىء "سونغون" التي تعطي الاولوية للجيش، وقال ان الكوريين الشماليين الذين "واجهوا تحديات كبيرة وخدموا بوفاء الحزب، لن يكون عليهم شد الاحزمة بعد اليوم ويمكنهم الاستمتاع بالرخاء الاشتراكي".

اوباما: من يدير كوريا الشمالية

من جهته قال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه من غير الواضح "من الذي يتخذ القرارات" في كوريا الشمالية تحت قيادة زعيمها الجديد الذي يفتقر الى الخبرة، مجددا مطالبه لبيونغ يانغ بعدم تطبيق خططها باطلاق صاروخ، وسعى اوباما الى تشكيل جبهة موحدة مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك ضد كوريا الشمالية الشيوعية، بعد ساعات من زيارته الى الحدود بين الكوريتين وهي اخر حدود باقية منذ عهد الحرب الباردة، وفي تصريحات غير معهودة انتقد اوباما علنا الصين على اخفاقها في دفع حليفتها بيونغ يانغ على فتح برنامجها النووي امام المفتشين وانهاء سنوات من "الاستفزازات" و"التصرفات السيئة"، كما عمقت تصريحاته في سيول من التكهنات حول الزعيم الكوري الشمالية كيم جونغ-اون، واثارت تخوفات من احتمال صراع على السلطة في البلد المتوتر الذي يمتلك اسلحة نووية، وقال اوباما للصحافيين انه "من الصعب تكوين انطباع" عن القائد الشاب الذي تولى الحكم بعد وفاة والده، واوضح اوباما "من الصعب تكوين فكرة عن كيم جونغ اون لان الوضع في كوريا الشمالية يبدو غير واضح. لا يمكننا ان نعرف تحديدا من يمسك بزمام الامور وما هي اهداف النظام على الاجل الطويل".

وزار المنطقة المنزوعة السلاح التي تمتد على 248 كيلومترا وتقسم شبه الجزيرة الكورية منذ انتهاء الحرب بين شطريها (1950-1953)، والقى اوباما نظرة على الدولة الشيوعية المعزولة عندما صعد الى برج مراقبة على بعد 25 كلم من الحدود التي تفصل الكوريتين منذ ستة عقود، وشاهد اوباما من خلال المنظار علما كوريا شماليا ضخما منكسا بمناسبة مرور 100 يوم على وفاة كيم جونغ-ايل، وهذه المنطقة العازلة يبلغ عرضها اربعة كيلومترات وتفصل بين الكوريتين اللتين لم توقعا حتى الآن اتفاق سلام.

وقال اوباما لعدد من الجنود الاميركيين المتمركزين في كوريا الجنوبية تجمعوا في معسكر بونيفاس "انتم على حدود الحرية"، ويشارك اوباما في سيول في قمة تحضرها 53 دولة حول الامن النووي في مواجهة التهديد الارهابي. لكن المحادثات في اللقاءات شبه الرسمية ستتركز على المسألة الكورية الشمالية على الارجح، وقال اوباما ان "كوريا الشمالية لن تحقق شيئا من خلال التهديدات او الاستفزازات" مضيفا ان بيونغ يانغ ستعمق عزلتها باطلاقها صاروخا، وتقول واشنطن ان اطلاق الصاروخ سينتهك قرارات مجلس الامن والاتفاق بين بيونغ يانغ وواشنطن لمنحها المساعدات الغذائية، ومن جانبه قال الرئيس الكوري الجنوبي "اتفقت مع الرئيس اوباما على الرد بقوة على اية استفزازات او تهديدات من الشمال ومواصلة تعزيز الاستعداد الدفاعي القوي بين كوراي الجنوبية والولايات المتحدة، كما وجه اوباما انتقادا علنيا غير معهود الى الصين بسبب محاولاتها الفاشلة في كبح جماح جارتها التي تحدثت العالم على مدى سنوات من خلال تخزين ترسانة نووية رغم العقوبات المشددة التي فرضت عيها، وجاءت انتقاداته قبل يوم من محادثاته المقررة مع الرئيس الصيني هو جينتاو في سيول، وتاتي كمؤشر اخر على زيادة مشاعر الاحباط التي يشعر بها تجاه الصين. بحسب فرانس برس.

وقال انه رغم انه يتعاطف مع رغبة الصين في تحقيق الاستقرار على حدودها، الا انه قال ان جهودها "للتغطية" على تحدي كوريا الشمالية المتكررة لم تنجح، وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي "اقتراحي للصين هو ان الطريقة التي تعرب فيها عن قلقها لكوريا الشمالية يجب ان تظهر بان موقفها في العقود الماضية لم يفض الى تغير جذري في تصرف بيونغ يانغ"، كما انتقد الحياة في كوريا الشماية وقال انها متخلفة بعشرات السنين عن جارتها الجنوبية وستظل هكذا حتى تغير موقفها وتقبل عروض المساعدة المقدمة لها مقابل وقف برنامجها النووي، وقال اوباما ان بيونغ يانغ متهمة باطلاق سلسلة من الاستفزازات التي تهدف الى الحصول على تنازلات من الغرب، واضاف "لقد اتفقت مع الرئيس لي من بداية علاقتنا على ان نكسر هذا النمط".

كلينتون و كيم جونغ اون

فقد حثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون على اطلاق اصلاحات في بلاده تتيح لها كما قالت كلينتون الدخول في التاريخ "والعمل على ادخال بلاده في القرن الواحد والعشرين"، وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية "سي ان ان"، قالت كلينتون وكأنها تتوجه الى كيم "انت رجل شاب والمستقبل امامك. كن الزعيم الذي يدخل كوريا الشمالية في القرن الواحد والعشرين"، واضافت "ثقف شعبك وافسح المجال امام المتفوقين من الشعب الكوري الشمالي في التعبير عن ارائهم. تخلى عن هذا النظام الاقتصادي الفاشل الذي عمل على تجويع مواطنيك"، وقالت ايضا "كن القائد الذي يتذكره الناس لالف عام بانه وضع كوريا الشمالية على سكة الاصلاحات. ان لديك الامكانية للقيام بهذا الامر"، وورث كيم جونغ اون الذي يبلغ بالكاد ثلاثين عاما السلطة بعد وفاة والده كيم جونغ ايل في كانون الاول/ديسمبر الماضي، واعربت كلينتون عن املها في عدم تبني الزعيم الكوري الشاب "السياسة الاستفزازية التي انتهجها والده". بحسب فرانس برس.

صاروخ جديد

كما طورت كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى في برنامج مختلف عن البرنامج الذي انتهى الى الفشل في اطلاق صاروخ ، كما ذكرت السبت محطة تلفزيون كورية جنوبية، وذكرت محطة "واي تي ان" نقلا عن مصدر في الاستخبارات، ان بيونغ يانغ قامت باربع محاولات في غضون 16 اسبوعا حتى بداية هذه السنة في اطار تطوير صاروخ عابر للقارات في موقع بموسودان ري على الساحل الشمالي الشرقي، وكان الهدف من التجارب تحسين المحركات والمحروقات في هذا الصاروخ الذي اعطي رقما رمزيا هو "كاي ان-08"، كما اضاف المصدر، وقد تمت هذه المجموعة من التجارب فيما اجرت كوريا الشمالية والولايات المتحدة محادثات افضت في شباط/فبراير الى اتفاق يقضي بأن يجمد النظام الشيوعي برامجه النووية والبالستية في مقابل حصوله على مساعدة غذائية اميركية، كما ذكرت الشبكة الكورية الجنوبية، ولم يكن في وسع التأكد على الفور من مصدر مستقل من دقة هذه المعلومات.

وكان الصاروخ انفجر في الجو بعد اطلاقه وسقط في البحر، واقرت بيونغ يانغ بفشل عملية الاطلاق التي كانت قد قالت انها تستهدف وضع قمر اصطناعي في المدار، وهذه هي المحاولة الثالثة التي تبوء بالفشل لوضع قمر اصطناعي في المدار بعد محاولتين سابقتين في 1998 و2009، وفيما سارعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الى ادانة عملية الاطلاق، فضلت روسيا والصين والهند اتخاذ موقف اقل حدة ودعت جميع الاطراف الى ضبط النفس.

اعداد صاروخ اكبر

في حين افادت صحيفة مؤيدة لنظام كوريا الشمالية ان اطلاق كوريا الشمالية صاروخا يندرج في اطار برنامج فضائي من خمس سنوات انطلق فيه النظام الشيوعي باسم "التنمية الاقتصادية"، واوضح مسؤول كوري شمالي يشارك في البرنامج الذي شرع فيه هذه السنة، طالبا عدم ذكر هويته ان بيونغ يونغ تعكف على وضع صاروخ اكبر من الذي انفجر بعد دقيقتين من اطلاقه، على ما افادت صحيفة "شوسون سينبو" اليابانية، واكدت الصحيفة ان "العلماء والمهندسين (في كوريا الشمالية) لن يتراجعوا ابدا" رغم فشلهم، وحذر رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك من سباق تسلح قد يكون مدمرا للنظام الشيوعي الذي يعاني من ندرة مزمنة في المواد الغذائية، وصرح رئيس كوريا الجنوبية في خطاب اذاعي ان "بامكان كوريا الشمالية ان تتصور انها تهدد العالم وتوطد وحدتها الداخلية بفضل الاسلحة النووية والصواريخ بينما هي في الواقع تعرضه الى اكبر المخاطر"، واضاف "راينا في التاريخ بوضوح كيف انهار الاتحاد السوفياتي لانه اندفع في سباق التسلح"، واطلقت بيونغ يونغ الجمعة صاروخا قالت انه سيضع على المدار قمرا اصطناعيا للمراقبة المدنية الارضية لكن الولايات المتحدة اعتربته تجربة صاروخ بالستي طويل المدى.

وقال لي ان كلفة تلك العملية الفاشلة بلغت 850 مليون دولار (652 مليون يورو) اي ما يناهز 2,5 مليون طن من الذرة الصفراء لتغذية ستة ملايين كوري شمالي (من اصل 24 مليون) خلال ست سنوات حسب الامم المتحدة، وقد عانت كوريا الشمالية خلال التسعينات من مجاعة قضى فيها مئات الاف الاشخاص، واضاف لي ميونغ باك ان "الوسيلة الوحيدة لخلاص كوريا الشمالية هي التخلي عن الاسلحة النووية والتعاون مع المجتمع الدولي من اجل انجاز اصلاحات والانفتاح"، ويتهم الغربيون وحلفائهم الاسيويون التقليديون بيونغ يانغ بحيازة عدة قنابل ذرية والقيام بتجارب نووية من اجل التوصل الى تصغير حجمها لتثبيتها على صواريخ، ويخشى الغربيون ان يحاول النظام تدارك الفشل الذي مني به بانفجار الصاروخ وان يقوم بتجربة نووية اخرى كما فعل في 2006 و2009 متسببا في عقوبات المجتمع الدولي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 22/نيسان/2012 - 1/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م