شبكة النبأ: نجحت السلطات البحرينية
عبر وسائلها غير المشروعة في اقناع اللجنة المنظمة لسباق الفورمولا 1
بتنظيم السباق على اراضيها بالرغم من الاضطرابات السياسية التي تشهدها
تلك الدولة، وما اسفر عن ذلك من وقوع المئات بين قتيل وجريح بسبب العنف
الممارس من قبل الاجهزة القمع الاجنبية المستقدمه من قبل السلطة.
وتسعى السلطات البحرينية من وراء تنظيم السباق الدولي الى سرقة
الانظار عما يحدث من عمليات هتك مستمر لحقوق الانسان، والتعتيم على
اصرار النظام القائم على النهج الديكتاتوري الرافض لجميع اشكال الاصلاح.
فمع انطلاق فعاليات السباق والاعدادات التجريبية للفرق، شهدت
المنامة وعدة مدن بحرينية مسيرات حاشدة منددة بالسلطة وسلوكياتها، نجم
عنها اشتباكات عنيفة بعد اقدام الاجهزة القمعية على استخدام العنف
لتفريق الحشود المشاركة بما اسموه "بأيام غضب"، في حين اعتقلت قوات
الامن عشرات النشطاء في حملة على المعارضة في الدولة الخليجية.
واضطرت اسرة ال خليفة الحاكمة في البحرين الى الغاء سباق العام
الماضي بسبب الانتفاضة لكن عودته في الفترة من 20 الى 22 ابريل نيسان
يمثل فرصة لابلاغ العالم بأن جميع الامور عادت الى طبيعتها وهو ما قد
ينجح اذا ما اقتصرت الاحتجاجات على الاحياء الشيعية ولم تصل الى الطرق
السريعة الكبرى او العاصمة.
وكان بيرني ايكلستون المالك البريطاني للحقوق التجارية لسباقات
فورمولا 1 قال ان السباق سيمضي قدما لان "كل شيء هاديء وسلمي" في
البحرين التي دفعت رسوم استضافة السباق العام الماضي والبالغة 40 مليون
دولار برغم الغاء السباق بسبب الصراع.
واجتذب سباق البحرين الذي يأتي ضمن موسم يضم 20 سباقا في انحاء
العالم تبلغ ايراداته ملياري دولار 100 الف زائر وجلب للبحرين نصف
مليار دولار عندما عقد اخر مرة على اراضيها منذ عامين. ومن المتوقع
ادراج فورمولا 1 الذراع التجارية لواحدة من اكثر الرياضات متابعة في
العالم في بورصة سنغافورة في وقت لاحق من العام الحالي.
ويقول منظمو السباق ان "الوضع الامني في البحرين مناسب لتنظيم حدث
رياضي كبير." وقال جون ييتس وهو ضابط كبير سابق بالشرطة البريطانية
عينته البحرين ليشرف على اصلاح قوة الشرطة فيها انه يشعر "بالامان اكثر
مما يشعر به عادة في لندن". ووصف الموقع الرسمي لفورمولا 1 على
الانترنت حلبة صخير بأنها حلبة "من الدرجة الاولى".
وفي غضون ذلك قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها ان عشرات
الاشخاص لا يزالون في السجون بعد محاكمات عسكرية غير عادلة عن دورهم في
الاحتجاجات الحاشدة قبل عام في حين يجب على الحكومة التحرك لمواجهة ما
وصفته الجماعة المعنية بحقوق الانسان بالتمييز ضد الاغلبية الشيعية.
وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة المدير الاقليمي للمنظمة في الشرق
الاوسط وشمال افريقيا "مع وجود عيون العالم على البحرين بينما تستعد
لاستضافة سباق الجائزة الكبرى فلا يجب ان تراود اي شخص اي اوهام بأن
ازمة حقوق الانسان في البلاد انتهت."
وتقول المعارضة البحرينية التي تقودها جمعية الوفاق انها لا تعارض
السباق وان احتجاجاتها - التي سمحت بها الحكومة تحت ضغط امريكي لاتاحة
هامش اكبر من المعارضة - ستركز على مطالب الاصلاحات السياسية في بلد
تهيمن فيه اسرة ال خليفة على الحكومة والاقتصاد.
وبدأت البحرين استضافة سباق فورمولا 1 عام 2004 في اطار اصلاحات
اقتصادية تبناها ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة الذي
لاتزال جمعية الوفاق تراهن على قدرته على تحقيق الاصلاحات السياسية
لتشجيع الاستثمارات الاجنبية وخلق الوظائف للبحرينيين.
وقال سيد هادي الموسوي القيادي بجمعية الوفاق ان الحركة تعتقد ان
السباق قضية ثانوية مقارنة بالحقوق طويلة الاجل. واضاف ان الجمعية انما
تهتم بمطالبها ولا تريد تدمير مشروعات الاخرين.
لكنه توقع ان يحاول المحتجون تنظيم مظاهرات قرب او داخل صخير التي
تقع جنوبي العاصمة وبعيدا عن اغلب المناطق السكنية. واضاف ان هناك مئات
وربما الالاف سيحاولون الوصول الى هناك لرفع شعارات ولن يهمهم ما اذا
كانوا سيؤخذون الى السجون. وقال ان الناس وصلوا الى نقطة اللاخوف.
وقتل 35 شخصا خلال شهر من من الاحتجاجات عندما بدأت الانتفاضة للمرة
الاولى العام الماضي لكن نشطاء يقولون ان العنف المستمر رفع عدد القتلى
الى 70.
ويقول النشطاء ان عدة اشخاص لقوا حتفهم بسبب الاستخدام الكثيف للغاز
المسيل للدموع. ويوضح نشطاء معارضون للسباق ان بعض موظفي حلبة البحرين
الدولية يقولون انهم تعرضوا للتعذيب خلال فترة فرض الاحكام العرفية
التي انتهت في يونيو حزيران الماضي. وكلفت البحرين خبراء حقوقيون
دوليون بوضع تقرير عن هذه الاحداث وكشف التقرير عن انتهاكات منهجية
خلال الحملة.
وقال نشطاء ان الشرطة اعتقلت 90 شخصا على الاقل في الايام الاخيرة
في اطار حملة للتأكد من ان الاحياء الكبرى بالعاصمة ستظل هادئة بالنسبة
للمشجعين الرياضيين الزائرين. وقال المحافظة ان الشرطة تدخل القرى كل
ليلة وتعتقل النشطاء المنظمين للاحتجاجات مضيفا انها تريد ابقاء القرى
هادئة خلال السباق. ولم تتمكن الشرطة من تأكيد اعداد المعتقلين.
ونظمت تظاهرات بدعوة من "ائتلاف شباب 14 فبراير" الذي يضم المجموعات
الشبابية المعارضة للحكومة والعاملة خارج اطار المعارضة الرسمية، فيما
توعد شباب الائتلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتنفيذ "ثلاثة ايام
غضب" خلال يومي التجارب الحرة والرسمية الجمعة والسبت ويوم السباق نفسه
الاحد.
وذكر الشهود ان المئات من المتظاهرين نزلوا عند مداخل القرى الشيعية
ورددوا الهتافات المناهضة للحكومة وللاسرة الحاكمة مثل "الشعب يريد
اسقاط النظام" و"يسقط حمد" في اشارة الى ملك البحرين حمد بن عيسى ال
خليفة.
وقد استخدمت قوات الامن الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية
لتفريق المتظاهرين الذين عمدوا الى القاء قنابل المولوتوف والحجارة على
الشرطة، بحسب الشهود. ورفع المتظاهرون شعار "كلا لفورمولا الدم" و"نريد
الحرية وليس الفورمولا"، هي شعارات تم نشرها ايضا على صفحات المحتجين
على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تقرير لمنظمة العفو الدولية من 58 صفحة عشية سباق جائزة البحرين
الكبرى في الفورمولا واحد قالت ان السلطات فشلت في "احقاق العدل لضحايا
انتهاكات حقوق الانسان".
واضافت ان "السلطات تحاول القول ان البلاد على طريق الاصلاح بينما
ما زلنا نتلقى معلومات عن حالات تعذيب واستخدام مفرط للقوة ضد
المتظاهرين"، معتبرة ان "الاصلاحات سطحية".
سقف سفارة البحرين في لندن
في سياق متصل تسلق محتجان سقف مبنى سفارة البحرين في لندن ورفعا
لافتة تأييد لناشطين اثنين من الشيعة معتقلين في البحرين. ووصفت وزارة
الخارجية البحرينية الرجلين بانهما "ارهابيان" بعد ان تسلقا الى سقف
مبنى السفارة بوسط العاصمة البريطانية. وطالبت الوزارة بريطانيا بانزال
الرجلين وان تتحمل كامل المسؤولية عن حماية مبنى السفارة
والدبلوماسيين. وقالت الشرطة البريطانية انها في موقع الاحداث وانها
اغلقت جزءا من ميدان بيلجريف الذي تقع به السفارة.
وأرسل احد المحتجين صورا لمشهد وقوفهما على سقف مبنى السفارة الى
احد مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية من حساب باسم موسى عبد العلي.
وقال المحتج الاخر - الذي أفادت انباء بانه يدعى علي مشيمع وهو نجل
الزعيم الشيعي المعارض المعتقل حسن مشيمع - لوسائل اعلام محلية انهما
يحتجان على انتهاكات حقوق الانسان في البحرين وقرار فورمولا 1.
وظهرت في اللافتة صور لمشيمع وعبد الهادي الخواجة وهو احد الشخصيات
البارزة في الاحتجاجات ضد الاسرة السنية الحاكمة في البحرين وهي
الاحتجاجات التي سحقت العام الماضي.
وكان الخواجة الذي يحمل الجنسية الدنمركية ايضا قد قام باضراب عن
الطعام اوائل فبراير شباط الماضي بعد الحكم بسجنه مدى الحياة بتهمة
محاولة قلب نظام الحكم ومخالفات اخرى. |