الهند... ازدهار اقتصادي لا يخفي بؤس متفشي

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تشهد الهند نموا معتدلا في المجالين السياسي والاقتصادي، فربما سيستمر ازدهار الاقتصاد الهندي طالما السياسة الديمقراطية الهندية تسمح بذلك، لكن الأداء القوي خلال السنوات الأخيرة قد يعرقل دفع أجندة الإصلاح إلى الأمام ولاسيما معالجة القضايا التي تعرقل الاستثمارات، إذ وافق مجلس الوزراء الهندي على معالجة سوء التغذية المنتشر على نطاق واسع بتقديم دعم للمواد الغذائية لثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة وهي خطوة قد تزيد التأييد للحكومة لكنها تنطوي على مخاطر بالنسبة الى اقتصاد البلاد المتعثر، كما دعمت التنمية الزراعية في البلاد من خلال زراعة الفراولة الوافد الجديد في الهند الى جنب المحاصيل ألاخرى مثل القمح والارز والخضر، من جانبها تسعى الحكومة الهندية بتشريع قوانين جديدة تمنح الأقليات حصة "كوتا" في التعيينات والتعليم من المسلمين لاجتذاب أصوات الناخبين وتعد هذه الطبقة الاشد فقرا، إذ يحتل الصوت المسلم أهمية كبيرة في الانتخابات الهندية المرتقبة عام 2012، وخاصة في ولاية "ايتار براديش" الأكبر حجماً بين ولايات الهند. بينما اختارت بريانكا غاندي الدخول الى عالم السياسة فانضمت الى حملة الانتخابات في أهم ولاية سياسيا في الهند لتضفي بريقا علي سباق يشهد تنافسا صعبا هذا العام.  

وعلى الرغم من هذا الازدهار الاقتصادي النسبي يعاني هذا البلد من عدة ازمات في المجال الاجتماعي كالفقر المدقع الذي يتركز في طبقات اجتماعية معينة، والطقوس العشائرية التي تسجل من وقت لاخر عمليات تقديم اضاحي بشرية في الهند المتجذرة بالدين والخرافات ولا سيما في المناطق لفقيرة حيث يؤمن بعض السكان بالسحر. ناهيك عن الظواهر العنف والقمع للنساء خاصة من خلال الضرب والاعتداء الجنسي والاغتصاب وغيرها من الآفات الاجتماعية الاخرى ، كما وصفه كتاب "بيهايند ذي بيوتيفل فوريفرز" للصحافية الأميركية كاثرين بو التي أمضت وقتا طويلا في مدينة الصفيح يبين الوجه الآخر للهند الحديثة. في حين شكل قانون اعتمار الخوذة  جدلا واسع بين مكونات المجتمع الهندي الذي يعرض حياة النساء للخطر.

الوجه الآخر للهند الحديثة

جرذان مقلية للعشاء وأم تقتل طفلها بإغراقه وعمليات انتحار وفساد وإدمان كحول... إنها يوميات سكان مدينة صفيح في بومباي كما يصفها كتاب رحب به النقاد يظهر الوجه الاخر للهند الناشئة، وبعد شهر على صدور كتاب "بيهايند ذي بيوتيفل فوريفرز" للصحافية الأميركية كاثرين بو التي أمضت وقتا طويلا في مدينة الصفيح أناوادي بين العامين 2007 و2011، يتساءل السكان عن التأثير الذي سيحدثه الكتاب، وتقول الهندية مانجو واغيكار البالغة من العمر 23 عاما والتي يروي الكتاب قصتها "قرأت الكتاب وأحببته مع أنه أبكاني، في الكتاب نقرأ أن والدها غائب ومدمن كحول وأن صديقتها المفضلة توفيت بعد ابتلاعها السم وأن والدتها آشا هي من المسؤولين المحليين وتقيم علاقات مع رجال عدة لتزيد نفوذها وتعاشر عناصر من الشرطة عنيفين وسياسيين فاسدين، وتضيف الشابة التي تسكن مدينة الصفيح المؤلفة من حوالى 330 كوخا والواقعة قرب مطار بومباي الدولي خلف فندق حياة ريجنسي "إنه واقع وليس خيالا"، وتعلم مانجو في مدرسة خمس ساعات يوميا وتعطي دروسا مجانية في اللغة وتدرس الأدب الانكليزي بالمراسلة في جامعة بومباي، وتشير مانجو إلى إنها تماما كسكان أناوادي البالغ عددهم ثلاثة آلاف، تثق بكتابات الصحافية كاثرين بو التي حصدت جوائز عدة والتي تكتب اليوم في مجلة "نيويوركر" بعدما عملت في صحيفة "واشنطن بوست". وتقول "لقد وصفت حالي كما هي"، وتضيف بخجل أن ما يذكره الكتاب عن والدتها وعن "علاقاتها والفساد صحيح أيضا. هكذا هي الحياة هنا. إنها أم عزباء وفعلت ذلك لأنها مسيرة. هي تحمينا"، وأشادت الصحافة الأجنبية والهندية بالكتاب، فاعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "عمل مذهل" فيما كتبت صحيفة "بيزنيس ستاندرد" الهندية أنه "أجمل نص وثائقي عن حياة الأكثر فقرا في الهند الحديثة"، ولا تكترث والدة مانجو كثيرا لطريقة وصفها في الكتاب الذي يروي أنها تستغل الجمعية التي أنشأتها للحصول على آلاف الدولارات من الحكومة بغية تمويل مدارس... غير موجودة، وتقول بينما تجلس في كوخها مرتدية ثوبا تقليديا رائعا ومجوهرات من ذهب "هذا لا يغير شيئا بالنسبة إلينا، حياتنا ستبقى كما هي. بغياب زوج يدعمني، أفعل كل ما يمكنني فعله من أجل عائلتي. إنها قصة أم تربي ثلاثة أولاد بمفردها في مدينة صفيح". بحسب فرانس برس.

ومن القصص الأخرى المذكورة في الكتاب قصة عائلة حسين المتهمة ظلما بقتل جارتها فاطمة خلال شجار حول ترميم الحاجز الذي يفصل بين الكوخين، ويروي أختار حسين أن والديه وشقيقه عبدول مثلوا أمام المحكمة طوال سنوات وخسروا كل أموالهم بسبب النفقات القانونية والرشاوى المقدمة إلى الشرطة، ويقول هذا المراهق أن الكتاب لن يغير حياة المشردين والعمال في مدينة الصفيح "فوحدهم الأجانب هم الذين سيقرأونه وليس السياسيين المحليين"، وقد حرصت كاثرين بو الحائزة جائزة بوليتزر التي تعتبر أهم جائزة في مجال الصحافة الأميركية على ذكر أسماء كل الأشخاص الذين شملهم كتابها. وتقول "ذكرت الأسماء وكتبت عن الفساد بالتفصيل كي أسلط الضوء على الظلم وأساهم في تحسين الوضع على المدى الطويل"، وأضافت "عندما كانت مدينة الصفيح هذه مجهولة، كانت أعمال العنف فظيعة تمر بلا عقاب والأبرياء يتهمون بارتكاب جرائم شنيعة والمرضى يرسلون إلى مستشفيات يسعى الأطباء فيها إلى سرقة أموالهم".

مكافحة الجوع

وافق مجلس الوزراء الهندي على معالجة سوء التغذية المنتشر على نطاق واسع بتقديم دعم للمواد الغذائية لثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة وهي خطوة قد تزيد التأييد للحكومة لكنها تنطوي على مخاطر بالنسبة الى اقتصاد البلاد المتعثر، وقال وزير كبير طلب عدم نشر اسمه ان مشروع القانون سيرسل الى البرلمان، وأضاف "أجيز مشروع قانون الامن الغذائي، ويحظى الائتلاف الحكومي بقيادة حزب المؤتمر بأغلبية برلمانية تهيئ فرصة جيدة لاقرار مشروع القانون الذي تقدر كلفته بمليارات الدولارات قبل الانتخابات المقررة أوائل العام القادم في ولاية أوتار براديش الفقيرة والمهمة سياسيا، ويهدف البرنامج الجديد الى التصدي لمعدلات سوء التغذية لدى الاطفال التي تعد أسوأ من مثيلاتها في افريقيا جنوبي الصحراء لكن منتقدين يقولون انه مع تباطؤ النمو وزيادة العجز المالي في ثالث أكبر اقتصاد في اسيا يتسم توقيت مشروع القانون بعدم تقدير المسؤولية، وقال دي.اتش. باي بانانديكار رئيس مؤسسة ار.بي.جي الخاصة للابحاث الاقتصادية قبل موافقة مجلس الوزراء على مشروع القانون "الاقتصاد قد يكون في حالة سيئة لكن الحقيقة هي ان الانتخابات قادمة، "أي سياسة يقرونها الان سترمي الى تحقيق بعض المكاسب السياسية. حين تفكر في تأثير ذلك على المالية العامة تعرف ان الحكومة لا تفكر في الغد، وساعدت برامج خاصة بالرفاهة الاجتماعية في المناطق الريفية حزب المؤتمر وحلفاءه على العودة للسلطة قبل ثلاث سنوات. بحسب رويترز.

ويقدم مشروع القانون الجديد حبوبا مدعومة الى 75 في المئة من سكان الريف ونصف سكان المناطق الحضرية الذين يعتبرون فقراء الى حد لا يطيقون معه كلفة التغذية السليمة. وقد يصل العدد الاجمالي للمستفيدين من البرنامج الى 810 ملايين نسمة، وتدعم سونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر وابنها راهول غاندي الذي يقود حملة الحزب الانتخابية في ولاية اوتار براديش مشروع قانون الامن الغذائي وقوانين أخرى لها أهداف خاصة بالرفاهية الاجتماعية، وتقول وزارة الزراعة ان الدعم المقترح يضاعف تكلفة برنامج قائم حاليا تباع بموجبه حبوب وبقوليات بأسعار رخيصة لقرابة 180 مليون أسرة فقيرة، وأنفقت الحكومة الهندية العام الماضي 12 مليار دولار أو واحد في المئة من الناتج المحلي الاجمالي على ذلك البرنامج، وتسعى الهند الى خفض العجز المالي الى 4.6 في المئة في 2011/2012 الا ان صانعي السياسة يقولون انه سيكون من الصعب تحقيق هذا الهدف.

الفراولة تبحث عن مكان في الهند

للمزارع الهندي شريباتي نانا جادهاف أسباب وجيهة كي يكون مغرما بالفراولة.. فقد مولت بناء منزله البسيط الشاسع المساحة قرب محطة بانتشجاني الجبلية بغرب البلاد وسمحت له بالحاق أبنائه الاربعة بالجامعة، ظل جادهاف يزرع الفراولة لأكثر من 30 عاما مستغلا الطقس المعتدل وقال المزارع البالغ من العمر 62 عاما وهو يجلس على فراش في منزله يحتسي الشاي "الارباح التي جنيتها من الفراولة ساعدتني على جعل أبنائي الذكور الثلاثة مهندسين، ومضى يقول "في البداية قمت ببناء غرفة وعندما بدأت الفراولة تحقق لي أرباحا وسعت منزلي من خلال بناء غرف (اضافية)، والهند واحدة من أكبر الدول المنتجة للقمح والارز والذرة لكن انتاجها لا يذكر في السوق العالمية من الفراولة اذ يبلغ انتاجها أكثر من أربعة ملايين طن سنويا بينما الولايات المتحدة هي أكبر منتج وواحدة من أكبر المستهلكين في العالم، ومن أسباب الانتاج المحدود للهند من هذه النوعية من الفاكهة قلة المناطق التي بها مناخ معتدل وأيضا لان نقلها يمثل صعوبة بالغة في ظل الطرق المليئة بالحفر والاختناقات المرورية وشبكة السكك الحديدية التي لا يعتمد عليها. بحسب رويترز.

وقال جادهاف "طوال أكثر من 30 عاما ظللت أزرع الفراولة. ظل هذا المحصول يعطيني بشكل متواصل أرباحا طيبة.. أفضل من محاصيل أخرى مثل القمح والارز والخضر، وشهد انتاج الفراولة في الهند ما يشبه الثورة عام 1992 مع ادخال بذور من كاليفورنيا مما حسن من انتاج المحصول وجودة الثمار. كما تحسن الري، ويقول كريشنا بهيلاري نائب رئيس رابطة عموم الهند لزارعي الفراولة ان زيادة شعبية الفراولة في الهند مسألة وقت فقط لدى الهنود الذين يشتهرون بولعهم بكل ما هو حلو المذاق لكن بالنسبة للفراولة حتى الان فان كل ما يفعلوه هو استخدامها في المربى للسائحين حتى يتناولونها على خبز التوست، وقال "لم تعد فاكهة غريبة بالنسبة للمستهلكين. انهم يعرفونها ويريدون أكلها."

أصوات المسلمين

أقرت الحكومة الهندية قانوناً جديداً يمنح الأقليات حصة "كوتا" في التعيينات والتعليم، في خطوة ينظر إليها على أنها وسيلة من قبل الحزب الحاكم لاجتذاب أصوات الناخبين المسلمين في الولايات الرئيسية، وبموجب القرار الجديد ستحصل الأقليات على حصة 4.5 في المائة من فرص التوظيف والتعليم ضمن الحصة المخصصة حالياً للطبقات الأشد فقراً، والمقدرة بنحو 27 في المائة، والتي كانت بشكل عام مخصصة لطبقة "داليت" الأشد فقراً في البلاد وفق التقسيم الهندي التقليدي، ويحظر الدستور الهندي التمييز بين الأفراد على أساس الدين، ولكن القرار الجديد سيمنح الأقليات الأقل حظوة اقتصادياً واجتماعياً، على غرار المسلمين والسيخ والمسيحيين والبوذيين والزرداشتيين، فرصة الانخراط في برامج تعود بالنفع عليهم، ويتوقع أن تستفيد الشريحة الإسلامية أكثر من سواها من القرار الذي جاء بناء على توصية من "الهيئة الوطنية للأقليات الدينية واللغوية. بحسب السي ان ان.

إذ يسجل بين المسلمين وجود عدد كبير ممن يمكن تصنيفهم ضمن الطبقات الفقيرة، ويحتل الصوت المسلم أهمية كبيرة في الانتخابات الهندية المرتقبة عام 2012، وخاصة في ولاية "ايتار براديش" الأكبر حجماً بين ولايات الهند، وقد سبق لحزب "المؤتمر" الحاكم في الهند أن فاز بـ21 مقعداً من مقاعد الولايات بالانتخابات الأخيرة عام 2009، ولكن شعبيته فيها تشهد تراجعاً مستمرا، ويشكل المسلمون 18 في المائة من سكان الولاية الذين يتجاوز عددهم 200 مليون شخص.

طقوس عشائرية

قتلت طفلة هندية في السابعة من عمرها في طقوس عشائرية وقدم كبدها الى الالهة لتحسين المحاصيل على ما قالت الشرطة في ولاية شاتيسغاره في وسط البلاد، وعثر على جثة لاليتا تاتي بعد اسبوع على ابلاغ عائلتها عن اختفائها، وقال ناريان داس مسؤول الشرطة في اقليم بيجابور "تمت التضحية بالفتاة البالغة سبع سنوات من قبل شخصين يعتقدان ان فعلتهما ستؤدي الى محاصيل افضل"، واوقف الرجلان للاشتباه بقتلهما الطفلة وتقديم كبدها الى الالهة في مراسم رهيبة. وقالت الشرطة ان الرجلين اعترفا بجريمتهما، وتسجل من وقت لاخر عمليات تقديم اضاحي بشرية في الهند المتجذرة بالدين والخرافات ولا سيما في المناطق لفقيرة حيث يؤمن بعض السكان بالسحر. بحسب فرانس برس.

مراحيض الجيش الهندي

المراحيض التي تصممها هيئة ابحاث الدفاع الهندية للقوات المسلحة المنتشرة على الكتل الجليدية في اعالي جبال الهملايا، لا تحتاج الى طرادة مياه وتعرف باسم "بايو-دايجستر" وهي باتت متوافرة الان للشركات والولايات الفقيرة، وهذه المراحيض هي من بين 200 تقنية طورتها منظمة البحث والتطوير في مجال الدفاع ووافق اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية على عرضها للبيع، ومنذ تشرين الأول/أكتوبر، دخلت المنظمة في شراكة مع غرفة التجارة الوطنية تمتد على أربع سنوات بهدف ترويج الاستخدام المزدوج للمنتجات العسكرية في إطار مبادرة تعهد بتنفيذها رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في العام 2008 وترمي إلى إفادة الشعب من منافع تكنولوجيا الدفاع، على حد قول مسؤولين حكوميين، وسرعان ما طرحت مراحيض "بايو-دايجستر" للبيع في أوساط الحكومات الإقليمية والشركات الخاصة، شأنها في ذلك شأن 10 منتجات أخرى ابتكرتها منظمة البحث والتطوير في مجال الدفاع، بحسب ما شرح أحد المسؤولين في وزارة الدفاع، وقال نيرانكر ساكينا المدير التنفيذي لمركز تسويق التكنولوجيات التابع لاتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية الذي يدير هذا المشروع "نسعى إلى ان نطرح في الأسواق أي تقنية غير مصنفة قد تعود بالنفع على المجتمع"، وقد قامت وحدة تابعة للمنظمة في مدينة غواليور الهندية بتصميم هذا المرحاض الذي يمزج ما بين الجراثيم المتكاثرة ذاتيا وروث البشر في أحواض خاصة لانتاج الماء وغاز الميثان، وهو قد صمم خصيصا للقوات الهندية المنتشرة في منطقة سياشن الجبلية الواقعة على علو 6300 متر في منطقة كشمير المتنازع عليها حيث قد تتدنى الحرارة إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر، وبحسب الخبراء، ينتشر خمسة آلاف جندي في هذه المناطق الجليدية حيث استتب الأمن منذ العام 2003 بعد إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع باكستان، وقد ابتكرت هذه الفكرة "منذ 15 عاما بسبب تلوث الأنهر الناجم عن ذوبان الثلوج التي كان الروث يطمر فيها"، على ما شرح العالم فيجاي فير من إحدى الوحدات التابعة لمنظمة البحث والتطوير في مجال الدفاع. بحسب فرانس برس.

وقد تم العثور في الأصل على الجراثيم المستخدمة في المراحيض الجبلية في انتاركتيكا لكن من الممكن أيضا اعتماد سلسلة أخرى من الجراثيم تتماشى مع المناخ الحار في السهول المدارية الهندية حيث تشتد الحاجة إلى مرافق صحية، وأفاد نيرانكر ساكينا المدير التنفيذي لمركز تسويق التكنلوجيات التابع لاتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية بأن إقليم لكشديب الهندي وهو أرخبيل يضم عدة جزر طلب 12 ألف مرحاض بسعر 550 دولارا للوحدة في إطار مشروع إعمار واسع، ومن بين المنتجات الأخرى التي تعتزم المنظمة تسويقها دروع حرارية للقطارات والسيارات ونوافذ تتحكم بالضوء ومواد طاردة للبعوض ورزم طبية لمكافحة حمى الضنك وحمى شيكونغونيا. كذلك، تعتزم المنظمة تسويق رذاذ ضد العث وطفايات حريق بأسعار معقولة بالإضافة إلى مرهم يدهن ليلا ضد البعوض. وتعلق المنظمة آمالها على أنسجة من شأنها أن تحسن المطاطية قد تستخدم بحسب الباحثين العسكريين في الصدريات أيضا.

بريانكا ابنة راجيف غاندي

انضمت بريانكا غاندي الى حملة الانتخابات في أهم ولاية سياسيا في الهند لتضفي بريقا علي سباق يشهد تنافسا صعبا وتجتذب الاضواء من شقيقها راهول الوريث الواضح لسلالة نهرو-غاندي الحاكمة، وبقيت بريانكا (40 عاما) التي تحمل أوجه شبه شديدة مع جدتها رئيسة الوزراء السابقة انديرا غاندي التي كانت تعرف بلقب "المرأة الحديدية في الهند" بعيدة في الاغلب حتى الان عن أروقة السياسة الهندية، وترأس والدتها سونيا غاندي الايطالية المولد حزب المؤتمر الحاكم. ويجري اعداد شقيقها الاكبر راهول لتولي القيادة حيث يراهن بقوة على اداء الحزب في ولاية اوتار براديش في الانتخابات وستكون مؤشرا حاسما في الانتخابات العامة التي ستجري في غضون عامين، ولم تجتذب حملة راهول في منطقة يعصف بها الفقر بولاية اوتار براديش اهتماما اعلاميا كبيرا حيث ركزت شبكات الاخبار على اخته التي يرى كثيرون انها الزعيم الطبيعي للحزب الذي فقد منذ فترة طويلة هيمنته على الساحة السياسية في الهند. بحسب رويترز.

لكن بريانكا اوضحت انها ستقوم بحملة في اكبر الولايات تعدادا للسكان (200 مليون نسمة) من اجل شقيقها، وقالت في اجتماع مرتجل مع عمال مصنع عاطلين في دائرة امها الانتخابية راي باريلي "اذا اراد راهول ان اقوم بالحملة فانني سأفعل ذلك". وأضافت "سوف أفعل أي شيء يريد مني ان أفعله.

مدرسة لتعليم آداب السلوك

ففي مدرسة خاصة في الهند، يقلد منتسبون يطمحون إلى دخول عالم السياسة هتافات حشد خيالي من المؤيدين فيفتحون أذرعهم ويضغطون راحات أيديهم فوق رؤوسهم، وتشرح مديرة مدرسة بريا ووريك لتعليم آداب السلوك في العاصمة الهندية نيو دلهي أن "هذه الحركة تعني أنك تريد أن تعترف بالحشود وبانتمائها إليك، وبعد أن كانت المدرسة مخصصة في الأساس للمتزوجات حديثا ولزوجات رجال الأعمال الراغبات في تطوير مهاراتهن الخاصة بحسن الضيافة، أصبحت مؤخرا تستقطب السياسيين الراغبين في استقطاب عدد كبير من الأصوات، وتقول بريا ووريك "نستقبل مؤخرا أشخاصا كثيرين ينتمون إلى أحزاب سياسة مختلفة"، وتضيف "لا يدركون مدى أهمية لغة الجسد لكنهم متحمسون للتعلم"، وتشير ووريك إلى أن السياسيين الهنود الذين يلجأون إلى مستشارين لتحسين صورتهم هم قلائل وأن معظمهم يعتمدون على نصائح الموظفين الحكوميين الذي هم "أذكياء جدا لكنهم لا يملكون أدنى فكرة عن آداب السلوك المهنية"، في الصف، يؤدي المنتسبون أدوارا مختلفة بغية اختبار طريقة التصرف في مواقف مختلفة خلال الحملات الانتخابية، مثل زيارة مؤيد صاحب نفوذ أو مزارع فقير، وتقول ووريك التي تعلمت أصول المهنة في مدرسة سويسرية من الطراز الأول، "يشعر بعضهم بأنهم يفتقرون إلى سرعة البديهة خلال إجابتهم عن الأسئلة"، وتتابع "نعلمهم كيف يتهربون من الأسئلة المحرجة وكيف يجيبون بثقة وبودية في الوقت نفسه". يذكر أن التثاؤب والتجشؤ وحك الأنف هي من الممنوعات بالنسبة إلى الطبقة السياسية، وتشرح ووريك "ينبغي توخي الحذر الشديد لأن أية حركة قد تفسر على أنها انعكاس للأفكار التي تدور في الذهن، وتحرص ووريك على حماية طلابها فتأبى الكشف عن أسمائهم ولا تسمح لأي كان بطرح أسئلة عليهم مباشرة، وعلى الرغم من أن المدرسة تستقطب عددا كبيرا من السياسيين، إلا أن نشاطها الأساسي ما زال يتركز على الزبائن الراغبين في تطوير مهاراتهم الاجتماعية، ولا سيما النساء، وقد ارتفع الطلب على خبرة ووريك نتجية الازدهار الاقتصادي السريع ونمو الطبقة الوسطى وارتفاع عدد الهنود الذين يشغلون مناصب في الخارج في شركات كبيرة متعددة الجنسيات. بحسب فرانس برس.

ومن الحصص المتوافرة في المدرسة حصة تتضمن محاضرات حول أهمية "الأحاديث الصغيرة" ومعلومات مفيدة حول آداب المائدة، وفي البلدة، تستعد مدرسة أخرى تحمل اسم المدرسة الدولية لآداب السلوك، لإطلاق حصة مماثلة لكن المنتسبين إليها هم نساء يسعين إلى تأسيس شركاتهن الخاصة، وتدير المدرسة مونيكا غارغ التي تنظم ورش عمل حول آداب السلوك في الشركات والمؤسسات لكليات الأعمال وطلاب إدارة الأعمال والعاملين في قطاعي الضيافة والبيع بالمفرق اللذين يشهدان انتشارا في الهند حاليا، وتشير غارغ إلى أن المنتسبين إلى مدرستها يتمتعون بمستوى علمي جيد وبكفاءة مهنية لكن معظمهم يشعرون بأنهم يفتقرون إلى مهارات التواصل الاجتماعي، وتقول إن "مستوى الوعي في ما يتعلق بالصورة والثقة بالنفس أكبر بكثير اليوم مما كان قبل عشر سنوات، وتشير نامراتا خانا (24 عاما) إلى أن الحصة شملت مسائل لم يتم التطرق إليها مطلقا في كلية الأعمال، مثل اللباس الملائم لاجتماع مع زبون في فندق خمس نجوم والتبرج المناسب، وتختم بالقول "تعلمت الكثير هنا، بما في ذلك الأمور البديهية مثل المصافحة".

قانون يعرض حياة النساء للخطر

صباح كل يوم، تنسل بريا ماهيندرو (25 عاما) بدراجتها النارية في زحمة سير نيودلهي الخانقة، متوجهة إلى عملها.. وفي حين يفرض القانون على الرجال اعتمار الخوذة، يحق للشابة عدم ذلك كونها امرأة، لكن الأصوات بدأت تتعالى على خلفية النتائج المترتبة عن هذه الخاصية القانونية.. ففي كل عام، تقضي آلاف النساء أو تتأذى في حوادث سير بعد تعرضهن لإصابات دماغية رضحية، ويرى بعض المراقبين أن هذا القانون يشكل مجرد انعكاس مؤسف للقيم الأبوية في المجتمع الهندي حيث يفضل الفتيان على الفتيات، لافتين إلى أن المرأة تعتبر بالتالي أقل شأنا من الرجل وأن حياتها أقل قيمة من حياته، بالنسبة إلى نساء من أمثال بريا ماهيندرو، يتعلق الأمر باعتبارات جمالية. وإلى حين يلزمهن القانون باعتمار خوذة، فإن الشابة سوف تبقي شعرها متدليا على الطرقات التي تعتبر من الأشد خطورة حول العالم.

وتبرر قائلة عند وصولها إلى مكان عملها في وسط العاصمة، أن الخوذة "تتلف تسريحتي"، وتشرح "لا أعتمر خوذة لأنها تجعلني أشعر بأنني أختنق. تجعلني أشعر بالحر، لذا لا أفكر حقا بموضوع السلامة"، في العام 1988 وضع قانون فدرالي للمركبات الآلية، اشترط ضرورة أن يعتمر سائقو الدراجات خوذة. لكن ذلك أثار استنكارا في أوساط السيخ إذ يتعارض مع ديانتهم التي تحرم اعتمار أي غطاء للرأس باستثناء العمامة، وفي ما بعد، رأت حكومة ولاية نيودلهي أنه يستحيل تمييز امرأة من السيخ (التي نادرا ما تعتمر عمامة) عن أخرى من أتباع ديانة مختلفة. وبالتالي جعلت اعتمار الخوذة اختياريا لجميع النساء، في العام 2010، قضى نحو 134 ألف شخص في حوادث سير في الهند، أي ما يعادل نحو 370 ضحية في اليوم الواحد، بحسب ما تفيد البيانات الأعلى عالميا والتي أصدرها المكتب الوطني للجريمة، في نيودلهي، حيث تسجل نسبا كبير من القيادة المتهورة والقيادة تحت تأثير الكحول، قضت 64 امرأة خلال العام 2010 في حوادث سير دراجات نارية و50 امرأة خلال العام الذي سبقه، ويوضح سانجيف بهوي وهو طبيب في مستشفى "أيمس" الحكومي، ان لهذا القانون أثره على عدد النساء اللواتي يتعرضن لحوادث سير، من دون أدنى شك، فيقول لوكالة فرانس برس "نستقبل يوميا حالات إصابات دماغية رضحية خطيرة، خصوصا من النساء والأطفال". بحسب فرانس برس.

ويشدد على أنه "لا بد أن تعتمر النساء خوذة، ليس فقط لمصلحتهن الشخصية، بل من أجل عائلاتهن أيضا"، بالنسبة إلى الكاتبة أنتارا دف سن، يأتي هذا القانون ليترجم إلى أي حد تعتبر النساء مواطنات من الدرجة الثانية، فتقول "في الهند، تتم برمجة النساء حتى لا يعرن أنفسهن أي انتباه". وتوجز "كي تكون المرأة صالحة، عليها أن تهمل نفسها"، والكاتبة منخرطة إلى جانب عدد من الناشطين في حملة تهدف إلى تحسين الوضع القائم، في حين أن الشرطة ووجوه من الوسط الطبي قدموا التماسا أمام المحكمة العليا في دلهي، وكانت حكومة نيودلهي قد عمدت الشهر الماضي إلى تشديد التشريعات الخاصة بالسلامة على الطرقات، وقد رفعت كذلك قيمة الغرامات المتعلقة بعدم اعتمار سائقي الدراجات خوذا تحترم المواصفات المناسبة، فاعتبرت هذه الخطوة تقدما نحو تغيير في القانون، لكن أي شيء لم يتحقق في نهاية المطاف. ويعود ذلك بجزء منه إلى الخوف من أن يعمد السيخ إلى تصويت معارض خلال الانتخابات المحلية المقبلة، وقد أكد باراجميت سينغ سارنا وهو رئيس منظمة بارزة للسيخ في دلهي، أنهم سوف يعترضون بشكل قاطع على أي تغيير تشريعي في هذا الإطار، وقال "نعتبر الخوذة قبعة كسواها من القبعات، وهذا أمر تحظره ديانتنا". وأكد أنه في حال رغبت امرأة من السيخ بدافع السلامة، أن تعتمر خوذة، "فلن يكون هناك اعتراض".. لكن ضوءا أخضر عاما سيؤدي إلى عملية استنكار واسعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/نيسان/2012 - 30/جمادى الأولى/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م