الفقيه السعيد محمد رضا الشيرازي... في ذكراه الرابعة

 

شبكة النبأ: بحدث خاطف وأليم .. فجعت الأمة الإسلامية صبيحة الأحد 26/جمادى الأولى/1429هـ بارتحال العالم الرباني والمفكر الإسلامي والفقيه الزاهد سماحة آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (قدس سره) الذي كان نموذجاً متميزاً في العلم والعمل الصالح ومكارم الأخلاق والزهد والتسامح والعطاء إعلاء لقيم الإسلام بأبعادها الإنسانية النبيلة. وقد ودعت آلاف المحبين بعِبرة وعَبرة جثمان العبد الصالح والفقيه الورع في مدينة قم المقدسة وقد شارك في التشييع جمع من العلماء الأعلام وأساتذة الحوزات العلمية وطلبة العلوم الدينية أصحاب الهيئات والمواكب الحسينية والآلاف من أتباع أهل البيت (عليهم السلام), كما جرت مراسيم  تشييع مهيبة ابتدأت بوصول الجثمان الطاهر الى الأراضي العراقية وحتى النجف الأشرف مروراً بمدن: بدرة والكوت والنعمانية وبابل. وقد استقبل موكب التشييع حشود كبيرة كانت تنتظر موكب الجثمان عند مداخل المحافظات وعلى جانبي الطريق في داخل المدن والأقضية, وقد حرصت الجهات الدينية والعلمية والسياسية والعشائرية والشعبية على المشاركة في مراسم الاستقبال والتشييع, كما شاركت المرجعيات الدينية في النجف الأشرف بمراسم التشييع وبأعلى مستوياتها فضلاً عن مشاركة مسؤولي هذه المدينة المقدسة وجمع كبير من وجهائها ورموزها وشخصياتها السياسية والأمنية والثقافية والأدبية فضلاً عن مشاركة حاشدة لأهالي مدينة سيد الأوصياء وأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه الصلاة والسلام).

ومع الساعات الأولى لوصول نبأ الرحيل المفاجيء.. توافدت جموع المعزين الى مكاتب المرجع الديني سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في العديد من عواصم العالم ومدنه لتقديم التعازي والقراءة سورة الفاتحة الى روح الفقيه الراحل (أعلى الله مقامه).

وفي يوم الأربعاء 29/ جمادى الأولى/1429هـ شهدت كربلاء المقدسة يوماً سيظل عالقاً بذاكرة الوفاء والعرفان للعلم والعلماء حيث اكتظت شوارع المدينة وساحاتها بحشود غفيرة جاءت لتشارك بتشييع مهيب لجثمان الفقيد السعيد آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي, فقد توافد مئات الآلاف من المؤمنين من كربلاء المقدسة ومن المحافظات العراقية والدول الإسلامية لتودع الفقيه الفقيد, وقد انطلق موكب التشييع في تمام الساعة الخامسة عصراً من حوزة كربلاء المقدسة (مدرسة العلامة أحمد بن فهد الحلي) متوجهاً نحو شارع أبي الفضل العباس (عليه السلام), وقد حمل المشيعون اللافتات المعبرة عن لوعة المصاب وعمق الجرح فضلاً عن صور الفقيد, وكذلك الرايات السوداء, ليصل بعدها الموكب إلى العتبة العباسية المطهرة لأداء مراسم الزيارة والوداع, ومن ثم توجه المشيعون بالنعش الطاهر عبر ساحة (ما بين الحرمين الشريفين) إلى مرقد سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) لأداء مراسم الزيارة, ومن ثم إلى مقبرة السادة آل الشيرازي في الصحن الحسيني المطهر ليتم مواراة الجثمان الطاهر الثرى بجوار أبي الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). هذا وقد شهدت مراسم التشييع حضوراً مكثفاً لمختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في الوقت الذي قام فيه عدد من القنوات الفضائية بتغطية مباشرة لمراسم التشييع.

لقد كان موعد رحيل سماحة آية الله الفقيه السعيد السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (قدس سره) بعد صلاة الصبح .. كان مفاجئاً .. بل مباغتاً .. حيث كان يومه الذي سبق (السبت) نشيطاً وواعداً بالآمال وحافلاً بالأعمال واللقاءات .. لقد كان موعداً بلا موعد .. وموتاً بأسرار .. وارتحالاً بلا رحيل .. ووفوداً الى رب كريم.

* موقع الإمام الشيرازي

http://alshirazi.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 22/نيسان/2012 - 1/جمادى الآخر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م